الحلقة الرابعة و أتى سعد

1114 Words
أصبح الصباح و أثناء ذهاب سعيد الى عمله و بعد أن وصل أولاده إلى المدرسة قرر أن يتصل بأخيه سعد الذي يقطن بالإسكندرية حيث طلب نقله للعمل بفرع الشركة التي يعمل بها كمحاسب بالإسكندرية كي يترك القاهرة تماما بعد صدمته لرفض أمه أن يتزوج من الفتاة الوحيدة التي أحبها و امتثل أيضا والده لرغبة أمه شعر بالظلم و القهر و خاصة بعد أن تزوجت فتاته من صديقه الذي كان يظنه اقرب أصدقائه إلى قلبه شعر بصدمة كبيرة لا يمكن تجاوزها و لكنه لم يستطع فعل أي شيء فقرر الهرب من كل هذه الحياة بسخافتها و قرر أن يذهب إلى مكان بعيد ربما يبدأ حياة جديدة بعيدا عن تسلط والدته ، هاتف سعيد أخوه سعد ليقص له ما كان بينه و بين والدهم بالأمس - ألو من معي ؟ - من معك هل حذفت رقم هاتفي و قررت أن تتبرأ مني - أه سعيد ههههه لا طبعا كيف اتبرأ منك أنت أخي الوحيد - أحقا أنا أخوك الوحيد و تحبني يا سعد ؟ - هل تتصل بي في هذه الساعة المبكرة من الصباح كي تسألني هذا السؤال ؟ - أرجوك أجبني هل لي خاطر عندك و لن ترفض لي طلب ؟ - أرجوك لا تطلب مني أن أأتي للقاهرة - حتى لو قلت لك أن أبي مريض و يشعر بدنو أجله و ربنا إذا تأخرت لن تراه - أرجوك لا داعي لهذه الطريقة - يا سعد مهما حدث فهم أبونا و أمنا لا يمكن أن ننكر هذه الحقيقة - المشكلة أنها هي الحقيقة يا أخي العزيز - يا سعد سيأتي يوما نتمنى لو ظلوا على قيد الحياة مهما فعلوا فينا و مهما كانت اخطاءهم في حقنا - ماذا تريد يا سعيد ؟ - بالتأكيد بعد ما حدث لن يتدخل أبي و أمي في حياتك مرة أخرى - و من سيسمح لهم بذلك ؟ - إذن لماذا لا تأتي لزيارتهم ؟ و لتسامحهم على ما كان و لتبدأ حياتك من جديد - كلما اتيت إلى القاهرة تذكرت ما حدث غير اني أخشى أن أقابل دينا أو رأفت في أي مكان فلن احتمل هذا الموقف - يا أخي ما حدث ليس نهاية العالم و يجب أن تبدأ حياتك من جديد لقد مرت سنوات على ما حدث - أعرف ذلك و لكن الأمر ليس سهلا كما تظن - صعب فقط لأنك تعودت أن كل أحلامك مجابة لم تعرف أن الحياة لا تعطي الأنسان كل ما يريد - يا ليتني لم احقق أي شيء غير هذا الحلم يا ليتهم حرموني من كل شيء و لم يحرموني أن أشعر برجولتي و وجودي - يا سعد هم شعروا بخطاهم فلا تظلم أنت نفسك بنفسك لو كانت نصيبك ما تزوجت غيرك - تصور أن أي شاب يخشى أن يتقدم لفتاة يخشى رفض أهلها أما أنا فقد قبلني أهلها رغم ظروفي و رغم اني كنت في بداية طريقي و لكن اهلي هم من رفضوا أن أعيش سعيدا و قد أشعروا فتاتي التي أحبها أنني لست رجلا و لا أستطيع أن اتخذ أي قرار - أما زلت تعيش في الماضي يا سعد ؟ - أنه ماضي دمر الحاضر - أن أبي يبلغك أنه يريد أن يراك يا سعد تعالى إليه و بعدها افعل ما شئت لم اطلب منك أن تقيم بالقاهرة بل أطلب منك زيارة أهلك أن أبنتي حورية و ابني ثامر يسألون عنك دائما أليس لهم حق أن يروا عمهم - عندي أعمال كثيرة صدقني لا أتهرب منك - أنا لا اطلب منك أن تأتي غدا بل سأنتظرك ليلة الخميس فلتبيت معنا و لتذهب ليلة الجمعة هل هذا يناسبك - سأأتي صباح الجمعة و اعود الى الاسكندرية في الليل - كما تحب المهم هو أن تأتي - سأأتي بأذن الله يتصل سعيد بسعد تقريبا كل اسبوعين أو ثلاثة أسابيع يطمئن على أحواله و يحاول أقناعه بزيارة والديه و الاطمئنان على صحتهم لأنهم يشتاقون إليه كثيرا و لكن سعد يصر على الحديث كل مرة عن الماضي و ما حدث و لا ينساه ابدا و لا يكف عن نبش قبر الماضي رغم مرور السنين يشعر أن كرامته و رجولته قد جرحت أكثر من جرح قلبه فالأمر لم يكن سهلا عليه نسيانه رغم مرور السنين ، بمجرد أن انتهى سعيد من عمله و عاد إلى البيت ذهب كعادته لبيت أبيه اولا و هرول إليهم مسرعا يخبرهم بزيارة سعد لهم يوم الجمعة فرحت امهم كثيرا لهذا الخبر و ابوهم أيضا و لكنه ظل يدعو لسعيد لأنه حقق لأبوه أمنيته رغم كل شيء و مرت الأيام على نفس الوتيرة يذهب سعيد الى عمله صباحا بعد أن يوصل أولاده إلى المدرسة ثم يعود إلى بيت أبيه أولا و قد سبقته زوجته و تبعها أولاده يقضون اليوم معهم و يتناولون وجبة الغداء معا ثم يصعد سعيد و زوجته و أولاده لبيتهم و بالتأكيد أذا أحتاج الأب أو الأم لأي شيء في أي وقت يتصلون بسعيد يستيقظ فورا ليأتي لهم مثلا بدواء أو ربما يطلب الطبيب مرت الأيام حتى أتى يوم الجمعة و قد نفذ سعد وعده بالزيارة ، فكر سعد قليلا و خشي أن يموت والديه أحدهما أو كلاهما و هو غضبان عليه و لم يراه الا في الكفن فيلقي عليه النظرة الأخيرة و هو جثة هامدة مجرد أن سيطرت على عقله هذه الفكرة شعر كم هي فكرة مرعبة خرج سعيد من بيته بالإسكندرية في الصباح الباكر و قد قرر أن يركب القطار ليتعلل بأن القطار له موعد محدد في المساء و يستطيع العودة في نفس اليوم دون أن يظل في القاهرة ، استيقظ سعيد من نومه هو و زوجته و أولاده و بمجرد أن استيقظوا و غسلوا وجوههم نزل الأولاد فورا لبيت جدهم و جدتهم ثم تبعهم أبوهم و أمهم أما أم سعيد لها يومان اشترت كل أصناف الطعام التي يشتهيها سعد و قد قررت اعداد وليمة ممتازة لابنها الغائب الذي قرر زيارتها أخيرا ، بمجرد أن تناولوا وجبة الأفطار هرولت ام سعيد الى المطبخ لتبدأ في إعداد الوليمة قبل أن يأتي سعد و رفضت بشدة أي مساعدة من سعاد في المطبخ و مر الوقت و نزل سعد من القطار في محطة رمسيس و ركب ميكروباص لميدان العباسية حيث يسير على قدميه بعدها لعدة أمتار بالشوارع الداخلية ليصل إلى بيت أبويه و حين نزل في ميدان العباسية وجد امرأة سمينة غير مهندمة الثياب أتت إليه قائلة - كيف حالك يا سعد ؟ نظر إليها قليلا ثم قال بدهشة - دينا ماذا جرا لك لقد تغييرتي كثيرا ؟ ! - فعلا الحمل و الولادة و الرضاعة و الفطام كل ذلك غيرني و جعلني بهذا الشكل الذي تراه - الله معكم ورعاكم - أ شكرك على أية حال هل تزوجت ؟ - لا لم أتزوج - لا يا سعد أنت مخطأ في قرارك لا احد مهما كان يستحق أن تضيع حياتك من أجله و انت وحيدا - لا أنت فهمتي الأمور بشكل خاطئ ليس هذا هو السبب و لكن فقط لم ارد أن يتدخل أبي و أمي في اختيار عروس و يفرضوها عليا فقط - في هذا أنت محق و لكن بالتأكيد هم الأن قد تغيروا بعد أن تركت لهم القاهرة و ذهبت الى الاسكندرية - معك حق هم فعلا تغيروا 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD