خطة إنقاذ الأرض
متحف المنتقمين
لكى نركل م***ة هاديس،يجب أولا أن نعرف من هو؟ وماذا يريد؟ ومن معه من البشر؟ ومن مؤيده من الأجناس الفضائية الأخرى ؟ والأهم من ذلك هو أن نتواصل مع سفينة إيجل وان ،وهل الج*س المتواجد ببلوتو حاليا له علاقة بهاديس هذا قالها ماثيو بنبرة حازمة.
فرغ الجميع فاههم وقالوا بصوت واحد : كيف علمت كل هذا ؟ ابتسم :ماثيو وقال : أعرفكم بنفسي أنا ضابط بوكالة ناسا ، هذا ما تثبته الأوراق الرسمية ولكن في الحقيقة أنا دكتور سترينج أو معنى أصح وعي دكتور سترينج داخل جسد مثل أجساد المنتقمين . هبطت تلك الصدمة على رؤسهم كالصاعقة .
ولكن جسدك هذا لا يشبه جسد دكتور سترينج قالها الرجل العنكبوت.ابتسم ماثيو ثم قال: وعى دكتور سترينج هو قدرته الخارقة فالتعاويذ التي يحفظها والعلم الباطني الذي يحوذه هو ما نحتاجه فقط ؛لذا قام صانعي بصناعة جسد يعزز من قوة تلك التعاويذ.
حسنا، ما المعلومات المتوفرة لدينا عن هاديس هذا ؟ قالها الرجل الحديدي باقتضاب.ضغط ماثيو على زر ما في لوحة مفاتيح خرجت من الحائط المجاور له بمجرد أن تمتم بعدة كلمات غير مفهومة للجميع .
تحول الحائط إلى شاشة كبيرة تعرض خريطة ما ونقاط مضيئة مختلفة الألوان متحركة . قال ماثيو تلك النقاط المضيئة ترمز للأقمار الصناعية المخفاه بعناية فائقة بعيدا عن مراقبة أى ج*س فضائي أو بشر.
قاطعه ربان الطائرة بسؤاله الممزوج بدهشة قائلا : ولكن كيف لتلك الغرفة والأجهزة العمل بعد إلقاء قنبلة كهرومغناطيسية ؟ كيف لم تتأثر تلك الأجهزة؟ وأيضا تلك الأقمار الصناعية كيف تعمل ؟
تن*د ماثيو ثم قال: بعد معركة ثانوس التي حاول فيها السيطرة على الكون بالأحجار الأزلية ، اتجهت منظمة سرية منذ ذلك الحين إلى دعم أنظمة دفاعية سرية للغاية، لا يعلم عنها أحد ، استخدمت تلك المنظمة الفنون الباطنية والسحر الأ**د لحماية أعضائها،ولمراقبة منظمة هايدرا وغيرها. لكن لم تكن تتدخل في شىء لأن الإمكانات حينها لم تكن ترق لمواجهة أى مخاطر.
قاطعه الرجل النملة قائلا : لهذا أعدتم بعض المنتقمين للحياة ، لنساعدتكم في محاربة هاديس.مط ماثيو شفتيه بحزن ثم قال: بالفعل أنتم الأمل الوحيد ، فالمنظمة لا تملك سوى المعلومات والمراقبة .
***
سكيلا
بلوتو
هناك في القاعدة التي حبس فيها أسرى نبتون كان الغضب ينفث من عينى بوسيدون بعد أن استفاق من غيبوبته حيث حاول جاهدا أن يتخلص من القيود التي كبَّلها بها البشر.
كان يظن أنه عاد لكوكب الأرض مرة أخرى فهيئة البشر لم تتغير طوال تلك الألوف من السنوات إلا قليلا جدا، فهيئة جوين التي كانت تتابع التحقيق معه تذكره بإحدى عشيقاته سكيلا ،ولكن هيئتها كانت مختلفة بعض الشىء .
ذلك الزى العسكري الذي ترتديه جوين أضاع أنوثتها حيث كانت سكيلا التي تشبهها جوين حسناء غضة ذاب في جمالها بوسيدون.
عندما اقتربت منه جوين لتأخذ عينة منه لاحظت هدوئه،وابتسامته لها كان يتمتم بلغة غير مفهومة، كانت لغة قديمة تحدث بها أهل الإغريق منذ زمن بعيد،عندما نفيت الآلهة المزية لمجرة درب التبانة.
لم تفهم منه حرفا،فطلبت من إدوارد أن يأتيها بأحد المترجمين من البشر ومن سادورا، ظل بوسيدون يتمتم بكلمات غير مفهومة حتى جاءها مترجمان ، كان حديثه مزيجا بين الإغريقية القديمة ،وبين لهجة قديمة كانت سائدة في مجرة سادورا منذ زمن بعيد بعيد جدا.
بعد نصف ساعة تمكن المترجمان من ترجمة كلمات بوسيدون التي كانت عن عبارات غزل لجوين حيث كان يقول : الجميلة سكيلا لقد تخلصت من لعنة زوجتي أمفتريتي التي غارت من عش*ي لك ومن جمالك الأخاذ .
ضحكت جوين عندما سمعت الترجمة ثم قالت: ومن سكيلا تلك التي يظن أنني هى؟ تنحنح المترجم البشري وقال : اسمحي لي أقص عليك قصتها ،أشارت له جوين بحركة مسرحية ثم قالت : حسنا كلي آذان صاغية.
بدأ المترجم يقُص عليها ما قد كان من عشق بوسيدون للحوريات الجميلات، فكانت سكيلا حورية رائعة فاتنة وكانت ابنة وحش البحر فوركوس حيث طفق يطاردها في أعماق البحار، وعلى شطئان الغدران حتى لاحظت زوجته شروده،فطفقت تبحث عن الأسباب،ولمَّا علمت إنشغال زوجها بتلك الحورية،غارت منها لدرجة أنها حولتها لوحش رهيب،حيث وضعت في مياه الغدير الذي اعتادت أن تستحم فيه تلك الحورية بعض النباتات الضارة،فحولتها إلى وحش مقيت حيث تحسست مؤخرتها؛فوجدتها تحولت إلى وحش مقىء ذي اثنتى عشر قدما،تحيط به مجموعة من رؤوس الكلاب .
لقد تحولت إلى وحش يثير الفزع والرعب لم تعد تلك الحسناء التي يبارى الفتيان من أجلها، فجنحت إلى كهف بحري عند مضايق ميسِينا، فكانت السفن التي تمر بجانب ذلك الكهف مصيرها الهلاك، فتقبض عليهم تفترسهم تلتهمهم .
ارتسمت علامات الإمتقان على وجه جوين وابتلعت ل**بها بصعوبة ثم قالت بسخرية : حسنا لقد صرت وحشا في آخر الأمر، ثم تذكرت فجأة أمر النباتات الضارة، وأردفت بحماسة ،ولكن ألم تذكر الأسطورة اسم تلك النباتات ؟
هز المترجم رأسه نفيا وقال: لا، ولكن لماذا تسألين ؟ أتريدين أن تحولي نفسك لوحشا مثلها؟ ثم أطلق ضحكة ساخرة، فحدجته بنظرة نارية ابتلع فيها ضحكته ولاذ بال**ت.
أشارت جوين للمترجمَين بالإنصراف،ثم تواصلت بجهاز اللاسلكي الخاص بها مع إدوارد تطلب منه جهازا يساعدها على ترجمة الحديث بينها، وبين الأسرى حتى يسهل التحقيق معهم دون مترجم.
كانت جوين تنتظر نتيجة فحص عينات الحوريات بلهفة عالم،لدراسة أحماضها النووية عندما وصلها نداء من اللاسلكي الخاص بها،حيث هناك حالة حرجة في معسكرات سادورا ويحتاجون مشورتها.
تعجبت جوين فهى ليست طبيبة ليحتاجونها ،وعلى الرغم من ذلك قد لبت النداء وتركت معملها وذهبت إليهم.
هناك في تلك الغرفة الصغيرة، كانت ترقد على فراش أبيض جلدى فتاة صغيرة تتأوه من شدة الألم ، جزعت جوين كثيرا؛فبعد أن فحصها ، اكتشفوا أن جسدها ملىء بجسيمات صغيرة بحجم نانو ذات سلوك محير، حيث تتخبط في حركتها وكأنها لا تعلم كيف تتحرك.
حار الأطباء من البشر ومن مجرة سادورا حتى أطباء ج*س النوريين لم يسبق لهم أن قابلوا مثل تلك الحالات .فحصت جوين تلك الأشعة والتحاليل، ثم سألتهم هل تناولت الفتاة طعاما لم تأكله من قبل؟ ارتسمت الحيرة على أحد الأطباء، فقالت له: استدعي ذويها واسألوهم.
بعد قليل سمح الطبيب له بالدخول ، حيث سأله طبيب سادوري عن آخر ما تناولته الفتاة، فأجابه الوالد :لقد تناولت نوعا من الحلوى قد أخذته من جنديا بشريا كان يتناولها،هل هى سامة؟ سأله الوالد بلهجة مرتعبة فطمأنه الطبيب وقال له : حسنا فلنذهب إلى هذا الجندي، لنعرف ما تلك الحلوى لعلها السبب في مرضها.
بعد قليل عاد الطبيب ومعه قطعة حلوى مثل التي تناولتها الفتاة وأعطاها لجوين لفحصها ، قامت بفحصها؛ فتأكدت من خلوها من السموم أى أنها صالحة .
فكرت جوين قليلا ثم قالت للطبيب : يبدو أن المواد المكونة للحلوى اعتبرها جسد الفتاة مادة تهدد الجسم؛ لذا سلكت جسيمات النانو ذلك السلوك المتخبط،فهى غير مبرمجة على مقاومة المواد التي صنعت منها الحلوى لأنها ببساطة ليست موجودة في مجرتكم.
ولكن كيف ننقذ الفتاة المسكينة ؟ قالها الطبيب بتوتر، فربتت جوين على كتفه وقالت: لا تقلق لدى العلاج،فأطباؤنا طوروا مجسات نانونية حيوية سنطليها بمواد مضادة تستهدف تلك المواد الغريبة التي دخلت جسم الفتاة دون غيرها، ثم يتم التخلص منها بالطريقة الطبيعية، سأجهز كمية مناسبة حالا في معملي لا تقلق.
***
هرعت جوين إلى معملها لتحضير كمية مناسبة من مجسات النانو لإنقاذ الفتاة الصغيرة . كان قد عرج عليها كيفين ليطمئن عليها، وقد أعدَّ لها مفاجأة حيث أراد أن يعرض عليها الزواج ،فأحضر لها خاتما على شكل حلقة معدنية قد وجدها أثناء استخدامه قطع الخردة من أجل صنع مدفع بلازمي.
كانت منهمكة تماما في تجهيز تلك المجسات الحيوية،حتى أنها فزعت فور رؤيته أمامها فجأة، لم تشعر بدخوله فقالت له : لقد أفزعتني يا كيفين .لماذا تتسلل هكذا؟
رفع حاجبيه دهشة : أتسلل؟ لقد طرقت الباب ثلاث مرات، فدخلت عندما لم أجد ردا خشيت أنه قد أصابك مكروه ما، يبدو أنك كنت منهمكة في شىء ما.
قالت بسرعة : أعد مجسات حيوية لإنقاذ فتاة سادورية تناولت حلوى الشيكولاتة.
ثم أردفت قائلة : وماذا عنك لماذا أتيت؟
عدل من هندامه ثم أخرج علبة مكعبة الشكل رمادية بداخلها تلك الحلقة المعدنية ثم قال: أريد إنقاذك لي من وحدتي وتوافقين على الزواج مني . تركت ما كانت تفعله ثم التفتت إليه بحدة، وقالت بدهشة : الزواج !
انعقد ل**نها ولم تدرِ ماذا تقول ولكنه أمسك يدها،وقبّلها بحنان بالغ وأردف قائلا : لا تقلقي فزوجتي المتوفاة لن تفعل معكِ مثلما فعلت زوجة بوسيدون مع سكيلا.
انتزعت يدها منه بغضب وقالت: يبدو أن هذين المترجمين يثرثران كثيرا سأخبر إدوارد عنهما . ضحك كيفين وقال: إنه من أخبرني بتلك القصة .زفرت بغضب ثم قالت : حسنا سأقاضيكم جميعا عندما نعود إلى الأرض.
ثم أردفت قائلة : دعني الآن حتى أنهى مهمتي،وأنقذ الفتاة ودع أمر الزواج فيما بعد، ثم أغلقت العلبة ووضعتها بجانب الميكروسكوب الخاص بها،وعادت إلى إنهماكها تاركة كيفين حزينا لعدم اهتمامها بعرضه لها فتركها لتكمل عملها .