الفصل الخامس ٢

2974 Words
الحفصل الخامس هي لم تولد قوية المرأة كائن رقيق .. ضعيف يحتاج للحنان والحب والاحتواء, منذ أن جاءت إلى هذا العالم وهي تعي جيدا كون أنها يتيمة الام , فأدركت جيداً مع مرور الوقت أنها لن تنال ذلك الحنان الذي يكن منبعه الأم فقط لا غير ...! ورغم أن الأب لم يتركها لحظة , فأعطاها الحنان والحب .. أهمل الجميع لأجلها.. لم يقصر ولو للحظة أن يمنحها الحب والحنان مضاعفا , فربما بذلك يعوضها عن فقدان الأم, ولكنه وسط ذلك الحنان لم يخبرها ان ما خلف هذا العالم عالم آخر ... يختلف كليا عن عالمها الوردي , هذا العالم الذي باتت فيه الآن..!!! اغمضت عينيها تحاول أن تجد قوتها وصلابتها التي كانت تميزها رغم رقتها!!! كانت تدور داخل أعماقها تبحث وتبحث ولكن بالنهاية لم تجد شيء سوى حقيقة ملقاة بجانب مظلم إنها هنا وحيدة ... منبوذة.. طروادة!!!! , فتحت عينيها اخيرا لتتأكد الحقيقة .. تلك الحقيقة التي تحاول إنكارها, ولكنها و للسخرية هي الحقيقة هنا, هي و الانتقام..!! هي والظلام...وبرفقتها شيطان! هزت رأسها عدة مرات قبل أن تستقيم من مكانها ثم سارت بخطوات بطيئة , لتنظر إلى هيئتها بالمرآة, كانت تتأمل ملامحها المتعبة .. الشاردة.. المنهكة... !!وهي حقا منهكة لم يعد لديها طاقة , فالصدمة قتلتها ؛ونحرت تلك الروح القوية بداخلها !! تن*دت عندما أفلت منها دمعة متمردة على وجهها ؛ ثم ألقت نظرة على الفستان الذي أمرها أن ترتديه له, دمعة أخرى حائرة على مقلتيها وقفت ولا تعلم ما الذي يجب أن تفعله وأخيراً لم تستطع أن تكبح دموعها أكثر من ذلك , هبطت على الأرض تبكي بتعب وقهر..؛ كانت شهقاتها تتعالى بينما يدها تكمم فمها بصعوبة , وسؤال بائس يتردد للمرة التي لا تعلم عددها : -هل تزوجت هذا الرجل حقا منذ ثلاث ايام, ام تراها تحلم بل إنه كابوس...؟..كابوس تأمل أن ينتهي مع شروق الشمس لليوم الجديد... ولكنها لا تعلم حقا متى تشرق الشمس من جديد؟! وبالنهاية لم تجد أمامها سوى أن ترتدي ذلك الفستان...امتثالاً لأوامره..!! وكعادته اقتحم غرفتها دون سابق إنذار متأملا في هيئتها التي جعلته مبهوراً للحظة بها قبل أن يقترب منها بخطوات بطيئة... مقصودة. مدروسة لإخافتها.. هاتفا بهمس خافت بنبرة خشنة: -واوو يا فريدة ...عارفة...!! لم يكمل جملته بل بقيً مكانه متأملاً هيئتها بتمعن شديد, يتأملها بجرئة يقصد بها الإهانة... والإهانة فقط...لا غير!! تأمل الفستان الذي كان باللون الفضي المرصع ببعض الفصوص الماسية يحتضن جسدها من الأعلى بأناقة لامعا على جسدها , ثم ينسدل بعد ذلك باتساع ..يصل إلى ما قبل ركبتها ...يعطيها هالة براقة ومثيرة؛ ورغم هذا تفرض هي عليه النقاء, نقاء روحها الذي يراه من نظرة عينيها..!! اطلق زفرة خانقة من ذلك الشعور الذي بات يؤنبه ويواجه روحه , بأنها لا تستحق, ثم هز رأسه قبل أن يتكئ على الحائط خلفه مكملاً حديثه بنبرة ممطوطة ساخرة متجاهلاً ذلك الشعور الذي يؤرقه : -تحفة انت...تحفة..خسارة في إلى بيحصلك **ت قليلا ثم رفع نظره إلى عينيها متعمقا بنظراته السوداء قائلا بنبرة أمرة خشنة: -تعالى تشنج جسدها ثم اتسعت عينيها بصدمة بعد أنهى حديثه الذي بث بداخلها الذعر أكثر, وهذا هو غرضه الأساسي ...! فبعد كلمته الأخيرة ؛ساد **ت دام لعدة دقائق تسمرت هي مكانها تعاني من أثر نظراته والتي لم تثير بها سوى مشاعر القلق وربما .. الخوف.. أما هو كان يقف بمكانه بهدوء واضعاً يده بجيبه ببرود تام.. لا يظهر على ملامحه أي شيء!! بينما هي تمنت أن تصرخ به أن تهرب منه , ولكنها بالنهاية خضعت لحديثه بخنوع تام رغم ذلك الألم بداخلها...ذلك القلق والتوتر مما هي مقدمة عليه..!! كانت تقترب منه ونظرها يتحاشاه بصعوبة, تسير بخطوات بطيئة جداً تتمني في تلك اللحظة أن تختفي ..!! كان يقف مكانه ينظر لها وهي تتقدم بتردد واضح أثره بخطواتها البطيئة المرتعشة ,إلى أن وصلت له وهو مازال كما هو بينما هي تقف امامه تخفض رأسها تتحاشى النظر إليه .. تتنفس بطريقة مضطربة, ليجذبها فجأة بحدة شهقت على أثرها بصرخة هاتفة وهي ترفع نظرها له وهي على وشك البكاء مرة أخرى .. لاحظ هو تلك العبرات المكتومة بعينيها ولكنه لم يهتم بل انحنى برأسه لمستواها ثم همس بأذنها : - جاهزة لأسوء ليلة في حياتك ...! تشنج جسدها بين يديه فابتعد ليرى آثر حديثه على ملامحها التي تحولت للشحوب هاتفا بنبرة شرسة حاقدة تزداد بتناوب هيئة ش*يقته وما حدث لها بداخله فيزيد بركان غضبه: -اوعدك الايام إلى جاية هتبقي سواااد يافريدة.. تنفس بحدة ثم اكمل: _خوفك ده... قالها وهو يشير إلى ملامحها المرتعبة...ثم همس مرة أخرى: _دموعك دي..كل إلى انت فيه شوفته في نيرة..أختي!! وفي تلك اللحظة هي لم تتمالك حالها بل انفلتت منها عبراتها بعد أن خارت قواها التي كانت تحملها على الوقوف أمامه بينما يده تمسك بها تمنعها من السقوط لتتعالى شهقاتها ببكاء حاد مرير...!!! ورغم ذلك لم يتأثر فبينما هي تبكي كان يتذكر بكاء ش*يقته.. !ألمها .. ! يتذكر يوم أن انهال عليها بالضرب.. لقد كاد أن يقتلها من شدة غضبه منها..!! هز رأسه نافضاً كل تلك الذكريات ثم ارتد إلى الخلف, مما جعله يتركها من يده فجأة لتسقط على أرضية الغرفة ..تكمل بكاءها واضعة يدها أعلى وجهها تخفي انهيارها الذليل أمامه.. القي نظره للأسفل حيث هي ولا يعلم لما فعل ذلك , لما ابتعد.. لما يعلو بداخله صوت أن يتركها ويذهب , حاول أن يتخلص من ذلك الشعور النادم بداخله مما هو مقدم عليه ثم مسح وجهه بحنق زائف قائلا بتأفف مقصود هاربا من كل شيء: -افف...انتي مملة...وفصيلة يابونبوناية , وانا .. **ت قليلاً ثم أكمل بنبرة ساخرة متعمدة: -اتسدت نفسي .. المرة الجاية اتحكمي في نفسك شوية انا مبحبش العياط...باي ياديدا انا همشي .. ثم ابتسم ابتسامة خبيثة قائلا: عشان عاوز احضر لفرح اختي..!! شاهد شحوب ملامحها فأكمل بأسف مصطنع متغلبا حقده مرة أخرى: -كان نفسي اووي...اقلك عقبال فرحك ياديدا بس...معلش بقى..! وكما دخل فجأة.. خرج أيضا ..بينما هي ملقاة على أرضية الغرفة تبكي غير مستوعبة لما يحدث بالمرة, مرارة تشملها من الداخل ولا منقذ لها..!! أما هو كان يخرج من المنزل بخطوات مسرعة وبأقصى تفكيره لم يتخيل أن يصل به الامر لأن يَقدِم على أخذها عنوة, فكان على يقين أنه في تلك الحالة الغاضبة التي تمكنت منه وهو معه كان من الممكن أن يؤذيها بطريقة تؤذيه هو قبلها..! ************************ انهى اجتماعه بالشركة ثم نظر الى ساعة يده ..ليجد ان الوقت حان للذهاب الى المنزل , كان يهم برفع سماعة الهاتف الخاص بمكتبه طالبا من مساعدته الخاصة بعض الاوراق قبل ان يغادر ولكنه وجدها تدخل الى مكتبه ملقية تحيتها بنبرتها العملية.. تعجب من دخولها له , وهم على وشك الانصراف ,فتحدث بنبرة متسائلة: -خير يامدام سهام فيه ايه.. اجابته سريعا وهي تضع أمامه بعض الأوراق : -في واحدة بره اسمها ميرال الغنام , بتقول عاوزة تقابل حضرتك تعجب قليلا من الاسم يحاول جاهدا أن يذكره ولكنه لم يستطيع, قطع تفكيره من أن يتذكر الاسم ثم اشار لها بيده قائلا: -مين دي... عموما دخليها يا مدام سهام واطلبيلي فنجان القهوة بتاعي.. اومأت له ثم خرجت من المكتب متحدثة إلى الجالسة على إحدى المقاعد بأناقة شديدة : -اتفضلي حضرتك مستر يامن مستنيكي جوه.. استقامت من مكانها مانحة تلك المساعدة هزة من رأسها مع ابتسامة انيقة ثم دخلت هي إلى المكتب.. كان هو ينظر إلى تلك القادمة لزيارته بمكتبه في ذلك الوقت ليتفاجىء بها , ففي آخر توقعاته أن يجد امامه صديقة زوجته التي كانت بالحفل منذ يومين .. ميرال..!!! اخفي دهشته ببراعة ثم استقام من مكانه يستقبلها مادا يده مرحبا بها بنبرة هادئة : -اهلا يامدام ميرال ... نورتينا اتفضلي.. ابتسمت هي ابتسامتها الأنيقة مرفرفة برموشها قائلة بنعومة : -ده نورك يايامن...تسمحلي اقلك يامن بس انا بعتبرك ..friend, زي مريومة كده..ده ان مكانش يضايقك طبعا... هز رأسه بتفهم وهدوء معجباً بها وبثقتها بنفسها واندهاش بنفس الوقت من جرأتها الغريبة , متعجبا من كونها رفيقة زوجته الخجولة الانطوائية, ولكنه رغم ذلك لن يبالغ لو قال اعجبته ككل فتحدث بمرح : -طبعا من غير القاب.. انت صاحبة مريم .. ابتسمت هي بثقة أكبر هاتفة بنبرة ودودة للغاية: -طيب يبقي انت كمان قولي ياميرال مش لازم مدام..بايخة اوي يا .. يامن ضحك بخفوت رافعاً حاجبه الايسر في حركة زادته وسامة بنظر الموجودة أمامه هاتفا بمرح: -تمام...خلاص ياميرال.. ابتسمت باتساع ثم اعتدلت بمكانها هاتفة بعملية متقنة: -طيب انا كنت عاوزة مساعدتك , انا لسا جاية مصر من شهر في الحقيقة صفيت كل أعمالي بره وعاوزة ابتدي هنا...وانا عارفة ان شركتكوا من اكبر الشركات الاستثمارية في البلد .. هز رأسه ايجابا لحديثها قائلا بتوكيد وعملية : -كلام مظبوط اقدر اساعدك ازاي نقرت بيدها اعلى مكتبه بأظافرها المطلية بعناية ثم أرجعت خصلتها خلف اذنها برقة هاتفة وهي تنظر له: -انا عارفة انكوا بتبنوا قرية سياحية في شرم...كنت عاوزة ادخل شريك.. تمعن بالنظر إليها اعجاب بداخله يتزايد وهو يفكر بعرضها الذي لاقي بداخله استحسان .. ولكنه قال كرجل أعمال محنك يعلم كيف ومتى يخفي اعجابه : -هو عرض حلو .. واحنا فعلا بدأنا نعرض اسهم لينا في السوق لان المرحلة الأولى من المشروع خلصت..عموما انا هعرض العرض ده على رئيس مجلس الادارة يبقي اخويا غسان ..وان شاء الله خير ابتسمت له برقه لتقف هاتفة بنعومة وهي تمد يدها له: -تمام وانا هستني ردك عليا .. وانا واثقة انك هتتوسطلي عند اخوك يايامن ...انا همشي بقي مش عاوز اعطلك كانت بطريقها للخروج ولكنها التفتت لها قائلة بلهجة بانت له خبيثة : ابقي سلملي على مريم...وقلها وحشاني موت!! ثم خرجت من مكتبه وبقي هو يتأملها بتركيز...!! (ميرال) امرأة مختلفة عن زوجته كيف كانت صديقتها؟ , والاهم نظرات الاعجاب المتوارية خلف نظراتها الناعسة تجاهه, نفض عن عقله التفكير بها حاليا ثم جمع متعلقاته .. قاصداً الذهاب إلى منزله ..فالتفكير بها قد يطول ؛ وهو لم يفكر منذ زمن..!! بعد وصوله بفترة قصيرة كان يجلس مع والدته ومريم يتناولون الغذاء وبرفقتهم غسان ... كان ال**ت يخيم على المأدبة الى أن قطع هذا ال**ت صوت والدتهم: -مراتك عاملة ايه ياغسان.. توقف عن الطعام ثم رفع نظره إليها هاتفا ببرود: -هي فوق ابقي اسإليها ثم أكمل بنبرة عادية رغم غضبه الوليد من كل شيء : واه قبل مانسي وعشان متبقوش اتفجئتوا ... احنا هنطلق بعد فرح نيرة.. ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجه يامن وصدمة عبرت عنها والدته ومريم بشهقة خافته وأعين متسعة ولا يعلمون هل الصدمة من خبر الطلاق أم من طريقة تعبيره عن الأمر وكأنه يخبرهم عن أخبار الجو لا طلاق زوجته وأم توأمه البنات.. هتفت والدته بنبرة متسائلة وهي مازالت على صدمتها: -و ليه هتتطلقوا و البنات هيتربوا مع مين هز كتفه ببساطة مجيبا ببرود : - هنطلق عشان خلاص مبقناش ننفع سوا , أما البنات هيتربوا معايا طبعا.. انا لايمكن اسيب لها بناتي.. هز رأسها لتباغته بسؤال آخر: -وهي رضيت هز كتفه وهو يشرع بالعودة لتناول طعامه: : -هي إلى طلبت من غير ماقول حاجة... كانت مريم تجلس معهم تتمعن بالحديث فالأمر كان مألوف لها , حياتها كانت بين أم بخيلة بعواطفها وأب بارد منزوي بعيدا عنها , فحزنت من داخلها على الصغار لتهمس بصوت حزين: -طب مش البنات كده حضرتك هيتعبوا هما متعلقين بريتا.. كان غسان يبتلع ما بفمه من طعام لينالها قبل ذلك نبرة زاجرة من يامن وجهت لها : -مريم متتدخليش في إلى ملكيش فيه . ارتعشت يدها من الصدمة والخجل من طريقته الزاجرة لها أمام والدته وش*يقه الأكبر فتجمعت بعض الدموع بمقلتيها والذي لاحظها غسان فتحدث بنبرة حنونة: -متزعلىش يامريوم ..هو يامن كده قفوش ..وبعدين البنات هيكونوا هنا معاكي ومع ماما وريتا منين ماتحب تشوفهم مرحب بيها..وامسحي دموعك دي مش عاوزك تزعلى ... هزت رأسها له تحاول جاهدة أن ترسم ابتسامة على محياها المن**ر, ليلتفت بعدها إلى ش*يقه ال**بس الذي كان يرمق زوجته بحنق.. ربما بغضب... وربما غيرة..! فاستقام غسان من مكانه موجها حديثه إلى ش*يقه الأصغر: -ابقي حصلني على المكتب بعد ماتخلص غدا.. فاستقام الاخر متمتما في نفس اللحظة : _انا خلصت خلاص يلا بينا ********************** في غرفة المكتب الخاص بوالدهم الراحل جلس غسان على المقعد الخاص بالمكتب وبمواجهة ش*يقه الأصغر.. تمعن فيه محاولا أن يعلم ما يدور بدواخله .. فتحدث بالنهاية متسائلاً كأخ يريد مصلحة ش*يقه: -معاملتك لمريم مش عجباني يايامن , مراتك متستاهلش كده .. تأفف يامن من مسار الحديث الدائر على زوجته .. هاتفاً بلهجة مستنكرة: -ومالها معاملتي معاها .. هي اشتكت من حاجة.. نفي غسان برأسه مكملاً حديثه بابتسامة حنونة يتخللها المرح يخبره بحقيقة يعلمها الجميع: -لا مريم مشتكتش , مريم بتحبك على فكرة.. ورد الآخر كان سريعاً يحمل تقريراً كحقيقة مفروغ منها بالنسبة إليه: -مانا عارف حدق فيه غسان رافعا إحدى حاجبيه بدهشة قائلاً بلهجة مستنكرة : -ولما انت عارف ليه خشن معاها في المعاملة ..البنت بتتمنالك الرضا ترضا ياسي يامن انفلتت ضحكة خافته من يامن يبادله حديثه بمزاح هاربا من الحديث في ذلك الأمر: -ياسلام عليك وعلى النصايح الرومانسية.. مرر غسان تهربه من الأمر فشاركه المزاح قائلا: -اه عاجبك ولا مش عاجبك.. لوح يامن بيده في الهواء بعلامة موافقة على حديثه مما جعل الأخوين يضحكون , سارقين من الزمن لحظات سعيدة هاربين من ذلك الألم الموجود بداخلهم من أجل ش*يقتهم..!! هدأوا قليلا بعد فترة قصيرة حتى هتف يامن بتذكر: -اه صحيح في عرض للشراكة في القرية السياحية ايه رأيك.. تساءل غسان وهو يشعل سيجاره بقداحته الذهبية: _مين ياسيدي؟ هز الآخر كتفه قائلا بنبرة عملية مبطنة بإعجاب التقطه ش*يقه: -ميرال الغنام..كانت سيدة اعمال بره وصفت كل حاجة .. رمقه غسان بمكر غامزاً إياه هامساً بنبرة عابثة: -وعرفتها منين ميرال دي يالئيم.. وتلك المرة كانت الضحكة أعلى وشاركه فيها غسان ليهتف يامن من بين ضحكاتهم : -ابدا دي صاحبة مريم من ايام الجامعة ..اتعرفنا على بعض في حفلة كانت عملاها.. اومأ له ش*يقه ثم قال بنبرة عملية جادة : -تمام ياسيدي وماله شوف كده ونخليها شريكة ...**ت قليلا ثم استطرد حديثه بتساؤل حذر: -تجهيزات فرح نيرة عاملة ايه.. عبس يامن لتتحول ابتسامته إلى ضيق هاتفا بنزق : -تمام..كل حاجة ماشية زي ماحنا عاوزين.. ثم تحدث بنبرة مستفهمة : -مقولتليش انت عامل ايه مع بنت الشيخ.. ارجع غسان رأسه للخلف وشبه ابتسامة منتشيه ترتسم على جانب فكه وهو يفكر في دميته الجديدة ..وللحق تسليه وتعطيه طاقة عبثية هائلة ..مفيدة تلك الفريدة , (بونبوناية) كما اطلق عليها صغيرة ولذيذة... عاد بنظره إلى ش*يقه قائلا بتقرير : -هتيجي هنا بعد فرح اخوها... هب يامن من مكانه صائحا بغضب: -نعم تيجي فين والجواب كان بسيط في قوله رغم قسوته: -خدامة...بيبي سيتر.. جارية , كل حاجة ممكن تتخيلها سودا ليها.. ورغم أن الانتقام منبع الحديث وفحواه ولكن يامن من داخله لا يعلم لما يستنكر الأمر وبالنهاية هي لا دخل لها بما حدث لنيرة...ولكنه لم يجرؤ أن يتفوه بشيء لش*يقه ذات القلب القاسي كوالدهم الراحل.. ************************ جالسة في غرفتها منذ أن جاءت إلى مصر, نورا الشيخ.. فتاة لعوب أو ربما هذا ما يظهر.. ولكنها لطالما احتاجت الحب والحنان الذي بخل به الأب مفرغه بالكامل لفريدة ش*يقتها الاكبر.. والاشقاء كان كل واحد منهم بوادي.. فمازن بعبثه ...وكريم كان قريبا لفريدة... وانزوت هي تشعر داخل منزلها بأنها مجرد فرد زائد.. لا حاجة لها , حتى والدتها لم تهتم بها الا لبث السموم والكره بداخلها تجاه فريدة , باخله عليها بالحنان, ولكن كيف تعطيها وهي لا تملك منه أي شيء.. فكانت النتيجة إنها التفت حول هذا وذاك تقنع حالها بأنها مطلوبة ..إلا أنها لم تصل لشيء.. لم تحصل على الحب , فكانت تخسر شيئا فشيء.!! طرق على باب غرفتها تبعه دخول والدتها هاتفة: -قاعدة لوحدك ليه يانورا ...مالك هزت نور كتفيها قائلة بلهجة فاترة: -Nothing mom ابدا مرهقة بس من السفر.. ابتسمت لها جلنار هاتفة بنبرة خبيثة: -طيب مش عاوزة تعرفي حاجة عن موسى.. التفتت لها بلهفة صائحة وهي تقترب منها هاتفة بحماس ورجاء: -بليز قولي ياماما... مطت جلنار شفتيها بأناقة هاتفة: -رغم اني مش موافقة على ارتباطك بيه, بس يمكن يبقي زي غيره انت كان ليكيfriendكتير قبل كده.. تأففت نورا من حديث والدتها إلا أنها تجاهلته قائلة: -ماما بليز قوليلي..موسى فين.. هزت والدتها كتفيها قائلة : -موسى سافر في شغل تبع شركته للساحل..كنت بكلم والدته عاملة نفسي بطمن عليه واني متأثرة عشان فريدة فقالتلي ان صاحبه خده معاه عافية عشان نفسيته كانت وحشة.. لم تكد جلنار انهاء حديثها , حتي قفزت نورا من مكانها لتهرول مسرعة باتجاه حقيبة سفرها الصغيرة تضع بها بعض الملابس والعطور الخاصة بها, بينما جلنار تتابعها بنظرها هاتفة بتعجب: -بتعملي ايه بانورا أجابتها سريعا وهي تغلق حقيبتها دون النظر لها: -مسافرة..لموسى صدمها الرد لتقترب منها صائحة: -موسى!!!.. انت اتجننتي طيب استني لحد فرح كريم مايخلص نفت وهي تنهي ارتداء ملابسها مقتربة منها قائلة بلهجة سريعة: -لا ..عاوزة اشوفه ..فرح كريم كمان يومين هاجي يومها..باي بقي ابقي قوليلهم اني سافرت اغير جو..سلام وانطلقت بعد ذلك مسرعة تقود سيارتها إلى الساحل حيث مقر عمل موسى متجاهلة والدتها . وربما هنا جلنار تعتبر الأمر لعبة كغيره...ولكن مالا تعلمه أن الأمر كان يتعدى ذلك بكثير, دون أن تدرك ذلك..!! *********************** في غرفة غسان وريتا بالقصر كانت هي تصرخ بعصبية وتوسل في مزيج مقهور بداخلها: -امي ارجوك لا تفعلى بي ذلك...ارجوك انا اريد ان اعيش مع بناتي.. ولكن والدتها على الطرف الأخر تأففت غير أبهة لنبرة ابنتها المتوسلة , فهتفت بجحود: -انتهي الامر ريتا , كفي ذلك ..العمل يحتاجك فتاتي.. كوني مطيعة كما اعتدت عليك.. يكفي اننا مررنا مسألة هروبك بالماضي. انهمرت دموعها هاتفة بنبرة متعبة من كثرة البكاء ترجوها بنبرة تقطر ألماً.. ووجعاً : -ارجوك امي ... ارجوك لا تفعلى ذلك لقد تركت لك كل شيء ...أرجوك اريد ان احيا نظيفة بعيدا عن كل ذلك.. كانت تخاطبها كأم ربما تشعر بها ولو لمرة بحياتها ..ورغم ذلك ردت لتصدمها أكثر , تؤلمها أكثر تزيد من حسرتها أكثر: -انتهي فتاتي ...لقد هربت لمصر بعد كل ما فعلته , هل ظننت اني لن استطيع الوصول لك.. مازالت حمقاء تشبيهن والدك الاحمق.. هدرت لها صارخة بهياج نابع من ألمها : -لا تتحدثي عن أبي بتلك الطريقة ا**تي .. لم تأبه لها ولم تكترث لنبرتها الباكية ,وصراخها إلياس مكمله حديثها ببرود تام ونبرة محملة بالتهديد: -انتهي الامر ريتا ...والا الثمن سيكن صغيراتك ..فكري جيدا صغيرتي ... انهت والدتها المكالمة مع دخول غسان الذي انصدم من مظهرها الباكي ..بل مظهرها منهار, فاقترب منها قائلاً بنبرة قلقة: -مالك ياريتا.. اهتز جسدها من شدة البكاء وشهقاتها تتعالى فرفعت نظرها الباكي تجاهه قائلة بيأس: -ابعد عني...وانت تسأل ليه..انا بكرهك اما من داخلها كانت تهتف: _هتوحشوني اوي اوي.. زفر بحنق وهو يجلس مقا**ها صائحا بغضب : _ انت متأكده من كلامك؛ انا مبقتش فاهمك.. **ت لثانية قبل أن يقول: _مش عارف ليه مش بتكحيلي عشان اساعدك حتي لو اتطلقنا انت ام بناتي...قوليلي فيها ايه انا مش قادر اصدق إلى بتقوليه .. انتظر منها إجابة إلا أنها هزت رأسها بنفي تخبره أن لا يتدخل وأن ما تقوله حقيقة , ثم انزوت على السرير تتكوم عليه بجسدها هاربة منه ومن تلك الحقيقة والمصير الذي يواجها مهما هربت منه تغمض عينيها الزرقاء على بقايا دموعها تحبسها بالداخل تكتم وجعها وحيدة, وهو خلفها يرمقها بحيرة حقيقة ,وللمرة الاولي يشعر تجاهها بالشفقة...ويشعر أنه حقا في تعب حقيقي.. فمنذ أن تعرف عليها وهو يحيا في غموض وحيرة،...!!! لكن بالنهاية ريتا تظل بالنسبة له والدة صغاره حاملة بداخلها الغاز هو لا يقدر على إجبارها بالبوح بها, وبنفس الوقت هو أكيد من حقيقة واحدة وهو انتهائهم, لم يعد هناك طريق قد يجعهم يوما..!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD