" اريد ان تحضريه .. انت وعمرو ان امكن "
ابتسمت وهمست بصوتها المبحوح
" انت تمزح صحيح ؟! "
لكن نظرته كانت كل شيء الا مزاح .. فابعدت وجهها عنه وارتجفت اصابعها فقبضت يدها تغرز اظافرها هناك بعنف
" لا "
همهمت بهذا ثم عاد ليرتفع صوتها وكررت
" لا .. ابدا "
وقفت بعدها فوقف بدوره وحاولت تجاوزه لكنه قبض يدها بقسوة واعادها لتصدم بجسده .. شدت يدها تحاول التحرر لكنه لم يسمح لها
" ستأتين حبيبتي .. سأراك تبتعدين عن حياتي .. وسيكون هذا اخر شيء يجمعنا "
ارتجف جسدها ثم تحولت لتض*ب ص*ره لمرات وهي تهتف به
" وكأنك انت المظلوم بيننا .. انا اكرهك .. اكرهك "
اخذت تدفعه وتض*به ثم احتجزت بذراعيه وهو يقول بعنف مماثل
" بل تحبيني .. ويجب علي ان اعرف هذا واحاول تجاهله .. ساعديني لافعل هذا شمس ... ساعديني لانه يعلم الله اني لا استطيع فعله وحدي "
" اتركني .. قلت اتركني .. و*د اناني .. الم يكفك ما فعلته بي ؟! .. وانا التي ظننت انك اكتفيت من قتلي .. "
حاوطها بيديه وعانقها بقسوة فض*بت ظهره بقبضتها ثم صرخت به
" حررني "
" ليس قبل ان تعديني انك ستأتين "
اغمضت عيناها تلجم نفسها .. انها تريد قتله .. تريد غرز اظافرها في وجه حتى تدميه .. ثم توقفت .. تنفست وقالت بصوت بارد
" سأذهب .. حررني "
لثوان لم يفعل ثم شعرت به يبتعد عنها فتراجعت للخلف وبيد قاسية ابعد شعرها عن عيناها ... تنفست بعنف وارتفع ص*رها وانخفض لمرات ثم كررت
" سأذهب ... وسأجعلك تندم لوجودك هنا وطلب هذا مني ... اقسم برحمة والدي .. ساحرق قلبك امير ... تماما كما فعلت بي للتو "
ابتسم فمه لكن عيناه كانتا ضعيفتان .. وكانها فعلا احرقته .. حدقا لبعضهما ثم سألته ويديها ترتجفان
" لما تفعل هذا ؟! "
اغمض عينيه ثم فتحهما وتحول الضعف لقوة .. لجليد ثم قال
" لن تعرفي ابدا حبيبتي ... انتظرك في الحفل "
واقترب يشد رأسها ويقبل جبينها رغماً عنها ثم يتنشق عطرها بإدمان .. نزعت نفسها منه بصعوبة اخيرا فخطى يغادر المكان ... جرت نفسها لتجلس فوق احد الكراسي واحتضنت نفسها .. ثم اخذت تكرر
" سأفقد عقلي بسببه .. هذا الرجل سيصيبني بالجنون مؤكد "
********
" لن اذهب "
" عمرو "
نطقت بصوت ناعم جدا محاولة استجلاب عطفه لكنه كرر كلمته فعضت شفتها ولجأت للمكر
" اتريد ان اكون هناك وحدي ؟! .. ارجوك "
ونظرت اليه وهو يقلب ملفات المرضى امامه بينما تجلس مقابل له في غرفته داخل العيادة
" اعرف لعبتك .. لن احضر حفل خطوبة الو*د .. انتهينا "
" تتصرف وكأنك انت حبيبته "
وعضت شفتها عندما نظر اليها بعنف ثم قال بصوت غاضب
" المفترض ان تعارضي انت وانا احاول اقناعك ... ماذا جرى لكبريائك ؟! .. "
ارتجف فمها فحررت شفتها وقبضت يدها ثم بصدق اجابته
" انت محق .. لكن .. جزء مني يوافقك .. يرفض ان يخوض الم مشابه .. والثاني يصرخ بي .. ينعتني بالجبانة .. والاخير يخبرني .. ان هناك شيء في عمق عينا الرجل الذي احببته .. انه يحمل سرا .. يتساءل .. اين اخطأت ؟! .. ماذا تفلت من ذاكرتي ؟! .. ليتحول رجل عاشق مغرم كأمير .. يتحول ليصبح جلادا لكلينا "
فرك عمرو جبينه ثم اجابها بصوت متعاطف
" انا لا اعرف ما اقول "
ابتسمت وهمست
" لاول مرة صحيح ؟! .. الامر ذاته معي .. اريد ان اكرهه .. ان انعته بالخائن .. وان ارميه خارج حياتي .. لكن عمرو .. الرجل الذي كان معي البارحة .. ابدا لم يكن رجل خائن .. لقد كان رجل محطم .. كيف اسامح نفسي ان اتضح ان امير هو الضحية لا انا ؟! "
اعاد جسده للخلف ونظر اليها ثم قال بكلمة واحدة
" مجرد افتراض "
ابعدت عيناها عنه ثم نظرت ليديها المتشابكتان في حجرها وسألته
" وان كان صحيح ؟! "
" علينا حضور حفل لنقرر .. لكن بشرط "
ابتسمت لموافقته السريعة ثم رفعت عيناها اليه وهزت رأسها
" موافقة ايا يكن "
" انتظري لتسمعيه "
ترك مكانه واقترب منها ثم امسك يديها ورفعها لتقف ولمع خبث خلف عينيه
" اختيار ما ترتديه هو لي "
لمحة من الذعر عبرت وجهها فاكمل بصوت متأمر
" ان كان يريد حضور كلانا .. فليتحمل النتائج "
" انت تخيفني "
ضحك بعمق ثم ترك يديها ادخل يديه داخل جيبي بنطاله
" ربما عيك ان تخافي من امير اكثر "
وعاد ليضحك فابتسمت ومررت يدها داخل شعرها .. ثم سمعت نفسها تقول
" لا .. عليه هو ان يخاف كلانا "
توحدت نظراتهما وابتسم كل منهما للاخر بثقة .. اللعبة ابتدأت
********
نظرت نحو المرآة وارتجفت احقا ستقدم على هذا ؟! .. رؤيته يرتبط بأخرى .. وشعرت كما لو ان روحها تتلوى بعذاب لا يحتمل ... اميرها ... وهتف قلبها .. لما مازلت احبه ؟! ... تنفست بعدها تحاول تمالك نفسها .. لقد خطت الى الهوة وانتهى الامر .. انها بانتظار وصول جسدها للقعر ... اما موت محتم ... او ... وتسألت اهناك خيار اخر يا ترى ؟! ...
" رباه ... انت ستقتلينه اليوم "
التفت تنظر لعمرو الذي اسند جسده لحافة الباب واخذ ينظر اليها وعيناه تقيمانها ...
" ا**ق ... لو كنت املك قلب امرأة مثلك .. ما كنت ابتعدت لأنش عنها "
ارتجف فمها المطل بلون زهري فاتح ... وانحنت تلتقط علبة المجوهرات المتوسطة الحجم ..
" ما هذه ؟! "
" هدية .. لا يجب الذهاب بيد فارغة ... هديتك الفستان ... هديتي هذه "
قطب بتساؤل .. لكنها لم تضف وعادت تنظر لنفسها ... ما كانت شمس لتجرؤ ابدا على ارتداء شيء مشابه ... لكن عمرو لديه رأيه الخاص ... وليشتعل الجحيم حولهما ..
انحنت ترتدي حذائها الذهبي العالي ... وامسكت قماش الثوب الابيض ترفعه ليظهر الشق الطويل الواصل لما فوق ركبتيها ... اعتدلت بعدها وجلبت معطفها الابيض والتقطت حقيبة اليد التي تماثل الحذاء بالون ... نظرة اخيرة لتبرجها الذهبي ... والتمع العسل في شهده ... هانحن ذا ...
اعطت عمرو الحقيبة بعد ان ادخلت علبة المجوهرات والهاتف داخلها ثم قالت بصوت ناعم
" سأرى امي .. وبعدها يمكننا الذهاب "
" بالتأكيد "
القت نظرة على المرأة النائمة وهتف داخلها ... لو انها رأتها الان لذعرت مؤكد من الفستان العاري الظهر والملتف حول جسدها بعناق حميمي .. انها الى الان لا تعرف كيف جارت عمرو ... لكنها تتمنى .. بل تدعو .. الا يتحول الامر الى كارثة
قبلت جبين امها ثم تركت المكان هي وعمرو ... اوقف السيارة خارج القصر الضخم ف*نفست بقلق .. وعيناها ترمشان لمرات
" هل انت مستعدة ؟! "
لا ... لكن مع هذا وافقته وتركت الخادم يفتح بابها لتخطوا الى داخل المكان الذي لطالما لقبته بقصر السحرة ... فهي كانت تضحك مع ريم لمدى ضخامته وقدمه ... عائلة امير كانت ترتبط بالثروة كما ترتبط هي بالنحت ... وتنفست بتوتر .. تشعر كما لو انها خارج مكانها ... لقد فقدت ذلك الشعور بالالفة الذي كان يلازمها عند مجيئها سابقا ... بات المكان يجعلها ترتجف ...
" يدك باردة جدا "
كفها تشابك مع كف عمرو وهمست بذعر
" لنعد ... انا لا استطيع فعل هذا "
" اهدأي عزيزتي ... انا هنا معك "
تن*دت ثم عضت شفتها بقسوة وقبضت على قماش المعطف الذي يحتل كتفاها ...
" عمرو .. هذا ليس مكاني ... اشعر اني سأضيع في اي لحظة ... "
شتم عمرو وظهر القلق بصوته فامسك كلتا يديها ثم جعلها تنظر نحوه
" اوافقك ... والان ... ان اردتي سنعود .. لكن تذكري هذا كان خيارك .. خيارك انت ... اتريدين العودة ؟! "
هزت رأسها وترجته بعيناها لكن المصيبة كانت قد وقعت وانتهى الامر ...
" شمس ... عمرو ... اهلا .. ادخلا هيا "
والد امير وضع يده على ظهرها فنظرت نحوه تبتسم بخوف .. ثم عادت لتنطر لعمرو بعيون يائسة
" هيا شمس "
وعاد ليقبض يدها .. تسربت ثقته اليها وامرت نفسها بقسوة ان تقاوم ...
بعض الخطوات داخل البهو المهيب ثم نزولا نحو صالة الحفلات التي تحتال الطابق الاول بكامله .. ابعدت ثوبها لتستطيع النزول ثم اقترب خادم ليساعدها باخذ معطفها ... برودة تسربت لجسدها .. بفعل الثوب او التوتر لم تعرف ثم همس بجانب اذنها
" ارفعي رأسك ... تصرفي كما يجب ... انت الجلاد اليوم لا الضحية "
عبرت الكلمات لداخلها .. هذا صحيح ... لقد وعدته .. وكل وعد يجب ان ينفذ ... برقت عيناها ورفعت ذقنها بكبرياء ثم احاطت ذراع عمرو بيدها الخالية من الحلي ... وحده عقد ناعم من الذهب كان يحتل عنقها دافنا نفسه اسفل القماش متجاوز فتحة الص*رتاركا الخيال للاخرين للتخيل ما يمكن ان يكون مدفونا في العمق هناك
" عزيزاي .. ابنتي الغالية "
عبرت والدته القاعة بمجرد دخولهما بفستان اسود وكانها تحضر حداد لا حفل خطوبة .. ثم احتضنت شمس بحب كبير وهي تهمس
" جميلة .. رائعة .. شمس مضيئة حبيبتي "
عضت شفتها وشكرتها بصوت لطيف .. هذه المرأة تسرق قلبها تماما كولدها ...
" شكرا عمتي "
" ثوب مميز .. لكن .. لنقل جريء قليلا حبيبتي "
وعاتبتها بصوت امومي فضحك عمرو وقال
" اعجبك .. انه ذوقي عمتي ... مؤكد شمس تبدو رائعة "
تبادلت النظرات معه ثم كعادتها التقطت الاشارة بذكاء كبير وضحكت تجاري عمرو
" انت خبيث ... تنوي قتل ولدي اليوم .. او قتلك لا استطيع التأكد "
واشارت لشمس مع عبارتها الاخيرة فضحكت لها ولامست يدها بحب .. عيناها بحثت في المكان من حولها .. ثم اخيرا استقرتا في منتصف المكان .. كان يقف ببذلته السوداء المكونة من ثلاث قطع .. دون ربطة عنق وضوء احمر يلف يده حول ساعده .. نظرة سريعة للانثى بجانبه وقطبت حاجبيها .. اليس من المفترض ان تكون يده حول خصرها ؟! ... جسدها ملاصق له وكأنه يقول للجميع هذه الانثى لي انا ... وفمه قريب من اذنها يهمس بحدة .. لا تضحكي .. لا تبتسمي ... لا تنظري .. كما كان يفعل معها في اي حدث يحضرانه واهتز قلبها ... ثم تقابلت نظراتهما عبر المسافة وتجمد .. حدق بها لا يبعد عينه وفعلت المثل .. ثم ضاقت حدقتيه وهو ينظر لمرة الى جسدها وعادت لتحدق بها مجددا دون اي تعبير يذكر ..
" ما رأيك شمس ؟! "
لمست يد عمرو جعلتها ترف برموشها وانهت ذلك الاتصال ..
" عفوا ... لم اسمعك "
" كنت اقترح للتو ان نشرب شيئا شمس "
همهمت له ورأته ينسحب من جانبها ... شعور بالفزع احتلها .. وحاولت التنفس لمرات ... اهدأي ... اهدأي ... انت لست هنا لتنهاري ...
" شموس "
يدين التفت حولها ثم قبلة على الخد وحررتها ريم اخيرا ثم اخذت تقول وهي تنظر نحوها
" الخبيث ... لديه ذوق فعلا .. اجزم ان هذه اخر مرة سنراه "
وضحكت بعمق .. كلماتها كانت تقصد الثوب .. فامير قد اقدم على تمزيق ثوب يخصها من قبل للسبب نفسه ... وابتسمت للذكرى رغم سخطها يومها ومخا**ته لايام .. والقول انه متخلف من العطر الحجري ...
" انا خائفة عليك يا فتاة .. "
وضحكت ريم باستمتاع فتأملتها بدورها بثوبها الازرق ذو الاكمام القصيرة وتنورته الواسعة التي تتجاوز ركبتيها بانشات ..
" شرابك .. اناناس لكي لا تقولي .. عمرو انا لا حب هذا ايمكن ان تأتني بأخر "
ضحكت الفتاتان لنبرة صوته ثم تغيرت ملامح عمرو وهو يخطو اقرب بينما يلامس ساعد شمس ويقترب من جسدها بحماية مكتسبة عبر السنين .. شعرت بوجوده قبل ان تراه .. الاف الفراشات رفت في معدتها وتنفست بقوة ثم رفعت ذقنها وانتظرت وصوله
" عمرو .. شمس .. شكرا لقدومكم .. تسرني رؤيتكما "
صوت الفتاة كان لطيفا .. ناعما ومرحبا بصدق .. عمرو اجاب بصوت بارد
" شكرا .. مبارك لكما "
نظرت للفتاة وهمهمت بكلمات غير مفهومة هي ستقطع ل**نها ولن تبارك له .. ثم نظرت نحوه تتحداه .. وتجمد جسدها لنظرته الباردة .. وابتسامته الساخرة منها .. تشعر بعدم تأثره كما لو ان قلبه قدّ من حجر.. فقبضت يدها بقوة تبتلع المرارة التي تجمعت في حلقها حول ثم سمعته يقول :
" من الجيد انكما لم تخذلاني ... ثوب جميل شمس "