17

2605 Words
هذا ما قالته لي واعتقدت وفي حينه ولما أشأاخبر الكابتن ويبر بما حدث بيني وبينها لأنني لم ارد ان اعترف بانني كنت في منزل لافري قبل ان أروى ذلك لمستر كنجزلي فصاح ديجارمو  اذن فقد كنت تتسر على جرائمكنجزلي ؟ فتولى مستر كنجزليلرد قائلا : وعدته فقط بمكافاة اذا اثبت براءة زوجتي من مقتل لافري : فقهقه ضاحكا : لن ينال المكافاةللأسف! فصحت به  لا تكن ابلهفقد **بتها ولا احد يعرف الحقيقة اكثر منك يا ديجارمو .  فقال وقد ارتسمت على وجهه ابتسامه صفراء :  كيف وانا لا اعرف شيئا عن زوجه كنجزلي ولم تقع عيناي عليها حتى الليلةالماضية  فقلت له في هدوء :  بلانت لم تراها في الليل الماضيةلأنها ماتت منذ شهر لأنها غرقت في بحيره فوم اذا ان المرآه التي رايتها مقتولة في فندق جرانادا ليست سوي ملدريد هافيلاند . . . . اي مورييل تشيسوبما ان مسز كنجزلي ماتت قبل مقتل لافري فهي لم تطلق عليه الرصاص فأذهلتالصدمة كنجزلي وران على الجميع الصمت ثقيل قطعه قائلا :  اتريد ان تقول ان بيل تشيس لم يستطيع التعرف على جثه زوجته فقلت لقد قضت شهرا في الماء بحيث تغيرت ملامحها كما انها كانت ترتدي ملابس زوجته وبعد حليها ولم يكن ما يدعو للشك بعد ان تركت له رساله تخبر باعتزامها الانتحار بعد شجارهما .ثم انقضي شهر دون ان تصل اليه انباء عنها ولا يدري اين ذهبت وهي شقراء في حجم زوجته وكانت كريستال مازالت حيه في نظر الجميع وقد ذهبتمع لافري وتركت سياراتهافي سان برناردينو ثم ارسلت برقيه لزوجها من الباسو ولولا عثورنا على الجثة في الماء مصادفة لما سمعنا عنها مره اخرى في الغالب حتى تتعفن وتتأكل ولظل مقتل كريستال لغزا لا يحل ولولا لافري ما كنا هنانتحدث الان عن ذلك .  فهو مفتاح الحادث فقد كان في فندق بريسكوت في سان برناردينو وفي الليلة التي ظن ان كريستال كنجزلي غادرت فيها الكوخ وقد شاهد هناك امراه مع سيارة مسز كنجزلي وترتدي ملابسها ثم ادرك انه انما قابل مورييل تشيس التي تولت بقيه الامر مورييل التي تقمصت شخصيه كريستال كنجزلي بعد ان قتلتها وهي التي كانت ممرضه عند الدكتور المور وتولت زوجته بطريقه حتمت علي هذا الدكتور ان يتكفل بتغطية الحادث كما عاون في تغطيته رجل من البوليس كان زوجا لها وكان دأبها ان تقتل من يعترض طريقها فلما رأت بيل تشيس يغرم بـ كريستال كنجزلي قتلتها كذلك و لما اعوزها المال طلبته من المورفارسل ديجارمو لمقابلتها فلم تطمئن اليه برغم حاجه الملحة الى المال بعد ان انفقت ما وجدته مع مسز كنجزلي من نقود كثيرة وعندما تشاجرت مع بيل خرج ليغرق همه في الشراب وجدت ما تنشده من الوقت فأخذت ملابسها في سيارتها الى بحيره كون وأخفت الكل هناك ثم عادت وقتلت كريستال ثمألبستها في سيارتها ملابسها وقذفت بها في البحيرة .  وأظنهاأسكرتها ثم اهوت على راسها قبل ان تغرقها وهي سباحه ماهره وممرضة مدربه على حمل الاجسام واخيرا لبست ملابس كريستال كنجزلي وجمعت ما يهمها ثم استقلت سيارة كريستال ورحلت في سان برناردينو اكتشف لافري امرها فكاناول عقبه في طريقها واستغلت حبه من النساء فغازلته واخذته الى الباسو حيث ارسلت برقيه لا يعرف عنها شيئا وسرعان ما قتلته في حمامه ولما فاجأتها ادعت في مهارة أنها صاحبهالمنزل و انها جاءت تطالبه باجره متأخرة فقال باتون : ومن الذي قتلها ان كنجزليلا يقدم على ذلك فقلت له : انتظر قليلا يا مستر باتونولنسألمستر كنجزلي : اذا كنت لم تتحدث اليها تليفونيا فهل جاز على مس فرومست أنالمتحدثة هي زوجتك ؟  فقال كنجزلي  لم تشك في الحديث وانا لما اشك في شيء الا عندما جئت الى الكوخ في الليلةالماضية ووجدته نظيفا منظما في حين اعتادت زوجتي الاهمال التام بحيث تجد مخدع نومها مليئابأعقاب السجائر ومطبخها زاخرا بالأكواب والقوارير والصحون المتسخة والنمل والذباب ولما أشأ أن اعتقد ان زوجه بيل نظفت الكوخ لأنني تذكرت انها في ذلك اليوم بالذات كانت منهمكة في الشجار مع زوجها وما أعقب ذلك من قتلها أو انتحارها . ووقف ديجارمو بجوار الجدار متحجر الأسارير وعاديقول : لم اسمع الي الان عن قاتل مورييل فأجبته في هدوء :  قتلها من رأىضرورة قتلها وهو رجل احبها وكرهها شخص مثل ديجارمو     *** وفي تمام الثامنة كان الشاطئ ، القناة ، قد أصبح تحتهم . خفف بوجارد السرعة ، وهبط بالطائرة نحو منعرج القناة . كان وجهه تبدو عليه أمارات الإرهاق ، كالكلب الميت . وبدا ماك جينيز مجهدا وبحاجة إلى حلاقة . وصاح عندما رأى الفتى يميل فوق الجانب الأيمن من الحجرة مجدداً ، ناظراً إلى الخلف والأسفل تحت الجناح الأيمن : - " ما الذي ينظر إليه الآن ؟ " قال بوجارد : - " لا أعرف ، ربما إلى ثقوب الرصاص " ، أحدث صوتاً ثاقباً بالمحرك الأيسر ، " يجب أن نحصل على . . . " . قال ماك جينيز : - " يمكنه أن يرى ذلك على مسافة أقرب من ذلك . .أقسم إنني رأيت كشافاً ضوئياً على ظهره في إحدى اللحظات . ربما كان ينظر إلى المحيط . لكن لابد من أنه رآه حين جاء من إنجلترا " . ثم هبط بوجارد بالطائرة ، فارتفعت حدة الضوضاء ، الرمل ، التيار البحري الملتوي جرى جانبياً مع الطائرة . بيد أن الصبي الإنجليزي ظل معلقاً إلى الخارج ، ناظراً إلى الخلف والأسفل نحو شيء ما تحت الجانح الأيمن ، وقد امتلأ وجهه بالحماسة الطفولية ، وظل كذلك إلى ما بعد توقف الطائرة كلياً ، ثم أحنى رأسه بسرعة إلى الداخل ، وفي الصمت المفاجئ للطائرة سمعاه يزحف في الممر . ظهر بينما الطياران ينزلان برشاقة من قمرة القيادة ، وجهه مشع ، متشوق ، وصوته عال وحماسي . - " يا إلهي الرحيم! يا له من شاب . يا لحكمه الدقيق على المسافة! لو رأى روني ذلك فحسب! يا إلهي الرحيم! أوه ربما قنابلكم ليست مثل قنابلنا - لا تنفجر تلقائياً حين ترتطم بالهواء " .  نظر الأمريكيان إليه بحيرة . سأله ماك جينيز : - " ماذا يفعل ؟ ماذا ؟ " .  قال الفتى : " القنبلة ، لقد كانت رائعة؛ أقول ، لن أنساها أبداً . أوه أقول كما تعرف! كان ذلك رائعاً " .  بعد برهة قال ماك جينيز ، مصعوقاً " القنبلة ؟ " . ثم تبادل الطياران النظرات؛ وهتفا معاً : " الجانح الأيمن! " . ثم هرعا يتبعهما الضيف حول الطائرة ونظرا تحت الجانح الأيمن فرأيا القنبلة ، معلقة من ذ*لها بشكل مستقيم مثل جرس منتفخ تحت العجلة اليمنى وطرفها يلامس الرمل . وبالتوازي مع أثر العجلات كان ثمة خط طويل رفيع خطه رأس القنبلة على الرمل . خلفهما جاء صوت الفتى الإنجليزي عالياً ، حماسياً ، طفولياً :  - " أنا نفسي وجلت . حاولت أن أخبركما . لكنني أدركت أنكما تعرفان عملكما أكثر مني . يا للبراعة . رائع . أوه ، أقول ، لن أنسى ذلك إطلاقاً " .  قاده الجندي من البحرية نحو رصيف الميناء ودله على الزورق . وجد الرصيف خالياً من المراكب ، ولم ير الزورق حتى اقترب من حافة الرصيف ونظر مباشرة إلى الأسفل نحو المياه ، حيث كان هناك رجلان منحنيان في بزتين قطنيتين متسختين ، نظرا إليه لبرهة ثم عادوا الانحناء .  كان الزورق بطول نحو ثلاثين قدماً ، وعرض ثلاث أقدام . وقد طُلي باللون الحشيشي الفاتح بغرض التمويه ، ووجه سطح مؤخره إلى الأمام فبرز عادما محركه الضخم ، فقال بوجارد في نفسه : " يا إلهي ، إذا كان هذا كله محركاً . . . " . *** التسمم ديجارمو ابتسامه شيطانيه وسرعان ما ارتفعت يده تحمل مسدسا ثم قال دون ان ينظر اليه : لا اظنك تحمل بعد مسدسا ولكنني واثق ان باتون يحمل مسدسه واظنه سمعه بشهرتي في سرعه اصابه الهدف فما بقيه اتهاماتك يا مارلو : فقلت له : إنك انت الذي اهوي على راسي من خلف الستارة بخفه ودهاء رجل البوليس ثم قتلت المرآه بوحشيه وكراهية جنسيه بعد ان نزعت عنها ملابسها واذا حللنا الدم تحت اظافرك ثبتت إدانتك . فقال ساخرا : وكيف عرفت اين اجدها ؟ فقلت له : راها المور خارجة او داخلة منزل لافري ولذلك ثارت اعصابه وناداك عندما راني احوم في تلك الجهات ولا يصعب على مثلك اقتفاء اثرها الى شقتها بان تختبئ مثلا في منزل المور ثم تتبعها او تتبع لافري نفسه فقال ديجارمو في خشونة : سأخرج من هنا فهل لد*كم اعتراض ؟ واجابه باتون في هدوء عجيب  لا يمكن يا ولدي فواجبي ان أقبض عليك  فقال له ديجارمو  لا تنسى ان كرشك هدف واسع وخصب وفجاه دوت طلقه من مسدس باتون طوحت بمسدس ديجارمو الذي وقف يتلوى برسغه الجريح ثم مضى نحو الباب فصاحبه باتون كلا يا ولدي لن يمنعني احد ايها اللعين وجري يهبط الدرج وتطلعت من النافذة فرايته يجري نحو سيارة كنجزلي وما لبث ان وثب اليها ومضى يسابق بها الريح  وطلب اليه حراس سد البحيرة ان يقف فوراً وكانت لديهم اوامر بإطلاق النار على كل من يجتاز ذلك الجسر ولا يقف لأمر الحراس فلماتكررت الاوامر بان يقف دون ان يبالي اطلق الحراس النار فاردوهقتيلا . راها المور خارجة او داخلة منزل لافري ولذلك ثارت اعصابه وناداك عندما راني احوم في تلك الجهات ولا يصعب على مثلك اقتفاء اثرها الى شقتها بان تختبئ مثلا في منزل المور ثم تتبعها او تتبع لافري نفسه فقال ديجارمو في خشونة : سأخرج من هنا فهل لد*كم اعتراض ؟ واجابه باتون في هدوء عجيب  لا يمكن يا ولدي فواجبي ان أقبض عليك  فقال له ديجارمو  لا تنسى ان كرشك هدف واسع وخصب وفجاه دوت طلقه من مسدس باتون طوحت بمسدس ديجارمو الذي وقف يتلوى برسغه الجريح ثم مضى نحو الباب فصاحبه باتون كلا يا ولدي لن يمنعني احد ايها اللعين وجري يهبط الدرج وتطلعت من النافذة فرايته يجري نحو سيارة كنجزلي وما لبث ان وثب اليها ومضى يسابق بها الريح  وطلب اليه حراس سد البحيرة ان يقف فوراً وكانت لديهم اوامر بإطلاق النار على كل من يجتاز ذلك الجسر ولا يقف لأمر الحراس فلماتكررت الاوامر بان يقف دون ان يبالي اطلق الحراس النار فاردوهقتيلا .                   **** عند مؤخر المركب كان مقعد القيادة حيث تنتصب دفة كبيرة ولوحة أزرار . وكان ثمة خيمة صلبة ، مموهة أيضاً ، تمتد بارتفاع قدم من الكوثل حتى بداية سطح المركب ، وتلتف من هناك جانبياً إلى الطرف الثاني من الكوثل ، فتغطي عملياً الزورق كله باستثناء عرض مؤخره ، وقبالة الدفة حلقة أشبه بالعين بقطر ثمانية إنشات تقريباً . كما رأى مدفعاً رشاشاً ثُبت على سطح الكوثل ، وإذا تأمل الخيمة الواطئة - علماً أن المركب برمته ، ومعه الخيمة ، لا يرتفع عن سطح الماء أكثر من ياردة واحدة .  حدّث نفسه بصمت : " إنها من الفولاذ . إنها مصنوعة من الفولاذ " . كان وجهه رصيناً تماماً ، وقوراً تماماً . شد معطفه على جسده وزرره وكأنه يشعر بالبرد .  سمع خطوات تقترب منه فاستدار ، لكنه كان مجرد حاجب من الميناء الجوي ، يرافقه جندي من البحرية يحمل بندقية . كان الحاجب يحمل صرة كبيرة لُفت بالورق . " هذه من الملازم ماك جينيز إلى الكابتن " .  أخذ بوجارد الصرة ، ومضى الجندي والحاجب . فتح الصرة ، فوجد في داخلها ملحوظة قصيرة كتبت بخط رديء وبعض الأشياء : دثار كنبة حريرية أصفر جديدة ومظلة يابانية جديدة ، من الواضح أنهما مستعاران ، ومشط ولفة من ورق التواليت . أما الملحوظة فكانت تقول :    لم أستطع العثور على كاميرا في أي مكان ، وكوليير لم يسمح لي بأخذ آلة المندولين الخاصة به . لكن ربما يستطيع روني العزف على المشط . ماك   تأمل بوجارد الأغراض ، بالرصانة ذاتها ، ثم أعاد لف الصرة وحملها إلى نهاية الرصيف ورماها بهدوء في الماء .  رأى شخصين يدنوان وهو في طريقه إلى الزورق . عرف الفتى في الحال . كان طويلاً ، نحيلاً ، ثرثارا ، وقد أحنى رأسه قليلاً نحو مرافقة الأقصر منه قامة وكان يسير متهادياً بجانبه ، واضعاً يديه في جيبيه ، يدخن الغليون ، كان الفتى في سترته الكاكية ومعطف واسع واقٍ من المطر ، لكن بدلاً من قبعته اعتمر خوذة عجيبة من تلك التي يرتديها جنود المشاة ، جاراً وراءه ، كأنها صدى صوته ، قطعة قماش أشبه بالستارة بطول بشكير طويل .  صاح الفتى من بعيد : - " مرحباً يا ولد! " .  بينما بوجارد كان منشغلاً بتأمل رفيقه ، يقول في سره أنه لم ير في حياته رجلاً غريب الشكل أكثر منه . كان ثمة شيء شديد العصبية في كتفيه المنحنيتين ووجهه المطرق نوعا . كان رأسه يصل إلى كتفي الفتى . وكان وجهه يميل للحمرة كذلك . لكنه يوحي برصانة عميقة تكاد تبلغ حد العدوان . وكانت ملامحه ملامح شاب في العشرين يحاول منذ عام ، حتى في أثناء نومه ، أن يبدو في الحادية والعشرين! وكان يلبس كنزة من الصوف عالية القبة وسروالاً قطنياً؛ وفوق ذلك سترة جلدية؛ وفوقها واقٍ من المطر متسخ يكاد يصل إلى قدميه ، وكان ثمة شريطة مفقودة عن إحدى كتفيه . ويعتمر قبعة بحرية مربعة النقش ، أحيطت بوشاح يغطي أذنيه ، ويلتف حول رقبته لينعقد تحت أذنه اليسرى . كان الوشاح قذراً بشكل لا يصدق ، فإذا أُضيفت إلى ذلك يداه اللتان دسهما عميقاً في جيبيه وكتفاه المحنيتان ، لبدا أشبه بساحرة شمطاء وقد أُعدمت شنقاً بتهمة الهرطقة .  صاح الفتى : - " ها هو! هذا روني . هذا الكابتن بوجارد " .  قال بوجارد : - " كيف حالك ؟ " . ومد يده . لم يردّ الآخر ، لكنه مد ببطء يده الباردة الصلبة . ونظر لبرهة إلى بوجارد ثم أشاح نظرة . وفي تلك اللحظة التقط بوجارد شيئاً ما في نظرته ، شيئاً غريباً أثار كل دهشة؛ نوع من الاحترام العميق الخفي ، شيء أشبه بصبي في الخامسة عشرة يرى المهرج في السيرك .  لكنه ظل لا ينبس ببنت شفة . أطرق برأسه وتابع سيره ثم اختفى فوق حيد الطريق كأن البحر قد ابتلعه . ثم انتبه بوجارد إلى محرك الزورق يهدر .  قال الفتي : - " فلنصعد نحن أيضا " . ثم أنه اتجه نحو القارب ، وتوقف فجأة . لمس ذراع بوجارد وقال همساً بصوت رفيع يكاد يختنق حماسة : - " هناك ، هل ترى ؟ " . أجابه بوجارد همسا أيضا : - " ماذا ؟ " . ونظر بصورة عفوية إلى الخلف وإلي الأعلى . شده الفتي من ذراعه وأشار إلى الطرف الآخر من الميناء ، قائلا : - " هناك! هناك . الأوجانونستراس . بدلوا مكانها ثانية " . في مواجهة الميناء شاهد سفينة قديمة صدئة شبه غاطسة في المياه . كان صغيرة وغريبة الشكل ، وإذ تذكر بوجارد وصف الفتي ، رأي أن الصاري يعبّر عن فوضى لا مثيل لها من السلاسل الحديدية والأسلاك تشبه ، كما يسمح الكثير من الخيال الخصب ، الصاري المثلث الشبيه بالسلة . وكادت تند عن الفتي ضحكة وهو يهمس : - " أتظن أن روني لاحظها ؟ " .  قال بوجارد : - " لا أعرف " . - " أوه يا الله! إذا أخطأ واحتسبها قبل أن يتعرف إليها فسنتعادل . يا الله! لكن هيا تعال " . ثم صعد إلى القارب ، وهو ما زال يحاول كتم ضحكته : " انتبه سلم لعين! " .  صعد الفتي أولاً ، وأدى الرجلان الآخران له التحية العسكرية . أما روني فلم يبد منه إلا ظهره الذي بدا محشورا في فتحة صغيرة أسفل سطح الزورق . صعد بوجارد بحماس ، قائلا : - " يا إلهي ، أعليك أن تتسلق هذا كل يوم ؟ " .  - " معجزة أليس كذلك ؟ لكن كما تعرف نحن نخوض حرباً بالحيلة والدهاء ، لا نتعجب لماذا تطول كثيراً " . غاص الزورق في المياه ثم عاود الارتفاع ، رغم وزن بوجارد الزائد . قال الصبي : - " يظل مرتفعاً هكذا ، حتى لو سار على العشب ، أو في وابل من المطر ، فإنه ينطلق بكل خفه كفراشة " .  هتف بوجارد : " حقاً ؟ " .  - " نعم بكل تأكيد . وهذا هو السبب كما تعرف " . ولم يعلم بوجارد شيئا ، لكن همه كان منصبا أكثر على العثور على موضع مناسب للجلوس . لم يكن هناك مقاعد للتجديف ، ولا أي مقاعد أخري ، عدا ماسورة طويل أسطوانية الشكل تمتد على طول القارب من مقعد الربان . ظهر روني ثانية ، واتخذ مكانه وراء الدفة ، ومال على لوحة الأزرار . لكن حين التفت إلى الخلف لم يتكلم ، بل ارتسم تعبير فارغ على وجهه الذي بات ملوثا تماما بالشحم . بات وجه الفتي فارغاً أيضا . وقال ، مخاطباً أحد البحارين في المقدمة : " هل أنت مستعد للانطلاق ؟ " .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD