"أتوهج بالحُب معَك، أمشي بين الناس كأنني شمسٌ هائلة♥"
أسمي سارة مُحمد الحلفاوي، لم أُكمل عقدي الثاني بعد، هذا ما دوِن في بطاقتي، و لكن عمري العقلي أكبر من ذلك بكثير، أعِدكُم أنني سأقدم لكم كل ما هو جديد♥
هل شعرتِ يوماً بأن روحِك تُسلب منكِ عُنوة، هل شعرتِ يوماً بأن كل ما كُنتي تجتهدي في بنائُه ذهب إدراج الرياح!، هذا بالضبط ما شعرتُ به، عندما زُفت إليه، إلى أكثر شخص تمقتُه بحياتها، يا لسُخرية القدر، فهي الأن زوجة لشخص تعشق أخيه، لا تعشقُه، هي تعدت مراحل العِشق بكثير، عشق قد قُطِع من جذورة عندما قرر أبيها بدلاً عنها أن تتزوج بأخيه، وكأنها لا تملُك لِجام حياتها، و كأنها كالشاه تُسحَب دون إرادة منها، ترتدي ثوب أبيض كانت تتمنى لو لُطخ بالأسود، كـ حياتها المُلطخة بأسوداد لم تفتعلُه، لكنها مُرغمة على تحمُل قباحتُه، قلبها يصرخ، يتمنى لو بإستطاعته التوقف عن الخفق ليرتاح من أكاذيب الدنيا، تتمنى لو تنتهي حياتها في التو واللحظة، رفعت ثوبها بكفيها تدلف للقصر، و كانها تدلف لمكان وجود عذرائيل الذي كان على اتم الأستعداد لقبض روحها، أستمعت للباب الذي أُغلق بعُنف خلفها، فأنتفض جسدها مُغمضة عيناها، لا تود الإلتفات له و رؤية عيناه اللتان تحويان على خبث ليس له مثيل، لا تُريد النظر لوجهه الذي تمقتُه بطريقة لا تُصدق، لذلك بقيت على حالها، و كأن قدميها دفوا بها مسامير عِدة، و لم تشعر بعدها سوى بدوران الأرض بها، و الظلام يُغلف المكان حولها، ليبتلعها بجوفُه دون رحمة!!!
في ليالٍ قارصة البرودة، و في جو عائلي كئيب للغاية، بقصر عائلة السيوفي، جالسة هي تضم كِلتا ذراعيها لصدرها، تنظر للأمام بعينان حمراء متورمة من كثرة البكاء، و وجهها ذابل من كم المُعانة التي تمُر بها، شفتيها المكتنزتان متلونتانٍ بجرحٍ غائر عللى جانبهما، و إحدى وجنتيها مكدومة بلونٍ بنفسجي قاتم، خصلاتها الناعمة باتت مشعثة قليلاً، ناهيك عن أرتجاف جسدها، مقلتيها خاليتان من الحياة تماماً، تجلس اجوارها سيدة كبيرة بالعُمر يبدو التأثر على معالم وجهها، تربت على كتفيها لتواسيها وتشُد من أزرها، و تهدأ من إرتجافة جسدها،
كانت عيناها كشلالٍ من الدموع لا يتوقف، ورُغم ذلك لم تصدر صوتاً أبداً!!!
جلس من تسبب لها في كُل هذا بعنجهية كبيرة، واضعاً قدماً فوق الأخرى، ينظر لها ببرود تام، و عيناه لا تنطُق بذرة تدمر بل كان يُطالعها بطريقة ساخرة، ونظراته كانت تصيبها بسهام قوية في قلبها، جلس أبيه على مقعد أخر ينظر لأبنه بحسرة عما يفعله في زوجته، و هو يعتقد أن بتلك الطريقة يثبت رجولته لها، لا يعلم أنه يثبت له ضعفه في أخس نموذج من أشباه الرجال!!!
سمعوا خطواتٍ رجولية ثابتة تأتي من أمامهم، ، فـ أنكست عيناها متعلقة بذلك الحذاءٍ الأسود لامع، لتصعد بعيناها و هي تشعر بقلبها يناظر الطبول في خفقاته، فوجدتُه بـ هالة الهيبة التي تُحيطُه، و لم تجرؤ على النظر بعيناه، لترمُش بعيناها وقد أزدادت الدموع بهما، ثم سقطت بأنظارها أرضاً تكتم شهقات بكائها!!!
بينما هو سار بـ هيبته المعهودة، و وسامته التي لا يُنافسه بها أحد، رزانته و هدوءه المعروف بهم، ليُلقي نظرة مُختطفة عليها، شعر بألم في وجدانه، و كأن روحه تحترق لتصبح رماداً، أخفى ذلك الرماد خلف نظراتٍ باردة، ليحوّل أنظاره إلى أبيه الذي قال و كأنه يستنجد به:
- تعالى يا ليث، تعالى شوف أخوك واللي بيعمله في مراتُه!!!
نظر "ليث" لأخيه بنظرات رغم جمودها، إلا أنها كانت كافية لتجعل أخيه يرتعب و هو يبعد أنظاره عنه بعد أن أعتدل في جلسته واضعاً قدميه سوى بعضهم، لينظر إلى زوجته بحقدٍ وغِل، فـ ألتفت "ليث" إليها، ليجلس على مقعد جوار أخيه ليكُن قبالتها، قائلاً بصوتٍ هادئ:
- أيه اللي حصل؟!!!
نظراته موجههة لها، تخُصها هي لكي تتحدث، فـ أرتبكت المسكينة تفرُك أصابعها ببعضهما تنظر للأرض و الدموع تسقط من عيناها تِباعاً، تسلك طريقها فوق وجنتيها و على فكها المكدوم، فـ رّق قلبه لها، رفعت وجهها له تنظر داخل عيناه التي تجعل كامل جسدها يرتعش، وعندما رأى وجهها بالكامل و الكدمات المطبوعة على بشرتها البيضاء، فـ صُدم و كأنها ألقت عليه دلواً باردة في أقسى ليالي الشتاء، أحتدت عيناه بطريقة مُرعبة!!! لتزداد نبرته شراسة و هو يقول:
- عمل فيكي أيه!!!
وقعتُ أسيرٌ لعيناها الحزينة منذ أول لحظة رأيتُها بها، منذ أن جاءت راكضة لي وأرتمت في أحضاني وتعلّقت بقميصي كالأطفال، ترجو مني أن أنتشلها مما هي به، تراني مُنقذها الوحيد، وبحُكم عمَلي كـ ظابط مشهور بقوتُه وشدتُه في عملهِ أنقذتها..!! أنا كاذب .. فـ والله إن كُنت شحاذ بالطُرقات وأستنجدت بي لِما كُنت سأتركها أبداً، كيف أصفها لكُم، هي ملاك بعيناي، حقاٌ لم أراها سوى هكذا، بثوبها الأبيض الذي كانت ترتديه عندما ركضت نحوي، وبخصلاتها الطويلة التي تطايرت خلفها وهي تقترب مني، عيناها التي أُخذت زرقتهما من البحار، كل شئ بها برئ!!!! وأنا "آسر سليمان السويفي" أعترف و أبصُم وأمضي أنني غُرمت بها!!!!
وقعتُ أسيرٌ لعيناها الحزينة منذ أول لحظة رأيتُها بها، منذ أن جاءت راكضة لي وأرتمت في أحضاني وتعلّقت بقميصي كالأطفال، ترجو مني أن أنتشلها مما هي به، تراني مُنقذها الوحيد، وبحُكم عمَلي كـ ظابط مشهور بقوتُه وشدتُه في عملهِ أنقذتها..!! أنا كاذب .. فـ والله إن كُنت شحاذ بالطُرقات وأستنجدت بي لِما كُنت سأتركها أبداً، كيف أصفها لكُم، هي ملاك بعيناي، حقاٌ لم أراها سوى هكذا، بثوبها الأبيض الذي كانت ترتديه عندما ركضت نحوي، وبخصلاتها الطويلة التي تطايرت خلفها وهي تقترب مني، عيناها التي أُخذت زرقتهما من البحار، كل شئ بها برئ!!!! وأنا "آسر سليمان السويفي" أعترف و أبصُم وأمضي أنني غُرمت بها!!!!
للبيت بوقاحه دون السماح له بالدخول !!
قال بهدوء بارد وهو يتأمل تعبيرات وجهها المذهول : اسمعي بقى قُصر الكلام انا بعرض عليكي تبقى خدامه عندي في القصر !!!.
لا استطيع ان افسر تعبيرات وجهها ولكن كل ما اقوله انها وكأن احد سكب عليها دلو من الماء شديد البروده ، ارتجف جسدها بشده ، شهقت عندما عرض عليها شيئاً مثل هذا ، الا يخجل ، وقاحته قد فاقت الحدود بالفعل ، هزت رأسها بحده نافيه ما تقوله ، لم تكتفي بل ردت بحده شديده : انت مجنون ولا شارب حاجه وجاي تطلعه عليا ؟! اسمع يا وقح ياحيوان دي حاجه في الاحلام انها تحصل ! اناا اشتغل خدامه عندك انت !؟
لا تعرف من اين آتتها هذه القوه في القول .. كيف تتجرأ وتحادث عز باشا بهذه الحده المنفعلة .! .. بل وسبته ايضا !! لا .. هذا لا يعقل .!
اما هو ، فقد اعتاله حالة من الغضب الشديد .. كيف تتكلم مع بهذه الطريقه ..! تسارعت انفاسه ليقول هو الاخر بحده قوية : انتِ بتتكلميني انا .؟! بتتكلمي معايا انا كده!!!
اكمل بحده اكثر : انتي اتجننتي يابت ولا نسيتي نفسك ولا ايه .. انتِ مش عارفه انتي بتكلمي مين !! ، بسيطه كل حرف من الي قولتيه دلوقتي ده هتتحاسبي عليه ، اتقلي !.
ابتلعت لعابها من تهديده يخرج يح لها ، حاولت ان تخفي توجسها لتقول محاولة ان تتشجع بالقوه عكس ما بداخلها: أ.. أنت .. بتهددني ف .. في بيتي .. اطلع برا يلا .. طلبك مرفوض !!
- لاء !!
قالتها حنان بغموض وهي تنظر لأبنتها التي نظرت لوالدتها بدهشه ، اكملت حنان جملتها وهي تنظر ل عز الدين : بنتي هتشتغل خدامه عندك يابيه ومن بكره لو حبيت !!
****************
قبضته على خصرهاتحرق روحها حرقاً، أغمضت عيناها.. لا تريد أن ترى هذا الأحتقار ينبع من عيناه، لتشهق عالياً منفجرة بالبكاء تردف بتقطعٍ راجي:
- أديني فرصة أشرحلك!!!!!
تصاعدا كفيه ليقبضا على كتفيه بقسوة يهزها بعنق صارخاً يجنون حقيقي:
- لـــيــه!!!! ردي عليا لـيـه!!!!!!
بكت بقوة لينهرها هو أكثر يجأر بوجها بحدةٍ:
- مراتي أنا طلعت بتنصب على الرجالة عشان تاخد فلوسهم!!!! مراتي طلعت واحدة **** وكانت عايزة تأذيني في شغلي!!!!
نفت برأسها بقوة لتحاوط وجهه في محاولة منها للسيطرة على غضبه قائلة بنبرة باكية:
- لاء والله أنا عمري مـ هفكر أأذيك أبداً، أنا حبيتك والله العظيم حبيتك!!!!
دفع كفيها بعيداً ليقهقه بسُخرية لاذعة، ضحكاته كانت مختلفة عن كل مرة، لم يظهر على وجهه اي نوعٍ من المرح، بل كان يتألم، قلبه يدمي حزناً وعقله سيشُل مما فعلته هي به!!!!، لينظر لها بتهكمٍ :
- حبتيني؟!!!!
أومأت سريعاً و هي تبكي ضامة كفيها إلى صدرها:
- والله العظيم حبيتك.. أنت متعرفش أنا مريت بـ أيه في حياتي يا ظافر أنت الوحيد اللي قدر يغيرني.. أنا والله كنت هقولك كل حاجة والله العظيم مكنتش هسيبك تعرف من برا، أنا بحبك صدقني أنا عُمري مـ حبيت حد زي مـ حبيتك أنت!!!!!!
"ظافر سرحان الهلالي"
"ملاذ خليل الشافعي"
شعرت بحرارة تنبعث من ظهرها ، وجدت أعين الحراس بالأرض و هي تشعر بشئ سئ سيحدث ، تيقنت "توليب" عندما داعبها ذلك العطر اللعين الذي ينثره "رعد" ، أغمضت عيناها و أرتجف جسدها بالمعنى الحرفي ، أرتعبت من أن تلتفت ورائها و لكن لم تجد مفر .. تحرك جسدها قليلاً بعد حالة التيبس التي كانت تعتريه .. أصبحت واقفة أمامه الأن بينما رأسها تقريباً تصل إلى منكبيه ، رُغم طولها و لكن طول قامته ذاك تعدى الحدود ، أرتجفت شفتيها و هي تنظر لملامحه تلك و التي حقاً .. إشتاقت لها ، و هي تلعن ذلك الإشتياق !
رفعت أنفها بشموخ رُغم قلبها الذي يدق الطبول بالداخل ، و التي شعرت حقاً أن قلبها أستعادته و أخيراً ، بعده لم يكُن بعيد فـ هو لم يتجاوز السبعة أيام حتى .. ولكنها كانت أكثر سبعة أيام مشقة وتعب بحياتها !! علمت بعدها أن ستبذل طاقتها .. أو ربما سـ تحيى من جديد ..!!
" رعـد و توليب "