وللعشق_طريق_اخر
الفصل الرابع عشر
هو القائد حاليا كما أخبره والده ( تسلم انت القيادة)؛ وكم كان الأمر مرهق.. متعب..!!
وبه عذاب..!!
مشقة على قلبه وعقله ؛هذا الحمل ثقيل وهو متعب..متعب للغاية!!
هو ينشد راحة بلا تعقيدات؛بل يريد حياة بلا أهوال كتلك القابع بها!!
وهو هنا قابع في القاع بل إن الجميع بالأسفل ولا أحد قادر على الصعود لأعلى!!
كان يجلس بشقة أثير كما تعود منذ أن تزوجها من أسبوع مضى.
ابتهج هو عندما تذكر ذلك اليوم؛يهمس بداخله كيف أن عناق منها أنساه العالم وما فيه من عثرات..؛بل إن لمسة من يدها؛ ابتسامة من ثغرها؛ ضحكة لامعة بعينيها تحمله مسافراً إلى حيث لا يدري ولا يعلم!
ابتسم داخله أكثر بابتهاج يفكر ..يتعمق بتلك الجنة ؛يخبر نفسه بأنها أثير المرأة الدافئة الجميلة .. ما إن يدخل إلى عالمها ينسى كل شيء يبقي فقط الراحة.. الهدوء النفسي..!
هي ببساطة تمنحه السلام .. سلام لروحه المخدوعة المنهكة..
سلام لقلبه الممتلىء بالندوب؛سلام لحياة لا تحمل سوى الألم!!
كان يتابعها بنظراته المتولهة بها حيث كانت تسير بالمكان كنسمة دافئة محببة وهي تضع وجبة الغذاء الوجبة الوحيدة التي يتشاركها برفقتها..!
وأغنية لفيروز كلماتها تتناثر بالمكان ؛تشعره بدفء خاص.. حالة خاصة.. فقط يشعر بها مع اثير..!!
مازال يتابعها بعينيه والأغنية كلماتها تصله همساً (أنا لحبيبي وحبيبي إلى …….) والهمس هنا يخلق عالم آخر ..!
أما هي كانت غافلة عن تلك المراقبة المتمعنة بها فانهت تنظيم المائدة ثم التفتت له هاتفة بابتسامة ودودة ونبرة تفيض رقة:
-يلا ياكريم الغدا جاهز..
لم يجيبها بل بقى مكانه مما جعلها تنظر له بتعجب سرعان ماتحول لخجل فينظر لها في تلك اللحظة بحنان ؛،ثم أخد يتأملها وهي ترتدي منامة قطنية قصيرة تثيره.. حقا تثيره..!
وقبل أن تثيره هي تعطيها هالة بريئة..؛فاقترب منهاونظراته تخترقها وتعانق نظرات عينيها الخجولة وعندما أصبح أمامها قريباً منها مد ذراعيه يحاوط خصرها هامساً ولمعة الصدق والحب تشتعل في عينبه فتفقدها صوابها وثوابتها:
-بتحلوي .. ولا بيتهيألي....!!
لم يكن سؤال بل كان ذهولا من تلك الفراشة التي تذهله بالحب؛
وإجابتها آسرته عندما أطرقت وجهها حرجاً من جملته تلك.. خاصة قربه الذي أشعل بها حب يتقد له..
وله فقط..!!
فمد أنامله يلمس وجهها برقة ؛ ثم لامس ذقنها يرفع وجهها إليه .. هامساً مرة آخرى بنبرة تحمل رجاء:
-ارقصي معايا…
ابتسمت بل ذابت؛قدمها لم تعد تقوى على حملها خاصة وهي تجيبه بخجل ولمساته الحانية تحملها لعالم آخر؛فتفقدها صوابها :
- الاكل كده هيبرد..؟!
وإجابته كانت لمسة حانية تربت أعلى خصلاتها يصاحب اللمس همس حاني:
-مش مهم..
تحاول هي هنا التهرب؛تخاف رغماً عنها أن تغرق فيه أكثر فتسأله بتهرب واهي :
-مش جعان..
أدرك هو تهربها وحينها جذبها إلى فراغ الغرفة هاتفا بمرح:
-جعان..
ثم اقترب من وجهها مكملا وهو ينظر لنظراتها الناعسة من الخجل:
-جعان ليك.. بس هنرقص تصبيرة..
وبعدها أفقدها أي قدرة تملكها على الإعتراض فلم يعطها الفرصة للتهرب ؛فكانت كما غنت ماجدة الرومي(وانا كالطفلة في يده .. كالريشة تحملها نسمات...)!.
كانت تدور بين يده بأمره.. بتوجيهٍ منه ؛ بإشاراته وهمساته
؛فهاهي تدور معه بجسدها بينما القلب يدور بفلكه..
بحبه..
يهيم بروحه..!!
بل يغرق في كله،!!!
وبعد دقائق إنتهت الأغنية ساد بعدها **ت لا يخلو من تلك الذبذبات الحنونة التي تنشد الحب؛ وبعدها بدأت قبلة منه على شفتيها.. هكذا ببراءة..!!
فبادلته خجلا ؛كما إعتادت منه..
كما اشتاقت له..
هي حقا تشتاق له ..
تفتقد إلى تلك اللماسات الحنونة التي يغدق بها عليها..
تنشد صوته ليلا يبث فيها الأمان والطمأنينة.
ابتعد عنها ومازالت هي بين يده يحاوطها.. وهي تستند عليه.. ويدها تحاوطه ؛دافنه رأسها بتجويف عنقه ربما تهرباً من شدة خجلها وحينها نظر لها بحنان متحدثا بخفوت قرب أذنيها بصيغة الإخبار عن أمر مفروغ منه :
-بحبك.. علي فكرة..!
هزت رأسها خجلاً وهي مازالت مغمضة العينين؛ مما جعله يهتف مرة آخرى بمرح:
-طب افتحي عيونك دول..اصل كده هضعف..
استجابت له سريعاًوفتحت عينيها هامسة بخفوت وهي تدفع بيدها تلمس يديه:
-وانا كمان.. بحبك..
ثم تجرأت بتردد خجول فتعلقت بجسده ..متلاشية النظر إليه قائلة :
-لو عاوز تكمل جوازنا انا موافقة..!
نظرته الحنونة التي طلت من عينيه جعلتها تفقد دقات قلبها فهتفت سريعاً بكلمة لم تخبره بها ص**حة من قبل:
_أنا بحبك..
قالتها أخيراً ؛كلمتها تلك أطاحت به من الداخل..كلمة الحب منها جعلته بغير مكان ورغم أنه معها في وضع يتيح له ماشاء ولكنه ابتسم .. فقط أعطاها ابتسامة ثم كوب وجهها بين يده قائلا بحنان:
-اوعي تقولي كده يا اثير.. لو .. مفيش لو.. انا عاوز اتمم جوازنا النهارده قبل بكره بس مش دلوقت... لا زم تبقي انت مستعدة لكده..
ثم انحنى طابعاً قبلة أعلى رأسها هامسا بخفوت وهو يتعمق فيها بعينيه ..فيتيح لها وله قبلها أن تسحره هي أكثر:
انا مش عاوز اغصبك علي حاجة..
وهنا تلك العبرة المتكومة هنا على طرف عينبها من شدة التأثر بحديثه لم تتمالك نفسها إلا وتحررت فامسكت بيده تخبره بل تعطيه توكيد..توثيق أنها تريده..هي تراه كل مايحيط بها:
-وانا مش مغصوبة..!
يمكنه أن يفعلها ولكن أثير غالية ؛هي حلم أراده ولن يتنازل عنه ولكن في النور وحينها عانقها بحب.. عانقها بقوة.. اي سلام وسعادة تمنح له من تلك الانثى الحنونة..أي فرحة وبهجة تصنعها له فهتف مقابل عينيها رافعاً أنامله يلمس وجهها برقة يخبرها أنها غالية بل هي كنز وسيحافظ عليه:
-بس انا عاوز اعملك فرح .. انت غالية اوي..
توقف عن الحديث وهو يدخلها إلى أحضانه رابتاًعلى ظهرها بيده يكمل حديثه همساً في أذنها ؛يزيد من توكيده للأمر:
_غالية عليا يا اثير..
ادمعت عينيها وهو شعر بذلك فأبعدها قليلا ليسمعها وهي تقول بتأثر:
-مش عاوزة فرح.. عاوزاك انت بس..
وتلك الكلمات كانت ملخص لحبها..
عشقها له..
تخبره بأكثر الكلمات بساطة عن مدى حبها..تشرح له بطريقتها تلك الفوضى المثارة بداخل قلبها ..!
وهو يعلم ذلك ؛ يعلم انها تريده هو..
هو فقط....ولا أحد سواه..
فسحبها من يدها ليجلسا سوياً على مائدة الطعام؛ يتناول هو الطعام بحب ،. بينما يدها بيده..والأعين تتلاقى
تتعانق..
تطلق الوعود..
متمنية .. لو يقف العالم عند تلك اللحظة..!
ويالها من لحظة اشتعلت بفوضى المشاعر!!!
*************
جلس يستريح بمقعده بالشركة وهو يتخيل الأيام الماضية.. منذ أن كان برفقة ميرال بالقرية..!!
تن*د بحنق لقد اتفقوا على الزواج ولكنها راوغت تلك المرأة لا يعلم حقا من أين يمسك بها..،!!
إلى الآن لم يحصل عليها لم يتزوجها.. لم يحصل منها على شيء.. وهو.. هو متلهف لها..
متلهف لجسدها..
فقط جسدها..!!
متلهف لمغامرة جديدة ليس إلا..!!!مغامرة تخرجه من صخب ملل يحيط به ويقتنصه!
كان شارداً حين طرقت مديرة مكتبه الباب ثم دخلت قائلة بعمليه :
-مدام ميرال برا يافندم..
أجابها من فوره بنبرة هادئة تخفي بين طياتها اللهفة :
-دخليها !
خرجت لها تخبرها بالدخول.. وها هي تدخل تتهادى في سيرها تخبره أنها اثارة والعديد يتمناها..!
وهو هو كان أحد الرجال في باعها الطويل معهم..
ساد ال**ت بالغرفة منذ أن دخلت بتنورتها القصيرة إلى ما قبل الركبة تحتضنها بإغراء.. يماثل إغواء الجالسة أمامه..؛ وحينها استقام من مكانه.. واقترب منها يشملها بنظرات اعجاب...
يفكرهي بالفعل تثير بداخله بعض الرغبات الدنيئة, رغبات بات يعلم جيدااا الطريق لها ولتحقيقها..!!
الغرفة كانت صامتة فقط تلك النظرات المتبادلة بينهم ؛نظرات إغواء وتلهف ؛ وحينها هتف من فوره.. هتف دون أن تعرض هي كالمرة السابقة الزواج..!!
هتف كضاري متلهف لفريسته:
-تتجوزيني..!
زادت ثقتها هنا لقد قالها.. يريدها ؛ربما يراها فريسة.. ولكنه نسي أن الماثلة أمامه ضارية..
تماثله..
تناطحه..
وابداً لم تخلق لأن تكون فريسة…!!
ابتسمت بداخلها فالمرة الماضية هي من طلبت عرضت ؛ كان يريدها ليلة.. !
وهي تريده إلى أن تمل.. وتزهد..!!
فوقفت قبالته قائلة بنبرة ناعمة.. للغاية تهديه ما يريد وما تريده هي أكثر:
-يلا نتجوز دلوقت..
وقف ينظر لها لبضع لحظات.. متعجبا, ولكنه كان في حالة جنون ومغامرة يتوق لتجربتها فهاهو سيحصل عليها ستكن بين يده.. الليلة...!
وبدون حديث همس هو..وهو يقترب يعلمها بلهفه شعرت بها :
-طب اسبقيني على اقرب مأذون وانا وراكِ
وقد كان..
سبقته وبمكتب مأذون شرعي كانت هي وهو , واثنان من الشهود لا يعرفون عنهم أي شيء.. وأصبحت زوجته.. متناسيا هو مريم التي كانت بالأمس معه يفعل بها ما شاء..!
والآن بمنزل ميرال ...
يترقب لها يريدها..
يتلذذ بطريقة ما..
هو في الحقيقة يريدها.. يشتهيها جسدا..!!
صعد معها إلى غرفة نومها الفسيحة بعد أن قامت بصرف جميع الخادمين..
وها هم منفردين.. وسرير ضخم ملكي.. يليق بالمغامرة..
والمغامرة كانت بمذاق النبيذ المعتق ؛أما هي فابتسامة الظفر المرتسمة على ملامحها اعلمته أنها تعلم النهاية وتملكها.. فرفعت نظراتها له قائلة بنعومة:
-مبسوط.. اتجوزنا اهو..!
هز رأسه ونظرات عبثه تتجول عليها باشتهاء واضح.. كما كانت هي أيضاً...فجذبها من يدها قائلا باسترخاء وهدوء :
-احكيلي حكاية..
رفعت حاجبها بدهشة هامسة بخفوت وهي تتمعن بملامحه :
-انت فاكرني شهر زاد..
هز رأسه بضحكة ساخرة لم تفهمها مغمغماً:
-ولا أتا شهريار..
فابتعدت عنه وهي تدفن حيرتها بعيداً ؛ثمجلست على السرير المتسع هاتفة بإغواء:
-بتحب شهرزاد..!
نظراته هنا كانت غير مفهومة خاصة عندما أخرج لفافة تبغ يدخنها , ينظر إلى دخانها بشرود قائلا:
-شهرزاد اغواء.. خطيئة ..!!
حيرتها هنا زادت فاتسعت عينيها صائحة بصدمة من حديثه الغريب :
-شهرزاد خطيئة.. شهرزاد بطلة..!
استقام من جلسته ثم جلس على مقعد يقابل السرير المسترخية عليه بدلال..هاتفا بتساؤل ساخر:
-وبطلة ازاي..،؟!
عقدت حاجبيها ثم هزت كتفيها تجيبه ببساطة وحقيقة تعلمها :
-انقذت الف بنت وبنت.. كل ليلة تحكي وتحكي عشان شهريار ميقتلش البنات..
ضحكة صاخبة أطلقها ورافقها قوله بمنطق رجل :
-شهريار معذور شهريار اتخان.. والخيانة من ست.. والست شهرزاد..
**ت شارداً لماضى بعيد فيهمس بشرود:
_الانثي خطيئة .. جسمها خطيئة ..!
كانت مذهولة.. من طريقة حديثه.. ولأول مرة منذ أن عرفت الرجال وفهمت لعبتهم يحيرها رجل.. يامن يراها خطيئة.. وصل لها المعني..!
فهتفت بتساؤل يحمل تعجب واستنكار :
-ولما جسمنا خطيئة .. بتقرب ليه..
فاق من شروده وابتسم بمكر .. واقترب منها مشرفاً عليها بطوله وهي مازالت بوضع يشبه النوم:
-بنقرب.. عشان بتعجبونا.. وبتغوونا..
ثم غمزها بعبث ساخر مكملاً:
_مش ده إلى عملتيه برده
لم تجيبه بل التزمت ال**ت ؛فهي بعد جملته فكرت أنها بالفعل قامت بذلك .. هي أغوت..
والان ستقدم له ما يريد.. وهي ايضا تريد..!!
وانتهى!
**ت لثواني قبل أن يقترب هو منها يميل.. يحاوط أنفاسها كما جسدها!
وهمس بنبرة مكر خالصة ممزوجة بعبث رجل مغامر:
-بلاش تحكي حكاية.. سيبني انا احكي.. انا شاطر في الحكايات..
وجذبها يقبلها.. يجردها من كل شيء فيغيب المنطق!!, هي أنثى
تبيح له كل شيء.. وهو مشتاق للعديد..؛ رغم وجودها.. مريم..!
طيفها مر بباله ولكنه امام تلك المغامرة الجديدة التي تخرجه من المألوف ؛وتلك الأنثى التي تبيح له كل شيء دون وعد الحب الزائف جعل خيال مريم يبهت ويبتعد..!ويزول
كان يريد أن يكن بطل الحكاية.. ولكن ميرال ناطحته.. وشاركته السرد.. وأطلقت الحوار.. في معزوفة جسدها الذي اشتهى امتلاكه..!
هي مختلفة..
جريئة..
تحدد الهدف وتصيبه…!!!
هي انثى كان جسدها بداية رغبة..
والنهاية لا يعرف إلى أين...!
****************
نظرت إلى نفسها والمرآة تفكربالأمس لقد كانت مشتعلة معه وله..!!
ولكن هناك شيء مفقود , هناك شيء ملقي بعيداً في بئر معتم..؛ وهي حقا لا تملك الجرأة لتسأل او تدخل إلى البئر المعتم بروح زوجها(يامن)...!!
هي تخاف أن تعرف مالا تريد معرفته أو تُصدم بما يفوق طاقتها على الاحتمال!!
شعرت بدوران مفاجئ فجلست علي مقعد خلفها ؛ ثم مسحت وجهها بتعب ؛ الفترة الأخيرة تشعر بتعب.. .. فقدان للشهية..!!
همست بداخلها ببهجة وسعادة متوارية هل يمكن أن يكن ذلك حمل؟.. أن يكن ذلك نطفة ما تكونت بداخلها أثر لياليهم الصاخبة بالحب الحميم…!
هزت رأسها ولم تأمل حالها كثيراً ، فمنذ أن تزوجته وهي تنتظر بلهفة عندما تتأخر موعدها الشهري.. كل شهر..
تتمني طفل منه.. !!
هي تعشقه.. تذوب به وله..!!
تريد أي شيء.. هي مكتفيه بما يعطيه..!!ويمنحه لها..
هي بائسة بالحب..
ملعونة به..
موشومة بعذابه.. الي يوم...ما..!!!!
بعد لحظات قليلة استقامت من مكانها ثم ارتدت ملابسها وهبطت إلى الأسفل حيث والدة زوجها.. وفريدة..
كانا يجل**ن سويا كعادتهم مؤخراً ؛ففريدة تجد بسيدة القصر كما اعطتها لقبا بداخلها.. راحة وهدوء.. سكينة..!
مني ابو العزم ..!!!أمرأة من نوع خاص!
التفتت لها منى فتحدثت إليها بخبث متواري وهي ترتشف من قدح قهوتها التركية المفضلة لها في منتصف النهار:
-غسان اتغير.. انا شايفة انه بقي يجي البيت.. ملتزم بمواعيد الاكل معانا.. تفتكري ليه..؟!
لا تعرف فريدة لما أصابها الضيق من منحنى الحديث الذي تطرق لغسان؛ هو بالنسبة لها قيد وسجن مظلم وهي له لعبة!!
فهتفت بخفوت أمام نظرات منى المتفحصة:
-مش عارفة.. يمكن..عشان البنات متنسيش والدتهم مسافرة
ابتسمت مني بهدوء ثم قالت بنبرة ماكرة:
-بس انا بقى عارفة..هو بيجي ليه
قلبت فريدة عينيها هاتفة:
عارفة ايه…
استرخت الآخر بنظراتها قبل أن تجيبها :
-بيتغير بيك يافريدة.. انت بتغيري فيه حاجات كتير..!!
توترت .. من حديثها, هي لا تعرف لما الحديث عن (غسان) يصيبها بالتوتر.. يثير بها اشياء غريبة؛ يجعلها تدور في دوامة لا تعلم هي نهايتها :تهمس أي تغيير تتحدث عنه يحدث بها؛
فتلاعبت بكوب العصير امامها وهي تقول بتقرير:
-غسان مش بتاع حب.. عشان يتغير..
فأجابت بسرعة تنفي ماقد وصل إليها:
-وهو انا قلت بيحبك.. قلت انت بتغيريه..!!فيه فرق
هزت رأسها بمرارة.. ولا تعلم لما تص**حها ذلك اغضبها بعض الشيء..وكأنها لاتستحق..؛مابال تلك العائلة وتلك العملية التي تحيا في حياتهم!!
طرأ ببالها شيء ما فهمست بتساؤل غريب عليها :
-هو كان بيحب ريتا..!
شردت السيدة منى بريتا ؛فتتذكر أن غسان لم يخبرها شيء عن علاقتهم سويا ؛ زواجه بها كان محاط بأسوار تمنع الجميع من معرفة ما يدور وما يحدث فهتفت بصدق تعلمه وهي أكيدة منه:
-لا, يمكن افتكر انه بيحبها.. بس لا وهي كمان محبتوش
**تت قليلا قبل أن تكمل منى:
_بيك من غيرك كان الطلاق واقع بينهم..!
وبعدها توقف الحديث وساد ال**ت للحظات قبل أن تهتف منى متسائلة:
-انت لسا بتحبي خطيبك.. قصدي بن خالتك!!
نغزة أصابت قلبها عند ذكر الأمر فابتسمت بمرارة واضحة.. تستشعر بداخلها احساس تتغاضي عنه بصعوبة.. احساس بالنبذ .. بالخيانة..!!
فجاهدت تستجمع قوتها فنفضت خصلاتها بقوة وهي تجاوبها بنبرة باترة:
-بقي جوز اختي خلاص.. الحب راح..!
تعجبت منى فهتفت تضغط اكثر:
-بسهولة كده راح..
هزت رأسها ايجابا بتوتر وهي تقول بنبرة شاردة مهزوزة :
-اه, راح.. الحب بيموت مع الخيانة.. بيموت مع العذاب, تخيلي موسي كان خطيبي.. وحبيته في الطفولة والمراهقة... ولما كبرت ودخلت الجامعة وخلصتها..
**تت بينما ترتشف من كوب العصير الخاص بها ربما بذلك تزيل مرارة ما بجوفها..لتكمل بنبرة ظهر بها الوهن والألم:
-عموما حبيته أو محبيتوش فدى حاجة مبقتش مهمة؛ أنا بعرف اتناسى كويس
ثم زادت من توكيدها لنفسها قبل الماثلة أمامها تخبر نفسها بالحقيقة الواقعة :
_موسى بقى جوز أختي
امسكت مني بيدها رابته عليها بحنان قائلة بنبرتها الودودة المعتادة منها في محاولة لتغيير الموضوع القائم:
-الحب ليه الف طريق وطريق بافريدة.. الحب ممكن يبقي قدامنا ومنشوفهوش..
نظرات فريدة الساخرة وصلت لمنى فتحدثت بنبرة مستنكرة وصلت للمسكة بيدها:
-والحب الي قدامي ومش شايفاه غسان..
ضحكت بخفوت.. وهي تربت علي يدها مرة اخري متحدثة بمرح:
-مقلتش كده..هو الحب ليه بتحصروه جوا دايرة الحبيب يافريدة..
وحاجة كمان عاوزة اقلها ...غسان طول عمره حنين وبيخاف على عيلته…!!هو مش وحش…
كادت أن ترد عليها.. !
ولكن ظهور مريم اوقفهم وهي تطل عليهم بملامح ذابلة بعض الشيء:
-مساء الخير.. عاملين ايه..
ثم اقتربت من والدة زوجها تقبل رأسها بمودة هامسة:
-ازيك ياماما..
ربتت مني علي يدها وهي تقول بنبرة تفيض حنان:
-الحمد لله يامريم.. عاملة ايه.. شكلك مش عاجبني..
هزت رأسها وهي تقول بينما تحلس علي المقعد المجاور لها:
-ابدا انا كويسة الحمد لله..
ثم التفت الي فريدة قائلة بابتسامة باهته بعض الشيء
-وانت يافريدة عاملة ايه..
ابتسمت لها فريدة برقة متمتة:
-بخير, عاملة ايه انت يامريم..
كانت ستجيبها إلا أن صوت عهد الصارخ .. جعلهن يتوقفن..
عندما هرعت فريدة إلى مكانها لتجد الصغيرة ملقاة علي وجهها تتألم ..
حملتها فريدة برفق.. هامسة ببعض الكلمات الحانية مما جعل الصغيرة تقول كلمة لم يتوقعها احد:
-مام.. مام..
ماما.. تقولها الصغيرة بسلاسة .. بلعثمة من ثغرها الطفولي.. تجمعها ببساطة..
بسلاسة.. تقول لفريدة ماما..!!
وحينها علمت فريدة شيء واحد.. هي تعلقت بالصغيرتين.. احبتهم.. والان اعطوها لقب حلمت بها دائما وابدا.. ماما.. فهل تبقي.. والي متي…!
أما هو كان يراقب بانشداه تام.. عندما همست صغيرته لها بذلك اللقب..!
ولا يلوم هي كتلة حنان متدفقة هو لمس ذلك من طريقتها مع صغاره ؛ وما لا يعلمه هو أنها طاقة حب وامل وعطاء غير مسبوق من أنثي قبلها..!!
اقترب هو حين غرة حاملا عهد من يدها .. لتلتفت هي إلى علا.. تحملها هي الأخرى..
وبالأعلى.. بغرفة التوأم , امسكت هي علبة للإسعافات الاولية وطهرت الجرح الموجود بركبة عهد، وبعد قليل دخلت المربية وجلست مع الصغار بعد أن قامت بتشغيل فيلم كارتون على الشاشة..
لتتركهم فريدة وتدخل هي إلى غرفتها..
وجدته ينظر لها بنظرات لأول مرة تراها فساد ال**ت المشوب بتوتر ليتحدث هو أخيراً :
-عهد قالتلك ماما..
هزت كتفيها وهي تقول ببرود :
-مطلبتش منهم ده لو قصدك انها قالت كده بسببي..
هز رأسه بوجوم وملامحه الغامضة لا توحي بشيء..قائلا:
-لا.. عارف انك مطلبتيش بس البنات اتعلقوا بيك.. وبيقولوا ياماما..
نفخت الهواء بيأس .. وهي تقول:
-طب انا المطلوب مني ايه..ثم إن البنات أي حد هيهتم بيهم في السن الصغير ده هيقولوا ليه ماما…!
اومأ متفهماً للأمر ثم اقترب منها دون أن ينطق بكلمة.. هو يود أن يقل شيء ما ولا يعرف الطريقة للاسف..!او هو لم يعتاد..
فمسح وجهه اخيراً.. ثم همس مسرعا:
-شكرا..
ورحل خارج الغرفة مباشرة بعد تلك الكلمة المقتضبة ؛ تاركا خلفه فريدة تنظر لأثره بفم مفتوح من اثر الكلمة..!!
هل يشكرها حقا.. هل قال شكراً!!
.. التفتت هي تخرج من الغرفة لتبحث عنه وكما توقعت كان يجلس وبناته قابعون بأحضانه .. يغدقهم بحنان تتعجب وجوده به.. حنان لا يظهر الا بحضرتهم..
وهنا يتأكد لها أن صغاره خط أحمر كما قال وهدد فتحسد الصغار هي رغماً عنها !!
شردت وهي تتأملهم تفكر هل يأتي اليوم ويظهر لها شيء يهون عليها ماتحيا بهَ.. هل هناك سر.. هل هناك امل..؟؟!!
دخلت إلى الغرفة مرة أخرى هامسة بداخلها أنه هو رجل له اسرار.. وهي انثي تهوي البساطة.. لا تحبذ التعقيد..!!
ولكن رغم عنها وقعت به.. وقعت بالتعقيد.. بعتمته اللامتناهية.. فهل تنتهي...!
***************
في قصر عائلة الشيخ.. جلس هو أمام كريم ينظر له صامتاً...
فهو هنا رجل آخر ولد من رحم آخر..موسي.. ببساطة هو الآن قسوة.. والقسوة ستنالها نورا خالصة تماما..!!
فالوقوع والخطيئة يقلب الموازين تماماً!!
والآن حضر كما طلب كريم.. يريد منه تحديد موعد للزواج..