الفصل الثامن عشر
? وجع الحب ?
( يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك)
يجلس كلا من ياسر وملك في احد المطاعم على شاطئ البحر ، بمدينة الاسكندريه ، ويبدو على ياسر ملامح الغضب ، بينما ملك ترسم البرود على وجهها
ملك ببرود : نعم بعتلي ليه ومخليني اجيلك هنا ليه ؟ اعمل حسابك لو فكرت تهددني تاني انا مش هسكت ؟
ياسر بغضب : ايه العك الي انتي زفتيه ده ؟
ملك : عك ايه مش فاهمه؟
ياسر بحده : مل________ك متعصبنيش ، انتي فاهمه كويس اقد ايه ؟
ملك بدلال وهي تمسك يده قائلة
-: ايه بتغيري يا بيضه !!
نفض هو يده بعيدا عنه ، لينظر لها بنظرات قاتله ، وهو يتفحصها باشمئزاز قائلا
-: لا يا روح امك انا بقيت اق*ف منك ، بس الي انتي عملتيه مع عمر بوظ كل حاجه...
ملك بخبث : ولا بوظ ولا حاجه ، عمر هيتجوزني في اقرب وقت عشان يداري على الفضيحه...
ياسر : وانتي مفكره عمر بالغباء ده عشان يصدق الحوار السخيف الي انتي عملتيه ده..
ملك بغيظ : امال كنت عاوزني اعمل ايه ، وانا شيفاه بيضيع مني ، لا ومتجوز كمان من غير ما يقولي ، طبعا مكنتش هسبهلها كده واطلع من مولد بلا حمص..
ياسر : اه تقومي مأجره واحد يشربه حاجه وينام يصحا يلاقي نفسه في حضنك ، لا برافو طلعتي عندك ذكاء خارق...
ملك : لا مش كده ، انا فهمته ان أنا كمان اتخدرت وفوقت معاه ، ولقينا نفسنا بالوضع ده ، وكلها يومين وهبعتله الصور الي اتصورتله وهو معايا ، وهخلي حد يهدده بنشر الصور في مقابل مبلغ مالي ...
ياسر : يا سلام يعني هتساوميه عالجواز
ملك : لا يا ذكي ، انا هقوله اني اتبعتلي نفس الصور والي بعتلي عاوز فلوس ، فأكيد هيفكر انه يعجل بموضوع الجواز عشان يمنع الابتزاز ده ، وكده اكون ض*بت عصفورين بحجر منها ضمنت جوازي من عمر ومنها اتخلصت من الي اسمها ورد...
ياسر بغيظ : مانا كنت هخلصك منها ، بس قولتلك تعرفيها عليه ، وساعتها كنت هرمي شباكي عليها ، واسبلك عمر يخلالك الجو معاه..
ملك : مضمنكش يا ياسر ، فاكر زمان لما خلعت ، وقولتلي انا مش بتاع جواز ، لا يا ياسر انا هتجوز عمر وهخليه يطلق الي اسمها ورد دي ، وبعدين انا واثقه ان عمر بيحبني وميقدرش يستغنى عنى...
ياسر : ماشي يا ملك براحتك ، وهنشوف مين الي هيضحك فالاخر...
ملك : هههههههه انا طبعا ، سلام بقى يا بيبي عشان ألحق ارجع القاهره.....
سحبت حقيبتها واسندتها على زراعها ، لتتغنج في خطواتها وهي تتجه الي خارج المطعم ، بينما ياسر ظل ينظر في اثرها الى ان اختفت عن ناظريه وهو يتوعد لها بالهلاك على يديه.....
**********************
في اليوم التالي
اصطحب شريف الين وامل معه عائدين الي القاهره ....
جلس شريف في الكرسي المجاور للسائق. بينما أمل والين جلسوا في الكرسي الخلفي للسياره ، بعد ان حزموا امتعتهم ، و وضعوها في الصندوق الخلفي للسياره بمساعده السائق....
تن*دت الين براحه وهي تحتضن اختها ، فهي ظنت انها قد تخلصت من ياسر الى الابد ، فهو لم يستطيع ان يجدها طالما هي في كنف عمها شريف الذي وعدهم بألا يتخلا عنهم ، مهما حدث .....
بعد وقت
وصل الجميع الي فيلا شريف ، بحث شريف عن ورد وعمر لتخبره سناء انهما ذهبا سويا الى الشركه ، ابتسم لها ، فقد نجح مخططه ليجمعهما سويا ، فقد اصر على عمر وضغط عليه حتى يأخذها معه الي الشركه ويجعلها تتولى بعض الاعمال ، وعلى الرغم من رفض عمر ذلك وافق علي مضض امتثالا لكلام أبيه...
فاق من شروده على صوت سناء وهي ترحب بالضيوف ، اعترز لهما على شروده وطلب من سناء ان ترافقهما الي غرفتيهما ، الي حين يعودا عمر والين ويعرفهم عليهم ، اتجهت سناء برفقه الفتاتان ، الي الغرفه التي جهزها شريف لهم من قبل.....
كان شريف عازما على الاتجاه الى غرفته حتى ينال بعض الراحه ، لتزيل عنه عناء السفر ، الا ان استوقفه صوت محمود الحارس الشخصي له قائلا
-: شريف بيه.. الظرف ده جه عشان عمر بيه ، في واحد جه سلمه عالبوابه ومشى...
شريف : مقلش بخصوص ايه ؟
محمود : لا مقلش حاجه...
شريف : طيب هاته ، وروح انت شوف شغلك...
اخذ شريف المظروف من محمود ليفتحه وهو يتطلع له بفضول ،وما ان فتحه حتى فغر فاه من الصدمه.....
*******************
كان جالسا خلف مكتبه يراقب تلك التي تجلس امامه ويبدو انها منشغله بقراءه روايه ما ، فهو يعرف كم هي مهووسه بقراءه الروايات ....
فاق من تأمله عندما طرق باب الغرفه ودخلت السكرتيره بعد ان اذن لها قائله
-: الوفد الالماني جاهز في انتظارك ، وانا رجعت ورق الصفقه زي ماحضرتك طلبت ، وهيكون جاهز في الاجتماع ...
رد عليها قائلا : خلاص روحي انتي 5 دقايق وهحصلك علي اوضه الاجتماعات ...
استاذنت السكرتيره وانصرفت
ورد : انا مش عاوزه اعطلك روح شوف اجتماعك وانا هفضل اعده هنا ، هستنا خالو لما يجي ...
عمر : ماشي . .... عموما انا مش هتأخر ساعه بالكتير والاجتماع هيخلص ،، ياريت ملإقيش بتلعبي في حاجه هنا ولا هنا وتبوظي الدنيا..
ورد بغيظ : ليه هو انت جايب بنت اختك تفسحها ،،، يلا يا موري طريقك اخضر ، يلا يا بابا ورانا روايه عاوزين نخلصها ، بقولك صح خليهم يجبولي عصير انا من ساعه ماجيت هنا محدش سالني أكل ولا اشرب ،انتو بخلا ولا ايه...
نظر لها يتأملها بصدمه ليقول
-: انتي ازاي بقالك 17 سنه عايشه في ألمانيا ، دانتي يا شيخه لو من حواري ألمانيا مش هتبقى كده....
تجاهلته هي لتلوح له بيدها ، لينصرف بينما هي خلعت معطفها ، وجلست بارياحيه علي الكنبه ، وهي تكمل قراءه الروايه ، وقف يتأملها للحظات قبل ان يتركها ويذهب للأجتماع ، وعقله وقلبه معها ، كيف استطاعت ان تستحوذ عليه ببساطتها وتلقائيتها ....
بعد ساعتين
دلف عمر الى مكتبه يبحث عنها ، ليجدها مستكينه ممدده على الأريكه ذات الغطاء الجلدي ، وضع هاتفه والملفات التي بحوزته على المكتب بهدوء حتى لا يوقظها ، ثم أوصد باب المكتب بعد ان كان مفتوحا بعد دخوله ، ليقترب منها بخطوات محسوسه ، ليجدها على وضعها كما تركها ، فكانت تحتضن بكلتا يديها ذلك الكتاب الصغير ، ويبدو انها قد غفت وهي تقرأه ، جثا على ركبتيه بالقرب منها ، واقترب منها متأملا ملامحها عن قرب بدايه من شعرها الذي تمرددت بعض خصلاته من خلف الحجاب لملامحها البريئه الجميله ، مد يده يتحسس وجهها برفق ، تململت في نومها ما ان لامست يده بشرتها لتتحدث بكلمات غير مفهومه ، قرب اذنه من فمها حتى يتبين ما تقوله ليشعر بالقشعريره تجتاح جسده بسبب انفاسها الدافئه بالقرب منه ، اغمض عينيه ليستمتع بهذه اللحظه ، فوجدها تقول وهي تهذي باسمه
-: عمر.... انا.... بحب
قاطعه صوت الهاتف ، ليجدها تحرك جفنيها وتفتح عينيها سريعا ، بينما هو نفخ بضيق وهو يقف مبتعدا عنها متجها الي المكتب ليلتقط هاتفه ، وينظر به ليجد المتصل لم يكن سوى ملك ، اغمض عينيه بضيق ليتجاهل اتصالها في بدايه الامر ومتظاهرا امام ورد بانشغاله بقراءه بعض الأوراق ، وقفت ورد وعدلت من وضعها ورتبت ملابسها ، ثم مطت زراعيها لتتجه الي عمر الذي يجلس خلف المكتب لتقول
-: انا شكلي نمت وانا بقرا الروايه ، انت جيت امتى ؟
عمر : لسه جاي
ورد : هو خالو مجاش ؟
عمر : لأ
رن الهاتف مره اخرى ليلتقطه وي**ت صوت الرنين ، ويضعه علي المكتب مره اخرى...
تطلعت ورد اليه بنظرات متعجبه ، لتتجاهل الامر سريعا وهي تقول
-: طيب كلم خالو شوفو هيجي ولا لأ انا جعت وعاوزه اروح اتغدى ...
عمر : انا همضي علي كام ورقه ، عشر دقايق بكتير هننزل ونروح نتغدا
صدح صوت الهاتف للمره الثالثه ، تأفف عمر بضيق وهو يضغط علي اسنانه ليلتقطه ، وهو عازما على تلقينها درسا ...
لمس الشاشه بيديه ليرد ، قائلا بغضب
-: خييير عاوزه ايه ؟
جاهدت ملك حتى تجعل نبره صوتها هادئه لتقول
-: ايه يا عمر مش بترد عليه ليه...
تطلع عمر الي ورد الواقفه امامه وهو يتأمل نظراتها السائغه ليقول باقتضاب
-: مكنتش فاضي كان عندي اجتماع...
ملك بغيظ : طيب وامبارح وأول بردو كان عندك اجتماع ...
عمر بغضب : عاوزه ايه يا ملك انا مش فاضي..
شعرت ملك انها اذا تمادت معه فبالتأكيد سوف تخسره لتقول بتمثيل وهي تدعي الحزن
-: كده يا عمر بعد الي عملته معايا مبقتش طايقني ولا عاوزني ، طب انا ذنبي ايه ؟
عمر بحده : مل_____ك انتي عارفه كويس ان مفيش حاجه حصلت....
ملك : لا يا عمر حصل ، انت الي مش فاكر... وانا الي امنتلك وافتكرتك بتحبني أهيئ ....... أهيئ ، انا هموت نفسي يا عمر لو معجلتش بموضوع الفرح....
اغلق عمر الهاتف ، فيكفي ما به من صراع قد احتدم فعقله مشوش تماما لا يستطيع ان يتذكر ما حدث في تلك الليله المشئومه...
فاق من شروده على صوت ورد قائله
-: مالك يا عمر في ايه ؟ انت متخانق مع ملك ؟
رد عمر باقتضاب قائلا
-: مفيش
تفاجأ كلاهما باقتحام شريف المفاجئ ، وهو يمسك بيده مظروف ، ويبدو على ملامحه الغضب ، وقف عمر ليقترب من ابيه ، وهو يسأله بقلق
-: في ايه يا بابا ؟ ايه الي حصل ؟
شريف بغضب : في اني فعلا معرفتش اربيك ، في اني لأول مره في حياتي اندم على حاجه ، وهي ثقتي فيك ...
اقتربت ورد من شريف فهي لم تراه بهذه الهيئه من قبل فقد وصل غضبه الي الذروه ، وكان جسده ينتفض بشده من شده الغضب لتقول
-:اهدى بس يا خالو وقولي ايه الي حصل...
ألقى شريف المظروف في وجه عمر ثم قال وهو يتطلع له بغضب
-: انا كنت فاكرك راجل محترم ، وكنت مشيلك مسئوليه كبيره وفكرتك قدها ، شوف اخرت عمايلك ومشيك ورا الزفته الي روحت خطبتها وصلك لأيه .....
التقطت ورد المظروف من الأرض ، لتفتحه وما ان مدت يدها داخله ، لتخرج ما به حتى شهقت ، وهي تضع يدها فوق وجهها ، ليقع المظروف على الأرض ، وتقع كل الصور منه تفترش الأرضيه....
فلم تكن هذه الصور غير صور ملك برفقتها عمر وهما في وضع مشين....
رأيكم حبايبي فالبارت ..
متنسوش الفوووت