الفصل الثالث
? وجع الحب ?
روني محمد
( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )
في المساء
تقف تلك الفتاه الشقراء ذات العيون الزرقاء ، امام منزلها ، ترتدى فستانا من اللون الزهرى وتطلق شعرها يتمرد بانسيابيه على ظهرها ، نظرت في ساعه يدها وتأففت بضيق لتقول
-: كده يا عمر تتأخر عليه ساعه بحالها ، انا غلطانه اني استنيت كل ده ، ماشي يا عمر لو مكنتش وريتك .
قاطعها صوته الرجولى الاجش قائلا
-: توري مين يا لوكا سمعيني كده تاني كنتي بتقولي ايه!!
انتفضت هي ،لتضع يدها فوق قلبها قائله بلهاث
-:حرام عليك يا عمر خضتني ...
اقترب هو منها ، لتتراجع الي الخلف خطوه ، وهي تحتضن حقيبتها امام ص*رها وكأنها درع يحميها ،ليقول وهو يتصنع الجديه
: سمعيني كده تاني ، هتوري مين!!
تصنعت هي الامبالاه لتقول
-: ولا حاجه ، انا كنت بكلم نفسي اصلا .
عمر : مجنونه يعني !
ملك بغيظ : ماشي يا عمر هي دي وحشتيني بعد الغيبه دي كلها ، انا غلطانه اني استنيتك كل ده ، انا ماشيه ..
حملت طرف فستانها بيدها وهي تتجه الي سيارتها ، وتض*ب الارض بقدمها بغيظ ، تخطاها سريعا وهو يقف امامها يمنعها من استكمال طريقها للسياره قائلا
-: وحشتيني يا لوكا ، ايه الحلاوه دي كلها ، انا مقدرش على زعل القمر ده ، ما تفكك من الحفله والدوشه دي وتعالى نسهر في اي مكان ...
ملك : لا ، انت عارف نيره زي اختي ومش هينفع اسيبها في يوم زي ده ، وكفايه اني اتأخرت عليها ....
عمر بتهكم : تتعوض الخطوبه الجايه يا روحي ، ماهي بقيت بتتخطب وتفركش كل شهر تقريبا ...
ملك بغيظ : ده نصيب ، هتعمل ايه يعني نصيبها كده ..
عمر : ههههههه دي خلصت على نص رجاله المحروسه ، وداخله عالدول المجاوره ..
ض*بته ملك في ص*ره بغيظ لتقول
-: وليك نفس تهزر كمان ، طب وسع من طريقي عشان انت اخرتني ....
تأفف بضيق ، ثم امسك يدها واتجه بها الى سيارته ، واجلسها ، ثم التف حول المقود ....
بعد دقائق داخل السياره
ملك بفضول : امال فين هديتي...
تصنع عمر اللا مبالاه وانشغاله بالقياده قائلا
-: ملحقتش اجبلك هديه المره دي يا لوكا سامحيني...
ملك بضيق : كده يا عمر انت مبقتش تحبني زي الاول...
عمر : منا كل مره بسافر برجع بجبلك هدايا ، مجتش من مره...
ملك : انت عارف يا حبيبي ، ان الهدايا دي بتبقى تذكار منك من كل بلد سافرتها من غيري عشان تفكرني بيك وانت مسافر ، بس انا بجد زعلانه ، كنت افتكرني باي حاجه...
عمر: انا ميرضنيش زعلك يا حبيبتي ، اوعدك اننا لما نتجوز هخدك وألففك العالم كله ، مش هنسيب بلد غير لما نزورها سوا ...
وضع يده في جيب جاكيته وأخرج علبه مخمليه وقدمها لها.
عمر بحب : اتفضلي يا حبيبتي ، لو هو ده الي بيثبتلك اني بحبك ، فانا بموت فيكي ..
تهللت اساريرها لتلتقط العلبه سريعا وتفتحها بلهفه ، لتجد سلسال صغير وبه قلب مرصع بالألماز يزين المنتصف بأسمها "ملك"...
اقتربت منه لتحتضنه وتقبله وتقول
-: شكرا يا حبيبي حلوه اوي ، انا بحبك اوي يا ميرو ......
عمر : ميرو!! انا بقول بلاها الخطوبه دي وتعالي نعمل حفله لينا عالضيق ، لينا انا وانتي وبس... (وغمز لها)
ملك بتحزير : عمررررررر
عمر : خلاص انا غلطان انا كنت عاوز أقولك ميرو بيحبك قد ايه ، بس خلاص انتي الخسرانه...
استووووووب
( ملك فتاه جميله في اواخر العشرينيات ، شقراء ذات عيون زرقاء كأمواج البحر ، تحب عمر كثيرا ، تعرفت عليه في احد الحفلات ، لتظل تلاحقه من مكان الي اخر ، حتى وقع في حبها ، واستسلم لها ، ليعلنوا خطبتهم بعد شهور قليله )
******************
في فيلا شريف
دلفت ورد برفقه شريف في احد الغرف التي يبدو عليها الطابع الانثوي ، لتتجه الى السرير تجلس عليه وهي تتأمل الغرفه بسعاده ليجلس جوارها شريف قائلا
-: دي بقي هتبقى اوضتك ، من ساعه مانتي بلغتيني برجوعك مصر وانا جهزتها عشانك ، لو حبيتي تغيري فيها اي حاجه على زوقك براحتك ، قوليلي وانا هعمل اللازم ...
ورد : جميله اوي يا خالو ، شكرا ليك ، مكنش فيه لزوم لتعبك ده ...
شريف بحب : دانتي بنت الغاليه يا ورد ، انتي مش عارفه امك كانت غاليه عندي ازاي ، وانتي من ريحتها فغلاوتك متقلش عنها ابدا ...
ورد : انا عارفه يا خالو ، ربنا ميحرمنيش منك ...
شريف بحب : عارفه يا ورد ناهد مكنتش بس اختي الوحيده ، لا دي كانت بنتي ، لما قررت تسافر مع ابوكي كنت حزين اوي بس قولت اسيبها تشوف سعادتها فالمكان الي بتحبه ، وكنت بزورها من الوقت للتاني ، اما بقى لما تعبت وبعديها بفتره صغيره ماتت ( ثم اكمل بدموع ) حسيت ان روحي هي الي ماتت ، انا لغايه دلوقتي مش مصدق موتها ، بعد بفكر كتير واقول لنفسي انها مسافره واكيد هترجع ، كنت بسافر عشان اشوفك واملي عنيه منك ، تعرفي يا ورد انك فيكي كتير منها نفس ملامحها البريئه والجميله ، مسبتيش منها حاجه نظره عنيها ، جنانها ، رقتها ....
اقتربت منه تحتضنه ، لتنساب الدموع من عينيهم ، لتذكرهم والدتها المتوفاه ...
ليبتعد هو عنها بعد ان مسح دموعه ليقول
-: نامي وارتاحي يا حبيبتي دلوقتي ، احنا لسه هنعد مع بعض كتير ونتكلم في كل حاجة ، انا هكلم حد دلوقتي من الشغالين يجبلك الاكل هنا ...
لتبتسم له ، وهي تهز رأسها بالموافقه .....
اعتدلت على السرير ، لتأخذ وضع النوم ، ليقوم هو بدثرها بالغطاء جيدا ، وهو يبتسم لها بحب ، فقد اعادت الحياه بداخله مره اخرى.....
~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~••~•~•~
احيانا نظل كالعالقين بين السماء نشعر حينها بتوقف الانفاس ، فيتوقف القلب معه ، تبدو لنا الحياه بلا نكهه ، تنساق اقدامنا الى المجهول ....
كانت الين تجلس بين الجميع شارده بعيدا كل البعد عن احاديثم ،،، يجلس ذلك العريس المزعوم امامها ، ي**ق نظراته منها بين الحين والاخر ، بينما تجلس والدته بمنقارها المدبب تتفحصها بتعجرف و نظرات حاده ......
تبادل ياسر الحديث مع والدها في امور شتى بينما هي لم تشترك معهم في اي حديث ، الا حينما تقوم والدته باطراء عليها سؤال وكأنها في مكتب تحقيقات ، لتجيب ببضع الكلمات وتعاود ال**ت مره اخرى ، الى ان شعرت بالاختناق منهم وكأن المكان قد نفذ منه الهواء ،لتنهض وتتجه الى غرفتها ، بعد ان استأذنت بالانصراف ، لعلها تجد هواءا تتنفسه بعيدا عنهم .....
بعد قليل
سمعت اباها يتبادل السلامات بينهم ويودعهم بكل ترحاب وسرور ، عزمت هي على الاستكانه في سريرها وتصنع النوم قبل ان يأتي اليها والدها ويعنفها ، لم تفوت لحظات الا ووجدت باب غرفتها يفتح بعنف ، ويقف والدها يطالعها بنظرات قاتله ليقول
-: هي دي مقبلتك للضيوف الي جاييين بيتك ...
لم تستطع تصنع النوم فأباها بالتأكيد كشفها ، اعتدلت هي من مجلسها لتقول بلا مبالاه
-: منا اعدت معاهم اهو زي ما طلبت اعمل ايه تاني ..
يوسف : بوزك الي قدامك شبرين ، ولا كلامك مع الست والدته الي من تحت الضرس ، وبالاخير تقومي بكل قله زوق وتسبيهم وتدخلي اوضتك ، ابقي قابليني لو بصوا تاني في وشك ....
الين بهمس: احسن بردو ...
يوسف بغضب : اعملى حسابك ، انتي هتتجوزي ياسر العمري ورجلك فوق رقبتك ، وفتره الخطوبه مش هخليها تعدي ال6 شهور ، فكري كده واعقليها ، الي بتعمليه ده مفيش منه فايده ، وفالأول ولا فالاخر مش هتتجوزي غير ياسر بس هو يوافق ....
الين بدموع : ليه كده يا بابا انت عمرك مغصبتنا على حاجه تقوم تغصبنا عالجواز ...
يوسف : انا دلعتكم كتير ، وده سبب الي انتي فيه ده دلوقتي ، ياسر حد محترم وخلوق ، ومش هيتعوض لو ضيعتيه من ايدك ...
خرج وصفع الباب خلفه بقوه ، فلم يترك لها المجال لتعترض ....
بينما هي احتضنت وسادتها ، وظلت تبكي بقهر حتى غلبها النوم....
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
في فيلا ياسر العمري
تجلس تلك السيده المتصابيه والمتسلطه تضع رجل فوق الأخرى بتعجرف ، يبدو عليها اشتعال نيران الغضب داخلها ، يجلس ياسر في الكرسي المقابل لها لا يبالي بغضبها الذي لا سبب له من وجهه نظره لتقول وهي تضغط على اسنانها
-: البنت دي متنفعناش يا ياسر ، انا مربتاكش العمر ده كله وتعبت فيك عشان تيجي واحده زي دي تمسح بكرمتنا الارض ومتعملناش اعتبار كده ...
استغرب هو من حدتها ليقول
-: مالها يا امي هي كانت عملت ايه ؟
نازلي بغيظ : يعني ما شوفتش قله زوقها لما قامت وسابتنا قاعدين ...
ياسر : طب ما هي استأذنت قبل ما تقوم وبعدين احنا مشينا بعدها على طول ...
نازلي : بردو مكنتش مفروض تعمل كده ، ولا بوزها الي كانت اعده مص*رهلنا ، هي كانت تطول واحد زيك ، انا مش عارفه ايه الي عاجبك فيها مانا ياما جبتلك بنات احلا منها كتير وبنات عائلات راقيه ، اشمعنى دي ...
ياسر بنفاذ صبر : النصيب يا امي انا مش هتجوز غير الين ، فمتتعبيش نفسك وتكرهيني فيها ... حاولي تحبيها ومطلعيش فيها عيوب الدنيا ، الين كويسه بس يمكن هي عشان مش اخده علينا او م**وفه عملت كده....
نازلي بغضب : يعني مش فارق معاك اهنتها لينا ...
ياسر بحده : بصي انا عارف نيتك في كل مره بطفشي فيها اي عروسه بفكر فيها ، بس المره دي انا هتمسك بالين حتي لو اخر يوم في عمري مش هسيبها ، دي بالذات انا حطيت عيني عليها ومش هسيبها غير لما تكون مراتي ...
نازلي بتلعثم : انا ... انا يا بني ميهمنيش غير سعدتك ، ومش عاوزه غير مصلحتك ، كان نفسي تختار واحده تحبك وتخاف عليك ، مش عوزاك تغلط غلطتي باختياري لابوك ، اه لو مكنتش ملك اتخطبت ، فضلت اقولك تعالا اخطبهالك بس انت فضلت تأجل لغايه لما راحت من ايديك....
ياسر : انسي يا ماما زمان ده عدى وفات مش عاوزين نفتح في الي فات المهم في الي احنا عايشينه دلوقتي ، اما بقى بالنسبه لملك فهي اتخطبت وبتحب خطيبها وانا طول عمري بحبها زي اختي عمري ما هعتبرها غير كده ....
ثم نهض واندفع خارجا من الغرفه ومن الفيلا باكملها ، يحب والدته كثيرا ، ولكن مالا يحبه هو معاملتها له وكانه طفلا صغيرا يحتاج دائما الي توجيهها ، الي جانب انها كانت طول الوقت تتدخل في اختياراته وتنتقدها ، وكل ما يهمها هو الثروه والمظهر الاجتماعي ....
استووووووووب
( ياسر العمري رجل اعمال في منتصف الثلاثينيات ، وحيد والدته نازلي هانم ، حاولت كثيرا ان تقرب بينه وبين ابنة صديقتها ملك ، ليتزوجها ظنا منها انها هي من تناسب عائلته،، ولكن ملك خذلتها حينما قررت ان ترتبط بشخص اخر ، ولكن نازلي لم تيأس وستظل خلفها الي ان تفسد خطبتها وتتزوج بياسر )
~•~•~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~
في اليوم التالي
هبطت ورد درجات السلم بخطوات محسوسه لتتجه الي غرفه الطعام ، بعدما ارسل اليها شريف احد الخادمات لكي تأتي وتتناول الطعام معهم ...
دلفت الي الغرفه ، لتجد شريف يجلس بانتظارها على رأس المائده ، بينما عمر يجلس ويواليها ظهره ، ابتسم شريف لها ، ووقف يستند بيده على السفره ، لتقترب منه سريعا تمسك يده الاخرى وتحتضنه بحب ابوي ، إلتفتت لذلك الجالس وهي تبتسم بخجل ..
ليقول شريف : اعرفك يا ورد على عمر ابني ...
وما ان التفتت حتى جحظت عينيها وتلاشت ابتسامتها وحل محلها الزعر والصدمه ، شهقت بخوف وهي تتراجع للخلف و تضع يدها على فمها تكتم صرختها.....
وجع الحب
روني محمد
،،،، رأيكم يهمني
ليه ورد خافت من عمر ؟ وهل هو نفس الراجل الي خ*فها ولا لأ ؟
وادم والين مصيرهم ايه ؟
طب نازلي هانم هتقدر تفرق بين عمر و ملك ، وياسر يبفوز بيها ؟؟
ده الي هنعرفه فالحلقات الي جايه انتظروني،،،،،،،،،،