الفصل الحادي عشر :

1862 Words
ثوب جميل شمس " قال الكلمة بصوت عادي متململ .. فاخترق الم كبير جسدها .. اهذا هو ما ستشعر به ؟! ... لقد شعرت لتوها بالاهانة بدل شعور النصر الذي ظنت انه سيتملكها ... وعضت باطن خدها تمنع نفسها من الاستدارة والهرب ... يد عمرو التفت حولها بحماية اكثر هذه المرة ثم همس لها " تمالك نفسك .." واضاف بصوت اعلى وهو ينظر نحو صديقه يتحداه " حبيبتي .. انت لم تباركي لهما " ابتلعت ل**بها بصعوبة ثم خرج الهمس ليقتل روحها ويفتت قلبها لاجزاء .. بينما عيناها تسبحان ببحر من الدموع " مب.. مب**ك " واصبحت رؤيتها اكثر تشوشا وهي تقول بصوت متوسل " لنغادر عمرو " اسدل يده وقبض على يدها الحرة ثم قال لها بلطف وتفهم " بتأكيد .. لكن هديتك اولا " " مازال الوقت باكرا على الهدايا .. شمس نحن في بداية الحفل ولم نعلن خبر الخطوبة بعد .. ابقيا ارجوكما " وقتلها التوسل في صوت الفتاة فاختنقت اكثر واصبح تنفسها اصعب ... ثم فتحت حقيبتها واخرجت علبة المجوهرات .. مدت يدها نحو الفتاة وهمست دون ان تنظر اليها " ارجو ان يعجبك .. " اسدلت بعدها يدها وشدت من قبضتها التي يمسكها عمرو شهقتان .. احداهما مسرورة جدا .. والاخرى متفاجئة .. ريم وديمة .. ورفعت نظرها نحوه ... " اوه .. جميل جدا " " سوار الشمس !!! " ابتلعت ل**بها ثم خرج صوتها مبحوحا محملا بغصة بكاء وهي تنظر نحوه بعتب " سوار الشمس .. هديتي لكما " شتيمة خرجت عن شفتيه .. اخيرا اختفت تلك الابتسامة البغيضة .. وتمنت ان تترك العنان لدموعها التي اخذت تهددها بالتحرر .. يده انتزعت بعنف العلبة ثم اغلقها واقترب منها يمسك مع**ها الاخر ويسحبها خلفه وهو يأمرها " تعالي معي .. ابتعدي ديمة " كان يسير خطوات سريعة .. بعنف كبير .. ويسحبها خلفه بقوة آلمت مع**ها الايسر .. كادت تفقد توازنها لمرات .. درج تعرفه جيدا ثم ممر لا تذكره .. وبعدها دفعها امامه بعد ان فتح احد الابواب .. ارتد واقفل الباب من الداخل .. وصوت عمرو الذي يصرخ خلفهما لم يكن ليوقف جنونه الان " ما هذا ؟! " ورفع العلبة بيده .. ثم رماها بعنف على الاريكة داخل مكتب والده وعيناه تشتعل بغضب لا يمكن لجمه .. خرج صوتها مبحوحا وهي تجيبه " هديتي اليك .. اليس هذا ما يفعله الناس في حفلات الخطوبة ؟! " تحرك حول الغرفة ثم مرر يده ب*عره يبعثره .. وارتجف جسدها لعنفه وهو يصرخ مجددا " هذا سوارك " لم تجب تجمد الدم في عروقها خوفا .. فبلعت ل**بها بصعوبة لاجمة نفسها عن الهرب من امامه وسمعت ض*بات متتالية فوق الباب " امير .. افتح فورا .. اياك واذيتها .. افتح .. افتح ايها الوضيع " اقترب منها وقال بصوت غاضب محمل بكم كبير من الجنون " ناداك حبيبتي .. وضع يده القذرة على ظهرك العاري .. يليق بك دون الفتاة اللعوب شمس .. يليق بك كثيرا حبيبتي .." هذه المرة سالت دموعها .. لم تعد تستطيع التحمل .. صوته .. عنفه .. والازدراء الذي يقطر من كلماته .. جعلها تشهق بنحيب معذب وتضع يدها على فمها لكتم صوت بكائها .. لقد تلقت عقاب مضاعف .. ليتها لم تأتي .. كان يكفيها ما تشعره من ألام .. تحرك مجددا وسحب العلبة ليضعها بيدها ثم قال بصوت بارد " خذي سوارك وارحلي " اسدلت يدها وابعدت بين اصابعها تتركها تقع ارضا .. فانخفض وامسك رسغها ثم فتح العلبة ليخرج السوار الذهبي ويقفله بقسوة حول مع**ها .. مما جعلها تنتحب اكثر وهمسه بجانب اذنها يقتل داخلها " انه سوارك .. وحدك .. ليس لاي انثى اخرى .. غادري .. غادري قبل ان اتهور واقتل كلانا .. " ارتجف جسدها وزمت شفتها ثم اسدلت يديها وتحررت منه .. خطواتها اتجهت للباب وقبضت عليه ودموعها تتجاوز خدها لتسيل نحو ذقنها .. توقفت انفاسها وجسده يحتجز جسدها عند الباب .. يده قبضت على يدها تمنعها من فتحه .. انفاسه السريعة لفحت عنقها ودفن رأسه في شعرها المنسدل يتنشقه " اسف حبيبتي .. انا اسف لكلانا .. غادري ولا تنظري للخلف .. انا لا استحق ان تبكي لاجلي .. فقط غادي واتركيني اتحمل هذا عنا نحن الاثنين " قبل شعرها لمرات .. فزمت شفتيها تحاول المقاومة وارتجف جسدها اكثر .. شعرت به يبتعد ويحررها ثم ابعد جسدها يفتح لها الباب .. حاولت الالتفاف لكنه منعها بقبضتيه على كتفيها .. عمرو اقترب بسرعة واخذ يشتم وهو يرى مظهرها ثم حاول اجتيازها " ساقتلك .. ساقتلك " خطت بسرعة بعيدا تشعر بانزلاق اصابع امير عنها ومسكت يده تمنعه " انتهى الامر .. فقد خذني من هنا .. اتوسل اليك " وجدت معطفها يوضع فوق كتفيها ثم سحبها عمرو وصوت والدي امير يتردد في اذنها دون ان تهتم لفهم ما يقال ... كانت تشعر بانها خاوية ... وكان احدهم انتزع روحها للتو ... ألمها حلقها وهي تشعر اخيرا بتوقف نحيبها .. فقط خط من الدموع كان يعبر عيناها دون توقف وكانها لا تملك القدرة على ايقافه .. ******** كانت المياه تسيل فوق رأسها وتغمر جسدها .. يدها تستند للحائط وكان حتى التنفس ياخذ جهد كبير منها .. انها لا تقوى على التفكير او الاحساس .. خائفة ان فعلت ان تعود للبكاء مجددا كما فعلت طوال الساعة الماضية .. عيناها جافتان وتؤلمانها وثقل كبير في مع**ها .. ونظرت اليه .. التمع الذهب حوله .. وتأملت السوار .. شمس بحجر عسلي واسعة مماثلة .. ثم ثلاث نجوم باحجار ماسية .. وابتلعت بصعوبة تشعر بالم كبير في حلقها .. سوار الشمس .. هديته .. صنع يده .. وفركت عنقها بيدها الاخرى ثم ابعدت عيناها تنظر نحو الفراغ من حولها .. انها تريد فقط ان تطفئ ذلك الشعور بانها تتمزق .. اليس هناك شيء يمكنها فعله لتوقف هذا الصوت الذي يتررد في رأسها مكررا لمرات ما تفوه به .. جسدها تكور في السرير ثم حاولت مجددا نزع السوار .. مرة .. اثنتان .. ثلاثة .. وصرخت بعنف " اخرج .. اخرج " وحاولت قطعه لكن دون فائدة فزفرت وعادت تحاول فتحه .. وشتمته .. من يصنع قفل مشابه .. انه لا يحررها .. كصاحبه تماما .. ورمت رأسها على الوسادة مجددا .. " سوار الشمس .. عنوان حبي لك " تردد الصوت في اذنها مخترقا قلبها فاغمضت عينها محاولة دفن نفسها بالنوم .. لكن لا امل .. صوت الجرس كان صاخب .. ثم لحظات .. وطرق على باب غرفتها .. للمرة المئة هذا الصباح " شمس .. انه عمرو حبيبتي .. شمس .. " " افتحي الباب شمس وكفي عن الاختباء .. قلت افتحيه " وضعت رأسها اسفل الوسادة وحاولت حجب الاصوات دون فائدة ترجى " عمرو .. انا خائفة عليها ... انها منذ البارحة لم تخرج .. الن يخبرني احدكما ما الذي حصل ؟! " تحركت اخيرا تترك مكانها ثم خطت تغسل وجهها دون ان تنظر للمرآة .. لا تريد رؤية نفسها ابدا .. انها تكرهها بما يكفي .. وتوجهت بعدها لتفتح الباب " حبيبتي .. شمس ؟! .. ما بك ؟! .. لما وجهك هكذا ؟! " وتتالت الاسئلة فاجابت اخيرا عندما سمحت لها " نزلة برد امي .. ولم اخبرك لان جسدك ضعيف .. ارجوك ابقي بعيدة لاجل صحتك .. عمرو هل احضرت دوائي ؟! " وصرخ داخلها .. ها انا اكذب ايضا بسببه .. جاراها عمرو ثم اقنع امها بالعودة لغرفتها بصعوبة .. خطت نحو المطبخ واخرجت زجاجة الماء من الثلاجة ترتشف ببطئ " كيف حالك ؟! " " كما ترى .. احتاج اي شيء ليجعلني افقد الذاكرة .. الد*ك شيء مشابه دكتور ؟! " ورشفت من الماء مجددا ترطب حلقها الجاف ثم جلست فوق الكرسي ففعل مثلها وحاول لمس يدها .. سحبتها سريعا وقالت " لا تفعل .. انا ضعيفة لدرجة اني ساقبل ان تواسيني وهذا خاطئ .. انا طلبت هذا وحصلت عليه .. فقط اترك لي بعض الوقت لاقف مجددا " " حسنا .. اظن اني لا املك حل اخر .. " " قهوة ؟! " سألت بصوتها المبحوح فوافق بهز رأسه واخذا يحاولان تجنب الحديث مجددا عن الامر .. رحل بعدها عمرو وغادرت هي الى مشغلها .. دخلت ثم اقفلت الباب خلفها وتوجهت لتجلس فوق الاريكة .. عيناها تؤلمانها .. قلبها يؤلمها .. روحها .. جسدها .. هو يؤلمها .. هو بكله يؤلمها .. " ماذا افعل ؟! .. تجاوز الامر يعد معجزة لا يمكن حدوثها .. لما فعلت هذا امير ؟! .. اليس كافياً ما ارزخ تحته من احمال ؟! " ومررت يدها في شعرها ثم فركت جبينها تتن*د لمرات .. تفكر وتفكر ماذا كانت تعني كلماته .. لما كانت تشعر للمرة الثانية ان ألمه اكبر من ألمها بأضعاف ؟! .. صوته .. تلك النبرة المعذبة قبل تحريرها كان تخترق اذنها ورأسها مجددا .. امجنونة هي لتعذب نفسها اكثر ؟! .. وهتف قلبها .. كيف يمكن لك الا تعذبي نفسك ؟! .. فحتى الم روحها يعد جزء من حبه .. جزء ان كان عليها الاختيار بينه وبين عدم وجود حبه داخلها .. لاختارته دون تردد ******* " نعم عزيزتي " " اين انت ؟! " اجتازت اشارة مرور ثم توقفت قليلا بسبب زحمة السير في الصباح " لدي عمل في المعرض .. لما حبي ؟! " " لا شيء .. لقد خرجت نتيجة المسابقة الان .. لقد نجحت شموس .. ت**يمي اخذ المرتبة الثانية " هتفت واخذت كلتاهما تصرخ بحبور معا ثم عادت الحركة لتصبح افضل امامها " كيف حالك انت ؟! .. هل قررت ماذا ستفعلين لاجل معرضك ؟! " تنفست بصوت مسموع ثم غيرت اتجاه السيارة لليمين .. " سنتحدث بهذا مساءً حبيبتي .. عمرو سيأتي للمشغل تعالي انت ايضا " صوت ضجة من جهتها ثم اعتذار خرجت من صوتها الناعم المحبب " لا استطيع .. لدينا حفل في العائلة للاسف .. تعلمين كم تهوى امي جري لهذه المناسبات التي امقتها .. " فركت جبينها وابعدت بعض الشعر عنه ثم عادت لتقبض على المقود قائلا " الذهاب الى حفل يعد تسلية مرفهة اتمنى فعلها مع هذا الجنون من حولي .. لذا استمتعي بدل تذمرك " " اذا لنتبادل الاماكن .. اقسم لن تتحملي حفل واحد .. اناس يتكلمون طوال الوقت عن المال .. او العمل .. وموسيقى كلاسيكية باردة .. وفتيات مغرورات .. ما افضله هو تشغيل المسجل في مشغلك والرقص على اغنية شعبية لمطرب بصوت فاشل .. صدقيني " اخذت تضحك للوصف وهي تتخيل ريم ترقص لقد فعلتا هذا من قبل .. كجنون لحظي .. فهما متقاربتان في الطباع .. والاخرى من عشاق الافعال الفجائية .. " اه حبي لقد وصلت .. احتاجين لاي شيء ؟! " " ادعي لي ان ترأف امي لحالي .. او ان يلغى الحفل .. اريد حقا معرفة ماذا قررت .. بدل الذهاب مع تلك الديمة الباردة التي ان نطقت فهي تكلم امير فقط .. " امسكت الهاتف والاكياس ثم وضعت الهاتف على اذنها بعد ان اعادته للوضع العادي .. " الفتاة لطيفة " " بالنسبة لك حبي .. انها عقربة سامة .. هذا المظهر لا ي**عني ابدا .. انها تتسلل ببطئ شديد .. لذا احذري منها " دخلت الى صالة العرض الامامية ورفعت يدها فلتمع السوار الذهبي بيدها وهي تحي الجميع ثم توجهت لمكتبها في الطابق الثاني " ولما احذر ؟! .. نحن لن يربطنا شيء معا .. " دخلت لتجد وسام بانتظارها فرفعت يدها تحيه ثم اعطته الكيس الابيض الذي يحوي الفطائر ونظرت اليه يخرج احداها ويتلذذ بأكلها " انت مخطئة .. ما يربطنا جميعا بها هو اخي .. وانا لن اسمح لتلك الفتاة ان تاخذه مطلقا " " امير لم يعد يهمني .. لذا توقفي عن التخطيط والتنقيب وراء الفتاة " هتاف قوي اخترق اذنها فابعدت الهاتف تقول بصوت منخفض " انها مجنونة " .. بينما تكمل الاخرى كلامها دون توقف " كاذبة .. انت تحبينه جدا .. وانا لن اهدأ حتى اعلم ما السر الذي يجمعهما .. والان اذهبي لعملك واتركي هذا الامر لي " " حسنا حبي وداعا "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD