العقرب الفصل الثاني

1833 Words
يوم 5 عقرب 2 قال الجابري متضايقا "بطلي بكا عاد وجومي شدي حيلك اكده، كلاتها يمين الدكتور يطمنا عليكي ويحلها الحلال، ما تخافيش ما حدش في نجع السيد يخاف والجابري موجود، إذا كان الغريب ما ينضامش جاري، و إنتي مش غريبه إنتي من أهلنا" وتركها وغادر موصيًا أم الخير بها ظل يفكر بها في طريقه للقصر وماذا سيفعل معها؟ دخل مكتبه فدخلت وراءه احدى الخادمات وسألته وهي تقترب منه بدلال واضح وهي تقترب لتضع يدها على ص*ره "سيدي و تاج راسي يؤمر بحاجه" نافرًا منها ومبتعدًا عنها قال "اتجنيتي اياك عتعملي ايه وايه الجلع الماسخ ده؟!" قالت وهي تقترب منه مره أخرى "اتجنيت بعشجك يا سيدي هاموت عليك، اعملك كل اللي تؤمر بيه بس ترضي عني وأنول الوصل و انعم بالجرب منيك يا تاج الراس " قالتها غامزه وهي تمرر يديها علي جسدها في محاوله منها لإثارته الجابري لطمها لطمة أسقطتها على الأرض وجعلت خيطا من الدماء يسيل على وجنتها و هو يرغي و يزبد كقدر ماء تغلي على النار "كنك اجنيتي" ونادي على حمدان السائق بأعلى صوته والشرر يتطاير من عينيه "أنت يا حمدان الزفت، يا واكل ناسك يا واد المحروج" جاء حمدان مهرولًا "خير يا باشا خير" فنظر له والغضب يعتريه "لا مهواش خير يا حمدان يا جلاب النصايب، مجايبك دي تاخدها وترميها برات الجصر وقسمًا بالله لو اتكررت تاني وجبت هنيه شكل من الاشكال دي لاكون جايب خبرك، ما احبش المسخره وانت خابر زين، هو آني سكتي حريم يا مخبل؟" أمسك حمدان الخادمة "هببتي ايه يا وش الشوم جلبي ما كانش مرتاحلك بس جلت اعمل خير و أهي جات على راسي" تأوهت بميوعه "والله ماعملت حاجه كان نفسي انول الرضا بس" شدها من ذراعها "فزي قومي جدامي، يا مجطوعه " وجه الكلام لحمدان " بعد ما تكرش البت دي تنادم علي عسران افتح عين و اغمضها الاقيه قصادي هنيه" " اوامرك يا باشا اوامرك، كل اللي تؤمر بيه يتنفذ في التو واللحظة" بعد قليل دخل عسران القصر راكضًا " طلبتني يا باشا، خير؟" " كنك كبرت يا عسران وبجيت تفوت حاجات ماتقولهاش، كيه ما تخبرنيش ان جمال العربي اتقتل على يد ابن ابوخاطر في السجن، وانت عارف جمال عندي يبجي ايه؟ عاعرف الاخبار من بره و الا ايه يا عسران" " العفو و السموحه يا باشا والله كت عاجولك بس كت مستني نطمنوا على البضاعه و ناخدو بتاره " "والبضاعه وصلت وخلصنا، ازاي بته تيجي لغايه اهني لوحديها ولو كان ولاد ابو خاطر اتعرضولها، انت عارف انهم ما لهمش شرف، ودلجيت انا متوكد ان الحادثه دي مدبره " "لا يا باشا ما تظلمنيش، البت كانت تحت عنينا، من يوم ما ابوها دخل السجن و احنا بنحموها من غير ما تاخد بالها منينا، وكنا نبعتولها الفلوس علي انها من شغل ابوها في السجن، وما جصرناش واصل مع العربي في حبسته، والسواج اللي كان موصلها و مات ده واحد من رجالتنا" قال بتأكيد "اني رايدك تجيب جرار الحكايه دي لازمن اتاكد الحادثه دي جضي و جدر و الا مدبره، و الواد ابن ابو خاطر اللي في السجن اللي قتل العربي يجيني خبره كمان ساعه بالكتير يا عسران" رد عسرا بثقه "ولا يكون في بالك يا باشا اعتبره تم" بعد ساعه جاء عسران يحمل البشارة للجابري بأن ابن ابو خاطر ذ*ح في السجن تهللت اساريره "كده انا ارتحت خدنا بتارك يا عربي، عسران خبر الخدامين ينظفو المضيفه اللي في الجنينه عشان تجعد فيه بدور بت العربي" تعجب قائلا "عتجعد اهنه في الجصر يا باشا!" الجابري رد مستهزئا " امال تحب نجعدوها فين وهي بنته لحالها ما لهاش حد و تهاني ماتت" عسران أحس بتفاهة سؤاله " عندك حج يا باشا ". الجابري هاتف الطبيب وتأكد من سلامه بدور وانها بخير وستحتاج فقط للتغير على الجرح وانه سيقوم بذلك شكره الجابري وقال له "متشكرين يا دكتور احنا هنبجو نتصرفوا، أم الخير ىما فيش زييها حد هتبجى هي تغير ليها عالجرح" أرسل حمدان ليحضر بدور وأم الخير من المشفى وصلت بدور القصر حزينة ضائعة لا تدري ماذا سيكون مصيرها؟ نظر الجابري لأم الخير ليصرفها، فهو يريد الحديث مع بدور "ايه يا ام الخير؟ أني جعان، خشي شوفي الملاعين اللي جوه دول خلصو الغدا والا إيه؟ الجصر ده ما عيمشيش من غيرك اني واجع من الجوع وعاوزين ناكلوا لبنته العيانه دي و نرم عضمها " قبلت أم الخير بدور " يوه بس كده ده احنا هنسمنوها ونربربوها كومان " ابتسمت بدور " ربنا يخليكم انا مش عارفه من غيركم كنت هاعمل ايه؟" ابتسم بدوره قائلًا "لا خير و لا حاجه انت في رجبتي امانه من ابوك ده واجب، اجعدي اكده خلينا نتحددتو في كلمتين عبال ما الوكل يخلص" "اتفضل" وجلست جلس بجوارها " انا كنت معارض ابوكي في جعدتك لحالك بمصر و .. نظرت له و قاطعته قائلة بحدة "وانت مالك تعارضه ليه اصلا؟ يخصك في إيه؟" صدمته الكلمة " اتحشمي وجصري ل**نك ده بدل ما اجصه، كنت معارضه صوح ، بس ما كنتش ارفضله طلب واصل، وكنت حاطط عيوني عليك هناك واظن ما حدش اتعرض لك ابدا" قالت بترقب لما هو قادم " صح ما حدش ابدا داس لي طرف من يوم ما بابا دخل السجن" رد بحزن " وموت ابوكي ما كنتش اجدر امنعه ده مجدر ومكتوب، بس اطمنك اني خدت بتاره خلاص واللي جتله قابل وجه كريم" تهللت اساريرها وقفزت فرحة من مكانها "بجد و الله احسن يستاهلوا دول ناس اشرار و ربنا أنت تستاهل بوسه( وأرسلت له قبله علي الهواء ) بس خدت بتاره ازاي يعني يعني هو مات والا قتلوه بقي و الا ايه؟" ضاحكا من كلامها " ما لكيش صالح عاد التار اتاخد وخلاص ما تخافيش انتي في حماي ما حدش من الاشرار(ساخرا من كلامها ) دول ممكن ياذيكي" قالت براحه " خلاص ارجع مصر بقي" استشاط غضبا منها "مصر ايه يا بت الاجاويد انا كنت سايبك بس عشان ما اعصاش ابوك اللي كنت حاطه في مجام ابوي وكان غالي عندي جوي لانه انجد ابوي الله يرحمه من الموت قبل سابج" نظرت له متفحصه وكأنها تحاول عصر ذاكرتها " بس انت عمرك ما جيتلنا البيت" رفع حاجبيه "لا بيت ايه؟ واضيق عليكي وانتي بنته لحالك تحبي ترتاحي في بيتك لاه كنت اجابل ابوكي بره البيت" قالت بقلة حيلة "طب هاعمل ايه بقي دلوقت؟" رد بكل ثقة " هتجعدي معانا اهنه" تساءلت ببراءه ""هو مامت حضرتك هنا؟" انفجر ضاحكا "لا مامت حضرتي الله يرحمها" تساءلت بتوجس "طب مرات حضرتك فين؟" رد بزهق " اللهم طولك يا روح، حضرتي مش متجوز" هبت واقفه متضايقه "امال يعني اقعد معاك هنا ازاي؟ انت بتستهبل" كاد أن يبطش بها "مين اللي بيستهبل يا مخبله، جسما بالله لولا انك ما تعرفنيش و لا تعرفي عوايد لينا وتربيتك تربيه بنادر كنت طيرت راسك كيه الفروج علي الكلمه دي" انفعلت وأشارت له بيدها "فروج ايه اللي هتطير راسي زيه انت فاكر نفسك مين؟" أمسك يدها " لا فوجي اكده واعجلي انا الجابري العقرب، سموني كده عشان ماليش عزيز وقرصتي والجبر، اني هنا الجانون وما فيش جانون يعلى علي جانوني وام الخير عتعرفك كل حاجه، انتي هتفضلي هنيه في المضيفه اللي في الجنينه وام الخير هتبات معاكي" تساءلت متبرمه "وهاشتغل ايه هنا بقى ان شاء الله؟ خدامه" ووضعت يديها في خصرها ض*ب يدها "نزلي يدك دي واجفي زين، خدامه كيه؟ عاقولك ابوكي حبيبي تجولليلي خدامه لا عشت ولا كنت ابدا، وارحميني من ام اللماضه دي أنا ما ليش خلج لكده (مع أنه كان في غايه السرور )،انتي عتبقي كيه ما يقولوا في البندر كده سكرتيره ومديره مكتب" قالت بسخريه "سكرتيره لايه هو الارض بيبقي لها سكرتاريه؟" أمسك برأسه "ارض ايه؟ يا مثبت العجل والدين يا رب، انتي هتبجي سكرتيره لشركتي بس هتبجي معاي وانا مسافر وانا هنا اكده" تساءلت "حضرتك عندك شركه؟" قال مستعيدا هدوئه "هافهمك كل حاجه اجعدي بس" افهمها الجابري كل شيء عن شركته وعمله قاطعته ببرود و نظراتها له نظرات شك " وان شاء الله لما نسافر مصر للشغل هاقعد فين بقي؟ معاك في شقتك" رفع كفيه يود خنقها "شجه ايه اللي هاقعدك معايا فيها لحالنا، كنك خبله اياك، انا باجعد في جناح مخصوص محجوز ليا طول السنه باروح وقت ما احب عاحجزلك جاري" استسلمت قائله " طيب" ام الخير جاءت تخبرهم بان الطعام جاهز ومعد على طاولة الطعام وضع يده علي بطنه "اخيرا كت جعان يالله ناكلو الاول بعدين نكملو حديت" جلس علي السفره وجلست معه ام الخير وبدور تساءلت بدور "يا طنط انتي بتقعدي عادي كده تاكلي معاه؟" قطبت ام الخير حاجبيها متضايقه " طنط!! ايه طنط دي جوليلي يا حاجه والا اجولك جوليلي يا اما و بعدين ايه معاه دي كومان اسمها مع الباشا" قالت ساخره "قصدك العقرب " ردت ام الخير بحزم "العجرب دي برات النجع وبس، هنيه الباشا حبيب الكل وتاج راسنا وان كتي مستغربه جعدتي معاه، فانا اللي ربيت الباشا ياعيني عليه بعد ستي الكبيره ما ماتت وهو لساته صغار، ده ابني اللي مخلفتوش" قال محذرا "عنجضيها حديت اياك الوكل هيبرد" بعد انتهائهم من الاكل ربت الجابري على كتف ام الخير مقبلا رأسها "الحجقينا نحبسوا بالشاي يا ام الخير يا وش الخير" أمسكت يده في حنان "حالا يا ولدي" أشار لبدور " تعالي يا بدور نكمل حديتنا في الجنينه" وهي تسير بجواره الربطة التي كانت في شعرها وقعت فانسدل شعرها امامه كاد قلبه يقفز من مكانه، وكادت يده تمتد لتغزو ذلك الشلال السرمدي الذي انسدل أمامه، لكنه تمالك نفسه سريعًا، وصاح بحدة "الله أكبر دسيه بسرعه دسيه" ابتسمت "حاضر" وقامت بعقد شعرها جلسا في الحديقة اقترب منها قليلًا واكتسب صوته نبره جادة "اسمعي يا بدور انتي هتعيشي وسطينا اهنيه في النجع لازمن تعرفي كل حاجه عن شغلي" قالت بملل " شغل ايه؟ ما انت قولتلي، هنفضل طول النهار نتكلم عن الفاكهه أنا زهقت" أحنى أصابع كفيه في محاولة لأن يمنع نفسه من خنقها " يا ربي أعمل ايه فيها دي بس؟" قالت محاوله امتصاص غضبه "حضرتك ليك شغل تاني غير التصدير نشاط تاني يعني؟" ابتسم فلقد أحس أنها تحاول امتصاص غضبه منها " اه ليا نشاط تاني يعني (ساخرا من كلامها ) ويا ريت تسمعي للاخر من غيرما تجاطعيني عشان ما ازعلش وانا زعلي واعر" و كشف عن كتفه من الامام لتجد امامها وشما كبيرا لعقرب تفاجأت بدور وارتدت للخلف " ايه ده و بتوريهولي ليه؟" أعاد جلبابه ليغطي كتفه "ده وشمي باسمي، اسمي اللي الكل في شغلي عارفني بيه" رفعت كتفها وقلبت فمها تعبيرا عن امتعاضها "مش مناسب علي فكره، عقرب و فاكهه ما ينفعش، الفاكهه عاوزه حاجه كيوت كده، وشم عنقود عنب مثلا مانجايه تفحايه.. قاطعها من الاسترسال وهب واقفا من انفعاله منها وهو يصيح "يا بووووووووي انتي ما عتعرفيش تسمعي من غير ما تتحدتي، لاه انا شغال في السلاح والم**رات والنجع كلاته رجالتي و ... ض*بت ص*رها بكفيها واتسعت عيناها خوفا "يا نهارك اسود انت بتقول ايه؟" فاض به الكيل وأمسكها من ذراعها غاضبا " نهار مين اللي اسود يا بت العربي اتحشمي" حاولت أن تحرر ذراعها من قبضته " أنا متحشمه أنت اللي بتقول كلام غريب و شكلك بتشتغلني، ايه مش خايف ابلغ عنك لو الكلام ده صح" أحس بتألمها من مسكته فاطلق يدها "هاخاف منك اياك، عاوزه تروحي تبلغي روحي ووريني بجي هتفلتي مالعجرب كيه، اهدي اكده واعجلي يا تختاري جنه الجابري يا تختاري نار العجرب، بس عشان تبجي عارفه ابوكي كان عارف كل حاجه عني والفلوس اللي كانت بتجيك دي مني آني والفلوس اللي ابوكي كان بيصرفها في الحبس مني آني وعيشتكم في مصر اني اللي كنت جايم بيها ابوكي كان الوسيط بتاعي ما بيني وما بين تجار مصر" فتحت عينيها علي اتساعهما وتمسكت بكرسيها غير مصدقه " يا لهوي بابا" رد مؤكدا "ايوه بابا " بدور **تت و اخذت تفكر جاءت ام الخير بالشاي لاحظت تبدل ملامح وجه بدور" كانك جلتلها يا ولدي"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD