عند رفعه للخمار...اص*ر شهقه....وتراجع للوراء خطوتين فلم تحتمل عيناه رؤية هذا الجمال الصارخ...فاصبح كالذى فتح عيناه فى الشمس مباشرة.
فهتف بانبهار:
_ما هذا ..؟هل هبط القمر على الأرض ،ونحتت له عينان واسعتان خضروتان .. وأنف مستقيم دقيق وفم مثل حبه الفروله..وجه مشرق كالبدر.
ظل يتأمل هذا الوجه الذى لم يسمع عنه ولم يره من قبل.. جمال لا تسمع عنه إلا في الحواديت.
همس باعجاب :
_ماشاء الله تبارك الله سبحان من ابدع وصور.
ولكن توقف فجأه عندما رآها تنظر له هى الأخرى ..تتأمله كأنها أول مرة ترى فى حياتها شىء كهذا .... إنها أول مرة تشاهد فيها رجل باتت تحلم به وتتخيل كيف يكون ..وتتساءل مماصنع ؟..ظلت تدور حوله تنظر له من قمه رأسه الى أخمص قدميه كأنها تكتشف اكتشاف لم يكتشفه أحد من قبل ... كأنه كائن فضائى، هبط من كوكب آخر ..كان قلبها يخفق فرحا بهذا الإكتشاف العظيم الذى اكتشفته تعجب لامرها كاد ينطق بشىء .. إلا إنها سبقته وقالت:
_هل انت رجل؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؟؟؟؟
اتسعت عيناه عجبا من جملتها هذه ..هل هى سؤال ؟ام اهانه؟
.قطعا هى اهانه فصرخ دفاعا عن رجولته:
_انا رجل رغم عن أنفك ؟
وبكل بساطه كبساطة الأطفال قالت:
_لكن الرجل من يملك نفسه عند الغضب هكذا قرأت .
هتف بداخله:
ماهذه الفتاه ...هل هى مجنونه ؟...ام ماذا تكون؟
لماذا تتصرف هكذا؟
وجدها تسأله ايضا ببساطه ..اين لحيتك وشاربك؟
صرخ بداخله:
عقلى لن يحتمل يابشر .. أمام من اقف .
سألته: مااسمك...؟؟
_رد بنفاد صبر يريد أن يعرف آخر هذه الفتاة ماذا تريد؟
--'-اسمى ادم..
-انك تكذب فان سيدنا ادم قد مات منذ القدم.
أدم ..وكاد عقله أن ينفجر من أسئلتها الغريبه..فرد بسخريه وقرر ليجاريها كما يجارى المجانين.
_نعم سيدنا آدم قد مات لكنى أنا ولده.....اقصد من اولاد ادام.........وانتى ما اسمك .....حواء؟
حور بتلاقائية:
_لا لا اسمى حور.
وبداخله أعجب باسمها فإنه حقا يليق بها ...انها بالفعل حورية من الجنه .
حور ومازالت تتأمله لتكتشف كل اسراره جعلته يهتف:
_لماذا تنظرين لى هكذه ... كأنك أول مرة تشاهدين بها رجل ماذا دهاكي ألم ترين رجل من قبل؟
وقال جملته الأخيرة بسخريه...لم يكن يعلم ..انه اصاب فيما قال
حور ببراءة الاطفال:
&نعم أصبت ..فهذه بالفعل أول مرة أشاهد بها رجل فى حياتى كلها.
لم يصدق أدام ماسمعه .....ماذا تقول تلك الفتاه هل تريد أن تأخذني إلى حافة الجنون.... أم ماذا .. أم هى لعبه منها ومن أمها حتى أسأم منها فأطلقها وتكون الأرض لها ..لاااااا هذا مستحيل ...ومسح على رأسه فى حيرة وقال لها بغيظ:
- اسمعى يا فتاة أنا لا أعرف ما الهدف من وراء ماتفعلينه ؟ ..تريدين انتى وامك أن أمل منك او استفز واطلقك وتصبح الأرض لكما .....لا لا ...انى افهم اشكالكما جيدا.. ولن تنفذين ما خطتتما له اتفهمييين.
تراجعت حور بضع خطوات للوراء ..فقد افزعتها ثورته وصوته العالي فتوجست منه خيفه... فالتزمت ال**ت ولكنها مازالت تتأمله من بعد.
**تها اقلقه أكثر ...هذه الفتاه تحيره لم يقابل مثلها من قبل اقترب منها وبصوت هادىء همس:
_اعتذر منك ...ولكنى لى العذر فتصرفاتك غريبه.
لكنه لاحظ شىء آخر..انها عروس ..وكأى عروس ينبغي أن تكون خجولة ..ولم يلمح فيها ذرة خجل واحده ، بل انها تنظر له وتتفحصه كأنها أول مرة تشاهد الرجال ....ومع ذلك.. هى تثيره بغرابتها.
اقتربت منه من جديد فاشارت على عينيه ..وقالت: _ إن لك عينان مثل عيون أمى ..ومثل عينان دادة عزيزة ...وهذا انفك مثل انفى وكانت يدها تمسك بانفه ويدها الأخرى تمسك بانفها ...ولك فم مثل فمى...لكنك ضخم جدا ..وانا صغيرة جدا.
ظل يسمعها ...وقد انقطع الكلام لديه، فماذا يقول لها؟ ...فقرر ان يسمعها للاخر ...وجدها تشير على سلسه يلبسها .
فقالت كالأطفال...ماهذه ؟
ادم:
_ انها سلسله اهدتها لى والدتى
حور ببراءة :
_اريدها من فضلك حتى تذكرنى بك..فهل ستعطيها لي؟
كانت تميل برأسها في حركة توسلية ولا تعلم أنها بحركتها تلك خلبت لبه فقد منحتها رقة على رقتها.
_سأعطيها لك طبعا.
قالها أدم وهو ينزع السلسله من رقبته ويقترب منها ليلبسها لها. فوجد قلبه ينبض بسرعه.. وعندما اقترب من وجهها تاملها جيدا وتعمق في ملامحها الهادئة البريئة.. وهي تبتسم ابتسامه عريضه فرحه بالسلسلة وتنظر لها كالاطفال .
فسأل نفسه وهو يبتسم:
_هل زوجونى طفله؟
نزعت حور خاتم لها وأعطته له وهتفت:
_تفضل هذا تذكار منى اقبله مني حتى يذكرك بي.
اخذه ادم وارتداه فى اصبعه الصغير
وبدون انذار وجد امها تدخل من الباب وهى تقول بخشونه وقسوة:
_الساعتان انتهتا ويجب أن تنصرف الآن.
ثمقبضت على يدى ابنتها وقالت:
_ لها هيا أمامي
تسمر ادام ولم يدرى مازا يقول ونظر لحور وجدها تلوح له مودعه بيديها كالاطفال ...وتقول له:
_الى اللقااااااااااااء أدم
ثم اختفت عنه..وقلبه ينبض نبضات غريبة
البارت الثالث
#حبيسه امها#
عودة بالأحداث. ...لقبل الزواج
عزيزة تلك المربيه التى ترعى حور ،امراة فى الخمسين من عمرها مخلصه ..وفية تحب حور للغاية..وحور تحبها جدا ..تعمل لديهم منذ زمن
كل يوم تدخل عزيزة حجرة حور تفتح الشرفة ..وتزيح الستائر...
وبجانب حور تجلس. ..لتوقظها
تهمس بحنان وهي تداعب شعرها:
_حور..حووور...استيقظى بنيتى
وتتقلب الجميله ...وشعرها الطويييل جدا والذى يبلغ طوله متر والذى استيقظ قبلها.....ففتحت عيونها ..وأشرق وجهها الملائكى ...بابتسامه بريئه صافيه تغمغم حور بتكاسل :
_صباح الخير ياددة
فتمنحها عزيزة ابتسامه ودود:
_صباح الخير والسعاده ياوجه القمر ...هيا انهضى ..فمعاد درسك اقترب.
حور ..تجلس على فراشها وتمد ذراعيها بحركه رياضيه قائلة بنشاط:
_حاضر يادادة هاه انا قد استيقظت.
تقبلها عزيزة بجبهتها وتتابع:
_هيا ياقرة عينى. ..اذهبى وتوضأى وصلى الضحى ..لتتناولى افطارك ..ثم تبدءين الحصه
_حاضر
قالتها حور وهي تتوجه نحو المرحاض.
توضات حور وصلت الضحى ونزلت إلى حديقه القصر ...تداعب زهورها الجميله وتراقب الفراشات وهى تتنقل بين الزهور فى سعاده
سمعت داده عزيزة وهى تنادى عليها
_حوور هيا اقتربي الفطور جاهز بنيتي
اقتربت حور من الطاوله الموضوع عليها الطعام ...وبدأت فى تناول الأفكار وهى تهمس لعزيزة
_داده أين أمي الآن؟
عزيزة بنفس الهمس:
_ فى حجرتها تنتظرك بعد الإفطار ...من اجل الدرس.
مطت حور شفتيها بقلق وقالت وهي تضع ابعامها في فمها في عجز بعدها أردفت:
_ماذا افعل الآن ؟؟؟..لم أحفظ الجزء جيدا..امى ستعاقبنى
همست عزيزة بقلق:
_لماذا ؟لقد تركتك أمس وانتى تحفظينه وتراجعينه فماذا حدث لك؟
همست حور وهي تداعب أصابعها بخوف:
_كنت احفظ فيه بالفعل ولكنني أشعر انه لم يتثبت فى عقلى أشعر أني نسيته بالكامل
عزيزة وهي تتن*د براحة:
_لا بأس انهى فطورك وسوف اراجعه معكى هيا بسرعه
بعد أن انهت حور افطارها اصطحبتها عزيزة فى حجرتها واخرجت المصحف ..وقالت هيا رتلى حتى أرى أى جزء لم تحفظيه
وبدأت حور ترتل سورة ق...حتى انتهت
همسات عزيزة:
_ مشاء الله يا بنيتى انك تحفظينه جيدا هى فقط الآية الأخيرة تحتاج للمراجعه جيدا .يبدو انك من كثرة القلق ظنتتى انك نسيتها...ثم سمعتا صوت جرس
عزيزة بتوتر وهي تغلق المصحف وتضعه بجوارها:
_هيا أمك ترن الجرس ..هيا اذهبى لها
وذهبت حور الى أمها فى حجرتها وساقيها تتخبط فى بعضهما البعض من القلق والخوف
???????????
بعد وقت العصر
دخلت حور المطبخ ...وقامت بدغدغت عزيزة في جبينها جعلتها تفزع
عزيزة وهي تقفز فزعا:
_اععععع ..حور بنيتى ..افزعتنى
ضحكت حور للاستمتاع ثم قالت:
_ماذا تفعلين يادادة؟
عزيزة وسعيدة استعادتها:
_اصنع لكى فطيرة الزبدة التى تحبينها
حور وهى تبتسم بسعاده:
_حبيبتى انتى يادادة....اذن داعينى اساعدك
بدر القلق على وجه عزيزة قبل أن تهمس:
_لا حبيبتى اذهبى تجولى فى الحديقه حتى انتهى من الطعام
حور برجاء :
_لا دادة ..ارجوكى اريد ان اتعلم ..واساعدكى واحضنتها من الخلف وهى ترجوها كالطفله..وباسلوب جعل قلب عزيزة يرق
فقالت عزيزة على مضض:
_حسنا ...تعالى اشرح لكى ماذا تفعلين .
وظلت حور تستمع لها وتشاركها فى عمل الفطيرة
وضعت عزيزة الفطيرة فى الفرن ثم همست:
_وهكذه ننتظر حتى تنضج الفطيرة ونخرجها بعد أن يحمر وجهها ..صفقت حور بسعاده وهللت والأطفال وقالت:
_ هكذا أنا من طهوت الفطيرة اليوم
تضحك عزيزةلبراءتها وتهمس:
_نعم حبيبتى أنت من طهوتي الفطيره سوف تصبحين صباحو ماهرة.
حملت حور الاطباق وقالت:
_انا سأذهب وأضع الأطباق على الطاولة وأرصهم ايضا
عزيزة باعتراض:
_اتركيها ..لسلمى ياحور .
وسلمى هى عامله لديهم
حور باصرار لا ..لا ..لا انا من ستقوم بوضع الأطباق
واثناء سيرها تعثرت قدمها ووقعت الأطباق منها ...وشاهدتها أمها فاتسعت عيناها ...وهى تصرخ بتعنيف:
_ما هذا
عزيزة ..وسلمى تنظران للسيدة بخوف
وحور تنظر لامها وتقول باستجداء :
_امى ....امى ...امى
فسحبتها أمها من يدها ... إلى حجرتها وأغلقت الباب
ومن الخارج تتألم عزيزة من أجل الفتاه...وسلمى تضع يدها على قلبها وهى تسمع اصوات تتهشم وصوت الفتاه وهى تصرخ وتهمس لنفسها :
إمرأة متسلطه تعذب ابنتها من أجل بضعة أطباق
يالها من قاسية.
يتبع
منتظراكم في الفصل القادم
#سهير عدلي