حلقة ١٩ جوازة معقدة

1270 Words
أستعد بابا استا ولوا ومراد ل الذهاب الى بيت لينا بشبرا مصر لكي يطلبوا يديها من والدتها واخويها وكالعادة أعلنت ام لينا حالة الطوارئ بالبيت و أعدت العدة لاستقبال الضيوف الكرام من طعام وشراب وتنظيف المنزل على أعلى مستوى و كأنها استعدادات ليلة العيد فهذه هي المرة الأولى التي تشعر أن ابنتها سعيدة بالرغم من إنكارها لذلك ولكن بالرغم من سعادة ام لينا لسعادة أبنتها الا أن قلبها غير مطمئن وشعور غريب بداخلها بشأن كلام عشماوي وزين ولكن شعارها أن تترك أمورها على الله فهو مدبر أمرها وشئونها وهو أعلم بالخير كل ما تفعله هو أن تدعوه دائما أن يبعد عنها وابنائها كل الشرور ويقرب منهم الخير والسلام فهي لا تطمح لأكثر من ذلك في الدنيا أما الآخرة فهي تطمح ل الكثير فهي تعرف أن الدنيا زائلة لا تساوي عند الله جناح بعوضة كل ما تطمع فيه هو الاطمئنان على اولادها وخصوصا لينا كل ما تريده أن تطمئن عليها وهي في كنف رجل يحمل همها ويكون لها خير عون وسند ، مر الوقت وأتى الموعد . وصل مراد بسيارته الفارهة ومعه بابا استا ولوا وبالطبع تعثر أن يجد مكان ليركن سيارته الفارهة حتى وجد جراچ قريبا على مقربة من البيت الذي تقطن فيه لينا وام لينا واخواتها يقفون في البلكونة يتأملون ما يحدث و يضحكون على حشرة السيارة بالشارع الضيق وبعد أن تركوا سيارتهم بالجراچ مشوا حتى دخلوا البيت وصعدوا الدرج حتى وصلوا لباب الشقة التي تقطن بها لينا وعائلتها طرقوا الباب . فتح لهم عشماوي ورحب بهم - اهلا وسهلا اتفضلوا . شرف*نا يا بابا استا ولوا . شرف*نا يا مراد بيه - بيه هههههه قله يا باش مهندس مراد - ما شي يا بابا استا ولوا شرف*نا يا باش مهندس مراد أتت أم لينا أيضا لترحب بهم - اهلا وسهلا شرفتونا يا ألف خطوة عزيزة - أذيك يا ام لينا - أذيك يا بابا استا ولوا شرف*نا يا اخويا شرف*نا يا سي مراد - متشكر يا طنط اتت أنغام أخت لينا تحمل صينية بها اكواب العصير وهي تزغرد وتهلل فرحا وترحب بعريس اختها و جده - لولي . لوووووللللي . يا ألف نهار ابيض يا ألف نهار مب**ك - أنغام أخت لينا فرحانه لأختها - اهلا يا أنغام - تسلم يا بابا استا ولوا . لينا ما لهاش سيرة غير بابا استا ولوا بابا استا ولوا - ههههه طبعا لينا دي بنتي - ما شاء الله ده العريس ده شبه الممثلين الأجانب - هههه بزمتك ده عريس يترفض - لا طبعا يا بابا استا ولوا اسم الله عليه ابتسم مراد خجلا من الموقف ولينا تراقب ما يحدث وهي تختبأ خلف ستارة المطبخ فرات خجله فبدت ابتسامته جذابه في عينيها طلبت امها من أختها أن تناديها فاتت لينا قبل أن يناديها أحد - مساء الخير - مساء السعادة تقلانه علينا ليه يا لينا - هههه بمثل اني عروسة يا بابا استا ولوا - هههه احلى عروسة - ربنا يجبر بخاطرك يا بابا أستا ولوا - أنا بقول الحقيقة يا ام لينا - تسلم يا اخويا - المهم دلوقتي احنا جايين نطلب ايد لينا لمراد ابني - هو معلش يعني أنا اسفة في السؤال - خير يا ام لينا اسألي - هو مراد ابن ابنك ولا ابن بنتك - ابن بنته يا ماما ليه السؤال ده - اسكتي أنتي يا بت أنا بكلم بابا استا ولوا - ابن بنتي يا ام لينا ليه السؤال ده - ما تأخذ نيش بس ليه والده ووالدته ما جوش معاكوا لعل المانع خير - أنا أبوه اللي مربيه - رد مراد أنا عندي مشاكل مع والدي وعلاقتي مقطوعه بيه من زمان تذكر مراد ماضيه الاليم تذكر كيف كانت حياته قاسية مؤلمه بين أب وأم كل منهم مختلف عن الاخر في الأفكار والعادات والتقاليد كل منهم يحمل ج*سية مختلفة ودين مختلف ويعامله بطريقة مختلفة ، تذكر عندما انفصلوا وكان طفلا وكان سبب الانفصال هو أبيه فأمه لم تطلب الانفصال بالرغم من علمها بأنه متزوج من أخرى وهو حين تعرف عليها احبها ولكنها أحبته اكثر كثيرا فهو بالرغم من حبه لها كان يعرف جيدا أنه تزوجها لحين وليس زواجا أبديا وحين قرر الانفصال استدرجها لمصر كي يأخذ منها ثمرة هذا الزواج مراد ابنهم الوحيد خ*فه وحرمها منه وحرمه من حضن أمه وهو في الخامسة من عمره أخذه ليعيش مع زوجة اب تكرهه وترفض وجوده و اخوه لا يعرفهم ولا يعرفوه ولا يقبلوا وجوده ، ذلك الاسمر الصعيدي الذي سافر ل اليونان سعيا وراء الرزق فعثر على هذه الاوروبية التي أحبته بصدق وتزوجته بالرغم من رفض ابيها له ابيها بابا استا ولوا الذي عانى من بناته معاناة شديدة بسبب روما نسيتهم الشديدة و عدم إحساسهم بالواقع وحين علم بما جرى لابنته فلذة كبده و حفيده قرة عينه جاء إلى مصر فورا ولم تكن المرة الأولى التي يأتي فيها إلى مصر بل يأتي كل فترة ليتابع أعماله بمصر ، تذكر مراد مرارة العيش مع زوجة اب وأخوه لا يحبوه ويعاملوه كدخيل الا أخته الصغيرة التي تصغره بعام كان يشعر بإخوتها وحنانها مر من عمره عامين وهو يعيش هكذا و أمه كادت أن تجن و بابا استا ولوا فعل المستحيل من أجل أن يعيده إلى حضن أمه فكرت أمه اللجوء إلى القضاء اليوناني ولكن بابا استا ولوا رفض ذلك فرأى أنه من الخطأ الجسيم أن تسجن أبوا ابنها وان ابنها بالتأكيد لن يغفر لها ذلك حكى بابا استا ولوا هذه التفاصيل لمراد مرارا وتكرارا ولكن مراد يأبى أن يغفر فحتى حين نجحت محاولات بابا استا ولوا في استرداد مراد حفيده وجده تقريبا لا يعرفهم وعاملهم بقسوة شديدة ونفور شديد ، و بالرغم من كل محاولات ريتا أن تسترضيه إلا أنه كان يرى أنها المسؤول الأول عن تجربته المريرة أما أبوه الصعيدي فقد تنازل عنه بعد ما خ*فه بابا استا ولوا منه وهدده أنه إذا حاول خ*ف مراد من احضانهم مرة أخرى لن يتردد في سجنه ولكن عامين في عمر طفل دهر طويل مر به كثير من الاحداث المريرة وبعد أن كبر مراد حاول أبوه أن يوصل وده به فلم يقبل وبعد عنه تماما ولكن مراد رأى أن بابا استا ولوا ليس طرفا في هذا الصراع وكان بابا استا ولوا دائما خير عون وسند له في كل الاحداث وفي كل سنوات عمره منذ استطاع أن يظفر به أما ريتا فيأست أن تغير من تفكير مراد وإحساسه تجاهها فحين بلغ من العمر الرابعة عشر قرر أن يعيش في مصر ويترك اليونان فرفضت ريتا أن تعيش في مصر فقرر بابا استا ولوا الذي عاش في مصر اجمل أيام شبابه بل وطفولته حيث هو يعتبر نفسه مصري من أصول يونانية فحن لحياته بمصر فقرر أن يعود ليحقق حلمه القديم في بناء مزرعة كبيرة تضم كل أنواع الح*****ت على هذه الأرض التي اشتراها منذ زمن بعيد جدا وزرع في قلب مراد حب الح*****ت والزرع و الأشجار والزهور ومن هنا قرر مراد ان يدخل كلية الزراعة و شارك جده الحلم الذي عاش طويلا يحلم ويتمنى أن يحققه وكانت ريتا تأتي لزيارتهم احيانا ولكنها تزوجت وانجبت وعاشت حياتها مادامت اطمأنت على مراد مع أبيها . استفاق مراد من غيابات الماضي على صوت ام لينا . - ما تزعلش مني يا بني لكن مهما كان ده والدك ما ينفعش تخطب من غيره - يعني افهم من كده أن طلبنا مرفوض - لا يا بني ما عاش اللي يرفضك - يعني نروح نصالح والد مراد مخصوص عشان يخطبله - تبقى بشرة خير ان لينا تبقى سبب الصلح يا بابا استا ولوا - يا سلااااااام دي حاجة زي الفل - احنا ما بنطلبش حاجة غلط يا بابا استا ولوا اللي مالوش أهل بيشتريله أهل ما بالك باللي ليه - يعني نمشي خلاص - وترجع بالسلامه ومعاك والد مراد ووالدته أحنا عيلة هتناسب عيلة مش واحد بيتجوز واحده عدم المؤخذه احنا ناس بلدي ونفهم في الاصول شغل الآلافرانكه ده ما لناش فيه - بتسدديها ليه بس يا ست ام لينا - ياله بينا يا بابا استا ولوا - أستنى بس يا مراد - دي حجة ل الرفض يا ست ام لينا - هنتحجج ليه يا بني لو مش عايزينك مش هنحددلك ميعاد من الاول احنا ناس بنفهم في الاصول - 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD