نبدأ قصتنا ب شخص مجهول مش باين وشه .. و مش باين منه غير ايديه .. قاعد على مكتب و قصاده لوحة شطرنج و بعد تفكير ملحوظ بيبتدي يحرك قطع الشطرنج ب هدوء جدا .. لكن الغريب أنه كان بيلعب لوحده لأنه هو الوحيد اللي كان ظاهر في الكادر و هو اللي بيحرك كل قطع الشطرنج الجيش الابيض و الجيش الاسود .. و في اتجاه تاني كان فيه سيدة اسمها "نادين" و عمرها بيتراوح بين التلاتين سنة أو اكتر شعرها اسود ناعم و نازل على كتافها و لابسة نضارة نظر ولابسة بيچامة نوم ستان .. قاعدة في شقتها في اوضة مكتبها و معاها واحدة صاحبتها اسمها "ريم" و قدامها اللاب توب بتاعها و فاتحة جوجل و كانت مصخرة تركيزها كله للي بتعمله و اللي هو بيكون بحث عن الدكتور الجامعي "نضال مديح" عشان يظهر لها ملخص و نبذة مختصرة عن حياته العلمية و العملية و شوية تفاصيل عن نشئته .. و كان مكتوب "
الاسم : نضال مديح
من مواليد باريس عام "1974"
بيحمل الج*سيتين "الج*سية الفرنسية .. و ج*سية اخرى عربية"
بيتقن التحدث ب ثلاث لغات مختلفة "العربية و الفرنسية و الإنجليزية"
ف هو حاصل على الدكتوراه و الماچيستر و ايضا بروفيسور في القانون الجنائي و الجزائي ب جامعة اجنبية عريقة و تعتبر فرع من فروع الجامعة الأم ب فرنسا ، باريس و اللي تم استكمال دراسته حتى تخرجه منها البروفيسور "نضال مديح" في عام 1996 ب تقدير و درجة أستاذ و من خلال ذلك قدم رسالة الدكتوراه فيه عن دراسة مفصلة و تحليلية عن أسباب الجريمة و علاج السلوك الإجرامي .. الدكتور البروفيسور "نضال مديح" حاصل على شهادة PHD و ب المصطلح العلمي العربي تسمى شهادة "دكتوراه في الفلسفة" في المفهوم القانوني و الاجتماعي للجرائم الاقتصادية .. و دكتوراه في الفلسفة ب قوانين و نظم الطوارئ ل حقوق الإنسان و حرياته بمقتضى المواثيق الدولية .. و ايضا يكون صديق ل جامعة عالمية أخرى بعد أن قدم لها نظريته ب سياسة إدارة العدالة الجنائية و ارتباطها ب تكامل جهود الأجهزة الأمنية المعنية ب مكافحة الجريمة".
و كان ملخص مسيرته العلمية ماليان تفاصيل كتير جدا كلها حاجات يتمنى اي طالب او دكتور او عميد أو اي بني ادم في اي منصب ايا كان هو ايه أنه يمتلكها .. مسيرة أقل ما يقال عنها انها مشرفة .. و مسيرته دي كانت سبب كافي أنها تخليه عنده القدرة على انه يشارك في مجموعة كبيرة جدا من الجرايم اللي بتحصل في بلده او برة بلده و دايما كان بيقدر يتوصل لحل لغزها ب كل بساطة ب التعاون مع النيابة العامة الخاصة ب البلد اللي عايش فيها .. و كافئته العالية في اكتشاف كل الغاز الجرايم دي كانت كفيلة أنها تخلي مكتب المباحث الجنائية يعتمد عليه كا خبير جنائي خاص للقضايا الغامضة و المستعصية .. و من القضايا اللي شارك في حلها .. كانت جريمة عشوائية و كانت السبب في القضاء على حياة اكتر من شخص في فترة زمنية قصيرة و بعد التحقيق العميق اكتشف مكتب المباحث الجنائية وجود عامل مشترك في كل الضحايا اللي راحوا اثر الجريمة دي .. و العامل ده كان تشخيص طبي موحد ل كل حالات الوفاة دي و اللي هو كان عبارة عن قصور في عضلة القلب و كان بيحصل بسبب نوعية عقار طبي واحد و من نفس الشركة و المصنع اللي بيصنع ال*قار ده بالذات .. لكن بعد تحقيقات قدرت إدارة الشركة و المصنع دول نفي وجود اي خلل في المواد اللي بيتم استخدامها ل تصنيع المنتج الطبي ده و اثبتت براءتها و ب كده تبقى القضية اتعقدت .. و ده كان سبب في أن النيابة العامة تستعين ب الدكتور البروفيسور "نضال مديح" كا مستشار سري .. و فعلا بعد ما أتطلع نضال على ورق القضية و كل ملابساتها .. اكتشف تفصيلة صغيرة و بسيطة جدا قدر يكشف و يوقع بيها الجاني من خلالها .. و بشكل مفصل شرح نضال وجهة نظره ب الجريمة و القضية .. و استدعت النيابة الشخص المشتبه فيه و اللي كان زوج ل أحد الضحايا اللي اتسمموا ب جرعة من نفس نوع الدوا .. و طبعا بعد القبض على المتهم و التحقيق معاه أعترف أن هو اللي كان بيحط عينات من المادة المسممة من نفس الدوا اللي مراته بتاخده في كذا صيدلية عشان يكون فيه حالات وفاة و ضحايا كتير بسبب نوعية الدوا نفسه عشان يغطي على جريمته بعد ما سمم مراته ب نفس المادة و محدش يقدر يكشفه .. و طبعا الفضل كان بيرجع بعد ربنا للبروفيسور نضال في حل لغز القضية اللي انتبه ل تاريخ انتاج علب الأدوية اللي كانت عند كل الضحايا و اللي كانوا بيستخدموها و بدأ يقارنهم ببعض و اكتشف أن كل العلب نفس تاريخ الانتاج ما عدا علبة واحدة كان تاريخها اقدم و دي اللي كانت دليل إدانة المجرم .. و من بين القضايا كان فيه قضية انتحار ل بنت من على سطح عمارة في ظروف غامضة .. و كالعادة بعد تحريات النيابة مقدروش يتأكدوا إذا كانت دي حالة انتحار ولا جريمة قتل ف قرروا يستدعوا نضال .. و بما أنه بيعشق التحقيقات و بيكرس كل ذرة فيه و في وقته و حياته للتحقيق في أي قضية بيخوضها ب حكم أنه عاذب و معندوش لا زوجة ولا اولاد ولا حتى عنده أهل عايش معاهم عشان يديهم وقته و ده طبعا ب جانب حبه و شغفه لمجال الجرائم و التحقيق فيها و حبه للقصص البوليسية و عالم الغموض و الاثاره اللي مكانش بيخليه يتردد للحظة في مساعدة الجهات الحكومية ب خبرته الواسعة في عالم الجريمة و التحقيق من خلال علمه و دراسته .. ف كان ده بيسهل عليه كتير .. و فعلا وصل للحقيقة و اتأكدتله شكوكه ب أن دي جريمة قتل بعد التحقيق مع كل سكان العمارة و الجيران المجاورة ليهم و اكتشف أن القاتل هو ابن البواب اللي كان عايز يعتدي عليها و بمجرد ما لفت ضهرها و شافته واقف قدامها بالظبط و شافت نظراته ليها كانت هتطلع تجري و خاف تفضحه في قرر أنه يتخلص منها و حدفها ب منتهى الهدوء و ده اللي مكانش مبين اي اثار عنف على جسم المجني عليها أثناء تشريح الجثة و بعد ما حدفها جاب ماية غرق بيها ارض السطح من غير ما حد يشوفه عشان آثار رجليه تختفي
و في مكان تاني كان في راجل عمره يتراوح بين ال 40 سنة و اكتر .. لابس بدلة و نضارة نظر و ماسك كتاب علمي بيقراه ب تركيز و ابتسامة هادية على وشه و هو قاعد في عربيته و كان قاعد قدامه السواق الخاص ب العربية و كان مركز في الطريق .. هو وسيم جدا و هالة الهيبة و الوقار متملكاه و واضحة على شخصيته اوي .. في نفس اللحظة اللي "رانيا" قفلت فيها اللاب توب و هي بتسأل صحبتها ب تذمر ..
نادين : ها ! ايه رأيك في اللي سمعتيه
ريم : ده عرفتيه منين ولا وصلتيله ازاي ؟
نادين : كنت بعمل بحث عن الظابط كريم اللي ماسك القضية و ده ظهر اسمه قدامي في اكتر من قضية كان هو مفتاح حلها .. حبيت اشوف مين ده اللي رقبتي و حياتي كلها متعلقة بيه هو .. كل ما افتح موقع عشان اعمل سيرش عن اي ظابط مباحث مسؤول عن القضية بلاقي نضال مديح قدامي و بلاقي موسوعة من بطولاته في انه يوصل ل اي متهم قام ب جريمة ب*عة و أي قضية صعبة و كلها لغبطة بيستعينوا بيه هو و فعلا بيوصلهم ب الجاني .. مش فاهمة اومال الحكومة بتعمل ايه لما يجيبوا واحد من برة يحللهم كل القضايا دي و يوصلهم للمتهمين .. على كده بقى مبيشتغلوش
ريم : قصدك بيمسك كل القضايا الكبيرة اللي مالناش احنا علاقة بيها
نادين : قصدك ايه يعني ؟
ريم : قصدي أن التدوير ورا اللي اسمه نضال ده مالوش داعي خليكي في كريم اللي ماسكلك القضية و خلاص
نادين : يعني ايه برضه
ريم : يعني البروفيسور ده مش هيفيدك في حاجة .. سيبي الحكومة تشوف شغلها و اكيد هيوصلوا ل حاجة و هيبلغوكي ب ده اول ما يوصلوا و اكيد هما شايفين وجود الراجل ده هيفيدهم ب دليل أنه راجل ناجح جدا و ساعدهم كتير حسب ما انا سمعت و حسب انتي ما قريتي ب نفسك
نادين ب انفعال : ريم انا جوزي بقاله يومين مختفي .. معرفش عنه اي حاجة .. تليفونه مقفول مش عند اي حد من صحابه ولا أهله ولا قرايبه دورت عليه في البلد كلها مالوش اثر .. حتى المستشفيات و الاقسام مسيبتهاش .. لحد امتى عايزاني افضل قاعدة حاطة ايدي على خدي و بندب زي اللي مش عارفة تعمل حاجة و افضل مستنية تحقيق و نيابة و روتين بايخ و كلام فارغ من اللي احنا ماشيين فيه .. لأ و كمان في الاخر يمسكوا القضية للأستاذ اللي اسمه نضال ده لمجرد إنجازاته اللي انا معرفتش عنها حاجة غير لما بدأت ادور وراه .. من بعد يومين بس يأسوا و جابوا واحد معرفش جايبينه منين عشان هما زهقوا و معندهمش بال ولا وقت يقعدوا يفكروا و يدورولي على جوزي .. انتي عارفه انا لما اتصلت ب اللي اسمه نضال ده رد عليا ازاي ! طب عارفه كان فين اصلا ! كان قاعد في بيته و بيرد عليا ب منتهى البرود .. انا جوزي مش لاقياه و قالبه عليه الدنيا و المفروض أن أنا والحكومة معتمدين على شخص زي ده أنه يرجعلي جوزي أو يوصلني ب مكانه و هو اصلا قاعد مريح في بيته ولا على باله حاجة
ريم : نادين اهدي شوية حبيبتي .. ده شغلهم و هما ادرى ب اللي بيعملوه .. لغاية دلوقتي انا معرفش حاجة عن الدكتور ده غير أنه حد شاطر جدا في شغله و في قصىة التحقيقات دي و هما لو مش شايفين و واثقين من ده مكنوش استدعوه .. يمكن ده اللي يوصلنا ب "عمرو" اسرع من الحكومة نفسها ..
نادين : صح عندك حق .. أوصل بس ل جوزي و انا هتصرف بعد كده لأن انا مش حقي اعرف كل حاجة
ريم : كل حاجة زي ايه ؟
نادين : فيه حاجة انا مش عارفها .. فيه سر ورا اختفاء عمرو المفاجئ ده و انا هعرفه .. بس الاقيه الاول
حوار نادين و ريم خلص لحد كده .. نروح بقى ل مكان تاني ..
في مكان كده زي الحدائق الخاصة اللي بتدخلها ب فلوس كانت الدنيا ليل و ضلمة و تعتبر حتة مقطوعة مفيش بني ادم ماشي فيها .. كان فيه راجل ماسك مكنسة و بيكنس نجيلة الجنينة و با لتحديد كان واقف قصاد كرسي خشب طويل من اللي بيكونوا موجودين في اي منتزه أو شوارع عمومية زي اللي بيكونوا في محطات الاتوبيس كده .. وقف الراجل ده قصاد الكرسي و بدأ يتكلم .. يابنتي قومي روحي نامي في بيتكوا ولا في اي مكان تاني .. م***ع النوم هنا .. و سابها و مشي .. عشان تقوم و تقعد و تظهر بنت صغيرة و جميلة و على وشها البراءة لكن كانت بتبص حواليها و باين على ملامحها الزعل و الخوف .. قامت و بدأت تمشي ب خطوات بطيئة و هي حاضنة نفسها و بتدفيها ب ايديها من البرد .. بقت ماشية ماشية لغاية ما وصلت ل باب الجنينة دي و كان باب حديد .. فتحته و هي بتبص على الطريق و العربيات و بعدين خرجت منه و طلعت تجري و مش عارفه هي رايحة على فين ..
الدكتور نضال كان قاعد في مكان زي البار أو كافيه غربي كده و كان شغال فيه موسيقى هادية و فاضي مفيهوش حد غيره و كان بيتكلم مع الراجل اللي بيشتغل في المكان ده و هو راجل كبير في السن لكن باين عليه مصاحب نضال و اسمه "ذكي" .. و اللي كان نضال قاعد قدامه على البار و هو بيعمله شاي و بيقوله ..
نضال : انت عارف ان انا ماليش في السواقة خالص و خصوصا أن البلد هنا زحمة جدا و انا مبقدرش اركز مع كل الدوشة اللي بتكون في الزحمة و في إشارات المرور دي .. انا واحد متعود طول الطريق اني يا بكون بقرا كتاب يا بلعب لعبة بحبها يا بكلم حد من اصدقائي او طلابي .. اي حاجة بتقصر عليا الطريق .. و بصراحة الوقت اللي انا فيه حاليا ده وقت عصيب جدا يعني مش بتاع اني اركب تا**ي أو أي نوع من أنواع المواصلات .. لازم اشوف حد بديل في اسرع وقت
ذكي : كان فيه شاب بييجي هنا كتير و كان بيسهر لكن بقاله يومين مبيجيش يارب ما يكون لاقى شغل بس .. هو كذا مرة يسألني على حد محتاج سواق و عرفت منه أنه بيسأل على الشغل ده ليه هو
نضال : ياااريت .. لو معاك رقمه هاته
ذكي : لا والله مش معايا بس ممكن اجيبه من اي حد من الشلة اللي كان بيسهر معاها .. دول بييجوا كل يوم
نضال : تمام هستنى منك تليفون بكرة لو انا معرفتش اجي
ذكي : إن شاء الله .. انا بس عايز أسألك سؤال
نضال : اتفضل يا عم ذكي
ذكي : هو ابو كمال عمل حاجة .. أو فيه سبب يعني عشان ميكملش مع حضرتك
نضال : لا خالص هو بس ابنه وضعه المادي اتحسن و بعتله يروح يعيش معاه في البلد اللي هو فيها .. و بيني و بينك هو برضه كبر و تعب و مبقاش حمل الشغل
ذكي : راجل يستاهل كل خير والله ربنا يديله الصحة و يحميله ابنه .. والله مهما تدور مش هتلاقي حد في أمانته و أخلاقه .. ربنا يعوض عليه
نضال : طبعا يا عم ذكي و انت هتقولي ابو كمان ده عشرة عمر .. ربنا يخليه ل ابنه يارب .. و كده كده انا متفق معاه أنه لو مرتحش في السفر يرجع و هيلاقي مكانه موجود
ذكي : ربنا يجازيك كل خير و هو برضه مكنش بيحبك من شوية
نضال ب ابتسامة : ياللا انا هقوم اروح بقى
ذكي : لسه بدري يا بروفيسور
نضال ب هزار : بدري من عمرك يا راجل يا عجوز .. لازم اصحى بدري بكرة عشان ورايا حاجات كتير جدا و كمان متنساش اني بقيت لوحدي من غير عربية و انت فاهم بقى أزمة المواصلات .. ياللا انا همشي .. تصبح على خير
ذكي : و انت من اهله
و اخد نضال كلبه و مشي .. و في مشهد سريع للبنت اللي كانت نائمة في الجنينة .. و هي مازالت بتجري لغاية ما تعبت من الجري و حست ب جوع و بتبص جنبها عشان تلاقي ماركت كبير قافل و كل بيبانه ازاز .. مسكت طوبة من الأرض و راحت وقفت قصاد الباب بالظبط و فضلت باصة شوية الباب و بعدين للطوبة اللي في ايديها و هي مترددة لكن الجوع اللي حاسه بيه كان مسيطر عليها و فجأة حدفت الطوبة على الباب الازاز و يت**ر كله ب صوت عالي جدا .. لكن ايه اللي حصل بعد كده ده اللي هنعرفه قدام شوية ..
و في مدخل فندق راقي .. وقفت عربية ملاكي مرسيدس .. نزلت منها "نادين" و كان باين على شكلها الزعل من الوضع اللي هي فيه و ملامح وشها بهتانة و دبلانة .. و دخلت على طول عشان تقابل قدامها الظابط كريم اللي اول ما شافها قا**ها ب ابتسامة خفيفة و قالها ..
كريم : صباح الخير يا مدام نادين .. انا اسف جدا انا ازعجتك بدري اوي كده
نادين : وصلتوا ل حاجة ؟ لاقيتوا عمرو ؟ عرفتوا مكانه ؟؟
كريم : اهدي شوية بس .. الحكاية كلها أننا محتاجين حضرتك في التحقيق عشان تجاوبي على كام سؤال كده
نادين ب قلق : ده معناه أن فيه حاجة حصلت !! عمرو جراله حاجة ؟!
كريم : حضرتك جيتي الفندق ده قبل كده ؟
نادين بتبص حواليها ب استغراب عشان تلاقي مدير واقف بيرمي فوطة في وش العاملة اللي بتنضف الاوض عشان ترجع تبص ل كريم تاني ب نظرة عدم فهم ل سؤاله و هي بتقوله
نادين : و هو فيه حد في البلد دي ميعرفش الفندق ده يا حضرة الظابط ؟!
كريم : مدام نادين .. ياريت تركزي معايا كويس اوي و تسمعيني .. انا بقصد ان حضرتك يعني مكنتيش بتيجي هنا ب استمرار و بتقعدي فيه كا نازلية مثلا انتي و استاذ عمرو ؟
نادين : و ايه اللي هيخلينا نقعد في فنادق و بيتنا موجود هنا .. هو عمرو فعلا كان معظم شغله و وقته بيسافر كتير و بينزل في فنادق كتير لكن .. و بعدين سكتت للحظة و كملت كلامها و كأنها افتكرت حاجة و قالت .. عمرو يوم اختفائه كان قايل لي أنه هيتعشى مع عميل في فندق تقريبا لكن مكنش قايل لي انهي فندق بالظبط .. حضرتك عايز تقولي حاجة ؟!!
كريم : مدام نادين .. لازم تهدي اعصابك شوية عشان نعرف نتكلم
نادين عينيها بدأت تدمع : لا معلش يا كريم باشا .. يعني انا واحدة جوزها مختفي و متعرفش ايه اللي جراله و حضرتك متصل بيا من الصبح بدري و جايبني المكان ده على ملا وشي .. عشان تسألني عن الفندق و اذا كنت بنزل فيه انا و جوزي ولا لأ و تقولي هدي اعصابك .. ده اللي هو ازاي يعني !! لو سمحت لو فيه اي حاجة تعرفها ياريت تقولهالي انا بموت و محدش حاسس بيا
كريم ب توتر و تردد ملحوظ : بصراحة أنا مش عارف المفروض أبدأ ازاي و منين بس ... و بصلها و هو مش قادر يقول اي حاجة .. عشان هي تبصله و دموعها نازلة و من غير ما تتكلم و كأنها بتقوله انا فهمت اللي انت عايز تقوله لكن بتكدب نفسها ..
طلعوا سوا في الاسانسير عند الغرف .. و كان كريم بيتكلم معاها
كريم : بعد ما اتطلعنا على ملفات الإدارة اللي في الفندق عرفنا أن جوز حضرتك كان متعود ينزل هنا على الأقل مرة كل شهر
نادين متفاجئة : غريبة عمره ما جابلي سيرة عن حاجة زي دي .. عمره ما جابلي سيرة الفندق ده اساسا .. اصلا هو مكانش متعود يبات برة البيت غير في حالة سفره بس
كريم : ولا كان بيبات هنا .. اللي عرفته انه كان بييجي هنا لمدة تلت ساعات بالنهار بس و بيمشي على طول .. بس اللي لفت انتباهي أنه في كل مرة كان بي**م أنه ينزل في نفس السويت و مكانش بيقبل أنه ينزل في اي سويت غيره
نادين : و لو السويت محجوز كان بيعمل ايه ؟ متقوليش كان بيخرج النزيل منها بالعافية !
كريم : لا مش للدرجة دي .. لكن حتى النقطة دي كمان كان عامل حسابها و كان مأجر السويت ل مدة سنة كاملة
و وصلوا قدام سويت مكتوب عليه رقم "2205" و دخلوه هما الاتنين و تبدأ نادين تلف و تدخل و تشوف كل ركن فيه و كان موجود معاهم المسؤولين عن رفع الب**ات و اللي بياخد صور للموقع و عسكري واقف على الباب من بره و كان كريم واقف يتكلم مع حد منهم و بيأكد عليه أنه يستعجل لأن دي قضية مهمة .. و خرجت نادين عشان تشوفهم و بدأت تفتح الإدراج و اي حاجة مقفولة قدامها عشان تدور فيهم .. لكن كريم بيقاطع فضولها و يقولها ..
كريم : متتعبيش نفسك مالوش اي متعلقات شخصية هنا
نادين : انا مبدورش على متعلقاته هو ..
كريم ب ضحكة بسيطة : بلاش تفكيرك يروح ل بعيد .. الحكاية مش حكاية ستات خالص اتطمني
نادين بتبصله ب نظرة مليانة غضب و أسئلة كتير : اومال ايه ؟
كريم : جوزك كان بييجي هنا لوحده و مكانش بيقابل حد جوا الفندق .. بعد ما راجعنا كاميرات المراقبة اتأكدنا من الموضوع ده و اكتشفنا الثغرة اللي غيرت كل مسار التحقيق تماما .. جوزك يا مدام دخل الفندق هنا يوم الخميس الساعة تلاتة بعد الضهر و من ساعتها مخرجش منه
نادين بعدم فهم : ازاي ؟
كريم : بعد ما دخل ب ساعة .. يعني الساعة أربعة طلب فنجان قهوة على السويت و فعلا الروم سيرڤيس بلغونا أنهم طلعولوا فنجان القهوة الساعة أربعة و ربع و استلمه ب ايديه و عطاهم تبس كمان .. و من وقتها جوزك مطلعش من هنا
نادين ب خوف و لجلجة في الكلام : معنى كلامك ده ايه ؟! ازاي يعني مطلعش ؟؟ ازاااي ! الأرض اتشقت و بلعته و لا جوزي ساحر و يعرف يخفي نفسه عن عيون الناس
كريم : احنا لسه منعرفش إذا كان جوزك اختفى فعلا أو لا سمح الله .... انا اسف اني بقولك حاجة زي دي بس لغاية دلوقتي الأدلة اللي وصلنالها متطمنش .. ف احنا غالبا قدامنا جريمة قتل
نادين سمعت الكلام اللي مجدي قاله و توازنها اختل و مش قادرة تستوعب اي حاجة بتسمعها أو بتشوفها و بدأت تعيط ب هدوء و كأن صوتها اختفى زي جوزها بالظبط .. عشان مجدي يمشي في اتجاه المسؤوليين عن رفع البصامات و هما قاعدين على الأرض و بيفحصوا كل حاجة و يقعد شريف جنبهم و يبص على السجادة عشان يشوف تلت بقع دم ..
عند نضال في بيت كبير و شيك جدا و خصوصا في اوضته اللي بتطل على السما و البحر على طول في منظر قمة في الروعة و هدوء الاعصاب .. الساعة سابعة و نص الصبح كان المنبه بتاعه بيرن .. و صوت الدادة المسؤولة عن البيت "ام مجدي" بينادي عليه من برة و هي بتقوله
ام مجدي : ياللا يابني اصحى انا جهزت الفطار
قام نضال دخل حمام اوضته و وقف قدام المرايا و بدأ يحلق دقنه و بعد ما اخد دش و قف لبس هدومه و جهز نفسه و وقف بص في المرايا ب ثقة و لبس نضارة النظر بتاعته و بعدين قلعها تاني و اخد چاكيت البادلة في أيديه و خرج من الاوضة و كانت أناقته و جماله ملفتين جدا للانتباه .. و اول ما خرج شاف ام مجدي بتحط الفطار على السفرة اللي في المطبخ و بتتكلم ب صوت عالي على أساس أن نضال لسه في اوضته
ام مجدي : ياللا يا بروفيسور .. هتتأخر على اجتماعك
نضال : و انا مش امتى اتأخرت يا ام مجدي .. طول عمري مواعيدي مظبوطة ب الثانية و لا انتي ايه رأيك
ام مجدي ب خضة : معلش يا دكتور محستش بيك .. عمرك ما اتأخرت ده انت مواعيد يتظبط عليها الساعة كمان
نضال بيقعد على السفرة و بيبدأ اكل : طيب شوفتي بقى .. و بعدين حتى لو اتأخرت مش هتيجي من مرة يعني .. مش من حقي اتدلع ولا ايه
ام مجدي : تتأخر و تدلع زي ما انت عايز كمان و لو مش عايز تنزل خالص يبقى بلاش .. انا بس سمعتك ب الصدفة امبارح و انت بتتكلم في التليفون و بتتفق مع حد على اجتماع النهارده ف قولت استعجلك كده عشان متتأخرش اكيد حاجة مهمة
نضال : هو فعلا مهم جدا بس أنا مش رايح الاجتماع ده دلوقتي .. انا الاول رايح الجامعة عشان عندي محاضرة .. و بعدين عندي ندوة هحضرها .. و بعد كده هروح الاجتماع .. و كمان لازم انزل دلوقتي عشان متأخرش زي ما بتقولي .. و تسلم ايد*كي على الفطار الجميل اللي زي عيونك ده يا ام مجدي
ام مجدي : تسلملي يا ضنايا .. ربنا يوفقك ينجحلك المقاصد قادر يا كريم و يزيدك من علمه و نوره كمان و كمان .. و وصلته ل باب الشقة و فضلت تدعيله لغاية ما نزل ..
نرجع بقى للماركت اللي البنت **رت بابه .. كان العامل بيركب باب غير و بيسأل صاحب الماركت الحاج "رفعت"
العامل : موصلتوش برضه للي عمل كده يا حاج رفعت ؟
رفعت : لا والله و كأن اللي عمل كده كان لابس طاقية الاخفى و محدش شافه .. بس اللي هيجنني أن البضاعة زي ما هي مفيش منها حاجة ناقصة .. حتى الفلوس اللي كانت في الدرج منقصتش جنيه .. مش فاهم لو ده حرامي اللي عمل كده ف هو استفاد ايه !!
العامل : طالما بتقول كل حاجة زي ما هي يبقى ممكن عيال كانت بتلعب كورة أو بيحدفوا بعض ب طوب و جه في الازاز **ره .. انت عارف يا حاج العيال دلوقتي بقى عاملين ازاي .. ولا العفاريت
رفعت : على قولك والله يا "سيد" ياللا ربنا يسامح اللي كان السبب
طبعا كلنا هنستغرب .. أومال **رت الازاز ليه و راحت فين ؟!
هي **رت الازاز عشان تدخل الماركت تنام فيه لغاية الصبح عشان خافت من الشارع و أن حد ممكن يخ*فها أو يعمل فيها حاجة .. و أثناء كلام الحاج رفعت مع سيد كانت هي قاعدة في المخزن جوا مستخبية و ضمة رجليها على ص*رها و حضناها و خايفة حد يشوفها و بتعيط ..