الحلقة -17- صفقة خبيثة

2799 Words
سطح تريتون في تلك الأثناء وعلى سطح القمر تريتونحدث شيئا مروعا لم ينتبه إليه أحد إلا بعد فوات الأوان ،حيث تسربت بعض جراثيم ذلك الوباء الذي احتضنه صندوق باندورا إلى الينابيع الساخنة . كان ذلك الوباء قد تحور وتطورت ريبوسوماته الجينية ؛ليعدل في خلايا العائل ،فتتضخم ويؤثر على المخ لدى الكائن الحي مسسببا تغيرا حادا في سلوك المرضى به مما يزيد من النزعة القتالية، ويحولهم إلى مسوخ شديدة الشراسة غير مفكرة . ولم يدرك إسكليبيوس تطور ذلك الوباء بعد . *** آريس كوكب المريخ الوقت الحالي لاح من بعيد كوكب ترابي صخري أحمر اللون، كان يذكر الإغريق بالدم ؛لذا وصفوه كوكبا لإله الحرب آريس الذي طرده مجلس الأوليمبس منذ عصور بعيدة من كوكب الأرض. كان يمتلك قوة غاشمة مثيرا للف*ن .. يطرب لإسالة الدماء يقضي حياته في ساحات القتال .. مكروها من بقية الآلهة، وكذلك من البشر كما أنه لم يكن بارعا في إدارة المعارك ،مما عرضه لكثير من الإخفاقات ،فالفوز بالمعارك لا يأتي بالقوة الغاشمة بل بالتخطيط الجيد ، فماذا تفعل العضلات إذا ما غاب عنها ال*قل، وهذا ما كان يفتقده آريس وهذا كان سببا رئيسيا في نفيه إلى ذلك الكوكب البعيد المريخ . كان  آريس يستوطن هضبة تارسيس البركانية بجانب بركان أوليمبوس البركان الأكبر بالمجموعة الشمسية،وقد اختار تلك البقعة من النصف الشمالي لكوكب المريخ حتى يكون بمنأى عن هجمات الآلهة له خاصة بعد كل زيارة منه لإثارة الف*ن ونشره الأمراض خلسة . ولكن تم تحديد إقامته من قبل آلهة الأوليمب من خلال نشر مادة حمراء يتحسس منها آريس عقابا رادعا له،فلم يمكنه من الخروج من مخبئه،فكانت تلك المادة هى ثالث أ**يد الكبريت المكون الأساسي للصدأ،ولكن بعد سنوات بحث عنه ولده تريوس الذي مُسِخَ إلى طائر الهدهد بعد مأساته مع زوجته التي قتلت ولده وعشيقته فيلوميلا . كانت فيلوميلا وب**كني ش*يقتان للملك بانديون ملك أثينا دار بينه صراع على الحدود مع ملك طيبة،طلب من تريوس مساعدته،فانتصر فزوجه ابنته ب**كني التي أنجبت له إتيوس ، ولكنه بعد ذلك فُتِنَ بش*يقتها فيلوميلا وعشقها،وفي يوم من الأيام اصطحبها لزيارة ش*يقتها ب**كني بناء على طلبها ولكنه خ*فها في منطقة ريفية واغتصبها ،ثم قطع ل**نها حتى لا تشي بالسر وأخفاها وحبسها هناك ،وعند عودته أخبر زوجته أنها ماتت ودفنها في الطريق فصدقته . جال بخاطر فيلوميلا حيلة حيث نسجت على رقعة من القماش رسومات وصورا تحكي ما حدث لها ،وأرسلتها مع أحدهم وأشارت له على الطريق إلى ش*يقتها ب**كني التي غضبت جدا عندما علمت بما ألم بها فانتقمت من زوجها ،وسلقت ولدهما ووضعته أمامه فأكله دون أن يدري . عندما سألها عنه أخبرته بكل شىء وأنها أنقذت ش*يقتها المسكينة أيضا،ثارت غضبته وطفق يطاردهما بسيفه حتى وصلتا إلى معبد مقدس،فتضرعتا وطلبتا تحويلهما إلى طائرين فتحولت ب**كني الى طائر العندليب في حين تحولت فيلوميلا إلى طائر السنونو،وعندما أدركهما تريوس عاقبته الآلهة بمسخه إلى طائر الهدهد. لم يطق الحياة بدون والده فتسلل إلى ذلك المكان الذي من خلاله تم نفى الآلهة المشاغبة من الأرض ،وبلمح البصر تواجد تريوس الهدهد على سطح المريخ،بعد أن ركز وعيه في اسم المكان الذي أراد الإنتقال إليه،فتحول في غضون دقائق إلى طاقة صافية سافرت بسرعة البرق إلى المريخ – تلك قدرة تميزت بها كل أفراد الآلهة المزيفة – ليعود إلى هيئته الممسوخة بمجرد وصوله إلى سطح المريخ. كان وصوله طوق نجاة لوالده فقد علم ما أَلَمَّ به من عقاب فوق عقابه،استغل آريس مأساة ولده وجعله رسولا بينه وبين إله الطب؛ليجلب له صندوق باندورا الذي يجدده له بالأمراض الفتاكة ،ثم يتسلل إلى الأرض كل مائة عام ليفتحه،وكان موعد مهمته قد اقترب. ولكن هذه المرة كانت تنتظره معركة بين جاك وزميليه للحيلولة بينه وبين صندوق باندورا ، كانت قدرة تريوس على تحويل نفسه لطاقة صافية يمكنها السفر بسهولة وبسرعة فائقة بين الأجرام السماوية لايزال يحتفظ بها،وعند حلول وقت الرحيل يتحول إلى طاقة صافية واختار الموجات الراديوية التي تقارب سرعتها سرعة الضوء؛ لتكون بساط الريح له يسافر به إلى حيث توجد سفينة إله الطب التي تدور حول القمر تريتون، ولم تكتشفها تقنيات سفن بي**افوتا بعد. متن سفينة إله الطب و صل تريوس وعبر خلال جدران السفينة فتواجد داخلها وتحول على الفور إلى هيئته الممسوخة، طاف بأرجاء السفينة باحثا عن إله الطب.  في تلك الأثناء،كان سوكيو قد أخبر جينو تخاطريا بما توصل إليه من أمر ورطة إله الطب الذي تنبه بوجود تريوس في السفينة ،فارتسمت علامات الرعب وانطلق نحو الغرفة التي يوجد بها صندوق باندورا . كان جاك لا يزال يتألم من تحوله إلى هيئته الأصلية،فلم ينتبه لما يدور كان مترنحا،أسرع جينو وسوكيو؛ليتبعا إله الطب ومساعدته وعند باب الغرفة التي تحوي الصندوق . كان تريوس الهدهد يرفرف فوق الصندوق بقوة،كان هدهدا كبير الحجم،فنظر إليه إله الطب في جزع،راق لتريوس الذي بدأ بحمل الصندوق،وارتفع به بضعة أمتار،واستطال منقاره الحاد ليصبح سلاحا فتاكا لوح به مهددا إياه إذا ما حاول منعه من الخروج. تملك اليأس إله الطب  إسكليبيوس وتنحى جانبا ليفلت منه صندوق الخراب،كالعادة ليعيث في أرواح البشر فسادا،ويحيل أرضهم خرابا؛فعض بمرارة على شفتيه لما شعر بالعجز والقهر وتذكر هيجيا، فأمسك لجام نفسه حتى لا يتبع تريوس ويمنعه من الهروب بصندوق باندورا، كان سوكيو وجينو يتابعان كل ما يحدث متخفيان بمجال طاقة تلك القلادة التي ورثها جينو عن جده،رفرف تريوس المسخ وطار على ارتفاع خمسة أمتار فقط؛فاتساع السفينة الذي يصل لعشرة أمتار منعه من الطيران عاليا،ثم وصل إلى تلك البقعة التي هبط فوقها منذ قليل،وكاد أن يحول نفسه لطاقة صافية لولا هجوم خفي تعرض له فحال دون ذلك،فاختل توازنه كثيرا،فانفلت صندوق الموت من براثن مخالبه ثم سقط على أرضية السفينة،فارتطم بها فص*ر عنه صوتا مكتوما قويا،مما لفت انتباه جاك والدرفيل،وكذلك إله الطب المكلوم فخرج كل منهم مسرعا تجاه مص*ر الصوت. تلاقت أنظار ثلاثتهم بذلك المشهد العجيب فذلك الهدهد الكبير يصارع الفراغ بجناحيه بعصبية واضحة ابتسم جاك؛ لأنه فطن بمصارعة صديقيه سوكيو وجينو له،كان سوكيو يمسك بالجناح الأيمن للهدهد،في حين حاول جينو الإمساك بالجناح الآخر،كان منقار الهدهد لايزال طويلا فراح يتأرجح يمنة ويسارا صانعا صوتا يشبه حفيف الأشجار. تراجع الثلاثة للخلف كلما اقترب ذلك المنقار الفتاك منهم ،وكاد أن يصيب الدرفيل الذي أعاقه ثقل وزنه من الرجوع للخلف، فجذبه جاك بسرعة من طرفه الأقرب إليه. كان الهدهد قويا وعنيفا وليس لدى مصارعيه خبرة في القتال؛لذا قرر جاك التدخل،ولكنه آثر ألا يتحول إلى وحشا،فلم يشفى بعد من آثار تحوله الأخير؛لذا قرر الإفصاح عن قوة خارقة جديدة، وهى توليد موجة النسيان وهى موجة تسبب من يتعرض لها بفقدان ذاكرة فجأة،فيصاب بالتيه ،وبالفعل خارت قوى تريوس الهدهد فجأة عندما سرى مفعولها في ثنايا مخه،وهدأت رفرفة جناحيه الكبيرين فجأة وزاغت عينيه . خاطب جاك رفيقيه وطلب منهما الظهور فالخطر قد زال الآن.كانا يثقان في قائدهما لذا امتثلا إلى أمره على الفور،كان إله الطب يشاهد كل هذا بذهول شديد،فنشب في قلبه بريق الأمل في استعادة هيجيا وإصلاح ما أفسدته يداه من صناعة الموت . ارتخى جناحي الهدهد ثم احتضن جناحيه جسده ،وارتعد من الخوف حيث انتابه التيه،ولم يتذكر أى شىء عن نفسه فانزوى بعيدا،تنفس الجميع الصعداء وهرع إله الطب إلى صندوق باندورا؛ليبعده عن المكان حتى لا يتأذى أحد ، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.   المسخ سطح قمر تريتون تسرب فيرس عجيب من صندوق باندورا قبل أن تتخ*فه تلك الأشعة،عندما كان طافيا فوق أحد ينابيع تريتون الساخنة إلى خارجه ،وتسلل لداخل ذلك الجندي الذي أصيب به قبل أن يغشى عليه . أسرع الجميع إلى القاعدة العسكرية حيث انهمك الآليان مايكل و آينياس في تتبع صندوق باندورا،وبينما كان الفريق الطبي يفحص ذلك الجندي البشري لم تكتشف الأجهزة الطبية رغم تطورها وجود ذلك الفيرس، والمعزز بتقنية نانو الذكية، لأنه لم يهاجم الخلايا،ولكنه سخرها لإنتاج كميات كبيرة من هرمونات كمال الأجسام تفوق الحد الطبيعي . كان الغرض من هذا الفيرس هو زيادة الهرمونات التي تؤدي إلى تضخم العضلات بصورة مفرطة وزيادة نشاط الجسم؛مما يؤثر سلبا على السلوك الإنساني،فيزداد المرضى بالشراسة والعدوانية ،ولكن تأثيره الذي لم يكن في الحسبان أن تصل وحشيتهم إلى اصطياد غير المصابين وتناولهم أحياء. استفاق الجندي المصاب بعد ساعة من الإسعافات الطبية له،سيطر فيها الفيرس المعزز بجسيمات نانو الذكية على الخلايا،وتم إفراز كمية مفرطة من هرمون التستوستيرون،والغدة الدرقية المسؤولَين عن تعزيز عملية الأيض لبناء البروتينات المكون الأساسي لبناء العضلات. ازدادت شهيته كثيرا لتناول اللحوم فتملكته رغبة ملحة في تناولها،فاتجه مسرعا إلى المطعم الخاص بالجنود ،وطلب الكثير من اللحوم انهال عليها كالأسد الذي يأتي فريسته بعد جوع شديد،ففتك بكل قطع اللحم والغريب أنه تناول بعضا منها نيئة مما أثار دهشة واشمئزاز الطاهي. ازدادت كمية هرمون النمو التي ساعدت على سرعة بناء الخلايا الجديدة ،مما حفز تضخم عضلات الجندي المصاب بطريقة ملفتة أثارت انتباه زملائه. شعر الجندي المصاب بالإجهاد فتوجه إلى فراشه،وفي غضون ساعات تحول إلى مسخ كريه ،يث تضخمت عضلاته بصورة أدت إلى تش*هها،كما تضخمت عظام الجمجمة بشكل كبير واستطالت ، كانت العروق بارزة نافرة من تحت الجلد بسبب زيادة ضغط الدم . لاحظ أحد الجنود وكان صديق ذلك الجندي المصاب بما ألمَّ بصديقه فانتابته حالة من الفزع من وعلى صديقه،فهرع إلى الطبيب المعالج ليخبره على الفور،أثناء وصوله إليه كان الجندي المسخ قد استيقظ لتوه،ولكنه شعر بإجهاد وإعياء لم يفهم سببه،بالرغم من ذلك تحامل على نفسه وترك فراشه مغالبا صداع شديد يفتك برأسه. كانت خطواته بطيئة متثاقلة حتى اقترب من تلك المرآة فاتسعت عيناه مما رأى فكانت هيئته الب*عة احتلت ملامحه الوسيمة تماما ، لم يتمالك نفسه وانهار تماما ،وفقد أعصابه وانطلق يعدو خارج القاعدة العسكرية محطما كل شىء تطأه أطرافه الأربعة. كان قلبه ينبض بشدة،تلاحقت أنفاسه،لهث كثيرا عندما وصل إلى الخارج حيث السكون المهيب ، وغياب غاز الحياة،فاختنقت عبراته مع آخر شهيق وزفير لرئتيه ينبىء عن مشارفته لانتهاء حياته للأبد، فسقط بسرعة وارتطم جسده الضخم المش*ه بسطح تريتون . تحلق الجنود المكلفين بحراسة الخيمة العلمية المقامة بالقرب من القاعدة العسكرية فور رؤيتهم سقوط الجندي المش*ه،هالهم ما شاهدوه فتراجعوا قليلا،ثم إبلاغ الفريق الطبي على الفور،والذي أمرهم بعدم الإقتراب منه وتوجيه أسلحتهم تجاهه والتنبه فهو خطير جدا. بعد بضعة دقائق كان الفريق الطبي يحيط بالجندي الممسوخ وتم نقله بمساعدة أحد الجنود الآليين حرصا على عدم انتقال العدوى إلى الفريق الطبي البشري،كان الجندي المصاب مغشيا عليه يظن من يراه أنه عانق الموت ولكن…… عودة هاديس في نفس اللحظة التي أمسك بها إله الطب صندوق الموت،ظهرت يدان قويتان قبضتا على الصندوق بقوة،كانت لهاديس إله العالم السفلي الذي ظهر أخيرا بهيئته التي اعتادها البشر منذ أن تم نفيه في العصور السحيقة،لذا تعرفه جينو وكذلك إله الطب . ظهر هاديس فجأة من العدم،نزع الصندوق بقوة وبسرعة من يدى إله الطب الذي كبله الذهول ولم يص*ر عنه أى ردة فعل تجاه ما حدث. قد انتقل الذهول إلى الآخرين، فاستغل هاديس ذلك وصنع دوامات هوائية باستخدام تلك الأداة التي صنعها له أحد علماء البشر الذي يعمل لصالحه على كوكب الأرض؛لتحيط بكل واحد منهم فانشغلوا عن إنقاذ صندوق باندورا من براثنه بإنقاذ انفسهم من مخالب تلك الدوامات. اختفى هاديس فجأة واختفى معه الصندوق واختفت الدوامات الهوائية كذلك،وبسبب القصور الذاتي ارتطم جاك بأحد الجدران في حين ارتطم جسدى سوكيو وجينو ببعضهما،وانزلق جسد الدرفيل وتدحرج حتى ارتطم بعمود معدنى يتوسط القاعة،أما إله الطب فكان أوفر حظا حيث تمسك بعصاه الشهيرة والتي يلتف مجسما حجريا لثعبان حولها استخدمها كمحور ارتكاز له،قاوم الدوامة الخاصة به فلم يتأثر بها وعندما توقفت الدوامة فجأة قاوم بعصاه تأثير القصور الذاتي فلم يرتطم، وظل معتدلا قائما كتمثال من الرخام **د أمام عوامل النحت والتعرية. لهث الجميع من فرط الإجهاد نهض جاك وقال بقلق : هاديس  مرة أخرى ما الكارثة التي يدبرها بصندوق باندورا ؟ زفر إله الطب بحنق بالغ ثم قال: هذا ما كان ينقصنا أن يظهر هاديس في مسرح الأحداث أيضا ألا يكفي آريس ؟! شعر سوكيو بالقلق البالغ تجاه سفينتهم فهرع بالاتصال بالسفينة فقد فعل نظام الملاحة الآلي المعزز بذكاء اصطناعي تفاعلي يدعى ساكيا تيمنا بمعشوقة سوكيو التي قُتلت في كارثة مجرتهم،فأحيا ذكراها من خلال برنامج تفاعلي له هيئة وصوت وسلوكيات ساكيا ليأنس بها، ودار الحوار التالي بينهما. -       ساكيا هل السفينة بخير ؟ -       نعم ولكنكم اختفيتم فجأة ومجساتي لم تتمكن من تتبعكم عند نقطة اختفائكم أين أنتم ؟ -       إنها قصة طويلة سأقصها عندما نعود والآن يجب تفعيل كل دروعك حتى نعود – ومواف*نا بكل ما تتوصل إليه مجساتك -       حسنا اطمئن انتزع سوكيو الجميع من ذهولهم وقال بلهجة حاسمة : حسنا يبدو أن هناك مؤامرة خبيثة تحاك في الظلام ضد المجرة  لذا علينا أن نتحد جميعا ثم التفت إلى إله الطب، وقال تخاطريا بلهجة معنفة  : وأنت عليك الإنضمام إلينا لتتبع صندوق الدمار هذا قبل فوات الأوان،هل تعلم أى شىء عن هيجيا؟ فغر إله الطب فاهه وتساءل كيف علم بأمرها وهو لم يتحدث معهم في ذلك الأمر؟ دنا منه سوكيو مطمئنا إياه وقال له : لقد اخترقت ذاكرتك وعلمت كل شىء لا تقلق يمكننا جميعا التعاون ضد هذا الشر البائس فقط كن معنا . كان تريوس المسخ يترنح بسبب حالة التيه التي أصابته مما لفت الأنظار إليه فأخرج جينو تلك الشباك الضوئية،وألقاها عليه لأسره دون مقاومة،فزع تريوس المسخ ورفرف بجناحيه الكبيرين رهبة وفي محاولة يائسة منه للتخلص من تلك الشباك التي أسرته في الحال ولكن هيهات. وأخيرا عاد جاك إلى حالته الذهنية السليمة ،وبدأ بإصدار أوامره التي كانت أن تندمج سفينة إله الطب مع سفينتهم؛لتصبحا كيانا واحدا لحماية ما بها من علوم طبية هامة جمعها إله الطب على مدار آلاف السنوات، والذي لم يعترض مطلقا على هذا الأمر بل نفذه بص*ر رحب . في غضون دقائق انتقلت سفينة إله الطب إلى حيث توجد سفينة بي**افوتا ساكيا وتم السماح لها بالإندماج معها حيث سيطرت ساكيا تماما عليها بعد أن تأكدت خلوها من أى برامج خبيثة تضر بأنظمتها . بدأت سفينة بي**افوتا بالتوجه إلى مدار تريتون من أجل تسليم تريوس المسخ واستجوابه ،وكذلك لوشم إله الطب بوشم التتبع كما فعلوا مع أسرى كوكب نبتون – بوسيدون وحورياته – وأيضا لاستجوابه.طلب جاك الإذن من قائد القاعدة العسكرية هناك للهبوط على سطح القمر فأذن له على الفور . *** صفقة خبيثة كوكب المريخ هناك على كوكب المريخ حيث يوجد إله الحرب آريس أسيرا داخل حدود كهفه،الذي أصبح سجنا إجباريا حرمه من الخروج من كوكب المريخ،والعبث بأقدار البشر كيف شاء وكما اعتاد،كان هاديس يحتاج لمواهب آريس في إثارة الف*ن والخراب؛لذا ذهب إليه عارضا عليه صفقة خبيثة مفادها أن يساعده في التخلص من أسره مقابل أن يمنحه هيجيا فدارت المفاوضات بينهما . كان آريس يجلس على عرشه من بقايا عظام ضحاياه التي كان يحملها له تريوس بعد تسلله إلى كوكب الأرض إرضاء لوالده.كان عرشه مخيفا يبث الرعب في قلوب الشجعان تقشعر له الأبدان،فتلك الجماجم التي تزين عرشه قد زينها آريس بدماء لزجة لا تتخثر أبدا،وكانت مساند عرشه من عظام سيقان وسواعد المرضى الذين هلكوا بسبب تلك الأمراض،والأوبئة التي حصدت ملايين الأرواح عبر آلاف السنوات بسبب صندوق باندورا . كان آريس يتجرع كأسا من دم لزج أحمر قاني،فهو نبيذه المفضل الذي لم تطرب نفسه لغيره منذ أن ذاقه أول مرة بعد أن قتل أول ضحية له . بزغ فجأة نور ساطع خاطف كشر أنيابه عن هاديس الذي بدا بقامته الفارعة وعضلاته المفتولة ،كجبل شامخ مما أفزع آريس لثوان وسرعان ما نهض والغضب يغبر وجهه،فصاح بغضب قائلا : ألن تكف عن تلك الأل**ب البهلوانية يا هاديس ؟ قهقه هاديس ثم تحرك تجاهه وقال بخبث :لقد أحضرت لك هدية ثم غمز بعينه اليمنى،ولوح بصندوق باندورا أمامه.شهق آريس شهقة كادت أن تتصدع لها صخور كهفه وقال بلهفة : الصندوق أعطني إياه . هز هاديس رأسه نفيا وقال بسخرية استفزت آريس وقال : وكيف لك أن تستخدمه،وأنت عالق هنا بين جدران كهفك هذا وابنك المغفل عالق مع آخرين وقد أصابه التيه؟ انطلقت صرخة غاضبة زلزلت جدران الكهف،فانحدرت بعض الصخور التي تصدعت بسبب صرخته تفاداها هاديس بسهولة ولكنها أصابت آريس ببعض الجروح البسيطة،والذي جز على أسنانه بقوة حتى أص*رت صريرا طربت له آذان هاديس الذي ابتلع نفسا عميقا،وقال بلهجة جادة : جئت إليك لأعقد معك حلفا ثم ضاقت عيناه وقال بلهجة محفزة :ألم تشتاق لاسترجاع أيامك الخوالي مع بني البشر،لقد انتهى أمرهم على كوكب الأرض،وقريبا سيؤول كل شىء في يدي . ثم اقترب من آريس وهمس في أذنه واستطرد قائلا : ألا ترغب في العودة إلى كوكب الأرض ذلك الوطن القديم الذي عشنا جميعا في أبهى حالة منذ نُفِيَنا إليه ، شرد آريس بخياله إلى تلك الأيام الخوالي،حيث كان فيها مص*را لإزعاج الكثير من زملائه وتذكر فساده الذي ألحقه ببني البشر،حيث كانت النزعة العدوانية لديه مص*ر كل الفوضى،مط آريس شفتيه وقال باستسلام : حسنا ما بنود ذلك الحلف ؟ ابتسم هاديس ابتسامة تعبر عن انتصاره وقال بلهجة جادة :أريد هيجيا مقابل منحك حريتك ،والخروج من هذا الكهف بسلام دون أن يمسك ضرر؛بسبب تلك المادة الحمراء التي ت**و كوكب المريخ . لمعت عينا آريس وقال بلهفة : كيف ؟ ألد*ك عقارا يعالج حساسيتي تجاه تلك المادة ؟ أخرج هاديس زجاجة صغيرة ولوح بها أمامه،ثم قلبها بين أصابع يده اليمنى وقال بخبث :هذا عقار يساعد جسدك في التخلص من تأثير تلك المادة الحمراء . مد آريس ذراعه بسرعة ليخ*فها،ولكن ردة فعل هاديس كانت الأسرع،حيث أمسك بيده الأخرى مع** آريس، وضغط عليه بقوة وقال : سلمني هيجيا أولا ثم إليك ال*قار. ظهر الضيق الشديد على وجه آريس وقال بضجر :ولكني لا أعلم أين هى،لقد هربت منذ أن غادر ابني منذ أسبوع؛ليأتي لي بصندوق باندورا وبسبب إصابتي بتلك ا****ة لم أتمكن من مغادرة كهفي والبحث عنها . أفلت هاديس يد آريس بغضب وقال :غبى كعادتك ثم تمالك نفسه وأردف قائلا: حسنا سأعطيك جرعة صغيرة من ال*قار يكفيك للبحث عنها،وبعد ذلك يمكنك الحصول على باقي جرعة ال*قار التي تشفيك شفاء كاملا. أخرج هاديس محقنا صغيرا ملأ بعضه بذلك ال*قار ولوَّح لآريس حتى يكشف عن كتفه ليتم حقنه به،استسلم له ليغرس المحقن في كتفه بعد عدة دقائق بدأ تأثير ال*قار يظهر جليا عليه حيث سرت رعشة قوية في جسده وانتفضت أطرافه بشدة،ثم احتقن وجهه حتى بات كجمرة نار وغاب عن الوعى لفترة من الوقت ،ثم استعاد وعيه تدريجيا .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD