الفصل الأول

4053 Words
تمانا : نحن نبني الحياة و المستقبل على الأحلام ، نفني كل ما فينا من أجلها و لكن عندما نتلقى سوف نتلقى صفعة من الواقع ، من القدر و من الحياة عندما تصرخ بوجهك قائلة : أحلامك لا تستطيع أخذها ، سوف نخبرها أننا عملنا و وفرنا لها كل ما يمكننا و لكن سوف تنفي بضحكة لئيمة و تقول : و إن يكن لا يمكنك مهما فعلت أن تحصل على ذلك الحلم للأسف كل حياتك الباقية معتمدة على ذلك الحلم ، كل شيء سوف يتداعى و تجد نفسك واقفا وسط الحطام ، ستدرك أن الأزهار التي كنت تلمحها خارجا عبر نافذتك ما هي سوى رسوم عالقة على زجاج نافذتكَ وحدكَ ، ما إن تقترب و تمسحها حتى تدرك أن حديقتك خالية ، لا تحمل حتى ورقة وردة شاردة ...... خاوية قاحلة مسحت دموعي و أقفلت حقيبتي عندها سمعت صوت رونالد من خلفي ، زوجي الذي يطالبني بالرحيل " تمانا كما اتفقنا أنت يجب أن تقولي أنك موافقة على الطلاق و توقعي " التفت له بعد أن تركت الحقيبة على السرير و شعرت بخيبة كبيرة ، حدقت به هو من كان كل دنياي ، هو من أخبرني أنه سيحبني في السراء و الضراء ، هو من قال أنه لن يتخلى عني مهما حدث و عندما حدث ما حدث هو كان أول مُنسحبٍ من حياتي ، و كأنني ارتكبت جرما خلّف ملايين القتلى ..... أنا فقط حُرمت من حق الأمومة " رونالد أرجوك أيقضني إن كان هذا كابوسا " اقترب مني و وضع كفيه على ذراعيّ و نفى " هذا واقع يا تمانا " نفيت و خرجت شهقاتي ، شعرت أنني فقدت كل طاقتي و أنفاسي لأهمس " سوف أسامحك .... أقسم سوف أنسى فقط لا تتركني رونالد " و لكنه بكل قسوة ترك ذراعي و ابتعد يتراجع للخلف " أنا لم أطلب سماحكِ أو غفرانكِ يا تمانا ..... إنه حقي و أنا فقط كنت أحاول أن أمنحك الوقت لتنسحبِ بنفسكِ من حياتي " " لا تكن أناني " " أنا لست أناني .... أنتِ عقيم يا تمانا ، حتى أمام كل جمالك و مقوماتك لا يمكن أن أراك سوى عقيم ستحرمني من الحياة " جلست بوهن على طرف السرير و وضعت كفي على الحقيبة ، وجدت دموع الخذلان و الطعن تعبر حدود مقلتيّ و هو ألقى آخر كلمة علي " غادري بسرعة لأن ايميليا سوف تصل بعد وقت قصير " عندها رفعت رأسي و شعرت بعاصفة تضرب دواخلي " نحن لم نحصل على الطلاق بعد " " إنها حامل بطفلتي " " أعلم أنها حامل ..... أعلم أنني حرمتك لعدة سنوات من هذا الحق " قلتها بثورة و وقفت و هو تغيرت نظرته و رفع كفه ليشير لي بسبابته ، و كأنه يوجه تهديد لي " غادري ..... لن أمنحك مزيدا من الوقت " التفت و خرج ليقفل الباب بقوة ، صدح ذلك الصوت و كأنما جعلني أستيقظ من سباتي ، من غبائي و أحلامي البائسة ، حدقت بكل شيء حولي ، و كل شيء هو ملك لي ، كل شيء نحن تقاسمنا وزره و تكاليفه ، سعادته و حتى حزنه و هاهو الآن يأخذ مني كل شيء ..... هاهو يأخذ مني البيت الذي عملت طويلا حتى نتشاركه و لكنه أخذه له و رماني بعيدا عنه و عن بيتي وضعت كفي على قلبي و نفيت لأحاول السيطرة على دموعي " لم يعد أي شيء مهم ...... فقط احملي ما تبقى من كرامتك و انسحبي يا تمانا ، انسحبي أيتها العقيم " استقمت ، حملت حقيبتي و سرت ناحية الباب ثم فتحته و خرجت و عند نزولي من الدرج سمعت بعض الأصوات فواصلت طريقي و ما إن وصلت حتى رأيته و اياها ، تلك المرأة التي واجهتني بكل جرأة منذ عدة أسابيع بينما تمسك بكف رونالد ، لقد وقفا أمامي و قال انها حامل مني يا تمانا .... انسحبي و غادري و أنا وقفت أمامهما كالحمقاء واصلت نزولي حتى وصلت بينما كان يساعدها في الجلوس ثم ابتسم و دنى ليقبل بطنها ، بطنها كبيرة جدا و لا أعتقد أن الوقت سيطول حتى تنجب فهل كنت مجرد غ*ية و حمقاء طوال هذه المدة ؟ حدقت بي هي و هو التفت عندما رأى نظراتها ناحيتي ، وقف مستقيما و وضع كفيه بجيوب بنطاله البني ، وضعت هي كفها على بطنها و ابتسمت بانتصار بينما ترى الدموع على وجنتي آثارها باقية عالقة على رموشي ، تن*دت و بدون كلمة سحبت نفسي و سرت ناحية الباب ...... أنا سوف أخرج من حياتك يا رونالد ، سوف أتخلى عن لقب السيدة ويلسون لامرأة أخرى سوف تمنحك كل ما حرمتك منه أنا و بالتالي سوف ألتزم ركنا هادئا بحياتي و أكون فقط تمانا أندرسن ، ذات التاسعة و العشرون سنة التي فقدت كل أحلامها و تركت كل ما هو غالي على قلبها معلق على شجرة امرأة أخرى وضعت كفي على المقبض فتحدث " غدا سوف تتصل بكِ محاميتي حتى توقعي " " حسنا " قلتها بدون أن ألتفت له و بعدها فتحت باب منزلي و غادرته ، تركته لامرأة انتصرت عليّ حتى و أنا لا أدري متى ولا كيف خضت هذه الحرب الخاسرة ، سرت عدة خطوات ثم توقفت و التفت أحدق بالمنزل ، بحياتي التي بنيتها لبنة ، لبنة و تبين أن كل ما فعلته كان لغيري تن*دت ثم التفت و على جانب الرصيف وقفت و أوقفت سيارة أجرى ، ساعدني السائق بوضع الحقيبة بالصندوق و أنا صعدت في الخلف ، كنت أرتدي معطف خريفي اللون و خصلاتي البندقية الطويلة كانت حرة فلعبت بها بعض من نسمات خريف واشنطن صعد السائق و أنا أخبرته عن وجهتي ، منزل والديّ الذين لم أخبرهما حتى هذه اللحظة عن كل ما حدث ، فقط ماذا سيعتقدان بي ؟ تن*دت و أسندت رأسي على النافذة ، أغمضت عيني و مرت أمام عينيَّ كل ذكرياتنا ، كل أيامنا بحلوها و مرها ، لقد كان حبي الأول و الذي اعتقدت أنني انتصرت على الحياة عندما حصلت عليه بعد مدة توقفت سيارة الأجرى أمام منزلنا ، حدقت به بعدما فتحت عينيّ و السائق نزل ليخرج لي حقيبتي من الصندوق ، تن*دت و فتحت الباب لأنزل و هاهي نسمات الهواء الباردة تعبث بخصلاتي فرفعت كفي و أبعدتها لأضعها خلف أذني ثم من جيب معطفي أخرجت بضع سنتات و سلمتها للسائق الذي وضع حقيبتي بقربي و ابتسمت له بمجاملة ليغادر هو حملت حقيبتي و ها أنا أتقدم ، فتحت البوابة الخشبية الصغيرة ذات اللون الأبيض و دخلت لأقفلها خلفي ثم سرت حتى وفت أمام الباب و بعد تن*د عميق أنا قرعت الجرس و أبعدت كفي لأضع حقيبتي بجانبي ، انتظرت بعض الوقت فسمعت خطوات أمي تقترب و بعدها فتح الباب ، عندما رأتني اتسعت ابتسامتها و ضمتني بسرعة " تمانا عزيزتي لقد مر وقت طويل منذ زرتنا آخر مرة " شعرت ببكائي يتجمع مرة أخرى ليشكل عبرة بص*ري و هي أبعدتني عنها و حدقت فيَّ بابتسامة ، إلا أنها بدأت تخفت عندما حدقت خلفي و تحدثت بتساؤل و استغراب " أين رونالد ؟ ألم يأتي معك ؟ " و أنا نفيت و لم أستطع التحكم بشهقاتي فعادت تضمني لها ، ربتت على ظهري و همست " صغيرتي .... " " رونالد تركني يا أمي " * داني : لكي يعيش المرأ عليه أن يتوشح القسوة و أنا اتخذتها نهجا و طريقة حياة ، لكي أثبت قوتي علي أن أكون قاسي و غير متسامح ، أحصل على كل ما أريده بدون أن يستطيع أي أحد أن يمنعني ، فبعمر صغير أنا تجرعت القسوة ممن هم حولي ، أمي ماتت و أبي فجأة انسحب من حياتي لأجد نفسي مجرد فتى نصف آسيوي بمكان غريب عنه ، بمجتمع أغرب ، و أناس لم أعرفهم طوال حياتي أمي أمريكية تزوجت بأبي و لكن بعد وفاتها وجدت نفسي بدون أي أحد ، لا أحد غير جدتي لأمي القاسية ، بداية كنت أعتقد أنها تكرهني ، كانت ترغمني على الدراسة و علمتني اللغة الانجليزية و كم كان ذلك صعبا وقتها ، خصصت لي مدرسين خاصين عملوا معي ليل نهار و أشرفت على جدولي التعليمي بنفسها وقتها كنت أكرهها بشدة فقد كنت أرى كيف تدلل ابنيْ خالي و أنا كانت فقط تنهرني ، ترغمني على الدراسة و قراءة الكتب إلا أنني الآن اكتشفت أن دلالها لهما أو بالأحرى تمتعهما بثروتها ليس سوى عدم اهتمام و ما كنت أعتقد أنه كره كان حبا جما ، كان اهتماما حقيقي و عميق لويس الأكبر من بين أبناء خالي جون امتهن الفن ولا يهتم لأي شيء تماما مثل والده ، أما روبرت فقد درس الاقتصاد و ادارة الأعمال هو الآخر مثلي ، حرصت أمه تلك الأفعى على أن تغرس به كل أحقادها تجاهي و عنصريتها و الآن هو يقاتل على جبهة ضد جبهتي و لكن إن اعتقد أنه سيتفوق علي و ينجح فهو مخطئ صحيح أن جدتي شخص حيادي و لكن حتى الآن و بعدد مرور ثلاث و ثلاثين سنة من عمري هي لا زالت تمنحني ذلك الاهتمام الخاص الذي لا يفهمه الآخرون ، لا تفعل شيء دون الرجوع إليّ و منذ أسبوع نقلت صلاحيات التوقيع منها اليّ و هذا ما جعل روبرت كثور هائج و معترض " TAZIA " للتجميل أصبحت بقبضتي و من سيمنعني من التقدم ؟ لا أحد و أنا لن أخيب ظن و ثقة جدتي بي ، أقفلت حاسوبي و استقمت لأرتدتي سترة بدلتي الرمادية ، ابتسمت بجانبية و التفت للمرآة الطويلة الموضوعة بمكتبي ، رتبت ثيابي ثم حملت هاتفي و ها أنا أسير ناحية الباب فتحته فوقفت مساعدتي بسرعة ، كانت ترتدي تنورة جلدية سوداء قصيرة مع قميص أبيض ، تفرد شعرها الأشقر و أنا حاولت تجاهلها منذ بدأت العمل ، في الواقع لست رجلا لعوب و لكن رجل يسير مع متطلبات الحياة ، و مثل كل شاب لي حياتي الخاصة " هل ستغادر سيدي ؟ " " أجل ... يمكنك المغادرة " " شكرا سيدي " ابتسمت بطريقة لم تبدولي بريئة أبدا و لكن تجاهلتها و خرجت ، غادرت مبنى الشركة و في طريقي نحو سيارتي نظرت لساعتي ، جدتي تجمع الجميع اليوم على العشاء و الجميع ملزم بالحضور فتح السائق الباب الخلفي و أنا صعدت ليقفله و صعد في مكانه " إلى أين سيدي ؟ " " منزل العائلة " فأومأ و انطلق ، مدينة سياتل في غرب واشطن ، إنها مدينة الأعمال و النجاح ، أعلى الشركات قيمة عالميا تحتضن هذه المدينة مقراتها و شركة " TAZIA " للتجميل من بعد ما بدأتُ العمل مع جدتي لم تصبح ماركة مكياج محلية فحسب ، بل توسعنا و افتتحتنا الكثير من المقرات التابعة لنا و الآن نحن بصدد العمل من أجل افتتاح أكبر مختبر لتصنيع وصفاتنا و منتجاتنا الخاصة بدون اللجوء إلى مختبرات باريس و ايطاليا لكي ننجح أكثر علينا البحث عن الاستقلالية في كل شيء و نتخلص من التبعية لهم ...... ألائك الأروبيين المتعجرفين . بعد مدة وصلنا للمنزل ، فتحت البوابة الحديدية الخارجية و تقدمت السيارة لتتوقف أمام الباب عندها فتحت الباب قبل أن يفتحه السائق و نزلت ، وقفت أحدق بالمنزل و السائق أقفل الباب بينما أنا أقفل زر بذلتي و تحدثت " يمكنك أن تغادر الآن " " حسنا سيدي " تقدمت لأصعد الدرجات الرخامية و بعدها وصلت بقرب الباب و قرعت الجرس ، ماهي سوى مدة حتى فتحت الخادمة الباب و تنحت لتفسح لي المجال و أنا تقدمت نحو الداخل لأسألها " أين جدتي ؟ " " بمكتبها سيدي .... كانت في انتظارك " و بدون أن أضيع مزيدا من الوقت عرجت إلى هناك ، وقفت بجانب الباب و طرقته بخفة و بعدها سمعت صوتها العجوز يسمح لي بالدخول " تفضل " فتحت الباب و ظهرت من خلفه ، سيدة أنيقة ، رشيقة رغم كبر سنها ، جميلة الملامح و صارمة للغاية مما يجعلها أقوى امرأة أنا عرفتها ، إنها قدوتي في الحياة و أنا فخور أنني جزء منها و من قلبها كما تقول كلما كنا لوحدنا بابتسامة كبيرة تحدثت " هل تسمح لي السيدة ميلر بالدخول ؟ " رفعت رأسها و كم بدت متعبة من خلال ملامحها و ابتسامتها الخافتة " بالتأكيد " دخلت و أقفلت الباب ثم سرت اليها ، اقتربت منها و انحنيت أمامها لآخذ كفها و قبلتها و هي اتسعت ابتسامتها و بعينيها رأيت بهجتها " كيف حالكِ جدتي ؟ " عندها سحبت كفها و وجدتها تضم وجنتي بكفيها معا مبتسمة ، نافية " أنا بخير صغيري " تخلصت من كفيها من على وجنتي و لكن تمسكت بهما لأستقيم و أجبت معترضا " جدتي تخلصي من صغيري هذه ..... أنا أكبر أحفادك و قد تجاوزت عتبة الثلاثين منذ ثلاث سنوات " عندها سحبت هي كفيها و التفتت لتسند ذراعيها على مكتبها و هاهي تعود لصرامتها " اذا كان عليك أن تتزوج من ثلاث سنوات على الأقل " عندها حركت رأسي بملل و سرت لأجلس مقبلا لها و هي ضيقت نظرتها و تحدثت ببعض الصرامة " أنا لا أمزح .... عليك أن تجد لنفسك عروسا و إلا أرغمتك أنا " فأجبتها بعدم اكتراث " لما لا تفهمين يا جدتي ..... النساء فقط معيقات " " ماذا ؟ " " حاليا أمامي أهداف أكبر من الزواج " " اسمع ابني لتحقق أهدافك يجب ان تستقر و الاستقرار لا يأتي سوى بالزواج " " أنا لا أؤمن بشيء اسمه الزواج " تن*دت لتضع كفها تمسك جبينها ، فرأيها ثابت و رأيي لن يتزحزح مهما حاولتْ " اذا ما مستقبل هذه العائلة ؟ " " جدتي هل نسيتي أنني لا أحمل حتى اسم هذه العائلة ؟ " قلتها و أنا أشعر بالحرقة فزوجة خالي دائما تذكرني بهذا كلما اجتمعنا ، في النهاية حتى لو أنجبت ليس أطفالي من سيواصلون رفع اسم العائلة ، رأيت الحرقة بعيني جدتي ثم ضربت بكفها على طاولة مكتبها " تلك الحقيرة باربارا ..... اسمع الاسم ليس سوى مظهرا لأنك الأجدر " " جدتي .... لا تحاولي اقناعي بكلام أنت نفسك لست مقتنعة به " و باصرار أجابتني " اذا اعمل و اقنعني ، اجتهد أكثر حتى تساعدني في اتخاذ قراري " " أنا أعمل يا جدتي .... أفعل كل ما يمكنني حتى أتقدم بهذه الشركة و أصنع مكانة لاسمها بين أضخم مثيلاتها " " كل هذا ليس بكافي .... " " ما المطلوب ؟ " " تزوج و أسس أسرة " قلتها بملل " جدتي " " حسنا أنت عنيد و أنا لن أ**ر كلامي لذا دعنا نتوقف هنا و أخبرني ما آخر التطورات فيما يخص مختبرنا " عندها ابتسمت و أومأت " كل شيء يسير على ما يرام و قريبا سوف تصلنا النتائج النهائية لجودة المواد المستخدمة في مختبرنا " " جيد .... أنا فخورة بك " قالتها و قربت كفها العجوزة و أنا أسمكت بها لأربث عليها لحظتها فتح الباب فجأة و لم يكن سوى روبرت ، ابن خالي و من ينصب نفسه عدوا لي ، عندما رأى كف جدتي بكفي ابتسم بجانبية و جدتي تن*دت لتسحب كفها و تحدثت " أدخل روبرت " دخل و تقدم ليجلس مقابلا لي ، حدق بي ثم بجدتي و تحدث " ما الذي يخطط له حفيدك المفضل جدتي ؟ " عندها ابتسمت بوجهه و أجبته بما يكره سماعه " الاستلاء على كل شيء " و هاهي ملامحه تتعكر و جدتي تحدثت " كفا عن استفزاز بعضكما .... أنتما يجب أن تتعاونا لا أن تتعاركا " اكتفيت بالصمت أنا و هو اعترض " و لكن يا جدتي أنا من أحمل اسم العائلة و ليس هو .... أنت حتى منحته صلاحية التوقيع دونا عن غيره " تن*دت ثم استقامت و أسندت نفسها على طاولة مكتبها " حتى و هو لا يحمل اسم العائلة لكنه يحمل دمائي ..... هل نسيت أن اسم العائلة ما هو سوى اسم زوجي أنا الأخرى ؟ " و كم أحب ردود جدتي ، ليس لأنني ضعيف أو بدون شخصية على الع** أستطيع اجابته بما يخرسه للأبد و هو لا يزال لا يعرفني جيدا ، أنا قادر على فعل أي شيء للوصول إلى هدفي ، أهم ما في الأمر عندي ألا تتأذى جدتي و الباقي فليحترقوا بالجحيم " جدتي ... " " لا تعبث مرة أخرى معي يا روبرت ولا تملي ما يجبُ أو ما وجبَ علي فعله " عندها استقمت و وضعت كفي بجيوب بنطالي و ابتسمت ليحدق فيّ بحقد " هل حفظت الدرس يا صغير ؟ " " أيها المعتوه " قالها و وقف بسرعة و كفيه امتدا ليمسكا بياقة سترتي عندها جدتي نهرته " روبرت " حدقت به و بكل هدوء تحدثت " أبعد كفيك عني و إلا رأيت ما لن يعجبك " و بكل ضعف هو خفت قبضته و أبعدهما عني فنفضت ياقتي و رتبتها ثم رفعت سبابتي بوجهه " احذر يا روبرت فأنا لست سهلا .... لا تعمل على جعلي عدوك لأنك الخاسر الوحيد " " داني " عندها التفت لجدتي التي نادت باسمي و بملامح منزعجة تحدثتُ ، فهمها ردت جدتي و مهما تظاهرتُ بالقوة و الثبات إلا أن كلماته العنصرية سوف تجد طريقا داخل قلبي و تجعله يشعر بالألم و أنا لا أعترف بالألم ، أنا فقط أعترف بالغضب " عذرا جدتي و لكن يجب أن أغادر الآن " " نحن لم نتناول العشاء بعد " " لدي موعد مهم " عندها تن*دت و أومأت " حسنا ... يمكنك المغادرة " " أراكِ غدا " ابتسمت لي و بدون أن أصرف حتى نظرة على ذلك الو*د حملت نفسي و غادرت ، أخذت مفاتيح سيارتي من الحراس و استقليتها أقود نحو شقتي ، في الواقع أنا لا أزال مقيما بنفس المنزل مع جدتي وجميع العائلة و ذلك ليس سوى بسبب اصرار جدتي و مع هذا أغلب وقتي أقضيه بشقتي بعيدا عنهم فجدتي أقبالها كل يوم بالشركة و لا أحتاج رؤية زوجة خالي ولا ابنها أما خالي جون فهو مسالم جدا و ابنه لويس تجمعني معه علاقة عادية لا تتخللها أي عداوة على ع** شقيقه و أمه " تبا لها " و أثناء طريقي إلى هناك وجدت أنني احتاج لرفقة أنثوية و حان الوقت للاستفادة من خدمات أخرى تقدمها مساعدتي ، اتصلت بها و هي أجابت بسرعة " مرحبا سيد بارك " " ربيكا أحتاج لملفات المختبر " " انها معي سيدي هل أرسلها عبر بريدك الالكتروني ؟ " " لا ... أحضريها و تعالي إلى منزلي " إنها دعوة غير مباشرة و بناء على اجابتها التالية سوف أعلم إن كانت حركاتها و نظراتها حقا تحمل نفس المعنى الذي فهمته ، و أجل لم أخطئ يوما في تقدير أي شخص وقف مقابلا لي " حسنا سيدي سوف أكون هناك بعد نصف ساعة " " سوف يصلك العنوان عبر رسالة قصيرة " هذا ما قلته و أقفلت الخط و زدت من سرعتي لأصل بعد أقل من عشر دقائق ، أوقفت السيارة في الموقف الخاص بالمبنى الكائنة به شقتي ثم نزلت و استقليت المصعد للدور الأخير أين تقع شقتي ، أكبر و أفخم شقة بهذا المبنى حيث تتربع على كامل مساحته وصلت إلى هناك و بعدها فتحت الباب و دخلت لأشغل الأنوار ، أبعدت سترتي و وضعتها على جانب الأريكة ، أبعدت ربطة عنقي و رفعت أكمام قميصي ثم سرت نحو المطبخ أين أحتفظ ببعض زجاجات الشراب و النبيذ و هناك شرعت بتحضير كوكتيل شراب كنت مستغرقا بما أفعل بينما أفكر بطريقة لازاحة روبرت عن طريقي نهائيا عندها سمعت الجرس ، وضعت الكوبين أمامي و ملأتهما من الكوب الكبير الذي كنت أخلط به الشراب ثم وضعته بجانبها و سرت نحو الباب و بقربه على شاشة صغيرة ظهرت مساعدتي الشقراء ذات العيون الزرقاء ، تقف و ترتدي معطف خريفي اللون طويل و تعقد حزامه بينما تحمل الملف ظغطت على الزر و عدت نحو المطبخ و الباب فتح ، سمعت صوت حذائها و بعدها صوت الباب يقفل ، حملت الكوبين و التفت فكانت تقف بقرب الأريكة و تبتسم اقتربت منها و قربت منها كوب الشراب و هي مدت كفها التي تحمل الملف " ضعيه على الأريكة " ففعلت و أخذت مني الكوب و أنا رفعت كأسي " بصحتك ريبيكا " " بصحتك سيدي " ارتشفت ما كان بكأسي دفعة واحدة و التفت أسير نحو الدرج الرخامي و هي تحدثت من خلفي " هل أتبعك سيدي ؟ " توقفت و بدون أن ألتفت أجبتها بسخرية " لا أعتقد أنكِ أتيتِ حتى تجلسي بغرفة المعيشة " عندها سمعت صوت الكأس يصطدم بخفة مع الطاولة و بعدها صوت حذائها و أنا واصلت نحو غرفتي التي تطل نافذتها الزجاجية الكبيرة على سياتل ، اقتربت و وقفت أضع كفي بجيوب بنطالي و من خلال الزجاج لمحتها تقترب ، فتحت معطفها و أبعدته لتظهر بثيابها الداخلية السوداء ......... تبا لها لقد كانت تنتظر اشارة مني طوال الوقت المنصرم ابتسمت بجانبية و التفت و هي اقتربت مني ، أمسكت كفي بكفها و قربتها منها لتضعها على خصرها ثم رفعت كفها تلك و وضعتها على وجنتي و همست " أنت تعجبني منذ مدة طويلة " هندها اقتربت و همست لها بجانب أذنها " أنا رجل لا يؤمن بالحب ولا بالاعجاب ...... " " و لكن " " أنت هنا من أجل ليلة ليس أكثر يا ريبيكا و يمكنك الانسحاب فغيرك يوجد الكثير " عندها باستسلام هي رفعت نفسها و اقترب مني أكثر " سأكون كما تريد " شددت بكفي على جانب خصرها و قربتها أكثر لألتقم شفتيها أقبلها بشهوة ، شهوة فقط لا غير * تمانا : مضت ليلتي بعد أن عدت لمنزل والديّ بطيئة مرهقة و صباحا بعد أن أخذت حمامي ، استعددت و جلست على جانب سريري ، وضعت هاتفي على الطاولة أمامي أنتظر اتصال محامية رونالد ، أشعر أنني ضعيفة و مرهقة للغاية ، حتى عملي لا أستطيع القيام به لم يطل الأمر أكثر و هاهو هاتفي يرن و أنا أخذته لأجيب فقابلني صوت امرأة " هل هذا هاتف السيدة تمانا ويلسون ؟ " " أجل " قلتها بصوت متعب و منخفض لترد علي هي " الأوراق أصبحت جاهزة فهل تستطيعين المرور من أجل توقيعها ؟ " " حسنا ... يمكنني فعل ذلك فقط أخبريني عن العنوان و الوقت " " لو أتيت بوقت مبكر سيكون أفضل من أجل السير في المعاملات " " حسنا " " سوف أرسل لك العنوان عبر رسالة " أقفلت الخط و حدقت بالهاتف بعد أن أبعدته عن أذني ، أشعر أنني واهنة لدرجة لا أستطيع حتى البكاء ، تن*دت ثم استقمت و حملت معطفي الخريفي الطويل ، حقيبتي التي وضعت بداخلها هاتفي و ما كدت أفتح الباب حتى فتح من طرف أمي و عندما رأتني تحدثت بشك " إلى أين تمانا ؟ " بعد تن*د ضعيف أجبتها " لتوقيع الأوراق عند محامية رونالد " عندها ثارت و دخلت لتقفل الباب بقوة خلفها " هل جننت حتى توقعين بهذه السهولة ؟ أين هي حقوقك ؟ بل أين هو المحامي الخاص بكِ ؟ " " لا أريد شيء منه يا أمي .... فقط فلينتهي كل شيء " وضعت كفيها حول خصرها و ضحكت بسخرية " ابنتي أنا يتم التنمر عليها قانونيا و تهظم جميع حقوقها بينما أنا أقف متف*جة " " أمي انسي قليلا أنك محامية ... لقد تقاعدت " " ليس هناك قانون يمنعني من العودة .... دعي الأمر لي سوف أتصرف أنا " عندها صرخت بغل " لا أريد يا أمي ..... أنا واعية و راشدة ، لا أريد اي شيء يذكرني به فليأخذ كل شيء لا يهمني أمره فأنا خسرت الكثير حتى أمومتي يا أمي فما نفع تلك الحقوق التي تتحدثين عنها الآن ؟ " أجل عيني امتلأت بالدموع و أمي كذلك اختفت قوتها و اقتربت مني لتحاول ضم وجنتي و لكنني ابتعدت و رفعت كفي بوجهها " لا أريد شفقة من أي أحد ..... سوف أستقيم لوحدي أعدك يا أمي " تركتها و غادرت الغرفة لأنزل الدرج الخشبي و في نهايته كان يقف أبي ، هو كدلك رجل قانون متقاعد ( نائب عام ) و أنا تجنبت اللجوء لأي منهما ، لقد نشأت بأسرة محافظة و متدينة ، أسرة وفرت لي كل سبل النجاح و جعلا من شخصتي قوية إلا أمام رونالد كنت اأقد كل قوتي لم أكن أرى أن في ذلك عيب أو حتى ضعف و لكن تبين أنه كان يسيطر علي بدون وعي مني و أنا لغاية هذه اللحظة أتمنى أن يأتي و يقول أنه آسف ، يخبرني أن ذلك الطفل ليس منه و أن كل ما نمر به ليس سوى كابوس وقفت أمام أبي و هو أمسك كفي و تحدث بعد أن ربت عليها " هل تريدين أن آتي معك ؟ " " لا أبي ..... أفضل أن أواجه مشاكلي لوحدي " " و لكن نحن والد*ك .... أنا لن أتدخل فقط سوف أكون معكِ " عندها اقتربت و وضممته بشدة مغمضة عينيّ لأنفي " إنها فرصتي يا أبي حتى أعود لكوني تمانا القوية " شعرت بكفيه على ظهري و مررها علي بحنان و أنا ابتسمت رغم دموعي التي تحاول اضعافي ، ابتعدت عنه فوضع كفه على وجنتي " تمانا كانت ولا زالت فتاتي القوية " " لن أخيب ضنك يا أبي " قبلت باطن كفه عندما أمسكت بها و حركت رأسي قليلا ثم غادرت نحو العنوان الذي لم يكن بعيدا ، بعد مدة وصلت و هي كانت تنتظرني ، دخلت و قدمت لي الأوراق و عندما هممت بتوقيعها هي تحدثت " لحظة .... هناك ما يجب أن أقوله كوني امرأة مثلكِ " عندها رفعت نظراتي لها و هي أكملت " تستطيعين توكيل محامي و المطابلة بحقوقكِ " عندها نفيت " لا أريد شيء يذكرني به " وقعت على الأوراق ثم سلمتها لها لأسألها " متى الجلسة ؟ " " مساء سوف أتصل و أخبرك .... لا أعتقد أن الوقت سيطول أكثر من أسبوع لأن الطرفين راضيين " راضيين ؟ أنا أُرغمتُ على كل شيء ، حتى أنني فكرت بتناسي كل شيء و لكنه لا يراني سوى امرأة عقيم و نسيَّ كل أيامي التي صرفتها عليه ، نسيَّ كل لحظاتي و كل حبي ........ و تبين أن المرأة بدون رحمها ليست سوى تمثال ، جسد بدون روح
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD