الحلقة-18-زواج بالفضاء

2788 Words
سكان المريخ دار آريس برأسه في المكان لإيجاد هاديس ولكنه وجد رسالة محفورة على جدار الكهف من هاديس يعلمه فيها بأنه احتفظ بصندوق باندورا،حتى يجد هيجيا وأن ال*قار يجدي نفعا مؤقتا لمدة ثلاثة أيام فقط وينتهي مفعوله؛ لذا عليه الإسراع والبحث عنها قبل فوات الأوان. نهض آريس ببطء ثم لاحظ انتشار طبقة غريبة قشرية،غطت جميع جسده فطن أنها بسبب ذلك ال*قار،وأنها قد تحميه من تلك المادة التي يتحسس منها،تردد في بداية الأمر في الخروج من كهفه ؛لأنه لايزال متشككا من هاديس ولكنه غالب تردده، وأخمد شكوكه وانطلق يعدو خارجا . كانت المادة الحمراء تنتشر حوله اقترب منها وأمسك حفنة فركها بأصابعه؛فلم يصبه أذى منها كعادتها،ابتسم في جذل وجال بخاطره بأن يفر من هذا الكوكب،ويغض النظر عن صندوق باندورا خاصة وأن مفعول ذلك ال*قار مؤقت،فهرع إلى عربته الشهيرة التي تجرها خيول معدنية والتي تمكنه من الانتقال بسرعة كبيرة جدا من كوكب لآخر . ذهب إلى حيث دُفِنَت عربته المعدنية تحت تراب هذا الكوكب الأحمر منذ سنوات طويلة جدا ليفر بها إلى الأرض،ولكنه بعد بحث مضني لم يجدها،استطاع هاديس أن يصنع فجوة فضائية تواصل من خلالها مع آريس ساخرا منه،وقال له مهددا :أتظنني أ**ق حتى أترك لك وسيلة تساعدك على هروبك لقد أخفيت عربتك،ولن تجدها لقد أضعت وقتا بلا طائل هيا وابحث عن هيجيا. ثار حنق آريس فانطلق يجوب تضاريس الكوكب باحثا عن هيجيا ملاذه الوحيد،من أجل التخلص من مصيره المشؤوم الذي لازمه قرون طويلة. كان فصل الربيع قد فرش جناحيه على المريخ،حيث يتسامى جليد ثاني أ**يد الكربون تدريجيا ليعود إلى طبيعته الغازية مرة أخرى.استمر بحث آريس طويلا حتى انجرفت قدماه في الكثبان الرملية المنتشرة في تلك المنطقة من الكوكب الأحمر، كانت ضحلة ومطاولة كأنها تسطر قدر هذا الكوكب فيما بعد. خطا آريس بضعة خطوات بصعوبة ثم انزلقت قدماه فجأة ليسقط داخل حفرة،قد كونتها كتل ثاني أ**يد الكربون الجليدية نتيجة الضغط على الكثبان الرملية،وحتت تلك الحفرة وعند مجىء الربيع تسامت كتل جليد ثاني أ**يد الكربون . انزلقت قدماه في تلك الحفرة والتي من حسن حظه كانت تؤدي إلى سرداب قد حفره سكان المريخ ،وهى كائنات تعيش في أعماقه لم يكتشفها أحد بعد إلا هيجيا التي سقطت في تلك الحفرة سابقا منذ أن هربت من آريس منذ فترة طويلة . كان هذا السرداب بعرض مترين وبارتفاع متر واحد لم يستطع آريس السير فيه قائما؛لذا جثا على ركبتيه وحبا داخله كطفل صغير،كانت جوانب السرداب دائرية،ومتعرجة،مضاءة من خلال كرات هلامية شفافة ينبعث منها أضواء نابضة،كأنها نجوم متناهية الصغر احتوتها تلك الكرات المتناثرة عشوائية في جوانب وسقف السرداب. تعجب آريس كثيرا منها فملمسها يشبه ملمس الأنسجة الحية.تابع حبوه فاتسع السرداب تدريجيا وتمكن من السير فيه قائما،نفض عن ملابسه الأتربة التي التصقت بها أثناء الحبو،ثم وجد نفسه داخل كهف تحت يقبع تحت سطح المريخ. كان يشبه أعشاش الطيور والحشرات،ارتفاعه خمسة أمتار، ومساحته تضاهي مساحة ملعب لكرة القدم على كوكب الأرض. كانت خطواته حذرة، فالمكان مليئا ببيوض كثيرة متراصة بجوار بعضها،وكانت كل بيضة محاطة بمادة لزجة،وخيوط كثيفة بيضاء تشبه خيوط العنكبوت،سرت قشعرينة في جسد آريس حيث أن حشرة العنكبوت كانت المخلوق الوحيد الذي يخشاه رغم أنه إله الحرب،إلا أن لكل مخلوق نقطة ضعف وكانت تلك نقطة ضعفه الوحيدة. حبس أنفاسه وسار بين البيوض وحاول رباطة جأشه وتفادى موطىء البيوض،والتي كان حجمها كبير يشي بكبر حجم من باضتها،تلك الفكرة أزعجته كثيرا فازدرد ريقه بصعوبة،كما تسارعت نبضات قلبه حتى كاد أن ينفجر. هرول سريعا؛ليخرج من ذلك العش،ولكنه اصطدم بأحد حشرات العناكب الكبيرة لدى الباب ،فتراجع خطوات للخلف متفاديا إياه . انطلقت شبكة من الخيوط الحريرية اللزجة نحو آريس من فم تلك العنكبوت الأنثى التي كانت في دورية من أجل الإطمئنان على بيوض ملكتهم،والتي اعتبرته خطرا يهددها،لذا أسرته بسلاحها الفتاك، ألا وهو تلك الشباك اللزجة؛فشُلَّت حركته وصارعها كثيرا؛ليتحرر منها ولكنه تلقى وخزة من أحد أطراف العنكبوت الم**رة،فجعلته أسيرا تحت تأثير ذلك الم**ر الحشري. انطلقت ذبذبات من تلك العنكبوت،لتستنجد بالجنود المسؤولين عن احتواء الأخطار وكانت تلك الذبذبات لا تشعر بها سوى العناكب،كان كل شىء على مرأى ،ومسمع من هاديس الذي غرس في تاج آريس كاميرا تجسس حساسة جدا،ولا ترى بالعين المجردة قد أنتجتها شركته على كوكب الأرض قبل حلول تلك الكارثة به. انتاب هاديس بعضا من القلق عندما أُسِرَ آريس ،فكان يعتمد عليه في البحث عن هيجيا، كانت كاميرا التجسس تنقل صورا مموهة بسبب تلك الشبكة الحريرية التي أحاط به وكبلته تماما ، وبعد دقائق كان جسد آريس ممدا فوق صخرة مسطحة تشبه الفراش. انطلقت ذبذبات من جنود العنكبوت مخاطبة كائنا ينتمي لج*س مختلف تماما عن ج*س الحشرات المريخية ذلك الكائن لم يكن سوى هيجيا التي بادرت بتمزيق تلك الشبكة لكى تكشف عن جسد آريس فتراجعت بحدة ،وارتسم الفزع على قسمات وجهها المليح . كان هاديس قد ارتسم على وجهه علامات الإثارة والفرح،أخيرا قد تمكن من الوصول إلى ذلك الكنز الذي سيجعل أهل الأرض يسجدون له **ابق عهدهم. كانت هيجيا قد أثارت شهيته لإتخاذها زوجة له مستقبلا فهى تنعم بالجمال الآخاذ بتلك العينان العسليتان العميقتان،وذلك الوجه المدور الأبيض الذي يشع حيوية تجعله يتلألأ وسط الظلام . وذلك الشعر الذهبي ذو الملمس المخملي الذي يزيدها حسنا،أما الجسد الممشوق الغض كان كحبات لؤلؤ متراصة بعناية،وإضافة لكل هذا دمها ذو القدرات العجيبة على إيجاد علاج أى مرض ،فبمجرد حقنه بلقاح المرض ينتج دمها أجساما مضادا لذلك المرض بسرعة،وبكميات كبيرة جدا وهذا أروع ما فيها كنز تتمناه أى شركة لصناعة الأدوية على الأرض . تمالكت هيجيا نفسها وحاولت نسيان مأساتها مع ذلك الو*د الذي اختطفها من أحضان والدها العزيز الذي اُضْطُّرَ للتعاون معه لإنتاج أوبئة وأمراض له حتى يحميها منه . تمكنت من إغوائه حتى تتمكن من الهرب من قبضته ،ثم استغلت عدم وجود ابنه تريوس المسخ على الكوكب،وطعنته أثناء مداعبته لها،فانشغل بإصابته،ثم انطلقت مسرعة تعدو خارج الكهف؛ لتسقط في إحدى تلك الحفر المنتشرة على كوكب المريخ،وكان القدر يرسم لها مهمة كان نجاحها فيها سببا لنجاتها . كان هناك عنكبوتا صغيرا قد جُرِحَت أحد أطرافه كان خارج تلك الأنفاق العميقة التي يعيش فيها ذلك النوع من العناكب المريخية الكبيرة ،انتهز ذلك العنكبوت انشغال والدته بأحد المهام التي أوكلت إليها وتسلل خارج ذلك النفق الذي يعيشون فيه لاستكشاف ما خارجها .  لكنه تعرض لأحد الكتل الجليدية الحادة من ثاني أ**يد الكربون،كان العنكبوت طريحا على بعض تلك الكتل،اندفعت إليه هيجيادون تردد وفطنت أنه يحتاج إلى المساعدة،تحسست جراحه ،ثم قامت بجرح يدها لتسيل بضع قطرات منها فسقطت فوق جرح العنكبوت، فشفى في غضون دقائق ،والتئم جرحه سريعا وكانت تلك ميزة أخرى لدمها شفاء الجروح بسرعة. كانت الأم قد انتبهت لغياب ابنها فبحثت عنه في كل مكان بمساعدة الجنود حتى اهتدوا إلى خطواته التي تتبعوها خارج الأنفاق حتى وصلوا إليه كانت هيجيا على مقربة منه، فانطلقت جموع الجنود نحوه بسرعة خاطفة لتحاصرها فأطلقت عليها تلك الشباك اللزجة لتكبل حركتها . عاد الجميع إلى حيث تسكن ملكتهم لتبت في أمر ذلك الكائن العجيب الذي يشاهدوه لأول مرة ، نهرت الملكة العنكبوت الصغير، وحذرته من العودة لتلك الفعلة مرة أخرى، اعتذر لها وطلب منها أن تصفح عن ذلك المخلوق الغريب ،فقد كان سببا في شفاء جرحه، وأخبرها عن قدرة ذلك السائل الذي تقطر من جرح في يدها، وعالجه دون أن يترك أى ندبات على طرفه. اتسعت عينا الملكة عجبا، وأشارت لوزيريها حتى تتناقش معهما في أمر ذلك المخلوق ،كانت هناك نبوءة بحضور أحد الكائنات غير المريخية إليهم ؛لتخلصهم من لعنتهم التي لعنوا بها منذ آلاف السنوات ، لذا اعتقد وزيريها بأن تلك النبوءة تحققت بذلك المخلوق العجيب الذي له القدرة على الشفاء والعلاج لعلها تساعدهم في التخلص من تلك ا****ة التي أودت بحضارتهم،وجعلتهم يعيشون في جوف المريخ لا على سطحه. إنها تلك المادة الحمراء التي عوقب بها آبائهم ،وأجدادهم منذ عصور بسبب تناحر،وتنافس عدة أنواع من بني ج*سهم حول حكم الكوكب والتي استمرت لعصور حتى لعنوا بتلك المادة الحمراء التي ملأت كوكبهم، وأودت بحياة الكثيرين منهم،فهرب الناجون إلى جوف المريخ وتكاثروا،واتخذ أفراد كل نوع بؤرة يعيش فيها . انتهت المناقشات بين ثلاثتهم بأن يسمحوا لهيجيا بالمكوث معهم ومساعدتهم في الشفاء من آثار الإصابة بتلك المادة الحمراء اللعينة، وهى أكاسيد معدن الحديد المسببة للصدأ. مرت الأيام طابت الحياة فيها لهيجيا مع هذا النوع من العناكب،لم تتح لها الفرصة أن تقابل الأنواع الأخرى،تعلمت في تلك الفترة القصيرة طريقة التواصل معهم من خلال اصدار ذبذبات شبيهة،بما تص*ره تلك العناكب من خلال أحبالها الصوتية التي مرنتها كثيرا ، كما عرفت الكثير عن عاداتهم وعلومهم المخزنة بلغة الذبذبات الصوتية المنخفضة،في ذلك المكعب ذو اللون الأحمر الذي يحوى بعضا من معارفهم وتاريخهم منذ أن وُجدوا على ذلك الكوكب،منذ عصور سحيقة،وبعد الحرب بين أنواع تلك العناكب،تم تقسيم المكعب الأصلي لعدة مكعبات حيث يحتفظ كل نوع به ،وذلك حقنا للدماء ولنشر السلام بين قبائل تلك الأنواع المختلفة من العناكب. كان المكعب بمثابة إلهًا لهم يقدسونه ويحرسونه،حيث كانت تلك العناكب عاقلة صاحبة حضارة ،ومفكرة لها قوانين وعادات وعقائد لا تحيد عنها،استطاعت هيجيا **ب ثقة الملكة في غضون ساعات بقدرتها الفائقة على علاج الكثير من الحالات التي تعرضت لتلك المادة أثناء حفر الأنفاق ،والتي كان مصيرها الحتمي الموت في غضون ساعات. مستعمرة العناكب المريخية طابت الحياة لهيجيا مع تلك المخلوقات المريخية لمدة أسبوع بتوقيت كوكب المريخ حتى جاء آريس إليها بالصدفة.مرت تلك الذكريات أمام عيني هيجيا التي تذكرت شرور آريس، وفي لحظة ضعف منها تغلبت فيها على فطرتها الطيبة التي تجبرها على عدم إيذاء أى مخلوق مهما كان شره . أمسكت بسكين حاد لتغرس في قلبه،ولكن ظهر من العدم شعاع أزرق باهت اختطفها بسرعة خاطفة ورافقها آريس المُخَدر،كانت سفينة هاديس التي تدور في مدار المريخ صاحبة هذا الشعاع الذي نقلهما على الفور إليها بأمر من هاديس الذي كان يراقب كل شىء من خلال تلك الكاميرا الدقيقة المثبتة في تاج الأ**ق آريس . اختفت هيجيا والأسير آريس بلمح البصر،وسط ذهول العنكبوت التي تساعد هيجيا في العلاج،فأسرعت تعدو بأرجلها المفصلية إلى حيث الملكة لتخبرها بما حدث.فزعت لهذا الخبر فأسرعت في طلب مجلس الوزراء لمناقشة تلك الكارثة التي حلت عليهم فدار الحوار التالي بينهم. -       لقد اختفت المقدسة هيجيا في ظروف غامضة لقد قصَّت تاليتا العنكبوت المساعد لها باختفائها المفاجىء حيث ابتلعها شعاع أزرق وكذلك الأسير . -       إنها تقنية القدماء أمن الممكن أن إحدى القبائل الأخرى قد استخدمتها للحصول على المقدسة هيجيا ؟ -       ومن يعلم بوجود هيجيا إلا إذا كان هناك جاسوسا بيننا؟ لا تسيىء الظن بأحد فليس بيننا جاسوس، والدليل أن عين تاروس التي تحرسنا لم تنبىء عن ذلك. -       لقد أخبرتني هيجيا أنها جاءت إلى كوكبنا بواسطة أحدهم الذي كان يسكن كهفا من كهوف الكوكب؛لعله علم بوجودها معنا فاستعادها لقد أخبرتني أنه يريدها بشدة . -       وهل لديه تقنية القدماء مثلنا؟ -       نحن لا نعلم من أين حصلنا على تلك التقنية أليس كذلك؟ فقد وُهِبَت إلينا لعلَّها وُهِبَت إليه أيضا بطريقة ما. -       ما العمل إذن أنتخلى عنها ونستسلم لغيابها؟ -       لا ، سنستعيدها ولكننا سنضطر لخرق بعض القوانين ،ونلجأ إلى علوم القدماء لنقتفي أثرها ما رأيكم؟ تلاقت أنظار الجميع مع بعضهم ثم توهجت عيونهم تعبيرا عن موافقتهم ب**ر بعض القوانين، التفتت الملكة إلى كبير الجنود، وطلبت منه تكوين فريق من أجل استعادة المقدسة هيجيا. زواج في الفضاء اتجهت سفينة هاديس الفضائية بعد ا****فها لهيجيا إلى بلوتو حيث يوجد بوسيدون وحاشيته في قبضة البشر،قطعت السفينة مسافات شاسعة في غضون دقائق بسبب ذلك الوقود السحري الذي يمنح للسفينة بأن تسافر بسرعة أقل من سرعة الضوء بقليل دون أن تتحول إلى طاقة صافية . ظهرت السفينة فجأة في مدار بلوتو، بعد ثوان تم تشغيل تقنية الاختفاء ثم قام بغلق أغلب قطاعات السفينة؛حتى لا يص*ر عنها طاقة وإشعاعات يمكن لرادارات ناسا على بلوتو أن ترصدها . استخدم التلسكوبات فائقة الدقة لرصد حركات البعثة البشرية داخل معسكراتهم على بلوتو؛من أجل تحديد مكان تواجد الأسرى،كما استطاع التجسس على وسائل الإتصال اللاسلكي بين أفراد البعثة البشرية. في غضون دقائق قامت سفينة هاديس بتحديد أماكن تواجد بوسيدون وحاشيته المختطفة من خلال تعقب طيف حراري يص*ر عنهم،ويختلف عن باقي أطياف الأجناس الأخرى المتواجدة في نفس محيط الأسرى، لذا كان من السهل تحديد أماكنهم وبدقة،ساعد السفينة أيضا على ثبات حركة الأسرى الذين تم تقييدهم داخل سجنهم حتى لا يتمكنوا من الهرب . تموضعت أجهزة نقل الأجسام بالطريقة الآنية في اتجاه تواجد الأسرى،وفي لمح البصر اختفت أجساد الأسرى.فزع أحد جنود المراقبة في المبنى المخصص لمراقبة قواعد،ومنشآت بلوتو التي أقيمت منذ شهر عندما لاحظ اختفاء الأسرى فجأة فور ظهور شعاع وردي اللون حول أجسادهم، ولم يعد هناك أثر لهم . انطلقت صافرات الإنذار لتدوي داخل مبنى المراقبة وانتقلت رسالة استغاثة بين أجهزة الاتصال الراديوية المستخدمة للتواصل مع بعضهم البعض . لقد اختفى الأسرى فليحضر الأمن حالا تردد ذلك النداء كثيرا حتى انتبه له القائد إدوارد وكذلك قائد ج*س مجرة سادورا، اللذان كانا يبحثان معا أمرا هاما ففزعا إلى حيث يوجد الأسرى لتقصي الأمر. في غضون دقائق وصل الجميع إلى حيث يوجد الأسرى .ارتسم الذهول على وجوههم فور دخولهم المكان، الذي خلا من وجود الأسرى، ثم ظهر من العدم صورا هولوجرامية لهاديس بثا مباشرا يرسل لهم تحيته ويقول للجميع :هؤلاء الأسرى في قبضتي الآن، وتحت تصرفي ألقاكم على الأرض قريبا ثم أطلق ضحكة ساخرة واختفى البث ومعه صورة هاديس. عض إدوارد بغيظ شديد على شفتيه السفلى حتى كادت أن تتمزق وقال بغضب هادر :هاديس مرة أخرى،كل كارثة خلفها ذلك المجنون،ترى ماذا حدث لكوكب الأرض لا يمكننا التواصل معهم حتى الآن؟ وصل كيفين بسرعة فور سماعه تلك الفاجعة إلى حيث يوجد إدوارد وقال بلهجة صارمة :لقد فعَّلت الوشم الإلكتروني للأسرى،وجاري تتبعهم الآن ثم أشار إلى لوحه الإلكتروني الذي أظهر وجود نقاط حمراء مصطفة بالتوازي دليلا على فاعلية الوشم الإلكتروني. لمعت عينا كيفين وقال بحماس : لم نفقدهم الوشم فعال ويتتبعهم . رفع حاجبى إدوراد دهشة وقال : وكيف يعمل ذلك الوشم؟ انتفخت أوداج كيفين خاصة عندما لمح جوين تدخل القاعة ثم أردف قائلا: ذلك الوشم طورته بمساعدة علماء مجرة سادورا ،لقد اكتشفنا أن لهذا الج*س طيفا ضوئيا حراريا غير مرئي يص*ر عن أجسادهم،لذا قمنا بصناعة وشم دائم يقوم باقتناص ذلك الطيف الحراري وتركيزه بداخله . اندفعت جوين وسألت : ولكن كيف سنقتفي أثر ذلك الوشم؟ نظر إليها كيفين بنفاذ صبر وقال : لو لم تقاطعيني لأجبت عن سؤالك، ثم تن*د وقال : لقد صنعنا مجسات آلية صغيرة تنطلق في إثر الأسرى بمجرد ابتعادهم عن بلوتو، ثم ترسل إلينا كل المعلومات من خلال تقنية التشابك الكمي . حسنا أيمكن أن تخبرنا تلك المجسات أين يوجد الأسرى الآن قالها إدوارد بصرامة،عبث كيفين بلوحه ثم أداره تجاه قائده؛ليشاهد تحرك النقاط الحمراء التي تشي بوجود الأسرى ثم أردف قائلا: بحسب تلك الأرقام التي توضح المسافة التي قطعها الأسرى أن سفينة هاديس تقترب من كوكب أورانوس الآن . ارتسم الذهول على وجوه الجميع ثم صاحت جوين وقالت : ماذا ؟ أورانوس بهذه السرعة،يبدو أن هذا الو*د يمتلك تقنيات فائقة حقا. في تلك الأثناء،وصلت رسالة مشفرة إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في بلوتو من جاك؛لتخبرهم بما حدث هناك على كوكب نبتون.استقبل إدوارد تلك الرسالة عبر جهاز الاتصال الداخلي له ، هم كيفين بالتحدث لكن إشارة ارمة من يد إدوارد أجبرته على ال**ت والانتظار، كانت ملامح إدوارد تفصح عن أخبار كارثية قد حدثت،ويتلقاها الآن مما أثار الفضول الأنثوي لجوين التي كانت تنظر لقائدها بنفاذ صبر. ارتسم الوجوم على وجه إدوارد ولاذ بال**ت برهة كانت الأعين ترقبه بحذر اندفعت جوين  وقالت : ماذا حدث يا سيدي ؟ تن*د بعمق ثم قال : لقد تفشى مرض غريب على القمر تريتون بطريقة ما وهناك جندي سادوري أصيب بفيرس غريب حوله إلى وحش وتم التعامل معه وأسره ويطلب جاك أن يتم فحصه على بلوتو لعدم توفر الإمكانات هناك . قالت جوين بحماس: أحضره بسرعة سيدي وأنا سأتكفل بفحصه وسيساعدني علماء سادورا وج*س النوريين في ذلك أيضا لا تقلق. وهناك أمر آخر أخبرني به جاك قالها إدوارد بتوتر ثم أردف : لقد أسر كائنا فضائيا يزعم أنه إله الطب وأن ابنته هيجيا،وقعت في قبضة إله الحرب آريس الذي يسكن كوكب المريخ حاليا،وهيجيا يمكنها أن تعالج هذا المرض،لذا يطلب الموافقة على السفر للمريخ وإنقاذ هيجيا .  ولكن من سيلحق بهاديس هذا ويعيد الأسرى مرة أخرى ،قالتها جوين بتوتر بالغ .اقترب منها إدوارد وأمسك كتفيها بكلتا يديه وقال بلهجة ودودة :لن أجد من أثق في تلك المهمة سواك وكيفين فلدى حدس قوي أنكما الأنسب لتلك المهمة . تدخل كيفين وقال: ولكن من سيفحص ذلك الجندي المريض؟التفت إليه إدوارد وقال : سأرسلكما بأحد سفن بي**افوتا مجهزة بكل شىء تحتاجونه؛لفحصه فلن أسمح بإحضاره هنا على بلوتو ويكون سبببا في تفشي مرض جديد لا نعلم عنه شيئا،سيذهب معكما جنودا وآليان مثل مايكل وبعضا من علماء سادورين ونوريين . أها،حسنا سنذهب أولا إلى تريتون نفحص الجندي على متن سفينتنا ثم إلى أورانوس في حين يذهب جاك ورفاقه إلى المريخ  لإنقاذ هيجيا  تلك  قالتها جوين بحماس غير معتاد . ومتى سنسافر إلى تريتون؟ قالها كيفين وقد لمعت عيناه بغموض ، أجابه إدوارد أمامكم ثماني وأربعون ساعة فقط لتجهيز احتياجاتكما لتلك الرحلة.حسنا إنه وقت كاف أيضا لتحضير حفل الزفاف قالها كيفين بحماس،التفت الجميع إليه وبصوت واحد انطلق من حناجرهم قالوا :أى حفل تقصد ؟ خطا بضع خطوات تجاه جوين التي احتضن كفيها بحنان ثم ركع أمامها وقال بلهجة متوسلة : حفل زفافي من جوين الغالية.ارتبكت واحمرت وجنتيها كثيرا،ثم اضطربت أنفاسها وشعرت بحرج بالغ،عندما حدقت بها تلك الأعين وحاصرتها بالغمزاتوالهمسات،  فحاولت أن تخلص كفيها من يد كيفينولكن بلا فائدة،فقد أمسك بهما بقوة ثم نهض وتبطأ ذراعها الأيمن،وقال موجهًا حديثه للقائد إدوارد وقال : فلتعلن زواجنا الآن . نظر إدوارد إليها باحثًا عن موافقتها في ملامحهما التي اكتست بحمرة الخجل؛فلمح ابتسامة عذبة توجت شفتيها تشي بموافقتها فأسرع معلنا زواجهما على مرأى ومسمع الجميع . احتفل الجميع بتلك الزيجة التي ترعرعت أواصرها في ساحة الفضاء،فرح الجميع،أمر القائد إدوارد بتجهيز السفينة بواسطة ج*س النوريين وسادورا وترك العروسين يحتفلان قبل السفر إلى أورانوس.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD