الفصل السادس..
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لقو....
............
حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم بالسجن لمده سبع سنوات
تعالت صيحات الفرحه والبكاء من الجميع
كان القاضي رحيما رفيقا به علم علم اليقين انه لو كان مكانه لقتله كما قتل سعد ذلك الخسيس
حمدت الام ربها انها لم تفقد ابنها كما فقدت طفلتها
بينما اقتربت امل منه وقالت والدموع تنهمر علي وجهها
وهي تنظر له خلف القضبان الحديدي
امل.... هستناك والسنين هتعدي هوا
سعد..بابتسامه . وانا هرجع ان شاء الله قريب ليكم وهعوضك
مروان..بسعاده .. الحمد لله يا سعد مب**ك ده يعتبر براءه والقاضي واضح انه تعاطف معاك
سعد.. الحمد لله بس انا عاوز منك تاخد بالك من امي وامل لحد ما اخرج دي أمانه عندك
مروان بابتسامه... امانتك في الحفظ والصون
سعد... ده العشم
.........
بعد مرور يومان
على الحكم علي سعد هاهو مروان يصل الي منزل عمه وسط دهشه من العم لحضوره المفاجئ
مروان... ايه يا عمي مالك مستغرب ليه
العم... لا يا ابني بس اول مره تعلمها
وتيجي لوحدك..
مروان بابتسامه... ايه يا عمي انت ناسي اني خطيب بنتك ولا ايه
العم..باحراج. طبعا يا ابني عمتا تنور في أي وقت
مروان.... بهدوء... انا عارف انك مستغرب زيارتي بس بصراحه كده وبدون مقدمات انا عاوز اتجوز
العم بضحك... هههههه طيب مش لما تلبسوا شبكه الأول
مروان... بص يا عمي انا وسلمي مش متعرفين جديد احنا ولاد عم وكمان نعرف بعض كويس يعني الخطوبه دي للي هيتعرفوا علي بعض فعشان كده كنت عاوز نعمل شبكه ودخله وكتب كتاب في يوم واحد وفي اقرب وقت
العم... ايه يا ابني الاستعجال ده
مروان... معلش عارف اني بستعجل بس كده أفضل وانت عارف شغلي وانا بصراحه مش هقدر اجي واروح كل شويه عشان كده عاوز اتجوز
العم... ماشي يا ابني بس اديني وقت عشان الجهاز وكده
مروان.. انا الحمد لله شقتي جاهزه في بيتنا هناك وانتم جهزوا براحتكم اسبوعين كويس
العم... بصدمه...اسبوعين ايه يا ابني منلحقش
مروان وهو يمسك يد عمه... خلاص شهر علي بركه الله
العم.... ههههههههههههه كنت فاكرك عاقل بس طلعت حاجه تانيه خالص
مروان... هههههه البركه في بنتك
العم.وهو يربت علي كتفه.. ربنا يوفقك يا ابني ويصلح حالكم...
مروان... يارب... ممكن بقي اشوفها
العم... اكيد ثواني هنادي عليها واعمل حسابك هتتغدي معانا
مروان... ماشي انت تؤمر يا كبير
خرج العم واختفت ابتسامه مروان بسرعه لماذا لا يشعر بتلك الفرحه التي كان يسمع عنها من أصدقائه قبل زواجهم هل هذا بسبب عدم حبه الي سلمي ام بسبب ما حدث في الايام الاخيرة
لا يعلم ولكن كل ما يهمه الان هو إسعاد ما حوله واسعاد سلمي التي أدرك وبقوه انها تحبه ومن الواضح انه منذ زمن طويل وادرك انها ستكون زوجه وام صالحه لأولاده وستكون عون له وانها ستتفهم ظروف عمله وتتحمل كل شيء معه وماذا يريد اكثر. من ذلك
فاق من شروده علي دخولها عليه ووجهها احمر بقوه من الخجل
سلمي بهمس.. ازيك يا مروان
مروان بابتسامه... الحمد لله
جلست سلمي علي كرسي بعيدا عنه
مروان.. عامله ايه
سلمي... كويسه
مروان... عمي قالك اللي قولته له من شويه
سلمي... اه..
مروان... وانتي ايه رايك
سلمي.بخجل.. اللي تشوفوه
كان مروان يدرك انها ستوافق ولن تعترض علي طلبه نهائيا
مروان... طيب تمام.. شوفي ايه ناقصك وانا معاكي وماما وسمر موجودين
سلمي.. بس هنلحق تحجز قاعه بسرعه كده
مروان بابتسامه... متقلقيش انا هظبطها انا مش سهل برده
سلمي... بابتسامه... انا عارفه انك عنيد
مروان وهو ينظر لها بمشا**ه...
مروان... لا وموز كمان وظابط صعب اوي
سلمي بابتسامه .. ماشي يا حضره الظابط
مروان.... هههههه وانتي الحكومه
ابتسمت سلمي له
وتبادلوا. القليل من الكلام
قبل ان يدخل العم ويطلب منها الذهاب الي والدتها لتحضير الطعام
تناول مروان الطعام معهم وسط جو من الود والمحبه شعر وكانه بمنزله تماما
..........
علي الجانب الآخر
وصل محمد كعادته يوما
ولكن كان بداخله ت**يم انه لن يخرج سوي بزوجته وطفلته اليوم.
دخلت سمر كعادتها بصحبة طفلتها
المبتسمة لابيها.
محمد وهو ياخذ طفلته ولكنه لمس يد سمر عن قصد منه كم اشتاق للمسه يدها
ارتعشت سمر من لمسته ال**بره بقوه واحمر وجهها أدرك حينها من رده فعلها انها ما زالت علي عهدها القديم تحبه وترتعش من أقل لمسه منه
محمد وهو ينظر لها
محمد.... انا مش هخرج من هنا غير وانتي معايا كفايه يا سمر انا بموت من غيرك صدقيني
نظرت له سمر بدقه أصبح وجهه شاحب فقد الكثير من وزنه واضح عليه التعب بقوه
سمر... بس
محمد وهو ينزل طفلته عن قدمه ويقترب منها ويجلس أمامها أرضا ويمسك بيدها
محمد.... بحزن... سامحيني ارجوكي
سمر ودموعها تغرق وجهها...
سمر... انا مش مبسوطه بس حبيتك تحس بعدك عني كان عامل فيا ايه
محمد... بحزن شديد... حسيت واتعلمت سامحيني
سمر وهي تنظر له بحب... سامحتك
محمد بسعاده لاتوصف... انا بحبك اوي وهعوضك والله صدقيني
سمر... بحب... بحبك اوي
محمد وهو يقف سريعا... ويسحبها لتقف وهو يقول بسرعه وسعاده
محمد... بسرعه حضري حاجتك عشان نروح
سمر... مش قبل ما تستاذن بابا
محمد انتي تؤمري يا حبيبتي
وبالفعل طلب محمد الأذن من والدها لاصطحاب زوجته وطفلته للمنزل ووافق الاب وسط سعاده الام البالغه لانه واخيرا ستستقر حياه ابنتها الوحيده
كان سمر تجمع أغراضها وسط فرحه لا توصف نعم تركته وجاءت بارادتها ولم تخبر حتي والدتها عما حدث بينهم ولكنها ما كانت لتترك منزل ابيها دون موافقته فهذا ما تربت عليه وسوف تعلمه لطفلتها بالمستقبل
............
في صباح اليوم التالي وصلت امل كعادتها يوميا الي منزل سعد
للاطمئنان علي والدته وتحضير الطعام والجلوس معاها لبعض الوقت
امل فتاه بسيطه حرمت من حنان امها وهي في السادسه من العمر كانت دائما تشعر ان والدة سعد هي والدتها وستظل هكذا الي نهايه العمر
دخلت امل كعادتها بمفتاحها الخاص الي اعطته اليها والدة سعد
امل...وهي تنادي بصوتها العالي حتي لا تفزع والدة سعد..... ماما يا ماما
ولكن لا يوجد رد دخلت مسرعه
تبحث عنها حتي وجدتها ملقاه علي أرض غرفتها
امل..... بصراخ..... ماماااااا
.........
امل بصراخ...... ماما
واقتربت منها سريعا وهي تصرخ باسمها وتبكي لا تعلم ماذا تفعل ولكنها تذكرت الطبيب المجاور لمنزل والدة سعد والمتابع لحالتها
فانتفضت مسرعه تجري اليه كانت تهرول بكل قوتها وطرقت باب منزله بقوه
فخرجت لها زوجته مفزوعه من طرقات امل علي باب المنزل
اخبرتها بمرض والدة سعد وسالتها عن زوجها فاخبرتها انه ما زال يتناول فطوره ودخلت زوجته اليه تستدعيه وبعدها وجدت الطبيب يخرج اليها وبيده حقيبته وذهب معها مسرعا دون ان يتاخر فقد كان رفقيا لسعد بفعل الجيره
بعد مرور دقائق صعبه عليهم
اخبرها
الطبيب.... سكرها كان منخفض جدا واضح انها اخدت الأنسولين ومكلتش فانخفض بشكل كبير بس هي الحمد لله شويه وتفوق بس لازم تاخدي بالك منها او تشوفي حد يكون مرافق ليها يقعد معاها
امل... حاضر يا دكتور ومتشكره لحضرتك جدا
الطبيب.... العفو
رحل الطبيب ونظرت لها امل بحزن لم تدري ماذا تفعل ولكنها أقتربت من الطاوله التي بجانب التخت واخذت هاتف والدة سعد وخرجت من الغرفه
وقامت بالاتصال بش*يقتها والدة مروان واخبرتها عما حدث
وبعدها
قامت بعمل احسن طعام لها
وبالفعل كانت تدخل الغرفه وجدت الام بدات بالاستيقاظ
فاقتربت منها امل وقبلت يدها بحب
امل.... كده يا ماما تخوفيني عليكي
الام وهي تحاول الاعتدال بتعب
فاقتربت منها امل مسرعه وساعدتها
الام...والله يا بنتي ما اعرف ايه اللي حصلي كنت راحه اتوضي لقيت دماغي لفت ومدرتش بالدنيا
امل... بحزن.. عشان خاطري وخاطر سعد خدي بالك من نفسك
الام... حاضر يا حبيبتي
امل بابتسامه... حضرتلك احسن فطار لاحسن ام
الام بحب... ربنا يسترك ويخليكي ليا
مرت حولي ساعه وسط حديث من الام عن سعد وطفولته وكانت امل تستمع اليها وتشتاق اليه بقوه تتمني ان تغمض عينيها وتجده امامها حر طليق
افاقت من شرودها علي صوت طرقات علي باب المنزل
وحين فتحت الباب وجدت والدة مروان وابيه
دخلت الاخت وهي في حاله قلق علي ش*يقتها التي اخبرتها انها بخير ولكنها **مت وبقوه ان تذهب معها وكذلك زوجها حاولت الرفض ولكن ش*يقتها لم تقبل رفصها وبالفعل ذهبت معهم ولكن علي شرط ان تعود ثانيه ووعدتها امل انها ستاتي اليها يوميا كعادتها باي مكان حتي ولو كان هذا المكان اخر بقاع الأرض
.......
علي الجانب الاخر اصبح الكل يعلم بسرعه زواج سلمي ومروان
وكان الجميع يرتب حاله للزواج وسلمي تحلق في السماء من شده سعادتها كانت امل وسمر رفيقتان لها بكل شيء مرت الايام سريعا
وهاهو يوم زفافها
كانت تنتظره ان ياتي لياخدها من مركز التجميل كانت جميله للغايه بحجابها ملكه متوجه بفستانها الأبيض
واخيرا وجدته يدخل وينظر حوله يبحث عنها وسط كل تلك العرائس المنتظره كل منهم زوجها
حتي وجدها واقترب منها
وقال.... انتي زي القمر ما شاء الله
خجلت سلمي بقوه من حديثه اليها
شعرت بان وجهها يكاد يحترق من شده الخجل ونظرت ارضا
مروان... يله بينا
ومد يده اليها
وضعت سلمي يدها بيده وخرجت معه وسط فرحه وزغاريط من الجميع
مر الزفاف بشكل هاديء وفرحه لا توصف من سلمي اخيرا تحقق حلمها واصبحت زوجه اليه اصبح حقها تنظر له وقت ما تشاء تلمسه بيدها حينما تريد انه زوجها كانت تشعر ان حياتها القادمة ستكون مليئه بالحب والسعاده
مليئه بفرحه لا يقدر بثمن لم تعد تريد اكثر من هذا كانت تعيش ايامها علي امل نظره منه والان اصبح كله اليها ولكن هل ستسمر في أحلامها الورديه........
.......
علي الجانب الآخر
وبعد انتهاء الزفاف
هاهي سمر بغرفتها مع زوجها
سمر بتعب وهي ترتمي علي التخت
سمر... خلاص مش قادره تعبت طول النهار علي رجلي
محمد بحب وهو يضمها اليه
محمد... مالك يا حبيبتي سلامتك
سمر... وهي تضع يدها حوله وتضمه
سمر... متقلقش انا كويسه بس في حاجه مش مريحاني
محمد...خير
سمر... مروان يا محمد مش حساه مبسوط انا عارفه اخويا كويس عارف زي ما بيكون كان في الفرح بيقضي واجب
محمد...يا شيخه بلاش التفكير ده ده هو اللي طلب الجواز بالسرعة دي
سمر... مش عارفه بس ده احساسي
محمد...وهو يرفع وجهها ويغمز لها
محمد...طيب وانا مش هتحسي بيا
سمر وهي تنفجر بالضحك
سمر... والله مجنون
محمد... بس بحبك
سلمي... وانا بعشقك
..........
وصلت سلمي ومروان الي شقتهم
وهاهي بالمرحاض تقوم بتغير ملابسها
ارتدت قميص نوم ابيض طويل رائع الجمال وتركت شعرها مفرود خلفها وخرجت اليه
حين خرجت ابتسم لها مروان ابتسامه بسيطه وكان هو الاخر قام بتغير ملابسه
وجدها تقف متردده بجانب الحمام
وكأن قدميها ثبتت محلها
فاقترب منها وامسك بيدها وسحبها خلفه وجلس واجلسها الي جانبه
مروان... مالك م**وفه كده ليه
سلمي بهمس... مفيش
مروان... متخافيش ولو خايفه مش هقرب منك
سلمي وهي علي وشك البكاء...
سلمي.. انا بس متوتره
مروان... طيب ايه رايك ناكل
سلمي... ماليش نفس
مروان وهو يسحب يدها الي فمه ويقبلها قبله رقيقه ارتعشت علي اثرها بقوه
سلمي دون وعي... انا بحبك اوي يا مروان اوي من زمان وانا بحبك طول عمري مش بشوف غيرك دايما كنت بدعي ربنا تكون من نصيبي كنت بخاف تشوف حد غيري او تحب واحده تانيه كنت ببقي طايره من الفرح لما اعرف انك جاي كنت بستني اي مناسبه تيجي فيها عندنا واعد الايام بين كل مناسبه واستناك ومنمش من قبلها بيومين من كتر ما انا طايره من الفرحه
مروان.... بدهشه... ياه كل ده ليا
سلمي بحب... واكتر ومفيش عندي امنيه غير حاجه واحده
مروان... ايه هي
سلمي... انك مت**رنيش متخلنيش احس ان حبي ليك مالوش لازمه انك تحبني زي ما بحبك
مروان بكذب... وانا بحبك يا سلمي
حينها انهمرت دموعها فرحا وارتمت بحضنه وضمها اليه بقوه
ورفع وجهها اليه وقبلها قبلتهم الاولي
وبعدها حلق بها في بحر من الرومانسيه فهي زوجته حلاله نعم كذب عليها باعترافه بحبه اليها
ولكن لن يكون سبب حزنها وهي تحبه كل هذا الحب......
.........
مرت ايام كثيره علي كل منهم
سلمي تعيش في سعاده مع مروان وهو يعيش بكذب لا ينتهي
بينما سمر ومحمد اصبحت حياتهم مستقره اصبحت الحياه كما هي تريد لم يغضبها يوما وأصبح الحب هو المسيطر علي حياتهم
بينما امل كانت تزور والدة سعد يوميا وتزوره كلما سنجت لها الفرصه وكان سعد يعد الايام حتي يراها كل مره ولا يمل من حديثها ويشعر بغضب لا يوصف كلما يسمع صوت الع**ري يخبرهم بانتهاء الزياره
.....
كانت سلمي تعد طعام الغذاء وحين انتهت دخلت عليه تخبره بالانتهاء
وجدته يمسك بهاتفه ويبتسم
منذ عده ايام وهي لا تشعر بالراحه
تشعر به بعيدا عنها يمسك بهاتفه طوال الوقت علي غير عادته وكلما سالته يخبرها انه عمل
وكلما اتصلت عليه يكون هاتفه بوضع الانتظار كان الشك ياكلها من الداخل وكرامتها تؤلمها ان تمسك بهاتفه وتعلم ماذا يفعل ولكن هذا الشك سيقتلها داخليا ولا تعلم ماذا تفعل
واخيرا قررت انها لابد ان تعلم ماذا يحدث
مروان... حاضر... ثواني هدخل الحمام وجاي
حين دخل مروان الي المرحاض
اقتربت من هاتفه سريعا
وامسكت به وفتحته وكانت صدمتها.........
.......أَتَحسِبُ سوءَ الظَنِّ يَجرَحُ في فِكري إِذاً فَاِحتَوي بي العَجزَ مِن كَنَفِ الصَبرِ وَعاقَت يَدي عِندَ النِزالِ عَوائِقٌ عَنِ السَيفِ لا تُدني يَدَيَّ مِنَ النَصرِ فَلا تَقرِنا ظَنّي بِظَنِّ مُسَفَّهٍ يَظُنُّ بِوَقعِ الأَثرِ في غُرَّةِ البَدرِ
فَقَلبِيَ يَأبى أَن يُدَنَّسَ سِرُّهُ بِرَيبٍ وَوُدّي أَن يُعَنَّفَ مِن غَدري وَقَد جُدتُ بِالنُعمى عَليكَ لِأَنَّني حَلَلتُ عُرى ضِغني وَكَفكَفتُ مِن وِتري وَلَو أَنَّني جازَيتُ قَوماً بِفِعلِهِم لَأَلبَستُهُم حَلِياً مِنَ البيضِ وَالسُمرِ وَأَخلاقُنا ماءٌ زُلالٌ عَلى الرَضى وَإِن أُسخِطَت عادَت عَلى السُخطِ مِن صَخرِ إِذا ما غَضِبنا كادَتِ الأَرضُ تَنطَوي حِفاظاً وَيَرمي الأُفقُ بِالأَنجُمِ الزُهرِ وَما نَحنُ إِلّا عارِضٌ إِن قَصَدتَهُ لِجودٍ حَباكَ النائِلَ الغَمرَ بِالقَطرِ وَإِن هُزَّ لِلأَضغانِ عادَت بُروقُهُ حَريقاً عَلى الأَعداءِ مُضطَرِمَ السَعرِ غَفَرتُ ذُنوباً مِنكَ أَذكَت عَزائمي وَكادَ شِهابُ السُخطِ يَطلَعُ مِن صَدري صَفَحتُ وَقَد كانَ التَغَصُّصُ ذادَني عَنِ الصَفحِ لَكِن أَنتَ مِن كَرَمِ البَحرِ وَمَن قَيَّدَ الأَلفاظِ عِندَ نِزاعِها بِقَيدِ النُهى أَغنَتهُ عَن طَلَبِ العُذرِ فَرُح غانِماً بِالعَفوِ مِمَّن لَوِ اِنطَوى عَلى حَنَقٍ ماتَ الحَمامُ مِنَ الذُعرِ بِكَفِّيَ أَنّى شِئتُ ناصِيَةَ العُلى أَهُزُّ وَأَعناقُ المَكارِمِ في أَسري