جبل أوليمبس
إنها لعنة وقد حلت عليكم
ترددت هذه الجملة بصوت رخيم عميق بث الرعب في قلوبهم، كان الضباب الأبيض قد أحاط بمنصات الآلهة المزيفة مما أثار الفزع في قلوبهم.
لقد خنتم العهد أفسدتم في الأرض لذا وجبت عليكم ا****ة، لعنة التيه بين الأفلاك مثلما تاه بوسيدون وآريس بين جنبات الأجرام
وفي لمح البصر تخلل الضباب جبل أوليمبس ثم غلف الآلهة المزيفة لينقلهم إلى تلك المنصات التي حضروا بها لكوكب الأرض منذ قرون.
سبحت تلك المنصات عبر الفضاء الفسيح زارت فيه الكواكب القريبة من كوكب الأرض، إقتربت المنصات من كوكب دري يلمع في الصباح والمساء، فتَنَ البشر فأسموه على اسم فاتنتهم أفروديت فكان كوكب الزهرة ذلك المُكَنَّى باسم نجمة الصباح والمساء.
كانت الآلهة المزيفة تطمح في استكشاف ذلك الكوكب اللامع، حيث ظن الكثيرون أنه قد يصلح للحياة.انطلقت مركبة صغيرة تضم بعضا منهم لاستكشاف الزهرة الذي يبعد 72 وحدة فلكية من الشمس.
اقتربت المركبة من الغلاف الجوي للزهرة، واحتكت به كان معظمه من الغازات الكربونية اهتزت المركبة كثيرًا، واختلت توازنها عندما اقتربت من تلك السحب الكثيفة المكونة من قطرات حمض الكبريتيك، والتي تتحرك بسرعة كبيرة فدارت المركبة حول نفسها عدة مرات قبل أن تصطدم بسطحه الصخري.
تحطم جزء من المركبة فخرج من كان على متنها يسعلون بقوة كان الجو خانق جدًا فطبيعة الغلاف الجوي لكوكب الزهرة تختلف تمامًا عن كوكب الأرض.
شعروا بأن هناك جبالا تجثم على صدورهم فالضغط الجوي كبير جدًا. كما وصلت الحرارة إلى أربعمائة وثمانين درجة مئوية.
التقطوا أنفاسهم بصعوبة بالغة، بالكاد عادوا إلى مركبتهم، حاولوا التواصل مع المنصات، انطلق صوت أحدهم يشق الأثير الفضائي محذرًا: إنه الجحيم... إنه الجحيم نحن على وشك الموت تحطمت مركبتنا.
وصلت رسالتهم التحذيرية بعد فوات الأوان حيث أدركتهم الوفاة ولم يتمكنوا من إنقاذهم.
عالم مواز لعالم الأرض
مجرة سادورا
الحاضر
كانت سفينة النورانيين التي تحمل المسوخ الحكام على متنها قد دخلت عالمًا موازيًا آخر، كان يعيش فيه سكانه في رغد حتى وصولهم.استوطنت تلك الوحوش بعض الكواكب التي كان سكانها ضعاف لا يفقهون في الحروب شيئا.
رضخ السكان إليهم، ازدادت أعداد المسوخ كثيرًا قرروا البحث عن كواكب أخرى، فكانت مجرة سادورا خ**ا ع**دا لهم حيث كان سكان تلك المجرة متفوقين في كثير من العلوم.
دارت حربا ضروسا بين الطرفين انتهت بهزيمة سكان مجرة سادورا واضطرار الكثيرين من الهرب إلى مجرة أخرى والبدء من جديد.
طلب الإمبراطور ساد*كا حاكم مجرة سادورا من حراسه إحضار الحكيم مانوس فورا. حضر مانوس إلى قصر منيف محاط بشجر عجيب يسمى الشقشق يحميه من الدخلاء تخطاه مانوس بمساعدة الحراس.
هرول الجميع إلى غرفة الإمبراطورالذي كان ينزف بغزارة وكان الأطباء يحاولون وقف النزيف في محاولات مستميتة منهم لم تجدي نفعا.
أشار ساد*كا إلى مانوس ليقترب منه، قال الإمبراطور بصوت متهدج: لقد ذاق جيشنا هزيمة نكراء على يد أولئك الغزاة الغرباء، وهم على أعتاب الكوكب الآن؛ لذا عليك الإسراع إلى المخبأ السري، والهرب لقد أمرت بجمع العلماء، والأطباء، والمعلمون، والنساء، والأطفال، والرجال من أجل الهرب من جحيم الا*****د.
كان التوتر والقلق واضحين على وجه الإمبراطور مما أثار الخوف في نفس مانوس.خاصة عندما أمسك ساد*كا بكتفه بقوة وقال بحزم واضح: إن مصير مجرة سادورا بين يد*ك، لقد جعلتك إمبراطورا، أنت ومن معك الأمل الوحيد في استمرار أجناس مجرتنا هناك ستبدأون من جديد، ثم زاغت عينيه مع اقتراب وصول الوحوش وأردف قائلاً: ولكن اقطع لي وعدا بأنك ستعود يومًا إلى هنا.. إلى الوطن لاستعادته من براثن تلك الوحوش.
ارتسم الرعب على وجه مانوسوكاد أن يسأل الإمبراطور عن ماهية تلك الوحوش، ولكن دخل أحد الحراس صارخا: لقد وصلوا لأسوار القصر، وتخطوا شجر الشقشق، هيا يا مولاى لتنجو بنفسك.
ربط الإمبراطور ساد*كا جأشه، وقال بصرامة وبلهجة آمرة أذعن لها حارسه: بل اذهب بالإمبراطور مانوس فهو من يجب عليك حمايته بروحك، احرص على حياته، ثم رفع هامته وقال بإصرار وتحد: أما أنا لن أهرب بل سأواجه عدوى حتى أقتل دونه، فاستل سيفه بكل قوة، واتجه ناحية الباب ليعطل الوحوش التي قاربت على الهجوم وانتزاع الباب بقوة.
تسمرمانوس في مكانه عندما اشتدت الطرقات على باب غرفة الإمبراطور، ولم يحرك ساكنه مما اضطر الحارس لجره جرا؛ ليهرب به خارج القصر حيث كان هروبهما بشق الأنفس، كما نجحوا في الوصول إلى المقر السري للسفن الفضائية دون أن تقتفي أثرهما تلك الوحوش.. قراصنة الفضاء.
دخل المعلم مانوس المقر السري لاهثا ودقات قلبه تتوالي بسرعة؛ فانهار وسقط مغشيًا عليه، فقام الحارس بمساندته وإدخاله السفينة الأم، ثم أجلسه على كرسي القيادة، وكان المقر يعج بالحراس الذين قاموا بضبط السفن الفضائية على القيادة الذاتية، تم ضبط الاتجاهات ومن هنا انطلاقها للفضاء الخارجي، وبتقنية معينة تم التشويش على سفن الأعداء المحلقة في مدار الكوكب عند انطلاق السفن الفضائية التي تحمل نخبة مختارة من سكان مجرة سادورا.
بعد أن ابتعدت تلك السفن عن العدو تم تشغيل تقنية الجابار وهى تقنية تمكن السفن الفضائية من خلق فجوة في الفضاء الذي تسبح فيه مما ينشأ عنها طرقا مختصرة بين الأكوان المتوازية.
لم يفق مانوس من غيبوبته حتى وصلت السفن الفضائية لحافة مجرة درب التبانة والتي توجد في عالم مواز لعالمهم، استفاق مانوس إثر ارتجاج في السفينة، وذلك بسبب خروج السفينة من وضع القفز الفضائي إلى الوضع العادي.
ولكن هناك في الفضاء البعيد لمجرة سادورا كانت هجمات قراصنة الفضاء شرسة فقد أرسلوا وحوشهم الضارية غير العاقلة أولا؛ لإرهاب سكان المجرة، ولاختبار قدرتهم الدفاعية والكشف عن أسلحتهم بالاضافة إلى إنهاكهم، وفي النهاية تم إرسال وحوشهم العاقلة للتفاوض مع حكام الكواكب المأهولة.
كان التفاوض عبارة عن فرض سيطرة قراصنة الفضاء، وأن يكون لهم مستعمرات على الكوكب، واستغلال ثروات الكوكب، وإرسالها إلى الكوكب الأصلي لتلك الوحوش. وإذا وجد القراصنة مقاومة من سكان الكوكب دمروا الكوكب وأسروا إناثه وأطفاله وقتلوا ذكوره.
بعد فترة تجمع ج*س النورانيين وأجناس مجرة سادورا الهاربين على الكوكب القزم البارد بلوتو وسمح لهم البشر باستضافتهم جميعا داخل مجرة درب التبانة على أن يتم تبادل الخبرات العلمية والعسكرية فيما بينهم.
كانت الأيام طويلة على بلوتو حيث يعادل اليوم عليه ستة أيام تقريبا من أيام الأرض، وأخيرًا وصلت أخبار بعثة بلوتو إلى وكالة ناسا، كان هاديس قد زرع له جاسوسا فيها، فعلم كل شىء جن جنونه فسريعا ما سَيُكتشف أمره؛ لذا قرر تنفيذ مخططه سريعا.
وهو أن يعيد مجد الآلهة كما كان في الحضارات القديمة، كان يبحث عن باقي رفاقه من الآلهة – كما يزعمون- من أجل إعادة الماضي، علِم مكانهم من خلال ذلك الجهاز الصغير الذي دسه لكل منهم دون أن يدري ليتابع تحركاتهم أولاً بأول. اكتشف أن بعضهم موجودين في كواكب المجموعة الشمسية.
ماذا حدث لهم بالضبط في غيابه تلك السنوات؟ هذا ما قض مضجعه بعد أن عاد إلى كوكب الأرض في مطلع القرن الثاني والعشرين، فقد وجد الحال على كوكب الأرض قد اختلف كثيرًا عما كان، حيث سيطرت الثورة الصناعية وتنافس البشر فيما بينهم في غزو الفضاء، كما سيطر الذكاء الاصطناعي على نمط الحياة، وتطورت ال*قليات البشرية، ومفهوم الدين قد تغير كثيرًا بل إنه اختفى وصار العلم هو السيد المطاع وساحر النفوس.
كان هاديس قد ترك الأرض منذ قرون عديدة، بعد ما حصل على الجثث البشرية اللازمة، لتجاربه عن نقل الوعى بين الأجسام، كانت أول تجربة ناجحة كانت لآينياس الذي كان هجينا ناتج من تزاوج الربة أفروديتي والبشري أنخيسيس.
أراد هاديس نقل وعيه بين البشر الأحياء غير المهجنين ولكن كلفه ذلك سنوات طويلة، فهو يبحث عن الخلود، إكتشف أن الوعي لا يفنى فهو طاقة خالصة يمكنها تخزين المشاعر، والذكريات والتأثير على المخ، والسيطرة عليه، إما الروح فَقَدْ فشل تمامًا في التحكم فيها.
بالنسبة للجسد المادي المضيف؛ فقد اكتشف أن الخلايا المكونة له تشيخ بمرور الوقت يتوقف عملها، وللتغلب على ذلك درس علوم الهندسة الوراثية التي تقدم فيها البشر كثيرًا عندما عاد إلى الأرض مرة أخرى.
كانت فكرة الخلود تشغل هاديس كثيرًا؛ لذا كرس حياته لدراسة الطريقة المثلى للخلود، و كان هذا السبب الرئيسي لهجر زوجته بريسفوني له، فقد أهملها كثيرًا وانشغل عنها حتى هربت من العالم السفلي بلوتو هربت بعيدا.. بعيدًا جدًا.
باع ألبرت (هاديس)كل شركاته ومصانعه، قام بدفع تلك الأموال في مقابل شراء قنبلة كهرومغناطيسية، أنتجتها له سرًا إحدى الدول، وهى أخطر قنبلة أنتجتها ال*قول البشرية وقد آلت إلى هاديس.
تلك القنبلة لا تعد من أسلحة الدمار الشامل التي تسبب خسائر في الأرواح ولكنها تقوم بشل كل الأجهزة الكهربية، فتسلب البشر حضارتهم، وتقنياتهم فتعود الحياة البدائية لسكان الأرض أي تعود الحضارة بكرا، مما يجعل الأرض سهلة المنال، ويسهل ا*****د البشر من جديد.
فبمساعدة الجيش الذي جهزه هاديس سيعيد ا*****د البشر من جديد، ففي المعارك الحربية تعمل هذه القنبلة على تعطيل المركبات الحربية، وقاذفات الصواريخ الأرضية، وأنظمة الاتصالات، وأنظمة التوجيه والتحكم وأجهزة الرصد والتتبع، وبالتالي لن تنجو الأرض منها.
عكف هاديس قرونا طويلة لبناء جيشه الخاص من خلال نزع وعى كل المخلصين له وحبسهم مؤقتا داخل تلك القطع المعدنية، وقد أثر عليهم بحيث يكونوا جميعًا على اتصال فيما بينهم وكذلك مع وعى هاديس الأصلي.
لذلك جن جنونه عندما علم مؤخرا أن البعثة السرية التي أرسلت منذ شهور لبلوتو، حيث يخبىء جيشه وكذلك آينياس، وهذا كان خارج نطاق الحسبان لهاديس.
كل هذا دفعه دفعا إلى الإسراع في تنفيذ خطته،زرع رقاقة إلكترونية في رأس تيم ليسيطر بها عليه عندما كان ساكنا في جسد ابن ذلك الثري الذي خ*فه هاديس، حتى يزرع فيه وعى تيم ليشتري شركة هاديس لمستلزمات الفضاء وتؤول إليه مرة أخرى بطريقة غير مباشرة.
فمن خلال تلك الرقاقة يسهل على هاديس إرسال واستقبال بيانات لوعى تيم ولحماية الرقاقة التي تسيطر عليه، وحماية شركته المهتمة بالفضاء من تأثير القنبلة الكهرومغناطيسية التي ينوي تفجيرها على الأرض؛ ليئد حضارتها للأبد، ولتعود بكرا من جديد خالية من التكنولجيا، لذلك صنع درعا مضادا للنبضات الكهرومغناطيسية.
***