توبة بنت من بنات الهوى

الفصل الثالث(3)

قصة...((توبة بنت من بنات الهوى))))

الحلقة الثالثة

وضعت كريمه صنية الطعام على الفراش امامها......وهى تقول ...انا حصلى هنا جمبك عشان متبقيش لوحدك ..وفردت سجادة الصلاة وكبرت وبدات تخشع لصلاتها ...تتاملها بيرى وقلبها يخفق بتعجب ترى وجههاوكان به هالة من نور ...هل هذا هو الايمان فتذكرت حالها ووجهها الذى سودته الذنوب ومهما تحاول ان تخفيه بالمساحيق فلن تسطع ....لم تسطع ان تمضغ الطعام هناك غصة فى حلقها تشعر بشئ غريب يهجم عليها تشعر انها لا تطيق نفسها تريد اى حفرة وتدفن نفسها فيها تريد ان تفر ولكن الى اين فذنوبها كالجبال تحملها فتثقل خطواتها تشعر انها عارية وسط ذئاب ينهشون جسدها بلا رحمة من انا ؟ ومن اكون ؟ وماذا فعلت لاقابل به الله غير الذنوب والكبائر تشعر ان انفاسها ثقيلة لا تسطيع التنفس ....كان احد يحجب عنها الا**جين كأن احد يخنقها يقبض على قلبها فيعتصره ...خوف يسيطر عليها ... كانت تتابع السيدة تتابع وقوفها بين يدى الله ...ركوعها ...وسجودها الطوييييل ..ثم دعائها ...وتسلم يمينا ويسارا فترفع يدها الى الله تتضرع وتدعو الله بالستر والرحمه والمغفرة.....فتظل مكان سجودها تقرأ اية ..ثم تسبح على يديها ...وتصلى على نبينا وتمسح بيديها على وجهها وجسدها كان الله رش فى يديها عطرا فتوزعه على وجهها وجسدها....

تلتفت كريمةلها وعلى وجهها ابتسامه الرضا والايمان وجهها منير ...وجدتتها تتأملها قامت وجلست بجوارها على الفراش ...وكأن وجهها هربت منه الدماء ...وبصوت يملؤه الحنان ...مالك يبنتى انتى تعبانه ؟؟

بيرى وهى تنفض عنها ما تشعر بها ....لالا ابدا ..شوية

كريمة طب يلا بقى كلى عشان تشدى حيلك

بيرى ....ححااضر

تسمع كريمة صوت ابنها الشيخ اسلام يناديها من الخارج...

اسلام من الخارج ...امى اااامى

كريمه وهى تنظر لبيرى ثم تنهض من على الفراش ....ده اسلام اما اروح اشوفه عايز ايه عن اذنك

بيرى ....اتفضلى

سهير على

ومن الخارج تسمعه يسال والدته عنها

اسلام ...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كريمة ...وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فيلتقط اسلام يدى امه ويقبلها فتمسح كريمة على شعره فى حنو وتبتسم له فاسلام نعم الابن البار

اسلام .....كيفها ياامى دلوقت؟

كريمة ...الحمد لله ياحبيبى احضرلك العشا ياحبيبى

اسلام وهو يضع مسبحته على السفرة ....ياريت ياامى

كريمة ...عيونى ياحبيبى دقايق واسخنلك الاكل وذهبت الى المطبخ تعد له العشاء

سهير على... ....

اما بيرى بعد ان فرغت من الطعام ونحته جانبا ....ظلت تفكر ....فى امر هذه الاسرة الصغيرة ابن وامه يعيشون على طاعة الله وحبه ....تفكر فى حياتها التى ليس لها معنى ولاطعم ولا لون كأنها تعيش كالانعام .... تأكل وتشرب ووتجامع الرجال ...اهذه هى الحياة؟ ...اهذا ما خلقت له ؟ ...لماذا خلقها الله ؟ ..لماذا ولدت ؟ ..وما هى نهايتها ؟اسئلة انشقت من عقلها فجأة ....كأن كان عقلها مغيب غيبته الذنوب والغفلة انكمشت فى نفسها ونامت فى وضع الجنين والاسئلة لا تكف عن الدوار فى رأسها.

سهير على.....

وضعت كريمة الطعام على السفرة وجلست مع ابنها يتشاركان الطعام فلمحها اسلام وقد شردت بعيدا لدقائق

اسلام وهو يتناول الخبز ويسمى الله ليبدا الطعام .....مالك ياامى ؟ فى حاجه مضايقاكى؟

نفضت كريمة نفسها من الشرود وقالت ...هه والله يااسلام يبنى وانا بصلى ومعرفش ليه حسيت البنية الجوا دى بتبصلى ولما خلصت الصلاة لقيت زى ما يكون وشها اصفر وعنيها الدموع متحجرة فيها ..حسيت انها اتأثرت بصلاتى ....عارف حسيت انها جواها حاجة كويسة بس عايز حد يدور على الحاجة دى ويكبرها ويرعاها بقولك ايه يااسلام يبنى

اسلام ...

اسلام.....اامرينى ياامى ؟

كريمه مايامرش عليك ظالم يقلب امك ....انا بقول ن**ب ثواب فيها نوجهها انا من ناحية وانت من ناحية يمكن ربنا يهديها وتبقى فى ميزان حسناتنا انا وانت ...مش انت قلت وان يهد الله بك رجلا خيرا من الدنيا وما فيها. ويمكن ربنا وقعها فى طريقنا عشان ربنا كتبلها الهداية.

تتسع ابتسامة اسلام باعجاب لهذه الام الطيبة .....انا معنديش مانع ياامى اامرينى وشوفى انا عايزانى اعمل ايه وانا مش حتأخر ابدا عن فعل الخير واتمنى انها تستجيب وربنا ينور قلبها

كريمة بحماس .يارب يابنى يهديها ونكون سبب فى هدايتها....خلاص احنا بس نستنى لما تتعافى واهو انا من ناحية وانت من ناحية وانت بردو حتعرف تكلمها احسن منى

اسلام ....حاضر ياامى انا تحت امرك وربنا يقدرنا على فعل الخير

كريمة ....اممييييين يارب.

ترى هل ستتجيب بيرى الى نداء الحق؟

سهير على ...

يعنى ايه مش لاقيها فى شقتها قالها بمنتهى العصبية جعل زينة تنتفض من الرعب

زينه والخوف جعلها ترتعش ....ووالله رحتلها وفضلت ارن الجرس محدشش رد

ظل يفكر ويفكر ...فقال بصوت عالى ...يعنى حتكون غارت فين ...ماشى يابيرى بتهربى منى ماشى مسيرك تقعى فى ايدى.ثم تركها دون النظر لها فزفرت زينة بارتياح ولكن قلبها كان غير مستريح من القلق على صديقتها

يتتتبع ...انتظرون

بكرة باذن الله حنزلكم كمان حلقة عشان انتو غالييين عليا ....سهير عدلي....