الثاني عشر والثالث عشر

1562 Words
يقول نزار قباني في قصيدته: اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ. يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ. وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا ١٢ كانت بطريقها للمنزل بعد انتهاء العمل لتجد سيارة غريبة أمامها و قبل أن تفكر بصاحبها خرج كنان منها رائع لا يكفيها ما يحدث معها ليأتي لمكان عملها هكذا دون اهتمام برؤية أحد له معها و قد يحدث لها مشكلة بسببه لقد انهي عمله و وجد نفسه يأخذ طريق عملها فكر قليلا في سبب يخبرها به فقرر اخبارها برغبته بتناول الغداء معها و هي لا تملك خيارا سوى تنفيذ كلامه يريد الحديث معها قليلا يجب أن تتوقف عن تشوية سمعته رغم أنه الملك لكنه لا يتحمل تطاول أحد عليه و لا حتي بالجرائد التي ليس لها عمل سوى ذلك أشار لها لتصعد بجانبه عندما لاحظت نظرات الناس إليهما و بعد تحركه طلبت منه التوقف بجانب الطريق فنفذ طلبها لتنفجر به رزان بغضب : ماذا تظن نفسك فاعلا ؟؟؟!!! لو رأني أحد و أنا أصعد معك ماذا سيقول عني ؟؟؟!!! ألا يفترض بك أن تخشي علي سمعة من صارت زوجته أم إنك لا تهتم ؟؟؟!!! كنان بهدوء : لا أحد يمكنه الحديث عن الملك فقط الصحفية سليطة اللسان هي من تفعل و لسانها بحاجة إلى قصه رزان بسخرية : لا شأن لك بلساني فهو يعجبني و الآن سبب تشريف الملك لي اليوم بمكان عملي ؟؟؟!! كنان بعدم اهتمام : أرغب بتناول الطعام معك بدلا من المكتب رزان بتعجب : أتيت فقط لأجل تناول الطعام معي بدلا من المكتب هل هذه مزحة ما ؟؟؟!!! كنان بنفي : ليست مزحة و الآن سنذهب للمطعم رزان برفض خوفا من رؤية أحد لهما معا : لا لن أذهب معك لأنك تعلم جيدا كيف هي علاقتك بك و ثانيا لأن والدي ينتظرني لأتناول معه الطعام و لن أتركه لأجلك كنان بتفكير : جدى عذرا مناسبا مثلا لد*ك عملا هاما و لا يمكنك العودة الآن فحسب علمي أنت ليس لد*ك مشكلة بالكذب فعلتي ذاك معي كثيرا دون دليل واحد حتي رزان بسخرية : بالطبع كنان زيدان لا يخطأ بينما الآخرون هم المخطئون الكل يعلم بشأن فسادك لكنك تعلم جيدا كيف تجعلهم يصموتون رغما عنهم كنان بهدوء : لو كنت لفعلت معك و قبل أن تتحدثي عن والدك لو كنت لما خفت منك أنت تشبهين والدك لد*كما نفس الرأس اليابس العنيد و هذا كان سبب ما حدث له و بالحديث عن ذلك ثم قال بتهديد : ابقي بعيدا عن عادل حديد و هذه المرة أنت لم تر شيئا مني بعد و ربما علي تحقيق ذاك الخيال المتوحش برأسك عني و عن أفعالي رزان بعدم اهتمام : و كأنك تحيفني لا تحلم بذلك كنان ببرود : أنا لا أخيفك بل أخبرك فقط عادل حديد ليس لديه عزيز و يقتل بدم بارد أي شخص يعترض طريقه هذا أكبر منك و من قدراتك دعيه لمن هو ندا له رزان بسخرية : و من يكون ذاك الشخص ؟؟؟!! أنت كنان بشرود : لا أسد جمال حديد ( الجزء الثاني من سلسلة سطوة الرجال) ************************************ في انتظار التعليقات ??? ١٣ أصر على عودتها للمنزل و ايصالها بنفسه رغم كل ما قالته له لكنه عنيد لم يتأثر بكلامها و فعل ما يريد هو و فقط هو كان الجلوس معها ممتعا بالفعل علي الرغم من عنادها الذي يجعلها صريحة في حديثها و لا تخشاه كغيرها لكنه بنفس الوقت يكره لسانها السليط الذي لا يتحكم فيما يخرج منه أبدا بل يطلقه فورا و هذا يزعجه لكنه سيعلمها كيف تمسك لسانها جيدا و تحترم زوجها رغما عنها و عن رأسها الصلب العنيد ذاك و إلا لن يكون كنان زيدان الملك جلست بسيارته ترغب بإمساك رقبته حتي تخرج أنفاسه و يرتاح العالم كله منه و ليس هي فقط لكنها أيضا لا تريد أن تكون قاتلة لأجله ألا يكفي ما فعلته حتي الآن بسببه ؟؟؟!!!! رزان بإستفزاز : عادل حديد سيكون السبق الصحفي الجديد لي و سأحصل علي تكريم كبير من الدولة علي ذلك كنان بعدم اهتمام : لا مشكلة لد*ك إذن أن يعلم والدك ما بيننا رزان بخوف : أنت لن تخبر أبي عن زواجنا بالسر أليس كذلك ؟؟؟!!!! أخبرتني ألا أحد سيعلم كنان بهدوء : و أنا عند كلامي لكن أنت أيضا عليك تنفيذ ما أخبرك به ليست ندا لعادل رزان بسخرية : تريد جعلي دميتك تفعل بي ما تشاء لكن لا لست أنا من تكون كذلك ربما النساء من حولك قد يفعلون ما تخبرهن به كنان بجدية : البلاد مليئة بالفاسدين اختاري واحدا منهم و اكتبي قدر ما تشائين حتي لو هاجمته شخصيا لا أحد منهم يمكنه الحديث معك بكلمة واحدة مزعجة و قبل أن تعترضي و تبدأي عنادك هذه الفرصة لن تعود يمكنك كشف الفساد في كل مكان ليس عليك القلق علي والدك أو علي نفسك فكري جيدا رزان بقلق : أي شخص هنا ؟؟!!! لن تعود و تتركني وحدي و تقول كنان مقاطعا : عندما أقول سأكون معك فسأكون لست ممن يقولون الكلمة و لا ينفذوها البلاد كلها بين يد*ك مادام هنا و ليس بمكان آخر لا تتهورى رزان بتنهيدة : لا أستطيع تصديقك لكن لا أمتلك خيار آخر سأفعل فكما قلت هي فرصة لا تعوض لكن أنا لن أتركك و إن علمت تورطك فلن أصمت و سأقوم بكشف ذلك للعالم قابلها الصمت فقط ثم عندما رأت أين هما أسرعت توقفه و تخبره أنها لن تتركه يذهب لمنزلها فليس لديها ما تقوله لوالدها علي ذلك بأي حال و للعجب نفذ كنان كلامها لم تعطي للأمر أهمية بقدر عودتها لمنزلها سريعا قبل أن يراها أحد مع كنان و يخبر والدها و حينها ستكون بورطة كبيرة لحسن الحظ كان الشارع خاليا و سهل أمر عودتها بينما كنان لم يغادر حتي تأكد من وصولها لمنزلها سالمة و لم يعترض أحد طريقها تلك المجنونه تريد الموت حقا بأفعالها تلك فهما تقوم به قمة الجنون و هي ليست ندا لعادل حديد لكنها قادرة على من هم هنا علي الأقل تحت سيطرته ************************************ في انتظار التعليقات ???
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD