التاسع عشر

1743 Words
الفصل التاسع عشر ? وجع الحب ? روني محمد فاقت ورد من صدمتها على صوت أرتطام قوي بالأرض ، لتزيح يدها ببطئ من اعلى وجهها لتجد شريف يفترش الأرض ، وعمر بجانبه يصرخ برعب ليتصل احد ما بالاسعاف ، دلفت السكرتيره سريعا الي الداخل ، لتتصنم حينما رأتهم بهذه الحاله ، صرخ بها عمر سريعا حتى تستدعي الطبيب الخاص بالشركه الي حين وصول الاسعاف..... جلست ورد علي الارض بجوار شريف تبكي ، وهي تمسك بيده تحتضنها ، تحدثه على امل ان يفيق ويستمع لها..... لم تستطع ورد ان تتخيل حياتها بدونه ، فهو اصبح لها الامان والملجأ بعد ان فقدت كل شئ ، طالما عوضها عن فقدان ابيها وامها ، فكان دائما السند حينما تخلا عنها الجميع.... بعد وقت وصل الجميع الي المشفي ، واسرع رجال الاسعاف بادخال شريف الي المشفى ليجد بانتظاره اكبر الاطباء المتابعين له.... اخذه احد الاطباء الي غرفه الفحص وبعد وقت خرج ليطمئنهم على حالته ... كان عمر يقف جوار ورد التي لم تتوقف عن البكاء وما ان رأى الطبيب خارجا من الغرفه ، حتى اقترب منه سريعا ليسأله بلهفه قائلا -: طمني يا دكتور بابا عامل ايه ؟ نظر لهم الطبيب وتحدث بأسف -: جلطه بالقلب ، ودي للمره التانيه ، ادعوله لو ال48 ساعه الي جايين عدوا على خير وحالته استقرت هيقدر يعدي الازمه باذن الله... لم تستطع ورد ان تدرك هذه الصدمه ، فلم تشعر بقدميها الهلاميه ، لتسقط فاقده للوعي.... اما عمر انتفض بزعر حينما وجدها بهذه الحاله ، ليجلس جوارها ويرفع رأسها وهو يصرخ بالطبيب ليساعده الطبيب : هاتها بسرعه عالاوضه دي ... و هو يشير الي احد الغرف الفارغه ، حملها عمر سريعا وهو يتجه بها الي الغرفه لتساعده احد الممرضات في وضعها على السرير ، اقترب منها الطبيب ليفحصها سريعا ، تحت نظرات عمر المتلهفه ، انتفضت كل ذره في كيانه ، لم يشعر بالخوف في حياته كما شعر هذه اللحظه ، كيف له ان يتحمل فقدان والده وحبيبته ، فهو أيقن وتأكد ان ورد لم تكن سوى حبيبته فقلبه الذي ينبض بعنف حتى كاد ان ي** اذناه لم يحب هذا الحب لأحد من قبل.... انتبه على صوت الطبيب يحدثه قائلا -: اطمن هي بس اتعرضت لاغماء نتيجه صدمه عصبيه ، وطبعا من الي حصل ، انا عطيتها حقنه مهدئه هتخليها نايمه اطول وقت ممكن ، على الاقل نبعد عنها اي انفعال في الوقت الحالي ...... هز عمر رأسه للطبيب ، وهو لم يشيح بنظره بعيدا عنها ، ليخرج الطبيب ، بينما جلس عمر جوارها ، ولأول مره ،اخذ يبكي كالطفل الصغير الذي فقد أمه، يشعر وكأنه تائه بلا مأوي ،في يوما واحد كاد ان يفقد ابيه وحبيبته..... ********************* كان ياسر كالثور الهائج ، يسير بلا هواده في ارجاء الغرفه ، يحدث ذلك الرجل الذي يقف امامه مطأطأ رأسه قائلا -: يعني ايه تسبها تمشي معاه ؟ عامر : مكنتش هقدر امنعه ياخدها ، ده معاه حرس لو حد وقف قدامهم يفرموه... ياسر بغضب : وانت ايه عيل صغير ؟ مش هتعرف تقف قدامهم ، امال انا مشغلك ليه ؟ عامر : مش قصدي يا باشا بس انا قصدي ان الكتره تغلب الشجاعه ، وانا لو كنت دخلت قصادهم كانو هيغلبوني ومكنتش هعرف اقطرهم ، وامشي وراهم واعرف هما رايحيين على فين... ياسر بغضب : واتزفت عرفت ؟ عامر : في فيلا شريف الانصاري الي فالقاهره... انتفض عامر في وقفته حينما رأي تحول ياسر ، الذي اخذ يزأر كالاسد وهو يدفع كل شئ امامه وهو يعنفه ويسبه قائلا -: غور من وشي ومشفش وشك تاني هنا ولا فأي شغل يخصني .. عامر : يا باشا انا خدامك وغلطه ومش هتتكرر... ياسر بصياح : برااااااا قبل قليل كان آدم متجها الي مكتب ياسر ليحصل على توقيعه على بعض الاوراق ، وما ان فتح باب مكتبه سمع صوت صياحه وتعنيفه لعامر ف*جع الي الوراء ، وهو يوارب الباب ويستمع اليهم بانصات حتى قص عامر له كل ما قد حدث..... وما ان سمع صوت ياسر وهو يخبر عامر بالخروج ، اغلق الباب مره اخرى وابتعد عن الباب ، وتظاهر انه مشغولا بقراءه الاوراق. وما ان خرج عامر حتى ترك الاوراق على مكتب السكرتيره ، وطلب منها ان تدخلها لياسر وتحصل هي علي توقيعه عليها ، اما هو انصرف مهرولا خلف عامر حتى يحصل على باقي القصه منه....... بعد وقت كان عامر يمشي وهو يركل الارض بغضب ، طالما حمل عن سيده الكثير من الأعباء ، وشاركه في الكثير من اعماله الدنيئه ، لينتهي به المطاف مطرودا وكأنه لا يسوى شيئا.. كان آدم يراقبه من بعيد وهو يسير بخطى ثابته حتى لا يلفت الانظار ، حتى وصل عامر الي موقف الاتوبيس الذي يركبه يوميا للوصول الي منزله ، اسرع آدم للحاق به ، وصعد خلفه ، وجلس على المقعد المجاور له، وهو يبتسم فهو الأن قد خطى الدرجه الأولى من السلم لتحقيق مبتغاه .... •••°•••°•••°•••°•••°•••°••• يجلس عمر جوار ورد النائمه ، يحتضن كفها بين كفيه ، ويقول بألم -: صدقيني يا ورد مظلوم .... انا مش عارف الي حصل ده ازاي ومين وراه ؟.... اوعي يا ورد تتخلي عني... انا بحبك يا ورد .... حركت جفنيها ، شعرت برجفه في جسدها ، حينما سمعته يخبرها بحبه لها فظنت انها تحلم ، فتحت عينيها فلم تضح الرؤيه لها فقد كانت الرؤيه ضبابيه ، لتبربش بعينيها عده مرات ، حتي تتضح لها الرؤيه .... اما عمر فحينما رأها تحرك جفنيها ، لمس وجهها بيدها ، يشجعها على الاستيقاظ وفتح عينيها، وبعد ان اتضحت الرؤيه ... نظرت الي عينيه ، ولم تستطع الحديث لتجهش بالبكاء ، شعر هو بثقل الكلمات التي تقف بحلقها ، ليقترب منها رويدا رويدا خوفا من رده افعالها الشرسه ، وما ان اقترب ، حتي ارتمت بين احضانه تبكي بمراره، لف زراعيه حولها ليعطيها الأمان ، اخذت هي تبكي لوقت لا تعلم مدته ، بينما هو تركها لتخرج ما يؤلم ص*رها لعل البكاء قد يهدئ روعها ،وما ان هدأت قليلا وانتبهت على حالها ، فابتعدت عنه قائله -: انا اسفه .. بينما هو ابى خروجها من احضانه ، يستمتع بكل لحظه بقربها ، فكان من الصعب عليه ترويضها ، فها هي قد اتت لتميل الي ص*ره بخنوع ، فلابد له ان يستغل هذه الفرصه لعلها تشعر بما يجيش به فؤاده ..... بعد وقت شعر عمر بتراخي جسدها ، وانتظام انفاسها فقد ذهبت في نوم عميق ، ليخرجها من احضانه ببطئ ، ويسند راسها بالوساده ، ابتعد عنها بصعوبه بالغه ، لكي يذهب ويطمئن على حال والده ، الذي اخبره الطبيب ان حالته مازالت مستقره حتى الأن ، ولابد من وجوده في العنايه المشدده ، حتي يتأكدوا من تعافيه.. .... لقد جفا النوم عينيه ، ظل طوال الليل مستيقظا يفكر ، هل من الممكن ان تكون ملك وراء ذلك ؟..... رفض الفكره لأنها بالتاكيد لم تفضح نفسها بالصور ، اذا من الذي تجرأ وفعل ذلك ، وخاصه انه بحث كثيرا عن ذلك العميل الذي كان ساهرا معه في ذلك اليوم المشئوم ولم يجده ، وبعد فرز كاميرات المراقبة الخاصه بالمطعم ، تأكد ان هذا الرجل هو من وضع له الم**ر بالعصير ، اثناء انشغاله باجراء مكالمه هاتفيه ، وبعدما فقد عمر الوعي ، بعث برجاله ليحملوه خارج المطعم ، ومنها الي الفندق..... في اليوم التالي دلف عمر الي غرفه ورد ليطمئن عليها بعد ان اطمئن على حاله شريف ، ليجدها مستيقظه ، وجالسه على الفراش.... عمر : حمدلله عالسلامه ورد بتعب : الله يسلمك ، خالو عامل ايه ؟ انا عاوزه اروح اشوفه .... حاولت نزع الابره المغروسه في زراعها تمدها بالمحلول ، ليمسك عمر يدها سريعا وهو يقول -: اهدي بس يا ورد ، انا لسه جاي من عنده والدكتور طمني عليه.... ورد بدموع : طيب انا عاوزه اشوفه... عمر : ماشي يا ورد ، هخليكي تشوفيه ، بس مش دلوقتي عشان الدكتور مانع عنه الزياره.... ورد : قولي يا عمر متخبيش عليه هو خالو كويس ؟ عمر : ولله يا ورد كويس الدكتور قالي بكره هيخرجه من العنايه ، وهجيبهولك ياستي يعد معاكي هنا ... ثم حاول تغيير مجرى الحديث ليقول -: مش عاوزه حاجه اعملهالك ؟؟ ورد : لا شكرا... جلس امامها على السرير ، ليمسك يدها قائلا -: عاوز اتكلم معاكي يا ورد في الي حصل سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها ، لتخفض بصرها ، وتهرب بعينيها بعيدا عنه لتقول -: انت مش محتاج تتكلم او تبررلي حاجه ، كده كده كنا هنطلق ، فمفرقتش دلوقتي من بعدين .. عمر: ومين قالك اني هطلقك ، انا بحبك يا ورد وعمري ما هسيبك.... ورد : وانا عمري ما هسمح بالوضع ده ، انا مقبلش ان شكلي قدام الناس ، يقولو ان جوزي اتجوز عليه .. عمر : ومين قالك اني هتجوز عليكي ... ورد : امال بعد الي حصل ده ، هتتخلا عنها ومش هتتجوزها ... عمر : بصي يا ورد ، انا متأكد اني معملتش معاها حاجه ، مهما كنت واخد منشط او مغيب لازم افتكر ولو جزء بسيط من الي حصل ،، وانا مش فاكر خالص ، كأني نمت وصحيت ولما صحيت انتي شوفتي حالتي ،،، ورد : انا مش فاهمه حاجه عمر : بكره تفهمي ، بس الي عاوزك تعرفيه ، ان انا معملتش حاجه معاها ، اما بقى هي عملت كده ليه فده الي لازم اعرفه .... ________________________ عند ملك كانت ملك تمسك بهاتفها وهي تغدو الغرفه ذهابا وايابا ، تنظر الى الهاتف ، كل ثانيه تقريبا ، طال الوقت ولم يتصل ، فهي قد تأكدت من وصول المظروف الى الفيلا ، وخروج شريف به من الفيلا بعد دقائق وهو متجهم الوجه.... عزمت هي على الاتصال به ، وتخبره بباقي خطتها ، طالما هو لم يتصل ، تجاهلها في بدايه الامر ليرد بالأخير باقتضاب قائلا -: نعم!!! كانت بارعه في تمثيل دور الضحيه وهي تبكي وتقول -: ألحقني يا عمر انا اتفضحت.... عمر باستغراب : في ايه ؟.... ايه الي حصل ؟ ملك بدموع : الصور ..... الصور يا عمر في حد صورنا واحنا مع بعض وبعتلي الصور.... زفر انفاسه بضيق ، فقد زادت الطين بله ، ليقول -: اهدي كده ، وقوليلي مين ده الي جابلك الصور ، اوصفيلي شكله ايه ؟ ملك بضيق : شكله زي اي واحد ، وبعدين ده ساب الظرف مع الامن ومشى.... عمر : طيب يا ملك اقفلي دلوقتي وانا هتصرف.... ملك بغضب : تتصرف ايه يا عمر احنا لازم نتجوز في اقرب وقت ، انا مش هستنا لما صوري تملا الجرايد ولا مواقع الانترنت.... عمر : اهدي بس يا ملك ، انا لازم اعرف مين الي ورا الموضوع ده... ملك بضيق : اتصرف يا عمر المهم اننا نتجوز الاول وبعدين اعرف براحتك... عمر : ماشي يا ملك اقفلي دلوقتي وهبقى اكلمك تاني عشان مع بابا فالمستشفى.... اغلقت ملك الهاتف وهي تفكر ، هل من الممكن ان يعلم عمر انها هي من وراء هذه اللعبه ، ولكن لا يهم فهي بالتأكيد لم تخطئ بشئ وسيصر اباه ان يتزوجها لعدم تعرضهم للفضيحه.... ********************** توقعاتكم ؟؟؟؟ متنسوش الفووووووووت
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD