الذئب والحب

2503 Words
-مر الأسبوع دون إحداث تذكر إنما كان منها؛ -أن سافرت ريمان مع زوجها عا** يومان لتعود إلي عيادتها، لتجد جدول أعمالها مزدحم فحمدت الله لأنه سيشغلها ويساعدها على عدم التفكير بما حدث سابقا لها، وحتى لا تفكر في هذا الحلم الذي لا يدعها تنام ليلا، حتي اتصالات أسامة المتكررة التي وجدتها على هاتف العيادة ورقمها الخاص قررت ريمان إهمال إعادة الاتصال به خوفا من عا** ومراقبته اللاصيقة لها. -همت ريمان بالمغادرة لتعود إلي ذلك القصر الكريه، لتتفاجأ برنين هاتفها بعد أن أخذ الحرس منها حقيبتها وسبقوها إلى خارج العيادة، لتنظر للخارج تبحث عن أحد من الحرس وحين لم ترى أحد منهم، أغلقت باب مكتبها وتنفست بـببطء وأجابت اتصال أسامة لترضي فضولها الشديد لمعرفة سبب اتصاله بها، لتتسأل هل اتصاله بسبب الحلم وهل وجد له تفسيرا، فهمست بـتردد وخوف حتى لا يسمعها أحد من الحرس : -"آلو خير يا دكتور". -سمعت صوته يجيبها ويقول: -"مساء الخير يا دكتورة ريمان أنا آسف لإزعاج حضرتك، بس عندي حالة صديق محتاج إني احجز له فأقرب فرصة للكشف". -زفرت ريمان وهي تشعر بالخيبة فقالت: -"وحضرتك متصلتش ليه على تليفون العيادة يا دكتور". -أجابها أسامة: -"اتصلت وعرفت إن حضرتك كنتي مسافرة، وللأسف أخدت ميعاد بعد شهر والحالة مستعجلة، فقلت يعني يمكن تعملي حساب للمعرفة اللي كانت بينا وسنين لندن وتقبلي إنه يجيلك بكرة ". -زفرت ريمان بضيق وقالت: -"ماشي يا دكتور خلية يجى على الساعة عشرة هستناه، هو اسمه إيه علشان اسجل اسمه عندي ". -سمعت أسامة يجيبها: -"اسمه علي عبد الرحمن، وهبعتلك رقمه فمسج على الواتس، علشان لو حصل أي تأجيل تتواصلي معاه لإنى مشغول الفترة اللي جاية بحضر لمؤتمر برلين النفسي، أكيد وصلت لك دعوة ". -نفت ريمان الأمر وقالت: -"لا موصلتش يا دكتور لإني مش مهتمة بالطب النفسي أساسا، عن إذن حضرتك ومنتظرة الأستاذ علي بكرة سلام". -أغلقت ريمان المكالمة وأسرعت لتغادر قبل أن يبلغ أحد من الحرس عا** بأنها تأخرت فالخروج، لتجد حارسها الأمين أحمد يقف ويبتسم لها ويقول: -"أنا قولت استني حضرتك بدل مراد". -ردت ريمان ابتسامته بأرتياح وقالت له: -"شكرا قوي يا أحمد حقيقي أنا مش عارفة أرد لك جمايلك معايا إزاي". -غادرت أمامه ليغلق أحمد العيادة ويسرع خلفها ويجلس في المقعد الأمامي للسيارة ويغادروا عائدين إلى قصر عا**. -ولجت ريمان إلى بهو الفيلا لتشعر برجفة البرود تجتاحها، فتلتفت حولها ونظرت إلى مكتب عا** فرأت ضوئه مضاء، ف*نهدت بإرتياح وعلمت أنه مشغول عنها، فتسللت بهدوء وصعدت إلى غرفتها وما كانت تغلق الباب حتى تجمدت مكانها حينما شاهدت عا** يتمدد فوق فراشها وينظر إليها بسخرية، فأبتسم وقال: -"من ساعة ما رجعنا من النمسا وإنتِ مشغولة وبترجعي متأخر، ومش عارف أقعد معاكي، وحشتيني قوي يا ريمي". -ابتلعت ريمان غصة وقفت في حلقها وقالت مبتسمة بتوتر: -"إنت يا عا** اللي انشغلت، وأنا كنت بخلص شغل العيادة و". -قاطعها وقال وهو يتقدم منها جاذبا إياها بين ذراعيه بتملك ويشتم رائحة شعرها: -"هو مش أنا طلبت منك تغيري اللون دا". -وقبض على شعرها بقوة وسمع أنتها ليديرها فأصبح ظهرها مسجونا بين ذراعيه وص*ره وقبل عنقها بقوة أشعرتها بالألم، فأرتعدت ريمان أكثر وكتمت أنينها حتى لا يغضب عليها عا**، ولكن حينما تسللت يداه لتفتح أزرار فستانها تملكها الذعر، فحاولت الهرب من أسر يداه، ولكنه أحكم قبضته عليها وقال: -"مالك إيه هو موحشكيش عا** يا ريمي". -استدارت له بعيون مذعورة وقالت بإرتباك يمتزج بالخوف: -"إزاي يعني أكيد وحشتني، بس أصل أنا راجعة مجهدة وتعبانة من العيادة و". -وضع عا** أصبعه فوقشفتيها لت**ت ومال نحو وجهها يلتهم شفتيها، ليزداد خوفها وشعرت بض*بات قلبها تزداد سرعة وبالدوار يلاحقها وهي تتخبط بين أنفاسها المسلوبة منها فشعرت بالإختناق يزداد عليها مع إمتصاصه للهواء منها فتراخت يداها وهي ترحب بالهوة السوداء التي تبتلعها كلما أطبق عليها عا** ليأخذ منها حقه الشرعي. -لم تدري كم مر عليها من ساعات وهي غائبة عن الوعي، ولكن إحساس جسدها بالألم المتفرق أيقظها، لتجد جسد عا** النائم بجانبها وعلى وجهه علامات رضي ويده الجاثمة فوق ذراعها أعلمها أنه لبي حاجة نفسه منها حتى وهي مسلوبة الوعي ككل مرة كما تعود، حاولت ريمان الابتعاد عنه بهدوء خشية أن يستيقظ فازاحت يده ببطء لتتمسك بالغطاء لتخفي جسدها العاري الذي يشعرها بالعار من لمساته لها، وتسللت إلى مرحاضها لتغسل عنها آثاره، وقفت ريم تتأمل نفسها فالمرأة فرأت آثار يداه فوق جسدها ووشم شفتاه فوق عنقها وكتفيها كالجمر يحرقها والذي أيقنت أن تلك العلامات ستأخذ عدة أيام لتختفي عنها، فتساءلت: -"من تلك التي أراها أمامي أنا لم أعد أعرف نفسي، هل هذه أنا حقا إنني لم أعد أعرف لون شعري الطبيعي! هل كان بني؟ أم من كثرة تغيير لونه وفق رغبة عا** نسيت ماذا كان لونه! حتى عيني الزرقاء انطفأت أصبحت ميتة لا حياة فيها، بشرتي باهتة دوما من الشحوب الذي تسلل إليَ بمرور السنوات". -لمحت ريمان آثار جلده لها فوق جسدها حين كان يتعامل معها بـعنف وقسوة فبكت أكثر على حالها لتغرق فى أفكارها: -"حتى جسدي لم يسلم منه ازدت هزال من الحزن الذي يتملكني كما يتملكني عا**، هل كان لي يوما جسدا مرح وروح منطلقة، أنا لا أعرف من أنا ولا من تلك التى أراها في المرآة، لما يحجب عني عقلي حياتي الماضية، لما لا أتذكر شيئا اه يا الله أرجوك يا ربي أتوسل إليك أن ترحمني مما أنا فيه". -بكت بحرقه على حالها وامتزجت دموعها بالماء المنهمر عليها، لتنهي استحمامها وترتدي ملابسها وتخرج لتجده وقد غادر غرفتها، فشدت غطاء الفراش وألقته أرضا ونامت وهي تشهق بألم وحزن على حالها. -استيقظت ريمان على صوت مدبرة المنزل يناديها بحنو: -"قومي يا بنتي عا** بيه مستنيكي على الفطار، وطلب أن اصحيكي وإنك لازم تنزلي ضروري". -شكرتها ريمان وقالت: -"خمس دقايق وأكون تحت يا داده، ياريت تحضري لي فنجان قهوة لإني مصدعة جدا بعد إذنك". -ابتسمت لها الدادة وقالت: -"تفطري بس الأول وأعملك احلى فنجان قهوة يا بنتي". -تركتها وغادرت، نزلت الدادة وتوجهت إلى المطبخ فناداها عا**: -"صحيتي ريمي زي ما طلبت منك ". -هزت رأسها وقالت : -"هتنزل حالا يا باشا عن إذن حضرتك". -دخلت ريمان إلى غرفة الطعام لتجد عا** مشغول بهاتفه، فجلست تنتظره لتتناول الإفطار معه وهي تتهرب بعيناها عنه، لتسمعه يصرخ بحده: -"يعني إيه الورق أختفي إزاى ورق بالأهمية دي يختفي عارف ليه يا أستاذ علشان أنا مشغل معايا مبتدئين هو أنا لازم اعمل كل حاجة بنفسي أنا معتمد على هواه لما إنت مش قد المسئولية قاعد على المكتب ليه وبتاخد مرتب أخر كل شهر أسمعني كويس فاللي هقوله أنا هوصل لعندك على العصر لو وصلت وملاقتش الورق مش هرحمك ومشفش وشك فالمجموعة تاني وأبقى أجري على والدك عيط له إني طردتك". -وأغلق الهاتف ليض*ب المنضدة أمامه بقوة فأنتفضت ريمان وأغلقت عيناها خوفا من أن ينفس عا** فيها غضبه ولكنها سمعته يقول: -"أنا مسافر اسطنبول جهزي نفسك علشان هتيجي معايا". -فتحت ريمان عيناها برعب وقالت وهي تحدق بوجه: بس أنا أنا لسه راجعة ووالعيادة والمرضى وو". أجفلها صوته الحاد وهو يصيح بوجهها بغضب: -"خلاص اخرصي مش عاوز أسمع صوتك". -تراجعت ريمان إلى الخلف بخوف حين اقترب منها ومال نحوها وأضاف وعيناه تبدو كالجليد: -"أنا هسيبك هنا بمزاجي بس خلي بالك أنا عاوزك تلزمي جدولك واياكي فاهمة اياكي أعرف إنك خرجتي برا الجدول اللي معايا أو عملتي أي هفوة، أنا لولا إن السفر دا مهم ومينفعش أأجله أو حتى مسافرش مكنتش سبتك وكنت اخدتك معايا غصب عنك بس يمكن علشان أنا مش هبقى فاضي ليكي، بس أعرفي إني هسيبك هنا بمزاجي هسيبك يا ريمي وهشوف هتغلطي فغيابي ولا هتعملي إيه". -أبتعد عنها وقد تفجر غضبه بسبب ذلك الملف الذي فُقد فدفع المقعد من أمامه بغضب ليسقط بدوي مرتفع لتكتم ريمان صرختها، فهرعت دادة أمينة بعد أن سمعت صوت عا** المرتفع وسقوط المقعد وقد تملكها الخوف على ريمان من بطشه لتطمئن حين وجدتها جالسة ورأت عا** يتجه إلى السلم ليصعد لجناحه، فأخذت ريمان بين ذراعيها، لتنتفض ريمان مرة أخرى وتطمئن وتهدأ حين علمت أنها داده أمينة وشهقت ببكاء تقول: -"أنا مش عارفة هو بيعاملني كدا ليه، أنا أنا خلاص بقيت بخاف من كل حاجة أنا نفسي أموت يا داده نفسي أموت علشان ارتاح بقى من اللي بشوفه منه أنا مش عارفة إزاي حياتي ارتبطت بيه، أنا فتحت عيني لاقيته بيقول لي أننا متجوزين ومن وقتها لدلوقتي معشتش يوم من غير الخوف والرعب منه لدرجة إن كتير بحس لما بروح العياة إني هلاقيه داخل عليا يعمل فيا أي حاجة، وحسه إني بقيت فاشلة فشغلي اللي تعبت عليه مبقتش عارفة أركز فحاجة ودايما مستنيه منه تنفيذ حكمه بالإعدام". -ربتت أمينة فوق رأس ريمان بحنو وقالت: -"أهدي بس يا بنتي أهدي ومتعمليش فنفسك كل دا وبعدين إحنا مش عوزينه ينزل يلاقيكي كدا ما إنتِ عارفة، بصي طيب ما تكلمي والدتك يمكن تقدر تهديه شوية عليكي زي المرة اللي فاتت". -ابتعدت ريمان عن حضن أمينة وقالت: -"ماما وهي فين ماما من حياتي يا دادة دي حتى مبتسئلش عليا رغم إنها بتتصل بـعا** كل يوم وساعات اكتر من مرة، هي معندهاش إلا المجموعة والفلوس مش بيهمها إلا عا** وبس، وأنا خارج حسابتها، عارفة يا دادة أنا ساعات كتير بحسها أمه هو مش أمي أنا صحيح أخر مرة ض*بني فيها وقفت ضده إنما رجعت تصالحه وجابت الغلط عليا وأنا خايفة لت**م زي المرة اللي فاتت إن أروح تركيا أعيش هناك وأنا مقدرش ارجع هناك تاني أنا ما صدقت أخرج منها وأبعد وبحاول انساها وأنس حياتي هناك أنا لو روحت هناك مش هموت بس يا دادة إنما هتعذب بعمري كله". -في صباح اليوم التالي استيقظ علي وهو يشعر بنشاط غريب وإحساس غامض بالراحة وارتسمت فوق ملامحه ابتسامة، ما إن رأتها سارة التي دخلت لتوقظه حتى هتفت : -"يا سلام على الروقان، دا اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش وإنت زي الغول هتاكل أسامة لما قالك إنه حجز لك كشف عند الدكتورة ريمان". -ضحك علي وقال: -"خلاص يا سوسة فهمت الموضوع مش هتفضلي تحكي فيه كتير فهمت مينفعش أروح أقولها أنا جاي أسمع منك باقي تفاصيل الحلم وأشوف لك حل وعلاج للمشكلة اللي عندك لازم ألف عليها رغم إني كاره إن أكذب عليها بالشكل دا، أنا مش عارف حتى إزاي هخليها تثق فيا وتحكي لي كل حاجة وبعدين أنا مش عاوز خطوة الكشف عندها تتم". -زفرت سارة بغضب خفيف وقالت: -"يا ابني ما يمكن انتو الاتنين تقدروا تساعدوا بعض ويبقى علاجكم مع بعض سيبها تكشف عليك، دا أسامة بيقول أنها نابغة فطب الأعصاب وممكن تقولك إن فعلا هينفع تعمل العملية ولو مينفعش اوعدك مش هكلمك تاني فموضوع العلاج وإنت تقدر باسلوبك تخليها تثق فيك لأنك محل ثقة وهي هتحكي لك وتساعدها شوفت بسيطه وسهله إزاي". -سخر علي منها وقال: -"أه فعلا بسيطه وسهله، أقولك يلا يا غلبوية قومي حضري لي أي أكل على ما تغديني وكمان على ما اطمن على حبيبي أسامة منير وأشوفه عامل إيه". -إجابته سارة وهي تبتسم: -"ماشي يا علوش بس متنساش تسلم لي عليه وقوله لو فاضي يجي يتغدا معانا أنا عامله محشي النهادرة". -مد علي يده يتحسس الكمود بجانبه ليعثر على هاتفه وألتقطه وتحسسه ليضغط أحد أزراره بـجانبه ويقول: -"اتصل بأسامة منير". -سمع علي صوت رنين الهاتف وبعد ثانيتين وصل إليه صوت أسامة يقول: -"عاوز إيه تاني يا علي مش خلاص هزئقت فيا بما فيه الكفايا ولا لسه في كلام دبش افتكرته فبتتصل تقوله". -أجابه علي ضاحكاً: -" بصراحة هو في عارف في إيه في محشي سارة يا أسامة فتعالى أتغدى معانا منه". -هلل أسامة وقال وهو يبادل علي الضحك: -"ايوة بقى هو دا الكلام الصح، أقولك هي دقيقة وهتلاقيني عندك يا علوش أصل كله إلا محشي سارة دا إدمان يا حبيبي". -تمهل علي برهة ليبتسم بمكر ويقول: -"لما هو إدمان مش ناوي تتعالج منه، عموما أنا مش عارف هتعمل إيه لو سارة وافقت على العريس المرة دي وخلعت مننا إحنا الاتنين وقتها يا حلو مين اللي هيعمل المحشي". -بدى وجه أسامه وهو يقف فارغ الفاه ومتسع العين كمن ض*بته صاعقة قوية ليهز رأسه بقوة ليجتاحه إحساساً غريباً لم يستطع فهمه، وأحس بقلبه يرجف متسارعاً فسئل صديقه بصوت مضطرب وقال: -"هو في عريس متقدم لسارة يا علي". -أتسعت إبتسامة علي حين أيقن أن صديقه صدم بالفعل فأجابه قائلاً: -"ايوة يا أسامة وسارة ليها اكتر من شهر بتفكر والراجل كل يوم يتصل يسئل عاوز يعرف ردها، ربنا يسهل وتقولي رأيها ويا سلام لو توافق ساعتها هبقى فرحان علشان هتعيش حياتها بدل ماهي دفنه نفسها معايا بالحيا". -جاء صوت أسامة حاداً وهو يقول: -"وهو أنت عاوزها تتجوز وتسيبك يا علي، لأ طبعا سارة مستحيل توافق على العريس دا أو حتى أي حد تاني يتقدم، أصله مينفعش يا علي مينفعش سارة تسيبنا قصدي يعني تسيب". -أحس علي باضطراب صديقه وأحس بأن أسامة بدأ يعي مشاعره تجاه سارة فقال بهدوء يشوبه برود مصطنع: -"وأنت مالك يا أسامة هي أختي أنا وأنا أدري بمصلحتها وبعدين دا أنا كنت عاوزك تساعدني نقنعها إنها توافق على العريس دا، يا أسامة أنا نفسي أبقي خال وحقيقي أنا مش عاوز سارة تضيع عمرها على مافيش، بقولك إيه يا أسامة لما تيجي نبقى نكمل كلامنا أصل لا أنا ولا أنت لينا حرية الرأي فالموضوع دا لأنه يخص سارة لوحدها يلا سلام يا صاحبي ومتتاخرش". -أغلق أسامة الهاتف وشعر بغضب يسري داخله وألم يحتل قلبه وأخذ يفكر: -"هل ستقبل سارة أن تتزوج من ذلك الرجل حقاً، تسائل أسامة لما يشعر بأنه لا يطيق نفسه ولا شعوره الذي يغمره ونغز قلبه، أيعقل أن يكون أحب سارة دون أن يدري وأنه تعود وألف وجودها في حياته فسلم للأمر ولم يعترف لنفسه بأن ما يشعر به تجاهها هو الحب، أيعقل أن تتزوج ملاكه وتكون لرجل أخر ويحرم منه". -انتفض أسامة وهتف بحده: -"مستحيل يا سارة أسيبك تضيعي مني، دا أنا مبقاش أسامة منير لو مكنتش اخليكي تحسي بمشاعري زي ما أنا حاسس إنك امتلكتي مشاعري وحياتي كله". -لم يدري أسامة كيف وصل إلى منزل صديقه ليلج ووجه يحمل ملامح الحيرة التي حولت نظراته لغاضبة حين فتحت سارة الباب له ترحب بوصوله لتبهت ابتسامتها وهي تشعر بغضبه يتسلل إليها لتلتفت عنه بوجهها وتقول: -"اتفضل يا دكتور أسامة علي قاعد بيسمع موسيقى وبيقرا أدخل له أوضته". -لم يتحرك أسامة من مكانه واستمر بتحديقه إليها فهو يحاول قرأة ملامحها وسكناتها فقال بحده استغربها في صوته ولم يكن يريد أن تظهر بحديثه: -"استني هنا إنتِ سيباني ورايحة فين". -ليعقب قوله بألتقاطه لكفها فضغط على أصابعها بقسوة جعلت سارة تتأوه فحاولت أن تسحب كفها منه وهي تحدق به بدهشة وتقول بصوت منخفض كي لا يصل إلى سمع شقيقها: -"أسامة مالك في إيه، وبعدين سيب أيدي إنت أتجنتت من أمته أصلا بتلمسني ومالك قالب وشك عليا وكمان بتتصرف بـــ". -قاطعها أسامة جاذباً إياها بقوة لترتطم بص*ره أتسعت عينا سارة بدهشة مضاعفة ولكنها سرعات ما شعرت بالحرج حين لفحتها أنفاسه الملتهبة فنظرت إليه لتقع أسيرة نظراته التي كانت تخترق أعماقها لتسبر أغوارها وأحست سارة حينها بالتيه ليتسلل صوت أسامة الخفيض إليها وهو يقول: -"إنتِ اللي أجبرتيني أعمل كدا لما أعرف إن الهانم بتفكر تقبل العريس إنتِ أتجننتي يا سارة". تابعت تحديقها به بدهشة ولكنها نحتها بعيدا لتجيبه بسخرية: -"وسيادتك يا دكتور مش عاوزني أفكر، ليه هو أنا ماليش حق أحب وأتحب وارتبط زي باقي البنات ولا هفضل مضيعة عمري فالوهم". -حاولت سارة دفعه عنها ولكنها فشلت فأكملت حديثها وقالت: -"لو سمحت أبعد عني يا دكتور، وبعدين هو في إيه، إنت أول مرة تتصرف معايا وشكلك كدا ناسي إني أخت صاحبك اللي أمنك عليا بقى هي دى الأمانة يا دكتور". -كاد أسامة أن يصرخ بصوت جهوري ولكنه تمالك نفسه وقال: -"سارة بلاش تعملي نفسك مش عارفة وبلاش تخليني أبقي إنسان همجي معاكي". -نجحت سارة في الأبتعاد عنه فحدقت به قائلة: -"أنا بجد مش فهماك، هو في إيه حصل لكل دا أنت أسامة ما تفهمني إنت عاوز إيه". -تن*د أسامة وقال بهدوء وبصوت آمر: -"من الأخر العريس يترفض وتخلي بالك إن لو اتكرر موضوع إنك هتفكري بس فأي راجل مش هيحصل لك كويس إنتِ مش ملك نفسك ياسارة ولا هتبقي ملك لأي راجل". -ضحكت سارة بـسخرية وقالت: -"لأ إنت فعلا أتجنتت رسمي طيب عند فكلامك أنا هوافق على العريس اللي متقــ". -أبتلع أسامة باقي كلماتها حين هاجمها مخرساً حديثها بقبلة دامية ليسلبها أسامة كامل إداركها ووعيها بأسره لجسدها بين ساعديه، ليعود إليها رشدها رويداً رويداً فلم تدري إلا وكفها يصفع وجهه.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD