9

1250 Words
كان على وشك أن يصفع زوجته  . أفاق  . كان يتصبب عرقاً  ، وكانت يد على جبهته ! أمسك الرسغ : - " ( سارا ) ! " سمع الرد : - " حبيبي  . " قفز من فراشه : - " أنت ؟ " - " نعم  ، أنا  . " - " هل فعلاً أنت ؟ لا أحلم أليس كذلك ؟ " - " حلم ! " - " حسناً  ، ولكن كيف نجوت بهذه السرعة ؟ " ضحكت : - " أنا أيضاً دهشت  ، ذهبنا إلى المدينة  . أسئلة وتحقيق  .  .  . في النهاية وجدوني غير مذنبة  ، كما أن ( أنور ) قبل واعترف بصراحة بأن الذنب ذنبه  .  .  . " - " ثم ؟ " - " ثم أعادوني بسيارة الجيب التي أخذوني بها  .  .  . هل فتشوا هنا ؟ " - " ممن سمعت ؟ " - " من المساعد الأول  . " - " المساعد الأول مرة أخرى ؟ " - " أماناً منك أنت  ، ليس المساعد الأول فقط  ، الدنيا كلها لا تساوي شيئاً عندي بدونك ! " - " فتشوا  . " - " كيف لم يعثروا عليك ؟ " حكى لها قصة ما حدث بالتفصيل  . انفعلت ( سارا ) جداً وهي تستمع إليه  ، أمسكت بيده : - " ألم تخفْ ؟ " - " كنت أرتعد خوفاً ! " - " حسناً  ، ولكن كيف لم يعثروا عليك ؟ " - " أنا أيضاً لم أفهم  ، ولكن كانت الشمس قد غربت  ، وصار المكان هنا معتماً بإذن الله  . " - " ألم يخطر ببالهم أن يشعلوا مصباحاً أو سواه ؟ " - " أشعل العسكري قداحته  ، لكن الهواء  .  .  . " - " طيب  ، ولو كانوا عثروا عليك ؟ " مدَّ يده وتناول المسدس من جانب الفراش وسدَّد فوهته إلى صدغه  . - " طاخ ! " ارتعدت المرأة : - " حقاً ؟ " - " لم يكن هناك خيار آخر  . " - " وماذا كنت سأفعل أنا حينها ؟ " - " أنت أيضاً كنت تعملين ما يمليه عليك وضعك  ، لأني لو عُثر علي  ، تمام  . الحبل  . اتركي الحبل  ، كنت فضحتك للدنيا أنت المرأة المعروفة بالشرف هنا ! " قالت ( سارا ) بشك : - " إذن اقتنعت بذلك فعلاً ؟ " - " اقتنعت  . " - " كيف اقتنعت ؟ " - " حتى جارتك  ، عدوتك ( شريفة ) لم تستطع أن تغبِّر على شرفك ! " أجهشت المرأة بالبكاء لشدة فرحها  ، أسندت رأسها إلى ص*ر الرجل القوي  ، وبكت  ، ثم رفعت رأسها وقالت : - " حبيبي ( حبيب ) ! " - " روحي ! " - " أتعرف ماذا سنفعل ؟ " - " ماذا سنفعل ؟ " - " سوف أبيع هذا البيت على وجه السرعة ! " - " لماذا ؟ " - " لنرحل إلى مدينة بعيدة  ، بعيدة جداً ! " قال ( حبيب ) متأثراً : - " هذه رغبتي أيضاً  ، هل تذهبين معي حيث أذهب ؟ " وبدون أدنى تفكير أجابت : - " أذهب  . " - " إلى الموت ؟ " - " إلى الموت  . " - " وتعطيني هوية زوجك  . " - " أعطيك  . " - " أنت وأنا و( سمير )  .  .  . أين ( سمير ) ؟ " - " أنمته في مكانه على الأريكة  ، لقد نعس في الطريق  . " - " لنعيش من أجل بعض  .  .  . " - " لنعيش  . " - " لكن  .  .  . " - " ماذا ؟ " - " يجب أن نفكر ونتدبر أمرنا في كيف سنتحرك  .  .  . " - " لنفكر يا حياتي  . طبعاً كما تراه أنت مناسباً ! " - " ليس أسرع من الغد  ، اعرضي البيت فوراً للبيع ! " - " أعرضه  . " - " بأي ثمن  . " - " بأي ثمن  . " - " ثم نذهب نحن  . " - " نذهب ! " - "  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  . " - "  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  . " لن يكون ذلك بهذه البساطة بالنسبة لـ( حبيب )  ، مع أن بيع البيت واستلام الطريق يبدو سهلاً  ، لكن كيف يخرج ( حبيب ) من هنا ؟ وحتى لو خرج كيف سينجو من أولئك الذين ما زالوا يبحثون عنه بشدة يميناً ويعتاقة ؟ سألته ( سارا ) بم يفكر  . فأطنب ( حبيب ) في الشرح  . كانت ( سارا ) قد فكرت في كل شيء بدقة : - " أبيع البيت  ، وأحدد يوماً معيناً لتسليمه  ، وقبل أن يحين اليوم المعيَّن أُخرجك بعد منتصف إحدى الليالي إلى طريق الجبل  ، حيث تنتظرنا في مكان ملائم  ، بل وتتقدَّمنا متخفياً لفترة  ، ومن إحدى المحطات الجبلية نستقل القطار  . " لمعت عينا ( حبيب ) ببريق الأمل  ، فصاح : - " ( سارا ) حبيبتي ! " - " روحي  . " - " أنتِ حياتي  . " - " دعكَ من مدحي ! " - " أنا لا أمدحكِ بل أقول الحقيقة  . " - " ضمَّني ! " - "  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  . " - "  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  .  . " التفَّ الرجل الشاب بعنق المرأة الشابة برغبة أكثر كثيراً من أي وقت مضى  ، ثم تدحرجا إلى الفراش  . وكان الوقت صباحاً عندما استيقظا  . قفزت ( سارا ) ونهضت  ، ونظرت إلى الأسفل  ، كان ( سمير ) مستيقظاً أيضاً  ، يلعب فوق الأريكة بالعربة ذات العجلات التي صنعها له " أبوه " من بكرات الخيط  . كان الطفل مستغرقاً في اللعب  . وبدون أن تص*ر أي صوت راقبته ( سارا ) برهة  . بدا الطفل وكأنه يقود عربته في طرق جبلية  ، وهو يكلم نفسه : - "  .  .  .  .  .  . هوب  ، من هنا  ، إلى اليمين  ، إلى اليمين  ، أنا وأمي  ، وأبي  ، أبي يأخني في قلبه  ، وأمي بجوارنا  ، الطرق الجبلية نازلة صاعدة  ، عربتنا سليمة  ، الهواء حار  ، الطقس صافي  ، مالي ولهذه البلدة ؟ نحن ذاهبون إلى المدينة البعيدة  ، المدينة التي في البعيد جداً  ، حيث لا يمكن لـ( أنور ) الأعرج الوصول إليها  ، حتى ولو جاء لا يستطيع العثور علينا  ، وإن عثر علينا فتلك مدينة  ، الدرك لديهم سيارة جيب  . أنا ركبت سيارة الدرك الجيب وكذلك ركبها ( أنور ) الأعرج  ، وأمي  . ( علي ) ابن ( شريفة ) لم يستطع ركوب سيارة الجيب  ، ابن ( شريفة ) لا يستطيع المجيء إلى مدينتنا  ، أبي سيشتري لي في المدينة دراجة زرقاء بثلاث عجلات  ، إني أحب أبي وأمي كثيراً ! علي لديه دراجة  ، لكن دراجة ( زينيل ) أجمل منها  ، دراجتي أيضاً ستكون مثل دراجة ( زينيل )  ، دراجته حمراء أما دراجتي فزرقاء  . " رفع رأسه للحظة  ، فلمح أمه في فتحة العلية  ، ضحك بأسنانه البيضاء  . ضحكت المرأة أيضاً  ، ونزلت إلى الأسفل وهي تقول : - " صعدت لأرى فيما إذا كان الغطاء مكشوفاً عن أبيك  . " خفض الطفل بصره إلى عربته وسألها : - " متى ؟ " - " قبل قليل  . " امتلأ الطفل خجلاً  ، قال دون أن يرفع بصره عن عربته : - " كاذبة ! " ارتبكت المرأة وقد أحسَّت بأشياء فسألته : - " لماذا ؟ " - " نمت ليلاً معه  ، أتخدعينني ؟ ولكن نامي  ، أليس أبي ؟ كيف تنام أمهات الجميع مع آبائهم ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD