العقرب الفصل الأول

1707 Words
العقرب بارت 1 يوم4 "رص الجفصان زين يا ولد حملها مليح" كان هذا صوت عسران اليد اليمني للجابري سيد الرجال المنياوي الحمال " تؤمر يا ريس" عسران موجها كلامه لأحد معاونيه "كل العربيات حملت العفش " فيرد "زي ما أمرت يا ريس" فيخبره عسران بأوامره "الحريم يتوزعوا في عربيات البضاعة يغنوا ويزغردو و الرجال يخبو السلاح بظهر اجفاص الصباحيه لو البوليس شم خبر وفكرو يفتشوا تغربلوهم المهم عندي البضاعه توصل" يهز معاونه رأسه "يا ريس هي أول مره اياك ما تشيلش هم" فتتجهم ملامح عسران "لا عاشيل الهم المره دي العمليه كبيره يالله امسكو الطريج،و آني هكون وراكم بالملاكي" المعاون صائحا في الرجال والنساء "يالله منك ليه اطلعوا العربيات، وانتي يا حرمه عاوز الزغاريد والرقص ما يتقطعش واصل خصوصي عند الكمين" وصلت السيارات الكمين فيشير الضابط لهم بالتوقف "بس يا وليه منك ليها دوشتونا" يضحك معاون عسران "عجبال عند احبابك يا باشا عفش عروسه و صباحيتها" الضابط " هم الوقت بيودوا العفش مع الصباحيه " المعاون وهو ما زال على ابتسامته البلهاء " الله يكرم اصلك يا باشا ، عشان يخلصو ما يتشحططوش علي السكك رايح جاي، أهل العروسه منتورين اهنه و اهنه جمعناهم مره واحده و نخلصو، الله يكرمك ما توجفناش في السمس كتير، ألا الفاكهه تحمض ونتفضحوا عند أهل العريس" وجاءت احدي السيدات تحمل كرتونه على رأسها "اتفضل يا بيه حلي بوجك" الضابط متساءلًا " ايه ده بقي ان شاء الله؟" السيدة وهي تبتسم و تفتح الكرتونة " ده كحك العروسه الله في سماه تدوجو و تدعيلها، ربنا يفرحك و ينولك الخير كلاته يا بيه" الضابط " ماشي يا حجه الف مب**ك، عديهم يا ابني لا الجوازه تبوض مش عاوزين نشيل ذمبهم " ومرت السيارات والنساء تزغرد وتغني، وصلت العربات نجع السيد أنزل الرجال النساء من السيارات وأنقدوهم ما اتفقوا عليه من مبلغ وأعطوهم أيضا الفاكهة و الصباحية هديه قسموها عليهم وسط دعوات من النساء للجابري باشا ربنا يحرسه و يحميه ويزود رزقه كمان وكمان توجه الرجال لطريق الجبل وبعد مده لا بأس بها من السير في دهاليزه وصلول لمغاره كان الجابري ينتظرهم أمام المدخل جالسا يشرب الشيشة (الجابري سيد الرجال المنياوي) معروف عند العامة خارج نجع السيد بأنه أكبر تاجر فاكهه في البلد بأكملها، يمتلك مزارع خاصه لإنتاج الفاكهة باسمه ويص*رها للخارج، خط انتاج الفاكهة وتجهيزها للتصدير كله يمتلكه الجابري حتى شركه التصدير ملك للجابري يديرها من القاهرة، أما رجال ونساء النجع يعلمون أن الجابري أكبر تاجر م**رات وسلاح لقب الجابري في عالم الم**رات والسلاح بلقب ((العقرب)) النجع كلهم رجاله يعاونونه بدون أن يجرؤ أحد علي مجرد التفكير في خيانته، الجابري يغدق عليهم جيدا بنقوده وعطاياه، لا يحتاج أحد منهم إلي شيء إلا ويجده عنده قبل أن يفكر حتي في طلبه منه، رجاله وعيونه منتشرون في النجع لمعرفه كل كبيره وصغيره، المهم ألا يقرب أحد منهم لطريق الم**رات، لا يريد رجالا لا عقل لهم، يريد رجالا بكامل وعيهم، يكفيهم الخمر عندما يريدون الفرفشة على حد قوله الجابري حلم فتيات النجع بأكمله والنجوع المجاورة لكنه لا يلقي بالًا لهن لم تأسر قلبه انثي بعد، كأبطال الأفلام "طول بعرض اسم الله عليه "هكذا يقولون، طويل القامه عريض المنكبين أ**د الشعر أ**د العينين، وخط الشيب شعره رغم صغر سنه، له جسد رياضي ذو شنب قام الجابري مبتسمًا وفاتحًا ذراعيه لاحتضان عسران حيث يعتبره في مقام والده "يا مرحب بالرجالة ها إيه الاخبار يا عسران؟" عسران يحتضنه بقوة " كله تمام يا كبير" قال الجابري وقد رسم الجدية على ملامحه " يا الله يا رجاله دسوا البضاعة لحد ما يجي المعلمين يستلموا نصيبهم" في الليل جاء التجار وأخذ كل تاجر نصيبه ودفع ما عليه، نزل الجابري للقاهرة لإنهاء معاملات خاصه بالشركة، ومكث هناك يومان، وركب سيارته في طريقه للنجع ، وعلى مشارف مدخل النجع وجد تجمعًا، فنزل من سيارته ليري سبب هذا التجمع الجابري متسائلًا " ليه اللمه دي يا رجاله؟" فرد أحدهم وهو يخلي الطريق للجابري "وسع يا ولد منك ليه للباشا، جرب يا باشا جرب" سارع آخر للتبرع بإعلامه " دي حادثه يا باشا،بس واعره جوي، العربيه انجلبت باللي فيها والسواج مات مابقاش حد سليم غير البنته دي، والظاهر ان حالتها خطره جوي احنا طلبنا الاسعاف بس جنابك عارف يومها بسنه " الجابري تنقلب ملامحه " اسعاف ايه؟ اللي عنستنوه وسع اكده انت و هو جال اسعاف جال" وحمل الجابري الفتاه المصابة بنفسه، وأمر السائق بالانطلاق للمستشفى الذي يملكه ،وضعها بالمقعد الخلفي ممده، وركب هو بجوار سائقه حمدان، وصلا للمشفى ،فحملها الجابري داخلا، وما لبث ان افسح له الأمن الطريق وأخذ منه الأطباء الفتاه ،وأمرهم بفعل كل ما يلزم لها، بعد فتره جاء الطبيب " جابري باشا محتاجين ننجلولها دم نزفت كتير والفصيله مش عندينا لو تتكرم و تؤمر الرجاله يدورولنا عليها عشان نجدروا نلحجوها" تساءل " فصيلتها ايه؟" "او موجب" فشمر عن ساعده "عاتبرع لها، آني فصيلتي او موجب" أخذه الطبيب للتبرع بالدم، جلس ليسحبوا منه ما يحتاجونه و هو مغمض العينين لكي لا يرى تلك الممرضة التي كانت بجواره تهيم به، بعد أن انتهى طالبهم الجابري بالاهتمام بالفتاة وسيذهب ليرتاح من سفره ويبدل ملابسه. في الصباح هاتفه الطبيب ليطمئنه أن الفتاه بخير أمر الجابري مربيته أم الخير أن تأخذ للفتاه ملابس من حقيبتها التي وجدوها بالسيارة وأن تظل بجوارها إلى أن يحضر. أوصل حمدان أم الخير للمشفى ودخلت للفتاة الغرفة لتجدها جالسة على السرير فقالت "اسم الله عليكي يا بتي، ألف بعد الشر اللهم صل عالنبي، إيه ده يا بوي جمر اربعتاشر في ليله تمامه، محسوبتك ام الخير شيعني ليك الباشا الجابري الله يطول في عمره ويحميه ده لولاه ما كتيش عايشه لدلجيت هو اللي عطاكي من دمه، وشيعني ليكي بالخلجات دي كمن خلجاتك كانت غرجانه دم وهو هبابه اكده و يوصل يطمن عليك، جومي يا بتي اساعدك تغيري خلجاتك وتتسبحي ما تت**فيش مني انا كيه امك، و انتي لساتك مش بخير" ردت الفتاه بخجل منها "الف شكر اديني الهدوم وانا هاتصرف، هاعرف اصرف نفسي واحده واحده" ابتسمت ام الخير "ياه مصراويه اياك، بكيفك يا بتي انا جارك اهني لو ردتي حاجه نادمي علي" استحمت الفتاه وارتدت ملابسها بصعوبة فجسدها يؤلمها و الاصابة براسها كذلك، وخرجت من الحمام تجفف شعرها الذي كان يصل الي ركبتها، انها متوسطة القامه سوداء الشعر ناعم كالحرير ذات جمال هادئ يأسر الألباب. ذهلت أم الخير من طول شعرها "اللهم صل على سيدنا النبي، تعالي يا بتي اساعدك تدسيه" فردت الفتاه وهي تمشط شعرها الحريري بألم "عليه الصلاه و السلام " فساعدتها أم الخير وهي تقول "بسرعه يا بتي نسرح شعرك ده ودسيه لحد يناظرك وينشك عين " فابتسمت " حاضر يا حاجه" فرفعت يديها للسماء تدعو " حاجه من بجك لباب السما يا بتي، الا اتي لساك ما جلتليش اسمك ايه والا انتي منين و كتي جايه لمين" رفعت حاجبيها اندهاشا لكل تلك الأسئلة "كل دي اساله يا حجه ده انتي والا البوليس" بصقت أم الخير عن شمالها " تفي من بجك يا بتي ربنا يكفينا الشر باليس ايه" فضحكت الفتاه من تصرفها "بصي يا ستي انا... وهنا طرق الباب و قالت: تفضلي" ظنا منها انها الممرضة وكانت أم الخير لا تزال تمشط شعرها لتفاجئ بهذا الرجل المهيب المظهر امامها الذي ما أن وقعت عيناه عليها وعلى شعرها حتى تسمر في مكانه وقال " اللهم صل على كامل النور " نظرت لمهيب الطلة الواقف أمامها " عليه الصلاه والسلام مين حضرتك؟" بادرت أم الخير بالكلام " ده الجابري باشا يا بتي اللي جولتك عليه اللي نجدك" نظرت له بشكر " الف شكر لحضرتك انا مش عارفه اشكرك ازاي " ورفعت شعرها ذ*ل حصان بمساعدة أم الخير، ثم أعادت لفه ليصبح طوله قصيرًا وسلمت عليه، كان قريبًا منها أحست وكأنها قزمه، بالنسبة لها كان هذا احساسها مد يده يصافحها "الحمد لله علي سلامتك يا ... قاطعته ام الخير" كانت لساتها عتقولي قبل ما جنابك تشرفنا" سلمت عليه الفتاه "بدور اسمي بدور كنت جايه ازور ا**ه تهاني عبد العاطي تعرفها؟" شهقت أم الخير، فنظر لها الجابري نظره اسكتتها و وجه لها كلامه "انت مش هتشوفيلنا حاجه نشربها يا ام الخير و الا ايه" " اوامرك يا جناب البيه" قال الجابري موجهها حديثه لبدور "جايه لحالك اكده من غير راجل؟" قالت بعصبية " حضرتك لو كان عندي راجل يبقي معايا كنت جيت معاه، انا ماليش حد نهائي في الدنيا، اخر حد اعرفه هو ا**ه تهاني، دايما كانت بتزورني في مصر مع جوزها الله يرحمه عمو علي" ابتسم "وعارفه علي كمان؟" ردت بثقه "طبعا ده كان غالي عندي قوي و كانوا علي طول بيزوروني" رفع حاجبيه يتفحص ملامحها "انتي بجي بت جمال العربي اللي اتسجن في قضيه قتل مروان ابو خاطر " ردت غاضبة "بابا ما قتلش حد من غير سبب الحيوان ده جالنا وكان عاوز يتجوزني ولما رفضنا كان هيخ*فني بس بابا لحقه وقتله، بعدنا عن الشر جالنا لغايه عندنا، بابا ساب بلدكم عشان يبعد بيا بعد ما امي ماتت برصاصه طايشه وانا لسه عندي اربع سنين وما كانش ليه اتصال غير بعمو علي وا**ه تهاني " قال بثقة "وآني والا اياكي فاهمه اني ما عاعرفش ابوكي، ابوكي كان راجل مليح و جدع بس كان جلبه طري وهو اكده اللي يخلف البنته لازمن جلبه يطري من خوفه عليهم، انتي كنت مديه خبر لتهاني انك جايه؟" هزت رأسها نافية "لا الصراحه انا موبايلي كان ات**ر، ما عرفتش لسه اجيب غيره ،بس انا حافظه العنوان فجيت هنا، وعامله حسابي اني هافضل هنا معاها زي ما كانت دايما بتطلب مني وتشوفلي شغلانه، و أخليني هنا جمبها" سألها ليتجاذب الحوار معها " وانتي كيه كنتي عايشه في مصر وبتشتغلي ايه؟" ردت وهي تعود بذاكرتها لذكرياتها مع والدها "في شقتنا وكنت بادي للولاد الصغيرين دروس عشان اصرف بعد ما بابا دخل السجن" **ت الجابري وقرر أن يلقي الخبر على مسامعها لينتهي "ربنا يد*ك طوله العمر تهاني تعيشي انت من سبوع" **تت بدور ولم تنطق بحرف واحد وأخذت تبكي وتبكي بحرقه، لا يدري الجابري ما الذي أصابه عندما رآها تبكي، لقد أحس بقلبه يرق لها وهو الذي لم تحركه امرأه أبدًا ود ان يحتضنها ويخفف عنها، ذهل من نفسه و من هذه المشاعر التي انتابته، و أحس لأول مرة بضعف، فنادى على أم الخير دخلت أم الخير وفزعت عندما رأتها تبكي " يوه يا بتي جري ايه؟" رد بحزن " عرفت بخبر تهاني" ربتت علي ظهرها وهي تحتضنها "جلبي يا بتي ما تبكيش راحت للي احن من الكل، كفياكي بكا عاد" نظرت لها بدور والدموع تتساقط من عينيها " ازاي بس؟ أنا ما ليش حد خلاص كده، أنا اتقطعت من شجره، هاعمل ايه يا ربي؟! ازعل علي ا**ه تهاني، والا علي حظي الاسود يا ربي، بقى بابا يموت في السجن بعد ما الحيوان ابن ابو خاطر التاني ده يض*به عشان ينتقم لاخوه، وا**ه تهاني كمان تموت يا حظك الاسود يا بدور مكتوب عليكي تفضلي طول عمرك لوحدك طب اعمل ايه بس، اروح فين و إلا آجي منين يا ربي، كان مستخبيلك فين ده يا بدور" نظرت لها مطمئنه " اطمني يا بدور احنا جارك اهه" و نظرت للجابري
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD