البارت ١٤

2036 Words
تجلس فرحة بجانب والدها حسن وهى رافعة الراس واثقة من نفسها تاركة لوالدها بداية الحديث ليقول للجميع... أحب اولا انى اعرفكم ببنتى فرحة، اللى هتمسك ادارة الشركة من النهاردة مع البشمهندس ادهم... اللى هيكون مسئول عن ادارة وتنفيذ المشروعات في الشركة فتقاطعه فرحة في الحديث وتقول،،، ربنا يخليك يابابا حضرتك الخير والبركة، وكلنا هنمشى بتوجهاتك ونصايحك ثم توجه نظرها لكل الجالسين وتقول بكل حزم وثقة.. اولا أنا عايزة اشكركم على تشرفكم الاجتماع وعايزة اوضح كدة كام نقطة، انا طبعا ملحقتش اشوف كل ملفات المشاريع اللى متعطله والمناقصات، بس احب اقول ان المرحلة الجاية هيكون في قرارات كتيرة... وتغيرات، ونقل كتير، احنا داخلين على مرحلة صعبة، وبأذن الله الشركة دى لازم تقوم وترجع زى الاول واحسن، وانا ولا بابا هنقبل باى تقصير او تهاون، فاللى يحب يستمر معنا اهلا بية... واللى هيقصر في شغلة وي**ن الامانة (توجة نظرها لعمها في نظرة كلها توعد كأن الكلام موجة له ) الباب مفتوح على مصرعية، واقسم برب العزة ما هرحمه انا معنديش تفاهم مع الخاين، والمهمل... ودلوقتى احب اسمع من كل رئيس قسم المشروعات اللى ماسكها عشان نحدد الاولويات اللى هنبدا بيها... ويستمر الاجتماع لمدة ساعات بين شد وجذب بين فرحة، و روؤساء الاقسام مرة وبينها وبين عمها مرة اخرى ولينتهى بقرار حسن مردد : - دلوقتى إحنا وصلنا للمشاريع اللى هنبدا بيه... مشروع العين السخنة، أنت اللى هتمسكة وتباشرة يا بشمهندس أدهم، وفرحة هتابع معاك، وأنتى يا فرحة هيتطلب منك أنك تتواجدى وتسافرى تتابعى المشروع على أرض الواقع هو (وينظر لملف العين السخنة) مش ناقص مراحل كتير وأنا عايزك تخلصة في المعاد المحدد يا بشمهندس وتحاول تنجز فيه، وتعوض الوقت اللى اتهدر حتى لو تزود ورديات الشغل والعمال تشتغل 24 ساعة اهم حاجة عندى ان المشروع نسلمة في معاده ويفتتحه الوزير في المعاد المحدد، احنا مش حمل دفع غرامة تأخير. ادهم ينظر له ويقول بحماس مرددا : - تمام ياعمى باذن الله هبذل كل جهدى عشان اسلمة في معادة. حسن بهدوء يرد : - ربنا معاك أنا عارف ان المرحلة الانتقالية هتكون صعبة، بس بالجهد والعمل هتعديها بفضل الله. ويكمل حديثة لاخوة ياسر قائلا : - وأنت ياياسر مناقصة الأسمنت عايزك تحط الاسعار وكل التفاصيل، عشان هندخلها وياريت متضعش مننا زى اللى فاتت اعتقد انك منستش، انا مش هسمح للاسيوطى انه ينتصر تانى عليا ..يقولها بكل حزم وتهديد وتوعد. ياسر بارتباك وتوتر يقول : - حاضر بكرة الملف هيكون جاهز على مكتبك ومعاه كل التفاصيل. حسن بنظر له ويقول بضيق : - لما نشوف ودلوقتى في حد عنده اى سؤال او استفسار عن حاجة معينة...ليرد الجميع لا يا فندم، وينهى حسن الاجتماع. وينصرف الجميع متنفسين، وحامدين الله انه انتهى، لينادى حسن ياسر ويقول له : استنى أنت، أنا عايزك ياياسر. - خير في حاجة؟ لترد فرحة عليه : -اه يا اونكل كنت عايزة أعمل اعلان عن مديرة لمكتبى. ياسر يقبض حاجبه مردد : - طب لية مامدير مكتبى موجود اطلبى منه اللى عايزاه. فرحة بحزم وحده : - لا معلش ده مدير مكتبك أنت، يعنى ببساطة انتماءة هيبقى لحضرتك أكتر منى، واى طلبات هتكون الاولوية لطلباتك تتنفذ الاول، أنا كدة هبقى مرتاحة ياريت تخلية لو سمحت يجهزه ويكتب المواصفات إنها تكون انسة، عندها خبرة في الإدارة والسكرتارية، وياريت يكون عندها كورسات فيها، وفي الكمبيوتر وعندها لغة انجليزى جيدة وينزله في جميع الجرايد الرسمية والنت. ياسر وهو يجز على اسنانة ويتطاير الشر من عينبه يقول : - حاضر يا فرحة اى طلبات تانية؟ - لا شكرا يا اونكل. حسن ينظر لها ويقول : طب مش يالا بقى يافرحة نروح، أنا تعبت يابنتى، خلاص مبقتش صغير وأنت ياادهم هتيجى معانا ونسهر شوية ونلعب شطرنج زى زمان، ولا غيرت رأيك؟ ادهم بحب يقول : - لاء طبعا ياعمى ده انا مش هسيبك ومعاك للصبح، انا ماصدقت شوفتك حسن ينظر له ويقول ببتسامه : - ماشى ياخفيف قدامى، وبعد كدة تبقى تبصلى أنا وأنت بتتكلم مش تبص في حتة تانية فهمنى ياحدق. يتحرج أدهم من ملاحظة عمه من نظراته لفرحة اللى مبتسمة وبتضحك في سرها ... ويستأذن ياسر للخروج ويخرج ويتوجه إلى مكتبة، وهو في حالة لا يرسى لها، ليدلف وراءة مدير مكتبه وذراعه الايمن في الشر، وكل صفقاتة الشمال، والليالى الحمرا فهد ويسألة مرددا : - ايه اللي حدث لكل الغضب ده يابوس ياسر يتافف بغضب مردد : - سبنى والنبى دلوقتى مش فايقلك يافهد، أنا دماغى هتنفجر. فهد متسائلا يقول : - لية بس احكيلى أنت عارف أنا عندى كل عقدة ولها حل، دا أنا حلال المشاكل ومفيش حاجة تقدر عليا. ياسر يجلس علي مقعده ثم يقول : - بنت أخويا اللى تلعطلى في المقدر، نازله أوامر وشخط وتنطر فينا، ولا كأننا عبيد عندها، وتأمرنى أنا ياسر السيوفى ولا كأنى بشتغل عندها ماشى يافرحة لما اشوف اخرتها معاكى. فهد يرد بهدوء مردد : - هو ده اللى مضايقك ومخليك مولع كدة، يا راااجل أنا قولت حصل مصيبة ياسر بغضب يقول : - بقولك بتسحب من تحت ايدى ادارة المجموعة، وتقولى مش عارف اية والنبي نقطنى من سكاتك. فهد ينظر له ويقول : - استنى بس كدة وافهمنى، هى لازم تعمل الشويتن دول عشان تبين لابوها انها بتاعت شغل ويجى منها، الغربان الجديد بيكون ليه شدة اسمع منى هى تيجى فين عندك بنت امبارح دى تفهم اية في شغل المجموعة، والحيتان اللى شغالين معاهم سيبها تلعب شوية وابوها يفرح بيها وبعدين يتفاجأ انها بلح وتغرقة اكتر من الاول. ي**ت ياسر لحديث فهد ويقتنع به ويجدة معقول فهى صحيح بنت امبارح تفهم اية في شغلنا يقول : - والله كلامك معقول برضو يافهد طب اعمل معاها أية الداهية دى؟ فهد ببتسامه خبيثه يقول : - ولا حاجة خالص أنت هدى اللعب على الاخر... ووقف شغلنا شوية عشان العين مفتحة علينا اوى اليومين دول، ولما تخف عننا نبقى تشتغل تانى، وعاملها كويس اوى وبين ليها أنك عمها اللى بيخاف عليها وعلى مصالحها، ونفذ اللى تقولك عليه بالحرف الواحد عشان تطمن من ناحيتك وسيبها ياسيدى تاخد البساط وتشبع بيه واحنا واقفين فرحانين كمان، وبنشجعها كمان لحد ما ياخدها وتغرق بيه، ويفضالنا إحنا الجو. ياسر بنظره اعجاب وانبهار يقول : -يخربيت دماغك دي، أنت داهية؛ ده ابليس يقوم ويض*بلك تعظيم سلام ياجدع هو، أنا خليتك مدير مكتبى ودراعى اليمين من شوية ويضحك بكل شر وحقد ههههه. فهد يضحك ويقول بنبره هادئه : -تلميذك ياياسر باشا احنا بتعلم منك يامعلم. ويضحكون ويخططون بكل شر، ناسين أنهم سيقفون في يوم امام رب العباد وهيجازيهم على كل جرايمهم. ويذهب حسن مع ادهم وفرحة التى اخذت معها جميع الملفات لتطلع عليهم بدقة وتمعن فيراهم ياسر فيقول : - انتوا هتروحوا ولا أية مين هيوصلكم؟ - هنروح مع ادهم، لان ملك وصلتها ومشيت عشان متسبش وفاء تروح لوحدها. ياسر يهز راسه ويقول بعد **ت قليلا : - تمام وأنا هكلملك معرض السيارات عشان نشترى سيارتين كويسين، واحدة ليك وواحدة لفرحة مش برضو بتعرفى تسوقى؟ فرحة تقول بثقه : اه طبعا بعرف. ياسر يقول لها بتمثيل الحب : - تحبى حاجة معينة؟ - لاخالص تكون حديثة وصغيرة عشان بحب العربية الصغيرة. ياسر يقترب منها ويربت علي كتفها ويقول : - خلاص ياحببتى انا بنفسي هروح المعرض واختارلك العربية، وانت ياحسن أنا عارف طلبك. - شكرا ياياسر. فرحة ببتسامه رقيقه ترد؛ - ميرسى يا اونكل *************** ونسيب بقى الشر اللى جواهم ونروح لمكان تانى وناس طيبة ومؤمنة تخاف الله وتراعاة في كل وقت. تمر الايام على أسرة محمد مختلفة عن زى قبل، فجو الحب والحنان الذى يغمرة محمد عليهم **ي المكان، ومحاولتة المستميدة في التقرب الى خالد الذى يقبل مرة ويرفض عشرة، كل هذا امام مرئ الام فقررت الذهاب الى ابنها لتتحدث معه وتقنعه لاخر مرة، محاولة انها تقربهم من بعض فتطرق باب غرفتة تستأذن للدخول وتقول بزعل : -خالد أنا ملاحظة انك خالفت وعدك معايا وانك مبتحاولش تقرب من ابوك زى شيرى لية كدة يا ابنى خالد ينظر اليها مطاطا الرأس بحزن مردد : - أنا مش قادر حاولت والله، حاولت بس لاقتها صعبة اوى اوى، إنى أنسى واتعايش، ولا كأنه كان مش موجود يااااماما ده أنا معرفتهوش اصلا انتى فاهمة يعنى اية؟ معرفش شكل أبويا لما شوفتة أول ما عرفت انه بابا لاقيت شريط عذاب السنين، والحرمان عدى قدامى، وكل ما احاول ابعدة يجى تانى وأقول حاول ياواد عشان وعدك لامك، احاول اتعامل معاه مرة كويس لاقى نفسي تقول وتفكرنى تانى باللى عمله ...عارفة ياماما لو كان بيجى كل سنة حتى أسبوع، كان ممكن وأقول أهو مرمناش وكان بيجى لكن ده كل اللى كان بيربطة بينا الفلوس اللى بيبعتها كل شهر ...أنا مش قادر اصدق انتى سامحتية كدة بكل بساطة إزاى، كان مفروض تكونى أقوى من كدة وترفضى يا أمى أنه يرجع ازاى ازاى؟ تركته ناديه يخرج ما بداخلة وهى صامتة لا تقاطعه؛ حتى تترك له الفرصة ليهدئ، ويقول كل شئ ثم تحدثت قائلة له بهدوء؛ - بصلى ياخالد كويس وحاول تفهمنى يا ابنى، أنا مش ضعيفة بالع** اللى بينى وبين أبوك مش حب، وعشرة سنين حلوة مشفتش فيها منه غير المعاملة الطيبة، والكلمة الحلوة، عمرة ما زعلنى ولا اهانى اللى بينا حاجة أكتر من كدة بكتير. خالد مقاطعها مستفهماً،،، -حاجة اية دى القوية كدة اللى تخليكى تنسي عذاب السنين غير دول؟ الام بحديه تقول : -اسمعنى ومتقاطعنيش زى ما سمعتك الحاجة دى... هى المودة والرحمه اللى ربنا حطها في قلوبنا، و الرحمه ياخالد أقوى من الحب ... فالرحمه بتجمع بين الحب، والعطف، والتسامح والود....كلنا يابنى بنقدر أننا نحب لكن قليل أوى اللى يملك الرحمه في قلبه أنت فهمتنى أنا عايزة اوصلك اية؟ وفي هذه اللحظة ينحنى خالد ليقبل يد امه في حب، وتقدير وافتخار، بهذه الأم العظيمة التى تحمل في قلبها كل هذه الرحمه، والحب، والتسامح، ويحمد ربه أنه رزقه بأم مثلها، أم تقدس حياتها الزوجية وتحب ابناءها وترعاهم بكل حب ويقول : - فهمتهك يا أمى، ووصلى اللى عايزة تقولية، يا أعظم وأحن أم شوفتها في حياتى، وربنا يجازيكى خير على صبرك، وحبك، وحنيتك اللى عمرى ما شوفتها ولا هشوفها تانى ...وكلامك على راسى من فوق وربنا يقدرنى انى اكون الابن البار لوالديه واكون متسامح زيك كدة يا امى. - يارب ياخالد ياحبيبي، أنا واثقة فيك، أنت ابنى اللى ربيته على الحب، والرحمه والخير اللى جواك هو اللى هينتصر، وكفاية علينا بقى عذاب والم تعالى تفتح صفحة جديدة في حياتنا، كلها حب وود، وتسامح وكفاية احساس ابوك بالذنب والندم، أنا خايفة عليه قلبه ميتحملش كل اللوم ده ده من يوم مارجع وهو قايد صوابعة العشرة عشانكوا، وبيحاول يقرب منك أنت بالذات يارب يهدلنا الحال. خالد ينظر لها واومأ رأسه بالموافقه مردد : - حاضر يا أمى هحاول والله بجد، ومتزعليش منى ارجوكى.. شيرى نجحت بسرعة إنها تتقبل بحكم إنها بنت، وعاطفة، البنت بتكون ارق ..لكن أنا لسة شوية، وبعد كلامك ده شجعنى أنى اقرب بصدق من بابا متقلقيش وحاول انسى الماضى بالامه. وتتركة الأم داعية له ان يحنن ربنا قلبه. وتمر الايام وخالد ينفذ ما وعد امه به ويقترب من والده شيئا فشيئا، ليكتشفوا بعض عن قرب ويحاول فتح مواضيع مشتركة بينهم، فيكتشف محمد من حواراته مع خالد اوجة التشابه بينهم في الطباع بصورة كبيرة، وانه يوجد بينهم اشياء كتيرة مشتركة فيقول له : - ياااه ياخالد للدرجة دى انت بتحب الرياضة واتخصصت فيها. خالد بنبره حب وحماس يردد : - بحبها جدا حضرتك ناسي أنك خلتنى اعشقها وأنا صغير، وكنت اشطر ولد في المدرسة ومفيش مسئلة تقف قدامى، أنت السبب في حبى ليها. محمد بحزن والم يردد : - يارتنى كنت معاك يابنى عشان اشوف شطارتك دى وكنت اذاكرلك وانقلك كل خبرتى يارتنى. خالد يربت على يده بحنان مردد : - خلاص يابابا بلاش نجيب سيرة الماضى، سيب الماضى في حالة ونرمية وندفن عليه ومتكلمش فيه تانى يابابا. محمد بنظره امل وحب يقول : - يعنى افهم من كلامك يابنى أنك خلاص اخيرا سامحتنى، وهنبدا من جديد يا بني. خالد مبتسماً ثم يرد قائلا : - ايوة يابابا سامحتك ربنا بعزتة وجلالته بيسامح العبد، مش هسامح ومين ابويا ربنا يسامحنا كلنا. ينهض محمد باسط ذراعية حتى يحتضن خالد في أول عناق يجمعهم بعد رجوعة منذ أكثر من شهر ليتوجه إليه خالد ويضمه بقوة، في مشهد تعجز الاقلام عن وصفة، واعتراف الأب بحرقة وندم عن غلطتة في حقهم، لتشاهدة الأم وشيرى التى تنادى على والدها لتلطيف الاجواء بخفتها الموعودة مردده : - ياسلام على الاحضان والغراميات ياسى بابا، كل الحضن ده لخالد، وأنا مليش نصيب حتى في حضن صغير ولا بوسة نونو. محمد يضحك ويقول مردد : - بس كدة تعالى ياستى خدى حضن وبوس زى ما أنتى عايزة، أنا مش هحرمكوا ابدا من حضنى اللى مشتاق ليكى، ومش عايز ابدا اخرجكوا منه، ويحضنهم كلهم ويحمد ربه ان جمعهم بس سنوات الحرمان والضياع وداعى ربه أن يتمم عليه نعمتة بلقاء عشقه ************** نادية تنظر لزوجها وتقول له في حب متسائله : - بقولك يامحمد أنا كان نفسي اسألك سؤال، وخايفة تفهمنى غلط وتزعل !! محمد ينظر لها بحب ويقول : - ازعل منك انتى ياينبوع الحب والتسامح، أنا عمرى مازعلت منك غير في حاجة واحدة بس، اسألى واقولى كل اللى جواكى، مش عايز ابدا نخبى اى حاجة على بعض.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD