الفصل الرابع

2448 Words
شهد وهى يبدوا عليها التردد وتبلع ريقها : . . . . . . . . . . كنت عاوزة أقولك إن بابا جمال وماما كريمة دول مش أبويا وأمى ال خلفونى . . . . . . . . . خالد وهو متعجب ، واتسعت عيناه محاولا استيعاب ماقالته ، طوكأنه وقع عليه الصاعقة : يعنى ايه مش أبوكى وأمك ، مش فاهم حاجة ! ! . . . . . . . شهد ترد عليه كما لو كانت تكذب ماقالته : انا هفهمك الموضوع من الاول :- ماكنتش حابة أتكلم فيه مع أى حد ، لأنه حساس جدا بالنسبالي ، بس لازم تعرف الحقيقة ، وزى ماكنت ص**ح معايا ، أنا كمان لازم ابقى ص**حة معاك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أنا لما وعيت على الدنيا ، ماشوفتش حد قدامى غير بابا جمال وماما كريمة ، هما ال اتبنونى ، من وأنا عندى ٤٠ يوم ، وده لأنهم مابيخلفوش ، وبعد سنين طويلة من الزواج ، ربنا منعهم من الخلفة ، وكان حد قالهم يتبنوا طفل ، وأهو يكون ليكوا سند ، وتاخدوا فيه ثواب ، وبالفعل جم الملجأ وشافونى ، وماما كريمة قالت عايزة بنوتة ، وزى مايكون لينا نصيب نبقى مع بعض ، ولأنهم فعلا هما ال مربينى ، وبعتبرهم فعلا هما أبويا وأمى ال خلفونى ، ولأنى ماشوفتش حد لما وعيت ع الدنيا غيرهم ، والموضوع ده ماحدش يعرفه غيرنا احنا التلاتة . وهما مش بيعتبرونى زى بنتهم ، لا انا فعلا بنتهم ، ومراعيين ربنا فيا وأكتر كمان ، وعمرهم ماحسسونى انى مش بنتهم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خالد وهو فى ذهوول تام ، ودقات قلبه تنبض بسرعة البرق ، وكأنه وقع عليه الصاعقة ، متظاهرا كأن شئ لم يكن ! ! ! يااااه دى حاجة ولا فى الاحلام ، قصتك دى غريبة أوى ! ! ! ! انتى بجد فجئتينى ، وأد ايه قصتك مؤثرة جدااا ، وأد ايه الناس دى كبروا فى نظرى أكتر من الأول ، وفعلا ماحدش بيعمل كدة مع ولاده ، وهما ربوكى أحسن تربية ، وأحسنوا إليكى ، وفعلا هما يتشالوا ع الراس . شهد وهو فخورة بوالديها والحديث عنهما وعن تربيتهم لها قائلة : . أنا ال فخورة بيهم بجد ، وماحسسونيش لحظة انى مش بنتهم ، بالع** كانوا بيخافوا على جدا ، وكان نفسهم يشوفوا عيالى ، ولكن ربنا ماأردش لحكمة هو يعلمها ، والحمد لله على كل شيء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خالد وهو يرفع حاجبه ويهز رأسه ويلوحها من عدم تصديقه لما يسمع ويشعر بشئ من الفخر تجاه والديها : انا بحسدك على الناس دى بجد ، وتمسكى بيكى بيزيد يوم عن يوم ، وربنا يقدرنى وأكون دايما عند حسن ظنهم ، ومافيش حاجة باايدك ولا باايدى ، كله فعلا باايد ربنا احنا موجودين فى الحياة بس ، عشان نكمل بعض . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . شهد والإبتسامة تملأ قلبها والإبتسامة على وجهها لما تسمعه من خالد لها : انا دلوقتى مش ندمانة انى عرفتك ، وكل يوم بتثبتلى أن ربنا هيعوضنى عن كل الايام ال عشتها ، ودايما بحمد ربنا ع الظروف ال انا فيها ، وال جمعتنى بيك . بس عايزة الموضوع ده يبقى بينى وبينك ، مافيش مخلوق يعرف عنه حاجة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . خالد بعد أن هدأ ، وقلبه بدأ ينبض ببطء قائلا : ماتقلقيش مافيش حد هيعرف حاجة ، وده وعد بيبنى وبينك ، وماتخافيش من حاجة طول ماانتى جمبى ومعايا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وان شاءالله نيجيلكوا بكرة انا وامى نحدد معاد للفرح ، ومش عايزك تقلقى من حاجة طول ماانتى جمبى . شهد قبل أن تغلق المكالمة : كنت عايزة أقولك حاجة قبل ماأقفل ، خالد : قولى انا سامعك كويس . شهد والخجل يبدوا عليها من نبرة صوتها : كنت عايزة أقولك انى (بحبك) . خالد وهو قلبه بيطنطط من الفرحة : يااااااه ع الفرحة ال انا فيها دلوقتى ، وانا كمان بحبك اووى وحاسس إن الارض مش شايلانى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وأغلقلا المكالمة وكل منهم لم يصدق بأن الله أعطى لهم فرصة أخرى ، لكى يشعروا بالسعادة ، ويعوضهم على الأيام السابقة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وفى صباح اليوم التالى : . استيقظ خالد من نومه على غير العادة ، من النشاط والحيوية ، وأخد يقبل ابنته ليلى ويغنى لها ، ويخبرها بأن الله سوف يعوضها عن حنان الأم الذى فقدته من صغرها ، وابنه الذى يحتاج الحنان والامان ، ووالدته التى تحتاج أحد بجانبها ، ليساعدها ف تربية الأولاد . وبلغ أمه بأن تتفق مع والدة شهد لكى نحدد معاد لنتفق فيه عن موعد الزفاف على أن يكون فى أقرب وقت ممكن . ......... أمه وهى سعيدة عندنا تشاهد ابنها بعد وفاة زوجته ، وقد انقلب حاله وتبدل حزنه الى فرح ، وترفع يدها إلى السماء وتدعوا له بالسعادة وراحة البال قائلة له : . روح ياابنى ربنا يسعد قلبك ، ويقربلك كل حاجة انت بتتمناها . فرفعت ام خالد التليفون على أم شهد وحددت موعد للاتفاق على موعد الزفاف . ......... وذهب خالد إلى عمله وكله نشاط وحيوية ويلتقى بصديقه حسين وبدأ يحكى له عن إحساسه بالسعادة قائلا : انا حاسس ان ربنا هيعوضنى عن كل حاجة فقدتها . حسين وهو فرحان لفرح صديقه خالد : مش قولتلك ربنا هيف*جها ، وهيعوضك خير . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وف المساء يذهب خالد مع والدته الى منزل والد شهد والأسرة تتبادلان الترحاب وكل منهما معجب باللاخر . والحاج جمال يجلس على الأريكة مرحبا بهم :. اهلا يا أستاذ خالد اتفضل اتفضلى ياحاجة نورتونا تعبين نفسكوا ليه احنا بقينا أهل خلاص ماتكلفوش نفسكوا البيت واحد . أم خالد : ربنا يديم العز ياحاج، ده من بعد خيركم طبعا . ... اتفضلوا اقعدوا . تشربوا ايه ؛ خالد : أى حاجة ماتتعبوش نفسكوا ، احنا جاين انهاردة عشان نحدد معاد الفرح ، ده بعد اذن حضرتك طبعا ياحاج . يرد ابو شهد قائلا : ده احنا نجهزهالكوا ونبعتهالكوا من غير أى حاجة . أم خالد : كلك ذوق ياابو العروسة ، ربنا يديم علينا الفرح ، وبنتكوا هتبقى فى عنينا . كفاية أنها طالعة من بيت أصيل ، وبنت ناس محترمين . أم شهد والفرحة مش سايعاها : ربنا ال عالم بالحال والطيبون للطيبات . وشهد تجلس على الأريكة وهى فى خجل تام وهى فى قمة أناقتها وسعادتها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وعند الاتفاق : اتفقوا على موعد الزفاف على أن يكون فى أقرب وقت ، على أن يكون فى الأجازة الصيفية ، بعد شهر ونص من الأن ، لكى يكون الكل فى أتم استعداد ، وفى انتظار اللحظة التى ينتظرها الجميع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والجميع ع استعداد ليوم الزفاف ، وفى هذا اليوم المنتظر ، يذهب خالد ليأتى بعروسته التى كانت أية فى الجمال ، وكان الفستان يناسب قوامها بشكل مغرى ، ولأول مرة أعلم أنها تمتلك قامة طويلة ، وجسد ممسوق متوسط الوزن بص*ر بارز وعيون زرقاء اللون ، وأخذ يغازلها ببعض الكلمات ، ثم نظرت ال عينينه وكأنها تقول له أخيرا جه اليوم ال هنبقى مع بعض فيه . وهو يبادلها نفس الاحساس : ويأتي بها إلى منزله ، ليبدأ حياة سعيدة مع الإنسانة التى كان يتمناها ، وتعوضه عن زوجته أم أولاده التى مازال ذكراها فى كل مكان ، ولكن تلك هى سنة الحياة ، وفى ذلك اليوم أخذت أمه الأولاد وذهبت بهم بعيدا عن المنزل لمدة أسبوع ، عند أختها لتترك العرسان سويا ، وقد أعدت لهم مالذ وما طاب من الطعام فى تلك الليلة ، وعادت الحياة كما كانت ، وعاد خالد إلى عمله وإذ بصديقه حسين يأتى إليه ليبارك له على الزواج الذى لم يحضره سوى الاسرة وبعض الأقارب ، ويخبره بما حدث معه فى تلك الفترة الماضية . . . . . . . . . خالد وهو يرحب بحسين ، ويبادله التهانى ويقول له : أنا أسعد انسان ف الكون كله ، وعقبالك ياحسين لما تحقق انت كمان ال بتحلم بيه ، حسين وهو يرفع عينيه ويفتح فمه وملامحه تبدوا عليه السعادة : أن شاء الله هتسمع أخبار حلوة الفترة الجاية . خالد وهو ف استغراب ممتزج بالسعادة : خير ياحسين فى تطورات حصلت ولا ايه . حسين : أنا رحت لسالى اتقدمتلها لما عرفت انها سابت بيت جوزها الله يرحمه ، وجات قعدت عند والدها . فأخذت إذن ، ورحت زورتهم ف البيت ، وكلهم كانوا مرحبيبن بيا ، ودى كانت بداية مبشرة ليا . ولما قعدت مع سالى وعبرتلها عن كل ال جوايا حسيت أن فى قبول ، وطلبت اننا نتقابل ونقعد مع بعض تانى . ومن ساعتها وانا مش مصدق نفسى ، وطاير من الفرحة . خالد : بجد ياحسين فرحتنى جدا ربنا يسعدك ياحبيبى ، ويقدملك ال فيه الخير وانت انسان كويس وتستاهل كل خير ، وان شاء الله نسمع أحلى أخبار الايام الجاية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتمر الايام وهم يعيشون مع بعضهم ف سعادة مليئة بالحب والحنان ، والأولاد كانت تعتبرهم أولادها ، فكانت تحنو عليهم وتعوضهم عن فقدانهم من حنان الأم . وخالد من وقت لأخر يتحدث إليها ليخبرها : لقد احتاج كلانا إلى الأخر لنكمل بعضنا البعض ، فأنا أريد رفيقا يؤنس وحدتى ، وانتى تحتاجين الى الدفء والمأوى ، ولقد صرنا نمضى أياما ونفهم بعضنا البعض جيدا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وتمر الايام وتصبح أسابيع ، والأسابيع تصبح شهور ، الى أن تحول الأمر الى سنتين كاملتين ، والكل ف رضا تام ، والحياة فى استقرار تام . . . . . . . وفى يوم من الايام تشعر شهد بوجع ودوخة على غير العادة . لتتصل بخالد وهو فى عمله ، والتعب يزداد عليها من وقت لأخر : . أيوة ياخالد عامل ايه . خالد وقد يبدوا عليه القلق : خير ياحببتى مالك صوتك متغير ليه فيكى حاجة ولا ايه . شهد بصوت خافت : انا حاسة انى تعبانة اوى ، والأرض مش شايلانى، وبقول شوية وهرتاح . بس التعب بيزيد ، ومش قادرة أقف على رجلى . خالد وهو يرد عليها بقلق : تعبانة ازاى طيب ماتقلقيش تلاقيكى أخدتى برد وانتى نايمة ، انا هاخد أذن من الشغل وجايلك حالا ، ونروح للدكتور ونشوف اللازم ونعمله . . . . . . شهد وهى مستسلمه : . حاضر ياحبيبى ال انت شايفه بس تعالى على مهلك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عاد خالد من عمله وانحنى إليها ليسألها بقلق : هل أنتى بخير ؟ وتجيب شهد وقد تجمعت الدموع فى عينيها من التعب : انا أسفة انى قلقتك ، بس انا حاسة بتعب شديد ودوخة . طيب أجهزى يالا نروح للدكتور حالا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وعندما وصلوا للطبيب قال خالد للممرضة : لو سمحتى عاوزين نكشف كشف مستعجل . حاضر : اتفضل اقعد ، وهتدخل بعد الكشف ال هيخرج . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وجلس خالد وشهد لينتظر معاد الكشف : ماتخافيش هتبقى كويسة إن شاء الله . ثم سار متجها الى غرفة الكشف فى نهاية الممر . ودخلا للطبيب وهو ماسك يديها ليطمئنها ، الدكتور وهو يرحب بيهم قائلا : ألف سلامة ، خير ان شاء الله ؟ ؟ فأجاب خالد وهو يبدوا عليه القلق : . مافيش يادكتور شهد فجأة بتشكتى من وجع جامد فى بطنها ، وحاسة أنها داخية ، كنت عاوز حضرتك تطمنا بس عليها .... الدكتور وهو يلوح بيده نحو السرير : اتفضلى هنا يامدام . وحين فحص الدكتور لشهد يفاجئهما الطبيب بشئ لم يتوقعاهما من قط . خالد وهو يحاول الاطمئنان على شهد : خير يادكتور شهد تعبانة من ايه طمنى عليها . الطبيب قائلا : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . لتكملة القصة تابعونى ، وبكدااا يكون الفصل خلص وانتظرونى فى فصول جديدة فضلا وليس أمرا ، دمتم سالمين . . . . . . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD