سحر الفصل الأول

2000 Words
    -السحر يقود سيارته الرمادية على الطريق الدائري و هو يغني مع المطرب دياب و صوته الذي يصدح عبر مسجل السيارة مجاش في بالي اخش دنيا .. واتأهل وأكون عريس مااجيبش واحده تشتغلي اعيش اللون بس ابقي بيس ومبدأي اتغير معاكي لما شوفتك فيس تو فيس جيت اكتب كتاب واحدد .. دخله أول يوم خميس النهارده كتب كتابنا .. النهارده هيعلي جوابنا هنقفل علي روحنا بابنا .. و نبتدي ندلع في بعض النهارده الليله ليلتنا .. النهارده هنعيش حياتنا ده احنا ملناش الا بيتنا .. ده احنا ملناش الا بعض يلا كلة يقوم ويرقص .. كلة يفرح ويا فرحي يلا كلة يغني يلا .. النهارده يا عم فرحي فرحي .. فرحي .. فرحي .. فرحي ااه يا عم فرحي من النهارده هاعيش حياتي وهعيشها صح باي باي يا وحده خلاص بقي يا عزوبيه بح من النهارده عينيا مش هتروح لحد ليه ابص بره ما انا بردو بدلع بجد يلا كلة يقوم ويرقص .. كلة يفرح ويا فرحي يلا كلة يغني يلا .. النهارده يا عم فرحي فرحي .. فرحي .. فرحي .. فرحي ااه يا عم فرحي ع الواحده يلا .. رقصلي كل الموجودين قسم يا عم للصبح وياك سهرانين الليله ليلتي .. يعني النهارده مفيناش هزار يعني الليلادي للصبح رقص و ض*ب نار يلا كلة يقوم ويرقص .. كلة يفرح ويا فرحي يلا كلة يغني يلا .. النهارده يا عم فرحي فرحي .. فرحي .. فرحي .. فرحي ااه يا عم فرحي  يملأ السرور نفسه و تغمره الراحة بعد أن اقترب من نيل أمنيته في الحياة، تلك الامنية التي عمل جاهدا ليحققها وهي ارتباطه الرسمي برضوى، تكاد روحه تطير من جسده لشدة سروره، فاليوم هو حفل زفافه، وهو على عجلة من أمره، سيحضر رضوى من صالون التجميل،  ثم يذهبان للتصوير وسيكون المأذون منتظرًا إياهما  في القاعة لعقد القرآن، كما **مت والدة رضوي  السيدة سعاد فهي تريد عقد القران في القاعة، و هو لن يرفض لها طلبًا وإلا تسببت في إفشال زيجته ، وهو لن يسمح بذلك؛ يكفيه المعاناة التي عاناها حتى وافقت على ارتباطه بابنتها، فهي سيدة متسلطة ومادية لأبعد الحدود، ناهيك عن معاناته في تجهيز عش الزوجية،  لقد عمل ثائر النهار متواصلًا بالليل، عمل في عملين بدلًا من عمل واحد مدة خمسة سنوات ،لا سجائر، لا كماليات، فقط الضروريات، دخل في عدد لا متناه من الجمعيات، حتى كوب الشاي كان يشربه بحسبان، إلى أن دق السعد بابه وعرف الحظ طريقة إليه،  يذكر ذلك اليوم الذي وجد فيه إعلان مطلوب  به موظفين لشركه استثمارية كبيرة فهرع للتقديم، طلبوا منه عمل تصور كامل لكيفيه تجاوز مشكلات معينه في مشروع ما، فجهزها واجتاز اختبار مقابلة تلك الشركة الاستثمارية المملوكة لغالي شيمي رجل الأعمال المعروف، الذي أشرف بنفسه على المقابلة و أعجب بعقليه ثائر و أفكاره  المتميزة، فعينه فورا بمرتب لا يحلم به أقرانه، يومها  كاد ثائر من فرحته أن يحتضن شيمي و يقبله، و كانت فرصته بمرتبه الكبير، فما كان منه إلا أن أنهى الترتيبات المتعلقة بالزفاف  ليجتمع مع حبيبته أخيرا في بيت واحد، و انتهت أغنيه دياب لتصدح أغنية أخرى في خلفية الذكريات التي تمر على مخيلة ثائر يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وأبقى عريس الدعوه عامه وحتبقى لمه وحيبقى ليا فى البيت ونيس يا يا ولاد بلدنا حكتب كتابى عالحلوه زوبه وافقت عليا من خطوبه ابوها قالى ليه السؤال ده انت فى بلدنا زينة الرجال انا اشتريتك عشان لاقيتك **يب وعتره وحمش فى بيتك ومادام عايزها حتبقى جوزها الغالى لجلك يبقى رخيص اكتب عليها يوم الخميس الدعوه عامه وحتبقى لمه وحيبقى ليا فى البيت ونيس يا يا ولاد بلدنا حعملها ليلة ولا كل ليلة و حتبقى قصة بين كل عيلة حجيب عوالم ومغنى ليها والزفه تبقى ف*جة يوميها وحرش سكر وريحان معطر دي زوبه عندى بالدنيا واكتر وحقيم وليمة غالية وقيمة و يوميها هرقص كمان واهيص دانا يوم هنايا يوم الخميس الدعوه عامه وحتبقى لمه وحيبقى ليا فى البيت ونيس يا يا ولاد بلدنا يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى حبقى عريس الدعوه عامه وحتبقى لمه وحيبقى ليا فى البيت ونيس يا يا ولاد بلدنا   و تذكر أنه عاني كثيرًا في التجهيزات، فوالدة رضوى متطلبة جدا، لم تراع كونه ما زال في مقتبل العمر بل أثقلت كاهله بالطلبات، " أنا ابنتي مال و جمال  لن تكون أقل من قريناتها " و من هذه الناحية صدقت رضوى حقا كانت جميلة،  شعر أشقر طبيعي ورثته من فروع  جدودها اليونانيين  كما تقول والدتها و عيونها زرقاء كما مياه البحر و جسدها متناسق، " من يريد ابنتي  يزنها بالذهب، يكفي أنني وافقت على هذه الزيجة لعلمي بحبها لك ، لقد أضعت عليها فرصة ذهبية ، بعريس ثري لا قبل لك به " نفذ ثائر كافة الطلبات، و يحمد الله أن والده أورثه شقة ذات مساحه جيده و في مكان مناسب، فأزال عن كاهله هم البحث عن شقه و شراءها، فليرحم الله والديه، أفاق ثائر من ذكرياته هذه على صوت زمور  قوي لتريلا عملاقه يقود سائقها بسرعة مخيفه مطلقا زموره و كأن الطريق ملكه وحده و لا يوجد عليه سواه، كان ذلك السائق وراء ثائر فافسح ثائر له الطريق تجاوزه السائق فحمد ثائر الله رن هاتفه المحمول الذي كان يضعه أمامه على تابلوه  السيارة المتواضعة الفيات  باسم روحي أنا و تحدث ليرد على رضوى " قبل أن تلوميني  أنا في الطريق  لقد سلكت  الطريق الدائري لأبتعد عن الزحام، لا تقلقي أنا قادم لن أتأخر " بينما كان يحدثها اذ  بسائق التريلا الذي كان عقله مغيبا بفعل الترامادول و الحشيش يواجهه سيارة نقل لا يختلف حال سائقها عن حاله و **م كل منهما ألا يفسح الطريق للآخر و أن يكون له الكلمة العليا، إلى أن أصبحت المسافة بينهما لا تذكر ،حاول  كل منهما إمساك الفرامل لكن رد فعله المتأخر بسبب عقله المغيب لم يسعفه و حصل الاصطدام، صوت رهيب قد سمعه ثائر و هو يحدث رضوى، و صرخ عاليًا و هو يرى السيارات تندفع نحوه فحاول مفاداة سيل السيارات القادم نحوه و لكن حدث الاصطدام به و انقلبت السيارة و ذهب في عالم آخر التريلا وسيارة النقل اصطدمتا بطريقة ب*عه فسرعتهما كانت جنونيه و حطمتا في طريق انزلاقهما عددا من السيارات قبل أن تصلا لسيارة ثائر، حركة ثائر جعلت قوة اصطدام السيارات به أخف وطأه قليلا، اجتمع الناس من كل حدب و صوب لمحاولة انقاذ من يمكن انقاذه، لحسن حظ المصابين كان الحادث قريبا من مركز إسعاف. ثائر لم يكن سمع سوي أصوات صراخ و أصوات عالية و يرى أنوارا تضيء أمام عينيه كأنه يسير في ممر. عند رضوى بينما كانت تحدث ثائر سمعت هي الأخرى ذلك الصوت، وصلها  صوت صراخ ثائر وأصوات متداخله  ففزعت و صاحت "ثائر أجبني ما بك ؟" لتسحب أمها الهاتف منها " أعطيني الهاتف، أين أنت يا وجه النحس لم تأخرت؟ " ليرد **ت طويل رضوى تبكي و أمهما تعنفها " كفاكِ بكاء ستفسدين زينك " "يا أمي أحس بحصول مكروه له " " لن يحدث شيء، إنه قط بسبعة ارواح، ربما دخل في منطقة أمنيه فأغلق الهاتف " "لا لقد سمعت صوت  قويا مرتفعا و سمعت صرخة ثائر " فصرخت أمها " قسما بالله لو لم تكفي عن البكاء سوف أنهي هذه الزيجة و أنال راحتي" رضوى **تت و هي تجاهد دموعها و تحاول طمأنة نفسها ساعه مرت كالدهر على رضوي لم تتوقف فيها عن الاتصال بثائر و لا مجيب إلى أن رد الهاتف صاحت بلهفة "ما الذي حدث أين أنت ؟" جاءها الرد يصوت لا تألفه "هل تعرفين صاحب الهاتف سيدتي ؟" ردت رضوى و هي تخشى الإجابة التي ستسمعها "نعم أعرفه، أين هو؟" " عذرا منك ، لكن صاحب الهاتف مصاب في حادثة تصادم ، أرجو منك ابلاغ ذوييه ليحضروا للمشفى، نحن مشفى الشفاء الخاصة، و أرجو أن تبلغيهم بإحضار النقود لإتمام الاجراءات" انفجرت في البكاء وهي ترد "حسنا ، أين موقع المشفى؟" أملتها الممرضة العنوان أخذت رضوى تصرخ و تولول و أطلقت العنان لدموعها و هاتفت طارق الخواجة صديق ثائر الوحيد الذي يعتبره كأخ له لم تلده أمه، و زميله في الشركة "أنجدني  يا طارق" "ما بك رضوى ؟ هل حدث مكروه  ؟" "ثائر أصيب بحادثة تصادم؟ " " متى حدث ذلك؟ " "لا أعلم  التفاصيل يا طارق معي فقط العنوان؟ " ليهرع طارق إليها فكيف يتأخر على صديقه الوحيد تقريبا و توأم روحه صحبها ووالديها للمشفى ليحدثا الاستعلامات و يعرفا أنهم أحضروه بسبب حادثة مفجعة و أنه في غرفة العمليات هم طارق بتركها  لكن موظفة الاستعلامات استوقفته لتطلب منه نقود تكلفة الاقامة و العملية، نظر لها طارق بحنق " المصاب عريس و اليوم حفل زفافه و أعتقد أنك ترين العروس أمامك بفستان زفافها ، مما يعني أننا لم نجد الوقت لندبر النقود كل ما معي  خمسمائة جنية " فتبرع والد رضوى قائلا " و أنا معي مثلهم " فوكزته سعاد والدتها في غضب فأكمل طارق " سنطمئن فقط على ثائر و سأذهب لإحضار باقي النقود لن نهرب منكم و نترك أخي في العمليات مثلا، كل ما نطلبه أن ن*دأ و نطمأن على حاله، نقودكم لن تطير " طالبته الموظفة بألا يتأخر و إلا قامت ادارة المستشفى بطرد ثائر أو تحويلة لمستشفى حكومي و ثائر حالته خطره. انصرف من أمامها قبل أن يتهور عليها و هي بالأخير لا ذنب لها، إنها سياسة المشفى، امتصاص دماء من يحضر المهم النقود، من لا يملك نقودا فليذهب لجحيم إهمال المستشفيات الحكومية.  تركها و صعد معهم بينما لكزت سعاد  مجدي زوجها  لتلومه على تسرعه بدفع ما معه من نقود ، تعجب منها مجدي قائلا " ما بك يا سعاد؟ إنه زوج ابنتك " فصاحت بصوت مرتفع " لا لم يصبح زوجها بعد و لله الحمد، جاءتني من رب السماء كما طلبتها و سأتخلص منه" قالت تلك الجملة الأخيرة في حديث أسرته بينها و بين نفسها. صعد الكل لغرفة 405 و لم يجدوا فيها أحدا، سألوا الممرضة  ليعرفوا منها أنه ما زال في غرفة الافاقة و أخبرتهم أن يسألوا في غرفة الاطباء على الدكتور الذي أجرى له العملية ليعرفوا منه التفاصيل.   هرع طارق على غرفة الطبيب طالبا منه التفاصيل عله يطمئن على حالة صديقه العزيز ، لكنه تحمل صدمة معرفة أن ثائر أصيب اصابة خطيرة في عموده الفقري و لديه **ر في فقرة من العمود الفقري مع تحرك العظام الم**ورة لتضغط على الحبل الشوكي و سبب ذلك له شلل نصفي. وقع تلك الجمل ألجم طارق ووقف مصدومًا، بينما صرخت رضوى من صدمتها، و أخذت تض*ب خديها مولولة ناعية حظها، شاكية لله مصابها، لكن الطبيب أخذ يهدأ من روعها، و طالبها بأن تكون بجوار ثائر لترفع من روحه المعنوية و طمأنها أن الأمل في شفائه كبير لكنه سيستغرق وقتًا طويلًا، و تركهم مغادرا، فور أن غادر الطبيب طلبت سعاد من زوجها و ابنتها أن يغادروا المستشفى ، لكن رضوى بكت و توسلت لها أن تظل لترى ثائر و تطمئن عليه، انفجرت سعاد فيهم ثائرة غاضبة، معلنة أن هذه الزيجة كانت لا تجب أن تتم و حمدت الله أنه سبب الأسباب لكي توقف هذه المهزلة على حد قولها، حين حاول مجدي الاعتراض أسكتته  سعاد بنظرتها النارية، و طلبت من طارق أن يخبر ثائر حين يراه أن ينسى ابنتها تماما، و بأنها ستحتفظ بالدبلة و الخاتم الذي كان صاحبه يعدهما شيئًا مميزًا كتعويض بسيط عن فترة الخطبة، و أنها تريد مفتاح الشقة التي كانا سيتزوجان بها لتأخذ مقتنيات ابنتها الموجودة بها، كما أنها تريد الخمسمائة جنيه التي دفعها مجدي في الاستقبال،  كاد طارق أن يض*بها لولا أنها امرأة، و تعجب من موقفها محاولا افهامها أن هذا ليس وقتًا مناسبًا لما تطلبه، و أن ما تفعله لا يمت للأصول بصلة، لم تهتم بما قاله طارق وأمسكت رضوى الباكية المتوسلة من ذراعها لتجرها ورائها جرا و هي تلتفت لطارق تطالبه بتنفيذ ما طلبت في خلال يومان على الأكثر  ، فنظر طارق لمجدي والد رضوي  الذي ربت علي كتفه و قال هامسًا   " عذرا منك يا ولدي،  إنها هكذا دائما و لا استطيع السيطرة عليها، ليس بيدي حيلة، سوف أهاتفك للاطمئنان على ثائر "  وقف طارق الخواجة مذهولًا من تصرفات سعاد  التي لا تمت لأية مشاعر انسانية بصله، كيف كانت هذه الأفعى لتكون حماة صديقه الوحيد، وما بال هذه الرضوى المستسلمة لها والخاضعة لسيطرتها، أو ذلك الزوج المغلوب على أمره، يا لهذه العائلة التي كنت ستدخلها يا صديقي العزيز، ليقطع عليه تفكيره مجيء ترولي المشفى محمولًا عليه ثائر الذي بدأ في الإفاقة، وضع الممرضون ثائر على سريره في الغرفة، ليسحب طارق كرسي و يجلس بجواره   "حمدًا لله على السلامة يا بطل " ليرد ثائر بصوت واهن "  أين أنا ؟" " يا صديقي أنت بالمستشفى " ليرد ثائر " أحس بتعب شديد " فيبتسم طارق " فلتحمد الله، لقد خرجت للتو من غرفة العمليات، أنت الناجي الوحيد من تلك الحادثة الرهيبة " نظر له بألم " لكني لا أشعر بقدمي على الاطلاق " فقال طارق محاولا اخفاء الأمر "تخوشن يا ثائر، إنه أثر البنج "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD