الفصل الرابع
? وجع الحب ?
روني محمد
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )
وما ان التفتت حتى جحظت عينيها وتلاشت ابتسامتها وحل محلها الزعر والصدمه ، شهقت بخوف وهي تتراجع للخلف و تضع يدها على فمها تكتم صرختها.....
وقف الاخر وتفاجأ بها ايضا ، ليضحك بملئ فاه قائلا
-: كويس اننا طلعنا قرايب عشان انا ملحقتش اخد حقي منك...
لتلتقط السكين المخصصه للطعام ، وترفعها نحوه قائله بتحدي
-: دانت بتحلم ، لو كنت فاكر ان مجيك هنا هيخوفني لا انسى دانا اقتلك ، واشرب من دمك...
ليمسك شريف السكين ويضعها على المنضده ، ثم يسحب ورد لتجلس امام عمر على الجانب الاخر من السفره ، ليقول
-: ممكن افهم بقى في ايه ؟
ظل الاثنان يحملقان ببعضهما ويتبادلان نظرات الوعيد بينهم ، لتقطع ورد ال**ت قائله
-: خالو اتصل بالبوليس بسرعه هو ده الراجل الي خ*فني وكان عاوز يموتني...
رفع عمر حاجبه من اتهامها له ، ولم تكتفي بذلك وتطلب من والده ان يطلب الشرطه...
نظر شريف الي ابنه بحده ليقول
-: ايه الكلام الي ورد بتقوله ده يا عمر ، انت فعلا خ*فتها وكنت هتموتها..
عمر : دي كدابه ، واحده جايه ترمي بلاها عليه ، تلاقيها بتعمل الحركات دي عشان ليها غرض تاني...
شريف بحده : عمررررررررر
تجمعت الدموع في عينيها لتقول
-: ولله يا خالو مش بكذب ، هو ده الي خ*فني..
امسك شريف يدها مطمئنا لها ليقول بحب ابوي
-: مايمكن واحد شبه...
ابتسم هو بتشفي لها لتقول
-: لا يا خالو انا متأكده ، وبالأماره هتلاقي عضه انا عضتهاله في دراعه ، لما كان بيدخلني العربيه غصب عني...
مسك شريف زراع عمر ثم شمر عن ساعده ، فلم يجد شيئا ، ثم التقط الاخر وفعل مثل الاول ، ليجد اثار اسنان على زراعه ....
ورد : شوفت يا خالو اهوه ، اثار العضه اهيه
وضع عمر يده مكان العضه ليقول بألم
-: دي كلبه مسعوره عضتني لما كنت مسافر، والحمد لله لحقوني بالمصل المضاد قبل ما اتصعر...
ورد بغيظ : تصدق انك قليل الادب ومش محترم ، انا كلبه يا سواق البهايم..
عمر بحده : تصدقي انك قليله الادب وعاوزه تتربي ، وتستهلي انك تتحبسي زي الكلاب لغايه لما تموتي...
شريف :بااااااس ولله كويس الكلام ده انتو مش عاملين ليه اي احترام خالص ، قموا اض*بوا بعض احسن...
ورد بخذو : انا اسفه يا خالو ، هو الي استفذني...
عمر : مانت شايف يا بابا طوله ل**نها الي عاوز قطعه...
طالعته هي بنظرات شرسه ، تتمنى لو تنقض عليه وتخنقه بيديها لعلها ترتاح من ذلك المتعجرف....
شريف بحده : اتفضلوا افطروا وبعد الاكل انتم الاتنين قدامي عالمكتب ، لما نشوف ايه حكايه الهبل الي بتعملوه ده ....
بدأ الاثنان في تناول الطعام ، وهما ينظران لبعضهما بكره وفي داخلهم يتوعد كلا منهم للأخر بالجحيم ، وكأنه يخبره ان مصيره الموت لا محاله وعلى يديه ....
~•~•~•~•~•~•~~•••~•~•~•~•~
عند الين
حبيسه الذكريات ، كيف لي ان اتخيل عالمي بدونك ، اعيش على ذكراك ، اذكر ملامحك التى فات عليها سنوات ، قد تكون تغيرت ، ولكن احمل منها ما قد يصبرني على البعاد الي ان يحين اللقاء....
كانت تجلس على كرسيها المفضل في شرفه غرفتها ، وتتناول قهوتها الصباحيه ، وتضع جوارها صندوقها الثمين لتفتحه وتلتقط الرساله الثالثه وتقرأها
" وحشتيني يا لي لي كتير ، وحشني حبك وشكلك وحشتني ملامحك ، الي مش مفرقاني في احلامي ، انا بطمنك اني الحمد لله لقيت شغل بمرتب كويس ، وكمان اتصاحبت على مجموعه من المصريين ، كانو بيتجمعوا في كافيتريا بتاعه واحد مصري ، الغربه هنا صعبه اوي بس الي بيهونها عليه ، اني هرجع واتجوزك يا لي لي ، سامحيني انا مش بقدر اتصل عليكي كتير لان المكالمات هنا غاليه اوي ، وبعدين المكان الي بشتغل فيه م***ع اخد معايا الموبيل ، اول ما الامور تتظبط معايا بوعدك اني هتصل عشان اسمع صوتك الي واحشني اوي ، خلي بالك من نفسك....
حبيبك / أدم "
تن*دت هي بحب وهي تقبل الرساله قبل ان تطويها وتعيدها داخل الصندوق ، وقد غزت الدموع وجنتيها اثناء قراءتها رسالته ، تشعر بتسارع نبضات قلبها المفتور ، ولكن كيف لها ان تتخلص من هذه الزيجه ، كيف تستطيع ان تقنع والدها برفض زواجها من ياسر ، كيف لها ان تخون حبيبها ادم ، طال غيابه لاكثر من شهرين ولم يرسل لها خطابا او حتي اتصالا يطمئنها عليه ، اخبرتها احدى صديقاتها ، انه من الممكن ان يكون قد تزوج من اجل الحصول علي الج*سيه ،كما يفعل الكثير لكنها كانت عندها ثقه كبيره به ، نفضت الفكره من رأسها سريعا ، ولكن سرعان ما تعود الي حيرتها ، اذا كان لم يتزوج ، اذا فاين هو طيله هذه المده كيف لا يحدثها ، او يسأل عنها ، اتصلت به مئات المرات ولكن لا يجيب ، الي ان اغلق الهاتف في احد المرات ومن وقتها لم يفتح......
فتحت موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتجد اخر صوره له منذ يومين نشرها احد اصدقاءه على صفحته ، وهو يبتسم بسعاده برفقه مجموعه من الأصدقاء ....
كاد عقلها ان يجن من كثره التفكير ، ليقطع شرودها صوت امل لينتشلها من دوامه افكارها التي لا تنتهي قائله
-: الين تعالي كلمي بابا عاوزك....
الين بحزن : ماشي يا امل جايه ، متعرفيش هو عاوزني ليه ؟
رفعت امل كتفيها وهي تذم شفتيها قائله
-: علمي علمك ، هو قالي روح نادي اختك ، سألته ليه قالي لما تيجي هتعرفي ....
ورد : طيب وسعي كده هروح اشوفه .....
وقفت الين لتتجه الى الغرفه حيث ينتظرها ابيها.
~•••~•~•~•~•~•~•~•~
في غرفه المكتب فيلا شريف
يجلس شريف خلف المكتب ، وامامه جلس كلا من ورد وفي مقا**ها عمر وهما يتطلعان لبعضهما بكره ...
جلسا وكأنهما في تحدي ،تأهب كلا منهما للاخر استعدادا لبدء المعركه ، منتظرين اشاره البدء ،حتى ينقض كلا منهم على الأخر..
شريف : ممكن افهم بقى ايه الي حصل ، ومش عايز طوله لسان...
عمر ببرود : معرفهاش ، واحده وبتتبلا عليا...
طالعته بغيظ لتقول
-: انا عاوزه امشي يا خالو مش هعد هنا تاني مع واحد همجي زي ده....
عمر بغضب : انا همجي ولا انتي الي بتمشي ترمي بلاكي عالناس...
ورد بغضب : بلايا... انا.... ليه مش انت الي خ*فتني وكنت عاوز تموتني...
عمر : ياريتك كنتي موتي وارتحت اهو عالاقل مكنتش شوفت وشك ده تاني....
شريف بغضب : باااااااااااااااس ، اسكتو..... فهمني انت يا عمر ايه الي حصل...
ارجع عمر ظهره الي الخلف عاقدا زراعيه امام ص*ره ويضع رجل فوق الأخرى قائلا ببرود
-: وانا فالمطار لقيتها ماشيه تتخبط في مخاليق ربنا ، كانت بتشقطلها واحد تقريبا ، وبعدين لقيتها راميه نفسها عليه ،وعمله نفسها تعبانه ومش عارفه ايه..
رحت اخدتها ا**ب فيها ثواب وودتها المستشفى سبتها ومشيت....
كادت هي ان تجن من كلامه ، حاولت التحكم بنفسها بأقصي الحدود حتى لا تنقض عليه وتخنقه ....
شريف بحده : عيب لما تقول علي بنت عمتك كده ، وبعدين انا عارف تربيتها كويس ، فالحوار ده ميدخلش عليه...
عمر : ولله انا قولت الي عندي ، وهو ده الي حصل...
ورد : متتعبش نفسك يا خالو انا حكيت لحضرتك كل الحقيقه ، واظن انت مش هترضالي اعد مع واحد همجي وكداب زي ده في بيت واحد ، انا هلم هدومي وهعد في اوتيل لغايه لما اشتريلي شقه..
عمر بهمس : الباب يفوت جمل....
فهمت هي ما يقول لتغتاظ اكتر وتهب واقفه ، لتنصرف ليوقفها صوت شريف قائلا
-: استني يا ورد ، انتي مش هتمشي من هنا ده بيتك قبل مايكون بيتي ، احنا الي ضيوف عندك....
عمر بغيظ : سبها براحتها يا بابا...
شريف : عمررررر ، اسكت واعتزر لبنت عمتك حالا...
عمر بتحدي : انت يا بابا على عيني وراسي ، بس مش عمر الأنصاري الي يعتزر لواحده ست ،(ثم اكمل باستهزاء وهو يطالعها من أعلاها لأسفلها ) ده لو كانت ست اصلا....
ورد : اندفعت تخرج من الغرفه قبل ان تسمع اهانتها اكثر من ذلك....
ليفكر شريف قليلا قبل ان يدعي المرض ويمسك قلبه بوهن قائلا
-: اااه...... يابني حرام عليك عملت كده ليه ، انا خلاص فاضلي شويه واموت ، سبني امتع عيني بيها قبل ما قابل وجه كريم ، دي من ريحه الغاليه ، انت عارف انا كنت فرحت بمجيها ازاي ، عاوز ليه تحرمني منها.....
ثم هوى ليجلس على الكرسي ، يدعي المرض ، وهو يضغط بيده فوق قلبه...
اندفع عمر نحوه يتفحصه ، وهو يمسك بيده الاخري يفركها برفق.....
عمر بلهفه : بابا انت كويس
شريف وهو مازال يضع يده فوق قلبه قائلا
-: روحلها يا عمر طيب خاطرها ، ماتخلهاش تمشي انا مش قادر اقوم..
عمر : يا بابا طيب طمني عليك...
شريف بتمثيل : انا هاخد حبايه تحت ا****ن اهو وهبقي كويس ، اوعي تسبها تمشي يا عمر ، هموت لو حد من اهل ابوها لاقاها وعمل فيها حاجه.... روح يابني طيب خاطرها ومتخلهاش تمشي ....
عمر بنفاذ صبر : حاضر يا بابا مش هتمشي ، انا هتصرف ..
خرج عمر من المكتب متجها الي اعلا بعدما سأل عليها احدى الخادمات وعرف انها بالغرفه...
ليطرق الباب عده طرقات قبل ان يفتحه بقوه....
ليجد الغرفه خاليه ، وحقيبه سفر كبيره موضوعه على السرير ، فيبدو انها حزمت امتعتها وقررت الرحيل ، سمع صوت الماء المتدفق ياتي من الحمام لينتظرها قليلا بجوار النافذه يتطلع الي الفراغ امامه....
بعد قليل
خرجت هي من الحمام ترتدي منامه بيتيه لا تتعدى الركبه بحمالات رفيعه ، تمسك فوطه صغيره تجفف شعرها ، التفت هو ليتكلم معها وينهي الصراع بينهم وما ان التفت حتى حبس انفاسه للحظات وهو يتأملها بهذا الشكل ، جمالها لم يكن عادي بل كان حد الف*نه ، بدءا من شعرها الذي تتمرد خصلاته المبتله على رقبتها لجسدها الممشوق ل....
لم يكمل تأمله لها لسماعه صوت صراخها بعد ان فزعت عندما وجدته بغرفتها ، ليقترب منها سريعا يكبلها بين زراعيه ، ويكتم فمها باحدى يديه ، بينما هي حاولت ان تقاومه بضراوه الي ان وقعا الاثنان على الارض ، هو على ظهره وهي فوقه، فتح شريف باب الغرفه ليتفاجئ من منظرهم.....
••••••••••••••••••••••••
عند الين
دلفت الي غرفه والدها لتلبي ندائه لها لتقول
-: ايوه يا بابا حضرتك بعتلي...
يوسف : تعالي اعدي يا الين...
جلست هي في الكرسي المجاور له ، وهي تنصت له باهتمام ليقول
-: انتي عارفه يا بنتي انا عمري ما غصبتكم على حاجه مش عاوزنها ، بس في موضوع جوازك ده بالذات انا شايف مصلحتك الي انتي مش شيفاها وماشيه ورا وهم ، انا لما حبيت امك زمان جيت لغايه بابها واتجوزتها ، مفضلتش معلقها بيه وخلاص .. الي بيحب حد بجد بيجي يدخل البيت من بابه... واحنا لسه فيها لو في حد انتي مرتحاله انا معنديش مانع اقا**ه واشوف ظروفه ايه ولو طلع انسان كويس انا مش هقف قدام سعادتكم..
الين بامل : بس هو مسافر...
يوسف : يكلمني عالاقل فالتليفون ، وانا هفهم منه بطريقتي و هسأل عنه وساعتها هعرف اذا كان هو كويس ولا لأ....
وقفت هي لتحتضن ابيها قائله
-:شكرا يا بابا انا فرحت اوي انك هتدينا فرصه...
يوسف : بس علله ميخيبش ظني ويطلع بيلعب بيكي ، (ثم أكمل بتحذير) بس لو طلع مش كويس هتنسي الموضوع ده نهائي وهتبقى صفحه واتقفلت....
الين : لا يا بابا ادم حد كويس وانا واثقه انه مش هيخيب ظنك.....
انطلقت الي غرفتها مسروره ، لتلتقط هاتفها تحاول الاتصال به ، لتخبره بما قاله والدها ، ولكن كان كالعاده مغلقا ، ولا تستطيع ان تتواصل معه....
?وجع الحب ?
روني محمد
رأيكم يهمني ،،،،،،
عمر وورد هيكون ايه مصيرهم ، هيفضلوا زي القط والفار ولا للقدر رأي أخر ؟
وحدوته أدم والين الي فيها لغز اختفاء أدم هيكون نهايتها ايه ؟
توقعتكم ؟؟؟؟
متنسوش الفوووووووووت