وشم

العقرب الفصل الثالث

يوم 6 عقرب 3

قال بحزم وثبات ووجهه متجهم الملامح "جلتلها وهي تختار يا جنه الجابري يا نار العجرب "

تراجعت أم الخير مرتعبه "يا مري، لاه نار العجرب ايه؟ و دي تتحمل لا يا ولدي عتختار الجابري، اختاري يا بتي الله يكرمك، الجابري يا بتي"

نظر لبدور نظره كادت أن تحرقها "هي اللي تجولها يا ام الخير"

توسلت نظرات ام الخير لبدور " جوليله يا بتي الله يرضي عنيكي"

امتعضت بدور قائلة " هيرضي عني ازاي وانا هاعمل حرام"

اندهشت ام الخير " حرام ايه كفا الله الشر"

قاطعها الجابري بغضب و انفعال " انا ما عاغصبش على حد يشتري لا السلاح و لا البودره اللي بيشتري بياخد بمزاجه هو عاوز يرمي نفسه في التهلكه براحته ما ليش صالح"

حاولت بدور الاعتراض " بس ....."

رد و صبره يكاد ينفذ " ما بسش، انطجي تختاري ايه، عجبال ما اخلص الشاي تكوني فكرتي انا ماوريش غيرك اياك؟ ما عادش ورايا غير بت العربي"

بدور **تت حتى انهي الشاي

وضع كوب الشاي علي الطاولة و نظر لها "ها اخترتي؟"

ردت باستسلام لواقع فرض عليها "و هي فيها اختيار ربنا يسامحني، هاختار جنة الجابري"

لأول مره يحس الجابري ان اسمه له طعم مختلف عندما خرج من شفتي بدور

تهللت اساريره وارتسمت الابتسامة على محياه " توكلنا علي الله، يا الله يا ام الخير عنندلو البندر نشتري لبدور خلجات"

قالت بلا مبالاه "خلجات دي يعني هدوم، بس انا عندي هدوم شكرا"

رد بهدوء ليتحكم في نفسه " خلجاتك اللي كانت في الشنطه دي ما تنفعش، انت عتبجي سكرتيره شركات الجابري ولازمن ليكي لبس مخصوص كده، عتبقي واجهه للشركه وعتبجي ملازماني يعني محتاجه بدل رسميه وتايرات وكمان سواريه"

حركت شفتيها يمينا و يسارا " وانت هتجيب لي كل ده؟"

دفعها أمامه "امال عاجيبه ليا، يالله بلاش عطله"

و اشتري لها الجابري كل ما تحتاجه لوظيفتها الجديده بجواره

عادا للقصر في وقت متأخر كانت ام الخير غفت في الطريق ايقظها الجابري كانت في طريقها لمدخل القصر فأوقفها

"استني يا ام الخير راحه فين؟"

ردت متثائبه "داخله انام يا ولدي انا اتجتلت لف "

ربت على كتفها " نسيتي عاد، هتنامي مع بدور في المضيفه"

بادرت بدور للقول " والله ما له لازمه التعب ده انا متعوده انام لوحدي عادي"

نظر لها يود اقتلاع ذلك ا****ن " الكلام ده هناك انما هنيه ما فيش الكلام ده اسمعي الحديت وما تتعبنيش، يالله تلاجوا الخير"

نامت بدور في غرفتها وام الخير في غرفه مجاوره

تمددت بدور علي السرير تفكر في كل ما حدث معها وتتعجب من تصاريف القدر و كيف اكتشفت ان الجابري علي معرفه بها و انه كان يحميها بدون ان تعرف

و كيف يكون والدها يعمل بالم**رات والسلاح

لم تنكر بدور انها معجبه جدا بالجابري واخذت تحدث نفسها

"يا نهاري، هو فيه واحده ما يعجبهاش، ده عامل زي بتوع السيما يا لهوك يا بدور هتفضلي معاه علي طول كده ازاي يا بت، امور قوي ياني يا با، آه يا وحدانيه يا بدوره، بس وحدانيه ازاي والعقرب بنفسه معايا، شفتيه يا بت وهو بينقي ليا الفساتين، معقول يا بت يا بدوره تضحلك الدنيا والواد العسل ده يبقي من نصيبي، بس انا خايفه قوي من حكايه الم**رات والسلاح دي لو ربنا يهديه ويتوب ألا يبقي زعقلك نبي يا بدوره، اتخمدي بقي عشان اصحي اشوفه الصبح"

نامت بدور ورات في أحلامها رجالا يحيطون بها يحاولون ايذاءها، ثم ظهر لها من حيث لا تدري عقرب ضخم حجمه مهول، كانت خائفة منه في البداية، ثم ركضت نحوه وقالت له احميني، فلدغ كل الرجال من حولها فاختفوا، وتحول العقرب للجابري وأخذها بين أحضانه وطار الاثنان فوق السحاب، ثم قبلها الجابري استيقظت من منامها وهي تضحك متلمسه شفتاها

قامت فلم تجد أم الخير فارتدت ملابسها، ارتدت بنطلون من الجينز الاسترتش و عليه بدي طويل قليلا واطلقت شعرها ووضعت روج

دخلت القصر وجدت الجابري يتحدث مع عسران الذي لم تكن تعرفه طبعا

قالت مبتسمه "صباح الخير"

التفت الجابري قائلًا صباح ال...

تسمر من منظرها و امسك اعصابه وقال بصوت غاضب

"حصليني على المكتب"

دخلت ورائه، اغلق الباب وقال بعصبيه

"ايه اللي انت لابساه ده؟"

ردت ببراءة " دي الهدوم اللي اشتريناها امبارح"

ض*ب علي المكتب " خابر انه الزفت اللي اتهببنا واشتريناه، بجي ده لبس يتلبس في النجع، الرجاله هتاكلك بعينيها روحي غيري الخلجات دي، في النجع تلبسي طويل وواسع، واقترب منها و قال وشعرك ده تدسيه ما اناظروش مطلوق كده تاني"

بدور بحزن "اقصه يعني"

اوشك على صفعها " اياكي هاودرك لوعملتيها، (واقترب من وجهها ولمس شفتيها ومسح أحمر الشفاة)وده كومان بلاش منيه انتي مش محتاجه، روحي غيري خلجاتك و تعاليلي الجنينه عشان نفطر"

تركته وهي تصطنع الغضب، لكنها كانت في غايه الفرح من غيرته، فهو لا يريد ان تلفت نظر الرجال، أيعقل أنه يحبها! يحبها ام انه يحافظ عليها لخاطر والدها

خرج الجابري من المكتب وقال لعسران" تعال هنفطر فالجنينه"

قال عسران هازًا رأسه "اللهم صل عالنبي، الجمر دي بت العربي دي تحل من علي حبل المشنجه"

ظهر الضيق عليه واقترب من عسران مهددا "عسران خبر ايه؟ البت في حماي ، عينك ما تناظرهاش بالردي ابدا سامع يا عسران"

ابتسم عسران وقد أحس ان الجابري اهتم ببدور فسر لذلك فكم كان يتمني أن يتزوج الجابري لكنه لم يصرح له بانه يحس بميله لبدور

جاءت بدور بعد ان ارتدت بنطلون قماشي واسع قليلًا و بلوزه ورديه نصف كم و رفعت شعرها كما طلب

"اجعدي نفطر، (و أشار لعسران )ده عسران دراعي اليمين والرجل التاني بعدي و كلامه سيف على رجاب الكل، ومجامه كبير عندي "

مدت يدها سلمت علي عسران " اهلا بحضرتك"

سلم عليها و السرور مرسوم علي ملامحه "يا مرحب ببنت الغالي، ابوكي يا بتي فدا السيد باشا ابو الجابري باشا، وخد بداله رصاصه كان هيموت فيها الله يرحمهم كلاتهم"

قالت بحزن "ربنا يرحم الجميع"

افطرت بدور مع عسران وام الخير والجابري

اخبرها الجابري ان تستعد للسفر معه للقاهرة، و تجهز الملابس المناسبة للشركة و لسهرة ليلية

وصلوا الفندق طلب غرفه ملاصقة لجناحه، لم تكن الغرفة بجواره شاغره، طلب مقا**ه النزيل الموجود بها وعوضه بحجز فتره اقامته في جناح بدل الغرفة، ليترك الغرفة لبدور.

في الصباح ارتدت بدله رسميه، وذهبا سويا للشركة، الكل كان ينظر لها نظرات اعجاب وكان هو يلاحظ ذلك وتشتعل به نيران الغيرة، كان يريد أن يحتويها بين ذراعيه ليخفيها عن الجميع يخفيها بقلبه، مر اليوم عليها سريعًا، لم يمكثا بالشركة طويلا، اخبرها ان تستعد مساءًا لاجتماع يخص تجار السلاح،

ارتدت بدور فستان سواريه أ**د في تضاد صارخ مع بياضها فاظهر جمالها و رفعت شعرها لكي لا يغضب منها الجابري، قا**ها علي باب الغرفة، كان قلبه يرفرف كلما اقترب منها يحس بنفسه كمن يمشي على الجمر.

نزلا سويًا حيث مكان الاجتماع

ركن مخصوص بصاله الترفيه بالفندق، أجلسها وعرفها بالجالسين من تجار السلاح شاكر بيه وصلاح بيه والحاج عبد الجبار اللذين كانت اعينهم كلها اعجاب بها و كل منهم يمني نفسه بها

تكلم شاكر وعيناه تكادان تلتهمانها "هنتكلم قدام السنيوره يا عقرب؟"

رد بثقه "ما دامت جاعده وسطينا يبقي الكلام جدامها اكيد و الا ايه؟"

تحدثوا واتفقوا على المطلوب

قالت بدور متحدثة للجابري بصوت خفيض

"هو التواليت هنا منين؟"

اشار لها الجابري على مكانه فاستأذنت منهم وقامت، فاستأذن شاكر هو الآخر

أحس الجابري بعدم الراحة لشاكر فقام ورائه ليجد شاكر يحاول الاقتراب من بدور أمام الحمامات

الجابري بصوت مرتفع " شاكر بيه"

قال متلعثما "ده انا كنت بارحب بالسنيوره بس"

أمسك الجابري يد بدور وقبلها " السنيوره تخصني يا شاكر بيه "

رد شاكر مبتلعًا ريقه "مش تقول كده يا راجل يبقي بقي ممنوع الاقتراب"

أجابه بنظرة نارية "طبعا"

وعاد الجميع للطاولة وسط ارتعاده من بدور، همس الجابري في اذنها "اياكي تخافي ، انتي في حماي"

نظر بنظرته النارية للحضور "يا كبرات بدور تخصني وانتوعارفين اللي يجرب من اللي يخصني يجراله ايه؟"

أكدوا على كلامه "طبعا طبعا"

غادرا ودخل كل منهما جناحه، وهما يطيران من الفرحة

في الصباح ارتدت تايير كحلي قصير وخرجت له، ما أن رآها حتى تبدلت ملامحه و كأنما سكنتها الشياطين وكاد أن يخرج الدخان من أذنيه

"يا بووووووووي هتروحي الشركه اكده، بالجصير ده و رجليك دي اكده ،اخفي من جدامي غيري الخلجات دي"

بدور آثرت ال**ت و عدم المجادلة، وهرعت لغرفتها و ارتدت بدله رسميه و خرجت له

قال بسرور "ايوه كده"

ضيقت عيناها "بس ما تبقاش تتزرزر ممكن تقول اللي عاوزه بشويش"

رفع حاجبيه "عتعلميني اياك يا بت العربي"

(متصنعه للزعل ) "لا أعلمك ولا تعلمني"

قال بود و هدوء "لاه هأعلمك و تعلميني، بس كله بالأصول، ما تزعليش، بس الرجلين اللي زي المرمر دي ما يصوحش تبان كده للرجاله، ياكلوها بعنيهم، دي ما يناظرهاش غير صاحب النصيب و بس"

بدور (محمره الوجنتين وسكتت علي غير العادة) "حاضر"