شهد وهى يبدوا عليها التردد وتبلع ريقها : . . . . . . . . . .
كنت عاوزة أقولك إن بابا جمال وماما كريمة دول مش أبويا وأمى ال خلفونى . . . . . . . . .
خالد وهو متعجب ، واتسعت عيناه محاولا استيعاب ماقالته ، طوكأنه وقع عليه الصاعقة :
يعنى ايه مش أبوكى وأمك ، مش فاهم حاجة ! ! . . . . . . .
شهد ترد عليه كما لو كانت تكذب ماقالته :
انا هفهمك الموضوع من الاول :-
ماكنتش حابة أتكلم فيه مع أى حد ، لأنه حساس جدا بالنسبالي ، بس لازم تعرف الحقيقة ، وزى ماكنت ص**ح معايا ، أنا كمان لازم ابقى ص**حة معاك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنا لما وعيت على الدنيا ، ماشوفتش حد قدامى غير بابا جمال وماما كريمة ، هما ال اتبنونى ، من وأنا عندى ٤٠ يوم ، وده لأنهم مابيخلفوش ، وبعد سنين طويلة من الزواج ، ربنا منعهم من الخلفة ، وكان حد قالهم يتبنوا طفل ، وأهو يكون ليكوا سند ، وتاخدوا فيه ثواب ،
وبالفعل جم الملجأ وشافونى ، وماما كريمة قالت عايزة بنوتة ، وزى مايكون لينا نصيب نبقى مع بعض ، ولأنهم فعلا هما ال مربينى ، وبعتبرهم فعلا هما أبويا وأمى ال خلفونى ، ولأنى ماشوفتش حد لما وعيت ع الدنيا غيرهم ، والموضوع ده ماحدش يعرفه غيرنا احنا التلاتة .
وهما مش بيعتبرونى زى بنتهم ، لا انا فعلا بنتهم ، ومراعيين ربنا فيا وأكتر كمان ، وعمرهم ماحسسونى انى مش بنتهم . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خالد وهو فى ذهوول تام ، ودقات قلبه تنبض بسرعة البرق ، وكأنه وقع عليه الصاعقة ، متظاهرا كأن شئ لم يكن ! ! !
يااااه دى حاجة ولا فى الاحلام ، قصتك دى غريبة أوى ! ! ! !
انتى بجد فجئتينى ، وأد ايه قصتك مؤثرة جدااا ، وأد ايه الناس دى كبروا فى نظرى أكتر من الأول ، وفعلا ماحدش بيعمل كدة مع ولاده ، وهما ربوكى أحسن تربية ، وأحسنوا إليكى ، وفعلا هما يتشالوا ع الراس .
شهد وهو فخورة بوالديها والحديث عنهما وعن تربيتهم لها قائلة : .
أنا ال فخورة بيهم بجد ، وماحسسونيش لحظة انى مش بنتهم ، بالع** كانوا بيخافوا على جدا ، وكان نفسهم يشوفوا عيالى ، ولكن ربنا ماأردش لحكمة هو يعلمها ، والحمد لله على كل شيء . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خالد وهو يرفع حاجبه ويهز رأسه ويلوحها من عدم تصديقه لما يسمع ويشعر بشئ من الفخر تجاه والديها :
انا بحسدك على الناس دى بجد ، وتمسكى بيكى بيزيد يوم عن يوم ، وربنا يقدرنى وأكون دايما عند حسن ظنهم ، ومافيش حاجة باايدك ولا باايدى ، كله فعلا باايد ربنا احنا موجودين فى الحياة بس ، عشان نكمل بعض . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شهد والإبتسامة تملأ قلبها والإبتسامة على وجهها لما تسمعه من خالد لها :
انا دلوقتى مش ندمانة انى عرفتك ، وكل يوم بتثبتلى أن ربنا هيعوضنى عن كل الايام ال عشتها ، ودايما بحمد ربنا ع الظروف ال انا فيها ، وال جمعتنى بيك .
بس عايزة الموضوع ده يبقى بينى وبينك ، مافيش مخلوق يعرف عنه حاجة . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . .
خالد بعد أن هدأ ، وقلبه بدأ ينبض ببطء قائلا :
ماتقلقيش مافيش حد هيعرف حاجة ، وده وعد بيبنى وبينك ، وماتخافيش من حاجة طول ماانتى جمبى ومعايا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وان شاءالله نيجيلكوا بكرة انا وامى نحدد معاد للفرح ، ومش عايزك تقلقى من حاجة طول ماانتى جمبى .
شهد قبل أن تغلق المكالمة :
كنت عايزة أقولك حاجة قبل ماأقفل ،
خالد : قولى انا سامعك كويس .
شهد والخجل يبدوا عليها من نبرة صوتها :
كنت عايزة أقولك انى (بحبك) .
خالد وهو قلبه بيطنطط من الفرحة : يااااااه ع الفرحة ال انا فيها دلوقتى ، وانا كمان بحبك اووى وحاسس إن الارض مش شايلانى . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .
وأغلقلا المكالمة وكل منهم لم يصدق بأن الله أعطى لهم فرصة أخرى ، لكى يشعروا بالسعادة ، ويعوضهم على الأيام السابقة . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفى صباح اليوم التالى : .
استيقظ خالد من نومه على غير العادة ، من النشاط والحيوية ، وأخد يقبل ابنته ليلى ويغنى لها ، ويخبرها بأن الله سوف يعوضها عن حنان الأم الذى فقدته من صغرها ، وابنه الذى يحتاج الحنان والامان ، ووالدته التى تحتاج أحد بجانبها ، ليساعدها ف تربية الأولاد .
وبلغ أمه بأن تتفق مع والدة شهد لكى نحدد معاد لنتفق فيه عن موعد الزفاف على أن يكون فى أقرب وقت ممكن .
.........
أمه وهى سعيدة عندنا تشاهد ابنها بعد وفاة زوجته ، وقد انقلب حاله وتبدل حزنه الى فرح ، وترفع يدها إلى السماء وتدعوا له بالسعادة وراحة البال قائلة له : .
روح ياابنى ربنا يسعد قلبك ، ويقربلك كل حاجة انت بتتمناها .
فرفعت ام خالد التليفون على أم شهد وحددت موعد للاتفاق على موعد الزفاف .
.........
وذهب خالد إلى عمله وكله نشاط وحيوية ويلتقى بصديقه حسين وبدأ يحكى له عن إحساسه بالسعادة قائلا :
انا حاسس ان ربنا هيعوضنى عن كل حاجة فقدتها .
حسين وهو فرحان لفرح صديقه خالد :
مش قولتلك ربنا هيف*جها ، وهيعوضك خير . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وف المساء يذهب خالد مع والدته الى منزل والد شهد والأسرة تتبادلان الترحاب وكل منهما معجب باللاخر .
والحاج جمال يجلس على الأريكة مرحبا بهم :. اهلا يا أستاذ خالد اتفضل اتفضلى ياحاجة نورتونا تعبين نفسكوا ليه احنا بقينا أهل خلاص ماتكلفوش نفسكوا البيت واحد .
أم خالد : ربنا يديم العز ياحاج، ده من بعد خيركم طبعا .
...
اتفضلوا اقعدوا . تشربوا ايه ؛
خالد : أى حاجة ماتتعبوش نفسكوا ، احنا جاين انهاردة عشان نحدد معاد الفرح ، ده بعد اذن حضرتك طبعا ياحاج .
يرد ابو شهد قائلا : ده احنا نجهزهالكوا ونبعتهالكوا من غير أى حاجة .
أم خالد : كلك ذوق ياابو العروسة ، ربنا يديم علينا الفرح ، وبنتكوا هتبقى فى عنينا .
كفاية أنها طالعة من بيت أصيل ، وبنت ناس محترمين .
أم شهد والفرحة مش سايعاها :
ربنا ال عالم بالحال والطيبون للطيبات .
وشهد تجلس على الأريكة وهى فى خجل تام وهى فى قمة أناقتها وسعادتها
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وعند الاتفاق :
اتفقوا على موعد الزفاف على أن يكون فى أقرب وقت ، على أن يكون فى الأجازة الصيفية ، بعد شهر ونص من الأن ، لكى يكون الكل فى أتم استعداد ، وفى انتظار اللحظة التى ينتظرها الجميع . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
والجميع ع استعداد ليوم الزفاف ، وفى هذا اليوم المنتظر ، يذهب خالد ليأتى بعروسته التى كانت أية فى الجمال ، وكان الفستان يناسب قوامها بشكل مغرى ، ولأول مرة أعلم أنها تمتلك قامة طويلة ، وجسد ممسوق متوسط الوزن بص*ر بارز وعيون زرقاء اللون ، وأخذ يغازلها ببعض الكلمات ، ثم نظرت ال عينينه وكأنها تقول له أخيرا جه اليوم ال هنبقى مع بعض فيه .
وهو يبادلها نفس الاحساس :
ويأتي بها إلى منزله ، ليبدأ حياة سعيدة مع الإنسانة التى كان يتمناها ، وتعوضه عن زوجته أم أولاده التى مازال ذكراها فى كل مكان ، ولكن تلك هى سنة الحياة ، وفى ذلك اليوم أخذت أمه الأولاد وذهبت بهم بعيدا عن المنزل لمدة أسبوع ، عند أختها لتترك العرسان سويا ، وقد أعدت لهم مالذ وما طاب من الطعام فى تلك الليلة ، وعادت الحياة كما كانت ، وعاد خالد إلى عمله وإذ بصديقه حسين يأتى إليه ليبارك له على الزواج الذى لم يحضره سوى الاسرة وبعض الأقارب ،
ويخبره بما حدث معه فى تلك الفترة الماضية . . . . . . . . .
خالد وهو يرحب بحسين ، ويبادله التهانى ويقول له : أنا أسعد انسان ف الكون كله ، وعقبالك ياحسين لما تحقق انت كمان ال بتحلم بيه ،
حسين وهو يرفع عينيه ويفتح فمه وملامحه تبدوا عليه السعادة : أن شاء الله هتسمع أخبار حلوة الفترة الجاية .
خالد وهو ف استغراب ممتزج بالسعادة :
خير ياحسين فى تطورات حصلت ولا ايه .
حسين : أنا رحت لسالى اتقدمتلها لما عرفت انها سابت بيت جوزها الله يرحمه ، وجات قعدت عند والدها .
فأخذت إذن ، ورحت زورتهم ف البيت ،
وكلهم كانوا مرحبيبن بيا ، ودى كانت بداية مبشرة ليا .
ولما قعدت مع سالى وعبرتلها عن كل ال جوايا حسيت أن فى قبول ، وطلبت اننا نتقابل ونقعد مع بعض تانى .
ومن ساعتها وانا مش مصدق نفسى ، وطاير من الفرحة .
خالد : بجد ياحسين فرحتنى جدا ربنا يسعدك ياحبيبى ، ويقدملك ال فيه الخير وانت انسان كويس وتستاهل كل خير ، وان شاء الله نسمع أحلى أخبار الايام الجاية . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . .
وتمر الايام وهم يعيشون مع بعضهم ف سعادة مليئة بالحب والحنان ، والأولاد كانت تعتبرهم أولادها ، فكانت تحنو عليهم وتعوضهم عن فقدانهم من حنان الأم .
وخالد من وقت لأخر يتحدث إليها ليخبرها : لقد احتاج كلانا إلى الأخر لنكمل بعضنا البعض ، فأنا أريد رفيقا يؤنس وحدتى ، وانتى تحتاجين الى الدفء والمأوى ، ولقد صرنا نمضى أياما ونفهم بعضنا البعض جيدا . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وتمر الايام وتصبح أسابيع ، والأسابيع تصبح شهور ، الى أن تحول الأمر الى سنتين كاملتين ، والكل ف رضا تام ، والحياة فى استقرار تام . . . . . . .
وفى يوم من الايام تشعر شهد بوجع ودوخة على غير العادة .
لتتصل بخالد وهو فى عمله ، والتعب يزداد عليها من وقت لأخر : .
أيوة ياخالد عامل ايه .
خالد وقد يبدوا عليه القلق : خير ياحببتى مالك صوتك متغير ليه فيكى حاجة ولا ايه .
شهد بصوت خافت :
انا حاسة انى تعبانة اوى ، والأرض مش شايلانى، وبقول شوية وهرتاح .
بس التعب بيزيد ، ومش قادرة أقف على رجلى .
خالد وهو يرد عليها بقلق :
تعبانة ازاى طيب ماتقلقيش تلاقيكى أخدتى برد وانتى نايمة ، انا هاخد أذن من الشغل وجايلك حالا ، ونروح للدكتور ونشوف اللازم ونعمله . . . . . .
شهد وهى مستسلمه : .
حاضر ياحبيبى ال انت شايفه بس تعالى على مهلك . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عاد خالد من عمله وانحنى إليها ليسألها بقلق : هل أنتى بخير ؟
وتجيب شهد وقد تجمعت الدموع فى عينيها من التعب :
انا أسفة انى قلقتك ، بس انا حاسة بتعب شديد ودوخة .
طيب أجهزى يالا نروح للدكتور حالا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وعندما وصلوا للطبيب قال خالد للممرضة : لو سمحتى عاوزين نكشف كشف مستعجل .
حاضر : اتفضل اقعد ، وهتدخل بعد الكشف ال هيخرج .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وجلس خالد وشهد لينتظر معاد الكشف :
ماتخافيش هتبقى كويسة إن شاء الله .
ثم سار متجها الى غرفة الكشف فى نهاية الممر .
ودخلا للطبيب وهو ماسك يديها ليطمئنها ،
الدكتور وهو يرحب بيهم قائلا :
ألف سلامة ، خير ان شاء الله ؟ ؟
فأجاب خالد وهو يبدوا عليه القلق : .
مافيش يادكتور شهد فجأة بتشكتى من وجع جامد فى بطنها ، وحاسة أنها داخية ، كنت عاوز حضرتك تطمنا بس عليها ....
الدكتور وهو يلوح بيده نحو السرير :
اتفضلى هنا يامدام .
وحين فحص الدكتور لشهد يفاجئهما الطبيب بشئ لم يتوقعاهما من قط .
خالد وهو يحاول الاطمئنان على شهد : خير يادكتور شهد تعبانة من ايه طمنى عليها .
الطبيب قائلا :
. . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لتكملة القصة تابعونى ،
وبكدااا يكون الفصل خلص
وانتظرونى فى فصول جديدة فضلا وليس أمرا ،
دمتم سالمين . . . . . . .