هو عاشق لها ومازال.. !!
هو هائم بها ومازال.. !!
وهي ساكنة بالقلب ومازالت..!!
والآن ماذا...؟!, لقد تباعدت الطرق وافترقوا بعد أن اقتربوا من اللقاء ...
افترقوا بعد أن كادت أن تكن ملكه, وكم كان هذا حلم طال الإنتظار لتحقيقه ولكن ذلك لم يحدث أبداً..!
فالإنتظار لم يعد ذات قيمة ..!
لقد انمحي الأمل واليوم كان يختم صك هذا الفراق ..!! لقد تزوج اليوم من آخرى , وتلك الآخرى لم تكن سوى ش*يقتها !
شعر بوخز حاد بداخله فوضع يده على موضع القلب, يشعر بقلبه وهو ينبض سريعا من شدة الإنفعال مماهو فيه..يالله إنه إلى الآن لايصدق ولا يستوعب كل ماحدث في الفترة الأخيرة.., وكيف يستوعب كيف ؟!
أطلق صرخة خافته رغماً عنه كان صداها بداخله انين و وجع..!
ثم نظر إلى صورتها القابعة على مكتبه الخاص بغرفته تخبره لقد انتهينا..؟! أو تلومه ولا يعلم شيء سوى أنه يتذكرها اليوم وهي تقف بجانب زوجها بوجه جامد..!
دمعة داخله كانت تؤنبه فهو أيضا شارك فى وجعها, لقد اصابها كما فعل الباقي..!
أمسك أطار تلك الصورة يتأمل ملامحها الصافية المبتسمة يتذكر عندما كان يقف معها أمام جامعتها في يومها الأخير بها ..!
كانت تخرج من بوابة الخروج تلوح له بيدها ما أن شاهدته يقف بعيداً, تهديه ابتسامة فيمنحها تلك الابتسامة ومعها دقات قلبه المتزايدة لأجلها هي..!
اقترب منها هامساً أمام عينيها وهو يتشرب ملامحها بحب :
-مب**ك , خلاص كده خلصت جامعة..
ارجعت خصلاتها خلف أذنها برقة وهي تجيبه بنبرة فرحة:
-اه الحمد لله أنا مبسوطة اوي..
تأملها قليلا متجاهلا الجميع من حوله يخ*ف لحظة سعيدة معها , فخجلت هي ..تبعد نظرها بعيداً , مما جلب ابتسامة آخرى لقلبه المتيم بها فأمسك هاتفه الخاص يصوب عدسة الكاميرا الخاصة به أمام وجهها هاتفاً:
-طب يلا اصورك بقى بالمناسبة دي
هزت رأسها إيجابا ثم ابتعدت هي قليلا وهي تبتسم بفرح حتى يتمكن هو من أن يأخذ لها صورة أفضل..
خرج من تلك الذكرى بغضب فلم يشعر بنفسه وهو يمسك بإطار الصورة يلقيها بعنف عاشق غاضب..!!
يائس..!
وبعد أن ألقى بإطار الصورة وقف مكانه ينظر إلى شظايا الزجاج المتناثرة على أرضية الغرفة فيشعر حينها بالندم..!
انحني بجذعه يمسك بصورتها من بين الشظايا ودمعة حائرة تقف باستحياء على باب العين.. تخشى جرح هذا العاشق أكثر من ذلك..!
كانت والدته تنظر إليه تتأمله بقلب مكلوم عليه , تشعر بألمه وجرحه , فاقتربت منه بخطوات مترددة قلقة حتى وقفت خلفه تربت على ظهره بحنان.. قائلة بنبرة هادئة :
-وبعدين ياموسى.. من ساعة ماجيت يابني وانت علي الحالة دي.. ايه اخرتها معاك
مسح علي وجهه بحنق ,يحاول ان يهدأ ينشد راحة لا تعرف الطريق إليه , ثم التفت إلى والدته يمسك بيدها مقبلا ظهرها بحب رادفا بنبرة جاهد أن يمحي الحزن منها:
-خلاص ياماما.. انا بقيت كويس اهو..متضايقيش نفسك عشان خاطري..!
وبنبرة أم حنونة تحاول أن تحتوي ولدها, تعمل جاهدة أن ترمم جراحه.. هتفت:
-لسا بتحب فريدة..؟!
ساد ال**ت للحظات بينما هي تتمنى أن تكن الاجابة نفياً, فلقد توازت الطرق وانتهى اللقاء.. !ولكن إجابته كانت باترة لأملها بمقصله باردة:
-وهفضل احبها.. انا بحيا بيها ياماما..
جذبته لأحضانها عندما شعرت بوجعه المتخلل لنبرته قائلة بنبرة لا تقل عنه وجعاً وألماً وهي تربت على ظهره:
-انت خلاص بقيت جوز اختها ياموسي.. وهي بقت علي ذمة راجل تاني انسي يابني, انسي عشان تعيش مرتاح..!
ابتعد عنها بعنف بعد أن تشنج جسده صارخا بنبرة مستنكرة ونظرات تهيم بالجنون:
-ارتاح..
**ت وهو يتمعن بالنظر إلى ملامح والدته الخائفة عليه ليقترب منها هادراً وهو يمسك بيدها يضعها موضع قلبه قائلا:
-خرجيها من قلبي وانا ارتاح..
**ت قليلا وهو يتنفس بحده قبل أن يكمل بانهيار:
-فاكرة لما كنت بتاخدينا في حضنك.. وتطبطبي علينا فاكرة ياماما..؟!
اومأت والدته فيقول هو بنبرة عاشقة حزينة.. متألمة يسرد حباً عاش بهِ يخبرها كم هو مجروح:
-فريدة اول حب ..اول لمسة.. اول نظرة..
توقف عن الكلام وص*ره يعلو ويهبط من شدة الانفعال ليستأنف حديثه بجملة أثبتت لوالدته أن موسى ليس من السهل أن ينسى فريدة وربما مستحيل:
- فريدة تبقى اول دقة واخر كلمة في قلبي..ياماما!!
أنهى جملته وهو يضغط على موضع قلبه هادراً بنبرة أعلى وأشرس:
-حب سنين .. دول سنين انسي ازاي بس..؟!
والاجابة كانت **ت .. فقط **ت, والنهاية الأقدار رقدت في مكان غير مرقدنا.. الأقدار ذهبت بلا عودة لمرسانا ..!!
والمشهد أغلق ستاره على عشق لم يكتب له أن يكتمل للنهاية..!
على قلب مجروح يتألم..!
على رجل قدره أن يتغير..! فكان النقيض!!!
*****************
في قصر عائلته يجلس بملامح متحفزة يحدق بوالدته بغضب.. تنتابه الحيرة فوالده الذي حضر الى المنزل بعد خروجه من المستشفى مع توفير الرعاية الصحية اللازمة له,يرفض وجودها, لايريد رؤيتها.. ولا يعلم ما السبب..!
الحيرة والغضب والقلق والشعور بالخزي كل هذا كان يتجمع داخله يقتله بطريقة مميته بطيئة سيئة..!
استقام من جلسته ثم اقترب من والدته صائحا بعصبية وهو يحدق بعينيها التي كانت تتهرب منه أو من شيء آخر هو لا يعلمه:
-بابا ماله مش عاوز يشوفك ليه ..!رافضك ورافض وجودك حواليه ليه..؟!
تتهرب من نظرات ولدها الثاقبة , فكانت تتلفت حولها تحاول أن تستجمع قوتها وهذا كان صعب .. للغاية!
ورغم ذلك نظرت له بتوتر وشرود..!
وبداخلها تفكر بعد كل تلك السنوات تشعر أنها على الحافة مع زوجها..! فبماذا تخبر ولدها؟!
هل تخبره أن والدته اجبرت والده على الزواج بأكثر الطرق وضاعة وانحطاط.. ؟!
هل تخبره أن والده كشف هذا السر اليوم..؟! والده عرف كل شيء بعد كل هذه السنوات الطويلة..!
توتر وقلق خوف ورهبه كل هذه المشاعر كانت تتفاقم داخلها لأول مرة فينتاب أفكارها بعض التشوش , لتجيب كريم ببضع كلمات متقطعة .. يفضحها نبرتها الغير متماسكة:
-معرفش اسأله..؟ وأنا اعرف منين!
يتأملها هو عن قرب يركز بملامحها التي كانت دائما جامدة لا تعبر عن شيء , يراقب هو ذلك التغيير البائن على حركتها ككل , ذلك الخوف المنبعث من نظرات عينيها يؤكد داخله ذلك الشعور بوجود كارثة آخرى, فاقترب منها هادرا بنبرة عالية:
-اسأله..؟!
توقف عن الكلام .. يجمع أفكاره المبعثرة داخله ككقطع البازل المتناثرة داخل زحام حيرته فيهتف بانتباه, بنبرة استهجان واضحة:
-انت عارفة الاول مصيبة بنتك.. عارفة عملت ايه..؟!
هل تهتم بابنتها , ربما القليل من الإهتمام فتهربت منه بنظراتها الباردة تفكر بوادي آخر ولدها يشعر بوجود شيء آخر..بينها وبين والده متناسية ابنتها دمها ولحمها؟!
فكرر سؤاله بإصرار وهو يري تغيرات ملامح وجهها الحادة يهدر بها , بل إنه يستجديها أن تقول شيء يريحه :
-ماما بنتك غلطت مع موسي..
لم تجيبه , ما زالت كما هي تنظر بجمود فاقترب منها أكثر يهتف بنبرة مختنقة يخبرها بالحقيقة بل يعرضها أكثر أمام عينيها:
-انت ساكته كده ليه.. ؟!
هز رأسه بتشتت وهو يكمل بجنون يقتله ألا يكفي ما هو فيه:
-انا مش شايفك واخدة موقف زي الأمهات العادية..
وأخيرا تحدثت بصوتها الحاد كما كل ما فيها , تحدثت بكلمات باردة أصابته أكثر جعلته يتمنى لو أنها لم تجيبه , لينسج هو احتمالات آخرى, ولكن ردها هذا كان كارثة :
- والا مهات العادية بيعملوا ايه بقي ياسي كريم..؟!
يشعر بالألم , أجل هذا مايشعر به , هناك سكين حاد يشطر روحه , خارت قواه الان فاليوم كان ممتليء بالمصائب, فجلس على احدى المقاعد ..
ينظر لها تارة وللفراغ تارة اخرى ..!
يحاول استيعاب ما يحدث.. !
يشعر أن كل ذلك كثير ..
كثير.. !!
طاقته تنضب سريعا رغما عنه, بالأمس كان زواجه من فتاة دنسها الاخ..!
واليوم ش*يقته تتزوج تصحيحا للخطيئة.. اقترفتها بيدها هي ..!
فأي عذاب هذا الذي يحيا به وفيه !
هذا العذاب قاسي لا يتركه وينحره ..يقتله بتروي متلذذ بنزفه..!
وبكلمات يائسة خرجت منه بنبرة متأملة وهو ينظر لوالدته بعذاب حقيقي:
-الامهات العادية.. بتموت .. بتصرخ.. بتضرب..!
كادت أن تدمع عينيه وهو يقول جملته الاخيرة:
-نورا فرطت في شرفها ياماما..فاهمة يعني ايه!
ليتها تشعر بولدها , ليتها ترى جرحه الناطق ولكن هذا عبثا أن تشعر به وبقسوة ولامبالاة لحديثه هتفت وهي تجلس أعلى المقعد المقابل له:
-ما مراتك كده برده.. انت مكبر الموضوع ليه!
لا , هذا كثير عليه .. حقا كثير!! يكفي !! هدرها بداخله بانفعال غاضب..
فاقترب منها يرمقها بذهول أقرب للجنون صائحا بصراخ:
-مراتي مين.. انت مصدقة الليلة دي.. وبعدين لو هتقارني.. نيرة لما اخويا ضحك عليها كانت عيلة مكملتش تمنتاشر سنة.. وكان متجوزها عرفي.. انما بنتك لفت وراحت وجت.. وفرطت من غير اي حاجة..!
تأملها بجنون وانفعالاته الغاضبة تخرج من خلاياه تظهر لتلك الجامدة وهي تجلس أعلى مقعدها واضعة قدم أعلى الاخرى تسيطر على توترها.. قلقها.. وخوفها بمهارة حتى هتف أمام وجهها:
-انت ام ازاي..!
أطلق كلماته الأخيرة بصراخ أجفلها , زعزع ذلك التماسك الذى تجاهد المحافظة عليه بصعوبة بالغة..
استقامت من مكانها تحاول أن تقترب منه تحاول أن تصحح موقفها تتصنع بعض الدموع.. والتي كانت كاذبة كحالها..
ولكن صوت ابنتها نورا اوقفها ..وهي تهبط الدرج قائلة بنبرة باردة .. متشفيه:
-عاوز تعرف ياكريم بابا مش عاوز يشوف مامي ليه..
التفتت لها يراها تنظر لوالدته بتشفي.. غريب.. ولأول.. مرة يشعر أن نورا تود لو تحرق الجميع..هو يشعرها غريبة .اقترب منها بسرعة قائلا بغضب وهو يمسك مرفقها بقوة ضاغطا بأنامله بحدة:
-انت ياحقيرة مش قلتلك متخرجيش من اوضتك ,انت بجحة نسيتي عملتك, دانت عاملة مصيبة.. انت ايه مابتحسيش..!
رمقته بلامبالاة وبرود تام , ثم نفضت أنامله بعيدا , تبتعد عنه بخطوات متبخترة وهي تتخذ احدى المقاعد مجلسا لها هاتفة بنبرة خبيثة وهي تتكيء بأريحية:
-لا مش حاسة ..
ثم أتبعت الحديث بجملة أخرى كادت أن تصيب كريم بجلطة حقيقة:
-وبعدين بحب موسي..!
هم أن يصفعها وهو يقترب منها بأعين تطلق شراراً ولكنها أوقفته عندما قالت جملتها التي الجمته .. جعلته يجحظ بعينيه , بينما والدته تصرخ بال**ت:
-وبعدين ياكريم أنا مفرقش كتير عن ماما بقي..
يحاول أن يفهم معنى الحديث هو حقا يحاول وينكر ذلك الأمر الذي بات يتضح أمامه شيئاً فشيء وبحذر وترقب.. سألها بصوت خافت يرجو منها نفياً:
-قصدك ايه.. انطقى
هزت كتفها هاتفة وهي ترمق والدتها ببرود وتشفي وكأنها تنتقم:
-هو انت متعرفش ان بابي اتجوز ماما تصليح غلطة.. اقلك الكبيرة مامي رسمت خطتها.. عشان تخلي بابا مش في وعيه وتجبره يتجوزها.. المفجأة بقى بابا مكنش يعرف ان الي حصل بخطة منها بس ..!
ابتسمت بخبث وهي تستقم من مكانها تفرقع بأصبعها صائحة بخبث:
-بس ,اوبس.. بابا بقي عرف..! كل حاجة انكشفت
ارتد للخلف وكأن هناك صاعقة ض*بته.. ألم كبير يجتاحه , جرح يسيل دمائه رغماً عنه بداخل روحه..!
فيتسائل لما يشعر أنه بالقاع..!
بل هو انحدر كليا اسفله.. ! فكان القاع أعلاه ويالها من مكانة سافِلة!
التفت إلى والدته يرمقها حيث كانت تقف مذعورة ..
خائفة..!
متشنجة الجسد والملامح!
بعد ما قالته ابنتها التي تجلس بابتسامة غريبة.. منتشية بدت له مريضة..!
اقترب منها عدة خطوات يتوسل منها الصدق او الكذب إن كان يريحه من عذابه وناره:
-ماما الكلام ده صحيح..؟
و بنفي كاذب تمناه ولكنه لم يرتاح لسماعه,هو يعلم انها تكذب من نظرة عينيها, من ملامحها النابضة بالتوتر, فيستمع هو إليها محدقا فيها بنفور :
-لاياكريم.. دي كدابة , لا محصلش
ولكنه لم يصدقها.. هي كاذبة ملوثة آخرى..!
لما حياته بهذا الشكل؟ لما يحدث له كل هذا في وقت واحد؟ إن طاقته كبشر يستطيع أن يتحمل نضبت, حقا هو ينتهي..!
حاولت جلنارالإقتراب ولكنه ابتعد عنها كالملسوع ..
هو يود أن يموت حالا..!و ياليت تأتى الراحة ولكنه الآن قد انتهى..!
وبنظرة أخيرة.. كان يترك المكان هائما.. بشرود.. والسؤال أين يذهب..؟!
من يطيب جرحه من يحي روحه المتألمه.. ويوقف النزف..!
كان يقود سيارته.. والأحداث أمامه لا تتركه بحاله..! منذ هرب ش*يقه مازن.. زواج فريدة غصباً, لتختتم الامور بزواجه من تلك ا****ة المسماة بنيرة وبعدها تلك الوضاعة الذي سقط بها..!
مسح خصلاته بعنف ورغما عنه ذهب تفكيره لمن يهفوا لها القلب.. أثير..!
صديقة فريدة الهادئة الرزينة.. تلك الجميلة التي عشقها وفقط كان ينتظر منها الموافقة على الزواج ..
وبنبض قلب عاشق..!
دارت القيادة.. الى منزلها في إحدى الأحياء المتوسطة.. !
و لكنه عندما وصل اسفل ال*قار القاطنة به وجد هناك عزاء.. !
عقد حاجبيه وهو يهبط سريعا يسأل .. ولا يعلم لما يشعر ان اثير بالمعادلة..!
والاجابة كانت تماثل شعوره فوالدتها توفت.. غامت عينيه حزناً لأجلها فهم باالمبادرة للعزاء..حينما استوقفه صراخ.. لصوت يعلمه محفور بقلبه.. صوت أثير!
أما بالأعلى في شقتها كانت هي تصرخ بينما عمها يمسك بخصلاتها هادرا بعنف:
-اخرصي يافاجرة.. هتيجي معانا .. عاوز تدوري علي حل شعرك هنا..
انهمرت دموعها وهي تحاول تخليص نفسها منه ومن ظلمه فهتفت بنبرة متألمة:
-سيبني ياعمي انت عاوز مني ايه ,انا مش هتجوز ابنك علي جثتي..
ومن خلفه كان صوت ولده او الزوج المرتقب لها هاتفا بنبرة خبيثة كروحه هو ووالده:
-شكلها كده يابويا خايفة من حاجة.. الموضوع كده مش مظبوط..
كانت تنظر إلى بن عمها بأعين جاحظة فكانت صفعة على وجهها ادمته وجعلتها تفقد توازنها فتكن النهاية أن تقع بجسدها على الأرض.. تستمع إلى صوت عمها وكأنه قادم من عالم آخر:
-ده يبقي اخر يوم في حياتك
رفعت نظرها له ببكاء تستجديه أن يرحمها أليست دمه:
-حرام عليك امي لسا ميته ارحمني..
والاجابة صفعة اخري..هادرا بقسوة ونظرات الشيطانية تشملها:
-امك فاجرة زيك.. خدت اخويا, وياعالم بعد ما مات كانت بتعمل ايه..
عند ذكر والدتها ولم تشعر بنفسها وهي تستجمع قوتها فتهب من مكانها لتقترب منه بشراسة تود صفعه.. !
ولكنه امسك بيدها يجرها هو وولده وزوجته.. في اتجاه بلدتهم الريفية.. خارج الشقة
بينما هي تصرخ وتنتفض.. ولا احد من الجيران الذين يرمقونها بشفقة يجرؤ علي الاقتراب.. من هذا الرجل الذي لم يراعي حرمة تلك التي لم يمضي على وفاتها ساعات!
كل هذا يحدث وكريم يقف مكانه مصدوما وهو يتأمل الموقف بذهول غاضب.. حتى فاق من صدمته المغيبة له على يد عمها التى كانت تقترب منها تحاول صفعها فخرج صوته باترا لكل شيء:
-نزل ايدك .. انت بتعمل ايه..
رفعت نظرها لتجده.. حب قلبها وبهمسة لم تغادر شفتيها باستنجاد وصل له:
_كريم..
وبنظرة منه علم جيدا.. أنها لا تمتلك غيره.. فارتفع نظره لابن العم الصائح بخبث:
-تلاقيه واحد من الى بتعرفهم..
وهنا قست نظراته.. والوجه الاخر لابن الشيخ ظهر علي الارض..
طفا علي السطح..
تحرر من الاعماق..!
فوضع يده بجيب سرواله قائلا بنبرة ثابته واثقة:
-ندخل الشقة عشان نتكلم.. اكيد مش عجباك الفضايح دي..!
وبنظرات مترددة من العم.. الذي كان يرمقه بتوجس انصاع له.. لقد شعر بهيبة الماثل امامه .. وهو لا يقوى على المواجهة..!
و بداخل شقتها التي شهدت وفاة والدتها منذ ساعات وبعد العديد من الكلمات ..
الاتهامات..
السباب من ابن العم..! والنظرات الباردة من كريم!
وبين دموعها وقلب يرتجف..!
كانت كلمته الفاصلة.. الباترة لأي جملة آخرى قد تقال..!
-انا هتجوز اثير و دلوقت.. واطلب المهر الي تحبه..الي تحدده.. وانا موافق
وبين شهقة متفاجئة.. وآخرى مستنكرة.. وكلمات رافضة...! وأعين دامعة لقلب اختنق من الالم..!
كانت قصة آخرى
قلب آخر
وطريق آخر للعشق
فهل يكتمل..!
*************
جلست في غرفتها.. تحاول الحديث مع زوجها الذي كان لا يعطيها أي نظرة اهتمام.. كعادته
ورغم طبعه البارد اللامبالي.. إلا إنها تشعر به متغير معها.. هي تشعر بأن هناك شيء مبهم.. تشعر ربما بوجود امرأة..!
هاجس بأنها لا تكفيه.. يسيطر عليها دائماً.
وقفت من مكانها قاصدة النوم بجانبه على السرير ولكنها شعرت بدوار مما جعلها تترنح للخلف..
شعرت أن الدنيا تميد بها ورغم كل ذلك تماسكت.. متأوه بوهن ..!,جذب نظر زوجها الوسيم.. وللغرابة أصابه القلق ..
فهب من مكانه يقترب منها متسائلا بنبرة بدت لها قلقة خاصة مع تلك النظرات المتغيرة من حالة الجمود :
-مالك يامريم.. انت كويسة.. !
مسكت بيده.. تلمس بشرته.. تنشد راحة لقلقها من خسارته يوما ما..!
أتبعه هز من الرأس وغمغمة بنبرة خافته وهي تستند عليه:
-اه كويسة يا يامن.. هريح بس علي السريرشوية
كان سيتركها .. ولكنه شعر بوهنها.. فحملها بين يده.. لتتعلق برقبته , تحيط عنقه بيده فترتاح هي او تنشد ذلك وتبغاه بقربه..!
فانحنى بالقرب منها طابعا قبلة على جبينها.. ولأول مرة تشعر منه بهذا الاحساس..إحساس بالاحتواء والأمان.
انحنى بجذعه وهو يضعها أعلي السرير فهم بالمغادرة بعيدا عنها إلا أنها تمسكت به قائلة بنبرة رقيقة :
-خليك حنبي.. ممكن..!
اوميء لها بملامح تحولت للجمود مرة آخرى بينما عقله كان هناك بعيداً مع ميرال.. تلك الأنثى تحاصره.. وهو يريدها..!
ربما يريد أن يحيا معها مغامرة لم تتوفر له.. وربما يرغبها حقا..!
أطلق زفرة خافتة ثم ألقى نظرة على النائمة بأحضانه تتشبث به.. لتخرج منه زفرة حارة آخرى محملة بالحيرة.. ولكنه رغم حيرته كان اكيد من مغامراته.. !
******************
بعد حديثهم الآخير.. وحركاتها الخرقاء.. ايقن ان الحياة معها مسلية..! وخالية من التعقيد
تلك الأنثى الفريدة كما اسمها.. مشعة وبراقة!
كان يقف يراقبها وهي تجلس مع بناته (عهد_ علا)..
تتقرب.. تتعرف..!
تمارس معهم عاطفة خلقت بكل امرأة على وجه الأرض.. عاطفة الأمومة..!
وصغيرتيه في حاجة لتلك العاطفة خاصة بعد رحيل ريتا..تنفس بحدة يبعد تفكيره عنها.
بينما هي شعرت به .. ولما لا لقد اعتادت على انفاسه.. فتعرفت على رائحته بسهولة..! من خلفها
وكيف لا.. الم تبقى معه الفترة الماضية تقترب منه كما يشاء.. تنم بمكانه وأحيانا بقربه.. يعبث بها وفيها.. كيفما شاء..!
استجمعت قوتها وارادتها ثم التفتت له بعد ان نام توأمه تقترب منه بخطوات سريعة هادرة بغل.. وصوت خفيض:
-عاوز ايه.. مش قلتلك ملكش دعوة بيا..
والاجابة كان يجذبها من يدها .. غارزا اظافره بها..
يدفعها داخل غرفته بجناحه الخاص..
وبنبرة عابثة تخصه ويخصها بها هتف وهو يرمقها بغموض:
-مش شايفة انك بدأت تستهبلي..!
أمالت رأسها ثم تخصرت بيدها.. قائلة بحنق.. بان له طفولي خاصة مع جديلتها.. الطويلة تلك ... رغم أنها كانت جادة وللغاية:
-لا مش مستهبل.. واعمل حسابك بقي ان فريدة الي عرفتها من اسبوع ماتت.. ومش هتجبرني علي حاجة.. انت فاهم..!
**ت قليلا وهو يقيمها بنظره وبعدها انفجر بالضحك وطالت ضحكته تلك المرة..!
ولا تعلم لما خافت منه..! ومن تلك الضحكة
خاصة وهو يقترب منها ببطىء.. مثير .. للخوف , كان يقترب منها بتمهل, وهو يضع يده بجيب سرواله , ورغم قلبها النابض خوفا بداخلها تمسكت هي بدور الثبات..والقوة!
وهذا اعجبه.. ولكنه ألقى كلماته السامة.. فهو شيطان بالنهاية:
-مش فاكر اني غصبتك علي حاجة..
وأعقب الجملة **ت.. ثم ابتعد عنها مستريحا على سريره.. يرمقها وكأنها الجارية..
وهو الملك.. ولكنه كان موقن انه ملك.. ربما..! ولكنها ليست بجارية..!
عدد على أصابعه ينظر لها بعمق يخترقها او يحرقها هي لا تعلم حقا:
-اولا انت الي قلتي انا مستعدة اتجوزك..صح ولا لا..!
تشنج جسدها ثم اقتربت منه صارخة بصدمة:
-كنت هتأذي عيلتي..ناس ملهاش ذنب.., كنت عاوز مني ايه وانت بترهن سلامتهم بجوازك مني
هز رأسه ثم هز كتفيه ببرود قائلا بلهجة تقريرية متجاهلا صدمتها وغضبها:
-شوفتي بقي.. انت الي اختارتي تضحي .. يبقي انا مااجبرتكيش, صح!
وبدون ان يعطيها فرصة للكلام اكمل تحت نظرات عينيها المصدومة:
-بالنسبة لما كنت بحاول كل مرة اتمم جوازنا..انا مش فاكر اني كنت بغصبك انت مكنتيش بتقاومي يافريدة..ولو كنت عاوز اتمم الجواز كنت هعمل كده ومن غير مقاومة!
ورغم خجلها من الحديث أردفت بغضب وقهر:
-قلتلي ان كده كده هاخد الي عاوزه.. وانا كنت تعبت..!
هز رأسه بسخرية يتأملها بعمق هاتفا ببرود كالصقيع , ذلك الصقيع الذي وصلها فحرجها أكثر:
-مش مبرر.. كان ممكن تقاومي وعارفة يافريدة..
توقف عن الحديث ثم اقترب منها مشرفا عليها بطولها مكملا ونظراته تعانق نظراته في اعلان تحدي مهيب:
-لو كنت قاومتي.. انا كنت هسيبك!
اتسعت نظرات عينيها بعد حديثه واصابتها الصدمة أكثر وهو يرفع كتفيه بلا مبالاة هاتفا :
-بس انت الي استحليتي دور الضحية..
ثم صفق بيده هاتفا بصخب فيؤلمها بحدة:
- شوفتي بقي انك ظلماني.. واني ماجبرتكيش علي حاجةكله بمزاجك, او انت الي ضعيفة..ودي مش مشكلتي..!
رمقته بغل فاقتربت منه تود صفعه من شدة غضبها من حديثه كل ذلك أمام نظراته المذهولة.. مما هو واضح على ملامحها وتنوي فعله ورغم ذلك تركها تقترب.. !وعندما همت بفعلتها وهي ترفع يده تلوح بها في الهواء استعداداً للهبوط أعلى وجهتها ,جذبها بغتة.. !
لتقع علي السرير بجواره.. وهو ينقلب مشرفا عليها بخبث عينيه يلاقي غضب عينيها.. متحولا لحنق.. وغل...!
وهنا جاء طلبه الغريب.. ال**بث:
-ما تغني يا فريدة..
والاجابة حانقة مذهولة من ثغرها وهي تنظر له ببلاهة من تحوله :
-انت مجنون
فابتسم ليتلاعب بها أكثر وهو يقترب منها قاصدا اقتناص قبلة.. جعلتها ترتجف فابتعد فجأة وهو يرمقها بتسلية وتكرار لطلبه ال**بث:
-غنيلي يمكن يكون صوتك حلو يافريدة
والرفض ناله مرة اخرى.. ورغم ذلك هو سعيد.. والتسلية تجتاح مزاجه الداكن.. فإلى أين تسير حكايته معها...
أين تنتهي القصة!
****************
نهاية الفصل