الفصل التاسع

955 Words
كانت تجلس مع والدها تنقر يدها علي سطح المكتب بتوتر شديد.... ألقت نظرة على والدها الذي كان مرتاح البال ...وكأنه مكتفي بأنه استطاع بالحيلة ان يزوجها حازم... تذكرت ما حدث من يومين عندما دخل حازم ومعه والدها...وهم يخبروها ان روان الان مثبته بنسبها الحقيقي. .. بعض الرشاوي والواسطة انهت الأمر في سرعة ووقت سحري. .... وقف حازم بجانبها قائلا بغموض:لوتس في موضوع عاوزينه منك ....التفتت تحدق به بغموض وريبه ليكمل....عاوزك تجيبلنا امضة روان علي الورقة دي... نقلت نظراتها بينه وبين والدها والذي يبدوا عليه الراحة لتولي حازم الأمور. ... _طيب وايه الورقة دي ياحازم...وليه عاوزين امضة روان جلس امامها ليتن*د قائلا :دي توكيل من روان لباباها ...توكيل عشان يجوزهالي يالوتس انتفضت من مكانها بفزع فما لاتقبله علي نفسها كيف تقبله علي غيرها. ..وبالأخص شقيقتها :لا طبعا انتوا عاوزين تجوزوها من وراها ياحازم. ...انا مش موافقة كفاية ظلم كده للبنت. ..التفتت لوالدها تحدق به بحيرة:انت موافق يابابا. ...حرام عليكوا اقترب حازم محافظا على هدوءه وثباته وكأن شئ لم يكن:لوتس انت عارفة روان كويس و تصرفاتها الي مش محسوبة...تفتكري روان هتقبل بالي بيحصل بسهولة...وبعدين ده عشان نضمن انها متبعدش...غير اني.....بحبها...انا بحبها يالوتس وعمري ماهجبرها على حاجة...انا بس هفضل جنبها ولو هي بعد كده قررت متكملش هطلقها... رجعت من ذاكرتها على لمسة حنونة من يد والدها ليعطيها نظرة مطمئنة. ..ويكفي حازم.... بالاعلي كانت تجلس في صدمة...وهو يعطيها الاوراق التي تثبت حديثه بزواجه منها.... أصبحت زوجته رسميا...بمباركة والدها.... اعطته نظرة مشتتة ضائعة ...التقطها في لحظتها ...وكم المته تلك النظرة ...عيونها البندقية التي تشع جمالا تعطيه الان حزنا ومرارة...هذا الحزن الذي شطر قلبه...كم يعشقها لايعرف متي واين ولما. ...ولكن ماعساه ان يتحكم في قلبه المتيم بها... اقترب منها ليلمس يدها .... لتنتفض هي بشراسة ...يعرفها عنها وحدها. ...نفس الشراسة التي تتملكها لوتس...هل بنات خاله يشتركون بذلك حقا.... _أبعد عني احسنلك ولا انت فاكر ان شوية الورق ده هيخليني اعترف باالجوازة دي....لا فوق كده ...انت ولا حاجة برده... اقترب بهدوء خادع قائلا بثبات:يعني مش موافقة على الجواز مني...غريبة التمتعت أعينها البندقية لترد:ليه يعني...ايه الغريب ابتعد عنها لينظر الي المرآة وهو يعدل من قميصه الأزرق. ..متحدثا بغرور:اصلي حلو. ..وسيم زي مانتي شايفة...وغني ومليش حل...وامي دايما بتقلي يابخت الي هتتجوزك ياواد ياحازم. ...ليغمز لها بشقاوة وعبث ماكان منها الا توسطت يدها خصرها هاتفة بتمتثيل:امي دايما تقلي يابخت الي هتتجوزك ياواد ياحازم....ياخي اتجوزتك عقربة تلوشك... ارتد لها سريعا علي فجأة لتشهق من قربه المفاجأ .... ليسرح هو فيها وفي قلبه الذي أحبها. ...امتدت يده يساوي خصلات شعرها المتمردة حولها ....لتتجمد هي تحت يده من الصدمة ...لتتوه هي الأخرى. ..في عالم آخر. ..ولم يشعر الا وهو يلتقطها في قبلة رقية شغوفة...استقبلتها منه ببلاهة وصدمة. ... ليبتعد سريعا ليراها محمرة الوجه...تحبس أنفاسها وكأنها في سباق...وهاله هذا المظهر ليقع ف الحب مرة أخرى. ..وكأنه لم يكتفي بالوقوع فيها مرة...بل يقع لمرة ثانية ربما تتبعها مرات... _________________________ في منزل عمر...كان يقف وهو يدخن بشراهة ع** عادته.... ولكن مالذي قد يفعله في حيرة القلب والعقل...وماأصعب ان تنكر مشاعر القلب مجبرا العقل ان يتبعك...ظهرت أمامه صورتها عندما كانت تبتسم وخصلاتها الشقراء تتطاير حول وجهها بنعومة... تذكر همسها الناعم بعد ان يقارب اليوم الذي يقضوه معا :بحبك ياعمورة... ليمسك بيدها مبتسما وكأنه حاز علي اغلي الهدايا .. وهل هناك ماهو أغلي من الحب... ولكنه سأل نفسه مرة أخرى. ..لما يريد لوتس..بتلك الطريقة ...يريدها في حياته تضيئها بصلابتها وضعفها....بقوتها ورقتها...بابتسامتها الخجولة التي تظهر ما أن يخبرها بجمالها... دخل يزن في ذلك الوقت ...لينظر إليه وهو يدخن بشرود غير واعي لمن حوله... اقترب منه يربت على كتفه من الخلف بخشونة :ايه ياعمر...واقف كده ليه. ...وبتدخن كمان... التفت إليه ليبتسم بسخرية ....فمن قد يتصل بيزن في هذا الوقت المتأخر سوي والدته...:عاوز ايه يالا...ايه جايبك دلوقت .... ابتسم الأخر بمرح ليتكأ علي سرير عمر بأريحية شديدة قائلا بلهجة مرحة:هبات معاكي ياعمورتي. .. وحشتني ياجدع...موحشتكش يابيبي شتم في سره من طريقة يزن في الضحك...لينظر له الاشمئزاز. ...ليزيد هو في الضحك من ملامح عمر الممتعضة من كلماته... عمر متحدثا بملل:بات ياخويا ....البيت مفيش أوسع منه والاوض عندنا زي الهم...بس امي كلمتك ليه خير.. وقف يزن متصنعا الصدمة بأنه قد انكشف الأمر. ..:مش سهل خالص. ..عرفت انت ان امك كلمتني عشان قلقانة عليك ياعيني...القي نظرة شاملة عليه مكملا بجدية:والصراحة عندها حق يابن عمي...انت مبتدخنش غير لما تكون متوتر ...ايه لسه بتفكر فيها... التفت الأخير سريعا :بفكر في مين ...قصدك ايه يزن بصراحة:ليلي طبعا...الحب الأول الي لسا مش قادر تنساه ياعمر...ومادام مش قادر تنسي. ...يبقي ليه عاوز تتجوز لوتس...انت كده بتظلمها... _انا مخدعتهاش علي فكرة...مقولتلهاش انا بحبها. ..انا بس شايف اني كبرت ووصلت للسن المناسب للجواز. ..ولوتس مناسبة :همس بتوتر وهو يتحاشي النظر الي بن عمه وصديقه الوحيد. .. رد الاخر بجدية :بس انت برده مقلتلهاش إن قلبك مشغول بوحدة بقاله سنين... عمر بمراوغة:مايمكن لوتس تقدر تنسيني ليلي ... _اه يمكن بس ده لو انت عاوز تنساها انت لغاية دلوقت محتفظ بصورها. ...محتفظ بالذكريات ...نصيحة متظلمش لوتس معاك.... تشدق بعصبية وغضب:انت ليه شايفني هظلمها يايزن....انا هقدرها واحترمها هتبقي مراتي وام أولادي ان شاء الله....وعمري ماهخونها تن*د يزن بيأس ليرمقه بنظرة حائرة قائلا :الخيانة مش خيانة جسد بس يابن عمي....كون انك تتجوزها وانت في قلبك غيرها...تبقي خيانة.... وقف من مكانه ناويا المغادرة مكملا :سلام ... لم يوقفه عمر ولم يعترض علي شئ...ولكنه رجع لشروده مرة أخري. ...الان لامفر يجب ان يحصل عليها ....وسريعا ولكن كيف. .. لم يجد سوي الاتصال بها في شدة انفعاله لتجاوبه بصوت حزين لمس قلبه فهدأ. ...وانتابه الحيرة متسائلا ماذا يحزنها:مالك يالوتس انت بتعيطي. .. إجابته وهي شارده :فاضي نتقابل بكره....حاسة اني عاوزة اتكلم مع حد بره عيلتي. ... وللمرة الثانية يتأثر بها وبهمسها ويحزن ربما لحزنها ليجيبها بهدوء :الوقت الي يعجبك...انا تحت امرك يالوتس...المهم تبقي كويسة هزت رأسها وهي تبتسم ابتسامة جانبية. ..هل احبته حقا كما تعتقد وتشعر ام هو فقط راحة...ولا تعلم لما تشعر بأنها ربما تريد رؤيته الان...:انا هنام...تصبح علي خير ياعمر... أغلقت. ..لينظر هو أمامه مبتسما دون ان يعي لتلك الابتسامة. وربما أيضا غير مدرك لصورة ليلي التي سقطت منه وتناثر زجاجها هنا وهناك.... اما هي قصدت غرفة شقيقتها....يختالها شعور بالفرحة ان لها الان أخت. ...وحزن لان حالة شقيقتها حزينة .... يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD