الفصل الرابع ٢

3203 Words
هوة سحيقة تبتلعها ولا مجيب أو منقذ , فقط هو بعيدًا على شاطئ النجاة ,ولكنه لا يمد يده للإنقاذ فقط ينظر من بعيد وابتسامته القاسية تزين وجهه بهالة ربما شيطانية , أما هي فكانت تصرخ تطلبه وترجو منه الإنقاذ تلوح بيدها من تلك الهوة إلا أنها ابتلعتها بالنهاية, ليكن آخر شيء تراه أمامها هيئته الضاحكة..!!!! انطلقت منها صرخة خافته وهي تستيقظ من كابوسها , ثم التفتت حولها تنظر بفزع وهي تراقب المكان الذي اضحى بين يوماً وليلة بيتها أو بمعني آخر سجنها الذي ستتلقى به عقابها على ذنب لم تقترفه, وبعد أن كانت تحلم بالسعادة .. وتزورها العصافير في المنام..! الآن باتت الشياطين تجد احلامها مرتع لها ولراحتها تزورها وترهبها بخبث شديد. أمسكت رقبتها تمسدها برفق بعد أن اعتدلت في جلستها على السرير لتشعر بأحدهم يتلمس خصرها بهدوء خبيث يتسلل ببطيء مميت يثير بها الذعر.. الخوف... القلق.. والرهبة..! تصلبت في مكانها حابسة أنفاسها فلم تجرأ على الالتفات له والنظر إلى حدقتيه الشيطانية في نظرها , والتي كلما نظرت له شعرت وكأنها تطلق نار مستعرة تجاهها , كانت الغرفة ترنو بال**ت إلى أن همس لها بخشونة في أذنها بنبرة مخيفة آمرة محملة بتهديد: -بصيلي يافريدة... بصيلي احسنلك ارتعشت يدها التي قبضت بها على الغطاء أعلاها , ثم أغمضت عينيها تستجمع قوتها للنظر له , ثم التفتت له اخيراً ودون جدال هي فقط استجابت لطلبه ليملك منها تلك الالتفاتة , التي أمر بها, ولكنها لم تنظر له مباشرة بل سلطت نظرها إلى الفراغ تتلاشي نظراته التي ترهبها .. هاربة من طلته المخيفة لها ,أثار ذلك غضبه وبشدة فكبل يدها للخلف , ثم مال عليها بجسده قاصدا ان يخيفها أكثر يرهبها كما يريد , طابعا عدة قبلات خفيفة .. سريعة.. على جيدها.. ولكنها كانت قاسية.. تثير بها الخوف من القادم, كانت خفقات قلبها تكاد ت** أذنيها مما تتعرض له للمرة الأولي بحياتها بينما هي كانت تأن من الألم , والذي لم يزده إلا رغبة بإتمام انتقامه..! ابتعد عنها بينما يده مازالت تكبل يدها فوق رأسها والأخرى تتحكم بباقي جسدها ككل ,ظل ينظر لها بوقاحته المعتادة منه منذ أن رأته, أما هي فتهربت بنظرها بإغماض عينيها مما جعله يصيح بحدة: -بعد كده لما اقول حاجة تتنفذ يا فريدة ...خليك مطيعة عشان ...تعجبيني ... ومزعلش , عشان زعلى وحش هزت رأسها بخنوع له خاصة بعد ان نطق جملته الأخيرة بتهديد , قهي تخاف وبشدة ان يتمم زواجهم ببساطة. ورغم أنها اومأت لها خانعة إلا أن ذلك لم يعجبه إطلاقا فاقترب من وجهها مرة أخرى ثم امسك بذقنها يرفعه مجبراً إياها على ان تلتقي عينيها به .. فيضغط بقسوة على فكها هاتفا بهدوء ونبرة بارده: -سمعيني صوتك انت مش خارسه.. تخلصت من يده بصعوبة ..أو ربما هو من تركها بإرادته لتهمس له بنبرة متعبة: -حاضر هعمل كل إلى تقول عليه... هز رأسه باستحسان ثم استقام من مكانه بعد أن حررها من بين يديه.. قائلا ببرود وهو يبتعد عنها ليجلس على إحدى المقاعد بالغرفة مخرجاً من جيبه علبة ذهبية صغيرة ,يخرج منها لفافة تبغ يشعلها ببطيء منفثا دخانه مقا**ها مما جعلها تسعل بشدة ولكنه لم يهتم بل تحدث بنبرة جافة: -عرفتي ان فرح المحروس اخوكي كمان شهر على اختي ... همست من بين سعالها ببلاهة : - اخويا مين ضحك ضحكته الكريهة على أذنها هاتفا بينها بنبرة متقطعة : -نكته انتي يابونبوناية , هيكون اخوكي مين ...كريم طبعا.. هو انت فاكرة اني لو لمحت اخوكي مازن قدامي هخليه يطلع عليه نهار... لم تجيبه ... لم تجادله ... هي تعلم جيداً انه لا فائدة ترجي من ذلك... فهمست أخيراً بنبرة تحمل رجاء...فربما يشفق عليها: -انا هحضر الفرح... قهقهة عالية شقت سكون الغرفة المميت , تلاها اقترابه منها ملقياً بلفافة التبغ بأرضية الغرفة يسحقها بقدمه ونظره مسلط عليها , برسالة صامته من خلال نظراته وعد بأن مصيرها سيتساوى مع تلك اللفافة تسحقها الاقدام, أو بالأحرى قدمه هو! كانت تنظر له بتوتر من اقترابه، فهمس أمامها بلهجة قاسية : - انت مش هتشوفي النور تاني خلاص انت مش هتخرجي من البيت ده غير لما انا اقرر ده...فرح اخوكي مش هتحضريه انت خلاص كده يافريدة ... انت كبش الفدا .. انهي حديثه ثم ابتعد عنها واضعا يده بجيبه, وهو يراقب اختناق عينيها بالدموع, يخرج بعدها من الغرفة تاركها خلفه بدموع متحجرة... ونهاية الحديث هي كبش فداء لانتقامه وربما غضبه...نقطة ونبدأ من اول السطر , هي انتهت ..! **************************** كان يقود وهو بأعلى مراحل الغضب والتحفز لا يصدق إلى الأن أنه قد مر يومين على ما حدث لفريدة , قبض على المقود يلكمه بيده , فغضبه أصبح مشتعلا .. متفاقماً ولا حدود له! بعد دقائق هبط من سيارته أمام قصر عائلة أبو العزم , لمقابلة نيرة عروسه الصغير أو زوجة ش*يقه السابقة , المدنسة في نظره الملامة بعرفه وتفكيره, ابتسامة ساخرة ارتسمت على جانب فمه وهو يفكر تلك صغيرة وقعت بخطيئة اخيه , والان هو من سيصلح الخطيئة ويحوله إلى طهر زائف…!! كان يجلس بالداخل ينتظرها بعد أن قابلته والدتها ببرود هادئ , والحقيقة تض*به فتزيد من حقده وغضبه على تلك الصغيرة فش*يقته تزوجت بطريقة مهينة وكأنها تواري خطأ, وصاحبة الخطيئة يقام لها زفاف...! زفر بحقد قابضاً يده بشدة حتي ابيضت مفاصله ,ثم شاهد من تفتح باب الغرفة الجالس بها , رفع نظره لها يتفحصها ليجدها مجرد فتاة بملامح باهته ترتدي فستان باللون البني القاتم بدون أي مساحيق تجميل... ملامح رقيقة ...هادئة ...ولكنها بالنهاية ذابلة...! كان ينظر لها وبقوة وجرأة بينما هي كان نظرها مثبتا على الأرض , دون أن تملك الجرأة على النظر لقامته… هب من مكانه وهي مازالت بوقفتها الخانعة الضعيفة, يشملها بنظراته الحقودة الغاضبة هامسا بخشونة ساخرة: -اهلا, انت نيرة.. رفعت نظرها له حينها , وكان أول ما لفت نظرها ملامح وجهه , لقد كان يحمل بعض من ملامح ش*يقه مازن , والاختلاف فقط في النظرات, تلك النظرات المشتعلة بالغضب .. والتي لو كانت تقتل لوقعت الآن صريعة لها. ارتبكت قليلا قبل أن تتمالك نفسها فاكتفت بهز رأسها إيجاباً ببرود مكتسب من صفات عائلتها, ولا ينكر أن برودها ذلك كاد أن يفقده في تلك اللحظة صوابه ,وكم أراد في تلك اللحظة أن يصفعها ربما أيضا أن يقتلها...ولكن لا يستطيع...! نأت هي بعيد عن نظراته ثم جلست على أحد المقاعد البعيدة عنه قليلا, فتحدث بلهجة يتخللها العصبية بعد أن جلست بكل برود تتجاهله : -طبعا انت عارفة ان جوازنا لمدة سنة هزت رأسها وهي مازالت تتحاشي النظر له تحاول جاهدة أن لا تظهر توترها , بينما يدها كانت تتلاعب بفستانها لتهمس باقتضاب: -ايوه اكمل حديثه بحدة بعد ردها المقتضب والذي زاد من حنقه وغضبه : -طيب بصي بقي , ان كنت فاكرة ان حياتك معايا هتبقي فبها براحتك تبقي بتحلمي...طول السنة دي تحترمي نفسك وتحترمي الراجل إلى هتتجوزيه ..فاهماني طبعا وهنا رفعت نظرها له بعد ان أصابتها الصدمة من طريقته بالكلام , غير حديثه والذي جاء كالسكين ينغزها, فهمست بألم لم يلاحظه وهي تنظر له بجمود: -احترم نفسك انت بتقول ايه رفع كتفه ببرود ثم شملها بنظرة دونية رادفاً بمرارة غاضبة يتهمها بما يحدث, بل ويحملها كل الذنب متجاهلاً لاهتزاز نظراتها: -بقول ايه!...انت عارفة مين بيدفع تمن غلطتك اختي إلى كان فرحها كمان كام يوم...هي إلى بتدفع تمن قلة تربيتك , وانا في النهاية هتجوز واحدة ...! **ت قاصدا أن يحقرها ويزيد من مهانتها , فكان يحدقها بنظرات موحية بحقارة ما يود قوله لوصفها...! وبصعوبة أمسكت تلك الدموع المتجمعة بأعينها في محاولة منها أن تتحدث بثبات حتي لا يظهر له ضعفها إلى أن قالت بالأخير مدافعة عن حالها: -يعني هي غلطتي لوحدي...واخوك مغلطتش , ولا انت شايف ايه.. أجابها بتهرب من حديثها الذي أصابه من الداخل يخبره بالحقيقة الذي يتجاهلها عمدا: -اخويا غلط مغلطتش هو راجل ... ثم هب سريعا واقفا من مكانه مكملا: -عموما هي سنة يا....انسة نيرة , نحترم فيها بعض ...سلام. خرج ليتركها خلفه بسهام تغرز بقلبها محررة اخيراً تلك العبرات المختنقة بعينيها. وكما يقال (لا يوجد لقاء يأتي عبثا في الحياة كل انسان تصادفه هو إما اختبار أو عقوبة أو هدية من السماء.....) وبداخلها تعلم أن مازن كان اختبار هي نالت السقوط فيه وبجدارة سوداء... فماذا عن كريم ليتردد السؤال داخل روحها المكلومة (هل هو عقوبة ...أم هدية من السماء)! ************************************** يمكث في غرفته منذ أن خُطفت منه وأمام عينه بل وبموافقته, فريدة ابنته من المرأة الوحيدة التي نالت عشقه ... عبرة متمردة هبطت على وجهه متذكراً يوم وفاة زوجته...ورد... كانت نائمة على سريرها بعد انجابها لفريدة هامسة له بتعب: -عبد الله ... قرب مني امتثل لطلبها فاقترب منها , ثم جلس بجانبها على السرير يحاوط جسدها بذراعه الأيسر بينما الأيمن يمسك بأناملها يقبلهم برقة هامسا بتساؤل : -انت كويسة ياحبيتي ؟ ربتت على يده الممسكة بيدها متمتمه بنبرة منهكة من شدة التعب: -قلبي مش هيستحمل يعيش ياعبد الله... ضغط على أناملها بينما ذراعه يضمها ويقربها له أكثر وأكثر, ثم طبع قبلة على خصلاتها هامساً بحزن ورجاء يطمئنها ويطمئن حاله معها: -متقوليش كده ياورد ..انت هتعيشي متقوليش كده ابتسمت له بوهن فتقا**ها نظراته العاشقة له: -ياريت انا نفسي اعيش معاك انت وفريدة حتي لو في واحدة تانية بتشاركني فيك... قبل مقدمة رأسها مرة اخري قائلاً بذنب وأسف: -انا اسف لو جرحتك في يوم, اسف اني اتجوزت جلنار..بس انت عارفة الظروف... ضغطت على يده الممسكة بها بوهن هاتفة بحنان : -عمري ما ازعل منك ياعبد الله, انت حب حياتي ...خد بالك من فريدة لو جرالى حاجة... ونهاية الذكري كانت بصعود الروح إلى بارئها وهي بين يده...بل بأحضانه.. اجفل من شروده على صوت جلنار : -مالك ياعبد الله ... اشاح بنظره عنها هاتفا بفتور: -مفيش ...نورا جاية امتى؟ أجابته بنبرة ساخرة وهي تلوح بيدها: -طب كويس انك لسا فاكر بنتك , انت كنت محسسني انه معندكش غير فريدة... التفت له بنظرات حادة صائحا بهجوم: -عاوز ايه ياجلنار, فريدة بنتي هي إلى بتدفع تمن غلط ابنك...هي الوحيدة إلى بتدفع تمن كل حاجة...هي إلى بتدفع تمن قعدتك في القصر ده وانك تعيشي جلنار الشيخ... لم تتأثر بحديثه بل تأففت منه قائلة ببرود: -نصيبها ومحدش بياخد اكتر من نصيبه... ثم استقامت من مكانها مكملة: -نورا جاية بكرا عشان تحضر فرح اخوها اخر الاسبوع... لم يتحدث مرة أخرى والتفت إلى الشرفة ينظر منها , فتركته وخرجت من الغرفة ببرود ,وخلفها كان يود لو يعود به الزمن ولم يتزوج سوي ورد... فرغم كل هذا العمر هو لم يستطيع أن يبقى مع جلنار ابنة عمه سعيدا, لطالما كانت قاسية القلب وكفي حقدها على ابنته فريدة ... زفر بحزن ثم مسح وجهه بيده داعيا أن تكن ابنته بخير كما يتمنى ..! ******************************** وقفت داخل شرفة غرفتها تتذكر تفاصيل الامس عندما كانت تهم بارتداء فستانها الذي اختارته بعناية من أجل الحفل التي أقامته صديقتها ودعتها له, وبنفس الوقت كانت تنتقيه بحرص حتى ترى انعكاس هيئتها بأعين زوجها فيبدي اعجاب به. في نفس الوقت كان يدخل إلى الغرفة ويتضح على ملامحه الارهاق, قام بنزع سترته يرميها بإهمال , ثم جلس على السرير يتكئ عليه باسترخاء ,فاقتربت منه هاتفة بنبرة قلقة من هيئته المتعبة: -مالك يا يامن شكلك تعبان هز رأسه نافيا وهو مغمض العينين: -لا ابدا يا مريم مش تعبان جلست قبالته ثم ربتت على ص*ره برقة وابتسمت له قائلة بنبرة حنونة: -طيب تحب احضرلك الحمام تاخد شاور قبل مانخرج فتح عينيه ثم رفع نظره لها, ليلفت انتباهه ما ترتديه ,كانت فقط ترتدي قميص قصير بلون أ**د مما جعله يلامس بشرة ذراعيها الع***ة بخفة تلاها اقترابه منها هاتفاً بعبث متذكراً حديثهم الصباحي: -طبعا احنا المفروض نروح الحفلة صح اومأت له إيجاباً , فأقترب أكثر جاذباً إياها من خصرها لتقع بين أحضانه تتعانق نظراتها مع نظراته , ليهمس هو أمام ملامحها الهائمة به والتي تعطيه نفخة ذكورية غير عادية: -طيب فين الاغراءات .. احمر وجهها خجلا فتهربت من نظراته قاطعة ذلك العناق الذي كان يستمتع هو به مما جعله يزمجر رفضاً بينما هي تمتم بخفوت ورقة ذائبة: -لما نيجي من الحفلة يا يامن ...,دلوقتي لازم نلبس عشان منتأخرش تحركت انامله عابثه بخصرها ثم رفع نظرها له مرة أخرى مكملا همسه ال**بث الآمر: -بس انا عاوز دلوقت يامريم .. ودون أن يعطيها أي مجال للاعتراض , كان يزيح طرفي قميصها , وهي تستسلم مرة أخرى لهذا العالم الوردي الذي يخ*فها به يعيش معها لحظات تري بها يامن آخر غير زوجها ذو الحديث البارد...! بعد فترة كانت ارتدت فستانها تنظر إلى انعكاسها بالمرآة وخلفها كان يامن ينظر لها بإعجاب بينما هو يقوم بغلق أزرار قميصه , وقف خلفها ثم جذبها إليه من ظهرها الذي ارتطم بص*رها مما جعله يرى ابتسامتها بانعكاس المرآة, ثم طبع قبلة على جيدها هامسا: -الفستان حلو عليكي التفتت له قائلة برقة: -عجبك عليا.. اومأ لها بالإيجاب ثم هز رأسه هامسا بمرح وتوكيد: -عجبني وعجبني.. اتسعت ابتسامتها بينما تعاود التحدث بسؤال آخر وهي تتخصر : -طيب وصاحبة الفستان.. وإجابته كانت قبلة على شفتيها جعلتها تغمض عينها فأجابها ببساطة: -صاحبة الفستان مفيش خلاف انها عجباني واوي.. وانهي حديثه بغمزة مما جعلها تشعر ببعض السعادة , سعادة هي تعلم جيداً أنها وليدة اللحظة.. وستنتهي! حرر جسدها من سطوته, ثم أكمل ارتداء ملابسه كما فعلت هي المثل بترتيب هيئتها التي تبعثرت بسبب عبثه الذي لا ينتهي..! فاقترب منها قائلا: -يلا بينا اومأت إيجابا ثم تأبطت ذراعه بسعادة ,ليخرجوا بعدها إلى الحفل... لم يكن الطريق طويلا من القصر وصولا إلى منزل صديقتها حيث الحفل المنشود, فقط استغرقوا أقل من نصف الساعة .. دخلت مريم بجانب يامن حيث كانت حديقة المنزل يصدح بها الموسىقي الصاخبة نوعا ما ,بينما يامن ينظر حوله ليتفاجأ بالتفاف العديد من الفتيات حول مريم التي اصبحت بعيدة عنه بسبب تجمعهم حولها يرحبون بها بين كلمات عتاب عن قلة ظهورها واختفائها بعد الزواج, أما هي كانت تستقبل استقبالهم بفرحة حقيقة مما جعله يتأمل سعادتها التي تظهر على ملامحه بأقل الأحداث.. وجد صديقاتها يلتفتون له يحدقون بها مغمغمين بتساؤل خفي عنه , مما جعلها ترتبك فأجلت صوتها بخفوت مشيرة إليه هامسه لهم: -جوزي ...يامن ... ابتسم بخفة بعد تعريفها له فكانت إجابته تلك الابتسامة وإيماءة بسيطة وجهها إليهم, فانطلقت نظراتهم معجبة بوسامته التي لا ينكرها أحد ... كان يهم بالابتعاد عنهم حتي يعطي مريم مساحة الانفراد بصديقاتها ولكنه توقف عندما وجد زوجته تبتعد عن صديقاتها لتقترب من امرأة تسير بخيلاء لفتت نظره بزينتها المتقنة ونظراتها الواثقة , بل ان جسدها بالكامل ينبض بالثقة , بقي واقفا مكانه يراقبهم عندما تعانقت مع زوجته فعلم حينها أنها صاحبة الدعوة وصل إلى سمعه صوت زوجته يهتف باسمها : -وحشتيني ياميرال أجابتها ميرال بابتسامة انيقة بعد أن قبلت وجنتها: -وانت كمان...وحشتيني يامريم...البنات قالولي اتجوزتي هزت رأسها بارتباك ثم قامت بالإشارة ليامن القائم بالقرب منها: -اه إلى هناك ده جوزي ... كان ينظر لهم ليعلم أنه محور الحديث بينها وبين صديقتها خاصة عندما أشارت إليه ,و حينها لفت نظره نظرات صديقتها التي القت له وعليه ,كانت نظرات إعجاب واضحة وص**حة , وربما ..ربما جريئة , والتقطها هو على الفور.. لم يتحرك من مكانه ليذهب إليهم فاقتربت منه زوجته وتلك الواثقة برفقتها تسلط عليه نظراتها الجريئة ثم مدت يدها بغرور انثوي تجاهه هاتفة برقة ونعومة: -مب**ك على الجواز ...مريومة دي رقة المجموعة من ايام الجامعة بادلها التحية مبتسما بجاذبية راسماً الثقة هو الاخر وكأنه معجبا بما يحدث: - الله يبارك فيك.. باغتتها مريم متسائلة تخرجها من تأملها بزوجها والذي لم تلاحظه هي : - بس دي حفلة ايه ...دي بمناسبة رجوعك لمصر ضحكت ميرال بأناقة ورقة ملفته وجذابه هاتفة بنعومة وهي ترمق يامن تمرر له نظرة جانبية: -لا ...دي حفلة طلاقي...! وبعد اجابتها كان ال**ت والذهول من مريم , والاعجاب الزائد من يامن وإن انكر.. لم يمكثوا في الحفل كثيراً حيث ابدي يامن رغبته في المغادرة , متهربا من نظرات تلك الأنثى وإن راقت له تلك النظرات وللغاية.. وصلوا في سكون الليل إلى القصر و ما إن دخلوا إلى غرفتهم حتي خ*فها مرة أخرى لعالمه الوردي...راغباً في المزيد من الاغراءات, ناسيا تلك الجريئة تماما..!!! *********************** تأملهم من بعيد وهم غارقين بالنوم, كالملائكة توأمه الغالي (عهد وعلا).. تن*د بحنان مقترباً منهم طابعا قبلة أبوية حانية على مقدمة رأس كل واحدة منهن , ثم احكم الغطاء عليهم. ,وخرج من الغرفة بهدوء قاصدا غرفة زوجته ريتا... كانت تجلس شاردة امام شرفة الغرفة تدخن بشرود وهي تتابع سحابة تدخينها المُرة ... تعقص خصلاتها بإهمال, بينما هو يقف مكانه يرمقها بتعجب.. ريتا بالنسبة له أنثى التعقيدات التي لا يحبذها, ولكنها والدة توأمه الغالي ورغم كل شيء هو يعترف أنها والدة حنونة ومراعية ..!! اقترب منها بخطوات بطيئة هاتفاً بتساؤل وحيرة: -بتعملي ايه ياريتا وواقفة كده ليه وبتفكري في ايه... لم تلتفت له ولكنها نفثت في سيجارها ثم أجابت بغموض: -احنا لازم نتطلق ياغسان.. لازم اقترب منها اكثر يجذبها إليه ..يجبرها أن تلتفت إليه , وحينها لم يجد منها سوي نظرات غائمة وكأنها في عالم آخر. تحدث بهدوء فعلاقته بها انتهت منذ أول ليلة لهم سويا, علاقتهم تختصر بالتعقيدات اللانهائية وفقط بقي لأجل بناته: -انت عارفة اننا في حكم المتطلقين إلى بينا عقد جواز مش اكتر يا ريتا وانت قلتي انك مش عاوزة تبعدي عن بناتك.. هزت رأسه تبتلع ريقها المر بألم نازف بها تود أن تبوح بأسرارها ولكنها لا تستطيع, همست اخيرا بشرود: -غسان انت ليه لما وصلك السي دي اني بخونك فيه مقتلتنيش ابتعد عنها وكأنها بذكر الخيانة تجلده بعار يلمسه ..يشمئز منه ليجيبها بقسوة: -يمكن عشان متستهليش باغتته بسؤال آخر متجاهله قسوته ومرارة كلماته: -انت اصلا حبتني ياغسان, احنا اصلا حبينا بعض ساد ال**ت بالغرفة قبل أن تكمل حديثها بشرود وتيه متقطع: -غسان انت عارف اني مخنتكش صح...انت بس اتصدمت لما لقتني مش بنت اول الجواز...يومها انت ثورت فاكر...ض*بتني وانا انا.. لم تكمل حديثها عندما صرخ هو: - اسكتي ايوه فاكر.. اسكتي هزت رأسها هاتفة بنبرة تقطر ألم: -بس انا مزعلتش منك ,عارف فكرتني بحد غالى عليا اوي لم تكمل بل ابتلعت ريقها تتابع بحزن: , كنت هتطلقني بس استنيت معايا لما حصل حمل ... هتف بتعب وهو ينظر لها بألم يداريه بقسوة تلمع من عينيه : -عاوزة ايه ياريتا.. متقوليش كلام انت مش فاهماه..انا بدل المرة مليون قلتلك اديني تفسير لأي حاجة وأنا هبدأ معاك من جديد.. قوليلي انت خنتيني ياريتا... ريحيني! ابتلعت ريقها بمرارة ؛ متذكرة محاولته معها أن تبرر له ما يحدث ولكنها كانت تلتزم ال**ت ، ومن داخلها تهمس لو فقط يدري بمقدار الألم المتفاقم داخلها لأجله ولأجل بناته ؛ هزت رأسها ثم أجابته وهي تهوي على السرير خلفها: -مش عاوزة , بس انا مخنتكش بعد الجواز , غسان انا كنت بدور على حاجة افتكرتها فيك.. زي مانت كنت فاكر انك بتحبني .. ساد ال**ت فمسحت وجهها بيدها قائلة: -غسان لازم نتطلق... تساءل بحيرة حيث أنها من قبل رفضت الطلاق معلنة بعدها أنها ستبقى من أجل صغارهم: -ليه واجابتها كانت بنبرة قاسية غريبة كانت تتضمن المزيد من الحيرة والتوجس: - عشان خاطر..! أنا مبقتش عاوزة العيشة دي...أنا عاوزة ارجع أمريكا.. اعيش حياتي هناك…يمكن اقابل حب حقيقي.. شعر أن أحدهم يض*به بقوة بعد أن قالت ذلك وشعور بالغيرة يتسلل إليه؛ فهي على اسمه كيف لها أن تقول ذلك.. كان يود أن يصفعها ولكنه تراجع.. وخرج كابحاً غضبه بصعوبة.. اما هي كانت خلفه تبكي عامية بمرارة: _عشان احميكم ياغسان...عشان احميكم!!!. وانفجرت بعدها بالبكاء…!! ************* لا يدري متي وصل إلى منزله الذي وضع به فريدة ... زوجته الثانية ...! عندما كانت هي في ذلك الوقت نائمة أو هاربة من واقعها وحقيقة ما تحيا به.. اقترب منها يهزها بعنف جعلها تطلق صرخة عالية وهي تستيقظ فزعة. ..على وجوده بنفس الغرفة بل وبالقرب منها ... انكمشت على نفسها وهي تبتعد عنه بينما هو يقترب منها بهدوء ينافي غضبه من حديث ريتا, هتف بها بعد لحظات: -بتبعدي ليه , قربي امتثلت لأوامره مقتربة بحذر وخوف ليكمل هو: -جهزي نفسك عشان بعد فرح اخوكي هتروحي بيتي التاني ... صدمت من حديثه تهمس بنبرة متعجبة: -هو انت مش متجوز ليه هتاخدني هناك هز كتفه ببرود هاتفا: -هنتطلق , وبصراحة معنديش وقت ادور على خدامة لبناتي تاخد بالها منهم ... شملها بنظرات لعدة ثواني قبل ان يقترب منها مكملا بهمس: -وبرده مليش في الحرام ياديدا , فلما اطلق اكيد عاوز مراتي التانية ...ولا ايه... ابتعد عنها فجأة كما اقترب , ليشير إلى علبة موضوعة على منضدة مستديرة بالغرفة هاتفا بأمر: -البس إلى في العلبة دي.. .ليغمز لها بوقاحة: -عشان النهاردة هنتمم جوازنا ... تشنج جسدها من حديثه ثم اقتربت منه قائلة بتوسل: -طب سيبني شوية اتعود عليك احنا بقالنا يومين بس متجوزين ... ابتعد عنها متحدثاً ببرود: -عادي إلى هيحصل بينا مش لازم تكوني متعودة عليا اعتبريه جواز تقليدي من بتوع زمان ..نفذي كلامي وانت ساكته ...عشان تبقي ليلة لطيفة علينا... ثم خرج وتركها خلفه تشعر بأن الارض تدور بها ... تشعر أنها النهاية التي كتبت من أول لحظة كتبت فيها على اسمه , ولكنها تجاهلت الأمر...!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD