البارت ١٣

2568 Words
وفجأه تقع ناديه فاقدة للوعي، أسرع اليها الجميع، وكانوا في حاله من الصدمه والذهول، صرخ محمد بأعلى صوته مناديا على خالد يأمرة بجلب زجاجه العطر حتى يقوم بافاقتها، بينما كانت شيري تقف متجمدة كالوح الثلج دموعها لا تتوقف، وبعد فترة فاقت ناديه وهي تتمتم باسم زوجها " محمد"، كانت في حاله لا يرثي لها، كانها جبل ضخم وعالم فجأه اوشك على الانهيار، سالت دموعها بكثرة وهي تهتف ناظره إليه بلهفه... وحب... وشوق السنين مردده : - محمد أيوة أنت محمد أنت حقيقي..... أنت قدامي مبحلمش.... أيوة أنت نفس الملامح.... نفس نظرة عينك اللي كلها حنيه، والحب بيبان فيهم، لكن برضوا الحزن لسه ماليهم، ااااه يامحمد لو تعرف أنا استنيتك قد إيه ....؟ واتعذبت في بعدك سنين طوال، بس خلاص مش مهم كل عذاب السنين راح واتنسى لما شوفتك والنظرة في عينك تسوا الدنيا وما فيها . اغلق عينيه بقوة، شعر بالحزن لسماعه حديثها الاليم، هتف والدموع تتسابق في عينيه كأنها بحور من الدموع مردد : - يااااه يا ناديه بعد كل اللي عملته ولسه قلبك مسامح، أنتي مش ممكن في حد زيك، في حد يملك قلب كبير زي دا، أنا كنت راجع وخايف ترفضيني ومترضيش ترجعيلي تاني، رجعت بندم السنين، والفرقه اللي حكمتها عليكم وعليا، ندمان وعمري ماهقدر اعوضكم عن اللي فات من عمرنا، أنا حرمت نفسي وحرمتكم من إننا نعيش حياة هادية واغمركم بحبي وحناني، حبي لعشق وخوفي من فقداني ليها خلاني زي الأعمى، ونسيت ان ربنا بيختبرني، ويشوفني هصبر ولا لأ؟ !! بس أنا كنت ضعيف، أيوة بعترف قدامكم كلكم، إني كنت ضعيف واعمى لما قررت اسيبكم ومتعظتش برسولنا الكريم سيدنا يعقوب لما ربنا حرمه من سيدنا يوسف، لكن سيدنا يعقوب صبر واستحمل حتى ابيضت عيناه، لكن أنا استسلمت لشيطان نفسي، رميت عليكم كل الذنب وهربت وادي النتيجه راجع ببكي وبندم السنين سامحوني على بعدي عنكم والتمسوا ليا العذر. رفع بصرة يرمقهم برجاء وعطف من اب ملكوم وحزين، يعتصر قلبه الآم الندم، فنظرت له ناديه بحنان، وهتفت بنبرة حنونه : - أنا مسمحاك من زمان يا محمد وطول السنين وأنا بدعي ربنا أنه ينور بصيرتك، وترجعلنا تاني، أنا صبرت واتعلمت الدرس كويس وراضيه بقضاء وحكم ربنا، وواثقه فيه اوي وحاسه أنه هايكرمني زي ما كرمني ورجعتلي، هايرجع لينا عشق مش عارفه ازاي لكن قلبي المؤمن بيقولي إني هاشوفها من تاني، صدقني ربنا كرمه كبير اوووي على عبدة الصابر الراضي بقضاءه. تن*د محمد بقوة ونظر لها بقلب حزين م**ور، ثم هتف قائلا : - ونعم بالله ربنا كبير وقادر على كل شئ، أنا خلاص فوضت أمري لله، ورضيت بما قسمه ليا وحتى لو مشفتهاش أكيد هقا**ها لما اروح للمولى . ربتت ناديه على يديه بحب مردده : - بعد الشر عليك يارب يومي يجي قبل يومك يامحمد، أنا اللي كان بيهون عليا بعادك تليفونك بتاع كل شهر، ووجودك في الدنيا أنك عايش حتى لو بعيد عني ربنا يخليك ليا وميحرمنيش من وجودك يامحمد . إلى هذا الحد وكفى، زدات الامه الضعف، احساسه بالذنب مع كل كلمه تهتف بها زوجته يتضاعف، خسر زوجته الرائعه لسنين طويله، زوجته التي تملك قلب يضخ بالحنيه والعطف، تمنى للحظات لو يعود الزمن من جديد ما كان فعل ما فعله، تمني الزمن يعود من جديد ليصلح اخطاء الماضي، ويعوض هذة الزوجه الحموله والصبورة والوفيه عن ما مضى، حاول رسم ابتسامه على شفتيه وهو يهتف بحماس قائل : - خلاص من النهاردة مفيش اي ندم وبكا من النهاردة نفسي نبدأ من جديد ونعيش اللي باقي من عمرنا مع بعض... قاطعه خالد بتهكم، وحده قائلا : - ياااه بالسهوله دي نبدأ من جديد، بالبساطه دي عايزنا ننسى اكتر من عشرين سنه عاوزنا نرميها وراة ضهرنا يااااه يا بابا مستحيل . نهض محمد من جلسته وتوجه نحوه ممسكا بكتفيه وهو يهتف بنظره رجاء وعطف مردد : - معاك حق ياخالد، أنا عارف انه هايبقى مستحيل اقدر اعوضكم بس مش صعب يابني، حاول تفتح قلبك ليا افتكرلي اي ذكرى حلوة، وأنا هابذل كل جهدي عشان اقدر اعوضكوا ولو بجزء بسيط طول ما فيا نفس. نظرت ناديه لابنها، هتفت بصرامه، وحده مردده له قائله : - خالد احنا اتفقنا على ايه؟ وأنت وعدتني ولا نسيت؟ هز رأسه بنفي وهو يهتف قائلا بحزن والم : - لا ياماما منستش وعدي. ثم نظر لوالده مستطردا بنبره حزينه : - هاحاول ، ربنا كبير وبيسامح، ويارب يقدرني إني أكون ابن بار لوالدة زي ما ربنا امرنا وزي ما امي ربتني . اتسعت ابتسامه محمد ثم هتف بفرحه : - يارب يا خالد. ثم التفت لشيري ابنته الصغرى وهتف متسائلا : - وانتي يا شيري ساكته ليه مسمتعش صوتك، مش ناويه حتى تقوليلي كلمه واحدة؟ مازالت تقف شيري تلتزم ال**ت، لم تستطيع النطق بحرف واحد، كل ما بداخلها في هذة اللحظه يمر أمامها شريط ذكرياتها البسيط مع والدها... نظر لها والدها نظرة رجاء، حتى نطقت اخيرا : - حمد لله على سلامتك يا بابا . تنفس الصعداء اخيرا بعد نطقها لكلمه " بابا" ثم فتح ذراعيه وهو يقول بنبرة حنونه : - الله يسلم عمرك يا حبيبتي تعالي قربي نفسي اخدك في حضني. اقتربت شيري منه ببطئ، ودقات قلبها تزداد بقوة، عانقها بقوة لشدة شوقه لها، اشتم فيها رائحه ابنته عشق المفقودة الغاليه، ازداد احتضانه لها، وتخيل للحظات انه يضمهم معا، بكى بكاء مرير وهو يهتف : - أنا ازاي عملت كدا في نفسي....؟ ازاي احرم نفسي من حضنك الجميل ده؟ ، اااه سامحني يارب، سامحيني يابنتي.... مهما قولت مش هاوصفك احساسي ايه دلوقتي وحضنك عامل فيا ايه.. ربتت شيري على كتفيه وتطبع قبله رقيقه اعلى جبينه مردده ببكاء شديد قائله : - متقولش حاجه يا بابا، احساسك واصلني من غير ما تعبر... أنت اللي متخيلتش أنا كنت محتاجه ومشتاقه لحضنك قد ايه، ولا تتخيل حبي ليك ازاي... كنت بغيير من حبك لعشق، وانت مش شايف غير حبها، ومش قادر تحس أنا بحبك ازاي، بس كل دا مش مهم الكلام في الماضي مش هايفيد كل اللي هنستفادة أننا هنقلب المواجع... سيب الماضي لحالة وخلينا مع بعض أنا مش عايزة غير إني متحرمش من حضنك واحساسك دا . عانقها مرة اخرى وهو يقول باشتياق شديد : - أنا اللي مش هاقدر اسيبك تخرجي من حضني ابدا يا شيرى، وهتفضلى فيه على طول، ربنا يباركلى فيكوا كلكم يارب. تحاول ناديه النهوض من فراشها وتسجد لله شكر وامتنان لرب العالمين وتقول مردده بأعين باكيه : - احمدك واشكر فضلك يارب راضتنى ورجعتلى محمد، عقبال عشق ماترجعلى وتتم رضاك عليا يارب، اللهم إني عبد من عبادك لم ييأس من رحمتك ابدا، وكلي ثقه فيك يا ربي أنك هتراضيني في يوم من الأيام ، وحققت لي مطلبي... يارب كمل عطفك عليا واجبر بخاطري وردلي عشق وتم فرحتي وسعادتي ياارحم الراحمين يارب العالمين. محمد ينهض ويقترب من زوجته، ويساعدها على النهوض، ثم يأخذها في احضانه ويقول هامساً لها بنبرة كلها حب وترجى : - حضنك وحشنى اوى نادية، وحشيني لدرجه ربنا وحده يعلمها، يارب يقدرنى أنى اعوضك عن سنين فراقنا.. أنا ندمان أنى ضعيت من أيدى كنز زيك، ومقدرتهوش فعلا الزوجة الصالحة نعمه ورزق من عند ربنا، وانا للاسف مقدرتش ولا شوفت النعمة اللى رزقنى بيها، وبصيت بس على فقده وحرمنى منه ربنا يسامحنى ويغفر لي خطأى، رجعتلك ندمان زي ما قولتيلي زمان، بس للاسف الندم جه متاخر اوي ياناديه. نادية تنظر له في مقلتيه بشوق تقول : - انت اللى وحشتنى كلك يامحمد مش حضنك بس، ياااه متتصورش أنت وحشنى ازاى كل حاجة حنانك، وعطفك عليا ،وخوفك لما بتعب ولهفتك، وشوقك لما بتشوفنى كويسة... انت كمان كنت نعم الزوج عشت معاك سنين عمرى عمرك ما قولتلى كلمة وحشة ولا ضايقتنى، وبعد كل ده عايزنى مسمحكش رصيدك عندى كبير اوى يامحمد فوق ما تتصور محمد بنظره حب وندم وحسره يقول : - ربنا يبارك فيكى وميحرمنيش من قلبك الكبير ده، أنا لو لفيت الدنيا كلها عمرى ما الاقى في ضفرك يا ام العيال. يقف خالد وشيرى يشاهدونهم في نظرة كلها دهشة ومتعجبون من كمية الحب التى تكنها امهم لوالدهم، وعلى طيبة قلبها وتسامحها في حقها وهجرها طول السنوات الماضية، ليقرر خالد في نفسه انه يعطى فرصة لوالدة ويحاول ان يقرب منه اكتر ومع الوقت احتمال قلبة يصفى ويستطيع المسامحة مثل امه وشيرى. ************** ومازالت فرحة في انتظار عمها بجميع الملفات التى طلبتها منه، ولكن طال انتظارها فعقدت عزمها ان تذهب إليه بنفسها وهاهى اقتربت من مكتب عمها الذى سألت عنه، وإذا بها تصتدم بشخص بدون قصد لتنظر له مردده بغضب : - اااه مش تفتح يا استاذ ماشى زى القطر كدة ولا همك حد، في ناس والله ماشيين على الأرض، لازم تاخذ بالك منهم. ادهم ينظر لها ويقول بحده : - يا يابنتى انتى اية بلاعة واتفتحت، افصلى شوية دى التلاجة حتى بتفصل. فرحة تنظر له بغضب والشرار يتطاير من مقلتيها مردده : - بلاعة لما تبقى تقع متأبش فيها يارب، وارتاح من خلقتك، أنا مش عارفة البلاوى دى بتجى تشغل هنا ازاى. ادهم بحده ونبره عاليه يقول : - تصدقى أنا لولا راجل محترم كنت علمتك الادب، وعرفت اربيكى أنتى اللى مين واية اللى جابك هنا، والنبى لرفدك واخليكى تشحتى.. فرحة تضع يديها في خصرها، وتنظر له باحتقار وتقول : - ترفد مين وتشحتها ياافندى أنت ، والله لاعرفك مين اللى هيترفد دلوقتى، وتصرخ وتنادى على عمها وتدخل عنده وتقول بنبرة كلها غضب تقول : - انتوا ازاى تشغلوا ناس مش محترمة ياعمى في الشركة بالشكل دي : ياسر ينظر لها ويقول بهدوء : - اهدى بس وفهمينى براحة، أنا مش فاهم حاجة اية اللى حصل مين اللى مشغل الاستاذ ده؟ لينظر ياسر لما تشير إليه ويقول : - اشغل مين بس يافرحه ده ادهم ابنى انتوا اتعرفتوا ببعض ولا لسة؟ ادهم بدهشه وذهول يقول : - ايه فرحة بنت عمى حسن!!! فرحة ببتسامه تقول : - انت بقى ادهم ...اه اتعرفت ومعرفة سودا كمان. ياسر لتعجب يرد قائلا : - ليه كدة يافرحة ده ادهم حتى اطيب منه مفيش. فرحة تنظر لادهم وتقول بسخريه مردده : - اه ما شوفت بنفسي من غير ما حد يقول. ثم التفتت لعمها واكملت قائله : - فين يااونكل الاوراق اللى طلبتها؟ ياسر يقول بجديه : - أنا كنت لسة هبعتهم اتفضلى ياستى والاجتماع بعد ساعة ونص من دلوقتى، تكون بصيتى على الملفات واخدتى فكرة سريعة. فرحة تأخذ منه الملفات ثم تقول بجديه : - تمام يااونكل ساعة ونص كويس بعد إذنك. وتخرج فرحة وادهم واقف مصدوم من ما حدث ،ثم حدث نفسه مردد : - يعني ياربي أول مره اشوفك فيها يافرحه يحصل بينا الموقف ده، أنا مش عارف الومك ولا الوم نفسي، عمر ما كان طبعي ابدا أكون قليل الذوق في الحديث مهما كنت غاضب ..ولكن بعد ما سمعت كلام بابا ليكي من انتقام، وتوعد خلاني غضبت اوي فقررت اني لازم أبعدك عنه، واحافظ عليكي حتى لو كلفني الامر حياتي، ردا لجميل عمي وحبه ليا، فأنا مستحيل ارد مقابلة الاحسان بالشر ابدا، حتى لو هيكلفني الامر إني أقف أمام وجه والدي. فتصدمت بموقفي معاكي يا فرحة في اول لقاء بينا، ويارب ربنا الموقف يعدى على خير من غير اى انطباع سئ يدوم فينتبه فجأة عن سماع صوت والده ينادية... ايو يابنى واقف عندك متنح ليه كدة فتفوق كدة وتقولى حصل اية مع فرح ادهم ينظر له ويقول بهدوء : - مفيش أنا كنت رايح مكتب عمى حسن وخبط فيها وعينك ما تشوف النور، اتفتحت فيا زى وابور الجاز اهانة وطبعا أنا مسكتش بس وجت عندك عشان اية ترفدنى شكلها مغرورة اوى. ياسر بضيق يقول : - ليه كدة بس يا ادهم تخلى او انطباع ليها عليك وحش كدة؟ - اهو اللى حصل بقى، أنا هروح اسلم على عمى حسن. ياسر ينهض من مجلسه ويقترب منه، ويضع يده علي كتفه ويقول بمكر مردد : - لاء استنى بس عايزك كدة ياواد تقرب من بنت عمك، وتصلح الموقف الزفت ده، وتجيب هدية كدة حلوة وتعتذر لها، البنات بيحبوا الحركات دى ياواد اتعلم منى؛ ده أنا خبرة في التعامل مع الستات، مش عارف أنت طلعت خيبة لمين، ومطلعتليش ليا، ياواد البنت جمال وكمال وأصل وكل العز ده هيروح ليها بعد عمر طويل، وهى اللى هتورثه خليك ناصح كدة وخليها تحبك وتتعلق بيك، وتتجوزك عشان ميجيش واحد من تحت الارض يلهفها منك ياع**ط ونطلع من المولد بلا حمص اعقل كدة واسمع كلامى. ادهم وقد ايقن ما يخطط له والده وفكر جيدا انه يتزوجها ليس من اجل ما يخطط والده، إنما من اجل حمايتها من تدبير والده وخوفا عليها ولا تحمل فكرة ان احد من الممكن ان يضحك عليها باسم الحب هى نعم حاده وجادة وسليطة ا****ن ...ولكنها ايضا جميلة وعينيها تسحر قلوب من يراها بهم سحر وجاذبية غريبة، نعم لقد اسرتى هذه العيون من اول نظرة فرد على والده وقال مجاريا له في فكرتة.... - اااه عندك حقك يابابا مش لازم اضيعها من ايدى طبعا، وهروح اعتذرلها زى ما قولت واسلم على عمى. ياسر بفرحة يقول : - ايوة كدة هو ده ادهم ابنى حبيبي...ياواد أنا عايز مصلحتك اسمع انت منى ومش هتندم ..يالا روح بقى لعمك عشان الحق اظبط الاجتماع اللى ست فرحة عايزة تعملة. ادهم يتوجه لمكتب عمه حسن ويستأذن للدخول ويفتح الباب وينادى بحب ناظرا له مردد : - اهلا اهلا بالناس اللى غايبين بقالهم سنين ووحشونى مووووت حبيبي ياعمو، وحشتنى اووى متتخيلش اد اية ويحضنة بشده. حسن يعانقه بحب وشوق مردد : - ادهووووم حبيبي ازيك ياواد كبرت وبقيت زى القمر... وأية ياواد العضلات دى لا لا أنا مش ادك ده انت تلاقيك معلق نص بنات مصر والنص التانى منتظرين. يضحك ادهم على حديث عمه بشده ليرد قائلا : - هههههه مش للدرجادى ياعمو نصهم كتير هما بس الربع ههههههه حسن ضاحكاً ثم قال : -وحشتنى والله ياحبيبي، ربنا يحفظك يارب تعالى لما اعرفك على فرحة. ترد فرحة بسخرية: - لا ما اتعرفت اوى يابابا شكرا. حسن يوجه نظره لادهم متسائلا : -ايه اللي حصل يا ادهم؟ ليرد عليه موضحا كل ما حدث بينهم ليضحك حسن قائلا لفرح : - لا انتى غلطانة يافرحة من أمتى ياحببتى بتعاملى الناس بالطريقة دى، انتى طول عمرك ذوق مع الصغير قبل الكبير، ومش بتحبى ابدا تفرقى بين حد. فرحة **تت قليلا حين شعرت بأنها فعلا إنها كانت عصبية جدا مع ادهم، وكان ممكن ان يمر الموقف غير ما حدث لكنها كانت اعصابها مشدودة ومتوترة من الذى تقبل عليه فحدث ما حدث لترد على والدها.. فعلا حضرتك عندك حق يابابا، أنا بس كنت مضايقة شوية عشان اونكل ياسر اتاخر عليا في الملفات وجت في ادهم ... وتوجة نظرها وتقول ... أنا اسفة على اللي حصل يابشمهندس. ادهم ينظر لها بكل احترام واعجاب على شخصيتها، ويدرك انه اخطأ في الحكم واتسرع حينما اتهمها بالغرور، فهى من بدات بالاعتذار وكان الواجب عليه هو من يبدأ فيزداد احترامه لها واعجابه ويعترف ان والده لاول مرة يكون محق في شئ وليرد سريعا مرددا : - متعتذريش يا انسة فرحة، أنا اللى مفروض اتاسف ليكى أنا اللى غلط انى مأخدتش بالى وانا ماشى، متاسف واتمنى تقبلى اسفي. حسن ينظر إليهم ويقول في حب : - خلاص ياولاد اللى فات مات وتبداوا تتعرفوا ببعض من اول وجديد، وانت يا ادهم مش هسيبك النهاردة نخلص الاجتماع ونرجع على البيت ونسهر للصبح، ماصدقت ان كل الناس اللى بحبها بقت معاها، واعمل حسابك من بكرة تقدم استقالتك وتيجى تمسك الشركة معنا انا مش عارف بس انت ازاى بعد تخرجك تشتغل عند الغريب وتسيب مكانك. - ياعمى حضرتك عارف وجهة نظرى، وكنت هختلف كتير مع بابا في أسلوب ادارتة للشركة، ففضلت ابعد بس دلوقتى مش هقدر ابدا(وهنا ينظر في عيون فرحة التى متابعة حوارة مع والدها وتتضح لها الرؤية امام عينيها ان عمها هو العقبة الواقفة امامها) ابعد عنك ياعمى ياحبيبي. يضحك حسن على كلام ادهم ويلاحظ بعينية وخبرة رجل مخضرم ما يلمح له، ويتمنى بداخله ان تكون فرحة من نصيبة، فادهم هو الشخص الوحيد الذى يأتمنة على ابنتة، ويعلم انه سيحافظ عليها وعلى مالها، ويقف امام اى احد يريد إذائها. - تمام يا ادهوووم استعد يا بطل عشان الاجتماع قرب، وعايزك تركز معايا الفترة الجاية عايزين شغل من نار عايز الشركة يرجع اسمها زى زمان واحسن. ادهم بحماس شديد يرد : - باذن الله ياعمى متقلقش خالص ربنا يقدرنا يارب ونحقق اللى انت عايزة واكتر. وهنا فرحة مستمعة لحديثهم ومعجبة بحماس ادهم، الذى بتتعرف على ملامح شخصيتة وطيبتة وحبه لوالدها الواضح، وحب والدها وثقتة فيه فتعرف بداخلها انه غير والده حقا، وان كلام وفاء عنه حقيقى، فهو يبدو عليه ان اخلاقة جيدة، ليطرق باب المكتب معلنا دخول روؤساء الاقسام وليبدأ اجتماعهم.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD