الفصل السابع عشر.
? وجع الحب ?
روني محمد
جلست امل جوار الين تبكي ، وهي تحاول ان تض*بها بخفه على وجهها حتى تستعيد وعيها ، بينما تطلع ياسر لهما بعينان تشتعل كالجمر ، ليخرج من الغرفه ثم خرج من المنزل صافعا الباب خلفه بقوه...
بعد قليل
جلس خلف عجله القياده وهو يتذكر ما حدث قبل وفاه يوسف...
فلاش بااااااااك
ياسر : أؤمرني يا عمي حضرتك طلبت تقابلني...
يوسف : بص يا ياسر انا من يوم ما دخلتك بيتي وانا اعتبرتك ابني ..
قاطعه ياسر قائلا
-: ربنا يخليك يا عمي ،ربنا يعلم معزتك ايه في قلبي ، انا بعتبرك والدي الي اتحرمت منه....
يوسف : شكرا ليك يا بني ، واوعدك ان غلاوتك عمرها ما هتتغير عندي وانا هفضل برضو في مقام ابوك لو احتاجتني في اي وقت ، الين كانت قالتلي انك ليك اخ صح الكلام ده ؟
ياسر : اه آدم اخويا من الاب ، قريب قوي هعرفه على حضرتك...
هز يوسف رأسه بالموافقه قائلا
-: ان شاء الله ، انا بعتلك النهارده عشان أقولك ان كل شئ قسمه ونصيب ، انا مكنتش اتمنى احسن منك عريس لبنتي...
صك ياسر على اسنانه بقوه حتى كاد ان يهشمها ، حاول جيدا ان يخفي غضبه ليخرج صوته بصعوبه قائلا
-: ممكن اعرف السبب ؟
يوسف : ولله يابني انت شاب ما يتعيبش ،( ثم أكمل بكذب) كل الحكايه ان الين كانت رافضه الارتباط وكانت عاوزه تكمل دراسات عليا تبع كليتها ، وانا اصريت عليها انها تتخطبلك ، على أمل انكم تتفقوا ، بس اظاهر مفيش نصيب...
ياسر : ومين قالك اني همنعها من دراستها...
يوسف بضيق : ما هو يا بني مش هينفع تربطك جنبها 5.....6 سنين ، عمتا لو في نصيب ليكم مع بعض مفيش حاجه هتفرق ما بنكم...... شبكتك يابني هبعتهالك لغايه عندك بكره بإذن الله )
وفي اليوم التالي علم يوسف بمرض صديقه المقرب "شرىف الأنصاري " ليسافر على عجاله ليطمئن على احواله ، وبينما هو عائدا اصطدم في الطريق بالشاحنه ، وقد وافته المنيه "
بااااااااك
وصل ياسر الي منزله واستقبلته والدته ، فلم يعجبها مكوث ابنها جوار الين وذهابه اليها لتقول
-: طبعا كنت عندهم مش كده؟
ياسر بحده : ماما انا راجع تعبان ومش فايق للكلام ، لو هتتخانقي معايا زي كل يوم فوفري كلامك لبكره...
نازلي : انا مش عارفه ايه الي عجبك فالبتاعه دي ، متمسك بيها على ايه ؟ وبعدين مانت خلاص فرقت بينها وبين آدم عاوز منها ايه تاني ؟
لم يرد عليها ، وتجاهل حديثها وكأنه لم يستمع اليها ، ليقول وهو يصعد السلم متجها الي غرفته
-: ارتاحي يا نازلي هانم انا مش هسيبها غير وهي مراتي....
نازلي بغضب : انت اتجننت عاوز تجوز واحده ، وتشيلها اسمك وهي بتحب اخوك...
لم يرد عليها فقد دلف الى غرفته وصفع الباب خلفه ، بينما نازلي ظلت تتحدث بكلام غير مفهوم ، وهي تمني نفسها بافساد هذه الزيجه.....
**********************
بعد عده ايام
خرج عمر من المشفى بعد ان استعاد صحته ، كانت ورد تداوم على زيارته يوميا ، ولكن ما اثار تعجبها ان ملك ، لم تفكر طيله هذا الوقت ان تتحدث معه او تزوره ، هل من الممكن ان يكون دب خلاف بينهم ادى الي انفصالهم ، ابتسمت بسعاده لذكر هذه الكلمه ، ليتعجب عمر من ابتسامتها البلهاء التي لا مبرر لها لينتشلها من بحر افكارها قائلا
-: انتي بتضحكي على ايه ؟
نظرت له بصدمه ، لتربش بعينيها عده مرات حتى تستحضر فكره تبرر له لتقول
-:احم ، مفيش افتكرت حاجه كده ، متحطش في بالك ، المهم دلوقتي هي ملك متعرفش انك كنت تعبان وفي المستشفى ؟
على ذكر اسمها تغيرت ملامحه وتجهم وجهه قائلا باقتضاب
-:لأ
وقبل ان تغرقه بأسالتها التي لاحصر لها قرر الانسحاب الي غرفته ،ليقول
-: انا هطلع انام تصبحي علي خير...
الين : استنى انت مش هتتعشا...
عمر : لا مش عاوز اتعشي انتي.....
زمت شفتيها ورفعت كتفيها وهي تقول
-: طيب براحتك ..........، اه صح عمر استني عاوزه اتكلم معاك في موضوع....
بعد ان وقف ليصعد الي غرفته ، تراجع ليجلس مره أخرى قائلا بنفاذ صبر
-: قولي عاوزه ايه ، وياريت متسألنيش عن ملك...
استغربت هي من لكنته لتقول
-: لا مش هسألك ، اصلا المفروض هي اول حد يكون جنبك فانا استغربت مش اكتر انها مكنتش موجوده...
عمر باقتضاب : هتقولي عاوزه ايه ولا اطلع انام...
ورد : خلاص يا عم انا مالي ، المهم انا عاوزه اشتغل ، انا كلمت خالو وقالي قولي لعمر..
عمر : وانا مش موافق..
ورد : انا أصلا مش باخد رأيك ، ميهمنيش توافق ولا متوافقش ، انا بس بقولك من باب العلم بالشئ...
عمر : انتي يا بت ع**طه ولا بتستعبطي ، شوفي مين هيسيبك تشتغلي ، انا لايمكن اوافق عالشغل ده ابدا ، ده على جثتي ..
ورد : ده اخر كلام عندك ؟
عمر : مستحيل اوافق شغل ايه يام شغل...
ورد بهمس : هنشوف كلام مين الي هيمشي...
في اليوم التالي
أشرق وجهها فرحا ، وهي تتجه نحو المقعد التي اشار لها بالجلوس عليه خلف المكتب الصغير ، واضعه اللاب توب الخاص بها أمامها ، لتبدأ بكتابه ما يلقيه عليها ، وهي تض*ب بيدها فوق لوحه المفاتيح سريعا بمهاره تحاول ان تجاريه ، بينما هو ظل يزيد سرعه إلقاءه للكلمات وهو يتعمد ذلك ، حتي تعثرت ولم تستطع ان تواكبه ...
بينما هو لاحظ ذلك فأخذ ينظر لها بانتصار ليقول
-: شوفتي طلعتي مش نافعه في حاجه ، قومي بقى روحي ...
نظرت له بغيظ وقالت
-: تصدق انك بارد ومستفز ، وانا الي كنت عملاك مدير وبرستيج قدام موظفينك ...
عمر بغيظ : ل**نك ده يستاهل قطعه... وانا بقا هربيكي على طوله ل**نك دي ....
ورد : تربي مين ، اجري اجري ، انت اخرك تربي قطه ولا كلب ، روح شوفلك اي حته اعد فيها ...
م: حته !!... يابيئه ايوا اظهري بقا علي حقيقتك ، وقال ايه راسمه علينا الدور انك بنت ناس ومتربيه تربيه خوجاتي انتي متأكده انك كنتي عايشه في المانيا !!
ورد ببرود : sure
عمر: اشك !!! انتي اخرج زريبه ابوعلي ، وكده بكرمك كمان
نظرت له بغيظ لتقول
: انا زريبه يا بياع البليله
عمر : جبتي منين بياع البليله دي
ورد : من عالنت ، انا مصاحبه تقريبا100 صديق مصري كانو بيعلموني ، واهو علامهم جه بنتيجه ، بقولك ايه انت فرهدتني ، انا جعانه ، تعالا نتغدى ونبقا نكمل عركه بعدين
ضحك الأخر بملئ فاه قائلا
-: انتي ازاي كده ، خدي هنا هو فين الزرار
ردت هي بلا مبالاه لتقول
-: زرار ايه ؟
عمر : الزرار الي بتتحولي منه ..
ورد : تعالا بس نروح ناكل عشان اقدر اصد قصادك ، انا هنجت خلاص ...
عمر : ولله انا شاكك في قواكي ال*قليه....
ورد : متركزش معايا بس ، وخدني على قد عقلي ، وبلاش العند ، عشان كلو بيجي فوق دماغك فالأخر ، فكل عيش وانت ساكت....
اقترب منها عده خطوات ، لترجع بكرسيها الي الخلف ، ليميل هو عليها ، ويمسك الكرسي بكلتا يديه محاصرا لها ، ابتلعت ل**بها بصعوبه لتقول
-: انت بتبصلي كده ليه ، انت هتتحول ولا ايه ؟
عمر : عارفه يا ورد انا كتير بحس اني ببقى عاوز ا**رلك عضمك ، واحبسك واعاقبك على طوله ل**نك ، بس بتصعبي عليه ، من يوم الي حصلك أول مره شوفتك فيها وانا عرفت انك بوق اخرك كلمتين ، وممكن تموتي لو حد نفخ فيكي....
توترت ورد من قربه منها ، لتقول بتلعثم
-: طب ،، وسع كده الدنيا حر...
دفعته برفق ليبتعد عنها قليلا ،اما هي وقفت متجهه الي النافذه ، تداري توترها ، شعر هو بتأثيره عليها ليقول
-: يلا بينا عشان نتغدا
التفتت له لتسحب حقيبتها من على الكرسي ، وتنسحب خارجه من الغرفه ، دون ان تتفوه بكلمه ، اما هو إلتقط مفاتيحه ومتعلقاته من مكتبه واتبعها الي الخارج.......
•••••••••••••••••••••••••••
وقفت الين في الشرفه الملحقه لغرفتها ، واستندت على حافه السور بزراعيها ، وأغمضت عينيها لتستمتع بالهواء المنعش، قبل ان يقطع صوت هاتفها تلك الخلوه ، فتحت عينيها وهي تمسك بهاتفها وهي تعاود الدخول الي الغرفه....
الين : ازيك يا عمو حضرتك عامل ايه ؟
شريف بحزن : طمنيني عليكي يا الين انتي وأمل انا عارف اني قصرت معاكم ومجتش العزا بس عمر ابني كان تعبان وفالمستشفى ، بس ان شاء الله من بكره انا هجلكم بنفسي واخدكم تعيشوا معايا فالقاهره....
اغمضت عينيها بحزن ، لتنساب الدموع من عينيها وهي تقول
-: ارجوك يا عمو ما تسبناش احنا ملناش حد غيرك ...
شريف بدموع : طبعا يا الين انتي وصيه الغالي ، حضروا شناطكم وحاجتكم وان شاء الله الصبح بدري هكون عندك...
الين : حضرتك تنورنا يا عمو...
اغلق شريف الخط مع الين وهو يتذكر وصيه صديقه
فلاش بااااك
يوسف : اسمعني يا شريف ، انا بناتي ملهمش حد فالدنيا غيري ، ولو انا مت مفيش حد اقدر اوصيه عليهم غيرك...
شريف : انت بتقول ايه بس يا يوسف ، بناتك في عنيا وكل حاجه بس وانت معاهم ربنا يبارك في عمرك ، متقوليش كلام يزعل يا راجل...
رتب يوسف على كتف صديق عمره قائلا
-: فاكر يا شريف ايام عمرنا الي عشناها مع بعض دي كلها مفرقناش غير الجواز ، الي خلاك تنقل كل حاجه وتيجي تعيش فالقاهره ، كل ده عشان تبقى جنب حبيبه القلب...
ضحك شريف بملئ فاه ليقول
-: ههههههههههه يا راجل انت لسه شيلهالي ، ماحنا كنا بنزور بعض كل اسبوع....
يوسف : اه لما كانت بتتخانق معاك وتقولك انا حاسه انك بتحب يوسف اكتر مني...
شريف : هههههههههه الله يرحمها.، ياريت الايام دي ترجع تاني...
يوسف بحزن : مبترجعش ..... الايام الحلوه مبترجعش ،،، المهم انا مش جي عشان ازورك عشان تعبان وكده لا انا عارف ان صحتك بومب وكمان احسن مني...
انصت شريف له باهتمام قائلا
-: قول يا يوسف ايه الي جواك واجعك وقالقك كده...
يوسف : انا بوصيك على بناتي يا شريف لو مت ولا جرالي حاجه دول امانه اخوك ، اوعى تسبهم...
شريف بحزن : ايه الي انت بتقوله ده ، ربنا يد*ك الصحه والعمر كله ليك يا صاحبي...
بااااااااك
مسح شريف دمعه فاره من عينيه................
•••••••••••••••••••••••••••••
( اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم )
رأيكن فالبارت......
متنسوش الفوووووت