كان هاديس ينتحل شخصية رجل أعمال بشري يدعى ألبرت هتشكوك من خلال نقل وعيه لداخل جسد ألبرت ،ولكنه كان يخطط لشراء قنبلة كهرومغناطيسية للتخلص من تكنولوجيا البشر حتى يمكنه ا*****دهم من جديد والتفوق عليهم بسحره أو بالأحرى علومه التي ظل يجمعها أجيالا طويلة من كل مكان بالمجرة ودون أن يلاحظه أحد.
بعد الانتهاء من المزاد العلني الذي باع فيه ألبرت كل شركاته ومصانعه، قام بدفع تلك الأموال في مقابل شراء قنبلة كهرومغناطيسية، أنتجتها له سرًا إحدى الدول، وهى أخطر قنبلة أنتجتها ال*قول البشرية وقد آلت إلى هاديس.
تلك القنبلة لا تعد من أسلحة الدمار الشامل التي تسبب خسائر في الأرواح ولكنها تقوم بشل كل الأجهزة الكهربية، فتسلب البشر حضارتهم، وتقنياتهم فتعود الحياة البدائية لسكان الأرض أي تعود الحضارة بكرا، مما يجعل الأرض سهلة المنال، ويسهل ا*****د البشر من جديد.
فبمساعدة الجيش الذي جهزه هاديس سيعيد ا*****د البشر من جديد، ففي المعارك الحربية تعمل هذه القنبلة على تعطيل المركبات الحربية، وقاذفات الصواريخ الأرضية، وأنظمة الاتصالات، وأنظمة التوجيه والتحكم وأجهزة الرصد والتتبع، وبالتالي لن تنجو الأرض منها.
عكف هاديس قرونا طويلة لبناء جيشه الخاص من خلال نزع وعى كل المخلصين له وحبسهم مؤقتا داخل تلك القطع المعدنية، وقد أثر عليهم بحيث يكونوا جميعًا على اتصال فيما بينهم وكذلك مع وعى هاديس الأصلي.
لذلك جن جنونه عندما علم مؤخرا أن البعثة السرية التي أرسلت منذ شهور لبلوتو، حيث يخبىء جيشه وكذلك آينياس، وهذا كان خارج نطاق الحسبان لهاديس.
كل هذا دفعه دفعا إلى الإسراع في تنفيذ خطته،زرع رقاقة إلكترونية في رأس تيم ليسيطر بها عليه عندما كان ساكنا في جسد ابن ذلك الثري الذي خ*فه هاديس، حتى يزرع فيه وعى تيم ليشتري شركة هاديس لمستلزمات الفضاء وتؤول إليه مرة أخرى بطريقة غير مباشرة.
فمن خلال تلك الرقاقة يسهل على هاديس إرسال واستقبال بيانات لوعى تيم ولحماية الرقاقة التي تسيطر عليه، وحماية شركته المهتمة بالفضاء من تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية التي ينوي تفجيرها على الأرض؛ ليئد حضارتها للأبد، ولتعود بكرا من جديد خالية من التكنولجيا، لذلك صنع درعا مضادا للنبضات الكهرومغناطيسية.
كان ماثيو يراقبه والذي يعمل ضابطا في هيئة الفضاء الفيدرالي، وهى هيئة عسكرية لمراقبة التجاوزات التي تحدث في مجال الفضاء، مثل صناعة تقنيات غير مصرح بها لصناعتها تنتجها الشركات الخاصة، ولعل أشهرها على مستوى العالم شركة هاديس لمستلزمات الفضاء.
ظهرت تلك الشركة في مطلع القرن الثاني والعشرين، وقد تم إنشائها على يد بيل هيتشكوك، فبعد الحرب العالمية الثالثة، هاجر نيكولا من نابولي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تمكن من تزييف هويته فأصبح يحمل اسم بيل هيتشكوك.
وفي تلك اُناء ولكن على كوكب بلوتو تم عقد حلف بين ج*س النورانيين والامبراطور مانوس ممثل مجرة سادورا الهاربة من القراصنة الذين بالأصل يكونوا وحوش ج*س النورانيون المهجنين والذين تفرقوا عنهم عندما هاجمهم الثقب الأ**د ومزق مجرتهم في كونهم الموازي لكون البشر وكون مجرة سادورا.
شعر كليبان ممثل ج*س النوارنيين الحالي بالأسف الشديد لما آلت إليه الأوضاع في مجرة سادورا وأنهم السبب في تهجير مجرة بالكامل وضياع الكثير منها في غياهب ع****ة وحوش ج*س النوارنيين.
قاموا بارسال بعثة مكونة من حلفٍ لج*س سادورا والنورانيين، والبشر يتجهزون من أجل الذهاب مرة أخرى؛ لكشف غموض الهيكل المعدني الموجود في القطب الشمالي لبلوتو.
ومن خلال المصعد الفضائي هبط مايكل وجينو ونارينا وكذلك جاك إلى سطح بلوتو، وذهبوا من نفس الطريق المعتاد إلى الهيكل المعدني، كان مايكل يشاهد ما تبثه الكاميرات التي زرعوها سابقا، فلم يجد شئيا ملفتا للنظر وهذا ما أقلقه كثيرا.
سأل جينو نارينا قائلاً: كيف ستتواصلين مع ذلك الوحش؟ إجابته بثقة: بالتواصل مع وعيه سأغرس أصابعي في مخه، ثم أسبر أغوار ذكرياته ومن خلالها أعرف كل شىء.
لعلها تفلح تلك التقنية قالها بسخرية مايكل ثم أردف جينو وقد اشتم رائحة شجار سينشب بينهما فقال بسرعة: كفى سخرية يا مايكل كلنا سنتواصل معه كل منّا بطريقته الخاصة.
وبعد نصف ساعة وصلوا جميعًا إلى الهيكل المعدني، وفي هذه المرة قد أحضر مايكل شبكة ضوئية كبيرة، وأنواعا مختلفة من الم**ر؛ لتخدير وتكبيل الوحش تمامًا حتى يسهل التعامل معه بأمان.
كان جينو يدخل ذلك المكان لأول مرة، فشعر بشيئا غريبًا تجاه هذا المكان، كان يفصل بينهم وبين الوحش ذلك الجدار المزين بقطع معدنية مختلفة الأشكال والعجيب أنه لا يوجد باب يؤدي إلى تلك الغرفة، فقد بحثوا كثيرًا عنه ولم يجدوه.
حسنا سأقوم بتفجير الجدار حتى يمكننا الدخول تراجعوا قليلا قالها جاك صرخت في وجهه نارينا وقالت: تفجر ماذا؟ هل جننت هذه القطع من الممكن أن تحتوي على وعى مخلوقات عاقلة، كيف تقتلها؟
ضحك جاك بسخرية: أقتل من؟ إنها مجرد وعى لمخلوقات لا نعرف كنهها، فيمكن أن تكون لكيانات شريرة، ثم أردف في صرامة: تنحي جانبا من فضلك.
رفع جينو يده وقال: هيه مهلا لا نحتاج إلى تفجير أي شىء لنعبر إلى غرفة الوحش الأمر بسيط جدا، سنعبر خلال الجدار.
سنعبر خلال ماذا؟ قالاها مايكل ونارينا في نفس الوقت، أشار للجميع لكى يقتربوا منه أكثر، ثم أخرج بلورة متعددة الألوان، ولمسها، وحثهما لكى يفعلوا مثلما فعل، فتم تغليفهم بمجال طاقة عجيب الشكل والألوان ساروا جميعًا تجاه الجدار، وعبروا من خلاله؛ ليجدوا أنفسهم داخل غرفة الوحش بسهولة ويسر.
تعجب مايكل ونارينا من تلك التقنية التي سمحت لهم بالعبور خلال جدار صلب، وكان الوحش أكثر ذهولا منهم، فهاديس أيضًا يمكنه فعل ذلك، فأطلق وعيه ليخيفهم، ولكنهم كانوا محاطين بتلك الأشعة التي عزلتهم عن أشعة ألفا وبيتا من قبل، ولكن هذه المرة كان مايكل قد جهز برنامجا لاقتناصها، وإعادة إرسالها إلى الوحش بصور أخرى وكانت تلك خطته للتواصل مع الوحش.
عجبا قالها مايكل فانتبه إليه الجميع؛ فتساءلت نارينا قائلة: ولم العجب؟
أجابها: لقد **مت برنامجا يمكنه التواصل مع وعى الوحش فوجدت له ثلاثة. وعيان لهما نفس نمط الموجات التي تص*ر عنهما، والوعى الثالث نمط موجاته يختلف عنهما.
دعك من هذا، سنتواصل معه وهو يقظ أم نائم؟ قالتها نارينا تن*د مايكل ثم قال: فلنجرب تقنيتي أولا، وهو يقظ ثم تستخدمين تقنيتك، وهو نائم اتفقنا. هزت رأسها بالموافقة.
أرسل مايكل مجموعة من الصور إلى الوعى الثالث المختلف عن الآخرين أولا، ولكن لم يستقبل منه شيئًا في حين استقبل صورا مرعبة من الوعيان الآخران، ففطن أنهما قد يكونا مجرد آلة مبرمجة لإطلاق تلك الهلاوس السمعية والبصرية، إما الآخر فقد يكون وعيا حقيقيا محبوسا داخل هذا الوحش.
نارينا دورك سأطلق الم**ر، والشبكة الضوئية الآن، ثم قومى باختراق هذه الرأس ثم أشار إلى الرأس الوسطى، فهى على الأرجح تحمل وعيا حيا مثل وعيك.
وبعد أن سقط الوحش فريسة سهلة للم**ر الذي أطلقه عليه مايكل أسرعت نارينا بغرس أصابع يديها في مخ الرأس الوسطى، وسرت شحنات غريبة من جسدها يمكنها الإلتحام بوعى تلك الرأس الوسطى، وهو مخزن بنقطة معينة في المخ، سابقت نارينا الزمن لكى تأخذ نسخة من ذكريات هذا الوعى المخبأ بعناية فائقة في مخ ذلك الوحش.
خُيِّل لمايكل وجينو انفلات دموع من عينَى نارينا مما أثار دهشتهما، قالت نارينا: لقد انتهيت، عرفت كل شىء يا لها من مأساة.
أية مأساة قالها جاك فإجابته قائلة: إن الوعى المحبوس في ذلك الوحش وعيا لمخلوق حى تم حبسه من قبل الإله هاديس.
حسنا ما العمل الآن مع ذلك الوعى المسمى آينياس العالق منذ قرون في ذلك الوحش إنه يتعذب فقد سلبه ذلك الحقير حياته، بعد أن استولى على جسده ويريد الانتقام منه، كيف نخرجه؟ قالتها نارينا بحزن بالغ.
أجابها مايكل: مثلما فعل الفني الذي صنعك يفعل معه، وفي هذا الهيكل الكثير من القطع المعدنية التي يمكنها حفظ وعيه لحين دمجها مع الآلي الذي اتفق على صناعته بمشاركة ج*سكما للبشر.
ثم أردف بلهجة غامضة: لعله ينفعنا في مواجهة هاديس هذا، إذا كان وعيه لايزال متنقلا بين الأجساد عبر العصور، ولعله يستوطن على جسد أحد رؤساء الدول الآن، يا لها من فكرة مرعبة للبشر أن يكون بينهم وعيا لمخلوق فضائي يعيش بينهم وي**ق أجسادهم أيضًا.
"حسنا فلنحمله معنا إلى سفينة قومك يا مايكل، وهناك نقوم بإجراء التجارب حتى يمكننا استجوابه أكثر" قالتها نارينا بحماس طفولي.
ولكن يجب أن يؤذن لي أولاً سأتصل بالقائد إدوارد حالا قالها مايكل الذي بادر بالتواصل لاسلكيا مع السفينة إيجل وان فأذنت له باحضار الوحش إلى السفينة.
تم رفع الاستعدادات القصوى بالسفينة وهذه المرة سيتم العودة بتقنية الانتقال الآني التي منحها ج*س النورانيين إلى البشر، كنوع من إبداء حسن النية.
تواصلت نارينا مع والدتها التي أخبرتها بأن تقنية الاتصال الآني، قد تم تثبيتها في سفينة إيجل وان، ويمكنها استخدام جهاز الانتقال الآني الخاص بها للصعود إليها في أي وقت.
كان جينو يعالج القيود التي تكبل الوحش، وكانت عجيبة جدا، فكلما حاول قطعها التحمت من جديد، كأنها كائن حى يجدد خلاياه باستمرار، لاحظت نارينا ذلك فقالت له: دع فك القيود لي، ثم أخرجت زجاجة ذات محقن، وقالت له: بتعد حتى لا تتأذي ثم حقنت القيود العضوية بتلك المادة التي جعلت القيود تتبخر، ولا يبقى لها أثر وكان الوحش لايزال م**را.
ابتسمت نارينا وقالت بصوت مرح: هيا نتجمع حول الوحش سننتقل آنيا الأن، ثم غمزت وقالت بفخر مداعبة مايكل إن تقنية قومي أسرع كثيرًا من تقنية قومك يا مايكل، ضحك مايكل وقال: وأنا أعشق السرعة ثم اقترب منها كثيرًا وانضم جينو وجاك، وبلمح البصر تواجدوا بداخل إيجل وان بعد أن فعلت نارينا جهازها.
انتبه جميع من فيها وتوترت عضلاتهم ثم هرع العلماء والأطباء إلى الوحش، وتم جره بتلك الشبكة الضوئية بسرعة إلى غرفة الفحص، تم إجراء كافة الفحوصات له على قدم وساق، وفي نفس الوقت كان الفنيون من البشر وبمساعدة ج*س النورانيين والهاربين من مجرة سادورا يسابقون الزمن لصناعة الآلي الذي سيقومون بزرع وعى بشري لجندي مشارف على الموت، ليكون أول جندي هجين في جيش الولايات المتحدة.
ولكن كيف عاش هاديس بين عالم البشر وكيف كان متخفيا نعود بالزمن للحرب العالمية الثالثة،
*****************
هيتشكوك
كوكب الأرض
تطلع ماثيو في أحد الملفات باهتمام بالغ، ثم أغلقه ليستمع إلى أحد التسجيلات الصوتية، كان ماثيو يعمل ضابطا في هيئة الفضاء الفيدرالي، وهى هيئة عسكرية لمراقبة التجاوزات التي تحدث في مجال الفضاء، مثل صناعة تقنيات غير مصرح بها لصناعتها تنتجها الشركات الخاصة، ولعل أشهرها على مستوى العالم شركة هاديس لمستلزمات الفضاء.
ظهرت تلك الشركة في مطلع القرن الثاني والعشرين، وقد تم إنشائها على يد بيل هيتشكوك، فبعد الحرب العالمية الثالثة، هاجر نيكولا من نابولي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تمكن من تزييف هويته فأصبح يحمل اسم بيل هيتشكوك.
كان قوي البنية، فعمل حارسًا لأحد الملاهي الليلية في مقاطعة فيلادلفيا، وهناك تغيرت حياته رأسا على عقب، فقد تعرف هناك على أحدهم، وكان كهلا، توطدت العلاقة بين بيل وذلك الكهل الذي كان وعى هاديس الذي تنقل بين الأجساد عبر العصور، حتى وصل لجسد ذلك الكهل، وسلبه حياته، بعد أن أخرج وعيه؛ ليستوطن وعى هاديس جسد الكهل عندما كان شابا فتيا، ولكنه يريد الآن أن ينتقل إلى جسد جديد، فكان جسد بيل المناسب له، كما أنه وحيدا لم يكون أسرة بعد.
كان بيل هاربا من جريمة ما، أخبر هاديس بسره عندما كان ثملا في أحد المرات، حيث توطدت العلاقة بينهما لأن هاديس كان يتردد على الملهى الليلي باستمرار لي**ب ثقة بيل.
في يوم من الأيام اصطحب هاديس صديقه بيل إلى بيته الموجود في أطراف المدينة، كان بيل قد وثق في الكهل كثيرًا، ودفعه لذلك وحدته.
لذا ذهب معه بعد انتهاء العمل، وهناك دسَّ له هاديس م**را في مشروبه فأصبح فريسة سهلة لنوم عميق، سقطت الكأس من يد بيل، وتراخت عضلاته، فكبله هاديس بسرعة في الكرسي ذو العجلات الصغيرة، والذي كان يجلس عليه، وقام بجره ليدخل غرفة ذات جدران بيضاء، وأرضية رخامية بيضاء، عبث هاديس ببعض الأزرار التي تتحكم في الجهاز المسئول عن انتقال الوعي بين الأجساد.
وضع هاديس خوذة خاصة فوق رأس بيل الغائب عن الوعى تماما، وقد صنعها خصيصا؛ لسهولة نقل الوعى بين الأجسام، ثم أوصل بعض الأنابيب بذراعه الأيمن، وانسابت بعض المحاليل الخاصة التي تعمل على ثبات الحالة الذهنية للمخ أثناء انتقال الوعي.
بعد ذلك جلس هاديس على الكرسي الخاص به، ووضع خوذة أخرى فوق رأسه، وأوصل نفسه بأنابيب مثل تلك التي أوصلها ببيل، وحقن نفسه بنفس المحاليل.
بعد ساعات تم نقل الوعيين بنجاح واستقر وعى هاديس في جسد بيل في حين استقر وعى بيل في جسد الكهل.
وقبل أن يستيقظ بيل من غيبوبته أعاده هاديس إلى المدينة وتركه بالقرب من الملهى الذي يعمل به في شارع جانبي، أما هاديس فقد ذهب إلى العمل لحراسة الملهى بدلا من بيل الحقيقي.
لم يلحظ صاحب الملهى أي اختلاف في حارسه سوى أنه لم يتأخر عن عمله كعادته.
استفاق بيل من غيبوبته ليجد نفسه مُلْقى على الأرض، فنهض بوهن ممما أثار دهشته فهو معتاد على النشاط والحيوية كيف يشعر بكل هذا الوهن والضعف؟
انتصبت قامته بصعوبة حاول أن يتذكر ما حدث له، وكيف آل أمره لهذا الشارع الجانبي، كان الصداع يعتصر خلايا مخه، استند بيل على جدار البناية التي كانت بطول الشارع الجانبي.
وجد بيل نفسه على بعد عشرة أمتار من الباب الرئيسي للملهى الذي يعمل به، تذكر من هو؟ وأين يعمل؟ ولكن لم يتذكر أي شىء عن الكهل الذي اصطحبه لمنزله، حيث قام هاديس بطمس تلك الذكرى من وعيه.
أصيب بيل بدهشة عارمة حالما وصل للباب الرئيسي للملهى، حيث شاهد رجلاً يشبهه تمامًا يقف مكانه، تحسس بيل جسده وأصابه الفزع عندما رأى انعكاس صورته على زجاج الباب الرئيسي حيث رأى نفسه داخل جسد لكهل عجوز لا يعرفه.
أمسك بيل تلابيب هاديس الذي سرق جسده دون علمه، وصاح بغضب هادر: من أنت يا صاح؟ انتبه صاحب الملهى لصراخ بيل، فخرج مسرعا؛ ليجد كهلا يمسك بتلابيب بيل حارس ملهاه.ماذا يحدث يا بيل؟ انطلق هذا السؤال من فم صاحب الملهى، فترك بيل الذي يسكن جسد الكهل تلابيب هاديس، وقال بلهفة: قل لي يا مستر سامي، من هذا الذي يعمل مكاني؟زفر سامي بحنق وقال معنفا الكهل: أنظر يا هذا، إغرب عن هذا المكان، وإلا جعلت بيل يسحقك.صرخ الكهل قائلاً: أنا بيل أقسم لك، إنه نصاب.
في تلك الأثناء كانت دورية شرطة تمر بالقرب من الملهى، فاستنجد بها صاحب الملهى، إنتبه أحد الضباط لاستغاثته فتوقفت السيارة، وخرج منها الضابط الذي استمع لكل الأطراف، فطلب من بيل المزيف هويته وكذلك هوية الكهل.
كان من الجلى للضابط أن الكهل كان معتوها، فهويته تثبت أنه ليس بيل ولكن إصراره جعل الضابط يعتقد أنه مجنون، وفجأة انهار الكهل تمامًا فاقدا للوعى بين قدمى الضابط الذي حمله بمساعدة هاديس إلى سيارة الشرطة التي انطلقت إلى المصحة لعرضه على الطبيب النفسي.
أصبح بيل الحقيقي ضحية خدعة شيطانية من هاديس الذي خدع الكثيرين من قبله، وسلبهم حياتهم بتلك الطريقة، فكانت نهايتهم الجنون والمصحات ال*قلية.
استمر هاديس في جسد بيل وقتًا طويلا، وترك عمله في الملهى بعد أن تمكن من إغواء أرملة ثرية كانت تتردد كثيرًا على الملهى عقب وفاة زوجها العجوزالذي طالما كرهته طوال حياتها، فقد اضطُرَت للزواج منه لتقضي دَيْن والدها لهذا الرجل المقيت الذي استغل دَيْن أبيها ليحصل عليها غصبًا.
علم هاديس قصتها فاستغل وحدتها وف*نته، فقام بالتودد إليها، وقد رحبت بذلك التودد كثيرًا الذي انتهى بالزواج وهو بعمر العشرين.
اشتاق هاديس لأساطير الماضي التي سطرها أسلاف البشر عنه بزعم أنه إله العالم السفلي، لذا قرر الإنجاب من باتريشا واستغلال ثروتها لبناء إمبراطورية هاديس واستكمال أبحاثه العلمية عن الخلود.
بعد عدة أعوام أصبح هاديس رجل أعمال بل إمبراطورًا لعالم المال والأعمال تغلغل نفوذه وصار شوكة قوية وإلهًا لكثير من ضعاف النفوس.
عاش هاديس طويلاً فقد قارب عمره مائة عام أنشأ فيها الكثير من المصانع في جميع دول العالم خاصة العالم الثالث وكانت فيها باتريشا مشغولة تمامًا بتربية الأطفال وكانوا جميعهم ذكورا فكان لهما من الأبناء خمسة ذكور، توفيت باتريشا وهى تلد ابنهما الأخير الذي كان يشبه كثيرًا هاديس عندما تم تحوله إلى كائن خارق بعد أن قابل حارس الأكوان حيث أصبح يشبه البشر لكن مع ضخامة جسده والشعر الذهبي الذي يتوج تلك الرأس الحالمة بالخلود وبشرته ناصعة البياض، كان هاديس يحتفظ بالحمض النووي لجسده حتى يمكنه صنع نسخة من جسده الأول.
حاول هاديس القيام بذلك مع أبنائه السابقين بأجزاء من حمضه النووي، ولكن الطبيعة البشرية غلبت، إما هذه المرة فقد حرص حرصا شديدا على نجاح هذه المرة والتلقيح الصناعي بحمضه النووي كاملا والمخاطرة بحياة زوجته لنجاح تجربته.
بعد ولادة تيم الإبن الأصغر لـهاديس، إشاع أنه توفى أثناء ولادته، قد زيف هاديس موت ابنه لسبب ما، لذا أخفاه والده سنوات حبسه في قلعة بأحد الجزر البعيدة.
كبر تيم وحيدا في بيئة متحكم فيها من قبل هاديس الذي تنقل بين أجساد أبنائه عندما يصل الابن إلى عمر الخامسة والعشرين، ينقل هاديس وعيه لجسد ذلك الابن حتى أصيبوا جميعًا بالجنون، ما عدا الإبن الأخيرألبرت الذي ورث كل شىء، فانتقل وعى هاديس إليه وظل به حتى يكبر تِيم.
بلغ تيم أوج شبابه، وقد تعلم الكثير، وصار جاهزا ليمنح جسده لمولاه هاديس، والمدهش في أمر تيم أن وعيه هو نفس وعى هاديس، ولكن وعى والده أكثر علما بحكم خلوده لآلاف السنوات، عرف فيها من علوم البشر، وكذلك علوم الكائنات الأخرى لعوالم متوازية حتى صارت علومه المخزنة في وعيه حد الجبال.
كان هاديس يريد التخلص من ابنه البشري الأخيرألبرت الذي يستعمر جسده حاليا، وأن يجعل تيم وريثا شرعيا لإمبراطوريته بطريقة قانونية، فهو يعلم أن عالم البشر في الوقت الحالي يختلف كثيرًا عن الماضي السحيق.