مضى الوقت مرة أخرى و عندما حدقت بساعتي كانت تشير للخامسة مساء و هو وقت المغادرة و أمي سوف تقلق إن تأخرت ، استقمت و أبعدت المعطف الأبيض ثم اترديت معطفي الخريفي و أخرجت من تحته شعري ، حملت حقيبتي و هاتفي و خرجت لأقفل مكتبي و بعدها غادرت
كنت أسير نحو البوابة الكبيرة و أمسك بمعطفي لأضم نفسي ، أسير و نظراتي تسكن الأرض متن*دة بصخب و ألم بينما أحاول تجاهل ألمي و لكن فجأة سمعت صوت بوق سيارة و عندما رفعت رأسي رافعة معه كفي لأرفع من خصلاتي التي تعيقني بسبب الرياح ، وجدتها مقبالة لي و أنا فعلا كنت أسير وسط الطريق بدون أن أدرك ، ابتعدت عن الطريق و واصلت سيري متفادية تلك السيارة ، ثم وجدتني أسير في الشارع الرئيسي بعد أن عبرت بوابة الجامعة الكبيرة
رن هاتفي فأخرجته من جيب معطفي بينما أسير على الرصيف متوجهة نحو موقف الحافلة ، كانت أمي هي المتصلة فأجبت بسرعة
" مرحبا أمي "
" أهلا عزيزتي ..... شعرت أنك تأخرتي لذا أردت الاطمئنان عليك "
عندها ابتسمت مرغمة ، أجل أمي تعوضني عن ذلك الحنان الذي فقدته و سابقا هي لم تبخل علي به
" للتو أنا غادرت الجامعة سوف أصل قريبا فهل تحتاجين شيء لأجلبه معي ؟ "
" هل تحملين معك نقود كافة ؟ "
" أمي ... "
قلتها بصوت منزعج و لائم و هي تحدثت بسرعة
" حسنا ، حسنا لا تغضبِ .... نحتاج بعض الفواكه و الم**رات فجارتنا السيدة روز سوف تزورنا مساء "
" حسنا سوف أجلب معي "
" احرصي على نفسك حبيبتي "
" حسنا أمي ... إلى اللقاء "
أنهيت الاتصال حينها توقفت الحافلة و أنا صعدت و عندما جلست أقفلت هاتفي ، لا أريد اي اتصال يزعجني و يعكر صفو تواجدي مع عائلتي ، سوف أحاول مداواة جروحي حاليا بالبقاء مع أمي و أبي و الاختلاط مع أكبر عدد من الناس ..... السيدة روز سيدة محترمة ، حتى مع حديثها و ثرثرتها و لكنها أمينة أسرار أمي و هي صديقتها منذ انتقالنا لمنزلنا الحالي
بعد مدة توقفت الحافلة و أنا نزلت في الشارع القريب من منزلنا ثم مررت بالسوبر ماركت ، أخذت سلة صغيرة و أخذت بعض الموز ، تفاح ، و بعض اليوسفي فالسيدة روز تحبه جدا ثم ذهبت لجهة الم**رات و أخذت عدة أنواع و بعدها 'لى طاولة الدفع ، وقفت في الصف الذي لم يكن فيه الكثير إلى أن حان دوري بعد امرأة و فتى ، دفعت ثمن الأغراض التي أخذتها ثم حملت الكيس و غادرت متجهة نحو منزلنا ............. الحياة لا تتوقف و تستمر حتى لو كانت مؤلمة و نحن ليس علينا سوى أن نتأقلم
*
داني :
بعد وقت طويل أمضيته مع شركائنا الكوريين أنا أخيرا أصبحت حرا و صعدت سيارتي و وجهتي كانت واشنطن ، تخليت عن السائق و فضلت الذهاب بمفردي هناك ، الطريق من سياتل إلى واشنطن تستغرق ساعتين و عشرون دقيقة و أنا يجب أن أصل قبل أن يقفل المختبر
قدت بسرعة كبيرة للغاية و من أجل هذا أنا تخليت عن السائق لأنني مهما أخبرته أن يسرع لن يفعل و يسرع ، لن يكون كما أفعل أنا ، و أخيرا عندما اقتربت الساعة من الخامسة مساء أنا دخلت مدينة واشنطن ، و كما هو معروف هي العاصمة و صاخبة ، وجدت صعوبة حتى وصلت للجامعة الرئيسية أين يقع المختبر و لكن ....... و لكن هناك و بينما أقود داخل الحرم الجامعي كانت هناك امرأة تسير وسط الطريق ، كانت متوسطة الطول ، بشعر بندقي طويل
وضعت كفي على زمور السيارة و هي أخيرا رفعت رأسها لتبتعد عن الطريق عندها رأيت أمامي لوحة فنية و ليس امرأة عادية ، أجمل ما خلق ربي فتوقف الزمن .......... لقد كانت حورية ، فتاة سمراء البشرة بشعر ناعم كشعر الفرس ، ملامح قوية و رقيقة بذات الوقت ، عينين واسعتين بلون بني لم أرى أجمل منه بحياتي ......
ابتعدت عن الطريق و الرياح خارج السيارة عبثت بخصلاتها لتضايقها و تجعل البعض منها على وجهها و هي أبعدها ثم ابتعدت عن الطريق لتغادر فوجدت نفسي أتوقف ، راقبتها من خلال المرآة الجانبية بينما تخرج من البوابة الكبيرة للجامعة و لوهلة أنا لا أدري ما الذي حدث لي ....
حقا أردت أن أتبعها و أحصل على رقم هاتفها و ربما موعد بريء معها و لكنني صفعت نفسي و أخبرتني أنني هنا من أجل حلمي و مسعايَ لتحقيق النصر ، ألم أقل من قبل أن النساء حجرة عثر ... و لو وصلت اليها فهي لم تكن ستتعدى كونها مجرد ليلة ستمضي مثلما مضت ليالي كثيرة قبلها ، تفكير الشباب و خصوصا الفتيات تغير ، حتى أنه أصبح هناك تطبيقات خاصة لطلب علاقة جسدية و هي منتشرة بين أواسط الشباب
لقد استخدمته مرة واحدة و بعدها فضلت توخي الحذر في علاقاتي ، فأنا لست مهووسا بالعلاقات الجسدية ، فقط ألبي احتياجاتي بين كل فترة و الثانية
توقفت أمام مبنى المختبر و نزلت من السيارة ثم سرت نحو الداخل و هناك في الاستقبال سألت عن مكتب السيد روبنسن
" لو سمحتِ يا آنسة أين يقع مكتب السيد روبنسن ؟ "
حدقت بساعتها ثم رفعت نظراتها لي
" أخشى أن السيد روبنسن سوف يغادر الآن و لا يستطيع استقبال أي أحد "
" أخبريه أن السيد بارك يريد مقابلته ... لقد أتيت من سياتل حتى أقابله "
" انتظر سوف أخبره "
أومأت لها و هي أخذت الهاتف و اتصلت به و عندما أخبرته عن اسمي بسرعة أخبرها أن تقودني له ، أقفلت الهاتف و خرجت من خلف مكتبها
" تفضل معي سيدي "
سرت خلفها و بعد ما سرنا برواق طويل يبدو كرواق المستشفيات خصوصا برائحة المواد الكميائية التي تعم المكان نحن وصلنا و وقفنا بقرب باب كتب عليه " المدير" فأشارت لي
" يمكنك الدخول هو ينتظرك "
" شكرا لكِ "
غادرت هي و أنا طرقت الباب و سمعت صوت من الخلف
" تفضل "
فتحت الباب و ظهر السيد روبنسن و الذي استقام و قابلني بابتسامة
" مرحبا سيد بارك "
دخلت لأقفل الباب خلفي و تقدمت اليه لأبادله التحية عندما صافحته
" آسف على الازعاج سيد روبنسن و لكن حقا احتجت مقابلتك "
" لا تقلق لقد جعلت العينة تخضع للتحليل اليوم و قد أخذتْ العمل أكفأ موظفة لدينا "
" حقا .... هذا يعني النتائج قد ظهرت "
و بابتسامة أجابني
" نعم "
" اذا يمكنني الاطلاع عليها الآن ؟ "
ابتسم ليأخذ سماعة الهاتف و اتصل بمساعدته تلك
" رجاء يا آنسة أحضري لمكتبي نتائج تحاليل عينة مختبر " TAZIA " للتجميل "
عندها رأيته يعكر حاجبيه ثم أومأ و أقفل الخط ليرفع نظراته لي
" للأسف المختبر أقفل و حتى الموظفة التي عملت على العينة غادرت "
أسندت نفسي على المقعد و تن*دت أنفي
" ألا يمكن الاتصال بها ؟ .... حقا أحتاج لمعرفة النتائج "
ابتسم و كأن الأمر ليس مرغوب و لكنه تعامل معي باحترام كبير
" سوف أخترق وقت خصوصيتها و أحاول الاتصال بها "
" حينها سوف أكون ممتن لك "
" لا بأس سيد بارك سوف نكون فخورين بالمختبر الخاص بكم عندما يبدأ العمل و هذا يعتبر اضافة كبيرة لدولتنا "
ابتسمت فقط و هو أخذ هاتفه الشخصي و حاول الاتصال بها و لكن كأنما جميع الظروف تقف بوجهي اليوم فأبعد هاتفه و نفى
" هاتفها مقفل "
استقمت و هو فعل كذلك لأقدم له كفي
" شكرا على وقتك سد روبنسن "
" نحن آسفون "
" على الع** تماما فأنا من وصلت متأخرا و بدون اتصال ، لا بأس سوف أعود غدا صباحا "
" و أنا سوف أكون في انتظراك "
غادرت مكتبه ثم الجامعة و ها أنا مضطر لقضاء ليلتي هنا ، فكرت بالذهاب للمنزل الخاص بالعائلة و لكنه مقفل منذ وقت و لم نزره لذا أفضل حل هو أن أحجز بفندق ، صعدت لسيارتي و حجزت بأحد الفنادق القريبة من الجامعة بواسطة تطبيق خاص و بعدها غادرت
لا أدري ما أصابني أو حتى ما الذي أفكر به و لكن وجدتني أجول بشوارع واشنطن القريبة من الجامعة ، حقا عينيّ كانت تبحث عن تلك الحورية السمراء ، لقد بدت كفرس أصيلة و أنا مجرد رجل يحب الأصالة ، جسدها كان متناسق و مغري حتى من تحت ذلك المعطف الخريفي الطويل ....... تبا لي لا يجب أن أفكر كثيرا ، عليّ أن أذهب للفندق و أتصل بجدتي
و فعلا أنا غادرت نحو الفندق و هناك أخذت مفتاح الغرفة التي حجزتها ، أخذت حماما طويلا و أخذت وقتي في الاسترخاء لأتخلص من تعبي و بعد أن انتهيت لففت المنشفة البيضاء حول خصري و خرجت حافي القدمين ، جلست على طرف السرير و أخذت سماعة الهاتف و طلبت خدمة الغرف و أن يكون عشائي بغرفتي و أقفلت
استقمت عندها رن هاتفي الذي كان على الطاولة فتقدمت اليه و لم تكن سوى جدتي ، حملته و فتحت الخط
" مرحبا جدتي "
" داني أين أنت لقد تأخرت ؟ "
" في الواقع يا جدتي وصلت متأخرا و المختبر كان قد أقفل لذا سوف أقضي الليلة هنا و غدا بعد حصولي على النتائج سوف أعود "
" اذا ظهرت النتائج ؟ "
" أجل ظهرت و لكن لم نتمكن من معرفتها لأن المختبر أقفل .... كما أخبرتك وصلت متأخرا "
" لا بأس .... "
" جدتي .... هل اكتشفت من وراء تأخر العينات في الوصول ؟ "
" ليس بعد "
" حسنا سوف أهتم بالأمر فور عودتي "
و بسرعة أجابت تعا** شخصيتها و صرامتها المعتادة
" إنه أمر لا يستحق أنت فقط ركز على المختبر لأنه الأهم الآن "
" كما تريدين جدتي "
" كذلك هناك أمر "
شعرت بجدية نبرتها أكثر فوضعت كفي على خصري و تحدثت
" ماذا جدتي ؟ "
" سوف أعرض لك عدة فتيات بعد عودتك و عليك أن تختار واحدة منهم "
" جدتي "
" أنت كبير الآن و يجب أن تأسس أسرة "
" أنا لدي أنت يا جدتي "
" و أنا لست خالدة "
" و لست فانية "
" بل أنا كذلك ..... "
و بضيق من كلامها تحدث
" جدتي أتركي لي هذا الأمر "
" اذا هل تعدني أنك سوف تبحث عن عروس ؟ "
" سوف أحاول "
" حسنا و لكن تأكد أنني لن أنتظر طويلا "
" حسنا سيدة ميلر "
أقفلت الاتصال و تن*دت عندها سمعت جرس الباب فحملت ثيابي التي كانت على الأريكة بعد أن وضعت هاتفي على الطاولة و اقتربت من الباب لأفتحه و سلمت الثياب لعامل النظافة و العشاء كذلك وصل بذات الوقت فتنحيت عن الباب و سمعت للنادل بالدخول ، وضعه على الطاولة و أنا أخذت محفظتي و أخرجت منها عدة أوراق نقدية و سلمتها للعاملين و بعدها أقفلت الباب
تقدمت و وجدتني أسكب لنفسي كأس نبيذ و وقفت أمام النافذة لأرتشف منه بهدوء بينما أنا أفكر بمستقبلي و بامبراطورية جدتي التي بنتها و أنا وسعتها أكثر ، كل جهدي و أحلامي وضعتها بها فلا يمكن أن أسمح لأحد أن يأخذ مكان أستحقه أنا ، مكان عملت جدتي نفسها من أجل أن أستحقه و أنا لم أخيب ضنها ...... هي فقط تضغط علي بأمر الزواج و لكن أثناء العمل سوف أماطل إلى أن تسلمني الأسهم و الادارة بصلاحيات مطلقة ، لن أجعل أي امرأة عثرة في طريق أحلامي .