الفصل الثاني

2270 Words
داني : الرجل منا لا تضعفه سوى امرأة ، لا يرديه قتيلا سوى الحب ، و أنا شاكر أنني واعي جدا لما يحصل حولي ، أحلامي ستثبطها امرأة إن دخلت لحياتي و ثبتتْ نفسها بها لذا بالنسبة لي المرأة و الأنثى عموما لم تخلق سوى للمتعة ، أنا لا أجبر أي فتاة على مرافقتي بل أحيانا هن من يتوددن لي و أنا رجل ...... رجل له احتياجاته و رغباته مرّ أسبوع على قضائي ليلة مع مساعدتي ، بعدها أصبحت مثلها مثل أي امرأة في الطريق أصادفها و بمجرد أن أمر لا يبقى لها أي أثر بعقلي ولا حتى أتذكر أنني رأيتها ، و ريبيكا لم أعد حتى أنظر لها ، كل ما يكون بعيدا عن المتناول يكون مرغوب و ما إن يصبح باليد سيكون غير مغر ......... يصبح ممل جدا فتح باب المصعد و أنا تقدمت أسير بالرواق نحو مكتبي ، وصلت بعد مدة و بمجرد أن دخلت وقفت مساعدتي الشقراء و أنا اقتربت من الباب و تحدثت " لا تدعي أي أحد يدخل " " حسنا سيدي " دخلت و أقفلت الباب ثم تقدمت لمكتبي مبعدا سترتي ، جلست و فتحت حاسوبي و مباشرة ولجت لبريدي الالكتروني و يفترض أن رد مختبر جامعة واشنطن الكميائي يكون قد وصلنا و لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد رد و هذا جعلني أشعر بالاستياء حملت سماعة الهاتف و تحدثت لمساعدتي " اتصلي بمدير المختبر الكميائي لجامعة واشنطن و صليني به " " حالا سيدي " أقفلت السماعة و انتظرت قليلا حتى رن هاتف مكتبي و عندما أجبت كانت مساعدتي " السيد روبنسن على الخط " " حسنا " و ما هي سوى ثواني حتى تحول الخط و تحدثت أنا " سيد روبنسن ؟ " " مرحبا سيد بارك " " آسف على الاتصال و لكن نحن بحاجة نتائج العينات التي أرسلناها للمختبر " " العينات لم تصلنا سوى أمس سيد بارك و هي تحتاج للوقت " عندها عكرت حاجبي بسخرية مغلفة بالغضب " ماذا ؟ .... كيف لم تصلكم سوى أمس نحن أرسلناها منذ أكثر من أسبوع " " نحن لم يصلنا شيء سوى أمس " ا****ة ألا يفترض أنني أشرفت على الأمر بنفسي ؟ " حسنا .... يبدو أن هناك بعض الأخطاء وقعت لنا ، آسف على الازعاج سيد روبنسن و لكن هلا خدمتني و قمتم بتحليل العينات فنحن مضغوطون بالوقت ؟ " " سوف أتدبر الأمر " " شكرا لك " " العفو هذا واجبنا " أقفلت الاتصال و شعرت بالغضب ينتابني و ما هي سوى بضع ثواني حتى رن هاتف المكتب و عندما أجبت تحدثت مساعدتي " سيد بارك السيدة ميلر تطلب رؤيتك في مكتبها " " أخبريها أنني قادم " أقفلت السماعة و استقمت متمتما بحنق " ا****ة ....... سوف أجعل من تسبب في التأخير يدفع الثمن " حملت سترتي و لبستها ثم غادرت مكتبي مستقلا المصعد نحو مكتب جدتي ، وصلت بعد فترة ليفتح أبوابه فخرجت و توجهت نحو المكتب و مساعدتها وقفت بسرعة " انها في انتظارك سيدي " أومأت ثم اقتربت أكثر و طرقت الباب و عندما سمعت صوتها فتحته و دخلت ، ابتسمت لي و استقامت و أنا اقتربت منها ففتحت لي ذراعيها و أنا تحدثت بعدما وقفت أمامها " نحن في مكان عمل سيدة ميلر " لكنها ضمتني و ربتت على ظهري " ولد غ*ي أنا الرئيسة و أفعل ما يحلو لي " ابتسمت و بادلتها العناق ثم ابتعدت و حدقت بوجهي بفخر و تحدثت " أخبرني هل وصلت النتائج ؟ " عندها شعرت بابتسامتي تخفت و نفيت " للأسف سوف تتأخر أكثر " عكرت حاجبيها و نبست بتساؤل " و لكن ألم تقل أنها ستصل اليوم كأقصى تقدير ؟ " " بلى و لكن تبين أن العينات لم تصلهم سوى أمس " " أمس ؟ " " أعتقد هناك تلاعب أو محاولة تخريب أو تأخير و أنا سوف أكتشف الأمر بنفسي " تن*دت و ملامحها أصبحت منزعجة أكثر و أكثر صرامة " أشرف على الأمر بنفسك .... اذهب لواشنطن أولا و بعد العودة سوف نكتشف من المتسبب " لا أعتقد أنها لا تعرف من المتسبب ، إنه روبرت فمشروع المختبر هو مشروعي و من اقتراحي ، إنه المشروع الذي سوف يرفع من مجموعتنا أكثر و تصبح أكبر مهدد لأشهر شركات التجميل بأوروبا و هذا يعني أنني سأرتقي معها و آخذ منصب الرئيس عن جدارة و كل هذا ليس بصالحه " حسنا جدتي ..... و لكن عندما أتأكد من الفاعل سوف أطلب أن تمنحيني كل الصلاحية للتصرف معه " و هي أومأت لتربت على ذراعي ، حركتها مفهومة فهي بنفسها سوف تحاول طمس أي أثر لجريمته و لكنني لست بتلك السهولة يا جدتي " سوف أغادر بعد اجتماع مع شركائنا الكوريين " " انتبه لنفسك ابني .... " " أنا راشد جدتي " " أعلم " قالتها و اقتربت لتضمني و ربتت على ظهري ، بادلتها مرة أخرى العناق ثم ابتعدت و قبلت جبينها و غادرت مكتبها ، قبل أن أصل إلى مكتبي اتصلت بأحد أوفى رجالي و مساعدي الفعلي ، جوزيف ، أقفل باب المصعد و هو أجاب " نعم سيدي " " أريد أن تجمع لي دلائل سبب تأخر نقل العينات من مختبرنا الجديد " " متى تحتاجها سيدي ؟ " " اجمعها قبل أن تتدخل جدتي و تفسدها و احتفظ بها إلى أن أعود من واشنطن " " أمرك سيدي " أقفلت الاتصال و المصعد فتح فخرجت لأسير بالممر و مساعدتي سارت ناحيتي و تحدثت بينما تحمل ملفا " شركاءك من كوريا في قاعة الاجتماعات سيدي " أومأت و أخذت منها الملف و عرجت لقاعة الاجتماعات ، كوريا الآن رائدة في مواد العناية بالبشرة و تحقق نجاح خصوصا عند دمج الوصفات التقليدية و جعلها بطابع حديث و عصري و هذا ما دفعني لطلب شراكة أحد أكبر الشركات هناك المختصة بهذا المجال حتى يكون منتوجنا للتجميل و العناية و بدون أن يسبب أي أضرار ........ على الأقل أستفيد بشيء من كوني آسيوي و أتقن اللغة * تمانا : انتهينا و افترقت الطرق ، كل اختار مساره و لكن أنا لم أختره بل أجبرت عليه ، سرقوني من أحلامي و وضعوني داخل كابوس يجب أن أتعايش معه ، علي أن أنفي حقيقة أنه كابوس و أجعل الأمر بداية حياة جديدة أعيشها لنفسي فقط ......... أنا و أنا بدون أي أحد فلا أحد سيحب أن يقحم نفسه مع امرأة عقيم مثلي اليوم استيقظت بعد ليلة طويلة من البكاء ، الطلاق وقع و رونالد تزوج بتلك المرأة بسرعة و أنا يجب أن أواصل حياتي ، فكرت كثيرا و وصلت لقرار مهم ، يجب أن أغادر هذا المكان ، لا يجب أن أبقى في واشنطن ..... لا أريد أن أصادفه و هو يحمل طفلته و يمسك بكف زوجته ، لا أريد ن أرى أي أحد في مكاني لذا أنا سوف أبحث عن وظيفة في مدينة أخرى ليست بعيدة كثيرا حتى أتمكن من زيارة والديّ ، أخذت حمامي و غيرت ثيابي ، بنطال بني قاتم و قميص خيطي عنقه مفتوح ، ثم حملت معطفي و حقيبتي و نزلت حتى أذهب لعملي ، نزلت الدرج و توجهت نحو المطبخ أين وجدت أبي و أمي يجلسان في انتظاري كعادتهما منذ عدت ، و أمي بأمل متلاشي تحدثت " هل ستذهبين للعمل ؟ " أومأت و أنا أقف بقرب الباب " أجل .... الحياة تستمر " " بالتأكيد الحياة تستمر ..... إنها لا تتوقف عند أي أحد صغيرتي " ابتسمت لها و التفت حتى أغادر عندها عاد صوتها بلهفة يتحدث " تمانا ألن تتناولي فطورك ؟ " التفت و نفيت " لا أمي .... ليست لدي رغبة " عندها تحدث أبي و بدت الحرقة في صوته و نظرته لي " صغيرتي أنظري لنفسك .... لقد فقدت الكثير من وزنك و هذا سيؤثر على صحتك " حدقت بأمي و نظرتها لم تكن أقل حرقة من نظرته عندها أخبرت نفسي ، فليذهب كل شيء للجحيم ، فلتذهب تلك السعادة الزائفة نحو الظلام لأنني أملك ما لا يمتلكه غيري ، حتى و إن لم أستطع تأسيس أسرة فأنا أمتلك عائلة بالفعل ولا يجب أن أفرط بها ولا بأي دقيقة أقضيها برفقتهما ابتسمت ثم تقدمت و تركت حقيبتي و معطفي على مقعد لأجلس بقرب أبي مقابلة لأمي و تحدثت ببهجة جاهدت في اظهارها " سوف أتناول فطوري و عشائي بدأ من اليوم معكما " قربت مني أمي كفها و أمسكت بكفي لتهمس بسعادة " حبيبتي " و أبي ربت على ظهري و قبل وجنتي عندها البهجة حقا تربعت على قلبي و أمي أخذت صحني لتملأه بالطعام ، السعادة لا تعني الوصول لكل ما رغبنا به و حلمنا به ، بل هي الرضا بما نملك و بما وصلنا له حتى الآن ....... سعادتي بأمي و أبي و رؤية ابتسامتهما بسببي أنا ، بمعرفتي و تأكدي أنني لا زلت أمثل محور كون لأحدهم الرجال و الزواج ، الحب و كل ما ارتبط بهما صفحة و طويتها من حياتي ، لقد وضعت آخر نقطة بجانب آخر كلمة في آخر مساحة كانت متبقية بهذه الورقة ........ انتهينا . بعد الفطور حملت حقيبتي و ارتديت معطفي ثم خرجت مغادرة ، و لكن قبل أن أغادر أمي تبعتني و فتحت الباب لتتحدث من خلفي " تمانا " توقفت بعدما فتحت الباب الخشبي الصغير و التفت لها " ماذا أمي ؟ " و هي اقتربت لتسلمني مفاتيح سيارة أبي " خذي السيارة معك " وضعت كفي على كفها و دفعتها لأنفي " لا أمي أنت و أبي سوف تحتاجانها لقضاء حاجياتكما " و لكنها نفت " نحن نقضي معظم وقتنا في المنزل تمانا و أنت الآن تحتاجين لها إلى أن نشتري لك واحدة " عندها شعرت بثقل الكلمة " أمي أنا قادرة على فعل كل شيء لنفسي حسنا ؟ لا تقلقي علي و ابقي السيارة معكما فأنا أريد أن أسير قليلا " عندها تن*دت و ضمتني ، أجل يا أمي هذا ما أحتاجه منك ، لا أحتاج أن تشتري لي سيارة و تثقلي كاهليك بالديون و لا أن تواجهي رونالد في المحكمة لتعيدي لي حقوقي ، فقط أحتاج لحضنك و لمستك الحانية ، ابتعدت عنها و قبلت وجنتها " يجب أن أغادر الآن و سأعود مساء " " اهتمي بنفسك صغيرتي " لوحت لها و غادرت لأسير حتى موقف الحافلة و بعدها استقليتها للجامعة ، أعلم أن أمي سوف تعارض مغادرتي و لكن يجب علي الابتعاد حتى أشفى ، يجب أن أكون وحدي حتى أدرك أنني في يوم سوف أجد نفسي فعلا وحدي و بدون أي أحد ، لا زوج ولا طفل ....... أنا لن أكون أما و كم أشعر بالحرقة و القهر كلما تذكرت يوم حصلنا على النتائج ، كانت أكبر صدمة تلقيتها بحياتي ، خمس سنوات من الزواج بدون أي حمل و رونالد اقترح أن نذهب للفحص عندها طلبت منا الطبيبة أن نجري معا تحاليل و في النهاية اتضح أنني عقيم ....... رونالد وقتها تركني في المنزل و خرج ، لم يهتم لي و أنا اعتقدت أنه حزين ولا يريد أن يحزن أمامي حتى لا يزيد الحمل على كاهليّ و لكن اتضح أنه كان يمهد و يؤسس لحياة بعيدة عني توقفت الحافلة و توقف سيل الذكريات الأليم الذي لا يوجد له أي فائدة فنزلت و سرت حتى وصلت للجامعة و بعدها توجهت للمختبر و بمجرد دخولي التقيت بالسيد روبنسن ، و هو المدير و المسؤول عن المختبر " سيدة ويلسون و أخيرا أتيت " تجاهلت اللقب الذي لقبني به و ابتسمت " آسفة على الانقطاع سيدي و لكن مررت ب*روف منعتني من القدوم " " لا بأس الاجازة من حقك و لكن هناك عمل مستعجل .... أمس وصلتنا عينة من مواد تجميل مصنعة بمختبر في سياتل ، نحتاج لاختبار الجودة و تقديم تقريرنا في أسرع وقت حتى يتمكنوا من السير بعملهم " " هل هو مختبر جديد ؟ " " أجل أعتقد أنه يتجهز لفتح أبوابه قريبا " " حسنا سيدي سوف أبدأ بالعمل حالا " ربت على ذراعي بخفة و بابتسامة هو تحدث " أعتمد عليك سيدة ويلسون " عندها نفيت " لم يعد اسمي مرتبط بلقب ويلسون .... " استغرب و لكنه احتفظ بفضوله " آسف .... " " لا بأس " حقا لا أنوي التغيير من وضعية أوراقي ولا تسويتها لأنني سوف أرحل عن هنا بمجرد أن أجد عمل بعيدا ، انصرف هو و أنا دخلت لمكتبي ، وضعت أغراضي و أخذت معطفي الأبيض ارتديته بعد أن أبعدت معطفي البني الشاحب ثم ذهبت للمختبر و من هناك أخذت العينات التي وصلت و بدأت العمل عليها مر الوقت حتى كان المساء بدون أن أشعر و أنا مستغرقة في العمل و النتائج أخيرا ظهرت في النهاية ثبت أن العينات مصنعة بمواد أولية فاسدة و أخرى لا تحترم شروط السلامة الموضوعة عالميا من أجل الحفاظ على صحة المستهلك لأن المواد التي تحتوي على كميات من مركبات كميائية سامة نسبتها أكثر من المسموح به و المعمول به عالميا كتبت تقريري المرفق بالنتائج ثم تركته بين النتائج في الخزانة المخصصة لها داخل المختبر و بعدها عدت لمكتبي ، بمجرد دخولي رن هاتف مكتبي و أنا أسرعت لأجيب عليه " مرحبا " " سيدة أندرسن هذا أنا روبنسن " فأجبته بسرعة لأني أدركت ما يريد " لقد انتهيت من العمل على العينات " " أنا ممتن لك .... سوف أطلع عليها لاحقا " " حسنا سيدي " أقفلت الخط ثم جلست على كرسي مكتبي ، حدقت بالحاسوب أمامي ثم تن*دت و شرعت في البحث عن مكان جديد و بعيد عن هنا ، و بمجرد أن كتبت التخصص ظهر أمامي شعار شركة تجميل " TAZIA " ، يا الهي للتو أنا عملت على عينات من عندهم ، انها شركة ناجحة محليا و مؤخرا سمعت أنا صيطها ذاع عالميا أيضا إنهم يعرضون وظيفة براتب شهري جيد بالاظافة لمميزات أخرى كتأمين شامل و مكان اقامة اذا كان المتقدم من مكان غير سياتل ....... سياتل مدينة رائعة و لطالما أحببت أجواءها ، ربما سوف أدوس ترتددي و أضع أوراقي تركت فأرة الحاسوب و أسندت نفسي على المقعد محدقة برمز الشركة و صورة المرأة التي أسستها " أنستازيا ميلر " همست بها و أنا أقرأ اسمها تحت صورتها و كم ألهمتني لأكون قوية ، كم أعطتني الشجاعة للتقدم و تغيير حياتي ، دست ترددي و أخرجت اصبع ذاكرة من حقيبتي احتفظ فيه بأوراقي و شهاداتي و بعدها دخلت لاستمارة الطلب و حمّلت كل الوثائق التي طلبوها و وضعت بريدي الالكتروني ، تن*دت بقوة ثم دست على خانة الارسال و الآن سوف أبحث أيضا عن عمل آخر في مكان آخر بينما أنتظر ردا من " TAZIA "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD