- الفصل الأول -
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"من يحمل الماضي تتعثر خطاه"
(نجيب محفوظ - الحرافيش)
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
نهاية يوليو 2019..
هنا..
هنا حيث بدأ كل شيء.. حيث بدأ العشق الزائف... حيث بدأ "شهاب الدمنهوري" يُصبح أسوأ رجل على وجه الكرة الأرضية.. هنا أول موعد غرامي له في حياته بأكملها.. أول مرة يشعر بالفرحة والسعادة وخفقات القلب المتسارعة من لوعة رؤية حبيبته... هنا بدأ بقبول أول عرض لصفقة من الصفقات المشبوهة... يأتي اليوم ليتذكر من أين بدأ وما هي دوافعه.. يأتي ليتذكر أن إنتقامه من كل إمرأة مغرورة زاهية بنفسها يجب أن يمتن له العالم بأكمله عليه.. يأتي هنا جالساً ليحتسي فنجان من القهوة ثم يطلب العديد من المشروبات التي لن يتناولها فقط ليدفع الكثير من الأموال.
هو يتذكر أول مرة جلس هنا لملاقاته غادة وشعر بإحراجه وتعرقه في وجل ما أن لم يستطع دفع الفاتورة عند نهاية جلستهما، لقد أخبرته أنهما سيدرسا سوياً للإختبار القادم وقد أقتنع تماماً وصدقها، صدقها وشعر بالسعادة لأنه سينهل من عينيها وقربها ونظراتها إليه، يومها أخذ كل ما تبقى من أموالٍ تكاد لا تُذكر ليضعها بجيبه وحمل بمحفظته تلك الأوراق المالية التي كان يُخفيها للمصائب الشديدة ولكن فخامة هذا المكان وترته، أربكته، دفعت لقلبه الخوف، وكان منقذه الوحيد هو وليد!
"إيه ده! شهاب ازيك" ابتسم له وليد ليعقد شهاب حاجباه وهو لا يدري لماذا لا يكف هذا الرجل عن إزعاجه وتتبعه أينما وجد ليسأله
"أهلاً ازيك" حدثه شهاب بينما لم يرد أن يُثير ريبة غادة "معلش بعد إذنك هقوله حاجة" أستأذن منها بلباقة بينما مشيا سوياً للبار ولم تكترث غادة بالحقيقة وطالعت هاتفها دون اهتمام
"ايه.. مش ناوي تفكر في اللي قولتلك عليه؟" غمز له وليد ليزفر شهاب حانقاً
"بص أنا قولتلك إني ماليش في الحاجات دي" حدثه بنفاذ صبر
"وأنا مش بقولك يبقا ليك.. أنت مجرد هتوفرلي اتناشر ساعة في المخزن اللي أنت ماسكه بليل وقصاده هتاخد مبلغ، لا أنت البايع ولا أنت الشاري، شوية بضاعة في كراتين بنهرب من الضرايب بيها ولا من شاف ولا من دِري"
"بعد اذنك، أنا مش بتاع السكة دي، مش هاكون موقع للشبهات" كاد أن يُغادره بينما أوقفه وليد
"شبهات ايه يا باشا! ده أنت الأول على دُفعتك والطالب المثالي، استحالة حد يشك فيك، وبعدين ده أنا جايبلك حاجة تشربها" ابتسم له في خبث والرجل يمد لهما كوبان من العصير "وجايبلك عصير اهو عشان عارف إن مالكش في حاجات تانية" غمز له مرة أخرى لينظر شهاب لكوب العصير الشهي لمدة طالت وبالرغم من إرادته في تناوله ولكنه لم يتعود أن يتذوق ما لا يقدر عليه.. بالإضافة لغادة الجالسة هناك فهو لا يدري كيف سيقوم بدفع كل تلك الأموال وهو ليس معه سوى القليل، لا بل الفُتات! أدرك أنه لم يكن على حق عندما وافقها على اللقاء هنا منذ البداية!
"شوف، خلي معاك العربون ده" دس وليد بجيبه ظرفاً "ولو سألتك قولها إني كنت مستلف منك فلوس ورجعتهالك عشان عارف رط النسوان، والف هنا وشفا على العصير، ومتنساش تديني ردك!" ابتسم له مجدداً ليتركه أمام كوب العصير الذي ود أن يلتهمه دفعة واحدة بينما مرر يده على الظرف الذي بجيبه لتتوسع عينيه من كثرة تلك الأموال التي ربما لم يرها في حياته من قبل..
فقط لولا إضطراره لوجوده بصحبة غادة أمام أي ثمن لما كان سيقبل بتلك الصفقة الغريبة!! فقط سينفق هذا المال من أجلها وسيكفيهم الكثير من اللقاءات وسينهي التعامل فوراً مع هذا الرجل البغيض الذي لا يتركه ولو لثوان دون أن يقترح عليه أن يتستر على بعض صناديق البضاعة.. هو لا يدري ما بها ولا يريد أن يعرف.. فقط يريد التخلص منه بلا رجعة..
ابتسم ابتسامة جانبية في زهو عندما تذكر كيف تخلص من وليد وأطاح به للأبد وأودى بحياته في ذلك السجن.. ولولا البغيض الآخر بدر الدين لما كان جعل كل الذنب ليقع عليه، ولكن يوماً ما؛ يوماً ما سيجعله يدفع ثمن استهتاره به وبذكاءه! أيظن لإمتلاكه حفنة تسجيلات مرئية له بصحبة عاهرات أم حتى بعض أدلة على صفقات سلاح لا يدري من همّ أصحابها سيستطيع أن يهدده طوال العمر! سيكون غ*ياً للغاية حينها!
"يالا علشان نبدأ بقا، أنا خايفة أوي من exam بكرة ده يا شهاب" تحدثت غادة بنبرة خائفة ليبتسم هو لها
"متقلقيش، أنا جانبك ومعاكي ومش هاسيبك النهاردة لغاية ما أخلصلك المادة"
تذكر أن تلك كانت جملتها الأولى له عند أول لقاء لهما سوياً ليرمق المكان حوله زافراً ثم أخرج من جيبه حفنة من الأموال التي تقارب أجر احدى النادلين بالمكان ثم تركها على المائدة ليضع يديه في جيبيه وهو ينظر أين بدأت أول صفقة له والآن لقد قتل صاحبها، نعم هو من بدأ وأخفى عليه أمر الأسلحة، رمق نفس المنضدة بنفس الركن ليتذكر أول لقاء جمعه بغادة ليأخذ شهيقاً كي يُملئ رئتيه وتوجه للخارج حتى يرتب أفكاره مرة ثانية.
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
أمسكت بدفترها الذي تدون به بعض الملاحظات عنه.. لقد عكفت طوال الشهران والنصف الماضيان وهي تفكر بهذا الرجل، تفكر بأخو صديقتها.. تفكر بشهاب الدمنهوري.. من هو؟ وكيف وصل لذلك؟ وما الذي يحرك دوافعه لفعل ما يفعله؟
لقد أخبرها بدر الدين عن علاقة غادة وشهاب بعدما نجح بدر الدين هو ونورسين في التحدث إليها.. أكان هذا بأكمله لتركها إياه؟ أأكتشف علاقتها بزوجها الحالي لذلك آلم الخيانة لم يتقبله جيداً وقتها؟
ولكن قد ينتحر بعض الأشخاص، يكتئبون، يحاولون تحاشي علاقات الحب، أو حتى يغرقون أنفسهم بفعل شيء ما كهواية أو لُعبة رياضية ولكن أن يكون الشخص عنيفاً؟ أن يختطفها من منزلها؟ أن يعاشرها بتلك الطريقة التي لا يدل أي شيء بها عن الحب؟! من حقاً هذا الشخص؟ وما دافع هوسه بالعنف الشديد الذي يتعامل به مع جميع النساء..
لقد حدثتها سلمى بُناءاً على إخبار بدر الدين لها أنها ستساعدهم في التخلص من بؤرة الشر المتمركزة في ذلك الشخص غريب الأطوار.. عنفه العجيب الذي أخبرتها به ببكاء مرير وهمس مرتبك وكأنه يقف أمامها غير مبرر.. سلمى!! حسناًهي بائعة هوى.. لما يُجبرها وقد تم الأمر بينهما بالتراضي منذ الوهلة الأولى؟ لماذا يتمتم بتلك الكلمات التي بالكاد كانت تستطيع تميزها؟ أسلمى وغادة محقتان أم هناك وجه آخر للأمر وكلتاهما فقط فزعتان من عنفه غير المبرر ولا تعرفان شيئاً، أم هي من لا تفقه شيئاً في تلك الشخصية الصعبة التي ولأول مرة تواجه مثلها؟!
لن تنكر أنه تشعر بصداع رأسها يتضاعف، لن تنكر أنها تتحرى شوقاً للتعامل معه، لقد ظلت تدرس شخصيته التي تلقتها من العديد من الكلمات من الأشخاص المختلفة بدءاً ببدر الدين ونهايةً بزينة.. لقد عكفت على رؤيته وهو مع تلك النساء ويعذبهن من التسجيلات التي بعثها لها بدر الدين.. لقد درست الأسباب الواضحة لعذابه اياهن! ولكن هو يُخفي الكثير.. ليس هناك شيئاً جلياً به.. وكأنه بؤرة في أعمق بقاع المحيطات التي لم يصل لها الضوء ولو لمرة واحدة في الحياة كي تستطيع رؤية بواطنها وما تحتويه تلك الأعماق القاتمة!
زفرت وهي تعكص شعرها للأعلى ثم نظرت لدولابها الذي أكتظ بالعديد من الوريقات والملاحظات عن هذا الرجل الغريب الذي لا تستطيع معرفة ما يدور برأسه ولا تعرف حتى شخصيته وتلك الطريقة التي حتم بدر الدين بها عليها أن تعالجه أو حتى ترى ماذا به وتستطيع فهمه لا تستطيع الهروب منها أبداً.. وبالرغم من إرادتها في الهروب ولكنها وقعت من جديد ضحية لواحدة من حالاتها العنيدة!! وقعت في فصولها وبعشقها لكل ما هو صعب! أو هكذا ظنت!!
"بصي أنا تعبت منها بقا شوفيلها حل" استمعت فيروز لصوت فريدة أختها التي بدت أنها تتحدث لأحد ما، ومرت ثواني لتجد باب غرفتها يُفتح عليها لتدلف هبة ثم وصدت الباب خلفها ومن ثم وضعت صينية الطعام على منضدة صغيرة بالغرفة
"أنتي ايه حكايتك بقا؟!" نظرت لها عاقدة ذراعيها "يا لهوي.. أنتي أخويا جننك ولا ايه!!" صاحت في دهشة عندما رآت تلك القصاصات اللانهائية التي تخفي دولاب ملابسها بالكامل لتتن*د فيروز وهي تنظر لها في حيرة "ده يا بنتي اسيبك اسبوع ارجع الاقي كده.. الواد جننك ولا ايه؟"
"أنا حاسة دماغي هتولع من كتر التفكير يا هبة.. أنا عمو بدر قاللي كل حاجة عنه خلاص.. عرفت منك كل حاجة ممكن أوصلها.. كلمت تلت ستات أتعامل معاهم.. ناقص بس اني أشوفه واتكلم معاه!"
"ياما أنا خايفة عليكي أوي يا فيروز!!" همست في قلق
"هو أنتي عرفتي حاجة تانية من طنط ؟!" ضيقت عينتيها ناظرة لها في تساؤل وريبة
"والله أبداً.. كل اللي أعرفه عنه قولتهولك" وسعت عينتيها ثم نظرت لها بقلق لتقترب منها واضعة يديها على كتفي صديقتها "ما تسيبك من شهاب يا حبيبتي وارجعي المدرسة.. أو حتى انزلي المصحات زي زمان.. بس أرجوكي أنا قلقانة أوي منه.. بلاش المرادي يا فيروز علشان خاطري"
"وهيجرى ايه يعني يا هبة ما أنتي عارفة إن يوم ما حالة بتشدني مبقدرش أبطل أفكر فيها!"
"يا حبيبتي ده مش حالة إدمان ولا إكتئاب بعد الولادة.. ده س***ة وعنف وتاجر سلاح ومعاه فلوس تخليه يدمر أي حد! ابعدي عن الموضوع ده أبوس ايد*ك!" توسلتها ثم نظرت لها بإهتمام شديد
"مش أنتي اللي كنتي بتتحايلي عليا أرجع تاني.. اديني رجعت أهو يا ستي.. وبعدين أنا هاعرف أتعامل معاه كويس.. ولو لا قدر الله اتعرضلي أبسط ما فيها هالحق نفسي منه، انتي عارفة ماهر ياما علمني حاجات تخليني ابعد اي حد ممكن يتعرضلي.. وبابا صمم إني أكمل في موضوع الكونج فو علشان لو أتعرضت لموقف زي ده، وأنتي كمان هتكوني بتعرفي تحركاتي معاه أول بأول وكمان عمو بدر هيعرف وأكيد هيقدر يتصرف.. لو على الفلوس فأنا ورايا عمو بدر ولو على الحالة النفسية أنا هاعرف أتصرف.. وموضوع السلاح لو حسيت بأي خطر هاعرف معاذ!"
"معاذ؟!" ضيقت ما بين حاجبيها في استغراب "هو عرف حاجة؟!" سألتها بعفوية لتدمع عينتيها العسليتين وأومأت لها بالإنكار
"لسه"
"هتعرفوا إن شاء الله، متقلقيش يا حبيبتي وبكرة الظالم هياخد جزاءه"
"يارب يا هبة، أنا نفسي بس اللي عمل كده يتعاقب" همست في حُزن ولكنها لن تشعر بالراحة حتى يُسجن من قتل زوجها
"هيتعاقب، بكرة حقك يجيلك أنتي وأهله كلهم!"
"يارب"
"طب" حمحمت وهي تحاول أن تُثنيها عما تذكرته "مفكرتيش أول مرة هتقابلي شهاب هتقابليه ازاي؟! أو الفكرة مش ازاي، الفكرة أنتي هتقوليله ايه أصلاً؟!" تن*دت فيروز وتوجهت لسريرها وسيطر الشرود على ملامحها لتُمسك هبة بصينية الطعام وتوجهت لتضعها أمامها لتجلس ونظرت إليها في تحفز "هناكل واحنا بنشوف حل.." رفعت احدى حاجبيها ونظرت له نظرة لا تقبل النقاش لتومأ على مضض وشرعت في تناول الطعام وهي مُجبرة
"أنا بفكر في الموضوع ده بس مش لاقياله حل!"
"طيب ايه رأيك اروحله واتحجج مثلاً إن ماما تعبانة وانتي تيجي معايا و"
"لا لا! مش هاينفع" قاطعتها بنبرة غير واضحة بسبب الطعام "شهاب مبيطقكوش وبمجرد ما هيشوفني معاكي أكيد شخص زي ده هيكرهني كده من غير أسباب حتى وهيحطني في الخانة السودا"
"تصدقي صح!" تحدثت وهي تمضغ بقايا طعامها
"بصي.. شخص زيه لازم يعرف كل حاجة عني صح! لازم يعرف إني كنت بشتغل في مدرسة وبتطوع لو فيه حالة محتاجة مساعدة ويعرف موضوع جوزي والسجون اللي كنت بروحها وكل حاجة.. يا إما لو كدبت عليه ممكن يعرف بسهولة وفي الآخر موصلش معاه لحاجة"
"يعني هتقوليله Hi ، عمو بدر باعتني أعالجك ، Bye!" صاحت في مزاح وهي تشير بيدها ليضحكا سوياً
"أكيد مش هجيبله سيرة عمو بدر خالص! بس كل معلومة ممكن يلاقيها عني لازم أبقا عاملة حسابها كويس! لازم يطمنلي علشان أقدر أفهم هو ماله فيه ايه!"
"يا بنتي ده عمره ما فكر يسأل علينا، فكرة قاعدتين مع واحد بالشخصية اللي أنتي بتقولي عليها دي هتخليه يتكلم بسهولة؟!"سألتها هبة وهي رافضة تماماً لفكرة ذهاب فيروز له
"متعرفيش أسبابه ايه!" حدثتها وقد لاحظت هبة نبرتها التي تُدافع عنه
"أسبابه!! أنتي بتدافعي عنه من دلوقتي يا فيروز بعد كل اللي عرفتيه عنه؟" سألتها في دهشة
"لأ! أكيد لأ، واحد بكل اللي بيعمله ده أكيد مش هدافع عنه بس، بس أكيد من وجهة نظره ليه أسبابه" تريثت بين كلماتها التي لا تدري من أين آتت ولكنها تُؤمن بقرارة نفسها أنه لديه الأسباب الكافية لكل ما يفعله
"طب تقدري تقوليلي ايه الأسباب دي؟!" عقدت ذراعيها في تحفز وهي تترك الطعام أمامها لتزم فيروز شفتيها وهي تنظر لها في لوم "إيه خلاص مبقتش صاحبتك اللي ممكن تحكيلها علشان أسرار المريض؟!" رفعت حاجبها في تحفز
"يا هبة مش كده، بس في الأول وفي الآخر أنتي أخته! فاهمة ده معناه ايه؟!"
"أنتي ليه محسساني إني مش معالجة نفسية زيي زيك و"
"بس مش تعالجي أخوكي، وبعدين يا هبة إنتي اختارتي الإدمان ." قاطعتها لتقاطعها هبة مُسرعة
"يا سلام!! مش هافهم مثلاً؟! وتخصصنا سوا إكلينكي ده ميخلنيش أفهم على الأقل ملامح الحالة يعني؟" زفرت فيروز زفرة طويلة ثم نظرت لها بجدية
"كل اللي بيعملوا مع الستات أرجعه لموضوع غادة اللي حبها زمان.. لكن اللي عمله مع سلمى مش قادرة أوصل لحاجة فيه!! يعني" هزت كتفيها في حيرة وشردت "لما عمو بدر حكالي قاعدته مع غادة وهي بتحكيله هو وطنط نورسين فهمت أنه عامل نفسه قاضي على أي واحدة شبهها ومقتنع إن اللي بيعمله ده صح.. إنما سلمى اللي المفروض إنها prostitute (مومس) عنفه معاها مالهوش أي مبرر، وكمان بيديها الفلوس وبزيادة مبالغ فيها!" تن*دت بالمزيد من الحيرة "معلش يا هبة احكيلي تاني كده مامتك سابت جوزها الأولاني ازاي وبعدين ازاي منعها انها تكلم شهاب!" استمعت لزفرة من هبة تدل على الإنزعاج
"ما قولتلك قبل كده، إيه لازمة الكلام تاني؟" حدثتها سائلة في إنزعاج
"معلش عشان خاطري، يمكن أوصل لحاجة تانية!" أخبرتها في توسل لتومأ لها هبة في إقتضاب ثم بدأت في الحديث
"ماما كانت..." بدا الحديث صعباً في البداية عليها لتقترب فيروز مُربتة على ذراع صديقتها في تشجيع لتُكمل هبة "ماما كانت بتحب جوزها أوي من وهمّ صغيرين في الجامعة.. وكانت بردو مُعجبة بطموحه وبإجتهاده في الجامعة وبذكاءه.. بس عمرها ما اتصورت طموحه ده اللي كان عايز يوصله إنه هيكلفهم كتير أوي.. أتجوزوا وخلفوا شهاب بعد جوازهم بسنة ونص، واللي أعرفه إنه مكنش عايز أطفال يعني علشان المصاريف والمسئولية.." هزت هبة كتفيها وامتعضت ملامحها ثم تابعت
"كان بخيل أوي.. كان بيحوش كل فلوسه علشان يبدأ مشروعه.. كان بخيل لدرجة انه ميجبش أكل أو هدوم وأحياناً أدوية.. وأهل ماما لما كانوا بيعرفوا وبيحاولوا يساعدوا كان بيرفض دايما.. زي ما بيقولوا لا بيحن ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل.. وبردو وقتها كان مرتبه يعتبر كبير.. ولما ماما اتكلمت معاه وقالتله إنها خلاص مش هتقدر على العيشة دي قالها ماشي نتطلق بس مش هتاخدي شهاب.. ماما ساعتها مقدرتش تاخد الخطوة دي.. وفضلت مستنية لأنها كانت بتحب شهاب أوي.. بس اللي غير كل حاجة ان فيه حمل حصل تاني وهو رفض يوديها لدكتور أو إنه يصرف على حمل تاني وماما سقطت" حمحمت هبة في صعوبة وهي تحاول التغلب على مشاعرها
"ماما كان لازم تنفصل عنه.. مكنش هينفع تكمل كده، كان ممكن أي حاجة تانية أكبر من دي تحصل وده دمرها.. وهو كان إنسان عملي اوي.. إنفصلوا بهدوء بس كان شرطه الوحيد إنها متاخدش شهاب بعيد عنه ويفضل عايش معاه"
"طب مامتك بعدها مكنتش بتشوف شهاب أو بتكلمه؟" بالرغم من تأثر فيروز الواضح من أجل صديقتها ولكنها تريد أن تصل لأي سبب يخص شهاب
"حاولت كتير أوي.. ولسه بتحاول.. وآخر مرة شافته كان في عزا باباه.. بصي يا فيروز والله ماما كانت بتتكلم كتير وكانت بتحاول تشوفه بس باباه كان دايماً يُرفض ويتحجج لغاية لما كبر وجاتله منحة الدراسة في ايطاليا ويادوب لسه راجع من حوالي سنة وشوية.. وماما عمرها ما وصلت لرقمه أو وصلتله غير كام مرة في المدرسة والغريب إن شهاب كان بيرفض يتكلم معاها أو يرد عليها ففهمنا إن باباه مالي دماغه أوي من ناحية ماما" تن*دت في آسى لتومأ فيروز في تفهم وهي تحاول ربط كل هذا لتصل لسبب مقنع لما يفعله شهاب.
"اديني حكيتلك تاني.. وصلتي لحاجة؟" سألتها هبة لتشرد فيروز بعنتيها التي شابهت لون العسل الصافِ
"لو بتقولي باباه بخيل. ده يمكن يوصلني لأنه بعد ما بقا معاه فلوس كتيرة اوي بقا مثلاً بيصرف ببذخ على واحدة زي سلمى! ودايماً بينزل لموظفينه علاوات وحوافز كتيرة.. وزي ما زينة عرفتني كان بيسيب tips كتير أوي وهما في أي مكان!" توقفت لتطنب أكثر بالتفكير "علشان عاش عيشة صعبة يمكن مش عايز غيره يعاني.. أظن يعني!" زفرت زفرة طويلة وتحدثت وهي تشرد تماماً بالأمر
"أنا شخصياً تعبت من الإنسان ده.. كفاية زعل ماما عليه السنين دي كلها ودلوقتي حالته دي صعبة أوي.. ابعدي عنه يا فيروز وشيلي الموضوع من دماغك!" حدثتها هبة في إنزعاج لتلتفت فيروز ناظرة لها
"خلاص بقا أرجوكي،متقوليليش الكلام ده.. أنتي عارفة إني مش هارجع عن اللي في دماغي" حدثتها بهدوء ونظرة توسل لصديقتها بألا تحدثها عن تركها ونسيانها للأمر لتنظر لها هبة في إنزعاج
"ماشي.. اد*كي تعرفي كل حاجة اهو!! هتعملي ايه؟ وهتعملي ايه في إن الأستاذ تاجر سلاح؟ ولا ده بردو ليه سبب مقنع من وجهة نظرك؟" سألتها في تحفز
"بصي.. أنا هاكلم عمو بدر وأكيد هنلاقي طريقة مقنعة تقربني منه علشان أشوفه وأتكلم معاه"
"طب ما تقومي تكلميه مستنية ايه؟!"
"يا بنتي الراجل فرح ابنه النهاردة! وأنا أصلاً المفروض كنت أروح بس دول عملوه في الساحل وبصراحة بردو مش عايزة أقابله كتير عشان شهاب يوم ما يعرفني ميفهمش إني كنت على علاقة بيه"
"خلاص.. كلميه بكرة واتفقوا" أومأت لها فيروز بالموافقة ثم شردت مجدداً بكل ما يخص شهاب لتنظر لها هبة بآسى ولا تدري لماذا شعرت بشعور سيء نحو الأمر برمته!
"هاشم وطنط عاملين إيه؟" سألتها فيروز
"هاشم كالعادة مقضيها يعني شغله وخروجات، وبالنسبة لماما فهي من ساعة عزا بابا شهاب وهي مضايقة أوي ونفسها تكلمه وتشوفه بس كالعادة يعني بيرفض ومش بتعرف توصله!"
"إن شاء الله هيكلمها، مسألة وقت بس مش أكتر"
"يارب"
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
"بدر.. أنا آسفة!" همست هديل في ندمٍ شديد ليتفحصها بدر الدين أخيها وهو لم يتوقع أنه سيخوض مثل تلك المحادثة في هذا اليوم فأومأ لها في تفهم متن*داً ثم نظر لها بثاقبتيه وكأنما يلومها ولكنها لم تعد تحتمل حمل ذلك العبء بداخلها دون أن تتركه ليذهب علّه يُخفف من وطأة الآلم بداخلها
"آسفة على كل حاجة قولتهالك.. آسفة إني مسمعتش غير نفسي وصدقت خيالي المريض.. يا ريتني سمعت كلامك يا بدر.. يا ريتني فوقت لولادي زي ما أنت وشاهندة دايماً نصحتوني" همست في ندم لتتجمع الدموع بعينتيها
"يمكن لو كنت قربت أكتر من زينة كنت عرفت إنها بتحب سليم من زمان وكانت الفرحة دي جات في وقت تاني خالص، يمكن كنت لحقت أروى ومكنش حصل اللي حصلها.. يمكن كانت كل حاجة أتغيرت.. يمكن كان ولادي حبوني بجد" همست في حُرقة وأنسابت دموعها ليقترب منها أخيها مجففاً تلك الدموع وهو ينظر له في ود أخوي لم يفقده حتى بعد كل تلك السنوات
"خلاص يا هديل.. بلاش تفكري كده.. فكري لقدام.. فكري إن بكرة كل حاجة هتكون أحسن.. زينة اهي قدامك ومبسوطة وعروسة بتحب جوزها.. ولادك متجمعين وفرحانين بأختهم.. وأنا متأكد إن أروى لو كانت معاهم كانت هتكون مبسوطة هي كمان.. كل حاجة بتتغير مع الوقت.. بكرة تطمني عليهم زي ما أطمنتي على زينة وتفرحي بيهم ويقربوا منك.. وبكرة أروى تقوم وتطمني عليها هي كمان" حاول أن يبتسم لها لتومأ هي له ولكن عينتاها أمتلئت بالندم
"يعني أنت مسامحني على كل حاجة يا بدر؟!" سألته بنبرة طغى عليها التوسل ليومأ لها
"في حد بردو ميسامحش أخته الصغيرة.. تعالي يا جزمة!!" ضمها إليه في عناق أخوي ولأول مرة يشعر بضعفها وإن**ارها وهي تبكي بص*ره "ما خلاص بقا متبقيش أم العروسة النكدية.. فرفشي بقا شوية خللي العيال يتبسطوا" أخبرها مازحاً ليشعر بتحرك يدها التي تجفف دموعها وفرق عناقهما لينظر لها بإبتسامة
"أنا جانبك يا هديل أنتي وولادك، أنا أخوكي الكبير وعمري ما هاسيب حاجة وحشة تحصلكم.. وهافضل جانبك لغاية ما كل حاجة تكون أحسن" نظر لها بودٍ شديد وهو يُحاول أن يُشعرها بأنه والجميع يتقبلها تماماً
"يارب يا بدر.. يارب أخلص من الكابوس اللي أنا عايشاه ده"
"بص بتقولي كابوس!! يا ماما أحنا في فرح.. مبروك ياختي كده.. روحي يا ماما اقعدي جنب ولادك واتبسطي أنهم متجمعين" أخبرها وهو يدفعها رغماً عنها ليجبر شبح إبتسامة على شفتيها وسارت نحو أبناءها بينما أنضمت له نورسين
"ايه؟! بوظت لحظة رومانسية بين أخ وأخته؟!" نظرت له بعنتين اتسعتا في استفسار مازح
"رومانسية ايه دي نكدية، البت والواد بيتجوزوا وهي لسه بتعيط!"
"على الله متجيش تعيطلي أنت بعد ما نرجع البيت"
"لا يا ختي أنا فرفوش ومش نكدي زيها" نظر لها بإمتعاض لتقترب منه وداعبته في وجنه
"يخليك ليا يا فرفوشي يا أبو العريس يا قمر يا بدورتي" مازحته ليحاول أن يبتعد بينما قرصت هي وجنه أكثر ليجذبها هو إليه ويعانقها أمام أنظار الجميع
"بدر.. احنا وسط الناس وعيب اللي بتعملوا ده.. يقولوا علينا ايه مراهقين؟" همست في دهشة وهو يعانقها وقد تركت وجنه
"يولعوا بجاز.. راجل وبيحب مراته يا جدعان.. سيبوني أعبر عن حبي براحتي بقا" ابتسمت هي بينما لم يكترث هو وقد لاحظ أنظار الجميع بدأت تُسلط عليهما بينما توسعت ابتسامته عندما غمز له سليم الذي لم يغفله ولو للحظة واحدة حتى بيوم عُرسه ليومأ هو له مُدعياً عدم الإكتراث ولكن أعماق ثاقبتيه صرختا في احتياج شديد ألا يتركه وما عناقه لزوجته سوى إحتياج شديد لأن تخبره بأن كل ما يحدث هو مجرد حلم ولن يتركه سليم ولن يذهب لأيام دون رؤيته!
ترك سليم زينة وهو يدرك ما يمر به والده ليقترب منه مبتسماً له ليرمقه بدر الدين بتعجب فلتوه قد ترك عروسه وحدها ليفرق عناقه عن نورسين لتتركهما هي ووقفت على مقربة منهما
"إيه يا حيلتها، مش هاين عليك تسيبني وجايلي بردو تعكنن عليا يوم فرحك؟" سأله بتهكم ليُخفي شعوره الحقيقي
"ما خلاص بقا يا عم بدر، عرفنا إنك جامد وإن مش فارق معاك إني هاتجوز وأنشغل عنك" أخبره بإبتسامة
"تصدق إنك إبن كلب فعلاً! ما تتجوز ولا تعمل اللي تعمله، إيه فاكرني هافضل رابطك جنبي يعني؟ ده هم وإنزاح يا أخويا"
"تصدق إنك لو خبيت على الدنيا دي كلها إنك عادي ومبسوط مش هاتعرف تخبي عليا إن فيك حتة مضايقة إني هاتجوز وهاسيبك، وبعدين دول همّ كام يوم عُمي ما فيش غيرهم، إعتبرني مسافر بخلص شغل والأيام هتعدي وهتلاقيني لازقلك تاني"
"لا ناصح يا حيلتها! يالا روح لعروستك خليني أخلص منك" أخفى مشاعره وحاول ألا يظهر الإنزعاج على ملامحه لتتوسع إبتسامة سليم
"طب وأبو العريس، ده الأساس بردو، أسيبه وأمشي ازاي؟"
"يوووه بقا عليك يا سليم، هاسيبك أنا وامـ.." أوقفه سليم جاذباً إياه من ذراعه ليوقفه
"أستنى بس ده أنا محضرلك مفاجأة هايلة" نظر له مُضيقاً عيناه بخبث والمُزاح يداعب حدقتيه
"مفاجأة! قول يا أخويا قول، ياما جاب الغراب لأمه" أخبره في تهكم ليشير سليم لعمته شاهندة التي ناولته مكبر الصوت لينظر له بدر الدين في تعجب شديد
"يا جماعة مش علشان النهاردة فرحي يعني هاتبسط وأنسى أبسط بدر الدين الخولي، الراجل اللي مفيش حد في الدنيا أقربلي منه، كنت ناوي والنية خير يعني أغنيله أغنية كده حلوة بالمناسبة السعيدة دي" التفت له لينظر له بإبتسامة
"غني غني يا أخويا بصوتك العجيب ده" ابتسم له بدر الدين بعد أن أخبره متهكماً "خلينا نشوف هيطلع منك إيه" أومأ له في ثقة
"هابهركوا والله" ترقب الجميع وأعينهم مسلطة على كليهما ليبدأ سليم في الغناء
"لو جبنا سيرة الجدعنة، أسمك لازم يتقال، صاحبي إللي بيه بفتخر، من يوم ما كنا عيال
مهما الأيام تتعبه، عمره ما بص شمال
في الشدة راجل جدع، واقف كما الأبطال، والدنيا مهما إديته، ميغيروش المال
لا عمره مني أشتكى، وعمر قلبه ما شال
تشرف أي حد، علشان راجل بجد، لو وسط النار تسد، عمرك ما تجيب ورا
بتكبر من اللي منك، جدع من صغر سنك، مقدرش أستغنى عنك، حبيبي وربنا
بحبك يا صاحبي من وانا لسه بحبي، وأنا مسنود عليك، ده أخويا وحبيبي
في الأوجاع طبيبي، حلوة حياتي بيك
توب الرجولة معمول عموله على قد جسمك، لو غبت حتى في أي حتة كفاية إسمك
بحَبِّكَ يا صَاحِبَي مِنْ وانا لسه بِحَبِّي، وَأَنَا مسنود عَلَيكِ دِهُ أَخَوِيَا وَحَبيبَي
فِي الأوجاع طَبِيبَي، حلْوَةً حَيَّاتَي بيك
يميل عليا الزمن بإيد*ك بترفعني، بتحب من غير ثمن عمرك ما بتبيعني
بتحس بيا من غير ما أقول ولا حرف، ديماً في ظهري في كل لحظة ضعف
بتخاف عليا، ديماً معايا، معايا كتف في كتف
توب الرُّجُولَةَ مَعْمُولَ عموله عَلَى قَدْ جَسَّمَكَ
لَوْ غِبْتُ حَتَّى فِي أََيُّ حتة كُفَاِيَّةٍ إسمك" أنتهى سليم ليصفق الجميع بعد أن ضحكوا سوياً وهمّ ينظرون له بإبتسامات وإستمتاع شديد بينما دمعت عينتا بدر الدين
"متشكرين يا سيدي، متغنيش تاني بقا عشان صوتك نشاز" أخبره في مُزاح وهو يحاول أن يتغلب على مشاعره"
"بقا دي آخرتها يا بدر؟"
"تعالى يا ابن الكب تعالى" جذبه في عناق وكليهما يحاولان أن يتغلبا على مشاعرهما وعدم البكاء أمام الجميع "ربنا ميحرمنيش منك، مبروك يا سليم" همس له دون أن يستمع إليهما أحد
"الله يبارك في يا بابا، ربنا يخليك ليا" همس له هو الآخر ثم فرقا عناقهما وأستكمل الجميع أمسيتهم السعيدة.
*ملحوظة* فكرة الأغنية من أحدى القراء وأقترحتها عليا.. شكراً ليكي
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢
دلف الجناح الخاص به الذي أستأجره، بالرغم من امتلاكه لمنزلين هنا ولكنه يُحب أن يشعر بما يستطيع الثراء فعله.. امتلاكه للأموال يُمكنه من فعل الكثير..
نظر لتلك المومس الذي أستطاع أن يُحضرها فلطالما عرف كيف يُحضر مثل تلك الفتيات إلي هنا ووجدها مُعصبة العينين كما أخبرها أن تفعل فأخذ يخلع ملابسه بأكملها ثم توجه نحوها ليجذبها من شعرها إلي أعلى السرير ثم خلع عنها تلك الملابس المثيرة السوداء التي تظن أنها ستثيره بها..
ابتسم بتهكم وهو يُقيد كلتا يداها بجانبي رأس السرير وشعر بالسخرية الشديدة.. فهو يتمنى لو تعلم تلك المومس التي قارب على مضاجعتها أنه لا يكترث لها ولا يحتاج لإثارة كي يفعل ما يقارب على فعله..
ابتعد عنها ناظراً لجسدها العاري، جسدها مختلف كثير عن سلمى التي تحملته لكثير من الوقت، تمنى لو أنها لم تغادر، ولكنه لا يُريد أن يُأذيها أكثر من ذلك.. هو فقط يريد التخلص من ذلك العبأ الذي يحمله منذ أكثر من شهران في جسد تلك الع***ة ويُفرغ كل الطاقة الجحيمية الثائرة بداخله كالبركان حتى يستطيع التفكير بذهنٍ صافٍ فيما سيفعله بعد ذلك لينتقم من تلك العائلة بأكملها حتى لا يدع شخص واحد يُشعره بفشله الذريع.. لا هو لن يتقبل أن يكون فاشلاً في أمرٍ مهما كان..
أعتلاها ولم يكترث لأية مداعبات أو حتى مُقدمات وأطمئن أن تلك الفتاة لا تتحدث العربية فلقد هاتفها منذ ساعتان ولغتها الإيطالية المُتقنة تدل على أنها لن تستطيع إدراك أياً مما يُريد التفوه به فلقد حمله بداخله لأيام مرت عليه كالسنوات العجاف وقد حان الوقت ليطلق ذلك الكبت الدفين لينطلق من بين شفتيه ليخفف عنه قليلاً..
مرر أصابعه على عظمتي ترقوتها بلطف شديد وداكنتيه البُنيتين لم يتوقفا على النظر لجسدها في شراهة وافتراس لما يريد فعله به، يود بعد أن ينتهي منها أن يرى علامات العبء الذي يشعر به تنع** على ذلك الجسد عندما يفرغ منه، يود أن يُدميه، أن تخلف أثار أصابعه كدمات تُعبر أنه قد أفرغ ذلك الثقل على كتفيه!! غرس أصابعه بمنتهى القسوة بمنحنى التقاء عظمتيها بعنقها لتصرخ الفتاة في آلم خالص ليُطلق زفرة تعبيراً على الراحة التي أوشك في الحصول عليها وكانت صرختها بمثابة إشارة البدأ له ليشرع فيما أنتظره لأيامٍ طويلة..
لم يكن يعلم أنه مُخطأ للغاية.. لم يكن يدري أن عذابه لأجساد النساء وقسوته وعنفه معهن بتلك الطريقة لا يُخفف عنه الأمر بل الع** تماماً، هو يُعيد فعلته مرة وأخرى وأخرى ومئات المرات ولكنه لا يدري أن فقده لأي شخص قريب منه ووحدته المضنية المُرعبة تدفعه لمعاشرة النساء بعنف حتى يبوح لهن بما يشعر به وبما يريد نطقه حتى يشعر بالقليل من الراحة.. لا يدرك أنه يحتاج لمن يسمعه.. لا يشعر بذلك الإحتياج المفرط لإنسان يسمعه دون إلقاء الأحكام عليه.. فهو يظن أن ع***ة لا تريد سوى المال ستتحمل كل ما سيفعله وستستمع له حتى تحصل على المقابل وستتركه في النهاية ولن تستطيع أن تحكم عليه، وحتى لو فعلت فهو لن يكترث لما ستظنه عنه!!
تنقلت أصابعه من موضع إلي آخر بجسدها وهو يعتصره بقسوة، قبضتاه على ثدييها، إغراسه لأصابعه بخصرها وكأنما قارب على التغلغل لجدسها كالسكاكين، إمراره لأظافره على كل ما تستطيع يداه أن تصل له حتى تتخلف الجروح البسيطة على جسدها جعل أنفاسه تتعالى في شعور بالإثارة التي أندفعت لرجولته.. عقد حاجباه ثم ابتعد قليلاً بجسده نحو نهاية السرير وهو يجذب ساقيها مُحافظاً على إفتراقهما والتباعد بينهما لتشعر الفتاة بآلم بكلتا ذراعيها المُقيدتان بإحكام وصرخت من جديد في آلم ليبتسم إبتسامة جانبة ثم استقر بين مُلتقى ساقيها ليدلفها برجولته موصداً عيناه في استمتاع..
أرجع رأسه للخلف وأطلق زفرات متتالية بتلك الراحة الشديدة التي يشعر بها ليحاسب نفسه وزجرها داخل عقله على أنه توقف عن معاشرة النساء تلك الأيام الماضية، لماذا توقف؟ هذا تماماً ما يحتاج أن يشعر به، يحتاج أن يشعر بإمرأة متألمة أسفله، تشعر بالوجع لا بالإثارة، فهو يشعر بجفافها تماماً وهذا ما يوده.. أن تشعر المرأة بالإجبار أسفله وبإضطرارها لتحمله وتحمل قسوته وعنفه.. ويا حبذا لو أنها أخبرته بالتوقف أو الترفق بها، وقتها يُدرك أنها تُماثل وتشابه كل من يريد الإنتقام منهم ويُطلق كل ما يريد فعله بأعداءه وبكل من يكرهه لينع** بمزيداً من القسوة على تلك التي أسفله..
"آه.." أطلق أنيناً وهو يُزيد من سرعته داخلها ولكن دون أن يصل لحد السرعة التي تُشعره بالكفاية بينما تغلغلت أصابعه بساقيها وهو يعمل على تفريقهما جيداً فهو اليوم يُريد أن يخرج كل ما بداخله من أعباء بمنتهى البطئ كما تسللت له تلك الأعباء رويداً رويداً وتعاقبت حتى آلمته بشدة ولن يُكيل الآلم لتلك المومس مرة واحدة بل سينقله لجسدها رويداً رويداً حتى تبكي وتتوسله أن يتوقف..
ازداد اعتصاره لعينتيه الموصدتين وهو يتذكر وجوه عائلة الخولي بأكملها، تذكر سليم!! يُشابه هيثم كثيراً أليس كذلك؟ إقترابه من عائلته وضحكاته تُذكره بإمتلاك هيثم للعديد من الأصدقاء وقهقهاته التي لم تتوقف دائماً لهم.. أقترب وهو يستند بأصابعه فقط فوق أنوثها بقليل ليدعها تشعر بثقل جسده بأكمله وانغرست أصابعه بعظامها لتصرخ الفتاة أسفله في آلم ليبتسم في راحة..
تقطعت أنفاسه وهو يلجها بسرعة مقبولة ليتذكر تلك المرات التي اجتمع بها مع بدر الدين وكلماته اللاذعة له التي تسللت لمسامعه لتشعره بكم هو ضئيل أمامه ليطبق أسنانه في عنف واحدى يداه انتقلت لثدي المرأة لتعتصره وبنفسه الوقت يجذبه وكأنما سيقتلعه دون محالة لتصرخ هي في آلم مما يفعله ولم يستمع هو سوى صوت تآلم بدر الدين الذي كان بالطبع من محض خياله المريض!!
هذا لم يكن كافياً له، ولم يكن ذلك الرجل الذي يستأجر احدى الأماكن المتوفر بها أدوات التعذيب، كان يطلق العنان لكبته المكتوم بداخله حتى يخرج على أي جسد أمامه.. كان يريد المزيد..
لم يملك سوى أحزمته التي تمتاز بالجلد الفاخر الذي قد طُبع عليه أحدى العلامات التجارية الشهيرة لأحدى دور الأزياء التي لا يملك الكثيرون المال للشراء منه.. توقف لينهض لترتعب الفتاة من توقفه المفاجئ وهي لا تعلم أنه أراد أن يُسبب لها المزيد من الآلام حتى يُثلج ص*ره النتيجة التي سترتسم على جسد الفتاة!!
هي ع***ة وتستحق ما يفعله بها لأنها بالنهاية ستحصل على المال وهو يحمل بداخله كبتاً عميقاً لم يُحرر منذ أشهر ويستحق أن يرى إنعكاسه على جسدها..
بدأ بأول جلدة لها لتصرخ هي ويزفر هو في راحة ثم توالت جلداته وتوالى صراخها، توالت دموعها التي هبطت من أسفل عصابة عينيها وبدأت إعترافاته في التوالي دون شعور منه بأنه يعترف بما يؤلمه
"ليه أخسر.. أنا مبخسرش.. شهاب دايماً بي**ب.. كفاية أوي اللي خسرته زمان" تحدث بعربية عامية لم تفهمها الفتاة وبين كل كلمة وكلمة يتريث ليجلدها بينما عينتاه التمعتا ببريق غريب كشهب في ليلة صيفية تواترت في قلب السماء لتصيبها بطعنات يصعب معالجتها على يد أمهر الجراحين..
"أنا بكرة أوريكو.. هوريكوا انتقامي.. منك يا سليم.. منك يا بدر الدين.. منك يا غادة أنتي وأمي.. مش هسيب حد فيكو غير لما اثبتله إني أحسن منه وأنتقم من الكل" تواترت الكلمات لتغادر شفتاه ليستكين قليلاً وهو يلهث بأنفاس مُتعبة من كُثرة الجلدات التي تألمت لها ذراعه وأنقض على فريسته التي تمثلت بها صور ومشاهد لكل من كرههم يوماً ما ليفترسها بم****ة شرسة ضارية مستمتعاً بصراخاتها التي يستمع لها في لذة مُتخيلاً أنها صرخات كل أعداءه بأكملهم!
⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢