اقتربت ميري من مقعد خشبي وجلست عليه، ثم نظرت لنام شين الذي كان يقترب نحوها بهدوء وقالت: أما زالت السيدة كانغ تراقب ما تراه أنت؟
فقال نام شين: كلا، لقد قطعت الاتصال معها منذ خروجنا بما أن المهمة قد انتهت.
اقترب منها نام شين أكثر وخلع سترته ووضعها عليها قائلاً: الطقس يزداد برودة.
نظرت له ميري بحزن وقد بدأت الدموع تجتمع في عينيها وقالت: شكراً لك على ما فعلته وما قلته أمام ذلك الشخص.
عادت ميري بنظراتها للأرض وقالت بألم: بعد حديثه معي اليوم عرفت بأنه أسوأ مما تخيلت. كم كنت غ*ية! كلما تذكرت أوقاتنا معاً كرهت نفسي والآن بت أكره نفسي أكثر. لا أصدق بأنني أحببت شخصًا كهذا في يوم من الأيام. كم كنت حمقاء!
بدأت دموع ميري تنهمر على وجنتيها واشتد نحيبها بألم وقهر، فجلس نام شين بقربها واحتضنها قائلاً: القاعدة الأولى لدي هي احتضان الشخص عندما يبكي.
فقالت ميري: منذ وفاتهما لم يعانقني أحد، كنت بحاجة لهذا العناق بشدة، أردت البكاء على كتف أحدهم بشدة.
مدت ميري ذراعيها وطوقت بهما خصر نام شين وأجهشت بالبكاء على ص*ره بينما كان هو يربت على رأسها وظهرها بلطف. مضت بضع دقائق وانتهت ميري من البكاء وهدأت، فابتعد عنها نام شين وسألها عن حالها، فقالت إنها بخير.
عاد كلاهما للسيارة وانطلقا عائدين للمحمية وعندما دخلا البيت توجهت ميري نحو غرفتها مباشرة وبدلت ثيابها والدموع على وجنتيها، ثم سمعت طرق نام شين على باب غرفتها يطلب منها الخروج لتناول الطعام، فقالت بأنها ليست جائعة وتريد النوم، فعرف من صوتها بأنها تبكي، ففتح الباب واحتضنها مجدداً، فقالت ميري باستغراب: ما الذي تفعله؟ أنا بخير ابتعد.
قال نام شين: لا يمكنني الابتعاد حتى تتوقفي عن البكاء فالقاعدة الأولى لدي تنص على احتضان الشخص الذي يبكي.
ردت ميري بشجن: يا لها من قاعدة!
قال نام شين: أعتذر إن كان الأمر يزعجك، ولكن عليَّ تنفيذها.
طوقت ميري وسطه بذراعيها وأومأت برأسها نافية قائلة: كلا، إنها تروقني. شكراً لك نام شين.
بعد قليل توقفت ميري عن البكاء، فابتعد عنها نام شين وأخبرته بأنها تود الخلود للنوم، فتمددت على السرير وقام هو بوضع الغطاء عليها وعندما هم بالابتعاد أمسكت بيده وبدا عليها التردد فيما ستقوله، فابتسم وسألها بلطف ماذا هناك، لتجيب بتلعثم وتردد: هل يمكنك البقاء بجانبي حتى أنام؟ لا أريد البقاء وحدي مع هذه الأفكار السوداء التي تدور في رأسي.
وافق نام شين وجلس على طرف السرير بجانبها ممسكاً بيدها وهو يحدق في وجهها الحزين.
كان نام شين يشعر بالفضول تجاه ذلك الرجل وما هو الماضي الذي يجمعهما ورغم ذلك لم يسألها عنه تنفيذاً لطلبها السابق.
نامت ميري وهم نام شين بتركها لينفذ ما قالته بأن يبقى بجانبها حتى تنام ولكن ما أن شعرت بيده تترك يدها ضغطت عليها بقوة مما جعله يغير رأيه ويستمر بالمكوث بجانبها.
بقي نام شين يتأملها وهي نائمة بصمت وهدوء تام ثم مد يده نحو خصلات شعرها المتناثرة ليبعدها عن وجهها بهدوء.
مضى بعض الوقت وبدا على ميري القلق والاضطراب أثناء نومها وبدأت تتعرق بشدة وتص*ر أنات وكلمات غير مفهومة ثم استيقظت فزعة.
استغرب نام شين حالتها تلك، ولكنه سرعان ما فهم بأنها رأت كابوسًا. عندما رأته ميري بجانبها سارعت بعناقه وأجهشت بالبكاء ليضمها إليه هو الآخر ويحاول تهدئتها بينما بدأت ميري تقول بصوت متألم حزين: هل سمعت ما قاله لي قبل قدومك؟ قال بأنني سأموت وحيدة وستأكل الح*****ت جثتي. كيف أمكنه قول شيء كهذا لي؟ بعد كل ما فعله بي من كذب وخداع وخيانة لا زال يحاول خداعي بل ويسخر مني أيضًا ... يصر على جرحي بكلامه ... أنا أكرهه وأكره البشر جميعًا نام شين ... أكرههم.
رد نام شين وهو لا يزال يربت على رأسها: ميري، لا يمكن لأحد أن يؤذيكِ طالما أنا بجانبك. لا تفكري بكلامه فهو كان يتعمد جرحكِ. أنت فتاة قوية وشجاعة لذا لا تدعي الهراء الذي تفوه به يؤثر عليكِ.
توقفت ميري عن البكاء وإذا به يهم بالابتعاد عنها، فتمسكت به قائلة: لا تبتعد نام شين ... من فضلك ... أنا ... أشعر بالسكينة والأمان عندما تعانقني ... أريد أن أنام بين ذراعيك كي لا أرى المزيد من الكوابيس ... هل يمكنك أن تفعل ذلك من أجلي؟
ابتسم نام شين وأجاب باقتضاب: أجل.
في صباح اليوم التالي كان نام شين يتأمل ميري وهي تنام بين ذراعيه إلى أن حان موعد استيقاظها. قرر البحث عن أهدأ الطرق لإيقاظها كي لا تفزع خاصة بعد أن رأت كابوسًا الليلة الماضية.
بدأ ينادي اسمها بهدوء ولطف، ولكنها لم تستجب فابتسم، ثم ربت على كتفها برفق وهو يكرر نداءه لها، فانزعجت ملامحها وبدا عليها التذمر، فاتسعت ابتسامته ليبدأ بتمرير أنامله على ملامح وجهها، فأشاحت بوجهها ونفخت الهواء بضيق. بدأ نام شين بالبحث عن طرق أخرى ليجد بعض الطرق الرومانسية ويقرر تجربتها معها.
اقترب منها أكثر وهمس باسمها بالقرب من أذنها وطبع قبلة صغيرة على وجنتها، ولكن دون فائدة، فلم يحدث سوى أنها رفعت يدها لتحك مكان قبلته. بدأ نام شين بطباعة قبلات متفرقة على وجهها، ففتحت ميري عينيها بصعوبة وشهقت قائلة: ما الذي تفعله؟
ابتسم نام شين قائلًا: استيقظتِ أخيرًا ... كان هذا آخر الطرق اللطيفة لإيقاظك ... كنت سأستعمل المياه الباردة إن فشلت هذه المحاولة.
ضيقت ميري عينيها قائلة: آخر الطرق اللطيفة أيها الوقح؟! ألن تتوقف عن تقليد مشاهد الأفلام والمسلسلات تلك؟
رد نام شين باستفهام: لماذا؟ إنها تجدي نفعًا ... لقد نمتِ جيدًا بعد معانقتي لكِ.
نظرت له ميري بحرج وقد تذكرت بأنها طلبت منه ذلك، ثم همهمت قائلة: أجل ... شكرًا لك ... كانت ليلة سيئة بالنسبة لي، ولكن تجاوزتها بفضلك.
ابتسم نام شين قائلًا: على الرحب والسعة ... يمكنني معانقتكِ كل ليلة.
هتفت ميري قائلة: كلا ... لا أريد.
اتسعت ابتسامته على ردة فعلها المضحكة وقال: كان مجرد اقتراح وحسب ... كانت هذه أول مرة أتأمل فيها شخصًا نائمًا بهذا القرب ... قرأت الكثير وشاهدت العديد من التسجيلات، ولكن الواقع مختلف ... النوم تجربة مثيرة للاهتمام ... كأن الإنسان ينتقل لعالم آخر وينفصل عن الواقع ورغم هذا تبقى وظائفه الحيوية تعمل ليبقى على قيد الحياة ويستجيب للمؤثرات الخارجية.
كانت ميري تحدق به وهو يقول كلماته تلك بإعجاب، ثم ابتسمت وعقبت قائلة: أنت منبهر بكل شيء يخص البشر كمخلوقات وقدرات، ولكن صدقني عندما ترى قسوتهم وما يمكنهم فعله ستغير رأيك.
رد نام شين: ليس جميع البشر سيئون ميري.
تجاهلت ميري ما قاله وأردفت قائلة: قم بإعداد القهوة والفطور ريثما أبدل ملابسي.
أومأ لها نام شين موافقًا وخرج من الغرفة.
مضت أيام وقد كان واضحاً بأنها تشعر بالسوء كلما جلست وحدها وتذكرت ما قاله لها ذلك الشخص في الحفل، فيقترب منها نام شين ويتحدث معها في مواضيع مختلفة محاولاً إبهاجها.
في يوم ما أثناء مراقبة نام شين لها ليطمئن بأنها بخير قالت فجأة: أنت لم تسألني عن ذلك الشخص حتى الآن، ألم تعد تحشر أنفك في شؤوني؟
ابتسم نام شين قائلاً: لقد طلبت مني سابقاً ألا أسألك عنه، لذا خشيت أن يزعجك سؤالي.
نظرت له ميري قائلة: ألم تسأل السيدة كانغ عن الأمر؟
أجاب نام شين: بلى، ولكنها رفضت إخباري كون الأمر يعد من خصوصياتك.
ابتسمت ميري، ثم قالت: حسناً، سأخبرك. أظن بأنه يحق لك أن تعرف بما أنك ساعدتني في تولي أمره. في الحقيقة أنا بحاجة للتحدث عن الأمر لأنتهي من هذا الأمر وأتجاوزه حتى أنسى الماضي.
بدأت ميري تسرد قصتها له التي بدأت بالتقائها بذلك الشاب المدعو يو جين أثناء دراستها في الخارج حيث أحب كل منهما الآخر وعندما عادت إلى كوريا برفقته عرفته على والديها ومكث معهم لفترة يتعلم منهما وكانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن وقع الحادث و توفي والديها ولم يكن بجانبها ليواسيها ويدعمها، بل سرق أبحاث والديها وسط انشغالها في أمور جنازتهما وابتعادها عن البيت، وتواصل مع جهات خارجية لبيع الأبحاث لهم، وبعد انتهائه من عقد صفقاته ذهب إليها وتذرع بحجج واهية يبرر بها غيابه عنها في ظروفها تلك، فغضبت منه ميري وبدأت تتشاجر معه، لكنها تجاهلت الأمر عندما اعتذر منها محاولاً التبرير ورافقها للبيت ومضت أيام و هو يمثل دور المحب والمهتم إلى أن اكتشفت ميري بأن أحداً ما عبث بمختبر والديها، وقامت بفحص أجهزة الحاسوب، وعرفت بأنه قد تم نسخ الملفات بأكملها، واتهمته بسرقتها بما أنه لا أحد يمكنه الدخول للبيت غيره، ولكنه رغم كل الأدلة التي تشير إليه أصر على الإنكار وتشاجر معها واتهمها بالجنون والاكتئاب، وبقي يتشاجر معها على أتفه الأسباب بعد أن حاولت تصديقه حتى قال بأنه يريد قطع علاقته بها عندما خرج مقال أجنبي يتحدث عن آخر الأبحاث لإحدى المؤسسات وعندما قرأته ميري عرفت بأنه بحث والديها، فتحدثت معه وسألته عنه، فادعى بأنه لا يعرف شيئاً عن الأمر، ثم قال بأنه لم يعد يحتمل شكها به و قرر الانفصال عنها ورحل عنها وتركها وحيدة في تلك المحمية دون أن ينظر وراءه.
بعد أن سمع نام شين كل هذا نظر أمامه بصمت، ثم قال: لا بد من أنك أصبت بالحزن وشعرت بالخذلان، أنا لا أعرف كيف يكون هذا الشعور، ولكنني أعلم بأنه سيء جداً. من السيء أن الإنسان لا يستطيع محو الذكريات السيئة من عقله، ولكن يمكنك محاولة تناسيها، أليس كذلك؟
ابتسمت ميري قائلة: أجل سأفعل، سأبذل جهدي لفعل لذلك.
ابتسم نام شين ثم قال: الآن فهمت لماذا تكرهين البشر ولا تثقين بهم، ولكن ... يمكنك أن تثقي بي، أليس كذلك؟
ابتسمت ميري قائلة: أظن ذلك.
مضت أيام وباتت ميري أكثر قرباً من نام شين وتشعر بالراحة أكثر بقربه إلى أن تفاجأت في أحد الأيام بسيارة أحدهم على باب المحمية يطلب الدخول وإذا به يو جين نفسه. توترت ولم تدري ماذا تفعل واستغربت سبب قدومه لها بعد كل هذا الوقت، فاقترب منها نام شين وقال: لا تقلقي، دعيه يدخل ... عليكِ مواجهته بقوة ليعلم بأنك لا تكترثين لأمره مطلقاً.
أومأت ميري برأسها موافقة وضغطت على زر فتح البوابة ودخل بسيارته، ثم قال نام شين: ما رأيك بإكمال تمثيلية الحبيبين، أنا جيد في التمثيل لذا عليك فقط مجاراتي.
ابتسمت ميري قائلة: حسناً، اتفقنا.
بعد قليل طرق يو جين الباب وفتح له نام شين، فاندهش يو جين لرؤيته في بيت ميري. رحب به نام شين ليدخل بينما تلعثم يو جين وبالكاد ألقى التحية، ثم دخل ووجد ميري تجلس على أحد المقاعد وتنظر له ببرود، ثم قالت: لم أتوقع زيارتك، ما الذي أتى بك لمنزلي يا ترى؟
ابتسم يو جين واقترب ليجلس بجانبها قائلاً: أتيت لأطمئن عليك وأيضاً لأعتذر على ما قلته لك في الحفل.
أسرع نام شين نحو ميري وجلس بجانبها قبله وأشار له بالجلوس على المقعد المجاور، فنظر له يو جين باستياء، ثم فعل ذلك وأكمل كلامه قائلاً: أعلم بأنني كنت قاسياً، ولكنها ردة فعل على ما قلته لي واتهامك لي بتلك الأمور. أنت لا تملكين دليلاً على أنني سرقت أبحاث والد*ك، فكيف يمكنك الجزم بأنني أنا من سرقها؟ ألم تفكري بأن هناك طرف آخر؟ ربما كانوا يحاولون الإيقاع بيننا ميري ... أنت تعلمين بأن والد*ك كانا مشهورين وجهات عدة كانت تحاول ضمهم لهم ليكونوا ضمن فريقهم وربما أحدهم علم بوفاتهما، فتسلل وسرق أبحاثهما.
تن*دت ميري ونظرت له ببرود وقالت: لم يعد هذا مهماً، فكل هذا بات من الماضي ولم أعد أرغب بالتفكير في الأمر لأن لا شي سيتغير.
شعر يو جين بالارتياح وابتسم قائلاً: هذا جيد، لو كان هناك وسيلة لكشف المذنب لفعلت ذلك، ولكنهم لم يتركوا أثراً لسوء الحظ.
وضع نام شين ذراعه على كتفي ميري وقال: نعلم هذا وقد تجاوزت ميري هذه الأمور وهي تفكر الآن فقط بحياتنا وبالمحمية.
ابتسم يو جين بتكلف، ثم قال: هل لي أن أعرف كيف تقابلتما ومنذ متى أنتما معاً؟
نظرت ميري لنام شين بقلق بينما ابتسم نام شين وقال: كان لديها حيوان مريض وأخذته للعيادة والتقينا هناك. لقد أعجبت بها ووقعت في حبها من النظرة الأولى، لذا تشجعت وحاولت التقرب منها، ولكنها كانت ترد على أسئلتي ببرود ونظرات غاضبة. استغربت الأمر ورغم هذا لم أستسلم، فبقيت ألاحقها وازداد غضبها وحاولت الخروج بسرعة وكادت أن تصدمها سيارة، فأسرعت وأمسكت بذراعها وجذبتها إلى ص*ري وبقينا نحدق في عيون بعضنا البعض للحظات، كما ترى أنا وسيم ولا يمكن للفتيات تجاهلي ببساطة ... آه بالتفكير في الأمر أنا أكثر وسامة منك ... على أي حال لنكمل حديثنا ... شكرتني وحاولت المغادرة، فتظاهرت بأنني آذيت قدمي عندئذ اضطرت أن تصحبني للمستشفى لفحصها، وبقيت أتظاهر بالألم لتبقى بجانبي. وبهذا تعرفنا إلى بعضنا البعض وبدأت علاقتنا تزداد قوة مع مرور الوقت وها نحن ذا.
ابتسم يو جين بتهكم وغيظ وقال: قصتكما تبدو كالمسلسلات تماماً ... يبدو بأنك رجل رومانسي.
ابتسم نام شين قائلاً: أجل أنا رومانسي جداً.
فقال يو جين بخبث: آه ... ولكن ما العمل؟! ميري ليست رومانسية على الإطلاق.
فرد نام شين قائلاً: من قال هذا؟ على الع** تماماً، ولكنها لا تحب إظهار الجانب العاطفي من شخصيتها ... إنها ترتاح معي وتشاركني في كل تفاصيل حياتها ومشاعرها ... أظن بأن الرجل الجيد هو من يستطيع إخراج أجمل ما في شريكته من مشاعر ... وأظن بأنني ماهر بما فيه الكفاية لأجعلها تظهر مشاعرها تجاهي، عدا عن أنها فتاة رائعة بكل ما للكلمة من معنى ... أنا محظوظ لوجودها في حياتي.
نظرت له ميري بصمت، فاقترب نام شين وطبع قبلة على وجنتها، فاحمرت وجنتاها وازدادت دقات قلبها عندئذ ابتسم نام شين بلطف، ثم قال: لطيفة للغاية.
بقيت ميري تحدق به للحظات، ثم ازدردت ريقها وعادت بنظرها نحو يو جين وحاولت تغيير الموضوع وسألته عما يفعله هذه الأيام، فقال بأنه يعمل في معهد للأبحاث واقترح عليها بأن تنضم له، فابتسمت ببرود متجاهلة كلامه عندها قال: من الأفضل لك استغلال علمك وخبرتك في أبحاث جديدة بدلاً من إهدارها على هذه المحمية. فكري بالأمر.
ابتسمت ميري ببرود مجيبة بأنها ستفكر في الأمر.
غادر يو جين بعد شربه لفنجان قهوة أعده له نام شين وبعد خروجه قال نام شين: هو لم يأت من أجل الاعتذار، اعتذاره كان حجة فقط.
فقالت ميري: أعلم هذا، ولكنني لست واثقة من سبب قدومه وما الذي أراد اكتشافه. دعك من هذا الآن وأخبرني كيف استطعت اختلاق هذه القصة بكل بساطة؟
ابتسم نام شين وقال ببساطة: لقد شاهدت العديد من المسلسلات.
تن*دت ميري، ثم قالت: حسناً، وماذا عن تقبيلي؟ لماذا قبلتني فالأمر لم يكن ضرورياً.
قال نام شين: حتى يشعر بأننا قريبين من بعضنا البعض، ثم لماذا يزعجك تقبيلي لك؟ ألست مجرد آلة بالنسبة لك، هل تتوترين ويحمر وجهك عادة إن قبلت آلة أو حتى دمية؟
كان محقًا في سؤاله هذا الذي جعلها تواجه الواقع ... لماذا تشعر بالخجل من اقتراب رجل آلي منها؟! ... لماذا تتوتر وتحمر خجلًا من تقبيله لها؟! توترت ميري ولم تجد إجابة مقنعة فقالت بغضب: وهل أنت دمية؟ أنت ...
نظر لها نام شين باستفهام وقال: أنا ماذا؟
قبضت ميري يدها بغضب، ثم قالت: أنت مجرد ... رجل آلي ... أ**ق.
قالت جملتها ودخلت إلى غرفتها مسرعة وهر تقول في نفسها: أجل إنه مجرد رجل آلي، فلا تدعي مشاعرك تخرج عن السيطرة يا ميري، تمالكي نفسك يا فتاة! كيف لكِ أن تشعري بالخجل من رجل آلي؟!