2

3830 Words
"تعرف يا سليم.. كل اللي حصل النهاردة كان عبارة عن حلم بيتحقق.. حلم حلمته زمان وأنا صُغيرة وعمري ما قولت لحد عليه" همست وهو يعانقها مستندة برأسها على التقاء كتفه بص*ره ليقوي من ذراعيه حول خصرها وضمها إليه أكثر وهما ينظران إلي تلاطم موجات البحر من شرفة احدى المنازل الخاصة النائية الذي أختاراه ليُقضيا به عدة أيام قبل سفرهما للخارج "احكيلي الحلم!!" همس بأذنها وهو يوصد عيناه في استمتاع بعد أن ذهب الجميع وأصبح معها وحده ليخطو معها أولى الخطوات في حياتهما الزوجية "حلمت إني لابسة فستان أبيض وقدام البحر.. كنت بكتب زي ما أنا ما متعودة.. يمكن الحلم ده عمري ما حكيت لحد عليه غير فيروز!" همست مجيبة بإبتسامة "فيروز دي شكلي هبتدي أغير منها على فكرة" أخبرها في إنزعاج لتلتفت لها متصنعة العبوس "ليه تغير منها.. حرام عليك" "لا بلاش تكشري الله يخليكي.. مش من أولها نكد أبوس ايدك" أخبرها لتضحك هي "عارفة إن حبيبي فرفوش ومش بيطيق النكد.. خلاص أنسى التكشيرة دي خالص.." "أنسى أبوها كمان" أخبرها وهو يشرد بتلك الإبتسامة ليقترب مٌقبلاً اياها في عشق خالص بمنتهى الرقة وقربها منه أكثر ولكنها أثارت دهشته بدفعها له وابتعادها عنه "لا استنى" "استنى ايه يا شيخة حرام عليكي بقا.. ما أنا مستني بقالي سنين.. بتبعدي ليه تآني ده أنا خللت خلاص؟!" حدثها في توسل منزعجاً "نصلي الأول سوا.. وناكل تمر ونشرب لبن!" رفع حاجباه في دهشة وتوسعت عيناه وهو ينظر لها "نصلي!! وناكل تمر!! ونشرب لبن!! خير إن شاء الله؟! بتتوحمي.. مش الوحم بيجي بعد الدخلة بفترة ولا ايه؟" سألها لتبتسم له "فيروز قالتلي إن المفروض ده اللي يحصل.. يعني.. دي سُنة وكده!" "سُنة!!" قلب شفتاه وهو يومأ في تعجب "أنا بجد شكلي هاكره فيروز" "يالا بطل **ل وأسمع الكلام، فيروز معاها حق، ده الصح على فكرة، أنا قريت في الموضوع وكلامها طلع صح" "ماشي يا ستي أوامر، وجبتي بقا التمر واللبن ولا هندور على ديليفري في الصحرا اللي أحنا فيها دي؟!" "لا يا سخيف!" نظرت له بإمتعاض مازح "وصيت نوري وجابت كل حاجة" "بتتفقوا من ورايا!! من أولها يا هانم!! ده أنا هاطلع عينك" "بس ياض، يالا أدخل أتوضا على ما أغير وأجيلك" تقدمت لتدلف للغرفة "بقا فيه عروسة تقول لجوزها ياض!!" رفع حاجباه وهو يهُز رأسه في إنكار "شكلها جوازة مهببة ولا إيه" تمتم لتستمع هي له لتصيح في مُزاح "بتقول حاجة يا حبيبي؟!" "بقول إن لساني أتشل من كتر السعادة يا حبيبتي.." صاح مجيباً ثم زفر في تعجب عندما أختفت عن عيناه ليتمتم "بركاتك يا ست فيروز، مين كان يصدق إن دي زينة بنت عمتي" ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ظهيرة اليوم التالي.. حاول شهاب مواجهة تلك الأشعة القوية التي تسللت من شرفة الفندق الذي يقيم به ليحمحم محاولاً طرد النعاس الذي يحاربه بقوة ليبتلع ل**به ثم أجبر عينتاه على الإتساع ونهض متكئاً على وسادة خلف رأسه التي أعادها للخلف وهو ينظر بسقف الغرفة المُزين بفخامة شديدة ثم رمق أرضية ذلك الجناح الذي أستأجره وابتسم ابتسامة جانبية عندما رأى تلك الحقائب التي تحمل العديد من أسماء أشهر مصممي الأزياء بإيطاليا! رفع الأغطية التي سترت أسفل خصره حتى نهاية ساقيه ليجد نفسه عارياً فتوسعت ابتسامته وهو يواجه بعقله ذكريات عديدة ينتقم عن طريقها وبكل ما يفعله من الذين يكرههم بشدة ثم أعاد الغطاء مرة أخرى وهو يشعر بالفخر.. شهاب كرم الدمنهوري الفتى الجامعي المُرتبك عندما كانت غادة أمام عيناه تتسوق بإستهتار ولا تلقِ بالاً لتلك الأموال التي تنفقها بمنتهى الإستفزاز، كان يشعر بمدى ضئالته أمامها لعدم إمتلاكه قدراً كافياً من الأموال!! فلتنظر له الآن.. فلتنظر لتلك الأرضية المغطاة بحقائب عدة قد لا تستطيع هي شرائها الآن بعد زواجها من ذلك الذي يظن نفسه ثرياً.. هو حتى بكل أمواله هو وعائلته لن يرتقي هو وكل ما يملكه من أموال ليكون نقطة في بحر مما يمتلكه شهاب!! شهاب كرم الدمنهوري الفتى العاشق الذي كلما أختلى بغادة، فتاته التي يعشقها، لم يتمنَ سوى معانقتها حتى تذهب في النوم ليحيطها بذراعيه في عشق وهو يتمعن في تفاصيل ملامحها التي حفظها عن ظهر قلب.. ها هو عارٍ بعدما قضى ليلة من ممارسة جنسية ماجنة عنيفة مع أحدى بائعات الهوى.. لم يعد ذلك الفتى الذي يرتبك لإقترابه من فتاة بل العكس.. ترتجف الآن النساء لرؤيتهن اياه، خاصة بعد ليلة كمثل التي دمر بها جسد مومس ظنت أنها تسحر الرجال بما تمتلكه من فتنة ولكنها لم تعلم أن تعويذته الملتحفة بأموال كثيرة قد تتركها ممسوسة بجان لا يحضره سوى طلسم معقد لن يقوى سوى الوقت على أن يُشفيها ويُبرئها من أثر سحره الموجع الذي صرخ به جسدها في توسل أنه قد تلقى كفايته ولم يعد يتحمل عنف أكثر، فلطالما توقفت النساء أسفله بعد عناء عن تأدية طقوس الإغراء مُذعنات بوصولهن حد الكفاية ولكن شهاب الدمنهوري يتوقف عندما يُفرغ آلامه هو ويصل لحد الكفاية من إطلاق آنات آلمه الذي يجعله سائراً كالمسحور بإرادة الإنتقام وليست أجساد العاهرات أسفله من تحدد كفايته عن طقوسه العنيفة المنتقمة! شهاب كرم الدمنهوري الحالم بأحلام وردية في العراء وهو لا يجد ما يستر به جسده سوى ملابس بالية رثة قد تغير لونها من تكرار إزالة الأوساخ المتعلقة بها، أحياناً لم يملك سواها فتركها تجف وهو عارٍ، ها هو قد حقق أحلامه الآن بعد أن خطى خطوات كثيرة، لا؛ بل جرى كالحصان الجامح في درب ملطخ بدماء الكثير من الأشخاص ليصل إلي ما وصل له اليوم وخاصة بتلك اللحظة هو يخطو عارياً بالرغم من إمتلاكه للكثير من الملابس التي لا يستطيع عدها وتوجه حيث ذلك البهو المتسع المُلحق بجناحه ليتناول فطوره الذي لم يظن أنه سيحصل على فُتاته منذ سنوات.. كم أنه سعيد بكل ما حققه من إنتصارات.. نعم لقد آلم غادة وسيؤلمها وسيستمر في إيلامه لها كما آلمته ولن يتوقف عن إيلامها حتى ولو أزهق روحها أسفله يوماً ما.. لقد أنتقم من العديد من النساء التي شابهن عجرفتها وكل مغرورة مثلها.. لقد أنتقم بمضاجعته لكل وضيعة أختارت المتعة على حساب زواجها أو عائلتها مثلما فعلت أمه.. لقد تخلص من وليد الذي دفعه ليعمل بالسلاح رغماً عنه.. يا له من غ*ي!! لقد أستغل حاجته للمال.. وها هو شهاب الدمنهوري قد أستغل حاجة وليد للمال مرة أخرى.. لقد خدعه يوماً ما ووجد نفسه في تجارة أسلحة غير مشروعة.. ولكن بعد سنوات رد له شهاب الصاع.. لقد أستغل حاجته لإستمرار الأموال بين يداه.. لقد قتل بداخله بؤرة الدنس التي لا تتوقف عن النهم للمزيد من القذارة، فأمثال وليد لا تتوقف عن الإنغماس في وحلها سوى بالموت وها هو قد خلصه وأنتقم لنفسه!! ألم يعلم أنه كان يُسجل له كل شيء؟ لقاءاته بتجار الأسلحة، بالسائقين الذين ينقلون الشحنات، بكل من يشتري منه، بكل من يُسخرهم لنقل تلك الأسلحة؟ تاريخه الأ**د بأكمله يمتلكه.. يمتلكه على رقاقة بيانات محمولة يمتلك منها الكثير من النسخ!! كان يلجأ له لذكاءه بتدبير نقل الشحنات، ألم يُفكر ولو لمرة واحدة بأن ذكاء شهاب الدمنهوري قد ينقلب عليه؟! ألم يظن بأن ذاكرة محمولة وعدة صور وبعض تسجيلات هاتفية ستجعله مجرماً دولياً في نظر أي سُلطة لأي دولة؟! ألم يُفكر ليوم واحد بإستطاعة شهاب أن ي**عه مثلما فعل معه؟ لقد فكر كثيراً، لقد خطط كثيراً، لقد أمتلك العديد من الدلائل التي عندما ألقى ببعضاً منها (كفاعل خير) للسُلطات صدقوها بسهولة. يتبقى فقط أمر عائلة الخولي بكل أفرادها.. سيُذ*ل قائمة إنتصاراته ليكون هذا الإنتصار الأخير.. وقتها سيشعر بالراحة الدائمة ولن يملك بعدها تلك الإرادة المُلحة بالإنتقام!! سيعود حتماً للإنتقام! سيعود غداً، فلقد آتى لهُنا ليتذكر من كان وكيف أصبح!! يتذكر أنه أصبح يقدر على فعل كل شيء بمنتهى السهولة، يمتلك الآن ذاكرة منتعشة بالعديد من الأسباب الكافية ليُدمر بلدة بأكملها وليس عائلة فحسب، سيعود لينتقم منهم جميعاً وسيبدأ ببدر الدين وابنه سليم!! بصق الطعام المُتبقي في فمه أرضاً ثم ألقى صينية الطعام بأكملها أرضاً ثم نظر للطعام أسفل قدميه في إستهزاء شديد، ها هو يملك القدرة على إحضار الطعام وها هو لا يريده ولا يشعر حتى بالذنب لإلقاءه أرضاً وتوجه بإبتسامة وهو يطلب إحضار طعاماً جديداً.. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ابتسم بإقتضاب وهو يتناول قهوته بحديقة منزله ورغماً عنه تذكر العديد من الواقف التي جمعته بسليم، منذ الوهلة الأولى وهو يعبث بشعره بالمشفى، وصولاً إلي حفلة زواجه يوم أمس. لم يكن ليظن بيوم أنه يستطيع أن يكون لديه ابناً كما سليم، لقد مر أكثر من عشرون عاماً عليهما سوياً، من كان ليظن أن بدر الدين الخولي الرجل الذي لا يستطيع أن يتعامل مع طفل واحد قد كبر الآن وزواج ابنه كان بالأمس! شعر بالإمتنان الشديد لليلي التي أخفت عليه أمر إنجابها له، تمنى كثيراً لو كانت معه يوم أمس لتشاهد سليم يوم زواجه وهو يتزوج بمن يعشقها بعد حب صامت دام لسنوات عديدة منذ صباه. "ربنا يرحمك يا ليلى" تمتم هامساً ثم شرد مُتذكراً المزيد من المواقف بصحبة سليم "مبروك يا عمو.. والله كان نفسي أكون معاكم امبارح بس الطريق كان طويل أوي وكان صعب أرجع متأخر أوي كده" حدثته فيروز بالهاتف الذي أنتشله من أفكاره، وقد حملت نبرتها بعض الندم "يا بنتي ولا يهمك ملحوقة إن شاء الله تيجي تباركيلهم" "لو كان بس المكان قريب شوية كنت هتلاقيني أول واحدة موجودة" "معلش.. أنا مكنش ينفع أعمله غير في مكان بعيد عن كل الأماكن اللي يعرفها شهاب.. كان لازم أكون مجهز حراسة.. ده أنا سيبتهم ومعاهم جيش عشان خوفي عليهم" "إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل" همست له وهي حتى لا تثق بكلمتها "شهاب مش سهل!! كل حاجة كان بيعملها بتقول إنه بينتقم.. وحتى مصمم على الإنتقام! أنا لولا راقبته وعرفت هو مخبي ايه كان ممكن يودي سليم في داهية!" زفر بدر الدين في إنزعاج "هو ازاي طلع سليم من السجن صحيح؟!" تسائلت في تعجب "جه أدلة إن المتهم هو وليد وأخلوا سبيل سليم!! لغاية دلوقتي معرفش ازاي.. يعني لو حاجة مسجلها أكيد كنت هلاقيها على الـ laptop بتاعه، بس هو حويط زيادة عن اللزوم، أكيد فيه مكان تاني بيحتفظ بالمصايب اللي مخبيها" "وهو حضرتك لسه مراقبه؟!" تسائلت في استفسار "أنا كنت فاكر إني مراقبتي ليه مالهاش لازمة بعد ما بقا في إيدي كل الفيديوهات وكل اللي وصلتله على اللابتوب بتاعه.. بس بعد موضوع تهديده ليا ده على الموبيل ابتديت أراقبه تاني.. أنا أصلاً استنيت لغاية ما يبعد شوية علشان نقدر نعمل فرح سليم وزينة.. كنت خايف بصراحة يبوظ كل حاجة ولما عرفت إنه سافر إيطاليا قولت ألحق أجوزهم في الوقت ده.." "طيب كويس.." أخبرته بنبرة أتضح من خلالها أنها تريد التحدث بأمر ما "أشمعنى يعني بتسألي؟!" سألها في استفسار لمعرفة دوافعها تجاه الأمر برمته لتحمحم هي في تردد "علشان.. علشان قررت إني أقابله!" تريث بدر الدين لبرهة ولا يدري لماذا توقف عن الحديث وهو من كان يريد منها أن تفعل ذلك بالمقام الأول "خلاص.. اخدتي القرار؟!" سألها بإبتسامة لم تراها، وكان لمصلحتها وإلا كانت لتشعر بالقلق من القدوم على ما تريد فعله "آه.. أظن أنا بقالي شهرين ونص مبعملش حاجة غير اني بسمع حكايات عنه وبجمع معلومات عنه من كل اللي يعرفه" زفر بدر الدين بعمق ثم قرر أن يتابع معها هذا الحديث "طيب وفكرتي هتقابليه ازاي؟!" "أنا فكرت فيه، في شخصيته، في الأسباب اللي بتخليه يعمل اللي بيعمله، فكرت في إن واحد بذكاء شهاب مينفعش نكدب عليه أو نستهون بذكاءه، واحد بذكاءه مينفعش أخبي عليه إني معالجة نفسية للأطفال الصبح وللمجرمين بليل، مش ده الذكي اللي قدر ببساطة يسحب زينة في يوم من وسطكوا من غير ما تحسوا؟.. مينفعش أكدب وأقوله إن جوزي مكنش ظابط يا إما ممكن يعرف وبسهولة كمان.. لازم كل ده يعرفه عني من أول قاعدة لينا مع بعض أياً كانت ازاي وامتى.. بس مش هاقدر أخبي غير معرفتي بيك.. ممكن حتى أقوله إني أعرف زينة من بعيد.. لازم أضمن إن مفيش أي حاجة أخبيها عليه علشان يستجيبلي ويصدقني ويطمنلي في إنه يبدأ يحكيلي ويثق فيا يا إما لو مفيش ثقة يبقا مستحيل يقبل علاج مني.. فكرت في كل حاجة وفي مواقف كتيرة لكن مش عارفة هقابله ازاي.." زفرت بعد أن أخرجت خلاصة تفكيرها بتلك الأيام لتترجمها من مجرد أفكار لكلمات "ممم.. أنتي ذكية يا فيروز.. أنا بحترم ده فيكي.. كلامك في منتهى المنطق والعقل.. واحد زي شهاب بطبعه الشكاك وإنه كان مراقب سليم مش بعيد يراقبك لما تبدأي تدخلي حياته" تمتم مُفكراً في سبب مقنع لدخول فيروز حياته بأكملها "أظن إن حضرتك تعرف عنه كل اللي أنا أعرفه.. أنا تقريباً كل اللي أعرفه عنه عرفته منك وبمساعدتك.. أرجوك لو عايزني أساعده حاول تلاقيلي أي سبب مقنع إني أشوفه أو أقابله.. أنا عارفة إن حضرتك تقدر تفتحلي أبواب كتيرة وبمساعدتك وذكاءك أكيد هاقدر أقابله، أنا واثقة في حضرتك.." توسلته بلهجة مُلحة "طيب.. سيبيني أفكر شوية" همهم بعد مدة من الصمت "أنا متأكدة وواثقة إن حضرتك هتقدر تحل الموضوع" "تمام.. خليني أفكر كده وهارد عليكي.." أنهى المكالمة معها وهو غارقاً بالتفكير مُحاولاً أن يجد طريقة مناسبة حتى تلتقي به فيروز.. عقد حاجباه في تركيز شديد وهو يحاول أن يفكر، ما الذي يجعل مهندس شهير، رجل أعمال، كل عمله يتعلق بتشيد مجمعات سكنية لصفوة المجتمع وقرى سياحية لا يبتاعها سوى الأثرياء يلتقي بمعالجة نفسية من طبقة متوسطة، زوجها الراحل من احدى الضباط الذين قد يلاحقون رجل كشهاب المتورط بالعديد من صفقات الأسلحة؟ ما السبب الذي قد يجمع بينهما؟ بمّ ستخبره؟! أنها تريد معالجته؟! كيف علمت إذن أنه يحتاج لعلاج؟ هذا إن كان مريضاً من الأساس!! وهل سيتقبل دخولها في حياته هكذا بمنتهى السهولة؟! أنسيَّ أن أولى مراحل العلاج أن يؤمن المريض بمرضه!! أطلق ضحكة بخفوت متهكماً وهو يُطنب بالتفكير، أنّى له تلك الفكرة الحمقاء بتدخلها في حياته؟ لربما أخذته فكرة أن يسعد الجميع ويعيشون دون قيد الألم النفسي والمعاناة المؤلمة بأن يتدخل في حياته عن طريق فيروز ليصلح الأمر ويُصلح من حياة رجل مثله، نسيّ أنه قد يعرض فيروز نفسها للمخاطرة، نسيّ أن شهاب ليس بالرجل اللين ذو القلب الذي يشعر بالجميع، هو ليس بدر الدين الذي يشعر بالرعب كلما أقترب أحد غريب لعائلته، أنسيّ أن شهاب بمجرد أقترابه من أبناء عمه تحول لوحش يريد الفتك بالجميع؟ بدأ بزينة ولولا تدخله لكان أضر بالجميع، ها هو بدر الدين الخولي المُضحي من أجل العائلة ظن أن يستطيع أن يُغير الكون بأكمله مرة أخرى، ولكن ليست كل مرة **ابقتها.. "ملك الكون مكشر وسرحان في ايه؟!" بالرغم من فضولها الذي لا تتوقف عنه ولكن أطربت أذناه بسيمفونية لن يشاركها أبداً مع سواها، بالرغم من أنه سؤال يبدو عادياً ولكنه يعي ما خلفه جيداً،. أستمع جيداً لنبرتها الحنونة التي تتغنى بما لا يفهمه سواه "أنا هنا.. أنا معك دائماً وأبداً.. أحكِ لي كل ما يُقلقك وسنتعداه سوياً يداً بيد ولن أتركك حتى نضع كل ما يُقلقك بطي النسيان ليُصبح من الماضي السحيق" "ملك الكون تعب من التفكير يا نورسين!!" تن*د لتشعر هي بقلة حيلته وهذا غير معهود منه تماماً "يا ساتر!! مين بس اللي مضايق حبيب قلبي كده؟" عبست ملامحها وطغى عليها الإستفسار الشديد "مفيش" زفر بعمق وهو يشرد بزرقاوتيها اللتين لم يعشق مثلهما طوال سنين عمره بأكملها "فيروز قررت تقابل شهاب" "يا ف*ج الله!! دي حاجة تبسط مش تضايق خالص" "ماشي، بس ازاي تقابله؟ دي مصممة تفهمه كل حاجة عنها، انها دكتورة وإن جوزها اللي مات كان ظابط، بتقول إن مينفعش نستهون بعقله وذكاءه، وعلى فكرة معاها حق، وإنها حتى مستعدة تقوله إنها تعرف زينة من بعيد، مش هاتخبي عليه بس غير الحوار اللي مخبينه عليه في إني قولتلها تتكلم معاه وتشوف لو محتاج علاج" "كلام زي الفل وفي منتهى العقل" نظرت له بزرقاوتين واثقتين "ماشي بس هتقابله ازاي؟ ايه اللي يخلي مهندس زيه يقابل دكتورة زيها؟ ايه اللي يجمعهم؟" سألها لتسكت هي لبرهة ثم تمتمت مُعقبة على كلماته "عندك حق، موضوع عايز تفكير فعلاً!" "شوفتي" زفر في تفكير عميق "ما قولنا بقا إن ملوك الكون مسؤلياتهم بتكون كبيرة شوية، أول مرة تعرف ولا ايه؟!" رمقته بزرقاوتين مازحتان ليبتسم لها في عشق وهو يستغرق بثاقبتيه بكل تفاصيل ملامحها المُحببة التي لا يمل منها أبداً "أنا بحبك أوي يا نوري! حتى لو بتهزري وأنا بتكلم بجد بحس إنك بتخففي عني كل حاجة حتى لو أصعب حاجة في الدنيا" "وأنا بموت فيك يا ملك الكون يا عيون نوري أنت" نهضت لتقبله على وجنته "حبيبتي، أنا مش ابن أختك، بوسي جوزك بضمير شوية!! حرام يعني ده الراجل هيتجنن من كتر التفكير ودماغه وجعاه أوي ومفيش حاجة هتنفعه قد بوستين حلوين من اللي بينسوه أسمه دول!" نظر لها بخبث بينما أحاط خصرها بقوة بين ذراعيه "يا راجل إتلم!!" رفعت حاجبيها ثم أخفضتهما في مُزاح "بنفكر في فيروز وشهاب تقلب الحوار قلة أدب، مش لما نلاقي حل الأول نبقا نقل أدبنا براحتنا، وبعدين ده أنت ابنك لسه متجوز امبارح، ما تكبر بقا" همست له بنبرة لعوب ليجذبها له أكثر حتى سقطت جالسة رغماً عنها على ساقيه ولكنها لم تمانع وأحاطت عنقه بذراعيها "أنا أكبر على أي حاجة إلا قلة الأدب معاك يا جميل، بترجعني شباب على طول" أبتسم لها بمزيد من خبث "وبعدين ما أنتي عارفة إن قلة الأدب دي بتغسلني كده من جوا وبتخليني فريش اوي" "شوف بقا ملوك الكون!! طب نلاقي حل الأول للي بنفكر فيه وبعدين نقضيها قلة أدب للصبح" "يا خوفي لا يكون كلام وبس" تن*د مُضيقاً عيناه وهو ينظر لها بثاقبتيه وارتسمت على شفتاه ابتسامة "لا مش كلام!! ويعني صراحة أنت وحشتني، الكام يوم اللي فاتوا عشان جواز سليم مكنتش عارفة أتلم عليك!!" "أقفش!! يعني يتمنعن وهن الراغبات!!" همس بأذنها بمنتهى الخبث مازحاً لتصدح ضحكتها التي يعشقها ليُقبلها في ود شديد "دول راغبات أوي، بس نلاقي حل لشهاب الأول!" "شكلك كده بتضحكي عليا لغاية ما تنيميني في ايدك" "لا عاش ولا كان اللي يضحك على بدورتي" ابتسمت له ثم قبلته على جبينه وازداد تعلقها بعنقه "قولي بقا بتفكر في ايه؟ شايف ممكن يتقابلوا ازاي؟!" "حقيقي يا نوري مش عارف" زفر مجدداً بشرود ثم وضع رأسه على ص*رها وهو يوصد عيناه في راحة "طب بقولك إيه، أنت موافق انها تعرفه كل حاجة عنها مش كده؟!" سألته وهي تضمه أكثر إليها لتشعر بإنعكاسة إيماءته على ص*رها "طيب أنا عندي فكرة!!" "الحقيني بيها علشان نخلص ونقوم نشوف قلة الأدب اللي ورانا، مسئولية بردو، وأنا راجل مسؤول ومستعجل بصراحة علشان أأدي مسؤلياتي على أكمل وجه" همس بص*رها وهو يُمرمغ وجه به في مداعبة لتضحك هي "ماشي يا عم المسؤول، مش أنت قولت ان شهاب بيحب يبعزق فلوس يمين وشمال وزينة قالت بنفسها إنه كان بيفضل يوزع فلوس على الناس؟!" همهم بالموافقة ثم غمغم في إنزعاج "منك لله يا شهاب الكلب" "وفيروز لسه ميت جوزها وحب عمرها وسقطت وكان عندها مشاكل في الخلفة؟!" "أنجزي في يومك بدل ما أرتكب فيكي جريمة دلوقتي علشان جبت أخري خلاص، بلاش أسئلة كتير أنا وأنتي عارفين إجابتها كويس، قولي بتفكري في إيه؟!" ضحكت مجدداً بينما زفر هو في انزعاج "الله!! مش لازم أعمل فيها جامدة علشان لقيت حل وملك الكون ملقهوش، سيبني أتغر شوية وأتدلع عليك" "أتدلعي على اللي جابوني كمان يا ستي" نظر لها في امتعاض ثم تحولت ملامحه للتوسل "بس متنسيش إني راجل وعندي احتياجات إلهي ما يحوجك لزنقة" صدحت ضحكتها مجدداً ثم خللت شعره الفحمي ونظرت له بعشق تام ثم تحولت نظرتها وملامحها للجدية "مشروع خيري.. مستشفى.. مستشفى متخصصة بس لعلاج الستات اللي مش بتخلف أو بتواجه مشاكل في الحمل والولادة! فيروز صاحبة الفكرة.. ونظراً لإنه حنين وكريم مع موظفينه وأكتر حد بينزل علاوات وحوافز ومكافآت فيروز هتروحله علشان يتبنى الفكرة وشركته تبني المستشفى!! واسمه يتكتب عليها وأسم شركته! إيه رأيك؟!" رفعت احدى حاجبيها في انتصار لينهض هو حاملاً اياها "بدر يا مجنون!! أفرض سيدرا شافتنا" تحدثت في دهشة وتمسكت به كي لا تسقط "أبو سيدرا على اللي خلفها" "طب قولت ايه؟!" "فكرة مجنونة بس هتحتاج حاجات كتيرة أوي وترتيبات" "وأنت قدها" "قدها ونص وتلت أربع" همس لها ثم بدأ في تقبيلها أسفل أذنها "بدر بجد نزلني مينفعش البنت تشوفنا كده" "مش قادر أستحمل واللي يشوف يشوف، مش هاسيبك ثانية كمان" "طب نزلني علشان متتعبش، مش هتشيلني لغاية فوق يعني احنا مبقيناش صغيرين على الكلام ده" شهقت في خفوت وهي تتوسله "مين ده اللي يتعب، متجوزة سوسن يا حبيبتي ولا إيه!!" "بدر أخص عليك متـ.." ولم تكمل جملتها لمقاطعته اياها بقبلة خبيرة لطالما تبادلاها كلما لح عليه عشقه لها بأن يبرهنه لها بلمسات محمومة لم يعطها سوى لها هي وحدها دون سائر نساء الكون! ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "سليم" همست زينة ليلتفت لها فهو لتوه قد فرغ من الإستحمام ولكنه توقف مكانه وهو ينظر لها مشدوهاً بتلك الملابس المثيرة وسُلب عقله تماماً بإختلاط ذلك اللون الأحمر القاتم بلون جسدها الذي يعشقه ليحدد كل أنملة بجسدها ليُظهر فتنته الطاغية بينما ستر بشفافية منحنياتها لتتركه لاهثاً متوسلاً كي يُقبل كل ما وقعت عيناه عليه "يا قلب وعيون وروح وعقل سليم!" أقترب منها مهرولاً لتبتسم له في إغراء ثم دفعت شعرها للخلف بحركة أنثوية أغرته بشدة "ايه رأيك حلو؟! أصلي كنت حاسة إنه مش هيليق عليا!" همست بإغراء ليغيب عقله عن الواقع ونظر لجسدها بشهوة شديدة لا يستطيع التحكم بها "مش هيليق!! قولي مش هيليق غير عليكي" همس وعيناه يتفقدا جسدها في شغف لممارسة العديد من فنون عشقه التي لطالما حاربها لسنوات "ممم، طب أروح أغير وألبس غيـ.." "لا، تروحي فين وتسيبيني كده!" قاطعها بإبتسامة بينما نظر لها في لوم "أنتي تخليكي هنا أحسن أتجنن، أنتي متبعديش عني ثانية بعد اللي عملتيه فيا ده، يرضيكي كده اللي وصلتله بسببك؟!" صاح لائماً بينما أمسك بيدها ليضعها أسفل خصره لتنظر هي له بجرأة شديدة "ده واضح إن تأثيري بقا حلو أوي" رفعت احدى حاجبيها في انتصار "تأثيرك بقا حلو!" تمتم وملامحه تعتليها الإنكار "يا شيخة حرام عليكي ده أنا متعذب من زمان" همس لها في توسل بينما أحترقت عيناه بزرقاويتيها ولكنه لا يريد أن يُبالغ معها بعد ليلة أمس فهي لتوها فقدت عُذريتها ولا يريد أن يؤلمها بأي شكل من الأشكال "وأنا ميرضنيش جوزي حبيبي يتعذب أكتر من كده" دفعته نحو السرير بينما أخذت يدها تداعب أسفل خصره "زينة!! بلاش، أستني لبكرة عشـ.." "أنا زي القرد، ومفيش وجع ولا حاجة، ومش هاسيبك يا سليم!" قاطعته بجرأة وابتسامة مُغرية "يخربيت سنينك! اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش وأنتي خايفة لا خالو يدخل علينا!!" همس لها بإستفزاز لتصدح ضحكتها ثم دفعته بكل ما أوتيت من قوة ليسقط على السرير خلفه وأعتلته جالسة أسفل خصره "جوزي!! وحبيبي!! ولسه عرايس.. خالو يجي ولا نوري تسمع.. ولا هيفرق معايا!" همست له وأقتربت لتقبله بينما أوقفها ليأتي بجسدها أسفله في ثوان "أموت أنا في الجرأة.. حلوة جوزي دي منك أوي.. قوليها تاني بقا!" أقترب ليبعثر أنفاسه على ثدييها المكشوفان أسفل ذلك الثوب القرمزي المُغرى لتئن هي في شعور بالإثارة وهمست بطريقة سلبت عقله "جوزي حبيبي يسمع الكلام ويسيبني بقا المرادي أبسطه زي ما بسطني امبارح" تحدثت بالقرب من أذنه لتتوسع ابتسامته لتفر هي بعدها هاربة من أسفله ليلتفت إليها ناظراً لها في تعجب بينما أقتربت مرة أخرى لتعتليه فأدرك ما تريده "هتبسطيني ازاي بقا؟!" رفع احدى حاجباه متسائلاً لتجذب هي تلك المنشفة التي حاوط أسفل خصره بها وألقتها أرضاً "لا.. ده أنا اللي معلمني مسابش حاجة إلا وقالي عليها" "وده مين ده إن شاء الله؟" ابتسم لها غامزاً لتقابله بإبتسامة هي الأخرى "جوزي.. حبيبي.. سليم" همست وهي تقبله بعنقه ليوصد عيناه بإبتسامة واستمتاع تاركاً لها زمام الأمور بأكملها ولا يُصدق أن طفلته الآن أصبحت إمرأة تذيب عقله وتتحكم في مشاعره ببراعة شديدة دون هوادة ولا رحمة! "آه" غادرت تلك الآنة شفتاه وهو يرتجف داخلها بينما حاوطت هي عنقه بشدة وأرتجفت بنفس الوقت وهي تعتصر خصره بين ساقيها بقوة ولم تعد تستطيع السيطرة على أنفاسها اللاهثة عندما آتيا شهوتهما سوياً ثم خارت قواها بأكملها ليحتضنها هو في عشق شديد بين ذراعيه "ده أنا طلعت مدرس شاطر أوي" همس بالقرب من أذنها لتبتسم هي "أحلى حاجة عملتها بجد إنك كتبت الكتاب بدري.. خلتني أ**ب خبرة بردو!!" "يا بت اتلمي.. يخربيتك" لهثا سوياً وهما يضحكا بخفوت "ده أنا ياما شوفت بلاوي في ألمانيا.. كنت محتاجة اللي يوجهني بس.. حوشت كل ده للراجل اللي هاحبه وفجرت كل الكبت بقا.. ولسه هافجر" أخبرته بينما أراح جسدها على السرير ثم جعلها تتوسد ص*ره وذراعه يحاوط جسدها "وأتوجهتي ياختي؟!" رمقها بنظرة جانبية وهو ينظر للأسفل "أوي أوي.. أتعلمت على ايد مدرس شاطر اوي" ابتسمت وهي تقبل ص*ره ثم حاولت النهوض "إيه رايحة فين؟!" سألها في تعجب "بصراحة عطشانة اوي.. هاجيب مياة" "خليكي يا حبيبتي وأنا هاجيبلك" ابتسم لها ثم قبل جبينها ونهض هو لتنظر لجسده العاري وهي تتفحصه ملتهمة شفتيها في شبق للمزيد منه بينما غاب هو عن عينيها ليحضر لها المياة وبعد أن أمسك بالزجاجة أستمع لهاتفه يص*ر احدى الإشعارات ولقد نساه تماماً فظن أن ربما هذا والده فتوجه ليتفقد الهاتف لتمتعض ملامحه وعقد حاجباه في غضب مما قرأ "مبروك عليك خطيبتي يا ابن بدر الدين.. معلش ما كنتش فاضي أحضر فرحكم.. بس أوعدك لازم آجي أبارك لبنت عمي وخطيبتي بنفسي قريب!!" ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ #يُتبع . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD