سِحر الفصل الثاني

2153 Words
  لينظر ثائر حوله قائلًا "  أين رضوى؟ ألم تعرف بعد؟ لقد كانت معي على الهاتف تكلمني أثناء وقوع الحادثة " **ت طارق حاول ثائر أن يعتدل في جلسته  فعاونه طارق "ما بك يا طارق؟ تحدث اين رضوى ؟" ليدخل الطبيب  "حمدًا لله على سلامتك، فلتحمد الله لقد كُتب لك عمر جديد، لقد كانت عروستك منهارة" ليخ*ف طارق خيط الحديث " نعم كانت منهارة، و تكرم الطبيب بإعطائها حقنة مهدئة وهي تستريح الآن ووالدها ووالدتها بجوارها" فهم الطبيب ما يرمي إليه طارق  "نعم إن حالتها صعبة بسبب قلقها و لهفتها عليك، أمامها يومان على الأقل لتستعيد توازنها، أنت تعرف النساء، حساسات، ولقد كانت صدمتها كبيرة، خوفها عليك من جانب وأيضًا إلغاء زفافها ليس هذا هينًا على أية أنثى" ليقول ثائر  بلهفة " أريد أن أراها ولأطمئن عليها " فأمسكه طارق من كتفيه " إلى أين أيها الطرزان؟ اهدأ لقد خرجت لتوك من العمليات، و حالتك ليست بالهينة " قال الطبيب بجدية "صاحبك محق  بقوله، إن حالتك خطيرة، فلتهدأ وتسمع ما سأقول بتركيز وقبل أن أبدأ حديثي، يجب أن تعلم أن مصابك مؤقت وسيزول بالعلاج بإذن الله" فتساءل ثائر "ما بي ؟" ليرد الطبيب بهدوء "شلل نصفي مؤقت" فيرد ثائر غير مستوعب "ماذا قلت؟ ماذا تعني بشلل نصفي؟" فيؤكد الطبيب "شلل نصفي، لن تشعر بقدميك، لن تستطيع تحريكهما" فقال ثائر محدثًا نفسه بصوت مسموع "لهذا لا أحس بقدمي " فأكمل الطبيب "  نعم و لكن اطمئن، و سيزول بمشيئة الله مع العلاج الطبيعي و الدواء، لقد استطعنا السيطرة على الوضع  و الحمد لله أن العصب الشوكي لم يتضرر، فقط هناك  ضغط بسبب الفقرة الم**ورة، أهم ما في الأمر الراحة النفسية و العلاج الدوائي و العلاج الطبيعي بعد ذلك" تساءل ثائر "و كم سأظل هكذا  فاقدا للحركة و الإحساس؟" أجابه الطبيب " إن شاء الله في خلال أسبوعين سيبدأ الاحساس بالعودة  ببطء  ،بمعنى أنك ستستطيع  تحريك إصبع مثلا، مع الوقت سيعود الإحساس الكامل، لكن في هذا الوقت يجب أن تتحرك في الفراش، لا تركن للوضع الواحد في الجلسة لكي لا تصاب بقرحة الفراش، و يجب عمل تفريغ للمثانة في أوقات محدده بالقسطرة لكي لا يحدث **ل، فنحن لن نستمر بالقسطرة طويلا و في خلال شهر ستكون استعدت التحكم ولا تقلق فممرضاتنا مدربات جيدًا " خرج الطبيب ظل ثائر صامتًا، يحاول أن يفكر جيدًا فما حدث له، بالتأكيد هناك حكمة إلهية وراء هذا الأمر، ابتلاء له من الله، يجب أن يكون شاكرًا حامدًا، فكما قال الطبيب الأمر مؤقت، و تدريجيًا سيزول، فلا حاجة للفزع أو فقدان الأعصاب، اهدأ أيها الثائر و تعامل مع الأمر بعقلانية. خرج من **ته سائلًا طارق " كم تكلف الاقامة هنا في الليلة يا طارق؟" "خمسمائة جنيه والعملية تكلفت عشرين ألف "  ليرد بحسره " هذا يعني أنني بحاجة إلى ما يقارب  أربعين ألفا " ليطمئنه طارق " لا تحمل همًا  يا صديقي سنتدبر الأمر، أريد فقط مفتاح الشقة، لأحضر ملابس لك و ما سنحتاجه للإقامة هنا و سأذهب لإحضار النقود " ابتسم ثائر " لا، لا تحضر نقودًا من معك الآن، إن الفيزا الخاصة بي بحوزتك و أنت تعرف الرقم  أحضر منها ما نحتاج للمستشفى"  وطالبه بالاتصال بمدير الشركة السيد غالي و تبليغه بما حدث ليستكشف ما سيفعل هل سيعطيه إجازة لحين شفائه أم أنه سيفصله من العمل، كما طالبه بالسؤال على أحوال رضوى و تفقدها هل تحتاج لأي شيء هي أو ذوييها نزل طارق واستلم متعلقات ثائر من أمانات المستشفى، و توجه للمنزل و أحضر ما سيحتاجانه ثم هاتف غالي و قص على مسامعه ما حدث مع ثائر و طلب منه على استحياء قرضًا للمساعدة في المصروفات و الأدوية ، لكن غالي رفض طلبه للقرض، و طمئنه أنه سيتكفل بعلاج ثائر علاجًا كاملًا حتى يستعيد عافيته، و سينقله لمستشفاه الخاص تحت رعاية ابنتيه رحمه و رفيف، فهو لا يستطيع الاستغناء عن عقلية تجاريه فذه كعقلية ثائر. أعطاه طارق اسم المشفى المتواجد به ثائرو اسم  الطبيب المشرف على حالته  و في أقل من ساعه كانت سيارة مجهزه قد وصلت لتنقله لمشفى الشركة (مشفى الرحمة) و تم سداد حساب المشفى الدولي بالكامل، تساءل ثائر في الطريق عن رضوى و أهلها، فتعلل طارق أن حالتها لا تستدعي نقلها، بوصولهما لمشفى الرحمة وجدا أن الشيمي حجز لثائر جناحًا خاصًا به،  فاض شوق ثائر لرضوى و بلغ مداه، فهو مشتاق لسماع صوتها العذب ويريد الاطمئنان عليها بنفسه، توسل لطارق أن يدعه يكلمها.  انفجر طارق في وجهه طالبا منه الكف عن السؤال عنها أو التفكير بها، تساءل ثائر و هو بداخله متخوف مما سيقوله طارق فقلبه لا ينبئه بخير "هل حدث مكروه لها ؟" فزفر طارق " يا ثائر إن اختيارك لرضوى اختيار خاطئ، هناك نقاط في الزواج مهمة و أهم من مجرد حبك لها، إنه نسب و مصاهرة بين عائلتين، إن حماتك سيدة لا تطاق ، كيف ستتعايش معها؟ و حماك رجل لا ناقة له و لا جمل"  فرد ثائر  بحمية محاولًا إقناع نفسه قبل طارق " سأعيش مع ابنتها و ليس معها " ليجيب طارق بغضب " هذا الكلام لو كانت ابنتها عاقلة رزينة تستطيع وزن الأمور ، لكن رضوى تسير وراء أمها كالطفل الصغير، و لا تخالفها أبدا "  بلغ الغضب مبلغه من ثائر وطالب طارق باطلاعه على ما يخفيه عنه، ليقص طارق ما حدث كاملًا على مسامع ثائر سكت ثائر قليلًا ليفكر، ثم تساءل عن موقف رضوى مما حدث، و أخبره طارق أنهم حتى لم يتصلوا للسؤال عنه، عاد ثائر ل**ته، حزين هو ، لا بل مقهور، إصابته و ما حدث له لم ي**ر روحه  قدر ما **رها موقف رضوى، نعم يعلم أنها واقعة تحت سيطرة والدتها، لكنه كان يظن أن حبها له اقوى، إن لم تكن بجواره في موقف كهذا فمتى إذن؟ هل يعقل أن تستسلم هكذا لجبروت والدتها؟ و لا تتصل حتى للاطمئنان، قطع هذا ال**ت صوت الطبيبة " لقد تناهى لمسامعي ما تكلمتم به، و يجب أن أشدد أن الرحة النفسية لها دور كبير في علاج حالتك سيد ثائر " نظرا لها يتفحصانها، كانت طبيبة متوسطة القامة ترتدي بنطلون من الجينز الأزرق الداكن و تي شيرت كحلي يتداخل معه اللون الأحمر و من فوقه بالطو الأطباء الأبيض الذي يحمل رقعه كتب عليها اسمها د. رحمه شيمي.  وقفت بشموخ بجوار السرير لتطالع الملف الطبي المعلق على حرف السرير و المدون به الأدوية و شرح الحالة، ثم طالعت ثائر بعينيها الخضراوين و ازاحت تلك الخصلة السوداء من شعرها المجعد إلى ما وراء أذنها "حمدًا لله على سلامتك سيد ثائر  لقد أوصاني أبي عليك بشدة مطالبا الاعتناء الشديد بك، يبدو أن مكانتك لدية مكانة مرتفعة، و أنه يكن لك معزة خاصة " قالا في ذات اللحظة " هل أنت ابنة السيد غالي؟" فضحكت " بالطبع لا تصدقون أن والدي الوسيم أبيض البشرة المشوبة بالحمرة كالأجانب  ينجب هذه السمراء ذات الشعر المجعد، إنها الجينات يا ساده ، على العموم أنا طبيبة العلاج الطبيعي  ورفيف أختي ستتابع العلاج الدوائي "  لتدخل رفيف التي لم يكن من يراها يصدق أنها أخت رحمه، فرحمه جمالها جمال عادي هادئ أما رفيف فكان جمالها جمالًا صارخًا، قامة طويلة، شعر أ**د ناعم كالحرير ترفعه في ذ*ل حصان، بياض شاهق تشوبه حمرة، عينان خضراوان،  فور أن وقعت عينا طارق عليها حتى أحس أن الكون من حوله تلاشى، وحده يقف في اللا فراغ معها، يود أن يقترب منها، رفع يده ليصافحها معرفًا بنفسه  "طارق صديق ثائر، وزميله في العمل لدي السيد الوالد"  فصافحته "تشرفنا " لم يخف على رحمه ذلك الاضطراب الذي أصاب شقيقتها فور سلامها على طارق ،ربما لم يكن طارق وسيما كثائر لكنه جذاب، شاب مصري ذو ملامح شرقية خالصه، شعر مجعد أ**د ذو شارب و لحيه بسيطة نمت قليلا بفعل انشغاله مع ثائر، قاطعت رحمه طارق الذي ما زال ممسكًا براحة رفيف بين يديه  "سنستأذن الآن و سنعاود المرور بعد قليل " وسحبت رفيف من يدها وخرجت و ما أن خرجتا حتى جرتها رحمه جرًا إلى غرفة مكتبها و أغلقت الباب لتقول في تعجب " ماذا أصابك  يا رفيف؟!" فردت و هي في عالم آخر "ماذا اصابني؟ لا أدري يا رحمه، لم أكن أريده أن يترك يدي، أنت لا تتخيلين احساسي و راحتي بين كفه، كنت أحس أني أطير حتى وصلت لأعالي السحاب، أيكون هذا هو الحب من أول نظرة يا سمرائي؟"  فردت رحمه بهيام بدورها  " وقعت في غرامه و هو ليس بمقدار وسامة ثائر أو شارب ثائر أو عيناه ، إنهما بحر لا قرار له، أنت لم تشعري بمقدار توتري و أنا أقف بجواره، ما الذي حدث لكلتينا، أهي تعويذة حب من أول نظرة ألقيت علينا؟" لتفتح رفيف عيناها على اتساعها  " أيعقل هذا وقعت بالغرام أنت الأخرى؟" تن*دت رحمه مطلقة زفرة طويلة " من الواضح أن طارق سقط صريع غرامك أنت أيضًا، لكن ثائر لم يرني من الأساس، و حتى لو رآني، ما الذي سيعجبه ؟" ردت رفيف و هي تحتضنها " إنك كالقمر " ردت رحمه ساخرة " أنا الليل يا قمر، هيا بنا للعمل " وعند طارق و ثائر في الغرفة  كان طارق واقفًا معلقا بصره بالباب حيث خرجت منه رفيف،  لينادي عليه ثائر مرتان فلا يجيب فينادي الثالثة بصوت مرتفع لينتفض طارق من عالمه " ماذا حدث؟ لماذا ترفع صوتك هكذا؟ هل أنا أ**؟ أم تريد إصابتي بال**م "  ابتسم ثائر " ماذا حدث؟ أناد*ك و لا مجيب، ماذا دهاك يا خواجه؟ أنت لم تر هيئتك حين نظرت للطبيبة رفيف، كما أنك لم تترك يدها، ماذا أصابك يا رجل؟ هل هذه أول مرة ترى بها أنثى؟ نحن نرى الكثير من الجميلات في عملنا، و لم أشاهدك هكذا أبدًا " ليهز طارق رأسه نافيًا " ما علاقة الجمال بما أصابني، لا ليست مسألة جمال يا ثائر ، أنت لا تعلم الشعور الذي راودني حين أمسكت يديها، أنا لم أتحرك تجاه أنثى هكذا أبدًا " فابتسم ثائر  " يبدو أنك  أغرمت يا صديقي" ليقول طارق بهيام من أول لمسة غير لي سنيني        نسيني رسيني على أول مرسى صابر صبرني اوعي تحيرني        شارد صحيني نسيني شرودي تسبقني وعودي من اول لمسة         من أول لمسة غير لي سنيني                    نسيني رسيني على أول مرسى فقاطعه ثائر ضاحكا  "حسنا يا منير، اطلب لي حماتي المصون " تبرم طارق معترضا، لكن ثائر شدد عليه، و أنه يريد أن يفهم ما تريد بالتحديد، ز علام تنوي، هاتف طارق سعاد، و أعطى الهاتف لثائر، ما أن سمعت سعاد صوت ثائر، حتى طالبته بمفتاح الشقة لتأخذ حاجيات ابنتها منها، و طالبته بنسيان رضوى تمامًا و أن يتمنى لها السعادة مع خطيبها الجديد، كاد ثائر يجن فأي خطيب هذا الذي ظهر فجأة، هاج و ماج معترضا و أن رضوى هي حب عمره و سبب سعيه على الرزق ليوفر لها ما تحتاج و تتمنى، سخرت منه سعاد و أفهمته أنه مجرد موظف، أما خطيب رضوى فهو ثري مغربي، و طالبها ثائر بأن تسمح له مخاطبة رضوى، كان ظنه أنه سيجعلها تخالف والدتها، لكن صدمته كانت كبيرة حين طالبته رضوى بأن ينساها و يدعو لها بالسعادة ،حاول أن يثنيها عما قالته و بشرها بأن شيمي تكفل بالعلاج  و بأن ما يدخر سيظل كما هو، لكنها أعطت الهاتف لوالدتها، التي طالبته بمتعلقات ابنتها أغلق ثائر الهاتف وهو في حالة صدمة، غير مصدق، إنه يعلم أن والدة رضوى لا تطيقه و حاولت التفريق بينهما عدة مرات لكنه في كل مره كان يستطيع إعادة رضوى لصوابها، أما الآن إنه مريض، لا يستطيع النظر في تلك العينان الزرقاوين ،و لا تَلمُس ذلك الشعر الحريري الأشقر **لاسل الذهب، بعيد هو عن التغزل في شفتيها الكرزتين مع ا****ف قبله سريعة خلسه منهما حتى يتضرج وجهها خجلًا و تض*به على كتفه قائلة "صبرا ثائري" أيعقل ما سمعه منها خطبت لغيره بهذه السرعة وتعبه  ومجهود السنين أيضيع هكذا في غمضه عين؟ كل ما بناه ليجهز عشًا يجمعهما أيذهب أدراج الرياح؟ أيكون ما قالته أمها صحيحا؟ لم يكتب الله لنا الاجتماع سويا لذا كانت الحادثة، أهي إشارة من الله لابتعد حقا عن رضوى؟ أخرجه طارق من شروده و أفكاره لينبئه أنه سيذهب ليعطيها المفتاح، ليغادر طارق و يدوي صدي أغنيه حكاية كل عاشق لهاني شاكر في ذاكرته فهو يحفظها عن ظهر قلب   حكاية كل عاشق، هي حكايتك يا قلبي وبقيت، وبقيت إنت الحكاية حكاية كل عاشق، نعشق ونذوب ونسهر ونفارق، ونفارق في النهاية أول مشوارنا ضحكة عاشت فوق الشفايف، ترسم قلبين وتكتب حرفين فوق الشجر آخر مشوارنا دمعة بتقول للحب شايف، أحلامنا إزاي بتصبح لعبة في إيد القدر ونتوه ويّا اللي تاهوا ونذوب زي اللي ذابوا يبكي الحب في عينينا، ضحك الأيام علينا حكاية كل عاشق، حكاية كل عاشق أيام، أيام وسنين يا قلبي نحلم والحلم يجري بينا فوق السحاب، بينا فوق السحاب أيام وسنين بنرسم دنيا متعرفش دمعة ولا بتصاحب عذاب ولا، ولا، ولا بتصاحب عذاب كانت أيامنا حلوة، أحلى من أي غنوة اتقالت في الغرام كانت دقات قلوبنا، لا تقول من الحب ذبنا ولا بتخاف الملام كنا لو شفنا عاشق يبكي نبكي عليه، ونقول هم الحبايب عايزين من الدنيا إيه أتاريك يا دنيا كنت غدارة زي ما إنت، كنت ويا ريت ما كنت علمتينا الهوى علمتينا الهوى، علمتينا الهوى ونتوه ويّا اللي تاهوا ونذوب زي اللي ذابوا يبكي الحب في عينينا، ضحك الأيام علينا حكاية كل عاشق، حكاية كل عاشق أنا كنت زمان بغني، على عاشق قبل مني دارت بيه السنين دلوقتي ما فيش مغني، إلا وبيحكي عني للناس والعاشقين، للناس والعاشقين وأنا كنت وكان زماني مليان فرح وأماني لا عرفت الحيرة عمري ولا ذوبني الحنين دلوقتي أنا والليالي عايشين زي الصحاب، تبكي الأيام لحالي وأنا بسأل على اللي غاب لا لقيت رد لسؤالي ولا بيجيني الجواب لا أنا عارف ليه عشقتك ولا عارف ليه فارقتك، لكن قدر الحبايب مكتوب فوق الجبين مكتوب فوق الجبين، مكتوب فوق الجبين ونتوه ويّا اللي تاهوا ونذوب زي اللي ذابوا يبكي الحب في عينينا، ضحك الأيام علينا حكاية كل عاشق، حكاية كل عاشق و ترقرت الدموع في ملتيه  حزنًا على أمل قد ضاع و حب قد وأد.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD