على وشك الموت
هبط فريق جاك إلى أعماق نبتون حيث السفينة الفضائية التي حولها بوسيدون إلى مملكة سكانها من الكائنات البحرية المعدلة وراثيا، وكذلك الأنواع والفصائل التي جاءت معه من الأرض، وأعاد إستنساخها بعد نوفقها، ولكن لتناسب الظروف المعيشية الجديدة في الموطن الجديد.
ارتدي الجميع أزياء خاصة تتحمل الضغط الكبير،وكذلك الظروف الصعبة في تلك الأعماق الغازية ، كانت كبسولة سافا هى الحصن المنيع لهم أثناء رحلتهم القصيرة من متن السفينة الفضائية المحلقة في مدار نبتون حتى وصولهم إلى عمق الكوكب،وسلكوا نفس الطريق الذي سلكاه مايكل وآينياس من قبل.
كان الدرفيل دلفينوس وفيا لبوسيدون كثيرا،فبالرغم من عدم قدرته على إنقاذه له والحوريات من الأسر،فقد جهز خطة من أجل أسر من يعود مرة أخرى إلى السفينة، فمن المؤكد سيعود أحدهم من أجل كشف المزيد من أسرار موطنه.
كان ذلك الدرفيل ذكيا بدرجة كبيرة؛لدرجة أنه تعلم الحديث مع الكائنات العاقلة،وتعلم كيف يتواصل تخاطريا مع الكائنات البحرية غير العاقلة،وكان هذا سلاحه الذي يعتمد عليه من أجل أسر أحد أعضاء فريق جاك.
وصلت الكبسولة بما تحمله إلى البوابة الرئيسية،كان السكون يخيم على المكان مما أثار دهشة الجميع،لم تلتقط مجسات الكبسولة أى إشارة لكائنات بحرية منذ أن سبحت كبسولتهم في ذلك النهر الصناعي، مما أثار ريبة جاك.
خرجوا جميعا من تلك الكبسولة حيث خطا جاك بضعة خطوات تجاه الباب الرئيسي بحذر تمتم بصوت خافت محدثا نفسه : عجبا أين ذهبت تلك الأسماك والكائنات البحرية التي ذكرها مايكل وآينياس؟
كان الدرفيل دلفينوس يشاهد خروجهم من خلال ذلك المنظار المقرب، فأسرع بالتخاطر مع أسماك البيرانا المتوحشة،وشيطان البحر الأ**د،وكذلك قنديل البحر الكروي ذو المخالب الرفيعة، وغيرها من الأسماك الخطرة والشرسة،من أجل الهجوم على المتطفلين،في حين كان دور أسماك الزينة رائعة الجمال يتمثل في تشتيت انتباههم حتى يكون الإنقضاض عليهم فجأة.
كان الدرفيل قد حبسها داخل أحواض زجاجية ،وعند المواجهة يتم **رها ، كما صنع خنادق خفية متحركة تفتح عندما يسير فوقها فريق جاك فتفرقهم وتتفرق قوتهم.
دخل الفريق بحذر بالغ فذلك الهدوء ينبىء بخطر كبير لا يعلمون كنهه حتى الآن، دلفوا إلى تلك الصالة الواسعة والطويلة التي تفترش على جانبيها تماثيل محنطة لحوريات وكائنات بحرية .
وعندما وصلوا لآخر الصالة انشقت الأرض تحت أقدامهم عن خنادق زجاجية متحركة،مما أخل باتزانهم؛فوجد كل منهم يتحرك بسرعة بعيدا عن زميليه،وتفرق الثلاثة لينتهي بهم الأمر إلى بحيرات صناعية صغيرة كل واحدة في غرفة منفصلة ليتم عزل الفريق .
تدحرج الثلاثة بسبب سرعة تدفق المياه في تلك الخنادق ؛مما أصابهم بكدمات وأصيبوا بالدوار لعدة دقائق حتى استعادوا اتزانهم.
حاول جاك التواصل مع زميليه جينو وسوكيو لاسلكيا،لكن دون جدوى فأصوات الدرافيل شوشت كثيرا على الاتصالات مما أثار غضب جاك.
بالنسبة لجينو اندفعت كمية كبيرة من الماء نحو البحيرة الصناعية التي كان يسبح فيها محاولا الوصول إلى حافتها،فجرفته تلك المياه المفاجئة لداخلها ليفقد اتزانه مرة أخرى .
وكلما حاول الصعود إلى الأعلى جرفه شيئا ما إلى أعماق البحيرة محاولا إغراقه،كانت تلك أسماك أرابايما التي تعيش في المياه العذبة،وهى ذات حجم كبير جدا وجلدها يشبه جلد الثعبان ،وهى تحيط نفسها بالفريسة وتمسكها وتغرقها،وهذا ما حدث مع جينوفقد أحاطت به ثلاث سمكات منها وكادت أن تغرقه لولا مثابرته من أجل الوصول إلى زر معين في خوذته؛لتنطلق نبضات كهربية صاعقة أودت بحياتها فغاصت في أعماق البحيرة.
فاستغل الفرصة وسبح إلى أعلى حتى وصل إلى حافة البحيرة، كان يلهث من فرط الإنفعال غير المتوقع ولم يكد يصل لحافة البحيرة حتى انقض عليه سمك النمر،وهو سمك يبلغ طوله مترا ونصف، كان معروفا في المياه العذبة الإفريقية عدائي جدا،وبأسنانه الحادة مزق بذلة جينو التي تحميه ، الأمر في غاية الخطورة أصابه التعب،وهذا السمك العنيف يهاجمه بكل شراسة وقد أصابه في قدمه ، حاول جاهدا التخلص منه بركلها بقدمه السليمة بعصبية،ولكنه انزلق وغاص في الأعماق،فلحقته تلك الأسماك الشرسة؛ ليكون لها وجبة دسمة وجبة من عالم آخر.
بالنسبة لسوكيو وهو المولع بدراسة الكهرباء،كانت أسوأ كوابيسه في انتظاره؛فما حدث له مع ثعابين المياه الكهربية التي كانت منتشرة في شمال أمريكا الجنوبية،كانت هناك حفنة منها تقبع ساكنة في قاع بحيرة صناعية أخرى،يصل طولها إلى مترين ونصف،أما وزنها فيصل إلى أحد عشرة كيلو جرام،أما سلاحها الفتاك تلك الشحنات الكهربية التي تولدها،وتصل إلى ثماني مائة فولت.
تلألأت شرارات كهربية تحت جلد ثعابين المياه ،مما جذب أنظار سوكيو إليها بعد أن جرفه التيار السريع لتلك البحيرة ، دفعه الفضول العلمي وبحثه الدائم عن مصادر للطاقة إلى الغوص إليها.
سيطر الذهول عليه،المرة الأولى الذي يجد فيها كائن حى تص*ر عنه طاقة،غلبه شروده في كيفية حدوث ذلك حتى هاجمته تلك الثعابين في غفلة منه وأحاطت به،واعتصرت جسده بقوة،قامت بصعقه،ولكنه نجا بفضل بذلته التي طورها من أجل أن تمتص أى مص*ر طاقة محيط بها، فساعده ذلك على النجاة من الصعق،ولكن تلك الثعابين سحبته بعيدا لقناة تفرعت من البحيرة حتى وصلوا لمكان معين.
أما جاك فكان ينتظره الكثير،فكانت أخطر الكائنات البحرية التي تعيش في المياه المالحة تنتظره؛ لتتسلى به قبل أن تجهز عليه.عندما اندفعت المياه وجرفته،كان يستمتع بذلك بل استغل تلك الأمواج الصناعية،ومارس رياضة التزلج عليها بواسطة تلك الزعانف الصناعية التي خرجت من بذلته في منطقة القدم .
كان جاك أحسن حالا من زميليه، فقد عاش على كوكب الأرض، وعرف كل شىء عنه بفضل ذاكرته القوية التي اكتسبها بفضل حمضه النووي الذي ورثه من والدته،العجيب في الأمر أن بوسيدون استطاع أن يطور تلك الكائنات البحرية وراثيا لتتأقلم مع جميع الظروف سواء مياه عذبة أو مالحة، فتجد كائنات المياه العذبة تعيش جنبا إلى جنب مع كائنات المياه المالحة، وكان هذا غير شائع على كوكب الأرض.
بعد أن وصلت به الأمواج للبحيرة لاحظ صخورا حجرية متناثرة في قاع البحيرة؛فغاص إليها ليستكشفها،ولكنه لم يقترب منها كثيرا،قام بمناوشتها بتحريك المياه نحوها،فتحركت نحوه بسرعة كانت سمكة الحجر المنتشرة في المحيط الهندي على الأرض،تذكر تلك المرة التي مشى فيها على سمكة منها كانت على ذلك الشاطىء،فانطلق سُمها الزعاف من تلك الأشواك الصغيرة على ظهرها فأصابته بحمى ولولا أنه هجين لمات في أقل من ساعة.
تفاداها جاك بسرعة وسبح بعيدا عنها ولكنه اصطدم بذلك الحبار العملاق الذي يميل لونه للوردى الداكن يتخلله بقع بيضاء صغيرة، كان كبيرا ليصل طوله إلى عشرة أمتار ووزنه إلى مائتى كيلو جرام ، هاله المنظر لأول وهلة،بسرعة خاطفة أحاط الحبار جاك بأرجله الثمانية الطويلة ،والقوية والتي ضغط بها على جسد جاك حتى كادت أن تن**ر ضلوعه.
تلك المرة كان لابد له أن يلجأ إلى قدراته الخارقة حتى يمكنه التخلص من هذا الخطر ،فحَوَّل نفسه إلى حوت كبير ضخم ،حيث تضخمت عضلاته ،وتحورت أطرافه إلى زعانف قوية صارع بها ذلك الحبار العملاق ،استمر القتال لعدة دقائق انتهى لصالح جاك الذي فتك بعدوه.
وبسرعة أعاد نفسه إلى هيئته المعتادة،كان الدرفيل دلفينوس منهمكا في تلك الأثناء بأسر سوكيو وجينو في أحد الأحواض المؤمنة،كما وضعهما في حالة سبات عميق،لذا لم ينتبه لما دار بين جاك وبين الحبار العملاق.
ظهرت أسماك البيرانا فورا بعد أن فاضت دماء الحبار العملاق،واختلطت بمياه البحيرة ،مما جذب تلك الأسماك الوحشية لجسد الحبار الذي غاص في الأعماق.في ثوان معدودة كانت جثة الحبار، قد تبخرت ولم يبق لها أثر بفضل أسنان تلك الأسماك الشرسة،والتي تنتشر في نهر الأمازون على الأرض .
ابتعد جاك بعيدا حتى يأمن شرها،تمتم بخفوت وقلق قائلا: يبدو أن هناك كائنا عاقلا هنا خلف كل ذلك،فتلك الخنادق لم يذكرها مايكل أو آينياس لابد أنها حديثة وهذا يؤكد شكوكي.
كان الدرفيل دلفينوس قد انتهى من أسر جينو وسوكيو وادخالهما في حالة سبات داخل كبسولات تتسع لكل واحد منهما على حدة ، وبعد أن فرغ منهما كان ينتظر مجىء جاكمن خلال الماء المتدفق الوارد من البحيرة الصناعية التي عُزِل فيها .
كان من المفترض أن يأسره ذلك الأخطبوط الضخم،ويأتي به لتلك الغرفة ويأسه،كما فعل مع زميليه ،ولكن مرت ساعة ولم يظهر الأخطبوط مما أثار قلقه؛لذا اضطر للذهاب إلى البحيرة حيث يوجد جاكل يستطلع الأمر.
فضل جاك أن يختبىء في أحد شقوق الجدران المحيطة بالبحيرة الصناعية بعد أن حول نفسه إلى سمكة شانديرو والتي يبلغ طولها أربعة ونصف سنتيمتر،ومكث في ذلك الشق حتى جاء الدرفيل دلفينوس زاحفا،وأطلق أصوات حادة وسرعان ما تجمعت أسماك مختلفة ظهرت فجأة داخل تلك البحيرة ، فطن جاكإلى أن ذلك الدرفيل هو قائد تلك الكائنات البحرية والمائية،لم يتمكن من فهم حديث الدرفيل مع تلك الكائنات،وهو على تلك الحال فيجب أن يعود لهيئته الأصلية حتى يمكنه التواصل تخاطريا مع الدرفيل،أو يندمج مع مخه مباشرة،آثر التخفي واللجوء إلى الطريقة الأخرى، وهى أن يخترق جسد الدرفيل،والوصول لمخه والإندماج معه .
انتهى الدرفيل من تلقين أوامره لجيشه من الكائنات البحرية،وهى البحث عن الشخص الثالث الهارب،وأسره وإحضاره لتلك الغرفة التي أُسِرَ فيها زميليه.
خرج جاك المتحول من الشق وزحف بسرعة إلى حيث يقف الدرفيل،وكادت زعنفة ذ*له أن تطأه لولا أن إحدى سمكات البيرانا قد جنحت خارج البحيرة،ثم هجمت على الدرفيل الذي قام برفع ذ*له وصفعها به،ولكن أصيب بجرح إثر عضة خاطفة منها لذ*له،انتهز جاك ذلك الجرح،وزحف إلى ذ*ل الدرفيل حتى وصل إلى ذلك الجرح،ودخل منه إلى الأعضاء الداخلية مارا بالأوعية الد**ية حتى وصل إلى المخ واندمج معه.
كان الدرفيل يشعر بآلام حادة منذ أن جرحته تلك السمكة،التحم الجرح سريعا وذهب الدرفيل بعيدا حتى لا يقع فريسة لأسماك البيرانا الغادرة مرة أخرى .
وأخيرا تمكن جاكمن التأثير على الدرفيل دلفينوس ومن هنا معرفة مكان زميليه،استطاع جاك من الولوج لوعى الدرفيل الباطن المخزن فيه كل شىء عنهما،وصل جاك إلى الغرفة التي أسر فيها الردفيل زميله وهو بداخله .
لا إراديا قام الدرفيل بتحرير جينو وسوكيو بتأثير من جاك، بعد ربع ساعة عاد الأسيران إلى وعيهما بالتدريج ، ارتسمت الدهشة على وجه جينو بعد أن فتح عينيه ووقع نظره على الدرفيل ، في حين انتفض سوكيو عندما وقعت عيناه على تلك الأنابيب التي تحيط بذراعيه فنزعها بتوتر، وتحسس مكانها وخرج من الكبسولة قافزا.
كان جاك يعتمد على نجاته بنجاة زميليه؛ لذا شعر بالراحة عندما صارا بأمان والآن عليه أن يتواصل معهما، وإصدار تعليماته من خلال ذلك الدرفيل حيث أصبح كل منهما أسيرا للآخر.
اهتدى جاك إلى حيلة للفت نظر زميليه إليه حيث استغل فَك الدرفيل ليمسك بقطعة معدنية تشبه العصا ،ثم نقر بها على سطح طاولة بتتابع معين ليلفت انتباههما ،في البداية لم ينتبه إليه زميليه ،حيث كانا مأخوذين بما يوجد في المعمل من كائنات غارقة في سبات عميق، فهذه حورية صغيرة تخرج الكثير من الأنابيب من جميع جسدها الرائع، وذلك وحش غريب الشكل مكون من رؤوس مختلفة لح*****ت بحرية مختلفة وغيرها.
صاح الدرفيل بأصوات حادة أذت آذانهما فالتفت إليه جينو وأشار له لينتهي عن إصداره تلك الأصوات المزعجة،وأخيرا أثرت انتباهك قالها جاكبعقله،ثم أعاد النقر بالعصا على الطاولة بذلك التتابع المميز،أشار جينو لسوكيو حتى يقترب من الدرفيل وقال له : انصت يا سوكيو إن هذا الدرفيل يتواصل معنا .
اقتربا من الدرفيل فقام جاك الأسير باحتضانهما في نفس الوقت،ثم قام بالتخاطر معهما عقليا من خلال لمسهما، فارتسمت علامات الذهول على وجهيهما عندما أخبرهما جاك بكل شىء .
كانت الرسالة التخاطرية التي أرسلها لهما هى: أنا جاك لقد حولت نفسي لسمكة صغيرة جدا حتى أستطيع الإندماج داخل الدرفيل،والذي يكون قائد جيش كبير من الأسماك المتوحشة والمخلوقات الشرسة .
قوما بأسر ذلك الدرفيل،والعودة فورا إلى القاعدة العسكرية حتى يتم استخراجي طبيا دون أن يتأذى ذلك الدرفيل،فهو بطريقة ما عاقلا،وكان يريد مبادلتكما بالأسرى الذين أسرناهم من كوكبه،فهو مهم للغاية وأعلم طريقا للهرب دون أن تدركنا تلك الكائنات المتوحشة اتبعوني ثم قوما بأسرنا،فأنا لا يمكنني ال**ود أكثر من ذلك .
حاول سوكيو استيعاب تلك الرسالة وسأل جينو كيف يمكن لجاك أن يحول نفسه لسمكة ثم أطلق ضحكة قصيرة وقال متمتما :جاك سمكة.
سحبه جينو من ذراعه ودفعه محثا إياه للسير خلف الدرفيل وقال له : ليس هناك وقت للسخرية والأسئلة هيا هيا.
***
سادورا
بعد أن تمكنت سفينة بي**افوتا التي يقودها كليبان من تفادي ذلك الشرك الفضائي،حيث ساعده في ذلك الآلي مايكل من خلال تواصله مع نارينا بتقنية التشابك الكمي .
اقتربت سفينة كليبان من حافة مجرة سادورا في عالم مواز آخر،كانت علامات الخراب المتناثرة على سطح الكواكب التي مروا عليها تشي بهول ما اقترفته أيادي مسوخهم .
تلك المسوخ التي صنعتها أيادي ج*س النوريين من أجل السيطرة على كواكب مجرتهم التي انتهت في عالم مواز آخر .
***
من قيادة سانو إلى القصر الملكي لقد اكتشفنا اقتراب إحدى سفن بي**افوتا انطلق ذلك النداء من الجهاز الراديوي الذي يمسكه أحد حراس المركبات الفضائية الماسحة ،والتي تدور حول كوكب باكي.
ذلك الكوكب الذي يتوسط مجرة سادورا وأكبر الكواكب بها والأكثر أهمية على الإطلاق؛ لأنه يزخر بالكثير من العناصر الهامة ،كالمعادن والصخور المختلفة .
كان كوكب باكي هو الذي هرب منه مانوس ورفاقه ، ذلك الكوكب الذي ظل قرابة قرن من الزمان المسيطر على جميع الكواكب الأخرى،وكذلك شعوبها إلى أن قامت الثورات بين تلك الكواكب من أجل الوصول لحكم المجرة،والثورة على حكم الإمبراطور ساد*كا الذي وقع أسيرا بعد ذلك في براثن قراصنة الفضاء مسوخ ج*س النوريين الذين دخلوا لعالم سادورا بالخطأ.
***
منجم البلور
كوكب باكى
سادورا
تلألأت قطع البلور التي تناثرت حول تلال صخرية خلابة،كانت أعمدة البلور صفراء اللون تتجمع في مناطق متفرقة فوق رمال بنية،تحرك عمال منجم البلور في همة ونشاط يحملون قطع البلور التي قطعوها بحرفية بالغة،كان من بينهم الامبراطور السابق ساد*كا الذي قد وقع أسيرا لقراصنة الفضاء ولإذلاله،لم يقتلوه بل أرسلوه إلى مناجم البلور.
دلف ساد*كا من إحدى تجمعات البلور،وهو مكبل بالأغلال يزجره أحد المسوخ العاقلة المسئولة عن مراقبة عمال المنجم .
انع**ت أشعة الشمس الزرقاء على جلود العمال الفضية؛لتقص معاناة قد جلبها القدر إليهم ، تصببت حبات العرق من بين شعيرات رؤسهم الذهبية لتخبرهم بحاضرهم التعس،أما عيونهم النحاسية فلم يغب عنها الأمل في التخلص من هوان وذل ذلك الإستعمار الغاشم يوما ما.
كان التباعد الاجتماعي هو النظام السائد في ذلك المنجم حتى لا يتمكن العمال من التواصل فيما بينهم ولا تقوى شوكتهم .
ولكن ما لم يكن يعلمه قراصنة الفضاء أن الحكام والأغنياء قبل غزو قراصنة الفضاء،قد تطورت عقولهم لتتخاطب تخاطريا من خلال جهاز داخلى تم اختراعه على يد عالم يدعى بيكا،والذي اصطحبه القائد كليبان معه ؛ليساعده على التواصل مع أغنياء وحكام المجرة من خلال التخاطر .
***
متن سفينة قراصنة الفضاء الأم
مدار كوكب باكي
من بي**افوتا الأم معكم القائد كليبان كودى 1457 ، هل من مجيب؟
تسلل نداء كليبان من مذياع سفيتنه عبر أثير الفضاء، لتحمله الموجات الكهرومغناطيسية لتصل إلى المذياع الداخلي؛لسفينة المسوخ الفضائية التي استعمرت مجرة سادورا.
القائد كليبان مرحى مرحى،سنفتح المجال لكم لتدخلوا مدار باكي بأمان قالها قائد سفينة المسوخ الأم بحماس شديد،ثم ضغط على زر ما بلوحة التحكم الرئيسية .
تراجع مجال كهربي غير مرئي،وتقهقر حتى يسمح لسفينة القائد كليبان بالإلتحام مع سفينة المسوخ ؛ليصيرا كيانا واحدا،ثم عاد المجال الكهربي غير المرئي مرة أخرى؛ ليحميهما من أى غزو غادر محتمل.
تجمع جنود ج*س النوريين في القاعة الرئيسية بسفينة المسوخ لاستقبال قائدهم الجديد كليبان ،يتقدمهم المسخ سورينا بزهوه المعهود.فُتِحَت كوة صغيرة تتسع لدخول القائد كليبان ورفاقه كانت تصل كلا السفينتين عندما التحمتا.
دلف كليبان من الجنود ترافقه زوجته وابنته نارينا الآلية،شهر الجنود أسلحتهم فور رؤيتهم مانوس والعالم بيكا،حيث أنهما يشبهان كثيرا سكان مجرة سادورا التي استعمروها منذ شهور قليلة منصرمة.
فطن كليبان على الفور سبب إشهارهم الأسلحة ،ولكنه تدارك الموقف بإشارة سريعة منه يمنعهم من إيذاء ضيفيه من ج*س سادورا وقال للمسخ: لا تقلق إنهما معي لقد سلَّما نفسيهما لخدمتي .
تراجع الجنود خافضين أسلحتهم بعد أن أشار لهم المسخ بذلك. طلب كليبان من المسخ أن يسلمه كل التقارير التي سجلتها السفينة منذ أن حطت على تلك المجرة .
أسرع المسخ إلى قمرة القيادة فتبعه كليبان ورفاقه،عبث المسخ بأزرار لوحة التحكم الرئيسية، فظهرت على الشاشة صورا متتابعة توضح ما فعله المسوخ فور وصولهم لمجرة سادورا .
كان كليبان يعلم أن تأثير تلك الصور سيكون مؤلما للغاية بالنسبة لمانوس وبيكا لذا طلب منهما الخروج بمصاحبة المسخ ليضيفهما .
انصاع المسخ لأوامر قائده الجديد ،واصطحب معه الضيفين للخارج،ثم أمر أحد الجنود بتجهيز مادبة فاخرة لهما وللقائد كليبان ومن معه.
أغلقت نارينا باب قمر القيادة ثم عبثت بالأزرار،وعطلت جميع الكاميرات والمسجلات الصوتية حتى لا يعلم المسخ ما دار من حديث بينهم.ارتسمت علامات الاشمئزاز على قسمات وجوه الجميع في قمرة القيادة بعد مشاهدتهم لجرائم مسوخهم في حق سكان مجرة سادورا.
قالت نورينا بغضب : والآن ماذا نحن فاعلون ؟ كيف سنصلح كل هذا الدمار؟تدخلت نارينا وقالت: يجب أن تجتمع بكل المسوخ وتأمرهم بترك كل شىء والعودة .
هز كليبان رأسه نفيا ثم قال: اذا أمرتهم بذلك سيظنون أننا خائنون وقد تآمرنا ضد ج*سنا . وهذا سيعقد الأمر كثيرا علينا أن نلجأ للحيلة،لا تنسي أننا سفينة واحدة في مواجهة أسطول كامل من الجنود، والمسوخ وكل تقنيات الأسلحة معهم.
قالت نورينا برعب واضح:حقا ؟ إن سفينتنا مجهزة للأبحاث العلمية فقط،وبها بعض تقنيات الدفاع،وليست مستعدة للحروب والمواجهات العسكرية .
طرقت نارينا الحائط بقبضتها بيأس ثم قالت: إذن لن نتمكن من إنقاذ سكان تلك المجرة .مانوس وبيكا هما الأمل الوحيد في إنقاذ مجرتهما ونحن سنساعدهما على ذلك قالها كليبان بحزم .ثم أعقب جملته بابتسامة غامضة.