اقتباس اخر

1028 Words
خرج غسان من تلك الذكري البعيدة علي صوت يامن الماثل أمامه هاتفا بتعجب : -خير في ايه .. هب غسان من مكانه بعصبية ونظرات مستوحشة قائلا بحدة وهو يقترب منه: -خير..! هو فين الخير تعجب يامن من طريقته وأسلوبه فقال: - مالك ياغسان صاح الآخر بنبرة بها اشتعال وغضب يسأله بينما هو أكيد بالإجابة: -انت اتجوزت ميرال الغنام..! تجهمت ملامح يامن للحظة قبل أن يبتسم بسخرية قائلا وهو يجلس علي المقعد خلفه : -انت بتراقبني بقي.. خبط غسان يده أعلى المكتب بقوة هاتفاً بنبرة سوداء مترافقاً مع اقترابه من يامن: -انا بسأل سؤال وعاوز اجابة.. هز يامن رأسه بايجاب هاتفا ببرود وهو يشعل لفافة تبغ من جيبه : -اه اتجوزت ميرال , الباشا عنده مانع.. حاول غسان السيطرة على خلايا جسده المتحفزة للقتال مع ش*يقه فيسأله بنبرة جاهد أن تخرج هادئة: -ومريم..! هز يامن كتفيه ينفث الدخان وينظر له , يراقبه وهو يتلاشى فيهمس بلا مبالاة مفتعلة: -مالها مريم.. قالها وهو يخرج من جيبه لفافة تبغ آخري يدخنها بعد الذي نفذت من شدة الغضب الذي كان يسيطر عليه بصعوبة بالغة وثباته الانفعالي يساعد وبشدة ! مما جعل أخيه يزداد غضبه وهو يراه يدخن لفافة تلو الأخرى ببرود تام, عندها اقترب منه هادرا بقوة وهو يمسكها من تلابيبه ينزعه من مكانه: -مالها ايه.. هي دي امانة ابوك.. هي دي.. أمانته ابعده يامن وابتعد عنه قائلا بلهجة غاضبة.. وهو يلقي بما في يده : -وانا مالي ذنبي ايه اتغصب علي الجواز من واحدة مش عاوزها.. مش طايقها..! كان الصراع في الحديث علي أخره.. انفعال من الطرفين, التراشق بالحديث كان على وشك الوصول ألي تبادل اللكمات والتخلي عن أي ثبات يذكر! وفي نفس اللحظة التي عادت فيها مريم برفقة فريدة بعد أن اخبرها الطبيب بتأكيد حملها وأن الجنين في بداية شهره الثاني..! التفتت مريم إلى فريدة هاتفة بفرحة تقفز من عينيها وكلها, كانت مريم ككل كتلة فرحة وبهجة , تشع أمل وسعادة : -انا فرحانة اوي يافريدة زمان يامن هيفرح.. انا مش مصدقة اخيرا هبقي ام. ابتسمت لها فريدة التي قالت بنبرة فرحة حنونة لأجلها تراقب فرحتها بسعادة: -مب**ك يامريم.. تستاهلي كل خير.. انا هطلع انا اشوف البنات لو انت لسا هتفضلي هنا.. اومأت لها مريم قائلة بابتسامة: -لا انا شوفت عربية يامن بره.. اكيد مع ابيه غسان في المكتب.. انا هروح اشوفه.. ابتسمت لها الأخرى داعية من داخلها أن تستمر تلك السعادة لتلك الرقيقة التي كانت دائما ترى الحزن ساكن بنظراتها , صعدت بعدها إلى الأعلى, لتذهب مريم باتجاه المكتب لتخبر زوجها.. بحملها فيشاركها الفرحة! بالداخل كان الغضب من الطرفين والتحفز على أشده فهدر يامن: -مش ذنبي ان عمك اتجوز واحدة جدك مش راضي عنها, مش ذنبي اشيل انا بنته عشان ابوك ضميره انبه قبل مايموت.. **ت قليلا ليكمل بنبرة صارخة أفزعت غسان: -انا مبحبش مريم..مبحبهاااش.. أقترب منه غسان هاتفاً بنبرة عالية: -امال بتحب ميرال.. أجابه سريعا ً: -لا.. زاد جنون غسان وهو يسأله : -امال اتجوزتها ليه.. انطق.. هز يامن كتفه ببرود قائلاً : -اتجوزتها عشان عجبتني.. وانتهينا انت مش وصي عليا ثم التفت إلى باب المكتب يفتحه في إشارة منه لانتهاء الحديث تاركاً خلفه اخيه الاكبر متعجبا غاضباً في أقصى مراحل العصبية والجنون من أخيه وفعلته غضب يزداد ونيران تشتعل من اسلوبه وطريقته.. الهادئة وكأن شيء لم يكن! ولكن كل ذلك تحول إلى صدمة عندما قام يامن بفتح باب الغرفة ليجد مريم أمامه.. مما جعله يرتد لخلف بفزع وخوف حقيقي وهو يراها بملامح مرتعبة .. شاحبة.. مجهدة.. وهو يراها بصورة منتهية! خاصة عندما همست بنبرة تجاهد الثبات: -انا بنت عمكم ازاي..؟! ساد ال**ت قليلاً قبل أن يقترب منها يامن إلا إنها ابتعدت عنه هامسة بنبرة متعبة وكأنها على وشك أن تفقد وعيها,, على وشك السقوط والنهاية تلوح لها بيدها: -اتجوزت عليا ميرال مين.. ثم **تت قليلاً وهو تشير لنفسها بغير إدراك: -صاحبتي..! ميرال صاحبتي لم يجبها فقط نظراته كانت تطالعها بقلق من حالتها تلك ولكنها اقتربت منه قائلة بنبرة عالية شيء ما: -رد.. اتجوزت ميرال صاحبتي.. لم يجاوبها كان داخل بوتقة الصدمة ؛ولكن غسان اقترب منها قائلا بلهجة حانية وهو يمسك بيدها المرتجفة كما جسدها الذي يهتز من الداخل والخارج: -اهدي يامريم.. اهدي ياحبيتي.. هزت رأسها نفيا عدة مرات بجنون هستيري قبل أن تصرخ بهم وهي تخبط بكف يدها أعلى قلبها: -انا مين.. انا مين طيب ؟! تنهمر عبراتها ويزداد ألمها فتقترب من يامن تواجهه وتسيطر عليه بنظراتها المعذبة تعانقها فربما ما هي فيه الآن مزحة , تهمس وهو أمامه مباشرةً تسأله ترجو منه إجابة: طيب انا قصرت في ايه يا يامن عشان تتجوز عليا صاحبتي.. ثم انهارت أكثر وهي تسأل بوهن وجسدها يهتز ألما : -طب انا مين بنت عمكم ازاي؟! كانت الاسئلة تتكرر منها بطريقة هستيرية , طريقة نحرت غسان ويامن ! لم يتحدث أحد ولم يمتلك أي منهم القدرة على تهدئتها .. فأي تهدئة واحتواء مع تلك الصدمات والحقائق القاسية على شخصية رقيقة هشة كمريم! ليخرج منها أخيراً صرخة عالية تعبر بها عن كل شيء وكأنها لا تملك سوى تلك الصرخة قبل أن تفقد الوعي وينساب الدماء بين قدميها..! في مشهد تراجيدي بامتياز , مشهد يصلح لتلك المسرحية الحزينة التي كانت فيها مجرد بيدق يتم تحريكه دون أن تملك داخله القدرة على الاختيار! فيأتي هنا مشهد النهاية ولحن الخاتمة يتعالى يسطو على المكان لجنين تمنته.. ! ورجل أحبته..! وحياة أرادت الحصول عليها! ولكن عبثاً.! وأسدل حينها الستار على سنواتها الماضية, انتهت الكذبة..! فحياتها بأكملها مبنية علي كذبة.. حتى نسبها خدعة! فقاعة من الوهم والزيف كانت تعيش داخلهم! وبين صراخ غسان بوالدته أن تتصل بالطبيب وذهول فريدة وعينيها الباكية.. كان يقف يامن يراقب بجمود فاقد القدرة أن يستوعب ما يحدث ,مستمعاً إلى كلمة فريدة الصارخة التي أصابته بوجع وكأنها صوبت نحوه سهماً مسوماً: -مريم حامل...! وانتهي حينها الحمل.. بل انتهي كل شيء..! ########## _اتجوزت عليا ميرال مين.. !! ثم **تت قليلاً وهو تشير لنفسها بغير إدراك: -صاحبتي..! ميرال صاحبتي لم يجاوب سؤالها المعلوم إجابته لها ؛ فقط نظراته كانت تطالعها بقلق من حالتها تلك ولكنها اقتربت منه قائلة بنبرة عالية شيء ما: -رد.. اتجوزت ميرال صاحبتي.. لم يجاوبها ولكن غسان اقترب منها قائلا بلهجة حانية مدمجة بقلق وهو يمسك بيدها المرتجفة كما جسدها الذي يهتز من الداخل والخارج: -اهدي يامريم.. اهدي ياحبيتي.. هزت رأسها نفياً عدة مرات بجنون قبل أن تصرخ بهم وهي تخبط بكف يدها أعلى قلبها: -انا مين.. انا مين طيب ؟! تنهمر عبراتها ويزداد ألمها فتقترب من يامن تواجهه وتسيطر عليه بنظراتها المعذبة تعانقها فربما ما هي فيه الآن مزحة , تهمس وهى أمامه مباشرةً تسأله ترجو منه إجابة تنفي عذابها: -طيب انا قصرت في ايه يا يامن عشان تتجوز عليا صاحبتي ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD