العشق الفصل الأول

1032 Words
العشق للعشق قانون جاذبيه خاص مهما حاولت منه الفرار يجذبك اليه كانجذاب الفراشة للنار فهل ستحترق فراشتنا بناره أم تنعم بدفئه هيا بنا لنرى سارت على الشاطئ تداعب الرمال قدميها  و تنساب بين أصابعها مشعره إياها بالراحة والهدوء  جلست على الكرسي أمام عشقها الاول و الأخير ذو المزاج الرائق الصافي في هذا الشروق المميز، لم يكن من أحد  هناك على الشاطئ ، فكانت خلوتها مع الطبيعة مميزة ساحرة تخلب الألباب، الشمس تشرق عليها بخيوط ذهبية خجلة،  و البحر ممتد أمامها بأمواج هادئة يدعوها لتعانقه، لم تلبث إلا قليلا حتي بدأ يبث البحر شوقه إليها و يناجيها لكأنها تسمعه يدعوها إليه، أحست بيديه الشفافتين تلمسان يديها و تحثانها على الذوبان في أحضانه  ،انصاعت له، لم تكن لتقاوم هذا السحر بدأت في الاقتراب منه رويدا رويدا لم يكن في مدى نظرها سوى صفحه المياه الصافية و تلك اليخوت البعيدة على مدي رؤيتها ، أخذ يتسلقها بروية و هي تزداد هدوءا و صفاءا حتى بلغ شفتاها و دخل الماء المالح في فمها ساعتها أدركت  أنها أصبحت في عمق لم يكن ينبغي بها الوصول إليه  ،فهي لا تجيد السباحة  أخذت قدماها تتصارعان علهما تجدا رمالا تقفان عليها، لكن هيهات صارعت  ضاربه بيديها صفحة الماء ،في محاولات للنجاة  ،لكن لم تجدي محاولاتها نفعا، لقد **م أن يحتويها بين أحضانه و أن تصبح من شهدائه حاولت المقاومة مرة أخرى، لكن قواها انهارت أمامه و آثرت الاستسلام  له بدأت في الا*****ة ، رأت نفسها في نفق أبيض ضبابي تسير فيه للمجهول  حتى أعماها النور فجأة لتسمع صوتا يقول "يا الله سترك يا الله " و أخذت تسعل الماء الداخل رئتيها وسمعت ذلك الصوت يقول "الحمد لله " و فتحت عيناها لتصطدم عيناها بعيني ذلك الأسمر الذي ذاب في تلكما العينين اللتان لم تقلا سحر و لا جاذبيه عن البحر، حدث نفسه "يا الله سبحان ما خلقت و كأنها حوريه من القصص الخيالية زرقاء العينين بيضاء البشرة  صهباء الشعر"  سألها في لهفة "هل أنتِ بخير ؟" أجابت و هي تحاول التقاط أنفاسها "الحمد لله"  أردف و هو يتأمل جمالها " لقد أنقذك الله بمعجزة،  أوشكتِ  علي الغرق"     حاولت ألا تسرح في ملامحه "آسفه، لقد جذبني البحر و لم أنتبه إلا بعد فوات الأوان "   ابتسم "الحمد لله أنني كنت أسير على الشاطئ فلمحتك" ابتسمت فهام بها  قالت "اشكرك كثيرا يا...." بسرعة أجاب "نيار  و أنتِ" "كادي" سألها و هو يود ألا يفارقها "هل تريدين مني أي مساعدة ؟هل تستطيعين الذهاب لغرفتك للراحة؟" مدت يدها صافحته "أ شكرك لقد أصبحت بخير، إلي اللقاء" ود لو سحب يدها هذه ليضمها لص*ره لكنه استجمع شتات قلبه "إلي اللقاء " تركته داخله لبهو الفندق و هو يسير ورائها تحسبا لأي طارئ (هكذا كان يحدث نفسه ) و التساؤلات تجتاحه كالبراكين الثائرة بلا هوادة كيف أغرم هكذا من أول نظرة؟ من هذه الملاك التي تكرمت بالنزول للأرض؟ هل سأراها مرة أخرى ؟ تابعها بعينيه حتى رآها تأخذ مفتاح الغرفة من موظف الاستقبال ألقى نيار التحية على موظف الاستقبال " صباح الخير يا علي،  من هذه الفتاه  ؟ "  "إنها السيدة  كادي الجيار حرم المرحوم جمال طاهر"  (صدم نيار لمعرفه أنها أرملة لم يتوقع ذلك ) "أين  تقيم ؟" "إ نها مقيمه في الغرفة المميزة  بالدور الأخير من الفندق المطلة علي البحر " "حسنا علي، أرسل لها باقة كبيرة من الورود الحمراء و بداخلها ضع هذا الكارت"  و كتب نيار بداخل الكارت "أتمني أن تكوني من محبي الزهور و سأكون في قمه سروري إذا قبلتِ دعوتي إلى تناول العشاء في مطعمنا المتواضع بالفندق  فأنا صاحب الفندق منقذك نيار" استلمت كادي باقة الورد و سرت بها فهي عاشقة للورود اتصلت بالاستقبال و طلبت منهم موظفا ليسلم برقيه  لصاحب الفندق السيد نيار  و كتبت فيها "أشكر سيادتك مرتان، مرة لإنقاذي و مرة على تلك الورود الرائعة التي أرسلتها، لكن اعتذر من سيادتك لا أستطيع قبول دعوة العشاء و شكرا  كادي  الجيار" سلم الموظف البرقية  لنيار فابتسم و سرعان ما تحولت بسمته  لعبوس عندما قرأها، لكن لم ييأس فلقد استوطنت كادي في قلبه و لن يتركها ، إنه يحس بانجذاب شديد ناحيتها، سأل  في الفندق عن عاداتها فعلم أنها تحب تناول العشاء في  شرفة غرفتها المطلة على البحر و لحسن حظه كانت الغرفة المجاورة لغرفتها خاليه ، فتأنق و صعد لتلك الغرفة جالسا بالشرفة المجاورة منتظرا أن تطل عليه كادي ، خرجت كادي للشرفة لتتناول عشاءها المكون من الفاكهة و الزبادي  ،و فور أن جلست حتي قاطع هدوءها نيار  قائلا "آسف على الإلحاح لكني حقا استغرب من كونك وحيده هنا و كما يقولون قتل الفضول القط (و تصنع مواء القط )" ضحكت كادي رغما عنها "و ماذا يريد مني القط ؟" ابتسم "أ ريد  أن أتعرف عليك،  فلا يعقل أن رجل أعمال  مشهور مثلي و سيده مجتمع راقي مثلك لا يعرفان بعضهما، حتى إن هذا التعارف سيصب في اقتصاد البلد مباشره ألا تريدين مصلحه الوطن ؟!"  فضحكت "بالطبع أريد مصلحة الوطن " "حسنا أتودين أن آتي لشرفتك ام تأتين لشرفتي"  تضايقت "و هل ترى أن الاجتماع بين رجل أعمال مهم و سيدة مجتمع راقي يكون في الشرفة سيد نيار "  "آسف حقا أنا لم أقصد أن أضايقك ،لا تسيئ فهمي أرجوكِ أرجوكِ  اقبلي اعتذاري "قالها بطريقة مسرحية  أجبرت كادي على قبول اعتذاره ضاحكة فهي لا تدري من أين ظهر لها هذا النيار؟ و لماذا لا تقوى على مقاومته؟ نزلا لبهو الفندق تساءل "لأي مطعم تود السيدة الذهاب؟"  قالت كادي للمطعم الإيطالي طلبا عشاءهما و تجاذبا أطراف الحديث و بما أن كادي تمتلك شركة للت**يم العقاري و الد*كورات اتفقا أن يزورها نيار في شركتها  بزيزينا في الإسكندرية لتقوم بإعادة الت**يم للفندق وودعها نيار على وعد باللقاء على الغذاء. غادرت كادي نيار و صعدت لغرفتها ،وقفت في الشرفة و ضحكت عندما استعادت ما قاله نيار ،و تلقت اتصالا هاتفيا من نور سكرتيرتها و صديقتها "مرحبا نور اشتقت لك" "حقا كادي!  و لهذا تركتني هنا و ذهبتي للاستجمام وحيدة " "انتِ تعلمين نور أن الفترة السابقة كان ضغط العمل كبيرا و كنت بحاجه للاسترخاء وحدي ،وحدي يا نور بدون معارف أو حتى أصدقاء " "حسنا يجب أن تنهي هذا الاسترخاء المنفرد لأن لدينا جدول أعمال مزدحم " "كيف ذلك ؟ إن أقرب موعد هو الخاص بالشركة اليابانية و باقي عليه خمسه أيام" "يا حلوتي الشركة لديها مؤتمر تسويقي هنا و التمسوا مني إعادة تغيير الموعد و لقد وافقت و لم أشأ أن أخبرك إلا قبلها بقليل لكي لا أشغل بالك"  "حسنا نور متى الاجتماع ؟" "غدا يا رفيقتي" (تضايقت كادي و لكن لم تشأ أن تسري لنور بضيقها  ) "حسنا سأكون عندك في الصباح الباكر تصبحين على خير" "أحلام سعيدة صديقتي "  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD