كانت تضع سماعة الاذن , تستمع للموسيقى وهي تنظف الاطباق , انها عادتها التي لا تتغير!! لا تستطيع أن تقوم بأعمال المنزل دون الاستماع للموسيقى والغناء بصوتها الذي لا تنتبه على انه مرتفع نوعا ما !!
خرج تايلر من غرفته بعد أن ارتدى ملابسه وجفف شعره وسرحه , كان يشعر بالجوع , شق طريقه نحو المطبخ وهو يرسم بخياله فطوره الصحي اللذيذ, حتى اوقفه صوتها العالي بنبرتها الحادة !
نظر لها ليجدها تنظف الاطباق بكل حيوية وهي ترقص وتغني بصوت عالي اغنية Without the love للمغنية Demi Lovato
رفعه حاجبيه بغرابة , ورمقها بتلك النظرة المخيفة!
شعر بالغضب والاستفزاز , وكأنه يكره كل شيء بتلك الفتاة حتى سماع صوتها, مجرد وجودها امامه يستفزها !!
اتجه إليها بسرعة فاجئها بأمساكها بذراعها بقوة ليسقط الطبق من يدها متحولا لفتات ! ذلك غير رعبها الذي شعرت به لأنها كانت مندمجة بالموسيقى, الصقها بالمجلى وهو ما يزال يضغط على يدها… سحب سماعات أذنها بقوة وقال لها بتحدي
: راعي وجود اناس يحبون الهدوء معك بهذا المنزل !!
توسعت عيونها بدهشة من الموقف , قلبها كاد أن يتوقف من الفزع !! ارتجف جسدها بخوف , وزاد ارتجافه عندما حدقت بعيونه الغاضبة !
ابتعد عنها بهدوء وافلت يدها ثم اتجه للثلاجة بكل برود واخرج بعض الطعام واتجه للطاولة ليتناول طعامه بهدوء ينفي غضبه الذي شاهدته قبل قليل..
وضعت يدها على قلبها وركعت على الارض وعيونها محتقنة بالدموع , اخذت تلملم شظايا الزجاج عن الارض وهي تشهق شهقات مختنقة خوفا من أن يسمعها تايلر.. جسدها يرتجف بشدة ! الآن تنتقل من عذاب جميلة و والدتها الى عذاب تايلر لوتنر !!!
اخترقت جلد اصابعها احدى شظايا الزجاج فتن*دت بألم ! ركضت لخزانة الاسعافات الاولية واخرجت منها ضمادة .
قاطع تركيزها صوت رنين هاتفها , تحولت ملامح وجهها من الحزن للسعادة عند رؤيتها اسم المتصل ” ساشا “
تن*د تايلور وهو يهز رأسه عندما رأى تناقض ملامح وجهها واختلافها بثواني!
ركضت لخارج المنزل حتى وصلت الحديقة وردت على المكالمة..
: اجل حبيبتي !
ساشا: لماذا استغرقت الوقت كله للأجابة على الاتصال ؟؟
ديانا: أنا اسفة خرجت للحديقة حتى أتحدث معك بأريحية ..
ساشا: اهاا~ وكأنهم سيفهمون العربية -_-
ديانا: ههههههه !
ساشا: أنا غاضبة منك حقا !! لماذا لم تحدثيني منذ اسبوعين ؟؟
ديانا: أنا اسفة حقا ! لم تتاح لي الفرصة , احضرت لي امي الهاتف منذ فترة ليست ببعيدة ثم إنني احاول أن اعتاد على الوضع هنا !
ساشا: حسنا سامحتك , اذهبي وافتحي الانترنت اريد أن احدثك على النت انه لا يكلف كما المكالمات..
ديانا: حسنا..
دخلت ديانا لغرفة كارلين, اخرجت اللاب توب الخاص بها ثم اتجهت لغرفة المعيشة وجلست على الاريكة ثم فتحت اللاب توب والفيس بوك ثم بدأت بالتحدث مع ساشا , طبعا تايلر الذي يجلس على طاولة المطبخ يتناول طعامه كان يراها..
المطبخ مكشوف على غرفة المعيشة بسبب نظامه المفتوح .
ساشا تبتسم وهي ترى ديانا على الكاميرا: اجل هذا افضل
ديانا تبتسم: اها , إذا كم الوقت الآن في فلسطين ؟
ساشا: انها السابعة مساءا , كم الساعة عندكم ؟؟
ديانا: انها الثانية عشرة ظهرا..
ساشا: وااه فرق 7 ساعات . بالنسبة لي نهاري انتهى ! الجامعة مقرفة بدونك
ديانا: والوضع هنا ممل جدا !!
ساشا: لماذا إلا تخرجين من المنزل ؟
ديانا: بلى ولكن ليس كثيرا , لا اعرف المكان جيدا ثم اني ابقى طول النهار وحيدة, داني بالعمل وامي بالعمل وكارلين بالمدرسة !!
ساشا: من كارلين ؟
ديانا: انها شقيقتي الصغرى ^_^
ساشا: ااه~هذا لطيف , هل لد*ك اخوة غيرها ؟؟
ديانا : لا , ولكن يوجد لكارلين شقيق اكبر منا بعام , يدعى تايلر..
ساشا: إذا هل زوج امك كان متزوجا من قبل والدتك ؟؟
ديانا: اجل, لديه تايلر من زوجته الاولى وقد توفيت وتايلر صغير, ربته امي ..
ساشا: اااه~ اسمه المفضل على قلبي يذكرني بتايلر لوتنر , هل هو وسيم ؟؟
ديانا تبتسم وتنظر لتايلر: لا اعرف حقا ! انه لا يحبني أبدا !!
ساشا بالانجليزية : أنا اعشق تايلر لوتنر , يجب أن يكون وسيما مثله !!
كان صوت ساشا مسموعا لتايلر ولكنه لم يكن يفهم حرفا من كلامها ولكن عندما لفظت جملتها الاخيرة فهم كلامها توسعت عيونه ونهض عن الطاولة يشق طريقه لديانا بغضب عارم !!!!
ديانا تنظر له بفزع: ساشا سأعود بعد خمس دقائق انتظريني..
اقفلت اللاب توب بوصول تايلر لها …
: هل تتفاخرين بعيشك معي امام صديقاتك ؟؟؟؟ * بغضب *
ديانا: لا من قال ذلك ؟؟؟؟؟
تايلر : سمعتها تلفظ اسمي …. اياك أن تخبري احد بأنك تعيشين في نفس المنزل معي , والا ستكون العواقب وخيمة !!!
ديانا تنهض وهي تمسك باللاب: صديقتي من المعجبون بكلهذا لفظت اسمك , لم اخبرها انك تعيش معي ولن افعل لان ذلك سيجلب لي المصائب اكثر منك !! لا تقلق , لست من الذين يموتون من اجل العيش معك.. عن اذنك !
قالت كلماتها بقوة تغلبها دموعها التي انسكبت من عينيها اللوزيتين , ثم اتجهت للخارج مجددا وجلست على طاولة الحديقة تحت المظلة..
مسحت دموعها وفتحت اللاب توب وعاودت الاتصال بساشا..
ساشا: أين ذهبتي فجأة لقد خفت عليكي !!
ديانا: لا تقلقي أنا بخير..
ساشا بعبوس: يبدوا انك تقضين وقتا صعبا حقا هناك !!
ديانا: انه ابن زوج امي فقط !!
ساشا: هل هو كجميلة ؟؟
ديانا: انه اسوأ ! أنا حقا اتمنى العودة للمنزل !!
ساشا تبتلع ريقها وتنظر لديانا بحزن: بخصوص هذا..
ديانا: ماذا ؟؟
ساشا: لقد استولت جميلة على غرفتك ! * قالت بتلعثم * تلك الحقيرة التافهة قامت بألقاء جميع مقتنياتك واشترت غرفة جديدة لها , وكأنها كانت تنذر ذلك على نفسها!!!
ديانا تنسال دموعها بسهولة بسبب بكاءها قبل لحظات: هكذا هو الامر إذا ! معنى هذا انه اصبحت العودة لذلك المنزل مستحيلة !!
ساشا: اااه حبيبتي لا تبكي !!! اتمنى لو كنت بجانبك لأعانقك ! وأنا اسفة لم اقصد أن اقول هذا كي تبكي ولكن لم احتمل البقاء صامتة !! قد ارتكب جريمة بهذه الفتاة يوما !!
ديانا: لا عليكي, كنت سأعرف الآن او لاحقا !
ساشا: بالمناسبة مروان يلقي التحية ويقول انه قد اشتاق لكي كثيرا ..
ديانا: سلمي عليه , سأحدثه عما قريب..
ساشا: سأعطيه رقم هاتفك.
ديانا: هذا جيد..
استغرقهما الحديث لساعات طويلة دون شعورهن بمرور الوقت..
: حسنا حبيبتي يجب أن انام الآن لنتحدث غدا ! * قالت ساشا بابتسامتها الجميلة*
ديانا: حسنا , ستعود امي للمنزل الآن , اعتني بنفسك
ساشا: وانتي ايضا !!
ارسلتا قبلة في الهواء لبعضهما واغلقتا المحادثة , نهضت ديانا ودخلت للمنزل محاولة أن لا تقابل عيونها عيون ذلك الوحش المخيف (كما تراه)
لم تتناول الطعام منذ الصباح فشعرت بالدوخة من شدة الجوع , انطلقت للمطبخ واعدت لها وجبة خفيفة , تناولت طعامها و وقفت لتنضف الطبق الذي اكلت فيه , ما أن وقفت امام المجلى حتى تذكرت كيف سحبها من ذراعها والصقها بالمجلى , الم حافة المجلى التي كانت ترسم خطا افقيا في ظهرها, او الم ذراعها التي ضغطت عليها ذراعه , او هل كان الم عيونه التي تحرق وجهها بنظراته الملتهبة ؟؟ هل كل هذا المها ام فكرة العيش مع شخص يكرهها من جديد ؟؟؟
عانقت جسدها النحيل وارتجفت شفاهها الرقيقة وهي ترسم ملامح العبوس على وجهها البريء !