2

1748 Words
اسال عنه سكرتيرتي عند خروجك وكل ما اعلمه انه في باي سيتي . . اظنك تريد الان مئة دولار على الحساب ؟ وهل في ذلك شك ؟ فاخرج المبلغ من خزانته و اودعته في جيبي في الحال ثم قلت : يخيل لي انك مازلت تكتم عني شيئا ؟ فتطلع الي ابهامه وهو يقول : لا على الاطلاق واذا اهتديت الى شيء في ارجو الاتصال بي في اي وقت بالليل او بالنهار . وصافحته ثم اخرجت الى مس "فرومست" ارنو الى وجهها واقول : يعتقد مستر "كنجزلي" انك تستطيعين اعطائي عنوان "كريس لافري" فأمسكت في بطء دفتراً كبيراً للعناوين اخذت تفض بعض صفحاته ثم املت علي بصوت بارد متوتر . العنوان الذي عندنا هو رقم 623 شارع التير في باي سيتي و رقم التليفون 12523 وقدر انتقل من هنا منذ اكثر من سنه فشكرتها ومضيت الى الباب حيث استدرت لأراها فوجدتها جالسه متهجمه الاسارير كأنما لم ترتح للذكرى "كريس لافري" والسؤال عن عنوانه . · * * * * * * * * * * * * لم يكن الأمريكي – وهو أكبرهم سناٌ – يرتدي حُلته البدفورد القرنفلية . ولم تكن بطويلة الذ*ل على نمط سترات الجندية الإنجليزية الراقية ، كان سرواله وسترته مصنوعين من الكتّان . فيبرز من تحت حزامه " سام براون " مثلما يبرز ذ*ل سترة جندي تحت قراب مسدسه . وكان يرتدي لفافة ساق بسيطة وينتعل حذاء عادي كالذي يرتديه رجل الأربعين بدلاً من حذاء " سافيل رو " ، ولم يكن لون الحذاء متناسقاً مع أي منهما ، أما شارة جناحي الطيار على ص*ره فلم تكن مميزة في شيء . لكن الشرائط التي تحتها كانت كذلك ، كما ازدان كتفاه بالشارتين المعدنيتين اللتين تشيران إلى رتبته ككابتن طيار . أما من الناحية الشخصية فلم يكن بالطويل . وكان نحيل الوجه يشبه النسر بعض الشيء ، تشع عيناه ذكاء وإن كان مرهقا بعض الشيء . كان قد تجاوز الخامسة والعشرين ، وإذ يراه المرء لا تتبادر إلى ذهنه بالضرورة أخوية " فاي بيتا كابّا " ، بل ربما جمعية " جمجمة وعظام " أو حتى " منحة رود " . * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * ** * * * * * * * * * * * * أحد الشابين الواقفين أمامه لم يكن يراه على الأرجح ، فقد كان مترعا ًحتى الثمالة بحيث اضطر جندي أمريكي إلى إسناده على رجليه الطويلتين النحيفتين . وعلي ع** هذا الشرطي الضخم ، بدا ذلك الثمل أشبه بفتاة متنكرة . ربما كان في الثامنة عشرة ، طويل القامة ، أبيض الوجه ، أزرق العينين ، وله فم رقيق يشبه فم الفتاة أيضا . كان يرتدي معطفا عسكرياً أخضر اللون فاتحا ً ، زُرر بشكل خاطئ وملطخ بالطين والسخام ، وعلى شعره الأشقر ، الذي يخطف البصر ، وضعت قبعة ضابط البحرية الملكية . بادر الكابتن الأمريكي الشرطي العسكري قائلا ً : - " ما هذا أيها المعاون ؟ علام تتكبد كل هذه المشقة ؟ إنه إنجليزي ، فمن الأفضل أن تدع الشرطة العسكرية الإنجليزية تتولى أمره " . فقال الشرطي : - " أعرف أنه كذلك " . جاء كلامه لاهثا ً متقطعا من شدة الإجهاد . فبالرغم من كل النعومة الأنثوية الظاهرة عليه ، كان الفتى الإنجليزي أثقل- أو أكثر **لا ً- مما يبدو عليه ، قال الشرطي مخاطبا ً الفتي : - " قف على قدميك يا هذا! أنت في حضرة ضباطا " . عندئذ بذل الفتى الإنجليزي بعض الجهد ، محاولا ً الوقوف بمفرده على قدميه وتركيز نظراته . لكنه ترنح ، طارحا ً ذراعه على رقبة الشرطي ، وباليد الأخرى أدي التحية للضابط ويده ترتعش ، وقد تكورت أصابعه بعض الشيء على صدغه الأيمن ، من دون أن يكف عن الترنح ومحاولا الوقوف بثبات في ذات الوقت . قال : " ابتهج يا سيدي . آمل ألا يكون اسمك بتي! " . أجابه الكابتن : " لا " . قال الفتى : - " آه ، كنت آمل بألا يكون كذلك . هذه غلطتي . لا إهانة ها ؟ " . فرد الكابتن بهدوء : - " لا إهانة " . لكنه كان ينظر إلى الشرطي . عندئذ تكلم الضابط الثاني وهو ملازم طيار . لكنه لم يكن في الخامسة والعشرين وكان يرتدي البزة القرنفلية ، والحذاء الفاخر وربما كان معطفه إنجليزيا أيضا لولا الياقة . قال : - " إنه أحد جنود البحرية ، تراهم يحملونهم من المزاريب هنا طوال الليل . أنت لا تتردد كثيرا ً على البلدة " . قال الكابتن : - " أوه لقد سمعت بهم . تذكرت الآن " . كما لاحظ عندئذ ، أنه برغم ازدحام الشارع- فقد كان خارج مقهى شعبي- وهناك الكثير من المارة من جنود ومدنيين ونساء ، لكن أحدا منهم لم يطل الوقوف أمام هذا الشهيد ، وكأنه مألوف بالنسبة إليهم . ثم نظر إلى الشرطي : - " -ألا تستطيع إعادته إلى سفينته ؟ " . قال الشرطي : - " فكرت في هذا ، لكنه يقول إنه لا يستطيع الذهاب إلى سفينته بعد الظلام لأنه يركن السفينة عند الغروب " . - " يركن السفينة " . - " امسك نفسك أيها البحار " ، صرخ الشرطي وهو يحاول رفع حملة المتراخي . " ربما بوسع الكابتن فهم قصده . ليسامحني الله إن كنت فهمت شيئا . يقول إنهم يركنون المركب تحت رصيف الميناء . يضعونه تحت الرصيف ليلاً ، ولا يستطيعون إخراجه قبل ارتفاع المد في اليوم التالي " . * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * ** * * * ذهبت من فوري الى باي ستي ووقفت لحظه أتأمل المنزل رقم 623 بشارع التير ثم ضغطت جرس الباب دون ان يجيبني احد وواليت الضغط عدة مرات بلا جدوى وفجاه رأيت سيارة تخرج من حظيرة في الشارع وتبطئ عند اقترابها من منزل "لافري"فأمكنني ان ارى بداخلها راجلا ناحلا يضع على عينيه نظاره كاحله ورمتني بدوره بحده ثم مضى في طريقه ورأيت ان اعود الى ضغط الجرس في الحاح في هذه المرهبإذا فتح شاب جميل النوافذ وصاح بي : ما هذه الضجة ؟ هل انت مستر "لافري" نعم ماذا تريد ؟ انا بوليس سري من قبل مستر "ديراس كنجزلي " فلتذهبا معا الجحيم ؟ فاخرجت سيجار اشعلتها بإحدى يدي بينما ظلت الاخرى تضغط الجرس . . ورايته يثور ويسب ثم هبطت متوعدا فقلت : لا تكن طفلا … انت تعلم جيدا انني سأتحدث اليك وانك تتحدث الي . ثم اخرجت البرقية من جيبي ووضعتها امام عينيه فلما قراها زام ثم قال في حده : تعال ادخل . . وفتح مصرع الباب واسعا فدخلت حجره أنيقةوثيرة وتبعنيالشاب بعد ان صفق الباب خلفه بشده وعنف ثم جلس امامي علي مقعد طويل واخرج سيجار اشعلها في انفعال بينما كنت أتأمل قوامه الرياضي و ما تنطق به بشرته وعينه من انه ليس سكيرا بحال واخيرا قلت : لماذا لا تخبرنا بمكانها فتكفينا ملونه ازعاجك دائما ؟ لم يخلق بعد الذي يقوى على ازعاجي ما عدا البوليس السري فهو قادر على ازعاج كل الناس وفي كل وقت اصغ الي انا أدرك معنى البرقيه ولكن ما جاء بها افتراء لأنني لم اذهب مع كريستال كنجزلي الى الكوخ الريفي ولم اراها منذ مده طويله كما افضيت بذلك الى زوجها ولكنه لم يصدقك وماذا يحملني على الكذب ؟ ولماذا نستبعد انك تكذب يبدو انك لا تعرفها ان كنجزلي لا يملك عليها اي سلطان يتركها تفعل ما تشاء اذا بماذا تفسر هذه البرقيه ؟ لا ادري وقد كنت حقيقه في الكوخ في الاسبوع الثالث من مايو وتلك اخر مره رايتها فيها الم تفكر قط في ان تتزوجها بلي الواقع انني فكرت في ذلك من اجل اموالها ان مستر كنجزلي لا يهمه اذا كانت قد هربت معك او مع غيرك او انها تعتزم الزواج منك ولكنه يريد فقط ان يستوثق بان كل شيء على ما يرام و انها ليست في مازق او متاعب من اي نوع لا اكتمك انني زاهد في هذه السيدة اتعني انك تشاجرت معها في الكوخ ؟ قلت لك انني لم اذهب الى اي مكان معها افلا تتذكر ؟ سوف اتذكر كلامك عندما اصدقه فقام على قدميه ثائرا يقول : اخرج من هنا ولا تضع وقتي ووقتك سدي اشكرلك اصغاءك الطويل الي . . غير اني ارجو بهذه المناسبة ان اسالك فقط عما تعمله بعد ان تركت العمل عند كنجزلي واي دخل لك في هذا ؟ لا شيء في الواقع ولكن في وسعي ان اهتدى الى الجواب كعادتي دائما ولما اقتربت من الباب قال لا اعمل الان شيئا على الاطلاق ولكنني في انتظار الالتحاق ببعثه بحريه في يوم قريب فاستدرت وقلت قد اعود اليك مره اخرى عندما اهتدى الى شيء يستحق المناقشة والاستجواب من جديد فصاح بي في وحشيه اذن فانت تظنني كذبا ؟ ليس ادل على ذلك من انك تطردني هكذا ستحتاج فيالمرة الاخرى انت تجيء معك بشخص يحمل بجثتك ثم بصق على السجادة امام قدميه فتجاهلت وقلت الى اللقاء ايها الرياضي الجميل ثم خرجت الى الشارع حيث وقفت جانبا أتأمل البيت المجاور والي يساره حظيرة للسيارات مفتوحه وتنتهي باب مفتوح كذلك يغضي بدوره الى ردهة ثم ممر ينتهي بباب بجانبي للمنزل وسرعان ما قدمت السيارة التي رايتها التي سبق أن شاهدتها ودخلت الحظيرة ثم هبط من هذا الشاب النحيل الذي يضع على عينيه نظاره للشمس ومضى الى المنزل من الباب الجانبي وهو يحمل حقيبة طبيب وقبل ان يعمل مفتاحه في الباب استدار ليلقي نظره الى فأسرعت الى سيارتي حيث جلست ودخن وافكر واخيرا تحركت ستار بالطابق الاول واطل راس ذلك الرجل وقد تجهمت اساريره ثم رايته من ف*جه الستائر يمضي الى مكتبه و يمسك بالتليفون ثم يتركه ليشعل سيجاره ويرمي عود الثقاب في انفعال . وفجاه هبط لافري من منزله ومضى الى حظيرته وقد وضع علي كتفه "بشكيرا " وخرقه مما تنظف بها السيارات وما لبث ان اندفع خارجا بسيارته في ادركت انه ذاهب الى شاطئ البحر حيث الفتيات المحجبات بعضلاته وقده الممشوق ولذلك عدت اولي جاره انتباهي … وكان قد امسك بالتليفون ووضعه على اذنه وراح يكتب ما يسمعه وبعد ذلك فتح كتابا علي منضدته وهو ما زال يرمقني بين الفينة والاخرى حتى لقد خيل الى انه معجب بسيارتي الكريزلر وعاد يكتب ثم اذا حل كتاب وعاد الى التليفون يتحدث في بسرعه وانفعال وانتهت المكالمة فجلس الى مكتبه ينتظر بمثل ما انتظر وبعد خمس دقائق اخرى قدمت سيارة ووقفت امام ذلك المنزل وهبط منها رجل ضخم اشقر الشعر ثم ضغطه جرس الباب بعد ان حملق الى الشارع حيث كنت جالسا وما ان دخل حتى ارخت الستارة يد خفيه فنزلت ورحت أتأمل باب المنزل واقرا على لافته الدكتور البرت المور وعدت الى مكاني في السيارة انتظر حتى فتح الباب مره اخرى وخرج الرجل البدين وسرعان ما شاهدت الدكتور يزيح الستار جانبا ليعود فيتأملني وامتدت يد الى مرفقي وسألني صوت اجش : اتنتظر احدا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD