الفصل الأول

1288 Words
#عهدي ~~~~~~~ الفــصل الأول "قـسوة" ~~~~~~~~~~~~~~~ كـان يجـلس ذلك الطفل صاحب العشر سنوات على الأرض الصلبه في غُـرفته خلف ذلك الباب المُغلق بإحكـام بواسطته كي يحجب صوت صراخ والدته المتألم بسبب ذلك البغيض المسمى بوالده لكن هيهات ؛ فصوت شجارهم يخترق أُذنيه بقوه ليتلف أعصابه ويقوم بوضع يديه على أُذنيه بقوه شديده ويغمض عينيه لتكاد تختفي من قوة إغلاقها ويبدأ بالإهتزاز بشكل هيستري ،، إنتشله من تلك الذكـرى البغيضه صوته .... هتف "هشام" وهو ينكزه في كتفه بقوه ليعود به للواقع بعد أن رأه في عالم آخر ولا يعي لما يفعلونه :- مالك ياعم عا** روحت فين . فرك "عا**" وجهه بقوه بواسطة كفيه وأردف بتوتر قائلًا:- معاك يا هشام ،، كنتو بتقولو ايه . "هشام" بضحكه صفراء تظهر أسنانه وقال بنبره سمجه و يمد يده بـ "سجارة من الحشيش" :- خد و إدعيلي . إبتسم "عا**" بحسره و نظر ليده وأغمض عينه و أنتشل تلك البغيضه من يده ووضعها في فمه سريعًا ،، فرغم بغضه لها لكنها من تفصله عن واقعه الأليـم ،،، تن*د بألم وأخرج زفيـرًا قويًا مختلط بدخان السجائر و الدموع تلمع في عينيه . ~~~~~~~~~~~~ فـي صباح اليوم التالـي .....!!! رنَّ منـبه هاتفه في الساعه الثامنه صباحًا ،، يفتح عينيه ببطئ و ينظر لسقف غرفته بعد أن عاد من عدة ساعات قدميه لا تقويان علي حمله وسقط على فراشه غير واعٍ بالعالم حوله ،، فرك وجهه بكفيه و نهض بتكاسل عن الفراش ؛ ليسرع بمغادرة ذلك المكان البغيض ....!! ~~~~~~~~~~~~ "صبـاح الخـير" قالتها "عهد" بنبرة عادية ،،ليأتيها صوته الناعس هاتفًا :- صباح النور هتفت "عهد" و هي ترسم إبتسامة مصتنعة :- عامل ايه يا مازن ،، أنا قولت اكلمك قبل ما اروح الجامعه أجابها "مازن" بنبره حانقه :- كويس إنكمشت ملامحها تدريجيًا لفظاظته المعهوده كُل صبـاح و تهتف :- طيب هاسيبك تكمل ن....... نظرت لهاتفها بحزن وهي تتأكد من أنه أغلق الخط قبل أن تكمل كلامها ليكمل هو نومه ،، تن*دت "عهد" بعمق لتحاول إخراج تلك الطاقه السلبيه التي تأخذها منه كُل صباح ،، و تكمل سيرها حتى جامعتها "التجـاره"....... ~~~~~~~~~~~~ جـالس كعادتـه في كـُل صبـاح خارج المدرج ليحظى بالنظر إليـها و هي تدلف من البوابه ،، يذهب مبكرًا فقط ليُمني نفسه برؤية إبتسامتها التي تجعل قلبه كالطبول ،، يُدوام فقط ليراها كُل يوم يُسعد قلبه بتلك اللحظات التي يراها فيها .. يهلع قلبه عندما تتغيب يومٍ عن محاضرتها ،، تبهت ملامحه عندما يرى عينيها متورمه من آثار البكاء ،، فهو يحفظ ملامحها عن ظهر قلب ،، تصرقاتها ،، نظراتها ،، يعلم متي تضحك من قلبها ومتى تصتنع الضحك ،، يعلم متى تكون حزينه و يعلم كيف يسعد قلبها و حتى إن لم تعلم أنه هو السبب في إسعادها ولكـن .. يكفيه فقـط رؤية بسمتها تعود لثغرها وتزين وجهها الـمُشرق .... ~~~~~~~~~~~~ تنظـر لملامحه الحزينه الباهته بشفقـه وحزن فهي تعلم ما يكنه لها من مشاعر ولكن لا تستطيع ربط حياتها بفاشل .. مدمن ،، فحتى إن شعرت بالإنجذاب إليه فهي لا تستطيع أن تهدي قلبها للشخص الخطأ فتدفع ثمن هذا الإختيار طيلة حياتها هي وأولادها ،، تجنبت النظر إليه وهي تشعر بنظراته تخترقها لتكمل سيرها بقوه إصطنعتها من أجله .....!! ~~~~~~~~~~~~ دلفت إلي مدرجها ليدلف هو خلفها ويجلس أمامها في مكان لا تستطيع هي رؤيته فيه لكنه يراها بكل وضوح ،، وضع يديه أسفل رأسه في وضعيه تشبه النوم ناظرًا إليها بعيون تلمع بالحسره و خيبة الأمل "عــودة بالزمن لشهور مضت" –يا عهد ،، إستني بس عايز اقولك حاجه . قالها وهو يسير بخطوات واسعه هتفت "عهد" بجمود مصطنع :- –عايز ايه يا عا** . تجاهل كلماتها الحاده ليقول وإبتسامه هادئه ترسم علي ملامحه الهادئه أيضًا :- أنا بحبك يا عهد . زفرت "عهد" أنفاسها بضيق قائله :- تاني يا عا** تاني ،، إنتَ مبتزهقش . قالهـا بإصرار عاشق مُتيـم :- هفضل أقولها لأخر نفس فيا و عمري ما هزهق . أخذت شهيقًا قوي وأخرجته تستعد للفتك بروحه التي عشقتها ترمي بسهام من نار تخترق قلبه لتذهقه بغير هواده أو شفقه :- أنا عمري ما هربط حياتي بحياة بني ادم مدمن وفاشل ومينفعش يكون قدوه لعياله في المستقبل ،، نظرت له لتجد الصدمه ممزوجه بالقهر تحتل فرائصه لتكمل طعن قلبه بكلماتها المسمومه ،، الحب مش كفايه يا عا** انا يوم ماهختار هختار بعقلي هختار راجل يكون أب لولاده قبل ما يكون زوج وحبيب ليا أنا مش هاتجوز مدمن عشان اجيب عيال مدمنين واقول معلش أصله بيحبني فأستحمل أجيب جيل فاسد عشان القدوه اللي أنا اختارتها لهم ،، انا مش هكون انانيه يا عا** ومش هظلم نفسي بس لو إنتَ أخر واحد في الدنيا عمري ماهختارك هتقولي الطريق اللي اختارته مش بإيد*ك هقولك مش هاتجوز إنسان ضعيف أقل ريح تنزله سابع أرض ،، يارب دي تكون أخر مره تفتح فيها الموضع دا عشان بعد كدا تصرفي مش هايعجبك . ابتعدت تاركه عبَراته أسيرة مُقلتيه ،، كلماتها شكلت قبضه قويه تعتصر عنقه ،، خناجر مسمومه تطعن قلبه ،، لكن رُغم تلك الكلمات و ما فعلته فهو حقها كيف تربط مصيرها بمصيره ،، نعم صدقت عندما قالت أن الحب لا يكفي ،،سيُثبت لها أنه يُحبها و أنه يُريدها و أنه رجل يُعتمد عليه قوي الإراده بها ،، سيُقلع عن الإدمان لأجلها ،، سيختفي لكن سيعود مُتعافي تمامًا ،، مُقبل علي الحياه كإنسان وُلد من جديد لأجلها فقط ... ~~~~~~~~~~~~~ شهران مرا و هي لم تلمحه في الجامعه الإختبارات على وشك البدء وهو مختفي ،،، تلعن نفسها .. ظنونها تفتك بها ،، كلماتها قاسيه ،، عاقبها بغيابه جعل الشك يقتلها .. و فجأه تلمع عينيها فرحًا و يدق قلبها بسعاده تبتسم ببلاهه وهي تراه يدلف للجامعه بهيئه مُختلفه عن ذي قبل ،، إبتسامته تُزين ملامحه الهادئه ،، يبدو مختفًا .. لكن سرعان ما تداركت نفسها و نظرت لذاك القيد اللامع الذي يحيط ببُنصرها اليمين ،، تم خطبتها لأخر بعد ماحدث بعدة أيام مُعتقده أن هذا هو الصواب ؛؛ كي تتخلص منه و غير ذلك فإنه شخص مُناسب ذو عمل جيد ومكانه إجتماعيه مرموقه .. إنتشلها من أفكارها صوته العذب قال "عا**" بنبرة هادئه و نظرات مُشتاقه :- ازيك يا عهد . إصطنعت الجمود و نظرت لعينيه بقوه كاذبه مُردده :- تمام يا عا** و أخذت أشيائها الموجوده علي تلك الطاوله بيدها اليمين متعمده لفت إنتباهه نحوها و نجحت في ذلك .....!! أعينيه تخونانه أم هي الحقيقه؟؟ أأصبحت لغيره!! نفذت ما قالته.. كان يظنها حزينه فقط لحالته ألمته بكلماتها لتُفيقه لكن..... خدعـته !! أمسك كفها اليمين ينظر لمحبسها بعدم تصديق وقال :- دي ايه ،، اي دي يا عهد ،، إنتِ بتضحكِ عليا هي مش حقيقه ،، إنتِ بتعملي كدا عشان توجعني زي ما بتعملي علي طول ،، دمك تقل المره دي اوي ،، أنا أستحمل منك أي حاجه إلا إني أشوف دي في إيدك و هي مش بتاعتي ،، إنتِ بتهزري مش كدا ،، أنا اتوجعت اوي يا عهد كفايه عليا وجع ياحبيبتي وقوليلي إنك بتهزري ،، أنا عملت كل حاجه عشانك يا عهد مترجعنيش لنقطة الصفر ،، متكتبيش فرمان موتي يا عهد روحي معدتش هاتستحمل وجع أكتر من كدا . أنهى كلماته بعبره هاربه من محجرها تسقط علي كفها ،، فتلك اللحظه أيضًا شعرت بروحها تُسحب متألمه لكلماته .. أغمضت عينيها بمراره قائله بنبره تكاد تُسمع :- أنا أسفه يا عا** بس دي حقيقه ،، حاول تتقبلها أغمض عينيه والألم يفتك بروحه قلبه ينزف بشده جراء قسوتها وحان دور ال*قل ليفعل الافاعيل بذلك الجريح ترك يدها بهدوء قاتل ،، عاد أدراجه يسير كالموتى ،، دموع تحجرت أبت النزول ،، قلب يصرخ من شدة الألم ،، عقل يُعاتب صاحبه قائلًا أهذه هي من فعلت لأجلها كُل شئ !! تُعاني لشهرين متواصلين ،، سجين غُرفه مظلمه ،، ألم يفتك بك في كل ساعه و كل دقيقه و ثانيه تمر وتهون علي نفسك قائلًا هي تستحق المعاناه هي وطن وعليّ أن اُعاني إن لزم الأمر حتى ألوذ بها ... أحمـق ولا أعلم إلي متى ستظل أ**ق .. وقف أمامهم بعيون مظلمه إنطفأت فيها لمعة الحب .. الأمل .. الحياه ،، هتف "مصطفي" بإبتسامه شامته لم يلحظها الأخر :- هانسهـر النهارده أردف فاقدًا للأمل ،، مُصطنع الجمود :- اهاا صفق هشام عاليًا مردفًا و على وجهها إبتسامة متشفيه :- هاتبقى سهره فل . يـُتبـع ........!!! #عهدي #عهد_و_عاصم #علا_فائق #علا_محمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD