وشم الفصل الثالث

1831 Words
وشم 3 بارت 2 أحست بوحدة شديدة، هذه أول ليلة تقضيها وحيدة بدون أن تتسامر مع حوريه و رباب، بدون مشا**ات سهيل، بدون مزاح باهر، لقد كانوا لها عائلة لم تعرفها يومًا فقد رباها والدها وحده بعد وفاه والدتها، لم تكن على استقامة كاملة كان لها شلة و تخرج وتسهر وتدخن، ضحكت عندما تذكرت وجه سهيل عندما طلبت منه السيجارة، وضحكت عندما تذكرت كيف كتم غيظه وأعطاها لها، ظلت ليلتها تتذكر مواقفها معهم، لا تدري لماذا قفز وجه ساري أمامها مع أنها لم تره كثيرًا، لم تنم جيدًا، أخذت تفكر في وسيله تظل بها مع سهيل وأهله واختمرت في ذهنها فكره شيطانية وتسلحت بحبها لهم و عقدت العزم على تنفيذها و التمسك بها، وفي الصباح المبكر ذهبت لهم. لم يكن سهيل قد ذهب للعمل بعد، رنت الجرس ففتح لها وهو يفرك عينيه، بدا من مظهره انه استيقظ للتو، فانكمشت أمام الباب فهو حين استيقاظه يكون كالوحش، رآها أمامه وكان غير مصدق ظل ينظر لها قليلًا ليتأكد، ثم بكل قلة ذوق و صفاقة قال "ما الذي أتي بك في هذا الصباح؟ هل حدثت مصيبه؟ أم أنك قدر لا مفر منه!" فتصنعت الاغماء فحملها وأدخلها لداخل المنزل، كانت حوريه قد استيقظت لترى من الذي جاءهم في هذا الصباح، فوجدت سهيل يحمل روشان فقالت " ما هذا؟ أهذه روشان؟ ما الذي حدث لها؟" وجرت لتحضر عطرًا لتجعلها تفيق وضع سهيل روشان على الأريكة قائلًا بصوت هادئ " أنا طبيب ولست بائع لبن أفيقي أنا أعرف أنك تتصنعين الاغماء" ففتحت عينيها وقالت له "أريد أن أعيش معكم" فقال بكل صلافة " ونحن لا نريدك، طريقه عيشنا لا تناسبك، ثم بأي صفه ستقيمين معنا؟" رفعت حاجبيها غيظًا منه و من طريقته معها ثم قالت " إذن تحمل القادم سهيل أنت لا تعرف مع من تتعامل" قالت بنبره صوت عالية قاصده لفت نظر حوريه لتأتي مسرعة " لم أكن أتوقع منك هذا بعد أن سلمتك نفسي" جاءت حوريه وسمعت الكلمة فسقطت منها زجاجه العطر وان**رت " ماذا قلتِ يا روشان يا ابنتي ما الذي سمعته؟! سلمت نفسك لمن؟" قال سهيل بلا مبالاة " لن تنطلي هذه الخدعة على أمي، العبي غيرها، إنها تعرف أخلاق ابنها جيدًا" فقالت روشان وهي تتصنع البكاء " خدعه لقد سلمتك نفسي تلك الليلة، أقسمت أنك أحببتني وأنني زوجتك أمام الله، والآن تريد أن تتركني، ألانني وحيدة لا ظهر لي؟" فعقد ذراعيه أمام ص*ره وقال " أنت مجنونه، هذا واضح بالطبع، لكن لم أتوقع أنك تصلين لهذا الحد، افعلي ما يتراءى لكِ، اشتكيني وسأطلب توقيع الكشف عليكِ ليثبت أنك ما زلت عذراء" هوت صفعه على خد سهيل مص*رها كف أمه "أيها الحقير أهكذا ربيتك؟" وضع سهيل يده مكان الصفعة غير مصدق لما فعلته أمه "أمي أتصدقين هذه الكاذبة هيا لنذهب للطبيبة تكشف عليها لتثبت لك أنها عذراء" كانت رباب وباهر قد نزلا على إثر صوتهم المرتفع فقالت حوريه " أيها الوضيع وتريد تعريضها للمهانة والكشف عليها أيضًا، لقد ضاعت سنوات تربيتي لك هباء، ألم يكفك ما فعلته بها، متى فعل فعلته هذه يا ابنتي؟" قالت روشان " في ذلك اليوم الذي ذهبتم فيه لحضور عرس ابنة صديقتك، و كنت أنا نائمة، و عندما استيقظت و خرجت له فعل فعلته بعد أن لعب بعقلي" ثم بمنتهى الثقة قالت مخاطبة سهيل " تريد الكشف عليّ يا سهيل، حسنًا افعلها أنا موافقه وستؤكد الطبيبة أنني لست بعذراء، لا تنكر فعلتك" فتدخل باهر قائلًا " لا يصح يا سهيل ليست هذه أخلاقك، ثم كيف وقعت في غرام هذه الصغيرة ؟ وكم مرة غافلتمانا أيها الفتى؟" كان الغضب متملكًا من سهيل وصاح في باهر "ا**ت وإلا ..... " فتراجع باهر فهو يعرف سهيل ما أن تثور ثائرته لا يرى لتوقف حورية تلك المهزلة وصرخت حوريه " قسمًا بالله يا سهيل إن لم تعقد عليها اليوم فلست ابني و لست أمك وسأطردك من المنزل وستبقى هي هنا وسأعلن امام الجميع أنها زوجتك ماذا ستختار؟ تعقد عليها أم تترك المنزل وأتبرى منك" **ت سهيل قليلًا ثم قال بزفرة طويلة أودعها براكين الغضب المعتملة في داخله "سأعقد عليها" أخذت رباب تسأل روشان " أنتما كنتما تعيشان الحب المحرم و تتظاهران أنكما على خلاف" ردت حوريه " تأدبي رباب" وقاموا بترتيب المنزل وفي الظهيرة جاء الشيخ وعقد قران روشان على سهيل و أشاعت حوريه الخبر في المنطقة وقررت إقامة حفل زفاف في مساء اليوم التالي ونامت روشان في أحضان حوريه في هذا اليوم بينما سهيل يستشيط غضبًا في صبيحة يوم الزفاف نزلت روشان بصحبه رباب لشراء فستان للزفاف اختارته روشان قصيرًا يكشف عن ركبتيها وص*رها، نبهتها رباب إلى أن هذا لن يعجب سهيل على الاطلاق فردت "وما الذي أفعله بالأساس يعجب سهيل فليضف هذا للقائمة" في الحفل كاد سهيل يقيم الدنيا ولا يقعدها بسبب فستان روشان ولكن أمه هدأته "اصبر عليها تعودت على اشياء لا نستسيغها نحن، و ها قد اصبحت زوجتك، فلتعودها باللين على ما تريد أنت و ما يصح منها" بعد انتهاء الحفل اخبرته أمه أنها وأخته وزوجها سيتركونهما بمفردهما ثلاثة أيام ليأخذوا راحتهم، عندما سمعتها روشان **مت ألا يفعلوا هذا وأنها تريديهم معها في المنزل وأخذت حوريه على انفراد وأسرت لها أنها تخشى من سهيل فقالت حوريه بصوت عال ليسمعه سهيل " قسمًا بالذي فطر السموات والأرض وزرع حبك يا بنيتي في قلبي لو مسك بسوء لينال مني ما لا يرضاه" ذهب الكل وتركوهما وحدهما ما أن أغلق سهيل الباب حتى طارت روشان كالغزالة البرية وأسلمت ساقيها للريح إلى غرفتها وأغلقت الباب، جرى ورائها سهيل "أتظنين أنك ستهربين مني روشان، لن ينجدك مني أحد، سأشرب الليلة من دمك، هذا إن وجدت لد*ك دماء، يا ذات الوجه المكشوف" صاحت من داخل الغرفة "لقد أغلقت الباب بالمفتاح " فصاح غاضبًا "أي باب هذا الذي سيقف أمامي؟!" ودفع الباب دفعة قوية فان**ر و اقترب ليمسكها فقفزت على السرير فقفز ورائها فنزلت و جرت لخارج الغرفة وهو ورائها حتى أمسكها بين ذراعيه كالكماشة "لا مهرب لك روشان" وأخذ نفسًا عميقا "لن أقتلك الآن، لكن أريد أن أفهم ما هذا الفخ الذي أوقعتني فيه؟ و لماذا روشان؟ سأكون رجلًا عاقلًا ونتحدث بهدوء، سأتركك الآن، ولا تعاودي الطيران والهرب من أمامي، وإلا أقسم ان أجعلك تندمين" تركها وطلب منها الجلوس "أنا سأ**ت، وانتِ افهميني من فضلك" فجلست وقالت "كنت وحيدة طوال عمري، ولم أحس بالأمان إلا معكم، لم أشعر بدفء العائلة إلا معكم، لهذا كان يجب أن أفكر في شيء يجعلني بقربكم دائما" قال وهو لا يدري هل يشعر بالشفقة عليها أم يريد خنقها "ولم تجدي حلا سوي اتهامي بما اتهمتني به لتصفعني أمي" "أنا آسفه، لم اكن اتوقع ذلك" "آسفة على ماذا روشان؟ أنتِ لم تدوسي على قدمي بالخطأ، أنتِ اتهمتني بتهمة حقيرة، بأني قد غررت بكِ، واذا كنت **مت علي توقيع الكشف الطبي عليك كنت ستنكشفين ماذا كنتِ ستفعلين وقتها؟ بأي وجه كنتِ لتنظري في عيونهم" طأطأت رأسها قليلًا ثم رفعتها، و زفرت وقالت "لم اكن لانكشف، أنا لست بعذراء" "ماذا قلت الآن؟! "وقام من مكانه غاضبًا فرفعت يديها أمام وجهها اتقاء لشره "اسمعني فقط، أنا ظللت فترة طويلة بالخارج، كنت دائمة السهر والحفلات، كنت دائمًا ما أثمل من الخمر، وفي إحدى المرات تعرفت على شاب عربي وأنا ثملة و ذهبنا لرسم وشم متماثل، وحدث ما حدث، أنا حتى لا أتذكر شكل الشخص، ومن يومها توقفت عن شرب الخمر، وقمت بقص شعري هكذا، فكل ما كنت اتذكره من كلام الشاب انه هام غرامًا ب*عري الطويل، و بالتأكيد حدث بيننا شيء ما و نحن بحالة سكرنا تلك" **ت قليلًا والتفكير واضح على ملامحه فقالت "أنا لا الزمك بشيء تجاهي، أريد فقط البقاء معكم هنا وإن أردتني أن أكون زوجتك حقًا، لا مانع لدي" فقال ساخرا "تبًا لكِ على تواضعك وكرمك، ولنفترض انني لا أريدك كزوجه، انتِ قصيره وتبدين بجواري كابنتي" تعلقت بذراعه "لا يهم أنا لا أمانع" قال بضجر "أما انا فأمانع، و لنقل أني سأتزوج مرة اخري، بفتاة عذراء، مستقيمة السلوك، أخلاقها كأخلاقي" قالت بسرعة "امي لن تسمح لك" فقال وهو يبعد يديها عن ذراعه "سأتزوج رغما عنها فربما كنت أحب فتاه ما " قالت بسرعة" لقتلتها وقتلتك" قال ضاحكا "ما هذا هل تغارين عليّ؟ لا تقولي انك تحبينني" فقالت بلا مبالاة "هل سنظل في هذا النقاش طوال الليل؟ أنا اريد النوم" فقال "وهل منعتك؟ أم انني احمل السرير على رأسي وأنا لا أدري!" قالت بتوسل و طفوليه "لا لكني لا استطيع فك أربطة الفستان" قال "حسنًا استديري، وبعدها إلى غرفتك تنامين هناك إلى أن تأتي أمي، و ساعتها نرى كيف سنعيش سويًا أمامها" فقالت متذمرة "حسنًا فلتكف عن تحريك ل**نك بالكلام، وحرك يد*ك بفك الاربطة" أخذ يفك لها الأربطة قائلًا" و احترمي الرجل الذي تحملين اسمه وارتدي ملابس لائقة" اصطدمت عيناه بالوشم في اسفل ظهرها على شكل ذئبان ذئب أ**د وذئب أبيض فأحس انه رأى هذا الوشم قبلًا وتساءل "هل هذا الوشم هو الوشم الذي كنت تتكلمين عنه؟" فأجابته "نعم إنهما وشمان متماثلان، بعد أن أفقت ذهبت للرجل الذي رسمه لنا، فلقد وجدت الكارت الخاص به معي، لعلي أعرف عن الشاب شيئًا، لكني لم أعرف أي شيء، سوى أن هذا الوشم لا يوجد مثيل له، هذه خدمة خاصه اخترناها لنتميز بها ذئبان متضادان في اللون تركته وتحركت بضعه خطوات وهو ظل واقفًا متسمرًا ثم قال و "روشان أين رسم الوشم في أي دوله كنتِ؟" "كنت في هولندا لماذا تسأل؟" ظل شاردًا ولم يجبها لقد رأى الوشم قبل الان انه الوشم الذي يحمله ساري، تركها والأفكار تتصارع في رأسه التقط هاتفه وقبل أن يحاول الرن على ساري وجد هاتفه يضئ باسم الصياد وهو اللقب الذي كانوا يطلقونه على ساري "مرحبا سهيل افتقدت صحبتك" رد ببرود" وأنا أيضًا" "لقد مررت على منطقه بها تغطيه لشبكه الهاتف، وأول ما فعلته ان اتصلت بك، و كنت سأتصل بمهاب وباهر لنتكلم مكالمة جماعية" "لا لا تفعل، ساري كنت أود أن اسألك سؤالا" "اسأل ما تريد" "ذلك الوشم الذي بأسفل ظهرك أين حصلت عليه؟ " "في هولندا لماذا تسأل؟" "كنت أريد واحدًا مثله على ذراعي" ضحك ساري وقال "ما هذا سينحرف الطبيب؟ ويضع وشمًا، سنجد لك غيره، للأسف لن تستطيع وضع مثله فأي متخصص وشم لن يرتضي برسمه مره اخري، فهو به علامة معينة تدل على انه طلب متفرد لهذا كان غاليا جدا فهو لا يتكرر" **ت سهيل قليلًا فقال ساري" تبًا لهذه الشبكة، سهيل أين ذهبت؟ هل انت معي؟" "نعم معك، اسمعني ساري أريدك أن تأتي لي الآن، لا تذهب إلى فيلتك، تعال لبيتي الآن" "ماذا هناك يا سهيل؟ لقد اقلقتني" "لا شيء لكني اريدك لأمر هام" "ولكن الوقت سيكون متأخر عندما أصل، أخشى أن نقلق نوم الحاجة حوريه" "لا يهمك لا أحد عندي بالمنزل" "حسنًا بالضبط امامي ساعتين وأكون عندك، لا تجهز شيئا للطعام سأحضر معي". روشان غيرت ملابسها، وارتدت بيبي دول أ**د حريري وعليه الروب الخاص به ،فهي قد اشترت ملابس كالعرائس ثم انها أحبت سهيل وسيكون لها وتكون له، وهو زوجها شرعًا، يجب أن تجعله يحبها، ويتوقف عن رؤيتها كطفلة، فتحت باب غرفتها وخرجت له، فنظر لها نظرة طويلة ثم زفر وقال "ماذا أتوقع بعد الفستان الفاضح الذي كنتِ ترتدينه؟" قالت وهي تضع يديها بخصرها "ماذا هناك؟ نحن بالمنزل وحدنا، ولا أحد برفقتنا، هل ارتدي جلباب؟" قال ساخرًا "لا لا يصح طبعا" "انا جائعه" "وماذا افعل؟" "لقد جهزت ماما حوريه لنا طعامًا جاهزا، أنا أتضور جوعًا" وأمسكت بيده تجره جرًا لطاوله الطعام كان الطعام جاهزًا في أطباق تحتفظ بالحرارة فجلست تأكل "لماذا لا تأكل إن الطعام لذيذ" "لا شهيه لي" فتوقفت عن تناول الطعام "اذن انا لن آكل، وسيكون ذنبي في رقبتك فأنا أتضور جوعًا، لا تقل انك لم تسمع عصافير بطني وهي تزقزق" ضحك ضحكة عالية وتناول معها الطعام، بعد تناول الطعام طلب منها إعداد القهوة نظمت المكان واعدت القهوة وقدمتها له متعمدة أن تفتح الروب قليلًا "تفضل" "شكرًا، واغلقي ردائك جيدًا" نظرت له نظرة انثى عاشقة وقالت بدلال "لماذا هل اتعب اعصابك؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD